
.. ونعمة دفاعنا الجوى
لم يكن «حائط الصواريخ»، الذى انتهى بناؤه وبدأ تفعيله فى ٣٠ يونيو ١٩٧٠، مجرد تجميع للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، بل كان نقطة تحول فى تاريخ الدفاع الجوى، إقليميًا ودوليًا. ويكفى أن تعرف أن الأسبوع التالى، الأسبوع الأول من يوليو ١٩٧٠، بات معروفًا باسم «أسبوع تساقط الفانتوم»، بعد أن تمكنت قوات دفاعنا الجوى من إسقاط عدة طائرات من هذا الطراز، الذى لم يكن قد تم إسقاطه من قبل، ما أجبر العدو على قبول مبادرة «روجرز»، لوقف إطلاق النار، اعتبارًا من صباح ٨ أغسطس التالى، وما مكّن رجال الدفاع الجوى من الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة.
هكذا، تمكنت قوات دفاعنا الجوى من تحييد، أو شلّ، القوات الجوية الإسرائيلية، خلال حرب أكتوبر، وسهّلت عبور قواتنا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، وقامت بتغطية الأهداف الحيوية، فى كل ربوع مصر، وأفقدت العدو خلال الأيام الأولى الثلاثة للحرب أكثر من ثلث طائراته وعددًا من أكفأ طياريه، وأجبرت موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، وقتها، على أن يقرّ فى اليوم الرابع بعجزه عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وبأن يقول، نصًا، فى حوار تليفزيونى، إن «القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها». وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن تقديرات حلف شمال الأطلسى، الناتو، والاتحاد السوفيتى، القوى العظمى الثانية، وقتها، قالت إن عدد الطائرات الأمريكية، الإسرائيلية، التى نجحت قوات دفاعنا الجوى فى إسقاطها، خلال حرب أكتوبر، يتراوح بين ٢٤٠ و٣٦٠ طائرة.
قد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن «حائط الصواريخ» دخل التاريخ، مرة أخرى، حين أفشل ثانى محاولة أمريكية لاستخدام الطائرات بدون طيار، أو المسيَّرات، بعد نجاح التجربة، جزئيًا، فى حرب فيتنام، وأرجأ تسجيل، أو تأريخ، أول مشاركة حقيقية لهذه الطائرات، إلى يونيو ١٩٨٢، حين استخدمتها الولايات المتحدة، عبر ذراعها بالمنطقة، فى معركة «سهل البقاع»، التى انتهت بتدمير غالبية بطاريات الدفاع الجوى السورى، وإسقاط ٨٦ طائرة سورية، دون أن تصاب أى طائرة إسرائيلية أو أمريكية.
المهم، هو أن قوات دفاعنا الجوى، التى صدر فى أول فبراير ١٩٦٨، القرار الجمهورى رقم ١٩٩ بإنشائها، لتكون هى القوة الرابعة لقواتنا المسلحة، كانت، ولا تزال، هى الدرع الحصينة، التى تردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من سماء مصر، وطمأننا قائدها الفريق ياسر الطودى، أمس الأول الأحد، بأنها لديها منظومة علمية متكاملة، تضم عناصر بشرية ذات كفاءة عالية، وتسليحًا متطورًا، ونظم قيادة وسيطرة متقدمة، قادرة على الرصد المبكر، والتعامل الفورى، والتحييد الكامل لأى خطر يهدد المجال الجوى المصرى، حاليًا أو مستقبلًا، عبر الاستفادة من كل وسائل الاستطلاع المتيسرة، مثل الإنذار الطائر والمحمول جوًا وأجهزة الرادار الأرضية المتنوعة، لاكتشاف مختلف العدائيات الجوية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن سماءنا، سماء مصر، تحميها، كذلك، قواتنا الجوية، التى اعتادت منذ ٥٢ سنة، على إرجاء الاحتفال بعيدها السنوى، من ٢٣ مايو، إلى ١٤ أكتوبر، ليتزامن مع «معركة المنصورة»، أطول وأعنف وأشرس معركة جوية عرفها التاريخ العسكرى الحديث. صحيح أن ٩٧ سنة ستمر، فى ٣٠ نوفمبر المقبل، على قرار إنشاء «القوات الجوية للجيش المصرى»، غير أن الميلاد الحقيقى لـ«سلاح الجو المصرى»، بدأ حين قام طيارون مصريون، فى ٢٣ مايو ١٩٣٢، بقيادة أول ٥ طائرات من طراز «تايجرموث»، لمدة ٧ أيام، ولمسافة ٣ آلاف ميل، من المملكة المتحدة إلى مطار ألماظة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
.. ونعمة دفاعنا الجوى
الهجمات المتبادلة، أو حرب الـ١٢ يومًا، بين إيران وإسرائيل، أبرزت أهمية أن تكون سماؤك، سماء وطنك، محميَّة، وأعطت طعمًا مختلفًا لاحتفال قوات دفاعنا الجوى، أمس الإثنين، بعيدها الخامس والخمسين، خاصة بعد الطفرة النوعية التى شهدتها، وقواتنا المسلحة إجمالًا، تنظيمًا وتدريبًا وتسليحًا، خلال الـ١١ سنة الماضية، والتى رفعت قدراتها، كفاءتها وجاهزيتها، وجعلتها قاهرة، رادعة، وقادرة على مواجهة أى تهديدات، راهنة أو مستقبلية، بإمكانات غير مسبوقة، وأحدث منظومات القتال فى العالم. لم يكن «حائط الصواريخ»، الذى انتهى بناؤه وبدأ تفعيله فى ٣٠ يونيو ١٩٧٠، مجرد تجميع للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، بل كان نقطة تحول فى تاريخ الدفاع الجوى، إقليميًا ودوليًا. ويكفى أن تعرف أن الأسبوع التالى، الأسبوع الأول من يوليو ١٩٧٠، بات معروفًا باسم «أسبوع تساقط الفانتوم»، بعد أن تمكنت قوات دفاعنا الجوى من إسقاط عدة طائرات من هذا الطراز، الذى لم يكن قد تم إسقاطه من قبل، ما أجبر العدو على قبول مبادرة «روجرز»، لوقف إطلاق النار، اعتبارًا من صباح ٨ أغسطس التالى، وما مكّن رجال الدفاع الجوى من الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة. هكذا، تمكنت قوات دفاعنا الجوى من تحييد، أو شلّ، القوات الجوية الإسرائيلية، خلال حرب أكتوبر، وسهّلت عبور قواتنا إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، وقامت بتغطية الأهداف الحيوية، فى كل ربوع مصر، وأفقدت العدو خلال الأيام الأولى الثلاثة للحرب أكثر من ثلث طائراته وعددًا من أكفأ طياريه، وأجبرت موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى، وقتها، على أن يقرّ فى اليوم الرابع بعجزه عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وبأن يقول، نصًا، فى حوار تليفزيونى، إن «القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها.. ثقيلة بدمائها». وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن تقديرات حلف شمال الأطلسى، الناتو، والاتحاد السوفيتى، القوى العظمى الثانية، وقتها، قالت إن عدد الطائرات الأمريكية، الإسرائيلية، التى نجحت قوات دفاعنا الجوى فى إسقاطها، خلال حرب أكتوبر، يتراوح بين ٢٤٠ و٣٦٠ طائرة. قد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن «حائط الصواريخ» دخل التاريخ، مرة أخرى، حين أفشل ثانى محاولة أمريكية لاستخدام الطائرات بدون طيار، أو المسيَّرات، بعد نجاح التجربة، جزئيًا، فى حرب فيتنام، وأرجأ تسجيل، أو تأريخ، أول مشاركة حقيقية لهذه الطائرات، إلى يونيو ١٩٨٢، حين استخدمتها الولايات المتحدة، عبر ذراعها بالمنطقة، فى معركة «سهل البقاع»، التى انتهت بتدمير غالبية بطاريات الدفاع الجوى السورى، وإسقاط ٨٦ طائرة سورية، دون أن تصاب أى طائرة إسرائيلية أو أمريكية. المهم، هو أن قوات دفاعنا الجوى، التى صدر فى أول فبراير ١٩٦٨، القرار الجمهورى رقم ١٩٩ بإنشائها، لتكون هى القوة الرابعة لقواتنا المسلحة، كانت، ولا تزال، هى الدرع الحصينة، التى تردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من سماء مصر، وطمأننا قائدها الفريق ياسر الطودى، أمس الأول الأحد، بأنها لديها منظومة علمية متكاملة، تضم عناصر بشرية ذات كفاءة عالية، وتسليحًا متطورًا، ونظم قيادة وسيطرة متقدمة، قادرة على الرصد المبكر، والتعامل الفورى، والتحييد الكامل لأى خطر يهدد المجال الجوى المصرى، حاليًا أو مستقبلًا، عبر الاستفادة من كل وسائل الاستطلاع المتيسرة، مثل الإنذار الطائر والمحمول جوًا وأجهزة الرادار الأرضية المتنوعة، لاكتشاف مختلف العدائيات الجوية. .. وتبقى الإشارة إلى أن سماءنا، سماء مصر، تحميها، كذلك، قواتنا الجوية، التى اعتادت منذ ٥٢ سنة، على إرجاء الاحتفال بعيدها السنوى، من ٢٣ مايو، إلى ١٤ أكتوبر، ليتزامن مع «معركة المنصورة»، أطول وأعنف وأشرس معركة جوية عرفها التاريخ العسكرى الحديث. صحيح أن ٩٧ سنة ستمر، فى ٣٠ نوفمبر المقبل، على قرار إنشاء «القوات الجوية للجيش المصرى»، غير أن الميلاد الحقيقى لـ«سلاح الجو المصرى»، بدأ حين قام طيارون مصريون، فى ٢٣ مايو ١٩٣٢، بقيادة أول ٥ طائرات من طراز «تايجرموث»، لمدة ٧ أيام، ولمسافة ٣ آلاف ميل، من المملكة المتحدة إلى مطار ألماظة.


الوفد
منذ 2 أيام
- الوفد
عمرو أديب: الأيام الجاية هتحصل حاجات مهمة في البلد
قال الإعلامي عمرو أديب، إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تحولات وأحداث مهمة في مصر على عدة مستويات، مشيرًا إلى أن هناك العديد من القوانين والتشريعات الجديدة المرتقبة، إلى جانب قرارات أخرى لم يُكشف عنها بعد. وأوضح عمرو أديب خلال تقديمه برنامج 'الحكاية'، أن «حادث المنوفية الأليم غطّى على موضوعات مهمة جدًا، لكن خلال الأيام القادمة كل شيء هيتضح، وهتشوفوا قوانين وتشريعات وحاجات تانية»، في إشارة إلى أن هناك تغييرات جوهرية في الطريق. الدولة ماضية في خططها لإقرار إصلاحات جديدة على عدة مستويات وأشار عمرو أديب إلى أن انشغال الرأي العام بالأحداث الأخيرة قد أخفى بعض التحركات السياسية والتشريعية، لكن الدولة ماضية في خططها لإقرار إصلاحات جديدة على عدة مستويات. أكد الفريق ياسر الطودى قائد قوات الدفاع الجوى المصري، أن رجال الدفاع الجوى المرابطين فى كل ربوع الوطن متحملون مسئولية الدفاع عن سماء مصر بإخلاص واقتدار ليل نهار، وأشار قائد قوات الدفاع الجوى إلى أن رجال الدفاع الجوى سطروا بأحرف من نور صفحات مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية بالإعلان عن اكتمال إنشاء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس. فخلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970، انطلقت صواريخ الدفاع الجوى، لتفاجئ أحدث مقاتلات العدو والتى تهاوت على جبهة القتال وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، معلنة عن مولد القوة الرابعة قوات الدفاع الجوى، كخط الدفاع الحاسم عن سماء الوطن وسيادتها، واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيداً لها، لِتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات، وتضع اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى خِلال حرب أكتوبر 1973م. الفريق ياسر الطودى الفريق ياسر الطودى وأكد قائد قوات الدفاع الجوى المصرى أن رجال قوات الدفاع الجوى، يُعاهدون الله أن يَظلوا الحصن المنيع، دائما على أهبة الاستعداد، حراساً لسماء مصرنا الحبيبة، مُجددين العهد لرئيس الجمهورية، أن يظلوا دوماً جنوداً أوفياء حافظين العهد مستمرين فى التطوير والتحديث وزيادة القدرات القتالية، لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، لنحفظ لِلأُمة هيبتها ولِسماء مِصر قُدسيتها. حفظ الله مِصر وحفظ جيشها ووقاها وشعبها شر الفِتن، وجعلها واحة للأمن والأمان لتستمر فى مسيرة التقدُم والرُقى والازدهار.


بوابة الأهرام
منذ 2 أيام
- بوابة الأهرام
بمناسبة الاحتفال بالعيد الخامس والخمسين لقوات الدفاع الجوى
نعمل ليل نهار سلما وحربا.. وسنظل الحصن المنيع ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب من بلدنا الفرد المقاتل الركيزة الأساسية لمنظوماتنا القتالية حريصون على زيادة محاور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة تحتفل اليوم قوات الدفاع الجوى بالذكرى الخامسة والخمسين لعيد الدفاع الجوى الذى يعد بمثابة الوفاء والإجلال للشُهداء والرواد الأوائل أبطال قوات الدفاع الجوى الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم فى سبيل الوطن وسطروا فى سجل المجد والشرف بطولات عظيمة لتعلو رايات الوطن خفاقة . وبهذه المناسبة نظمت قيادة الدفاع الجوى مؤتمرا صحفيا على هامش الاحتفال ألقى خلاله الفريق ياسر الطودى قائد قوات الدفاع الجوى، كلمة أكد فيها أن رجال الدفاع الجوى سطروا بأحرف من نور صفحات مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية بالإعلان عن اكتمال بناء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس، فخلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970 انطلقت صواريخ الدفاع الجوى، لتفاجئ أحدث مقاتلات العدو والتى تهاوت على جبهة القتال وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم معلنة مولد القوة الرابعة قوات الدفاع الجوى، كخط الدفاع الحاسم عن سماء الوطن وسيادتها، واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيداً لها،لِتُسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات، وتضع اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى خِلال حرب أكتوبر 1973 ووجه قائد قوات الدفاع الجوى رسالة اطمئنان لشعب مِصر الكريم قائلا «أن أبناءكُم من مُقاتلى قوات الدفاع الجوى مسلحين بالعلم والإيمان وأحدث المنظومات القادرة على الرصد المبكر والتعامل الفورى والتحييد الكامل لأى خطر يهدد المجال الجوى» وإننا إذ نؤكد للفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المُسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى أن رجال قوات الدفاع الجوى يُعاهدون الله أن يَظلوا الحصن المنيع دائما على آهبة الاستعداد حراساً لسماء مصرنا الحبيبة . ويُشَرفُنى ويُشرف قوات الدفاع الجوى بأن أتوجه بتحية إجلال وتقدير إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجُمهورية القائد الأعلى للقوات المُسلحة مُجددين العهد لسيادتِه أن نظل دوماً جنوداً أوفياء حافظين العهد مستمرين فى التطوير والتحديث وزيادة القدرات القتالية لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات لنحفظ لِلأُمة هيبتها ولِسماء مِصر قُدسيتها. وفيما يلى وقائع المؤتمر الصحفى ... تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوى... نرجو إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟. الأول من فبراير 1968 بدأنا رحلة طويلة من العمل والكفاح لإنشاء قوات الدفاع الجوى والتى تم تسليحها وتدريبها تحت ضغط هجمات العدو الجوى خلال حرب الاستنزاف . يعتبر صباح يوم 30 يونيو عام 1970 يوما مجيدا فى تاريخ العسكرية المصرية حيث تمكنت تجميعات الدفاع الجوى من إسقاط (12) طائرة من أحدث الطرازات (فانتوم ـ سكاى هوك) وأسر طياريها وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم معلنة مولد القوة الرابعة لقواتنا المسلحة الباسلة، واتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدا لها . يتردد دائما أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ) ... نرجو إلقاء الضوء بماذا تعنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط ؟ حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة بمهمة توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة، هذه المواقع تم إنشاؤها واحتلالها فى ظروف بالغة الصعوبة .. وبتضحيات عظيمة تحملها رجال الدفاع الجوى والمهندسين العسكريين والمدنيين من شعب مصر العظيم . حيث استمر العدو الجوى فى استهداف تلك المواقع فى أثناء إنشائها، ولإنشاء حائط الصواريخ كان لزاماً علينا الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات مع إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية . إن الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع ... إلقاء الضوء عن دور الدفاع الجوى المصرى فى تحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟ . خلال فترة وقف إطلاق النار بدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة حديثة (سام ـ 3، سام ـ 6) ورفع مستوى الاستعداد والتدريب القتالى للقوات . ونجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتو كروزر) صباح يوم 17 سبتمبر 1971. وفى حرب أكتوبر 1973 قامت قوات الدفاع الجوى بدور مهم لتأمين العبور وتوفير التغطية بالصواريخ عن التجميعات الرئيسية للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والاستراتيجية على كل ربوع مصر فى ظل امتلاك العدو الجوى لعدد (600) طائرة من أحدث الطرازات ( ميراج، فانتوم، سكاى هوك ) . وخلال ليلة 6/7 أكتوبر نجحت قوات الدفاع الجوى فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين مما أضطر قائد القوات الجوية المعادية من إصدار أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه... مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 1973 ( أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ... ثقيلة بدمائها )، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر تكبيد العدو (326) طائرة وأســـر (22) طيارا وتنتهى الحرب بفرض الإرادة وتجنى مصر من موقع القوة ثمار السلام . تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى من أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة... نرجو إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة؟ أدى التطور الهائل فى وسائل وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة والاستخدام الموسع للطائرت الموجهة بدون طيار والصواريخ الطوافة والباليستية.. إلى ضرورة وجود منظومة دفاع جوى ذات قدرات نوعية عالية تواكب التطور التكنولوجى للعدائيات الجوية الحديثة وتتميز بالتنوع والتعدد والتكامل ... وبما يحقق القوة/ القدرة/ الصمود . وتتكون المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادارية وعناصر مراقبة جوية بالنظر تقوم باكتشاف العدائيات الجوية المختلفة وإنذار القوات عنها، بالإضافة إلى العناصر الإيجابية من الصواريخ والمدفعية (م ط) ذات المديات المختلفة لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية والتشكيلات التعبوية على كل الاتجاهات الاستراتيجية . وتتم السيطرة على عناصر المنظومة بواسطة مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والبحرية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة . أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم .. فكيف نطمئن بأن سماء مصر آمنة وستظل؟ فى عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أوأنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية . بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة باستخدام الذكاء الاصطناعى مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها . ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فيما نمتلكه من أنظمة حديثة ولكن يكمن فى القدرة على تطوير فكر الاستخدام بطريقة غير نمطية وبما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة عالية أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى.. فماذا أعددتم سيادتكم للارتقاء باداء الجندى المقاتل علمياً وبدنياً ونفسياً؟ تدرك قيادة قوات الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى خططنا إلى تطوير مهارات وقدرات الفرد المقاتل من خلال مسارين، الأول : إعادة صياغة شخصية الفرد المقاتل حيث يتم البناء الفكرى للفرد المقاتل وتشكيل ثقافة الإدراك لتكوين شخصية تتميز بحسن الخلق والتمسك بالقيم وتتصف بالولاء، الانتماء، حب الوطن والاستعداد للتضحية والفداء عن الأرض من خلال خطة توعية لغرس وتنمية وترسيخ الفهم الصحيح والفكر المعتدل للأديان السماوية والقيم والمثل الأخلاقية وبما يحقق حماية الفرد المقاتل وتحصينه ضد الحروب النفسية، والأفكار المتطرفة والهدامة، وكذا مجابهة التأثير السلبى لمواقع التواصل الاجتماعى وشبكة المعلومات الدولية، بالإضافة إلى الاهتمام بالعوامل النفسية للمقاتل التى لها تأثير على روحه المعنوية وتبعث فيه روح القتال وقهر العدو والإيمان بالنصر وتزوده بالقوة والقدرة على التغلب على المصاعب والعقبات . والمسار الثانى : تطوير العملية التعليمية / التدريبية للفرد المقاتل، حيث تم إعداد خطة شاملة تتماشى مع أساليب التدريب الحديثة لتطوير العملية التعليمية بقوات الدفاع الجوى بهدف الوصول إلى المواصفات المنشودة للفرد المقاتل (فنياً / بدنياً / انضباطياً ) من خلال تطوير الدورات المؤهلة للضباط وضباط الصف بانتهاج استراتيجية التعليم التفاعلى باستخدام تطبيقات مستحدثة وتنفيذ معسكرات تدريب مركزة بمركز التدريب التكتيكى لقوات د جو لرفع كفاءة المعدات وتنمية القدرات القتالية للفرد المقاتل والتوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية وإنتقاء أفضل المدربين للعمل فى وحدة التدريب المشترك لتدريب الأفراد المستجدين وتقييم أدائهم وانتقائهم وتوزيعهم بما يتلاءم مع طبيعة المهام التى سيكلفون بها، وكذا تأهيل الضباط بالخارج للتعرف على فكر وأسلوب استخدام أنظمة الدفاع الجوى الحديثة وإجراء التدريبات المشتركة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات للدول العربية والأجنبية . تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع العديد من الدول العربية والأجنبية والذى يعتبر أحد ركائز التطوير فكيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟ تحرص قوات الدفاع الجوى على زيادة محاور التعاون العسكرى مع نظائرها بالدول الشقيقة/ الصديقة فى كل المجالات من خلال عدة مجالات أولها مجال التدريب حيث تتم استضافة الطلبة من الدول الشقيقة والصديقة بكلية الدفاع الجوى للتأهيل بعلوم الدفاع الجوى، المواد الهندسية، وتبادل إيفاد الضباط لحضور فرق التأهيل العامة/ التخصصية/ الدورات (المتقدمة ـ الراقية ـ القادة)/ دورات أركان حرب التخصصية فى مجال الدفاع الجوى لدراسة العلوم العسكرية الحديثة بمعهد الدفاع الجوى، وتبادل الزيارات لأعضاء هيئة التدريس/ الدارسين (كلية ـ معهد) دجو مع الدول الصديقة والشقيقة لتبادل الخبرات فى مجال أساليب التعليم / التدريب الحديثة، وتنفيذ تدريبات مشتركة لأنظمة الصواريخ والمدفعية م ط مثل (التدريب المصرى / الأمريكي)، (النجم الساطع)، التدريب المصرى / الروسى (سهم الصداقة)، التدريب المصرى / اليونانى (ميدوزا)، التدريب المصرى/ الفرنسى (كليوباترا)، التدريب المصرى / الباكستانى (حماة السماء)، التدريب المصرى / السعودى (تبوك)، التدريب المصرى/ الاردنى (العقبة) . وفى مجال التسليح حيث يتم تبادل الخبرات فى مجال التأمين الفنى لأنظمة الدفاع الجوى المتماثلة باستغلال الإمكانات المتطورة والكوادر المؤهلة فى التدريب/ الإصلاح/ رفع الكفاءة وإطالة أعمار المعدات . وفى مجال العمليات حيث يتم تبادل الخبرات فى أساليب التخطيط لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية وعقد ورش عمل على مستوى المتخصصين فى مجال «مجابهة التهديدات الجوية الحديثة (للطائرات الموجهة بدون طيار، الصواريخ الطوافة/ البالستية)». وفى مجال البحوث الفنية والتطوير حيث يتم تبادل الزيارات للمراكز البحثية وعقد ورش عمل لتبادل الخبرات فى مجالات «حل المشاكل الفنية وتوفير مقومات التأمين الفنى للأنظمة المتعذر إصلاحها/ المتوقف إنتاجها ببلد المنشأ». توصف قوات الدفاع الجنوى دائما بأنها درع السماء القـادرة على صد أى عدوان جوى خصوصاً فى الحروب الحديثة .. ما هى رسالة الطمأنينة للشعب المصرى عن قوات الدفاع الجوى»؟ فى البداية أود أن أوضح أمرا هاما جدا .. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة،إلا أننا فى ذات الوقت، نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة،والتهديدات التى تتعرض لها كل الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل، ولكن تظل دائماً وأبداً القوات المسلحة ملتزمة بأهدافها وبرامجها وأسلوبها للمحافظة على كفاءتها القتالية فى أوقات السلم والحرب،وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوى، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات بحيث تكون قادرة فى مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح، ويتم تحقيق الاستعداد القتالى العالى والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع إستعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غاية الدقة، فإننا دائما نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر أؤكد للشعب المصرى أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى كل الدعم لضمان التطوير والتحديث المستمر بكل أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذى يليق بالدولة المصرية. وأود أن أطمئن الشعب المصرى بأن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية، تعمل ليل نهار سلماً وحرباً فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها ونعاهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والسيد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على أن نسير قدماً فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى وأن نظل دوما جنوداً أوفياء، حافظين العهد مضحين بكل غال ونفيس... نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعاً لأمتنا العربية. حمى الله مصر شعباً عظيما وجيشا باسلاً يحمى الإنجازات ويصون المقدسات .