
توكل كرمان تكشف المستور لاول مرة
كشفت الناشطة السياسية والحقوقية اليمنية، الحائزة جائزة نوبل للسلام، توكل عبدالسلام كرمان، لأول مرة، المستور من خفايا ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير)، وخيانة دولتين عظموتين للثورة، وغدر ثلاث دول اقليمية بها، وما ينبغي اليوم لليمنيين كافة، في مواجهة التحديات الراهنة.
جاء هذا في حوار اجري مع توكل كرمان في أكبر مهرجان سياسي وديمقراطي في النرويج عن "الربيع العربي"، أكدت فيه أن ثورة الشباب الشعبية السلمية في اليمن كانت سلمية ونجحت في ان تظل سلمية رغم وحشية الديكتاتور علي عفاش، ورغم انتشار السلاح أجبرناه على الرحيل بلا عنف".
مضيفة: "استطاع الربيع العربي اسقاط سبعة طغاة في اليمن ومصر وتونس وليبيا والسودان والجزائر وغيرها، خلال 15 عاما فقط، لكن واجهتنا ثورة مضادة تقودها إيران والسعودية والإمارات". وأردفت: "نحن لم نفشل، بل نواجه ثورة مضادة وتواطؤًا دوليًا، وتحقق الاهداف يحتاج وقتًا كما حدث في أوروبا".
وتابعت: "ما تسمعونه الآن هو أن هناك فوضى في الدول العربية، ميليشيات، حروب أهلية، انقلابات عسكرية، إرهاب. نعم، هناك فوضى، لكن ما يجب أن تعرفوه هو أنه إذا قرأتم التاريخ، فستجدون أن بعد كل ثورة عظيمة ثورة مضادة. لا تتوقعوا أن أي ثورة ضد الطغاة، سيخلق الناس الديمقراطية والسلام في آن واحد".
مردفة: "هذا مستحيل. عندما تقرأون التاريخ الأوروبي، سترون أن الأمر استغرق عقودًا لتحقيق الديمقراطية والحرية. فلماذا نلوم الشعوب العربية بعد خمسة عشر عامًا فقط؟. تمكنا من إسقاط سبعة طغاة، خلال خمسة عشر عامًا فقط، سبعة طغاة حكموا بلادنا بالدم والخوف والفساد والظلم لعقود".
لكن توكل كرمان كشفت عن خيانة دول كبرى لثورات الربيع العربي وغدر دول اقليمية، وقالت: "لقد تمكنّا من إسقاطهم في اليمن ومصر والسودان والجزائر وتونس وسوريا وغيرها. كانت تلك الخطوة الأولى للثورة. أما الخطوة الثانية فهي أننا نواجه الآن ثورة مضادة بشعة. يجب أن تعلموا هذا".
مضيفة: "نحن نواجه ثورة مضادة بشعة بقيادة السعودية والإمارات وإيران". وأردفت: "هذه الدول الثلاث لا تريد الديمقراطية ولا الحرية في المنطقة العربية. إنها تخشى الديمقراطية لأنها لا تريدها في بلدانها. أمر آخر، ذكرته للتو وتجاوزته سريعًا، هو خيانة المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية".
وتابعت: "يدّعون دعمهم للديمقراطية، لكنهم لا يفعلون. لقد تحالفوا مع مستبدين من قبل، ومع ديكتاتوريين أعداء للثورة بعد ذلك. يعتقدون أن مصالحهم تتحقق معهم. يعتقدون أن شعبنا لا يستحق الديمقراطية، وأننا لا نستطيع قيادة أنفسنا، وأننا يجب أن نخضع لحكم الطغاة لضمان المصالح الغربية".
كاشفة لأول مرة خيانة دول كبرى للربيع العربي، بقولها: "أنا لا أتحدث عن دول مثل النرويج، بل عن الولايات المتحدة الامريكية، على سبيل المثال، وبريطانيا. لقد خانوا الربيع العربي، وخانوا مبادئهم الديمقراطية وحقوق الإنسان. لذا، ما نحاربه الآن ليس مجرد ثورة مضادة، بل أيضًا تواطؤ المجتمع الدولي".
وتابعت: "لن أذكر روسيا والصين - فهما أنظمة استبدادية أصلاً ولا تخفي دعمها للمستبدين. أتحدث عن دول ادعت أنها تدافع عن الديمقراطية، بينما في الواقع ساندت الانقلاب العسكري في مصر، والتزمت الصمت بشأن الحرب الأهلية في السودان، ودعمت ميليشيات الإمارات، والقصة هنا تطول".
مع ذلك، خاطبت توكل كرمان الشباب في اليمن والدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي والتي في طريقها اليه، بقولها: "لكنكم، أيها الشباب، يجب أن تعرفوا الحقيقة: هناك أناس في بلادنا يقاتلون ويضحون من أجل الحرية والديمقراطية والسلام والازدهار وسيادة القانون. لم يستسلموا ولن يستسلموا".
مضيفة: "عليكم أن تختاروا - إما الوقوف معهم، مع صوت الحق والضمير والإنسانية، أو الصمت. وسوف يواصلون نضالهم حتى ينالوا الحرية والديمقراطية. أما كيف يمكنكم دعمهم؟ فيمكنكم ذلك بمحاسبة حكوماتكم، ليس فقط في النرويج، بل في كل مكان. يجب على حكوماتكم أن تتوقف عن التحالف مع المستبدين".
وتابعت مخاطبة الدول الغربية: "وأن تتوقف عن بيعهم الأسلحة، وأن تتوقف عن منحهم الشرعية، وأن تتوقف عن الاستيلاء على أموالهم، وتجميد أصولهم. أهم شيء بالنسبة لكم، كشباب، هو محاسبة حكوماتكم كلما شكلت تحالفات مع الطغاة، ليس فقط في المنطقة العربية، بل في أي مكان في العالم. هذا هو دوركم".
بالمقابل، أكدت توكل كرمان حتمية انتصار ثورات الربيع العربي، وتجاوز الفوضى الراهنة. وقالت: "نعم، هناك فوضى. لكن من خلق الفوضى؟ نحن، الشعب، صنعنا الثورة سلميًا. خلال الفترة الانتقالية، قدمنا الدليل على كيفية حماية حقوق الإنسان والديمقراطية. إن قادة الثورة المضادة وتواطؤ المجتمع الدولي هم من صنعوا الفوضى".
مضيفة: "لكننا لم نستسلم، ولن نستسلم. هذا هو ثمن الحرية - إنه باهظ الثمن. ونحن نسير على هذا الطريق. أعدكم أننا سننتصر". وأردفت: "رغم كل شيء، ورغم الخيانة الدولية، نهض الشعب وحقق انتصارات مهمة. إنهم يواصلون بناء بلدهم. نعم، هناك أخطاء. لكن الأخطاء ليست سببًا لإيقاف الثورات أو إلقاء اللوم على الشعب".
وتابعت: "في عام 2019، نهض الشعب السوداني مجددًا، ونهض الجزائريون مجددًا. وقبل أسابيع فقط توجت الثورة السورية انتصارها بسقوط اعتى نظام مستبد نظام الابادة والكيماوي والبراميل المتفجرة. الثورة مستمرة. وستستمر في العالم العربي حتى يرحل كل ديكتاتور وتحصل شعوبنا على الحرية والديمقراطية. أعدكم - سترونها تحدث".
مشيرة إلى أنه "رغم كل العقبات، ما زلتُ أعمل. أعارض الميليشيات المدعومة من إيران. أعارض السعودية والإمارات، وكل ديكتاتور، من السيسي في مصر إلى غيره بأرجاء المنطقة. ورغم قوتهم، ما زلت هنا، أعمل. من خلال مؤسستي، التي أنشأتها بعد جائزة نوبل، بنينا أكثر من 40 مدرسة في اليمن، واعادنا تأهيل اكثر من 20 مستشفى".
وسائل التواصل
على صعيد اخر، أبدت توكل كرمان، قلقها من سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: "قلقي لا يقتصر على التكنولوجيا نفسها؛ بل يشمل أيضًا العلاقة بين الأنظمة الاستبدادية وهذه المنصات. بدلاً من حماية خصوصية الأفراد وتضخيم أصواتهم، تتيح العديد من هذه الشركات للحكومات وبشكل متزايد إمكانية تشديد المراقبة وتقييد الحريات".
مضيفة: "للأسف، لم تعد شركات التكنولوجيا الكبرى تُعطي الأولوية لأصوات الناس العاديين. أصبحت سياساتها الآن أكثر تركيزًا على إرضاء الحكومات من حماية الحقوق. هذا أحد أكبر التحديات التي نواجهها اليوم. بصفتي عضوًا في مجلس الرقابة في ميتا، رأيتُ بنفسي مدى صعوبة محاسبة هذه المنصات، ومع ذلك فهي لا تزال معركة حاسمة".
وتابعت: "يجب ألا نتخلى عن هذه الأدوات. السؤال، وخاصةً بالنسبة للشباب، هو: هل ستخافون، أم ستجدون طرقًا لاستخدامها في الخير؟ يجب أن نُعلّم أنفسنا كيفية التهرب من المراقبة، وحماية خصوصيتنا، والبقاء متشككين بشأن المعلومات المضللة والتضليل الاعلامي. في الوقت نفسه، يجب أن نستخدم هذه المنصات لتمكين أصواتنا، ودعم الآخرين، والدعوة إلى الحرية".
مؤكدة أن "وسائل التواصل الاجتماعي هي أداتنا - يمكن أن تكون قوية كالأسلحة النووية إذا استُخدمت بحكمة". وقالت: "لا يمكننا الهروب من التكنولوجيا، ولا يمكننا الاكتفاء بانتقادها. علينا تنظيم استخدامنا لها، وتحويلها إلى منصة للتغيير، وجعلها "ساحة حريتنا" الجديدة. خلال الربيع العربي، كانت وسائل التواصل الاجتماعي شريان حياتنا: استخدمناها للتعبئة".
وتابعت: "وتنظيم الاجتماعات، ودعوة الناس إلى الشوارع. أما اليوم، فقد تعلمت الأنظمة الاستبدادية التلاعب بهذه الأدوات من خلال نشر حسابات مزيفة، ومعلومات مضللة، وحملات إلكترونية منسقة لإسكات المعارضة. لكن العبرة تبقى: كما لم نستسلم في الشوارع، لا يمكننا الاستسلام على الإنترنت. يجب على الشباب، إتقان هذه الأدوات واستخدامها بمسؤولية".
كرمان أكدت اهمية وسائل التواصل، الان، بقولها: يجب تحويلها إلى أسلحة للعدالة والحرية والكرامة في كل مكان. بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت القضية الفلسطينية واضحة للناس حول العالم، وبفضل ضغط أشخاص مثلكم. الأمر لا يقتصر على جهود الناس الذين يكافحون الاستبداد والديكتاتورية والاحتلال، بل يشمل أيضًا جهود من يستمع إليهم".
مضيفة: "من خلال منشورات تيك توك وإنستغرام، حوّل شباب مثلكم، ممن يصغون بصدق لصوت الإنسانية ويدعمونه، هذه القضية إلى قضية عالمية. بفضل أصواتكم على وسائل التواصل الاجتماعي، أجبرتم حكومات على الاعتراف بما يحدث. لدينا الآن أصوات حول العالم، كثير منها ليسوا بمسلمين، لكنهم رأوا ما يحدث في فلسطين وقالوا: هذه إبادة جماعية".
وتابعت: "أشخاص مثلكم يطالبون بحق الفلسطينيين في تقرير المصير. ولهذا السبب، تناقش العديد من الحكومات الآن علنًا الاعتراف بدولة فلسطينية. هذا هو ثمرة جهودكم. لهذا السبب أشجعكم أيها الشباب على أن تكونوا قادة في كل مجال - التعليم، الصحة، أي مجال. استخدموا هذه المنصات لإيصال صوتكم، ولتمكين أنفسكم، ولتمكين من حولكم وحول العالم".
مختتمة بقولها: "أمر اخر، تعلّموا عن الذكاء الاصطناعي. هذا مستقبلنا، وعليكم فهمه، فأنتم القادة. إن لم تُعدّوا أنفسكم لتكونوا قادة بلدكم، أو حزبكم، أو حتى العالم، فسينهار العالم. إن أعددتم أنفسكم، يُمكنكم إنقاذ البشرية. تذكروا هذا: لا ترضخوا للضغوط يا شباب. لا ترضخوا. لا تدعوا أحدًا يتصرّف نيابةً عنكم. عليكم أن تكونوا القادة وتقفوا في الصفوف الأمامية".
واجب فلسطين
وتحدثت توكل كرمان في الحوار، عن تصعيد الكيان الاسرائيلي عدوانه وحصاره المتواصلين على قطاع غزة في فلسطين، فقالت: "هنا أود أن أتوجه بتحية كبيرة للشعب الفلسطيني، الذي يعاني أشد المعاناة من الاحتلال البشع والإبادة الجماعية. هذا الشعب يسعى بصدق إلى الحرية والعدالة. جميعنا في المنطقة العربية نتطلع إلى اللحظة التي سننعم فيها بالحرية".
مضيفة: "أودُّ أن أشكر النرويج على موقفها الحاسم في دعم الشعوب حول العالم الذين يسعون إلى الحرية والعدالة والتعاطف. اعتراف النرويج بفلسطين أمرٌ بالغ الأهمية يجب أن نقدّره". وأردفت مخاطبة شباب النرويج: "عليكم حمل هذه الرسالة لتحسين عالمنا، وتعزيز السلام، وأن تكونوا قادةً في بلدكم. شاركوا في الانتخابات، وانضموا إلى المنظمات، وكونوا صوتًا للمظلومين".
وتابعت توكل كرمان في حديثها الى شباب النرويج بوجه خاص، والدول الاوروبية والغربية عامة، بقولها: "لا تنخدعوا بالأخبار الكاذبة التي تُقوّض الإنسانية وأحلام الناس الساعين إلى الحرية والعدالة. للأسف، غالبًا ما يُصوَّر أولئك الذين يسعون إلى تحقيق هذه المُثل العليا إما على أنهم أغرار أو يُوصَفون بالإرهاب، وهو أمرٌ ظالم. في اشارة الى الاعلام الاسرائيلي والامريكي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
ترامب: إحلال السلام في أوكرانيا قد يكون بوابتي إلى "الجنة"
ترامب: إحلال السلام في أوكرانيا قد يكون بوابتي إلى "الجنة" المجهر - وكالات الأربعاء 20/أغسطس/2025 - الساعة: 4:45 م قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن نجاحه في تحقيق السلام بأوكرانيا قد يساعده على "دخول الجنة"، في إشارة مازحة إلى أن فرصه ضعيفة حاليا في ذلك، لكنه شدد على جدّية مساعيه. وجاء تصريح ترامب خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" غداة استضافته في البيت الأبيض قمة جمعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددا من القادة الأوروبيين لبحث إنهاء النزاع بين كييف وموسكو. وأوضح الرئيس الجمهوري: "أريد أن أحاول دخول الجنة إن أمكن. أسمع أنني لست في وضع جيد، وأنني فعلا في أسفل السلم! لكن إذا تمكنت من دخول الجنة، فسيكون هذا أحد الأسباب". ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن ترامب، الذي يواجه تاريخا مثقلا بالفضائح ومحاولتي عزل في الكونغرس، يحاول منذ محاولة اغتياله العام الماضي إظهار صورة أكثر روحانية، مؤكدا في حفل تنصيبه لولايته الثانية أن "الرب أنقذه ليعيد لأميركا عظمتها". المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن الرئيس "كان جادا" في تصريحه، مضيفة: "أعتقد أن الرئيس يريد دخول الجنة، كما نريد جميعا ذلك". ويرى مراقبون أن ترامب، الذي لطالما تحدث عن أحقيته بجائزة نوبل للسلام، يسعى إلى تعزيز صورته لدى اليمين الديني الأميركي عبر ربط مساعيه لإنهاء الحرب بأهداف دينية وأخروية. تابع المجهر نت على X #الرئيس الأميركي #ترامب #أوكرانيا #زيلينسكي #الجنة #الكنيسة الكاثيوليكية #اليمين


اليمن الآن
منذ 13 ساعات
- اليمن الآن
المؤتمر يصدم اليمنيين بهذا الاعلان
العربي نيوز: فاجأ حزب المؤتمر الشعبي العام، جميع انصاره في الداخل والخارج، وباقي الاطراف السياسية، والمراقبين للشأن اليمني، بإعلان صادم، عن تجديد ولائه لزعيم الحوثيين والغاء احتفالاته بذكرى تأسيس الحزب وما كان يتوقع ان يصاحبها من تحركات واسعة لاسقاط جماعة الحوثي من الداخل. جاء هذا في بيان اصدرته قيادة المؤتمر الشعبي في الداخل، برئاسة صادق امين ابو راس، مساء الثلاثاء (19 اغسطس)، أعلن أن "المؤتمر الشعبي العام لن يقيم أي احتفالات بمناسبة ذكرى تأسيسه التي تصادف الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، سواء أكانت احتفالات جماهيرية أو إعلامية". وقال: إن هذا القرار يأتي "انطلاقًا من المسؤولية الدينية والقومية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه سكان قطاع غزة وما يتعرضون له من جرائم قتل وتجويع يندى لها الجبين". وأردف: إن المؤتمر الشعبي "سيوجه جهود قياداته وأعضائه لحضور فعاليات المساندة والتأييد والمناصرة لغزة". مضيفا: "وتغطية كل ما يتصل بمناصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة، الذين يتعرضون لصنوف القتل والتعذيب والتجويع والانتهاكات، باعتبار ذلك واجبه الذي يتفاخر به، حيث كانت وستظل قضية مساندة ودعم الشعب الفلسطيني مبدأ ثابتًا من مبادئه التي لن تتغير أو تتبدل مهما اختلفت المراحل والظروف". وفي حين جدد المؤتمر الشعبي "إدانته الشديدة للاعتداءات الصهيونية المستمرة على بلادنا ومقدراتها وبناها التحتية"؛ أكد أن "مشاركة الكيان الصهيوني في العدوان يكشف ويسقط الذرائع التي كان يتخفى وراءها من باعوا أنفسهم وأصبحوا أدوات تخدم الصهاينة وتروج لمشروعهم على حساب الدم اليمني". معلنا تأييده لزعيم الحوثيين بقوله: "إن المؤتمر الشعبي العام، وهو يجدد موقفه الداعم والمساند للأعمال البطولية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية نصرةً لإخواننا في غزة كواجب ديني وإنساني وأخلاقي، فإنه يؤكد على أن موقف اليمن شعبًا وحكومةً ودولةً، بقيادة المجاهد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، سيسجله التاريخ بأحرف من نور". وزعم حزب المؤتمر الشعبي في بيانه أن موقف جماعة الحوثي وزعيمها "انطلق من وعي وبصيرة وإيمان بضرورة وأهمية تحمل المسؤولية أمام الله والإسلام وأمام الضمير الإنساني، حيث هبّ الشعب اليمني لنصرة شعب فلسطين وسكان قطاع غزة بكل ما توفر له من إمكانيات عسكرية وسياسية وإعلامية". مضيفا: "وإذ يجدد المؤتمر الشعبي العام التأكيد على أن تحالفه مع أنصار الله (جماعة الحوثي) في مواجهة العدوان موقف يستند إلى قاعدة صلبة أساسها الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال اليمن، ومواجهة العدوان والحصار ورفض التدخلات الخارجية والوصاية على شعبنا من أي طرف كان". حد تعبيره. وتابع: "فإنه يشدد على أهمية الحرص على توحيد الجبهة الداخلية، ورفض أي مساس بها، وذلك من خلال الابتعاد عن حملات التخوين والاتهامات الباطلة، والتأكيد على وحدة موقف الشعب اليمني من مختلف القضايا، وخصوصًا قضية مساندة ومناصرة غزة وسكانها، الذين يواجهون حرب إبادة جماعية من قبل الصهاينة". مخاطبا انصاره وقواعده بقوله: "يسر المؤتمر الشعبي العام، وهو يستقبل الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسه في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، أن يتقدم بالتهنئة الحارة لكل قيادات وقواعد وكوادر وأعضاء ومناصري المؤتمر الشعبي العام في طول اليمن وعرضها، بهذه المناسبة التي تمثل إحدى أهم محطات التحول في التاريخ السياسي اليمني". وتعهدت قيادة المؤتمر الشعبي العام في الداخل، بالاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب لاحقا، وقالت: "والمؤتمر، إذ يعلن موقفه هذا، فإنه يعبر عن أمله أن يأتي العام القادم وقد تحسنت ظروف إخواننا في غزة، وحينها سيحتفل بذكرى التأسيس في أجواء تناسب ذلك". وأردفت: "حفظ الله اليمن، وحفظ الله المؤتمر، والنصر لشعبنا ولسكان غزة المجاهدين الأبطال".


اليمن الآن
منذ 19 ساعات
- اليمن الآن
اعلان حوثي يشعل حربا مالية كبرى
العربي نيوز: اتخذت جماعة الحوثي الانقلابية، اول اجراء ردا على تشكيل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في اليمن، ضمن اجراءات الاصلاحات المالية وتثبيت التحسن النسبي لسعر صرف الريال امام العملات الاجنبية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة. جاء هذا في اعلان البنك المركزي اليمني التابع لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي في صنعاء، الثلاثاء (19 اغسطس) تعميما الى البنوك وشركات الصرافة، وصف اجراءات الحكومة الشرعية بأنها "تصعيد اقتصادي"، وقال: إنها "تفرض قيودًا وأعباء إضافية في اطار الحصار على استيراد السلع". وجاء في التعميم : "يمنع على البنوك وشركات الصرافة تقديم أي طلب إلى أي جهة أو كيان في المناطق المحتلة (يقصد المحررة) نيابة عن اي مستورد للحصول على موافقة بمصارفة وتحويل قيمة اي سلع واردة إلى المناطق الحرة (مناطق سيطرة الجماعة)". متوعدا بـ "اتخاذ الاجراءات القانونية تجاه المخالفين". يأتي هذا التعميم الصادر الخميس (14 اغسطس) ردا على تشكيل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في اليمن، ضمن اجراءات الاصلاحات الساعية إلى تثبيت التحسن النسبي لسعر صرف الريال امام العملات الاجنبية في عدن والمحافظات المحررة، عند سقف 1700 ريال للدولار. وأعلنت اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في العاصمة المؤقتة عدن، الاحد (17 اغسطس) عن "الموافقة على 91 طلباً للمصارفة والتغطية الخارجية للواردات السلعية بقيمة إجمالية بلغت حوالي 39.7 مليون دولار أمريكي، خلال الفترة من 10 إلى 14 أغسطس 2025م". حسب ما نقلته وكالة الانباء الحكومية (سبأ). وشهد سعر صرف الريال اليمني في المحافظات المحررة مع بداية اغسطس 2025م، تحسنا نسبيا ليقترب من 2000 ريال مقابل الدولار بعدما تجاوز 2900 ريالا، و560 ريالا مقابل الريال السعودي بعدما كان 750 ريالا. إثر الغاء البنك المركزي تراخيص شركات صرافة بالتزامن مع لقاء وزارة الخزانة الامريكية مع مسؤولي البنوك اليمنية. تفاصيل: قرار عاجل بشأن سعر الصرف اليوم والاثنين (4 اغسطس)، أصدر البنك المركزي اليمني في عدن، تعميما لجميع شركات الصرافة والتحويلات المالية، بـ "تخفيض الحد الأقصى للحوالات الشخصية الخارجية عبر شركات ومنشآت الصرافة إلى مبلغ لا يتجاوز 2000 دولار أميركي فقط، أو ما يعادله من العملات الأجنبية الأخرى". بعد يوم على تحديد البنك "سقف الحولات بمبلغ 5000 دولار". تفاصيل: المركزي يصدر قرارا عاجلا ومفاجئا جاءت قرارات البنك المركزي في عدن، بعدما كشف محافظ البنك، احمد المعبقي، الجمعة (25 يوليو) ما وُصف بـ "اعترافات قاسية"، في لقاء صحفي تضمن اعلانه حقيقة اسباب تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية في عدن والمحافظات المحررة، ذكر بين ابرزها "نهب 75% من ايرادات الدولة، وافتقاد الحكومة لموازنة، ونفوذ شركات صرافة". تفاصيل: رسميا..الكشف عن جرعة سعرية قاتلة! لكن مصرفيين واقتصاديين، حذروا في تعليقهم على التحسن النسبي لسعر الريال من "ارتدادات عكسية خطيرة متوقعة" للتحسن السريع الذي شهدته قيمة الريال اليمني في عدن والمحافظات المحررة، وقالوا: إنه "لا يستند الى اصلاحات جوهرية في السياسة المالية والموارد الاقتصادية، تؤمن العملة الصعبة، بقدر ما يستند الى قرار سياسي لمواجهة السخط". وتتابعت هذه التطورات مع تصاعد السخط الشعبي في المحافظات المحررة على نحو يتجاوز التظاهرات الاحتجاجية الى مظاهر غضب وقطع للطرقات ودعوات للعصيان، تنذر بخروج الامر عن السيطرة، جراء تدهور الخدمات وغلاء المعيشة بفعل انهيار سعر الريال اليمني إلى 2900 ريال للدولار و750 ريال مقابل الريال السعودي. تطالب احتجاجات المواطنين المتصاعدة في عدن المحافظات المحررة، السلطات "القيام بواجباتها وتنفيذ حلول سريعة ونهائية لأزمة الكهرباء، وتحسين الخدمات العامة الاساسية وفي مقدمها الكهرباء والمياه والتعليم والصحة، ووضع حل لتأخر صرف الرواتب وارتفاع اسعار السلع وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال". كما تطالب هتافات ولافتات وبيانات وقفات ومسيرات الاحتجاجات بـ "تقديم الفاسدين لمحاكمات علنية". وتشدد على ان تدهور الاوضاع ناتج عن "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". متهمة التحالف بقيادة السعودية والامارات ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع والخدمات". وترافق تصاعد الاحتجاجات وتصاعد ساعات انقطاعات الكهرباء إلى 20 ساعة بالعاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج، مع بدء دخول الصيف اللاهب، واستمرار ارتفاع اسعار السلع والخدمات والوقود، وتوقف التعليم لاضراب المعلمين، وتفاقم تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين، بفعل محدودية الراتب وعدم اعتماد العلاوات السنوية. كما يتزامن التدهور المتصاعد للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، مع بوادر أزمة عجز الحكومة الشرعية عن دفع رواتب موظفي الدولة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين والحوافز والعلاوات، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة. من جانبهم، يشير سياسيون واقتصاديون إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية سابق لتوقف تصدير النفط، ويرجعونه الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل شركاء السلطة، اتهامات الفساد". حسب تعبيرهم. ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع الى الامارات، وسياسييوه، الحكومة بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني، ونهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة، وتعطيل مصافي عدن وغيرها من المنشآت الايرادية". حد زعمه. في المقابل، يتهم مسؤولون في الحكومة اليمنية الشرعية "الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المسلحة المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي، و"استحواذه على معظم الايرادات العاامة للدولة". مؤكدين في تصريحات متلاحقة، أن "استمرار تمرد 'الانتقالي الجنوبي' على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من الايرادات العامة للدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية والعجز عن دفع رواتب الموظفين". يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في فرض انفصال جنوب اليمن، لتمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.