
إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسرائيل
انطلقت صباح اليوم السبت في إيران مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوماً بين البلدين، في اليوم الرابع لوقف هش لإطلاق النار، بينما يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمهاجمة البلاد مجدداً.
ومع انطلاق التشييع في الساعة الثامنة (4:30 ت غ)، أعلن التلفزيون الرسمي: «بدأت رسمياً مراسم تكريم الشهداء»، عارضاً مشاهد لحشود تجمعت في وسط طهران.
ونقل التلفزيون مواكب جنازة «شهداء الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني»، وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني، وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري.
وانطلق الموكب من ساحة انقلاب (الثورة بالفارسية) وسط طهران متوجهاً إلى ساحة آزادي (الحرية) التي تبعد 11 كلم، ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية ومقاطع فيديو مشاركة الرئيس مسعود بزشكيان وقائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» إسماعيل قاآني في المراسم..
وكان علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني حاضرا في مراسم التشييع، بحسب مقاطع فيديو متداولة. وكان شمخاني قد أصيب جراء ضربة إسرائيلية، بحسب وسائل إعلام إيرانية.
وكان محسن محمودي، وهو مسؤول ديني في محافظة طهران، أعلن الجمعة للتلفزيون الرسمي أن «غداً سيكون يوماً تاريخياً لإيران ولتاريخ الثورة».
وأغلقت العديد من الإدارات والمتاجر السبت.
وبدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت فجر 13 يونيو (حزيران) استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، وتخللته عمليات اغتيال باستهدافات لشقق في مبانٍ سكنية.
وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية.
وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحافية في وسيلة إعلام إيرانية.
وتضم قائمة التشييع السبت ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته.
وبين القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم السبت، أربع نساء، وأربعة أطفال.
وعادة ما يؤمّ المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران. لكن السلطات لم تعلن بعد ما إذا كان سيقوم بذلك في مراسم السبت.
«الأقوى في العالم»
وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصاً على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين.
وفي إسرائيل، قتل 28 شخصاً جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية.
ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترمب، بعد 12 يوماً من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران. وليل 21 إلى 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة كذلك ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسة.
وردت طهران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو الدولة العبرية، بينما أطلقت صواريخ نحو قاعدة أميركية في قطر رداً على ضربات واشنطن.
وتوعد ترمب الجمعة بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهماً خامنئي بالجحود.
وقال على منصة «تروث سوشيال» التابعة له: «كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته».
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفاً: «بدلاً من ذلك تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات».
وكان التلفزيون الإيراني بث الخميس كلمة لخامنئي أشاد فيها بـ«انتصار» الشعب الإيراني على «الكيان الصهيوني الزائف»، وقلل من شأن الضربات الأميركية على منشآت نووية رئيسة.
«مهينة وغير مقبولة»
وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم بتصريحات ترمب «غير المقبولة» بحق خامنئي.
وكتب عراقجي على «إكس»: «إذا كانت لدى الرئيس ترمب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانباً نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى (...)، وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين».
وقال إن «الشعب الإيراني العظيم والقوي الذي أظهر للعالم أنه لم يكن أمام النظام الإسرائيلي خيار سوى اللجوء إلى (بابا) لتجنب أن يُسوى بالأرض بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات».
وخلال ولايته الرئاسية الأولى، انسحب ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع إيران.
وهدف الاتفاق إلى جعل صنع إيران لقنبلة نووية أمراً مستحيلاً عملياً، لكنه في الوقت نفسه سمح لها بمواصلة برنامج نووي مدني.
لكن إيران التي تشدد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط، كثفت أنشطة التخصيب بعد انسحاب ترمب من الاتفاق.
وقال ترمب بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية إن المفاوضات بشأن اتفاق جديد من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
لكن طهران نفت استئناف المحادثات، وتعهد خامنئي في ظهوره الأول منذ وقف إطلاق النار بعدم الرضوخ لضغوط واشنطن التي تلقت «صفعة قاسية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 14 ساعات
- الوطن
إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسرائيل
انطلقت صباح اليوم السبت في إيران مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين قتلوا في ضربات إسرائيلية خلال حرب الاثني عشر يوماً بين البلدين، في اليوم الرابع لوقف هش لإطلاق النار، بينما يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمهاجمة البلاد مجدداً. ومع انطلاق التشييع في الساعة الثامنة (4:30 ت غ)، أعلن التلفزيون الرسمي: «بدأت رسمياً مراسم تكريم الشهداء»، عارضاً مشاهد لحشود تجمعت في وسط طهران. ونقل التلفزيون مواكب جنازة «شهداء الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني»، وظهرت في المشاهد نعوش ملفوفة بالعلم الإيراني، وعليها صور القادة القتلى باللباس العسكري. وانطلق الموكب من ساحة انقلاب (الثورة بالفارسية) وسط طهران متوجهاً إلى ساحة آزادي (الحرية) التي تبعد 11 كلم، ويتوسطها برج ضخم يعد من أبرز معالم العاصمة. وأظهرت لقطات تلفزيونية ومقاطع فيديو مشاركة الرئيس مسعود بزشكيان وقائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» إسماعيل قاآني في المراسم.. وكان علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني حاضرا في مراسم التشييع، بحسب مقاطع فيديو متداولة. وكان شمخاني قد أصيب جراء ضربة إسرائيلية، بحسب وسائل إعلام إيرانية. وكان محسن محمودي، وهو مسؤول ديني في محافظة طهران، أعلن الجمعة للتلفزيون الرسمي أن «غداً سيكون يوماً تاريخياً لإيران ولتاريخ الثورة». وأغلقت العديد من الإدارات والمتاجر السبت. وبدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت فجر 13 يونيو (حزيران) استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، وتخللته عمليات اغتيال باستهدافات لشقق في مبانٍ سكنية. وأسفرت الضربات الأولى عن مقتل قادة عسكريين أبرزهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس المسؤولة عن المسيّرات والقدرات الصاروخية. وقتلت مع باقري زوجته وابنته فرشته الصحافية في وسيلة إعلام إيرانية. وتضم قائمة التشييع السبت ما لا يقل عن 30 من الضباط الكبار. ومن بين العلماء النوويين، سيتم تشييع محمد مهندي طهرانجي وزوجته. وبين القتلى الستين الذين ستقام مراسم تشييعهم السبت، أربع نساء، وأربعة أطفال. وعادة ما يؤمّ المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي صلاة الجنازة على الشخصيات الكبيرة في إيران. لكن السلطات لم تعلن بعد ما إذا كان سيقوم بذلك في مراسم السبت. «الأقوى في العالم» وأسفرت الضربات الإسرائيلية على إيران عن مقتل 627 شخصاً على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة تقتصر على الضحايا المدنيين. وفي إسرائيل، قتل 28 شخصاً جراء الضربات الإيرانية وفق أرقام رسمية. ويسري منذ الثلاثاء وقف لإطلاق النار أعلنه ترمب، بعد 12 يوماً من بدء إسرائيل حملة جوية استهدفت على وجه الخصوص مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران. وليل 21 إلى 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة كذلك ضربات على ثلاثة مواقع نووية رئيسة. وردت طهران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة نحو الدولة العبرية، بينما أطلقت صواريخ نحو قاعدة أميركية في قطر رداً على ضربات واشنطن. وتوعد ترمب الجمعة بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الأخيرة بتخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري، متهماً خامنئي بالجحود. وقال على منصة «تروث سوشيال» التابعة له: «كنت أعرف بالضبط أين كان يختبئ، ولم أسمح لإسرائيل، أو القوات المسلحة الأميركية التي تعد الأعظم والأقوى في العالم، بإنهاء حياته». وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه كان يعمل في الأيام الأخيرة على إمكان رفع عقوبات مفروضة على إيران، مضيفاً: «بدلاً من ذلك تلقيت بياناً مليئاً بالغضب والكراهية والاشمئزاز، وتوقفت على الفور عن العمل على تخفيف العقوبات». وكان التلفزيون الإيراني بث الخميس كلمة لخامنئي أشاد فيها بـ«انتصار» الشعب الإيراني على «الكيان الصهيوني الزائف»، وقلل من شأن الضربات الأميركية على منشآت نووية رئيسة. «مهينة وغير مقبولة» وندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم بتصريحات ترمب «غير المقبولة» بحق خامنئي. وكتب عراقجي على «إكس»: «إذا كانت لدى الرئيس ترمب رغبة صادقة في التوصل إلى اتفاق، فعليه أن يضع جانباً نبرته المهينة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى (...)، وأن يكف عن إيذاء الملايين من مؤيديه المخلصين». وقال إن «الشعب الإيراني العظيم والقوي الذي أظهر للعالم أنه لم يكن أمام النظام الإسرائيلي خيار سوى اللجوء إلى (بابا) لتجنب أن يُسوى بالأرض بصواريخنا، لا يتقبل التهديدات والإهانات». وخلال ولايته الرئاسية الأولى، انسحب ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع إيران. وهدف الاتفاق إلى جعل صنع إيران لقنبلة نووية أمراً مستحيلاً عملياً، لكنه في الوقت نفسه سمح لها بمواصلة برنامج نووي مدني. لكن إيران التي تشدد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط، كثفت أنشطة التخصيب بعد انسحاب ترمب من الاتفاق. وقال ترمب بعد الضربات الأميركية على منشآت إيران النووية إن المفاوضات بشأن اتفاق جديد من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل. لكن طهران نفت استئناف المحادثات، وتعهد خامنئي في ظهوره الأول منذ وقف إطلاق النار بعدم الرضوخ لضغوط واشنطن التي تلقت «صفعة قاسية».


الوطن
منذ 14 ساعات
- الوطن
إيران تلمح إلى نقل اليورانيوم المخصب للخارج حال التوصل لاتفاق مع أمريكا
أعلن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، السبت، أن إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى في حال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك وفقا لموقع "المونيتور" الإخباري. وأوضح إيرواني أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60% لا يعد خطا أحمر بالنسبة لطهران، مضيفا أن البديل لذلك هو أن يبقى هذا المخزون داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع ذلك، شدد إيرواني على أن إيران لن تتنازل عن حقها في إنتاج اليورانيوم محليا، وهو شرط ترفضه الولايات المتحدة بشدة. كما استبعد أية قيود على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأكد أن أي اتفاق جديد سيعتمد، إلى جانب شروط أخرى، على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده. وتأتي تصريحاته بعد ساعات من منشور لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على منصة "إكس" مساء الجمعة، أعلن فيه أن إيران مستعدة من حيث المبدأ لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهدئة لهجته. وقال عراقجي: "إذا كان الرئيس ترامب جادا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتخلى عن لهجته المهينة وغير المقبولة تجاه سماحة قائد الثورة الإسلامية، آية الله العظمى علي خامنئي، وأن يتوقف عن الإساءة للملايين من أتباعه المخلصين". وأضاف: "حسن النية يولّد حسن النية، والاحترام يولد الاحترام". وكان ترامب قد صرح مؤخرا بأن محادثات جديدة مع إيران ستُعقد "الأسبوع المقبل"، من دون أن يقدم أية تفاصيل إضافية. وفشلت جولات سابقة من المفاوضات بين واشنطن وطهران في التوصل إلى اتفاق. وجاءت هذه التصريحات بعد تصاعد حاد في التوترات أوائل هذا الشهر، حين شنت إسرائيل هجمات على مواقع نووية ومراكز دفاعية ومدن وبنى تحتية للطاقة في إيران، خلال حرب استمرت 12 يوما، متهمة طهران بالاقتراب السريع من نقطة اللاعودة في سعيها للحصول على سلاح نووي.


الوطن
منذ 14 ساعات
- الوطن
ماذا يحدث إذا استأنفت إيران تشغيل مواقعها الخاصة بتخصيب اليورانيوم؟
العربية.نت المحلل الأميركي غريغ بريدي: النجاح الواضح للحملة العسكرية الأميركية والإسرائيلية لم يؤد إلى توازن مستقر.. الرئيس ترامب يعترف بأن استئناف المفاوضات مع طهران سوف يكون أمراً ضرورياً يرى المحلل الأميركي غريغ بريدي أن الهجمات الجوية الأميركية والإسرائيلية على مدار 12 يوما ضد إيران حققت نجاحا ملحوظا وفقا لبعض المعايير. وتوجت الحملة في 21 يونيو (حزيران) بهجمات شنتها الولايات المتحدة بطائرات بي-2، مستخدمة أكبر ذخيرة خارقة للتحصينات، وهذه قدرة تفتقر إليها إسرائيل، إضافة إلى صواريخ كروز، ما تسبب في ضرر كبير لمواقع ايران النووية في نطنز و فوردو وأصفهان. وقال بريدي، وهو زميل أول في "مركز ناشونال انتريست"، وشغل سابقا منصب مدير النفط العالمي في مجموعة أوراسيا، وعمل في وزارة الطاقة الأميركية في تقرير نشرته مجلة "ذا ناشونال انتريست" The National Interest الأميركية، إن النجاح الواضح للحملة العسكرية لم يؤد إلى توازن مستقر، وهذه نقطة يبدو أن الرئيس دونالد ترامب ينفيها حتى، بينما يعترف بأن استئناف المفاوضات مع طهران سوف يكون أمرا ضروريا. وفي لاهاي يوم 25 يونيو (حزيران)، في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، عندما سئل ترامب عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم مهاجمة إيران إذا أعادت بناء برنامجها الخاص بالتخصيب، قال "أكيد". ويرجع جزء من النهج الدفاعي الحالي لإدارة ترامب إلى تسريب تقرير يوم 24 يونيو (حزيران) من وكالة استخبارات الدفاع بشأن الضرر الذي تعرض له البرنامج النووي الإيراني، والذي ذكر في تقييمه أنه تم إعادة البرنامج عدة أشهر للوراء، ولم يتم تدمير المعدات والأجهزة الرئيسية. ومع ذلك، تضمن التقرير العديد من الملاحظات التي أثارها على مدار سنوات محللين يشككون في إمكانية أن يكون هناك حل عسكري للقضية النووية الإيرانية، تشير (الملاحظات) إلى أن أي حملة قصف قصيرة لا يمكن أن توقف بشكل نهائي برنامج إيران. وصرح النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي مايك كويجلي لـ"صحيفة واشنطن بوست" Washington Post في 25 يونيو (حزيران) أن مسؤولي استخبارات أميركيين أبلغوه على مدار سنوات بأن أي هجوم جوي على المنشآت النووية الإيرانية لن يكون له تأثير دائم، وأن هناك شكوكا في أن الضرر المحدود هو السبب وراء قيام إدارة ترامب بتأخير عقد جلسة إحاطة سرية في الكونغرس كانت مقررة في ذلك اليوم. إيران متمسكة ببناء مواقع للتخصيب النووي وبصرف النظر عن الأسئلة الفورية المتعلقة بالرؤى السياسية والمعلومات الاستخباراتية، أوضحت إيران بجلاء أنها تعتزم أن تعيد بناء برنامجها الخاص بالتخصيب. ويعني ذلك أن وقف إطلاق النار الحالي ربما لا يستمر لفترة طويلة، لأن استئناف أنشطة التخصيب سيتطلب ضرورة شن هجمات إسرائيلية أو أميركية، وإذا كان هذا ممكنا، فإنه يمكن أن يتضمن محاولة من جانب الإيرانيين لرفع نسبة اليورانيوم عالي التخصيب الذي لديهم والتي تبلغ 60%، إلى درجة تصنيع أسلحة. وعندما يجتمع مسؤولون أميركيون وإيرانيون، والذي قال ترامب إن هذا سيكون في الأسبوع الجاري، فإن من المرجح أن تتعرض إدارة ترامب لصدمة شديدة. لقد تعرضت إيران لضربة موجعة، ولكنها لم تسقط، ولديها أوراق لتلعب بها، وبصفة خاصة حقيقة أنه مازال لديها يورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%. وإذا تمكنت إيران من إقامة منظومة من أجهزة الطرد المركزي في مكان ما سري، فإنه يمكنها أن تصنع في نهاية المطاف رأسا حربية. ووقف إطلاق النار الحالي صامد، ولكنه أبعد ما يكون عن توازن مستقر وسوف يحتاج ترامب إلى أن يقنع إيران بالموافقة على قيود في مفاوضات لن تكون من جانب واحد تماما، حتى إذا لم يكن يستوعب ذلك بعد، كما بدا واضحا في تصريحاته العامة. وسوف تواصل إيران الإصرار على الاحتفاظ ببعض عمليات التخصيب، حتى إذا كانت تحت قيود شديدة الصرامة. ومع افتراض أن إدارة ترامب سوف تتمسك بشدة بموقفها الرافض لأي تخصيب، فإنه في تلك الحالة، سوف تنهار المحادثات مرة أخرى وسوف يتم في نهاية المطاف جر إسرائيل والولايات المتحدة إلى عمل عسكري مرة أخرى، ربما في غضون أشهر وليس سنوات. وقد أرست إسرائيل أيضا الآن سابقة أن القرارات الخاصة بموعد اللجوء للعمل العسكري سوف يتم اتخاذها في القدس وليس في واشنطن، ومع ذلك سوف توفر الأخيرة القدرات الإضافية عندما تكون هناك حاجة لها. كيف لترامب أن ينجح في الأزمة الإيرانية الإسرائيلية؟ سوف تكون إحدى الوسائل التي يمكن من خلالها أن ينهي ترامب هذه الديناميكية، ولا يبدو أن هناك وسائل أخرى كثيرة، هى اتخاذ موقف أكثر مرونة بشأن الاحتفاظ بتخصيب محدود في ظل ضمانات شديدة الصرامة. وسوف تؤدي أي عودة إلى تدبير على غرار ما تضمنته خطة العمل الشاملة المشتركة، (الاتفاق النووي الإيراني 2015)، ولكن مع استخدام القدرة على استئناف الهجمات المحتملة للحصول على المزيد من الشفافية، إلى أن تكون إيران مسؤولة عن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب والتخلي عنه، والامتناع عن تخصيب اليورانيوم إلى ذلك المستوى مرة أخرى، مما يزيل الاحتمال الحقيقي للغاية بأن إيران يمكنها أن تنسحب قريبا من معاهدة منع الانتشار النووي وتواصل أنشطتها سرا باستخدام تلك المادة القريبة من درجة صنع أسلحة. وقال بريدي إن هذا أمر مؤسف بالنسبة للولايات المتحدة، ولكن بالنسبة لإيران فإن امتلاك تلك المادة ورقة مساومة رئيسية حيث من المرجح أن تلوح بها "لنا" في الأسبوع المقبل. وإذا كان لا يمكن بالنسبة للولايات المتحدة أن تذهب إلى هذا المدى، فربما يمكن إعداد ذلك في صورة تدبير مؤقت قبل تشكيل هيئة تخصيب إقليمية كما ورد في الاقتراح الأميركي الأخير الذي تم تقديمه لإيران. ويتمثل الهدف الملح على المدي القريب في تحقيق الشفافية وانتزاع اليورانيوم عالي التخصيب من إيران. ويرى بريدي أن ما يواجهه ترامب هو "اختيار بين التخلي عن كبريائه وقبول اتفاق نووي على غرار خطة العمل الشاملة المشتركة" أو جره إلى سيناريو العمل العسكري. يذكر أن غالبية من الأميركيين لا يوافقون بالفعل على العمل العسكري الأميركي ضد إيران، وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" CNN بعد الهجمات الأميركية موافقة 44% مقابل معارضة 56%. وحتى بين الجمهوريين، أعرب 44% فقط عن دعم قوى للعمل العسكري الأميركي، مما يوضح المدى الذي تنظر به قاعدة ترامب وهي حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" إلى هذا على أنه انحراف عن شعار "أميركا أولا". وسوف يكون من الحكمة أن يكون الرئيس الأميركي ثاقب البصيرة وينظر للمدى البعيد وليس الآني بشأن هذا الأمر. وكانت إيران قد أذعنت لخطة العمل الشاملة المشتركة ولكن "إذا كنا على طريق إلى العمليات العسكرية المتكررة ضد إيران لتتبع جهودها النووية السرية"، فهناك كل الأسباب التي تدعو للاعتقاد بأن هذا سوف يصبح طريقا مليئا بالمشاكل بالنسبة لترامب والجمهوريين الذين سيواجهون انتخابات التجديد النصفي في عام 2026 والانتخابات الرئاسية عام 2028.