logo
تقرير يكشف تواطؤ "نيويورك تايمز" مع "إسرائيل" في حربها على غزة

تقرير يكشف تواطؤ "نيويورك تايمز" مع "إسرائيل" في حربها على غزة

الميادين٢٩-٠٧-٢٠٢٥
موقع "Mondoweiss" ينشر مقالاً يتناول الدور التواطئي لصحيفة "نيويورك تايمز" في تبرير الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحقّ الفلسطينيين، والتواطؤ المؤسسي مع الصهيونية من خلال تحيّزها التحريري، وصلات طاقمها بالاحتلال الإسرائيلي.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
ساهمت صحيفة "نيويورك تايمز" في تمكين "إسرائيل" من مواصلة الإبادة الجماعية. يكشف ملف جديد عن العلاقات الوثيقة بين عشرين من كبار المحرّرين والمديرين التنفيذيين والصحافيين في الصحيفة ممن غطّوا أحداث غزة، وعن صلتهم بـ "إسرائيل" والصهيونية.
منذ بدء الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة قبل أكثر من عشرين شهراً، غطّت "نيويورك تايمز" جرائم الحرب الإسرائيلية. شهدنا الكيان الصهيوني يُلقي قنابل تزن ألفي رطل على النازحين الفلسطينيين الذين أُجبروا على البقاء في الخيام، ويرتكب مجازر بحق الفلسطينيين الجائعين في مراكز الإغاثة، ويعتقل ويُعذّب الفلسطينيين المتهمين بالقتال أو تقديم الرعاية، ويُدمّر نظام الرعاية الصحية في غزة بأكمله، ويُدمّر تقريباً جميع مدارسها وجامعاتها، ويُلحق الضرر بأكثر من 90% من المباني السكنية، ويمنع دخول الغذاء والإمدادات إلى القطاع المحاصر. لكنّ صحافيي "نيويورك تايمز" اختاروا تجاهل كلّ جريمة من هذه الجرائم، أو تبرئة ذمّتها، أو تشويهها، أو تبريرها.
ومثل أيّ مُصنّع أسلحة، تُعدّ "نيويورك تايمز" جزءاً من آلية الحرب، فهي تُنتج، في أوساط الرأي العام، الإفلات من العقاب الذي يُمكّن ويُديم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المُستمرة.
عندما احتللنا ردهة صحيفة "نيويورك تايمز" للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استنكرنا رفض الصحيفة تأريخ طوفان الأقصى في سياق احتلال "إسرائيل" لفلسطين لأكثر من سبعة عقود، واختيارها تصوير قصف "الجيش" الإسرائيلي لغزة على أنه حرب مُستهدفة ضد حماس. طالبنا الصحيفة بالحقيقة. طبعنا صحيفتنا الخاصة: "جرائم حرب نيويورك"، التي تضمّنت أسماء الشهداء الفلسطينيين المسجّلين في ذلك الوقت. استغرقنا أكثر من ساعة لقراءة أسماء الشهداء الذين تقل أعمارهم عن عام واحد. دعونا جمهورنا إلى مقاطعة الصحيفة، وسحب وقتهم وثقتهم واهتمامهم منها، وإلغاء الاشتراك في أخبارها وألعابها ووصفاتها.
لسنا أول من أشار إلى التزام صحيفة التايمز بالصهيونية. فالملف الذي نشرناه هذا الشهر بُني على العمل الاستقصائي لوسائل إعلام ومنظّمات، منها "الانتفاضة الإلكترونية"، و"موندويس"، و"ذا إنترسبت"، و"الإنصاف والدقة في التغطية"، وكتّاب فلسطينيون كشفوا زيف الصحيفة على مدى عقود.
28 تموز 10:45
28 تموز 09:27
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، اكتسبت هذه الانتقادات جمهوراً جديداً وأهمية متزايدة. وتُظهر بيانات تتبّع اختيارات الكلمات في غرفة الأخبار، بالإضافة إلى تسريبات التوجيهات التحريرية للتايمز، تحيّزاً معادياً للفلسطينيين. وقد أصبحت تصحيحات عناوين التايمز أداة خطابية مفضّلة لدى حركة التضامن مع فلسطين - لكشف التحريف، وتصحيح الحقائق، وقول الحقيقة.
ويضيف ملفنا إلى هذا الجسم من المعرفة: فهو يكشف عن عشرين من كبار المحرّرين والمديرين التنفيذيين والصحافيين الذين يغطون الحرب على غزة ولديهم علاقات مع "الدولة" الصهيونية، الأمر الذي من شأنه أن يقوّض بشكل أكبر مكانة صحيفة التايمز التي لم تستحقّها.
خدم ناتان أودنهايمر في وحدة "ماجلان" الخاصة التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي. والآن، بعد أن أصبح مراسلاً لصحيفة التايمز في "تل أبيب"، يكتب عن رفاقه السابقين في السلاح، ويشاركهم في العمل. كيف نتوقّع من شخص أن يقدّم تغطية دقيقة للاحتلال، وهو الذي ارتدى زي المحتل لأربع سنوات؟
إيزابيل كيرشنر أمّ لجنديين سابقين في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، وزوجة لجندي آخر. بعد انتهاء خدمته، تولّى زوج كيرشنر إدارة برنامج استراتيجية المعلومات التابع لمركز أبحاث إسرائيلي، وهو قسم مُكلّف برسم صورة إيجابية لـ "إسرائيل" في وسائل الإعلام. لا داعي للتساؤل عن كيفية تأثير هذه العلاقة على تغطيتها الإعلامية: فقد استشهدت كيرشنر بمركز أبحاث زوجها أكثر من 100 مرة منذ أن بدأت الكتابة لصحيفة التايمز عام 2007. ملفنا، الذي يكشف عن الروابط المادية والولاءات التاريخية للمحرّرين والمديرين التنفيذيين والكتّاب المؤثرين للصهيونية، يُظهر بوضوح أن صحيفة التايمز في موقف محرج. المؤسسة بأكملها مُنظَّمة بشكل منهجي لحماية "إسرائيل" من المساءلة الدولية.
يُعدّ دعم صحيفة التايمز للصهيونية ومهمة الدولة الاستيطانية الاستعمارية في المنطقة راسخاً في تاريخها. وقد أُشيد بـ أ. م. روزنتال، رئيس قسم الأخبار في التايمز لما يقرب من عقدين، في جنازته لإظهاره أنّ حبّ "إسرائيل يعادل حبّ بلدنا تماماً". واعترف ماكس فرانكل، رئيس التحرير التنفيذي للتايمز لأكثر من عشر سنوات، بأنه كتب "من منظور مؤيّد لإسرائيل"، وقال إنه كان متوقّعاً منه الدفاع عن "إسرائيل" "سواء كانت على حق أم على باطل".
أدانت التايمز بحثنا ووصفته بأنه "حملة دنيئة" في الصحافة، لكنها ترفض قبول أنّ قتل "إسرائيل" لأكثر من 200 صحافي فلسطيني كان مستهدفاً. إنّ أولئك الذين يخدمون في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، والذين يتقاضون رواتبهم من جماعات الضغط الإسرائيلية لنشر الدعاية الإسرائيلية، ليسوا زملاء أشجع الفلسطينيين: إنهم أعداؤهم.
يستخدم ردّ الصحيفة على ملفنا المنطق المُعذّب نفسه المُستخدم في تغطيتها - كيف يُمكن أن يكون بحثنا "معلوماً للعامّة" و"غير دقيق" في آنٍ واحد؟ نحن نعلم سبب صمت التايمز إزاء مقتل العاملين في المجال الإعلامي: فالصحافيون الفلسطينيون يكشفون الحقيقة نفسها التي تسعى الصحيفة إلى طمسها. يُتَّهمون باستمرار بالتحيّز وعدم القدرة على التغطية بموضوعية لأنهم فلسطينيون. هويتهم هي الاتهام النهائي. في التايمز، يُفلت الفلسطينيون من العدالة، ونضالهم من أجل العيش بحرية ظالم وجائر ويستحقّ الإدانة.
"صحيفة نيويورك تايمز لا تعترف بفلسطين"، هكذا قال أحد محرّري التايمز للمفكّر الفلسطيني إبراهيم أبو لغد. ردّ أبو لغد قائلاً: "حسناً، فلسطين أيضاً لا تعترف بنيويورك تايمز". إنّ رفضه الاعتراف بالتايمز قبل 37 عاماً هو دعوة لتقويض هيبتها. على الجميع الاستجابة لدعوته ومقاطعة التايمز وسحب الاستثمارات منها وإلغاء الاشتراك فيها. ولكي نتخيّل فلسطين حرّة في حياتنا، فمن المفيد أن نتخيّل عالماً من دون صحيفة "نيويورك تايمز".
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا تواصل تسيير طائرات تجسس لجمع المعلومات عن أسرى إسرائيل
بريطانيا تواصل تسيير طائرات تجسس لجمع المعلومات عن أسرى إسرائيل

الشرق الجزائرية

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الجزائرية

بريطانيا تواصل تسيير طائرات تجسس لجمع المعلومات عن أسرى إسرائيل

نشرت صحيفة 'التايمز' تقريرا أعدته لاريسا براون قالت فيه إن سلاح الجو الملكي البريطاني يواصل طلعاته فوق غزة، من أجل المساعدة في العثور على ما تبقى من الأسرى لدى حركة حماس وغيرها من الجماعات المقاتلة، وذلك حسب مصادر حكومية بريطانية. وجاء في التقرير الذي أعدته محررة شؤون الدفاع أن الجيش البريطاني يقوم بإرسال طائرات تجسس فوق غزة لمساعدة إسرائيل في العثور على الأسرى الإسرائيليين، في وقت يتواصل فيه قتل الفلسطينيين الجائعين. ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية قولها إن المعلومات التجسسية التي يتم جمعها من خلال طلعات سلاح الجو الملكي البريطاني وبقية الأرصدة بالمنطقة تقدم إلى الجيش الإسرائيلي، بحيث يكون لديه معلومات جديدة عن حركة الأسرى. ورفضت وزارة الدفاع البريطانية الكشف عن المقاتلات التي يتم استخدامها للعثور على الأسرى في وقت يتحدث فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن احتلال القطاع بالكامل. ولكن بيانات تتبع حركة الطيران أظهرت أن مقاتلة 'شادو أر1' حلقت مئات المرات في مهام فوق غزة، وكان آخرها في الشهر الماضي وقبل أن تقلع عائدة إلى بريطانيا من قاعدة أكوتيري العسكرية البريطانية في قبرص.

حماس: قرار إبعاد مفتي القدس عن المسجد الأقصى إجراء احتلالي تعسفي
حماس: قرار إبعاد مفتي القدس عن المسجد الأقصى إجراء احتلالي تعسفي

المنار

timeمنذ 4 ساعات

  • المنار

حماس: قرار إبعاد مفتي القدس عن المسجد الأقصى إجراء احتلالي تعسفي

قالت حركة حماس إن 'قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إبعاد مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، عن المسجد الأقصى، هو إجراء احتلالي تعسفي'. وأضافت الحركة في بيان لها يوم الأربعاء أن 'هذا القرار يأتي في سياق محاولات الاحتلال فرض السيطرة على المسجد الأقصى، عبر التضييقات والانتهاكات المستمرة، واستهداف أئمة وخطباء المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد'. وطالبت حماس 'جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بضرورة التحرّك العاجل ضد إجراءات الاحتلال التهويدية، وتوفير سبل الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدّمتها المسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرّض لحملة تهويد مسعورة من قبل حكومة الاحتلال والمستوطنين الصهاينة المتطرفين'. وقد قرّرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، إبعاد 'المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية' الشيخ محمد حسين عن المسجد الأقصى المبارك، لمدة ستة أشهر. المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام

أسرار جديدة تكشف عن هجوم ناغازاكي... هل أخطأ الطيار عمداً هدف القنبلة النووية لإنقاذ أرواح؟
أسرار جديدة تكشف عن هجوم ناغازاكي... هل أخطأ الطيار عمداً هدف القنبلة النووية لإنقاذ أرواح؟

النهار

timeمنذ 5 ساعات

  • النهار

أسرار جديدة تكشف عن هجوم ناغازاكي... هل أخطأ الطيار عمداً هدف القنبلة النووية لإنقاذ أرواح؟

هو أسبوع هيروشيما وناغازاكي. 80 عاماً على الهجوم الأميركي بقنبلتين ذرّيتين في 6 و9 آب/أغسطس 1945. ما بين عدد الضحايا وتداعيات القنبلتَين، قصص بنكهة الألم والعذاب تقابلها خفايا تُراكم هذا الحدث الاستثنائي في تاريخ البشرية فتكشف سنة بعد سنة ما لم يُكشف ولم يروَ... "كيرميت بيهان"، هو النقيب (الكابتن) الأميركي موجّه القنبلة في الطائرة "B29" التي أسقطت قنبلة "فات مان" على ناغازاكي. ولكن ما فعلَه "عن قصد أو غير قصد" يُدرّس بعد 80 عاماً على الحدث، وبالتأكيد في السنوات المقبلة. لم تكن الهدف! بالأساس، لم تكن ناغازاكي بدائرة الاستهداف بل كان الهدف الأساسي مصنعاً في مدينة كوكورا ضمن مدينة كيتاكيوشو في محافظة فوكوؤكا، هي مدينة محاطة بمدينتَين صناعيتين مكتظّتين هما يواتا وتوباتا. قبل التطبيق، اختارت لجنة تحديد الأهداف الأميركية عدداً من المدن اليابانية لتنفيذ الهجوم من بينها كيوتو، يوكوهاما، نيغاتا، إلى جانب كوكورا وناغازاكي، إلى حين أمرَ الرئيس الأميركي آنذاك هاري ترومان بالتنفيذ. في كتاب "ناغازاكي" لبرنارد كلارك نشرت صحيفة "التايمز" مقتطفات منه، أمَر ترومان تحديداً بأن تُلقى القنبلة فقط عبر إسقاط بصري، أي أن يكون الهدف مرئياً بوضوح. كانت هناك فوق كوكورا طائرتا استطلاع جوي أفادتا في ذلك الوقت بوجود غيوم بنسبة 10% فقط، فالسماء إذاً كانت صافية ولا عائق أمام الإسقاط البصري. إلّا أن هذا ليس ما حدث! كان سكّان مدينة كوكورا البالغ عددهم 600 ألف يواصلون حياتهم بشكل طبيعي غير مدركين لمصيرهم. وعندما استعدّ الطيّار تشارلز سويني لعملية الإسقاط، صرَخ بيهان من موقعه بمقدّمة الطائرة: "يا إلهي، يا إلهي، لا رؤية! لا إسقاط، لا إسقاط، لا إسقاط!". ومع تكرار الرفض 3 مرّات، اضطر سويني وقد بدأ وقود طائرته ينفد على التوجّه نحو الهدف الثانوي: ناغازاكي! ونظراَ لأن ناغازاكي ميناء على شكل حرف "V" ومركزها يسهل تحديد موقعه على الرادار، فلم يكن هناك شك بنجاح الضربة... قصة شهر عسل أنقذ مدينة من الدمار... كيف افتدت ناغازاكي كيوتو؟ قبل أسابيع قليلة من إلقاء الولايات المتحدة أقوى سلاح عرفته البشرية على مدينتي هيروشيما في السادس من آب/أغسطس 1945 وناغازاكي في التاسع منه، لم تكن ناغازاكي حتى على قائمة المدن المستهدفة بالقنبلة الذرية. وكانت كيوتو، العاصمة القديمة لليابان والتي تضم أكثر من 2000 معبد بوذي ومزار شنتو، بما في ذلك 17 موقعًا للتراث العالمي، على رأس القائمة. View this post on Instagram A post shared by Annahar (@annaharnews) القصّة لم تنتهِ... يكشف كلارك تفاصيل ما بعد موقف بيهان هذا. فقد أفادت المعطيات بأّنه عند الاقتراب من المدينة، حصل جدل داخل الطائرة إذ بسبب الغيوم المتزايدة، طالب بعض الطاقم باستخدام الإسقاط عبر الرادار بدلاً من البصري، رغم أوامر ترومان الواضحة. ولكن قبل الإسقاط بـ3 أميال، رأى بيهان فجوة في الغيوم وصرخ لسويني: "انحرف يميناً… أرى هدفاً". كان في ضاحية أوراكا مي، أحد ملاعب "التنِس" التابعة للمدير العام لشركة "ميتسوبيشي"، بجوار ما كان يُعرف سابقاً بأكبر كاتدرائية كاثوليكية في اليابان، فيها الكثافة السكّانية ضئيلة! تعطّل مفتاح التحكّم الإلكتروني بالقنبلة، فاضطر بيهان إلى سحب ذراع يدوي فوق كتفه لإسقاطها، وكانت على بُعد 2.18 ميل من مركز ناغازاكي شمال المدينة. ووسط ارتياح طاقم الطائرة وتصفيقه، قال النقيب: "يا إلهي، يا إلهي... لن تتكرّر أبداً، لن تتكرّر أبداً". هذا السيناريو وثّقه تسجيل لأحاديث جهاز الاتّصال الداخلي لـ"رحلة القنبلة" من الإقلاع في جزيرة تينيان إلى الهبوط شبه الاضطراري في جزيرة أوكيناوا. فبعد قنبلة "الولد الصغير" على هيروشيما و"فات مان" على ناغازاكي، أعلنت اليابان في 15 آب/أغسطس استسلامها لتنتهي الحرب العالمية الثانية. هديّة! في ذلك اليوم، الخميس 9 آب/أغسطس 1945، كان عيد ميلاد كيرميت بيهان السابع والعشرين. يتساءل كلارك: "هل كانت "هدية عيد ميلاده" للبشرية أن يغضّ الطرف عن السماء الصافية فوق كوكورا، ويلقي القنبلة عمداً قرب الهدف الثانوي في ناغازاكي؟ تلميح للإجابة يأتي من مصدر غير متوقّع هو كيرميت الابن الذي قال لكلارك: "أستطيع أن أؤكد لك شيئاً واحداً بخصوص ذلك، شيئاً واحداً مؤكّداً. والدي كان مخلصاً لسلاح الجو، ومخلصاً أيضاً في تنفيذ الأوامر. كل ما فعله والدي، فعله لأن ضابطاً أعلى رتبة أمره بذلك". إذاً، يبقى السؤال: هل قرّر قاذف القنابل، الكابتن كيرميت بيهان، من تلقاء نفسه، بعدما رأى دمار هيروشيما قبل أيام في 6 آب، أن يُسقِط القنبلة ذات القدرة التدميرية الهائلة إلى جانب الهدف الثانوي؟ أم أن أحداً من كبار القادة أمره بذلك؟ رغم أن الحرب كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، إلا أن الجنرال المتعصّب كيرتس لوماي، المسؤول عن قصف اليابان، كان مصمّماً على قتل أكبر عدد ممكن من اليابانيين، وأثار غضبه حجم الدمار المحدود نسبياً في ناغازاكي. هذا الغضب دفعه إلى الترويج لسيناريوهات بديلة لتبرير عدم قتل قنبلة "الرجل البدين" لمئات الآلاف من الناس — وكان التفسير الأكثر تداولاً هو الغطاء السحابي. ويروي كلارك أنّه أمضى أسبوعاً في أرشيف مكتبة الكونغرس في واشنطن العاصمة، واطلع بدقة على تقارير الطقس، واتجاهات الرياح، والأوامر المكتوبة، والمقابلات، وتقارير الاستجواب. وبينما كان من الممكن تمييز محاولة تغطية فاترة بعد الحرب، فإن أياً من المزاعم حول الغيوم أو الدخان المتصاعد فوق الهدف لم يكن مقنعاً على الإطلاق. تصرفات بيهان كانت إمّا بناءً على قراره الشخصي أو بأمر من جهة عليا. وبعبارة أخرى، لم يكن هناك أي غطاء سحابي في ذلك اليوم فوق كوكورا. كان ترومان مصدوماً بشدّة من حجم الخسائر البشرية في هيروشيما. ومن المحتمل أنه استخدم إحدى القنوات الخلفية لتجاوز لوماي، وتواصل مباشرة مع الجنرال فاريل، رئيس العمليات الميدانية، في جزيرة تينيان قبل إقلاع طائرة B29. ولكن، كما هو الحال مع العديد من ألغاز التاريخ، من المرجح أن لا نعرف الحقيقة أبداً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store