
العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
القرار الأوروبي يأتي في وقت كشفت فيه مصادر دبلوماسية أن الاتحاد يعدّ خططًا طارئة لتمديد العقوبات حتى دون موافقة رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان ، في حال قرر استخدام حق النقض.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو الإنسانية، نزار بوش، خلال مداخلته من موسكو ضمن برنامج "ستوديو وان مع فضيلة"، أن القرار الأوروبي لم يكن مفاجئا لروسيا، مشيرًا إلى أن موسكو "تأقلمت مع العقوبات منذ عام 2022، بينما يعاني الاقتصاد الأوروبي من تباطؤ حاد في النمو".
وأضاف: "العقوبات تحولت إلى حملة إعلامية أكثر منها ورقة ضغط حقيقية... روسيا منفتحة على الحل، لكن لا يوجد تواصل حقيقي مع أوروبا".
ورأى بوش أن الضغوط الأوروبية "تُقابل في الكرملين بمزيد من الحزم"، موضحا أن موسكو "كلما شعرت بمحاولة خنق سياسي أو اقتصادي، كلما ذهبت أبعد في مواقفها".
وأضاف: "من يريد السلام، فليمد يده. روسيا منفتحة حتى مع أوكرانيا ، لكنها لن تتخلى عن أهدافها أو عن مكانتها كقوة عظمى".
وحول موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، قال بوش إن موسكو "تراقب مواقفه ببرود"، واصفًا إياها بأنها "متقلبة ولا تُبنى عليها حسابات استراتيجية".
وأشار إلى أن ترامب "مدح زيلينسكي، وانتقد بوتين، ثم عاد وغازل موسكو"، مضيفا: "ما يهم روسيا هو الأفعال لا الأقوال... وبوتين يدرك أن واشنطن لن ترفع يدها عن أوكرانيا، أياً كان ساكن البيت الأبيض".
أما على مستوى العمليات العسكرية، فرأى بوش أن موسكو"تحقق تقدماً واضحاً على الجبهة"، وتُحاول "استثمار التفوق الميداني سياسياً عبر طاولة المفاوضات".
وقال: "روسيا ذهبت إلى إسطنبول وأبدت مرونة، لكنها لن تقبل باتفاق يُفهم على أنه تراجع استراتيجي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 5 دقائق
- سكاي نيوز عربية
الحرس الثوري: تكنولوجيا إيران النووية لن تدمر.. وتوقعوا الرد
وأضاف في بيان أن " أن الحرس الثوري الإسلامي يدرك جيدا ساحة هذه الحرب الشاملة والمفروضة، ولن يخيفه أبدًا ضجيج ترامب والعصابة الإجرامية الحاكمة في البيت الأبيض وتل أبيب". وفيما يتعلق بالرد الإيراني، أعلن الحرس الثوري أن عمليات "الوعد الحق 3" لا تزال متواصلة، مشيرا إلى أن "الكيان الصهيوني تلقى حتى الآن 20 موجة من هذه العمليات التي تستهدف بدقة وعنف البنية التحتية والمراكز الاستراتيجية و المصالح الإسرائيلية". وأضاف البيان أن "العدوان الذي شنه النظام الإرهابي الأميركي اليوم، دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تفعيل خيارات دفاعية تتجاوز وحسابات جبهة المعتدي الوهمية"، محذرا من أن "على المعتدين أن يتوقعوا ردودا مؤسفة". واعتبر الحرس الثوري الإيراني أن الذربات الأميريكة ضد منشآت نووية هو "انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة و القانون الدولي ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والمبادئ الأساسية لاحترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول". وفجر السبت، نفذت الولايات المتحدة، ضربة عسكرية خاطفة ودقيقة ضد منشآت نووية ومواقع استراتيجية داخل إيران ، من بينها منشأة فوردو النووية، في واحدة من أخطر مراحل التصعيد بين واشنطن وطهران منذ سنوات.


صحيفة الخليج
منذ 19 دقائق
- صحيفة الخليج
وحشية الحروب.. والألم الإنساني
يعيش العالم حقبة شديدة الخطورة، لم تكد البشرية تتغلب على كارثة انتشار فيروس كورونا، حتى استيقظ العالم على الحرب الروسية الأوكرانية وها هي منطقة الشرق الأوسط تشهد حرباً إسرائيلية على غزة من جهة، إضافة إلى حرب إسرائيلية - إيرانية شاركت فيها الولايات المتحدة. إن النفس المتخمة بغرور القوة بعد أن تحررت من كوابح العقل وأسلمت قيادها لغريزة الموت بعد أن هدم القانون الأخلاقي بشموله واتساقه وكسر الأخلاق الفطرية تحدياً لمبدأ الخير الذي يفضي إلى إفساد حركة الكون من خلال طغيان القدرة العسكرية والتي تمثل المعيار الأول للقوة المستخدمة في السيطرة والقتل والتدمير، يقول توماس هوبز: «الإنسان ذئب لأخيه الإنسان» وهذا ما يؤكده المشهد اليومي لجرائمه التي لا تنقطع ويؤكده التاريخ بحروبه الدامية وعندما تصطدم الإرادات حول قضية معينة، تنشأ الحروب، فلا يوجد سلام دائم ومع زيادة التطور العلمي ظهرت أنواع جديدة من المتفجرات مصنوعة من الديناميت ذات قدرات عالية على الدمار، إلى تطوير بنادق القتال وظهور الطيران الحربي وسلاح المدرعات وغيره من الأسلحة الفتاكة المصممة مثل الأسلحة النووية. وقد تجلى الجنون الإنساني في أبهى صوره في الحرب العالمية الثانية، فكان قصف المدن تتناوب عليه الأطراف المتحاربة، حتى تم قتل عشرات الآلاف من السكان في مدن بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وذلك من خلال القصف الجوي بالطائرات بهدف قتل الناس، كما تم تشريد مئات الآلاف من جراء اقتحام الجيوش للدول والمدن ومات من الجوع والبرد والمرض ما لا يحصى من البشر في عموم أوروبا. ومع تمدد الحرب نحو اليابان، فقد كانت القاذفات الأمريكية تلقي بالحمم على بيوت اليابانيين المصنوعة من الخشب في المدن، ما كان يؤدي إلى حرق تلك البيوت بساكنيها وقُدِّر إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الصراع بما يتراوح بين سبعين وخمسة وثمانين مليون إنسان وكانت أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق والصين واليابان، أكثر المناطق التي تضررت. ورغم أن الدول التي اكتوت من ذلك الصراع، قد لململت جراحها ومضت إلى مستقبلها، لكن آثار الكارثة لا تزال ماثلة في وجدان تلك الشعوب التي وقعت ضحية لها. أما منطقة الهند الصينية فقد شهدت، في الستينيات والسبعييات من القرن الماضي، أبشع صور الحروب وإذلال البشر، ولا سيما في كمبوديا تحت حكم «الخمير الحمر»، فقتلوا ميلون إنسان كمبودي بأبشع وسائل القتل والإعدام. وعندما بدأت النعرات تظهر بين مكونات الشعب اليوغسلافي، بدأ القتل العشوائي للسكان وظهرت الميليشيات وكان البوشناق المسلمون هم الذين تلقوا أكبر الضربات، فقد تم إفناء قرى ومدن بأكملها واغتصاب عشرات الآلاف من النساء ويقدّر مركز القانون الإنساني عدد الضحايا في ذلك الصراع الذي استمر عشر سنوات، بما لا يقل عن 130 ألف ضحية، بالإضافة إلى لجوء مئات الآلاف من السكان إلى الدول المجاورة. وكانت منطقة الخليج العربي ولا تزال ذات أهمية كبيرة، نظراً لأنها مصدر لنحو 30% من النفط المستهلك في العالم، غير أن الصراع الدولي على هذه المنطقة قد تكون له آثار مؤلمة على مختلف الشعوب الموجودة فيها، فقد فتحت إسرائيل وبموافقة ضمنية أمريكية الحرب على إيران، وكانت الحجة هي منعها من امتلاك سلاح نووي، لكن الهدف غير المعلن هو تدمير هذه الدولة أو احتواؤها، كما تم مع العراق من قبل، لكن سرعان ما أدركت الصين وروسيا، حليفتا إيران، الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة فقررتا التصدي للأطماع الأمريكية، ففي الأسبوع الماضي أكد الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين: «أنه من غير الممكن تحقيق التسوية في منطقة الشرق الأوسط باستخدام القوة العسكرية». وقد أدت الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إلى قتل وتهجير السكان الأبرياء الذين فروا من طهران ومن سواها من المدن المستهدفة، كما فروا من تل أبيب وحيفا وغيرها، مع ما رافق ذلك من شعور بالخوف من الموت والجوع والقلق على المستقبل الغامض وبعد مرور أثني عشر يوماً من الحرب المستمرة، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «أن إسرائيل وإيران قد توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار» ومع بدء سريان الهدنة، فقد توقف القصف المتبادل. والواقع أن هذه الهدنة كانت مطلوبة من كلا الطرفين، فإسرائيل التي تعرضت مدنها لأسوأ قصف عبر تاريخها بسبب ضعف وانعدام فعالية قبتها الحديدية في صد الصواريخ فائقة السرعة، فإنها تريد إعادة ترميم وتجديد هذه القبة لجعلها أكثر فعالية في صد الهجمات المعادية، كما أن إيران، التي كانت سماؤها مكشوفة طوال أيام الحرب، فقد أدركت أنها بحاجة إلى نظام دفاع جوي يحمي أجواءها سواء أكانت طائرات أم صواريخ ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الهدنة ستتحول إلى سلام دائم، بل ربما قد تتجدد الحرب في المستقبل وتكون أشد وأكثر شراسة من هذه الحرب التي جرت وسوف يكون الضحية الأولى فيها هم الناس الأبرياء.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
أمريكا وإفريقيا.. شراكة على المفترق
يسرا إيهاب الحربي تمر العلاقات الأمريكية-الإفريقية بمرحلة تعكس ما يشبه إعادة تعريف للأولويات، حيث أفرزت التطورات الأخيرة مؤشرات متراكمة على تآكل الثقة السياسية بين الجانبين. فبعيداً عن الخلافات التي نشبت بين واشنطن وبريتوريا – على خلفية اتهام جنوب إفريقيا بدعم موسكو ورفعها دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل – فإن ما برز على السطح هو ميل أمريكي متزايد نحو الانكماش، عبّرت عنه سلسلة إجراءات عقابية، منها تخفيض المساعدات، والحديث عن استبعاد جنوب إفريقيا من قانون «أجوا»، وتفعيل برامج لجوء خاصة ب «الأفريكانز»، وهو ما مثّل، في مجمله، تحوّلاً من أدوات الشراكة إلى آليات الضغط السياسي. لكن هل كانت هذه الإجراءات تعكس قراءة استراتيجية دقيقة للتحولات الإفريقية؟ أم أنها مجرد رد فعل على مواقف سيادية بدأت بعض العواصم الإفريقية في تبنيها تجاه القضايا الدولية الكبرى؟ وهل يمكن أن تستمر واشنطن في معادلة «الردع السياسي» من دون أن تخسر عمقها الرمزي والتاريخي في القارة؟ وما يزيد من عمق الإشكال أن مؤشرات التراجع الأمريكي تجاوزت الإطار الرمزي لتطول البنية المؤسسية للعلاقات، إذ كُشف عن خطط لإغلاق ست سفارات إفريقية، وتقليص الحضور القنصلي، بالتوازي مع فرض قيود تأشيرات شملت عشر دول، ومهلة إنذار ل 25 دولة أخرى. هذه الإجراءات، وإن بدت مدفوعة بمنطق أمني، تعكس تحولاً أوسع في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع إفريقيا: من شريك استراتيجي إلى ملف إداري هامشي. وهذا ما يُعيد إلى الأذهان لحظة الانكفاء التي أعقبت الحرب الباردة، حين ظنت واشنطن أن سحب قواتها، وتقليص مساعداتها، لن يترك فراغاً ذا تبعات. لكن، هل يعيد التاريخ نفسه؟ وهل تملك إفريقيا اليوم ترف التراخي في مواجهة ما يمكن تفسيره كإعادة ترتيب للأولويات أو إعادة تموضع من قبل شريك بحجم الولايات المتحدة؟ أم أن تعدد الخيارات أمام القارة يتيح لها رسم معادلات جديدة، أكثر توازناً واستقلالية من أي وقت مضى؟ وفي ظل هذا الاسترجاع التاريخي، تظهر قمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية التي عُقدت في لواندا (22-25 يونيو/حزيران2025) ليس كمجرد فعالية اقتصادية، بل كمحطة لقياس منسوب الثقة المتبقي. ورغم الرسائل التي حاولت الإدارة الأمريكية تمريرها عن «تحول استراتيجي نحو الدبلوماسية التجارية»، فإن القمة عكست، بجلاء، حجم الفجوة في التصورات. فقد عبّر مسؤولون أفارقة عن امتعاضهم من السياسات التأشيرية التقييدية، ومن نهج العقوبات الجمركية، وغياب الشفافية في التعاملات التجارية. كما أن التركيز على «ممر لوبيتو»، رغم أهميته اللوجستية، بدا في أعين الكثيرين محاولة تكتيكية لا ترقى إلى مستوى المبادرة المتكاملة، لغياب الأطر التنموية المصاحبة، وعدم وضوح الرؤية بشأن نقل التكنولوجيا أو تمكين الكوادر المحلية. فهل يكفي التركيز على البنية التحتية واللوجستيات لإعادة بناء الشراكة؟ أم أن الرهان الحقيقي يكمن في الاستثمار برأس المال البشري، ونقل المهارات؟ وهل ما تزال واشنطن ترى القارة كفرصة، أم كعبء يجب احتواؤه وتقييده؟ وإذا كانت واشنطن قد اختارت تقليص أدوات نفوذها الناعمة – من التعليم إلى الصحة والمساعدات التنموية – لصالح التركيز على صفقات استثمارية مرهونة بالامتيازات الجيوسياسية، فإن هذا التحول من «المساعدة مقابل الولاء» إلى «الصفقة مقابل النفاذ» يعكس ضيق أفق استراتيجي، ويُخضع العلاقة مع القارة لحسابات قصيرة المدى. في المقابل، فإن القوى المنافسة – خصوصاً الصين وروسيا – لم تكتفِ بمراقبة الفراغ، بل سارعت إلى ملئه بخطوات متدرجة. الصين، على سبيل المثال، أعفت 99% من صادرات الدول الإفريقية من الرسوم الجمركية، وأطلقت برامج واسعة للتدريب العسكري والمدني، ووسعت أدوات التمويل والبنية التحتية، وحرصت على تأطير ذلك ضمن سردية «التعاون جنوب-جنوب». أما روسيا، فقد استخدمت أدوات غير تقليدية، مثل الشركات الأمنية الخاصة، للتمدد في ساحات النزاع، ونجحت في تحويل النفوذ السياسي إلى مكاسب أمنية واقتصادية ملموسة. لكن التغير الأكثر أهمية ليس خارجياً، بل داخلي إفريقي بامتياز. فخلال قمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية، عبّرت العديد من العواصم الإفريقية عن مواقف أكثر وضوحاً، تعكس نضجاً متزايداً في إدراك الذات الإقليمية. لم تكن الرسائل موجهة لواشنطن وحدها، بل لجميع القوى الدولية: إفريقيا لم تعد سوقاً فقط، بل هي شريك مشروط، لم تعد تكتفي بالمساعدات، بل تطالب بنقل المعرفة والتكنولوجيا، لم تعد تتفاعل بمنطق الحاجة، بل بمنطق المصلحة السيادية. ويبقى التساؤل: هل تنجح القارة الإفريقية في تحويل هذا الوعي المتقدم إلى مواقف تفاوضية أكثر استقلالاً؟ في ضوء ذلك، يبدو أن القارة بصدد إعادة تعريف علاقاتها الدولية من منظور جديد، يسعى إلى تنويع الشراكات وتوازنها، وبناء مسارات تعاون تعزز مناعتها الاستراتيجية. أما واشنطن، فباتت أمام خيارين: إما أن تُعيد تموضعها بسياسات تعترف بالتحولات العميقة في القارة، وتُفعّل أدواتها السياسية والاقتصادية والأمنية بروح شراكة جديدة، أو تواصل الانكفاء، تاركة الساحة لآخرين أكثر مرونة، وأعلى استعداداً للالتزام طويل الأمد.