logo
بتاح تكفا ثاني أكبر مدينة صناعية في إسرائيل

بتاح تكفا ثاني أكبر مدينة صناعية في إسرائيل

الجزيرةمنذ 5 ساعات

مدينة من أبرز المراكز الحضرية في إسرائيل، وتشكل جزءا من كتلة المدن المعروفة باسم "غوش دان" المحيطة بمدينة تل أبيب، وهي خامس أكبر مدينة وثاني أكبر مركز صناعي في إسرائيل.
وتُلقب بتاح تكفا بـ"أم المستوطنات" لكونها شكّلت النواة الأولى للاستيطان اليهودي في فلسطين، وكانت أول موشاف (مستوطنة زراعية يهودية) يُقام في فلسطين وذلك عام 1878.
وفي منتصف يونيو/حزيران 2025 تعرضت هذه المدينة لضربة صاروخية إيرانية مباشرة، ضمن عملية الوعد الصادق-3 التي نفذتها إيران ردا على الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، وقد أسفر الانفجار عن أضرار جسيمة في مبنى يضم غرفا محصنة، وأدى إلى مقتل 4 إسرائيليين.
الموقع والجغرافيا
تقع بتاح تكفا في المنطقة الوسطى من إسرائيل، على بعد نحو 11 كيلومترا شرق تل أبيب، بالقرب من منبع نهر العوجا (اليركون) وتتمتع بموقع إستراتيجي يُعد نقطة التقاء خطوط المواصلات التي تربط بين المدن الرئيسة شمال إسرائيل وجنوبها، كما لا تبعد كثيرا عن الطريق الرئيسي الذي يربط يافا بالقدس .
وتمتد بلدية بتاح تكفا على مساحة تُقدر بحوالي 35.9 كيلومترا مربعا، على ارتفاع حوالي 50 مترا فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر جزءا من التجمع الحضري يافاـ تل أبيب، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة.
وتقع هذه المنطقة بين إقليمين يتميز كل منهما بخصائص بيئية مختلفة، ويقع الإقليم الأول بالجزء الشرقي من حوض نهر اليركون، ويتميز بوفرة مصادر المياه والأراضي الصالحة للزراعة.
أما الإقليم الثاني، فيقع جنوب وشمال حوض نهر اليركون، ويتكون من تلال رملية حمراء تغطيها الغابات في معظمها، ولكنها غير صالحة للزراعة.
ويتميز مناخ المدينة بصيف طويل حار ورطب، وشتاء بارد وصافٍ في الغالب، وتتراوح درجات الحرارة على مدار العام عادة بين 9 و31 درجة مئوية، ونادرا ما تنخفض عن 5 درجات أو تتجاوز 33 درجة مئوية.
التسمية
تعود جذور اسم "بتاح تكفا" إلى اللغة العبرية، وتعني "باب الرجاء" أو "فتحة الأمل" وهو مستمد من نص في سفر يوشع من العهد القديم يقول "وأعطيها كرومها من هناك، ووادي عَخُور باب للرجاء".
إعلان
وقد كان المخطط الأصلي إقامة مستوطنة زراعية في موقع يُعرف بوادي عخور في أريحا، إلا أن الحكومة التابعة آنذاك للدولة العثمانية لم توافق على بيع الأرض في ذلك الموضع، مما دفع القائمين على المشروع إلى تغييره.
ولاحقا، اختاروا أرضا في قرية ملبس لإقامة المستوطنة، ورغم تغيير الموقع، أطلقوا عليها اسم "بتاح تكفا" المستوحى من وصف وادي عخور في العهد القديم، لما يحمله من دلالة رمزية تتوافق مع أهدافهم وآمالهم.
التاريخ
أقيمت بتاح تكفا على أراضي قرية ملبس الفلسطينية، وامتدت لاحقا إلى أراض تابعة لقرى مجاورة، وهي موقع تاريخي كان مأهولا بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، وكشفت الحفريات عن وجود مستوطنات بشرية تعود إلى العصر الحجري الحديث، اتسمت بأنماط معيشة اعتمدت على الصيد والزراعة.
وتشير أدلة الحفريات إلى أن الموقع تحول لاحقا إلى مجتمع ريفي صغير، واستمر النشاط البشري فيه أثناء العصر الحديدي الثاني، وفترة الحكم الفارسي (586-332 قبل الميلاد) وقد اتسع نطاقه ليشمل رقعة أكثر اتساعا.
وقد شهدت المنطقة عصرها الذهبي في العهد الروماني والبيزنطي والإسلامي المبكر، وفي القرن الـ12 الميلادي استولى الصليبيون على المنطقة وبنوا قلعة على تل ملبس، وبعد دحرهم خضعت المنطقة للحكم المملوكي، وفي القرن الـ15 أصبحت تابعة إداريا لمدينة الرملة، مما أسهم في نشوء حياة اقتصادية واجتماعية مشتركة بينهما.
وتعد الدراسات المتوفرة عن المنطقة الحكم العثماني محدودة، غير أن بعض الآثار التي تعود إلى تلك الفترة تؤكد أن المنطقة كانت مأهولة.
وقد رجح بعض المؤرخين أنها هُجِرت في بعض الفترات بسبب انتشار الملاريا والنزاعات مع القبائل البدوية المجاورة.
وتشير مصادر مختلفة إلى أن عائلة عبد الحميد المصري استقرت في قرية ملبس بالقرن الـ19، إذ قدم عبد الحميد من مصر مع حملة إبراهيم باشا عام 1831، فأُعجب بأراضي القرية ودفع تعويضات لسكانها ليستقر فيها، ولاحقا باع معظم أراضيه لبعض التجار المحليين، وعند وفاته استولى جيرانه على ما تبقى من ممتلكاته.
مستوطنة بتاح تكفا
في النصف الثاني من القرن الـ19 أسست مجموعة من اليهود من مستوطني مدينة القدس جمعية بهدف إنشاء "موشاف" والتكسب من الإنتاج الزراعي.
وقد ضمت المجموعة كلا من يهوشوا ستامبفر وموشيه شموئيل راب وزِرح بارنيت وديفيد غوتمان والحاخام الليتواني أرييه فرومكين وآخرين، وكان على رأسهم الصحفي اليهودي يوئيل موشي سالومون.
وكانت الدولة العثمانية قد أصدرت عام 1869 قانونا يتيح للأجانب تملك أراض داخل حدودها، فتمكن سالومون -الذي كان يحمل الجنسية النمساوية- ورفاقه من شراء قطعة أرض تبلغ مساحتها 3375 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) في قرية ملبس الفلسطينية من أحد التجار عام 1878، وتم تسجيلها باسم سالومون بحضور قنصل النمسا في القدس.
وأقامت المجموعة مباني على أجزاء من الأرض التي امتلكتها، وأسست أول مستوطنة زراعية في فلسطين أطلقوا عليها اسم "بتاح تكفا" وفي السنة التالية وسّعوا رقعة الأرض التي يملكونها عبر شراء نحو 10 آلاف دونم مجاورة.
ولكن محاولتهم الأولى للاستقرار بالمستوطنة فشلت بسبب نقص الخبرة الزراعية وعدم الاعتياد على العمل الشاق، إلى جانب الأضرار التي ألحقتها فيضانات نهر العوجا الشتوية بالمنازل وانتشار بعوض المستنقعات في الصيف، وهو ما أدى إلى تفشي الملاريا وأودى بحياة العديد منهم، إضافة إلى اشتباكاتهم المتواصلة مع التجمعات السكنية الفلسطينية المجاورة.
وبحلول عام 1881، كان معظم السكان قد غادروا المستوطنة، بعد تسليم الأراضي إلى مزارعين فلسطينيين للعمل فيها، وعام 1883 قدّم البارون اليهودي الفرنسي إدموند دو روتشيلد دعما ماديا كبيرا للمستوطنة.
وقد تمكن المستوطنون بفضل ذلك الدعم من تجفيف المستنقعات وتطوير البنية التحتية والعودة لاستيطان المنطقة من جديد، والتحق بهم مهاجرون يهود جدد قدموا من روسيا أثناء فترة الهجرة اليهودية الأولى، فاستقروا كذلك في المستوطنة.
وعمل المستوطنون على استصلاح الأراضي وزراعتها، لا سيما بالعنب والحمضيات، وواصلوا توسيع العمران فيها، وعندما حاولت السلطات العثمانية إيقاف هذا التوسع، نظرا للقيود التي كانت مفروضة في ذلك الوقت على دخول اليهود إلى فلسطين واستيطانهم فيها، تدخل القنصل النمساوي وأجبر السلطات العثمانية على التراجع عن قرارها.
وفي تلك الفترة انتقلت إدارة "الموشاف" من اللجنة المحلية إلى إشراف إدارة البارون روتشيلد، وسرعان ما أثار هذا التحوّل توترا بين المستوطنين والمسؤولين الجدد، إلى أن قرر روتشيلد عام 1900 نقل إدارة "الموشاف" إلى جمعية الاستعمار اليهودي، وكان عدد سكانها قد وصل إلى 818 نسمة.
من "أم المستوطنات" إلى مركز حضري
كان لتاح تكفا، التي عُرفت لاحقا بـ"أم المستوطنات" دور محوري في تشكيل المجتمع اليهودي في فلسطين، إذ أصبحت محطة عبور رئيسية للمهاجرين اليهود القادمين من روسيا وبولندا ضمن الهجرة اليهودية الثانية (1904-1914) قبل انتشارهم في مناطق مختلفة من فلسطين.
كما تحولت هذه المستوطنة إلى مركز لنشاط حركة العمال اليهود، إذ أُرسيت فيها أسس تشكيل حزبي سمته "هابوعيل هاتساعار" (العامل الشاب) ثم "أحدوت هاعفوداه" (اتحاد العمال) عام 1905.
وأثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) باتت بتاح تكفا ملجأ اليهود الذين أُجبروا على مغادرة تل أبيب ويافا بناء على أوامر السلطات العثمانية. وعام 1917 استولت القوات البريطانية على المنطقة، وشهدت الفترات اللاحقة توافد العديد من المهاجرين الجدد على المستوطنة.
وقد اعترفت سلطات الانتداب البريطاني عام 1921 ببتاح تكفا مجلسا محليا، وفي عشرينيات القرن العشرين أُقيمت فيها أول منطقة صناعية، وبدأت المدينة بالتحوّل إلى مركز صناعي إلى جانب نشاطها الزراعي التقليدي.
وفي عقد ثلاثينيات القرن العشرين اتخذت المنظمات اليهودية المسلحة السرية من بتاح تكفا مقرا، كما تسارع نموها بفضل موقعها في مركز منطقة الاستيطان اليهودي، وابتداء من عام 1937 أصبحت بتاح تكفا مدينة، وبدأت بالتوسع والازدهار، فوصل عدد سكانها إلى 20 ألف نسمة عام 1938.
وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، توسعت حدود بلدية بتاح تكفا بضم عدد من القرى المجاورة، وهي: كفر جنيم وعميشاف وكفار بفتسيتم وكريات أرييه وكريات مطلون وحبش ريمون وشعرياه ومحنيه يهودا وكفار إبراهام وكفار فجة، وبحلول عام 1953 وصل عدد سكانها إلى 45 ألف نسمة.
وقد ساهم النشاط الزراعي المتزايد في محيط المدينة بتحسين أوضاعها الاقتصادية، وذلك بفضل خصائصها الطبيعية الملائمة، مثل التربة الخصبة والمناخ المعتدل ووفرة المياه، إذ تروى الأراضي الزراعية من نهر العوجا إضافة إلى مياه الأمطار والمياه الجوفية.
الاشتباكات والعمليات الفدائية
منذ تأسيسها شكلت المستوطنة بؤرة توتر بين الفلسطينيين من سكان القرى المجاورة والمستوطنين اليهود، وتكررت المناوشات بسبب التعديات المتواصلة على أراضي الرعي والزراعة.
ومع بدء الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1922، تحولت المستوطنة إلى مركز للعصابات الصهيونية التي كانت تشن هجمات على القرى الفلسطينية، وقد ارتكبت جرائم قتل وخطف واستولت على الممتلكات، وسط تجاهل القوات البريطانية التي اكتفت ببعض المحاكمات الشكلية.
وفي فترات الكفاح الوطني، خاصة ثورتي عامي 1921 و1936، اللتين اندلعتا احتجاجا على الهجرة اليهودية المتزايدة إلى فلسطين، هاجم الثوار الفلسطينيون المستوطنة لكن السلطات البريطانية دعمت وجود المستوطنين ووفرت لهم الحماية.
وقبيل عام 1947، تصاعد التوتر بين القوات البريطانية وبين العصابات الصهيونية التي أقدمت على خطف جنود بريطانيين مطالبة بإطلاق سراح محكومين صهاينة، وبعد تنامي هجمات العصابات على القوات الإنجليزية واعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين، والتي أسفرت عن عشرات الضحايا، فرض الجيش البريطاني حصارا على المستوطنة.
وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) كانت بتاح تكفا هدفا لعدد من العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية. ففي مايو/أيار 2002، نفذت كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)- عملية فدائية داخل مركز تجاري بالمدينة، أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة 37 آخرين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2003، تبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى -الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- مسؤوليتها عن عملية فدائية استهدفت محطة حافلات قرب بتاح تكفا، أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين وإصابة نحو 15 آخرين.
وفي فبراير/شباط 2006، وبعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، نفذ فلسطيني هجوما بسكين على حافلة في المدينة وقتل إسرائيلية وأصاب 5 آخرين.
الاقتصاد
بتاح تكفا مدينة رائدة في مجالات الإسكان والصناعة والتجارة، بفضل الاستثمارات طويلة الأمد بداية القرن الـ21، إلى جانب ازدهار الزراعة، خاصة مزارع الحمضيات.
وهي ثاني أكبر مركز صناعي في إسرائيل بعد مدينة حيفا، إذ تضم 3 مناطق صناعية رئيسية، هي: كريات أرييه وكريات ماتالون وسيغولا.
وتوجد بهذه المناطق شركات التكنولوجيا المتقدمة وتكنولوجيا المعلومات العالمية ومصانع الصناعات الثقيلة، إضافة إلى شركات ناشئة وشركات التأمين ومراكز تسوق ومراكز حرفية.
وتعرف هذه المدينة بصناعات متنوعة مثل الأغذية والزيوت والصابون والبلاستيك والأشغال المعدنية والنجارة والمنسوجات والإطارات والآلات الزراعية.
ولاحقا بدأت تشتهر بمناطقها التكنولوجيا المتقدمة والتكنولوجيا الدوائية، فهي تستضيف أكبر مركز بيانات في إسرائيل، وفيها المقر العالمي لشركة تيفا للصناعات الدوائية، والمقر الإقليمي لشركات برمجيات وتكنولوجيا عالمية، مثل إنتل و"آي بي إم" وأوراكل.
تضم بتاح تكفا بعض المعالم التاريخية أبرزها:
وهو موقع أثري يقع على تل منخفض تبلغ مساحته نحو 30 دونما، وقد كان مركزا لمدينة كنعانية قديمة ذُكرت بالنصوص المصرية منذ القرن الـ18 قبل الميلاد، كما ورد في الكتاب المقدس بوصفه موضع هزيمة بني إسرائيل على يد الفلسطينيين.
وأثناء عمليات التنقيب، تم العثور على آثار منزل الحاكم الذي يعود تاريخه إلى العصر المصري بالقرن الـ15 قبل الميلاد، إضافة إلى ألواح طينية مكتوبة بعدة لغات، تؤكد وجود علاقات دبلوماسية إقليمية في تلك الفترة.
وفي القرن الأول قبل الميلاد، بنى ملك يهودا "هيرودس الكبير" في الموقع نفسه مدينة أنتيباتريس على الطراز الروماني.
شُيد بين عامي 1890 و1898، ويشتهر بالساعات الشمسية التي صممها الحاخام موشيه شابيرا، وعلى الواجهة الغربية من الكنيس 3 ساعات شمسية، منها ساعتان تعرضان الوقت وفقا لنصف السنة، بينما تعرض الثالثة الوقت بطريقة النقطة، أما الواجهة الأخرى فتحتوي على ساعة تعرض الوقت بالأرقام العبرية.
تمثل موقع أول بئر حفرت في المدينة بداية تأسيس المستوطنة على عمق 21 مترا، وقد شكلت الساحة قديما المركز التاريخي للمدينة، وتضم نصبا تذكارية لمؤسسي المستوطنة تخليدا لذكرى بداية الاستيطان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير عسكري: هجوم إيران الأخير تطور نوعي ويؤكد أن إسرائيل كلها لا تزال تحت النار
خبير عسكري: هجوم إيران الأخير تطور نوعي ويؤكد أن إسرائيل كلها لا تزال تحت النار

الجزيرة

timeمنذ 39 دقائق

  • الجزيرة

خبير عسكري: هجوم إيران الأخير تطور نوعي ويؤكد أن إسرائيل كلها لا تزال تحت النار

يعكس الهجوم الصاروخي الجديد الذي شنته إيران صباح اليوم الخميس معرفة طهران الدقيقة بالبنية العسكرية الداخلية لإسرائيل، وقدرتها على الوصول إلى كافة الأهداف الإستراتيجية بدقة عالية، كما يقول الخبير العسكري العميد حسن جوني. وأطلقت طهران دفعة صاروخية جديدة استهدفت تل أبيب و بئر السبع بشكل مباشر، وتسببت في انفجارات ضخمة وأضرار بالغة، وأوقعت عشرات الإصابات. وهذا الهجوم هو الأقوى من حيث نتائجه منذ بدء الحرب بين الجانبين قبل أسبوع، وقد أعطى الهجمات الإيرانية زخما، وأكد أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تزال خاضعة لمنظومة النيران الإيرانية بالنظر إلى توقيته وطبيعة أهدافه، حسب ما أكده جوني في تحليل للجزيرة. رد قوي على دعوات الاستسلام كما يحمل الهجوم -وفق جوني- ردا قويا على دعوات الاستسلام التي وجهت لإيران مؤخرا، و"يعكس إستراتيجية هجوم تشمل الصواريخ والمسيّرات لشغل ا لدفاعات الجوية الإسرائيلية التي لم تتمكن أصلا من حماية الأجواء الإسرائيلية بالشكل المطلوب منذ اليوم الأول للمواجهة". ويبدو أن إيران أدخلت تقنيات جديدة تزيد من فشل منظومات الرادار في رصد هذه الصواريخ، وفق جوني الذي قال إننا أمام نوع جديد غير معروف من الصواريخ يمكنه إعماء منظومات الدفاع. ويعتقد الخبير العسكري أن الأهداف التي تم ضربها، ومنها مستشفى الوحدة العسكرية في مدينة بئر السبع ومبنى البورصة الإسرائيلية، اختيرت بدقة كبيرة لكي تؤكد أن كافة الأهداف الأمنية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية باتت تحت النار. وسيعزز استهداف هذه المؤسسات المتنوعة في طبيعتها عدم استقرار الداخل الإسرائيلي، وسيجعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – مطالبا بتقديم إجابات عن الطريقة التي استعد بها لحماية شعبه قبل أن يدخل حربا مع إيران، التي أصبحت تضرب أي هدف في أي مكان رغم ما تلقته من ضربات، كما يقول جوني. وسيواجه نتنياهو أيضا -وفق الخبير العسكري- سؤالا مهما بشأن عدم تدميره البرنامج النووي الإيراني بعد أسبوع من الحرب إذا كان هذا هو الهدف الأول المعلن لهذه المواجهة. أهداف إستراتيجية ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد أصابت الصواريخ الإيرانية أهدافا مباشرة في تل أبيب ورمات غان وحولون وبئر السبع. كما أسفر الهجوم عن تدمير مبنى كامل في مستشفى سوروكا، الذي يعالج جرحى الحرب في قطاع غزة، مما أدى لتسرب مواد خطرة دفعت السلطات لإخلائه وإبعاد المحيطين به، حسب ما نقلته القناة 12. وتم الهجوم بـ20 إلى 30 صاروخا باليستيا وعدد من المسيّرات ، كما تقول وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأظهرت العديد من مقاطع الفيديو الانفجارات والدمار الكبير الذي طال المباني المستهدفة. بدورها، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهدف الرئيسي للهجوم هو مقر القيادة والاستخبارات الكبرى للجيش الإسرائيلي، وقالت إنه يضم آلاف الجنود وأنظمة قيادة رقمية وعمليات حرب سيبرانية، مؤكدة أن مستشفى سوروكا تضرر بسبب قوة الانفجارات. وتكشف هذه الإصابة -برأي جوني- أن استهداف هذا المبنى يؤكد وصول الإيرانيين إلى مستوى جديد من الدقة في إصابة الأهداف، وأنهم لن يمتنعوا عن ضرب منشآت عسكرية وأمنية مهمة تعمدت إسرائيل إقامتها وسط مؤسسات مدنية. وعن الدمار الذي لحق مستشفى سوروكا، قال جوني إنه طبيعي في ظل وجوده على مسافة قريية جدا من الهدف المقصود، لافتا إلى أن إسرائيل هي أول من اعتمد إستراتيجية تدمير المستشفيات بذريعة قربها أو احتوائها على أهداف عسكرية. ولفت إلى أن إسرائيل قد تتعمد إقامة منشآت عسكرية مهمة قرب أخرى مدنية كنوع من الحماية، مستبعدا أن يمنع هذا الأمر إيران من ضرب كل ما تراه هدفا مهما. وإلى جانب ذلك، فإن حديث إيران عن وجود آلاف الجنود ووحدات للعمل السيبراني في المبنى المستهدف يدل على جهد سيبراني جديد بدأت طهران العمل عليه لأن هذه المواجهات البعيدة المدى تعتمد على الأسلحة الإستراتيجية أو السيبرانية لأنها لن تحسم مطلقا عن طريق البر. وخلص الخبير العسكري إلى أن الحرب تتخذ منحى تصاعديا، وأنها دخلت مرحلة إيلام شعبي من الجانبين، لافتا إلى أن الإسرائيليين لن يصبروا على هذا الوضع طويلا على عكس الإيرانيين الذين يعيشون منذ 40 عاما تحت العقوبات. وأسفر الهجوم -وفق وسائل إعلام إسرائيلية- عن إصابة 65 شخصا على الأقل، وتسبب في دمار واسع داخل تل أبيب.

أميركا تحرك أصولا عسكرية وتضع قيودا لدخول أكبر قواعدها بالشرق الأوسط
أميركا تحرك أصولا عسكرية وتضع قيودا لدخول أكبر قواعدها بالشرق الأوسط

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

أميركا تحرك أصولا عسكرية وتضع قيودا لدخول أكبر قواعدها بالشرق الأوسط

قال مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز، أمس الأربعاء، إن الجيش الأميركي حرك بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عرضة لأي هجوم إيراني محتمل. يأتي ذلك في الوقت الذي يبقي فيه الرئيس دونالد ترامب العالم في حيرة من أمره عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في قصف المواقع النووية والصاروخية الإيرانية، بينما ينزح سكان طهران من منازلهم في اليوم السابع من بدء الهجوم الجوي. وقال المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، إن تحريك الطائرات والسفن جزء من مخطط لحماية القوات الأميركية. ورفض المسؤولان الإفصاح عن عدد الطائرات والسفن التي تحركت ووجهتها. وقال أحد المسؤولين إن سفنا للبحرية الأميركية نقلت من ميناء في البحرين حيث يوجد الأسطول الخامس للجيش الأميركي، بينما نُقلت طائرات لم تكن في ملاجئ محصنة من قاعدة العديد الجوية في قطر. وأضاف "هذه ممارسة مألوفة. حماية القوات هي الأولوية". وكانت رويترز أول من أورد هذا الأسبوع نبأ نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود إلى أوروبا وأصول عسكرية أخرى إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر المزيد من الطائرات المقاتلة. كما تتجه حاملة طائرات من منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى الشرق الأوسط. وبشكل منفصل أصدرت السفارة الأميركية في قطر تحذيرا اليوم الخميس يضع بشكل مؤقت قيودا على دخول موظفيها لقاعدة العديد الجوية، داعية الموظفين والرعايا الأميركيين في قطر إلى توخي الحذر الشديد في ظل الأعمال القتالية بمنطقة الشرق الأوسط. وقاعدة العديد أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. وتشن إسرائيل حملة قصف جوي منذ يوم الجمعة الماضي بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن إيران على وشك تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وقال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف أمس الأربعاء إن إيران أبلغت واشنطن بأنها سترد بحزم على الولايات المتحدة إذا شاركت بشكل مباشر في الحملة العسكرية الإسرائيلية.

لوبس: نتنياهو اختار دبلوماسية البازوكا
لوبس: نتنياهو اختار دبلوماسية البازوكا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

لوبس: نتنياهو اختار دبلوماسية البازوكا

قالت مجلة لوبس إن المبارزة بين تل أبيب وطهران كانت تجري بالوكالة، ولكنها الآن تشتعل في صراع مباشر يهدد بإحراق كل شيء، فهل تستطيع إسرائيل إسقاط النظام في إيران؟ وتابعت المجلة -في افتتاحية بقلم غريغوار لوميناجيه- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الآن "رأس الأخطبوط" الإيراني، بعد أن حول قطاع غزة إلى رماد، وقتل أكثر من 50 ألفا من سكانه لسحق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبعد أن سحق جزءا كبيرا من حزب الله اللبناني، وبعد أن قصف البنية التحتية العسكرية في سوريا. وذكرت الافتتاحية أن هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دشن دورة كارثية من الأعمال الانتقامية، يواصلها نتنياهو ووزراؤه اليمينيون المتطرفون المحرضون على الحرب، وبذلك بدأت إسرائيل تكتب قصة بالقنابل والدماء. وكانت إسرائيل تقدم على أنها دولة ديمقراطية صغيرة تعيش في حالة دفاع عن النفس، لأنها محاطة بدول تريد إبادتها منذ إنشائها عام 1948، وقدم لها المجتمع الدولي الدعم في مواجهة عداء جيرانها، لحماية نفسها والرد عند التعرض لهجوم. غير أن عدوان تل أبيب على طهران يؤكد أن فصلا جديدا قد فتح في هذه الملحمة المأساوية، يعول فيه نتنياهو على ضعف النظام الإيراني وعزلته وفقدان شعبيته -حسب الصحيفة- لتوحيد الإسرائيليين المنقسمين بشدة حول حكمه، ولإعادة الغرب إلى صفه رغم مواصلته مجزرته التي لا تطاق في غزة. وعلى هذا الأساس يهاجم نتنياهو الذي نصب نفسه شرطيا للشرق الأوسط، غير مكترث بأي قواعد للقانون الدولي، مستخدما قوته كقانون وحيد، وهدفه الإمبريالي الجديد هو تأمين المجال الحيوي لإسرائيل، كمبرر لتطهير محيطها بالقوة. وخلص الكاتب إلى أن ذريعة التهديد النووي تضع حرب إسرائيل في خانة الحرب الوقائية، وبالتالي من المفارقة أن تبدأ دون ضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات بين بلاده مع إيران، مما يعني أن نتنياهو اختار دبلوماسية البازوكا. وختم لوميناجيه بأن هذا الهجوم الأحادي على دولة ذات سيادة يذكر بحرب الولايات المتحدة الكارثية على العراق عام 2003، مستنتجا أن إسرائيل تأخذ الآن دور إيران التي كانت دائما تعتبر القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store