زيادة إنتاج «أوبك+» بين الاستراتيجية الاقتصادية والتحديات السوقية
في خطوة مفاجئة للأسواق العالمية، أعلنت منظمة أوبك+ امس زيادة جديدة في إنتاج النفط لشهر يونيو /حزيران المقبل، بمقدار 411 ألف برميل يوميًا، رغم استمرار تراجع اسعار النفط، حيث اغلق مزيج برنت الجمعة عند 61.29 دولارًا لبرميل، هذا القرار يثير عدة تساؤلات حول الاستراتيجية الاقتصادية للتحالف، وتأثيره على الأسواق العالمية التي تعاني من تباطؤ اقتصادي ناجم عن الحرب التجارية العالمية التي اشعلتها زيادة التعريفات الجمركية الامريكية خاصة على الصين التي قامت بالتعامل بالمثل.في نظرة عامة الى اسباب تجاهل المنظمة لمتغيرات الاقتصاد العالمي خاصة ما يتعلق بالطلب على النفط، نجد ان دول «اوبك+» تهدف الى استعادة الحصة السوقية بعد سنوات من التخفيضات، ومن المفترض انها تسعى إلى تعزيز موقعها في السوق العالمية، خاصة مع تجاوز العراق وكازاخستان لحصص الإنتاج المحددة.وهناك اسباب اخرى قد تكون دافعا للقيام بهذه الخطوة منها الضغوط السياسية والاقتصادية، حيث لا ترغب السعودية في دعم السوق بمزيد من التخفيضات، خاصة مع استمرار بعض الدول في تجاوز حصصها الإنتاجية، مما يضعف التزام التحالف بخفض الإنتاج.وفي قراءة للمشهد فان هناك تأثيرات جيوسياسية تتمثل في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي تساهم في خفض توقعات نمو الطلب، مما دفع المنظمة إلى تعديل سياساتها الإنتاجية لتجنب فقدان السيطرة على السوق.بالتأكيد ان هذه الاسباب تعد دوافع لزيادة الانتاج، الا ان لها تداعيات هامة، على سبيل المثال احداث ضغط إضافي على الأسعارمن خلال زيادة الإنتاج والتي قد تؤدي إلى استمرار انخفاض الأسعار، مما يضع الدول المنتجة أمام تحديات اقتصادية جديدة، خاصة مع توقعات بأن الأسعار قد تتراوح ما بين 40-49 دولارًا للبرميل في العام 2026 ، في حال استمرار التباطؤ العالمي.اما ردود فعل الأسوأ، فالاكيد ان المستثمرين يترقبون تأثير القرار على العقود الآجلة، حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 1.4% الجمعة الماضي، مما يعكس حالة عدم اليقين في السوق.لكن هناك عدة علامات استفهام، منها هل ستتمكن «أوبك+» من ضبط الإنتاج دون الإضرار بمصالح الدول الأعضاء؟ أم أن التحالف سيواجه تحديات في الحفاظ على استقرار الأسعار؟ وكيف ستؤثر هذه السياسات على الدول المستهلكة؟ وهل يمكن أن نشهد تحولات في تحالفات الطاقة العالمية نتيجة لهذه القرارات؟ان قرار «أوبك +» بزيادة الإنتاج رغم تراجع الأسعار يعكس تحولات استراتيجية في إدارة سوق النفط، حيث تسعى الدول المنتجة إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على حصتها السوقية وضمان استقرار الأسعار، ومع استمرار التباطؤ الاقتصادي العالمي، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن «أوبك +» من ضبط السوق دون التسبب في أزمة جديدة؟ أم أن الأسواق ستشهد مزيدًا من التقلبات خلال الأشهر القادمة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 2 ساعات
- خبرني
النفط يتجه لأول خسارة أسبوعية منذ بداية الشهر
خبرني - انخفضت أسعار النفط،، للجلسة الرابعة على التوالي وتتجه لتسجيل أول انخفاض أسبوعي في ثلاثة أسابيع، متأثرة بضغوط جديدة بشأن الإمدادات ناجمة عن زيادة محتملة أخرى في إنتاج تحالف أوبك+ في يوليو تموز. وبحلول الساعة 04:12 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتا بما يعادل 0.5% إلى 64.13 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 33 سنتا أو 0.5% إلى 60.87 دولار. وانخفض خام برنت 1.9% منذ بداية الأسبوع، وهبط خام غرب تكساس الوسيط 2.5%، وفقًا لـ "رويترز".


سواليف احمد الزعبي
منذ 6 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
تصعيد ترمب التجاري يدفع الذهب إلى مستويات قياسية
#سواليف ارتفعت #أسعار_الذهب عالميًا خلال تعاملات يوم الجمعة، مدفوعة بتصريحات تصعيدية من الرئيس الأمريكي دونالد #ترمب، الذي هدد بفرض #رسوم_جمركية إضافية على شركات الهواتف التي لا تصنع في الولايات المتحدة بحلول نهاية يونيو المقبل. هذا التصعيد التجاري أثار مخاوف المستثمرين، مما دفعهم إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن، حيث سجل المعدن النفيس ارتفاعًا بنسبة 1.9% في التعاملات الفورية، ليصل إلى 3357 دولارًا للأونصة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بالنسبة ذاتها، وسط حالة من الترقب في الأسواق المالية. يأتي هذا التحرك في ظل تصاعد #التوترات_التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، مما يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي ويدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.


رؤيا
منذ 10 ساعات
- رؤيا
تصعيد ترمب التجاري يشعل أسعار الذهب عالميًا
الذهب ارتفع في التعاملات الفورية بنسبة 1.9% ليصل إلى 3357 دولارًا للأونصة ارتفعت أسعار الذهب بقوة خلال تعاملات يوم الجمعة، مسجلة صعودًا بنسبة تقارب 2%، مدفوعة بتصريحات تصعيدية من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعادت إشعال المخاوف في الأسواق العالمية بشأن الحرب التجارية. وجاء هذا الارتفاع في أعقاب تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية على شركات الهواتف التي لا تصنع في الولايات المتحدة بحلول نهاية يونيو المقبل. وتزامنًا مع هذا التصعيد، ارتفع الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 1.9% ليصل إلى 3357 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 15:51 بتوقيت الرياض. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بالنسبة ذاتها، لتسجل أيضًا 3357 دولارًا. ويأتي هذا التحرك الحاد في أسعار المعدن النفيس في ظل تزايد إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، مع تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها المباشر على الأسواق المالية.