
حزب الله: ما للسياسة للسياسة وما للميدان للميدان وكلّ شيء في أوانه الحوثيّون يكشفون عن أسلحة جديدة وطلبات أميركيّة متكررة لوقف الهجمات الضاحية تجسد "وحدة الساحات"... والمقاومة اللبنانيّة والعراقيّة بتصرّف الجبهة اليمنيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
رغم استمرار العدوان الصهيوني على لبنان واللبنانيين، ولا سيما الجنوبيين بابنائهم وورش اعمارهم وبيوتهم الجاهزة وبناهم التحتية وقيادات وعناصر المقاومة من ابناء القرى الجنوبية ولا سيما الحافة الامامية، المقاومة صامدة في لبنان، وتخوض "حرب إسناد" مختلفة عن جبهة 8 تشرين الاول 2024، بحكمة وهدوء وروية ومن منظار العاقل والصابر والمتيقن للنصر الحتمي والأكيد ولو بعد حين.
وتؤكد اوساط قيادية بارزة في محور المقاومة لـ "الديار"، ان المقاومة رغم استمرار العدوان، لم تتراجع او تلن او تبدل من اولوياتها، فما للسياسة للسياسة، وما للميدان للميدان وكل شيء في أوانه ولكل امر مقدار وتدبير.
وتلفت الى ان مهما بلغ الضجيج الداخلي والمتزامن مع ضغوط هائلة اميركية ميدانية وسياسية وعسكرية واستمرار العقوبات واخرها بالامس ضد حزب الله وقيادات فيه وصولاً الى استمرار الاغتيالات والاعتداءات اليومية والغارات على مرأى الداخل والخارج، وما يسمى لجنة مراقبة "وقف إطلاق النار" وكل المحاولات لتحجيم السلاح ومحاولات نزعه، لن تغير من استراتيجيات المقاومة، وعزمها على التصدي للإحتلال، ومقاومته واختيار التوقيت المناسب والاساليب الملائمة، وانتظار ما ستؤول اليه جهود الدولة والحكومة اللبنانية.
وتصب الزيارة التي قام بها عضو المكتب السياسي لكتائب سيد الشهداء في العراق عباس الزيدي الى لبنان ومشاركته في ندوة سياسية بعنوان "التأثير الاستراتيجي لليمن في الحرب على غزة" في إطار دعم لبنان وغزة والجبهة اليمنية المساندة.
وشارك في الندوة، بالاضافة الى الزيدي كل من مسؤول ملف العلاقات العربية والدولية في حزب الله النائب السابق السيد عمار الموسوي، وعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله في اليمن حزام الأسد عبر "الزوم"، في حضور سياسي واعلامي لبناني وفلسطيني حاشد في مطعم الساحة في الضاحية امس.
وتشير معلومات لـ "الديار"، الى ان الزيدي التقى عدداً من القيادات في محور المقاومة لبنانية وفلسطينية خارج الاضواء.
كما زار ضريح السيد الشهيد حسن نصرالله، والتقى بوالده الحاج عبد الكريم نصرالله.
كما زار الزيدي مدينة صيدا، والتقى بالشيخ الدكتور صادق النابلسي في مجمع الزهراء، كما زار ضريح الشهيد القائد الاعلامي والجهادي الكبير الحاج محمد عفيف النابلسي.
وتؤكد المعلومات الى ان زيارة الزيدي الى لبنان ومشاركته في الندوة الى جانب الموسوي والقيادي الحوثي حزام الاسد، هي من باب تكريس "وحدة الساحات" ووضع كل امكانات "محور المقاومة" في لبنان والعراق بتصرف السيد عبد الملك الحوثي.
وهذا التأكيد شدد عليه الامين العام لكتائب سيد الشهداء ابو آلاء الولائي عندما قال: "اننا كلنا جنود عند السيد عبد الملك الحوثي في مواجهة اميركا و "اسرائيل" ورغم كل ما يمارس من ضغوط اميركية على العراق لنزع سلاح فصائل الحشد الشعبي العراقي".
الموسوي
وفي كلمته إفتتح الموسوي الندوة ، مؤكدًا أن اليمن لم يعد ذلك البلد المحاصر الذي يعاني بصمت، بل أصبح اليوم طرفًا فاعلًا في المعادلة الإقليمية والدولية، وقوة محورية تساهم في رسم معادلات الردع الجديدة.
وقال الموسوي: "صنعاء اليوم شامخة، عزيزة، تأبى الانكسار أو الانخراط في مشاريع الهيمنة، وتضع تحت قدميها كل الإغراءات الأميركية والغربية، وتصرّ على موقفها التاريخي، النابع من أصالة الإيمان، وثبات المبادئ الإسلامية والعربية والإنسانية. هذا موقف لا يُشترى ولا يُباع".
وأضاف أنّ "ما تقوم به صنعاء على صعيد العمليات البحرية من حصار الموانئ الصهيونية، وتعطيل حركة الملاحة المرتبطة بالعدو إنما يشكّل تحوّلًا نوعيًا في طبيعة المواجهة'، معتبرًا أنّ هذه الخطوة "تجسيد عملي لفشل الرهانات الأميركية".
ثم انتقل إلى الحديث عن المواقف الرسمية لبعض الأنظمة العربية، التي اختارت الصمت أو التماهي مع المشروع الأميركي، قائلًا: "في زمن تدفع فيه الأنظمة أثمانًا باهظة لنيل الرضى الأميركي، ينهض اليمن ليقول: لا، اليمن يرفض التطبيع، يرفض الذل، يرفض أن يكون شريكًا في القتل والحصار".
وختم الموسوي بالقول: 'الذين يلومون خيار دعم غزة، نردّ عليهم بوضوح: هذا شرفنا. هذا خيارنا. هذا دربنا، ولو استشهد القادة، ولو خسرنا الأحبّة، فإننا على العهد باقون. لا نساوم ولا نهادن. فلسطين البوصلة، وغزة عنوان الكرامة'.
حزام الأسد
من صنعاء عبر "الزوم"، كانت الكلمة لحزام الأسد، الذي وجّه تحيةً مباشرة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن اليمن لا يخوض هذه المواجهة ترفًا أو بدافع ظرفي، بل انطلاقًا من إيمانه العميق بوحدة الأمة، ووجوب مناصرة المستضعفين.
وقال الأسد: 'الشعب اليمني يرى في معركة غزة معركته، لأن فلسطين ليست وحدها، واليمن ليس وحده. هذه معركة مصير، معركة وجود وهوية، نخوضها بوعي، لا بردّ فعل، وبمسؤولية تاريخية نابعة من انتمائنا إلى النهج القرآني الأصيل'.
وأشار إلى أن العمليات البحرية اليمنية ليست استعراضًا عسكريًا، بل جزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى كسر الحصار، وتقييد حرية العدو في التنقل والإمداد، قائلاً: 'صواريخنا وطائراتنا المسيّرة هي لغتنا في مخاطبة العالم الظالم. وهي وسيلتنا لرفع صوت غزة المحاصرة، وسنستمر حتى تتحقق أهداف هذه المعركة: النصر الكامل، أو الشهادة الكريمة'.
كما دعا الأسد شعوب الأمة إلى التحرك بكل الوسائل الممكنة، من الميدان، إلى الإعلام، إلى السياسة، مؤكدًا أن الوقت ليس للحياد، بل للانحياز الصريح إلى فلسطين.
وكشف الاسد عن طلبات اميركية متكررة وبوساطة يمنية لوقف الهجمات للحوثيين، مؤكداً وجود طائرات مسيرة جديدة وانظمة تتبع وصواريخ بحرية قيد التجربة والتطوير. كما أكد ان المقاومة اليمنية لم تستعمل ربع ترسانتها الصاروخية بعد!
عباس الزيدي
من العراق، كانت كلمة عباس الزيدي حاملةً لنبض الجبهات الأخرى في محور المقاومة، حيث شدّد على وحدة المصير، ووحدة الرؤية، ووحدة الفعل، مؤكدًا أن ما يجري في غزة اليوم إنما يُرسم صداه في بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء، وطهران.
وقال الزيدي: 'صمود اليمن، وموقفه المشرف، هو امتداد طبيعي لحالة الوعي المقاوم التي تتنامى في العراق ولبنان وسورية وإيران. نحن أمام جبهة متكاملة، شعبها واحد، وعدوها واحد، وأملها واحد'.
ورأى أن التجربة العراقية في مقاومة الاحتلال الأميركي، ومواجهة الإرهاب، أظهرت أن 'المعركة ليست فقط بالسلاح، بل بالثبات العقائدي، والوعي الشعبي، والصبر على التضحيات'، مؤكدًا أن المقاومة مشروع إنساني وأخلاقي، لا مجرّد رد فعل سياسي.
وختم مداخلته بالقول: "اليمن ليس وحده. وغزة ليست وحدها. ونحن في العراق نعرف معنى الكرامة، ومعنى التضحيات. وسنكون حيث يجب أن نكون. هذه الجبهة لن تُهزم، لأنها محصّنة بالإيمان، ومدعومة بتأييد شعوبها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 26 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
معركة صيدا: الاختبار الأخير للشارع السنّي قبل الانتخابات النيابيّة 2026
رغم الإعلان الواضح والصريح للرئيس سعد الحريري بأنه وتيار المستقبل والحزبيين في حزبه انهم لم يخوضوا الانتخابات البلدية والاختيارية ترشيحًا واقتراعًا مع ترك حرية القرار للناخبين المقربين، فان المعطيات والوقائع أكدت على الارض ان ماكينات المستقبل في بيروت وصيدا، خاضت "معركة شرسة"، لإسقاط واضعاف خصوم الرئيس سعد الحريري ومحاولة وراثته على بعد سنة وبضعة اشهر عن انتخابات ربيع 2026 النيابية. وتؤكد اوساط سنية متابعة لما جرى في بيروت لـ "الديار"، ان القوى السنية ذات توجه المشاريع الخيرية الاسلامية (الاحباش)، حصلت على 6 مخاتير ومقعدين في البلدية. والجماعة الاسلامية حافظت على وجودها السني البيروتي عبر 4 مقاعد اختيارية. اما النائب فؤاد مخزومي، فتقول الاوساط نفسها ان مخزومي فشل مرة جديدة كما في العام 2018 والعام 2022 في تقديم نفسه كمرجعية سنية بيروتية تقرر وتشكل اللوائح وتربح الاستحقاقات الانتخابية، اكان في النيابة في العام 2022 ، حيث كان يمني مخزومي نفسه بحاصل نيابي ثان، اتت النتائج ليفوز وحيداً وبشق النفس. اما في انتخابات بيروت الاخيرة، فإنه "اقنع" الجميع بأنه سيشكل الثقل السني للائحة، فأتت النتائج مخيبة للامال بعدما تبين انه "اقتنص" رئاسة البلدية بالفي صوت جيرها للائحة مقابل 10 الاف كان وعد بها حلفاؤه السنة على لائحة " بيروت تجمعنا". اما في صيدا والتي تخاض فيها اليوم معركة شرسة بين 4 لوائح مكتملة واخرى غير مكتملة، يتردد في صيدا ووفق معلومات لـ "الديار"، ان مخزومي يدعم "تحت الطاولة" لائحة "صيدا بدا ونحنا قدا" برئاسة الصيدلي عمر محمد مرجان، والمدعومة من عائلات والمجتمع المدني ويدعمها النائب عبد الرحمن البزري. في المقابل، تنفي اوساط بيروتية سنية ان يكون لمخزومي القدرة على دعم لائحة البزري- مرجان وان ليس لديه اصواتا سنية في صيدا. وبين التأكيد والنفي، تلفت الاوساط السنية والمعنية بالبيت السني الى ان على خصوم الحريري والمحاولين "وراثته"، ان يراجعوا حساباتهم وان يعيدوا ترتيب اوراقهم. فلا يعني ضعف "المستقبل" وتراجعه شعبيا بابتعاده عن السلطة والحكومة والبرلمان وبالتالي انعدام قدرته على تقديم خدمات ومنافع لجمهوره من "كيس مؤسسات الدولة" بعد خروجه من "جنة السلطة"، انتهاءه وانعدام وجوده في الشارع السني في صيدا وبيروت، ولا سيما انه لا يزال ممسكًا بمفاتيح شعبية واختيارية ومناطقية، وهذا طبيعي في ظل وجوده في السلطة عبر الحريري الاب منذ العام 1992. وترى الاوساط ان احد الطامحين الكبار لوراثة الحريري، هو المخزومي نفسه الذي لم يستطع تسويق نفسه كمرجع سني بيروتي، لا شعبيا ولا عند السعودية، ولا حتى عند الاميركيين. كما لم ينجح في تسويق نفسه كمرشح "للممانعة" حيث كان يرى حزب الله في سعد الحريري المرشح السني الطبيعي والوسطي الذي يمكن التفاهم معه. علي ضاحي -الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 26 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
خلصوا من الكبتاغون.. عقبال عنا
قال صحافي عراقي إن سقوط نظام بشار الأسد أدى في نتائجه المباشرة إلى إنهاء معاناة اقتصادية للعراقيين مع توقف تهريب الدولار من بلاده إلى سوريا (لتمويل حرب المحور الممانع)، ودخول المخدرات والكبتاغون إليها (أيضاً لتمويل المحور الممانع). فقد أوضح الصحافي خلال لقاءٍ بمشاركتي عبر إذاعة ألمانية، أن تغيير النظام السوري قطع جسر التواصل بين الميليشيات العراقية وبين "حزب الله"، كما أن جهود الدولة لضبط مطار بيروت بفعل التشدد الدولي في مراقبته، أدى إلى هذه النتيجة الإيجابية. واستبشر الزميل بالمرحلة المقبلة مع غياب تحكُّم "حزب الله" بالشؤون العراقية، موضحاً أنه كان يتدخل في تشكيل الحكومات. وهذا الدور انحسر مع تراجع دور إيران، مشيراً إلى أن سقوط النظام الأسدي أفقد الخطاب الديني الإيراني فعاليته، ولم تعد تنفع المطالبة بحماية مقام السيدة زينب، مثلاً، تلقى صداها، وسوف يستمر التراجع مع الضغط الأميركي المتواصل، مشيراً إلى أن الجيل الثالث لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين لا يؤمن بولاية الفقيه وتكليفاته الشرعية، ما يمهد لتغيير هادئ منتظر. كلام الزميل العراقي يعيدنا إلى بيروت، فليس اكتشافاً أن المعاناة ذاتها يعيشها اللبنانيون، ربما ضعفت بعض الشيء، لكنها لم تنته. المسيرة لا تزال طويلة ووعرة، وإن كان لا يمكن تجاهل الإشارات الإيجابية. فالمطار ينضبط يوماً بعد يوم على الرغم من محاولات الخرق لكسر الحصار على تمويل "الحزب" إن عبر تهريب الذهب والدولار، أو التهريب المعاكس للكبتاغون الذي بدأ يكسد في مخازنه على ما يبدو. ولعل هذه الإشارات هي ما يدفع الممانعين إلى الاستنفار وشحذ أقلامهم وألسنتهم ضد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبنان، ووصفه بالعاجز والمستسلم لإرادة الشيطان الأكبر والشياطين الأصغر، واعتبار طرحه مع المسؤولين اللبنانيين مصير السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، إنما هو تمهيد للتوطين، وليس لاتخاذ القرار اللازم لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بدأ بنزع السلاح الفلسطيني. وطبيعي أن يستنفر الممانعون، فهم لا يريدون إلا المحافظة على كل سلاح غير شرعي، إن استطاعوا، وتحديداً ذلك المستخدم تحت إمرة المحور الإيراني، لأن هدفه حماية مخططات هذا المحور، مع استدعاء حقوق الفلسطينيين واضطهاد الدولة اللبنانية لهم منذ ما قبل اتفاق القاهرة. ويتجاهل هؤلاء ما تبين بالأدلة الملموسة من أن وظيفة هذا السلاح كما غيره، شن الحروب الخاسرة للاستثمار فيها، واختراع تنظيمات فلسطينية إسلامية متطرفة وتمويلها لتخويف باقي اللبنانيين، وذلك فقط لمصادرة أذرع المحور سيادة الدولة اللبنانية خدمة لمشاريع مشغلها ومصالحه على حساب المصلحة الوطنية. وليس واضحاً إذا ما كان استخدام الورقة الفلسطينية سينفع الممانعين ورأس محورهم، إلا أن الواضح هو وحدة العناوين بين بغداد وبيروت. وهي تؤكد دخول المنطقة حقبة جديدة، يشيد بها العراقيون لأنهم خلصوا من الكبتاغون.. وعقبال عنا.. سناء الجاك - نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 26 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
3 مراحل لضبط السلاح الفلسطيني بدعم مصري تركي قطري؟
لا تقتصر مفاعيل التزام الرئيس محمود عباس بالتخلي عن السلاح في مخيمات لبنان، على الساحة الفلسطينية. حين يتحدث عن معارضته 'أي سلاح' خارح الشرعية، كما جاء في خطاب منحه جائزة صناع السلام من 'أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام'، فلهذا وقعه على سلاح حزب الله، لا سيما بعد سرعة تحديد جدول للتنفيذ بدءاً من منتصف حزيران المقبل، لمباشرة التنفيذ انطلاقا من مخيمات بيروت. عمّم عباس تأكيده لوحدانية الشرعية والجيش والسلاح، على الدول العربية كافة، في زمن الضغط الدولي لإنهاء أدوار التنظيمات الخارجة عن الدولة NON STATE ACTORS)). هذه الوحدانية مطلوب من 'حماس' أن تسلم بها في غزة. التعميم يشمل بالاستنتاج، اليمن والعراق وسوريا، حيث لإيران أدوار. والأرجح أنه لهذا السبب، اتكلت الشرعيتان اللبنانية والفلسطينية على اتصالات أجرتها وستجريها كل من قطر وتركيا ومصر مع 'حماس' لتسهيل تنفيذ ما اتفق عليه عباس مع الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، حسب قول مصادر رسمية ل'أساس'. حققت اللجنة المشتركة الفلسطينية اللبنانية التي أُعلن عنها في اليوم الأول من زيارة الرئيس الفلسطيني اختراقاً مهماً حين أسرعت أمس في وضع خطة لنزع السلاح الفلسطيني من المخيمات تبدأ بالأكثر سهولة انتهاءً بالمخيم الذي يختزن تعقيدات جراء عوامل سياسية وأمنية، أي مخيم عين الحلوة. البدء بالأسهل انتهاءً بعين الحلوة مراحل الخطة عدة تتدرج كالآتي: البدء في 15 حزيران المقبل، بجمع السلاح في مخيمات بيروت الثلاثة: صبرا وشاتيلا، مار الياس، وبرج البراجنة. في الأول من تموزالمقبل: نزع سلاح مخيم الجليل عند مدخل مدينة بعلبك في البقاع، ومخيم البداوي عند أطراف مدينة طرابلس في الشمال. المرحلة الثالثة تقضي بالانتقال إلى نزع السلاح من مخيمات الجنوب، أي عين الحلوة المخيم الأكبر، في مدينة صيدا ثم مخيمات البص، الرشيدية والبرج الشمالي الواقعة بين صيدا وصور. يقضي الجدول الزمني بأن يتم جمع السلاح الثقيل والمتوسط في شكل رئيسي، (القذائف الصاروخية وقنابل الهاون وما شابه) في هذه المخيمات، على أن يحدد المسؤولون الأمنيون من الجانبين، التوجه المفترض حيال السلاح الخفيف والفردي ومستودعاته. والجانب اللبناني يضم المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات الجيش العميد طوني قهوجي، اللذين يعرفان ملف المخيمات جيداً. وسيتم تحديد طريقة التعاطي مع المخيمات وحاجاتها في خطوات تُتخذ لاحقاً. أنقرة والقاهرة والدوحة وبيروت وإجراءات التضييق ترتكز سرعة الاتفاق على تطبيق الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيسان عباس وعون في البيان المشترك الذي صدر الأربعاء الماضي، إضافة إلى حماس السلطةالفلسطينية والدولة اللبنانية إلى الدعم السياسي الذي يحظى به تنفيذه من كل من القاهرة، أنقرة والدوحة، التي لكل منها صلاتها مع حركة 'حماس'. إذ أنه بمجرد إعلان عباس عن التزام السلطةالفلسطينية قرار الدولة اللبنانية حصر السلاح بها، طُرح السؤال عن مدى تجاوب الحركة و'الجهاد الإسلامي' وبعض الفصائل الصغرى التي لهما مونة أو تأثير عليها. في هذا الصدد أوضح مصدر حكومي أن قناعة اللجنة اللبنانية الفلسطينية المشتركة والقيادتين السياسيتين تقوم على عنصرين: طالما أن منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية قررت المضي بنزع السلاح، فلا مبرر للفصائل والمجموعات غير المنضوية تحت لواء المنظمة والسلطة أن تحتفظ بسلاحها. وجرى ترتيب الجدول الزمني وتحديد المراحل وفقاً لنفوذ حركة 'فتح' الكاسح في المخيمات التي سيتم تطبيق الاتفاق فيها. أن اتصالات كلٍ من القاهرة والدوحة وأنقرة مع 'حماس' كانت ضاغطة عليها للتجاوب. وإذا حاولت التهرب من فإن إجراءات تضييق وتصاعد في الضغوط ستتخذ في حقها. والجانب اللبناني بدوره سيأخذ إجراءات من هذا النوع. هاجس التجارب السابقة الفاشلة في 2006 مع الأثر السياسي الإيجابي لزيارة محمود عباس بيروت، والتزام السلطة الفلسطينية حصرية السلاح في يد الدولة، بقي السؤال عن استعدادات 'الممانعين' للانسجام مع المرحلة الجديدة. فموقف يلزم حركة 'فتح' وبعض الفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير، لا 'حماس' و'الجهاد الإسلامي' وسائر الفصائل الصغرى التي كانت ترعاها استخبارات النظام السوري البائد، ومن بعده 'حرس الثورة' الإيرانية والحزب. إفشال بشار الأسد، ومعه حزب الله قرار 'مؤتمر الحوار الوطني' عام 2006 بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، و'تنظيمه' داخلها، أرخى بثقله على مسألة السلاح الفلسطيني طوال الـ19 سنة الماضية. الوظيفة الإقليمية لرعاية محور 'الممانعة' للسلاح الفلسطيني، استوجبت تفريخ ودعم مجموعات مسلحة إسلامية، بعضها تكفيري والآخر استخباري غب الطلب. بعضها يدور في فلك 'حماس' والآخر لتغذية الصراع على مرجعية المخيمات… الكيمياء اللبنانية الفلسطينية وخريطة الطريق اختصر عباس معاناة الـ19سنة الماضية بقوله إن 'وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة إضعافٌ للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية'. عدّلت الحرب بعد 'طوفان الأقصى' موقع رافضي نزع السلاح، في ميزان القوى بالداخل والخارج. وبات على السلطة اللبنانية الجديدة خطوات وعد بها خطاب القسم للرئيس جوزيف عون، وحكومة الرئيس نواف سلام. طبيعي أن يعلن عباس 'أننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية'. فهو أيضاً عليه التزامات عربية ودولية، بالإصلاحات، ودور السلطة في الداخل والشتات والأجهزة الأمنية… شكل البيان المشترك اللبناني الفلسطيني بعد اجتماع عون وعباس خريطة طريق نحو 'إنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية'. ومباشرة اللجنة المشتركة اللبنانية الفلسطينية لأوضاع المخيمات، إجراءاتها أمس، اعتبره سفير غربي تحدث إليه 'أساس' دليل جدية وتقدم في المسار، حيال 'انتهاء زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية'. إلا أنه لا بد من تسجيل الأبعاد التي ستأتي لصالح الجانبين اللبناني والفلسطيني من وراء تسريع خطوات نزع سلاح المخيمات. فالخطوة تخفف عن كاهلي رام الله وبيروت الضغوط الأميركية المتواصلة، على كل منهما جراء الانحياز الكامل لإسرائيل، ولو لفترة من الزمن. وليد شقير - اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News