
وفاة رضيعة لبنانية يعيد ملف الحضانات إلى الواجهة
شهدت إحدى
الحضانات
في لبنان وفاة رضيعة، ما أعاد طرح أسئلة متكررة عن الإهمال والتراخيص ومعايير السلامة داخلها والرقابة عليها
أعادت قضية وفاة الرضيعة كارول أبو موسى في إحدى حضانات لبنان في 30 إبريل/ نيسان الماضي، فتح باب التساؤلات بشأن معايير الأمان والسلامة العامة ومدى جديّة الرقابة والثقة بالمؤسسات التربوية والرعائية في البلاد، ولا سيما مع تكرار حوادث مماثلة بين الحين والآخر. وكانت الحادثة التي وقعت في منطقة ذوق مصبح (شمال
بيروت
) قد أثارت جدلاً واسعاً لدى الرأي العام اللبناني، وسط تكهنات حول السبب الحقيقي لوفاة ابنة الأشهر الأربعة، خصوصاً مع انتشار أخبار تفيد بأن الممرضة لم تكن موجودة في الحضانة. الحادثة الأليمة التي شكلت صدمة وتركت خلفها عائلة مفجوعة، رافقتها دعوات إلى "ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي تقصير محتمل، والتشدد في الرقابة والإشراف على دور الرعاية والحضانات".
حاولت "العربي الجديد" التواصل مع ذوي الطفلة، إلا أن مصادر أفادت بأن "الأهل يرفضون الإدلاء بأي تصريح في هذا الشأن". وكانت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت بياناً نسبته إلى عائلة الطفلة يكشف ملابسات الحادثة. وممّا جاء في البيان أن "الطفلة نُقلت صباح الأربعاء الماضي من حضانة L'Enfant Choyé في منطقة ذوق مصبح إلى مستشفى سيدة لبنان الجامعي، حيث أكد طبيب الطوارئ إبراهيم جميل عواضة، أن الطفلة كانت زرقاء اللون ومن دون نبض، وأنه حاول إنعاش القلب لمدة 45 دقيقة، فاستعادت لونها، لكنها لم تستعد نبض قلبها. وأفاد بأن السبب المباشر للوفاة، توقف التنفس جراء الاختناق الناجم عن ابتلاع الحليب وارتداده من المعدة، ما تسبّب بانسداد البلعوم، وهو ما أكده الطبيب الشرعي، نادر حبيب الحاج". وفي اتصال مع "العربي الجديد"، اكتفى الطبيب الشرعي بعرض تقريره.
من جهته، يقول مستشار وزير الصحة العامة، رضا الموسوي، لـ "العربي الجديد"، إن "وزير الصحة فتح تحقيقاً في الحادثة، لذلك لن نستبق التحقيقات، وفي ضوء النتائج والمعطيات ستُتَّخَذ الإجراءات المناسبة. لكن فور وفاة الطفلة الرضيعة، أقفلت الحضانة بانتظار التقارير النهائية. كذلك فإن الوزارة لا تتهاون في موضوع الحضانات، ولا سيما تلك غير المرخصة".
وأفاد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة، في بيان، بأنه "فور تبلغ الوزارة بخبر وفاة طفلة في إحدى الحضانات، توجه وفد من دائرة الأم والطفل في الوزارة وطبابة قضاء كسروان (شمال بيروت) إلى الحضانة، وأبلغها قرار الإقفال الفوري بناءً على توجيهات وزير الصحة العامة الذي أحال الملف على الجهات المختصة لفتح تحقيق وتحديد ملابسات الحادث المؤسف. وتترقب الوزارة نتائج التحقيقات الطبية والقضائية لإجراء المقتضى وتقرير الخطوات اللاحقة"، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
المرأة
التحديثات الحية
رنا درويش... أول لبنانية في قسم حماية الشخصيات
يقول نقيب أصحاب الحضانات المتخصصة، شربل أبي نادر، إن "وزارة الصحة العامة هي الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن مراقبة الحضانات والكشف على معايير الأمان والسلامة فيها، في حين أن دور النقابة محصور بالإرشادات والتوعية ومساعدة الحضانات، حيث يجري العمل بشكل دؤوب ومكثف مع وزارة الصحة العامة والمنظمات الدولية من أجل حماية
الأطفال
في لبنان وتأمين الرعاية اللازمة لهم". ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "الحضانة المذكورة مرخصة، وهي حضانة قديمة ومعروفة، والحديث عن عدم وجود ممرضة فيها يعود لكون الممرضة تركت عملها في الحضانة أواخر شهر مارس/آذار الماضي. ووفق القانون، فإن الحضانة تمتلك مهلة شهرين لتبليغ وزارة الصحة وتأمين ممرضة ثانية، فهي إذاً ضمن المهلة القانونية. لكن المخالفة تكمن في أن كاميرا المراقبة لا تعمل في الغرفة التي وقعت فيها الحادثة، وهذا خطأ كبير ومسألة خطيرة، وهنا مسؤولية مديرة الحضانة التي أُوقِفَت، في حين أن صاحبة الحضانة ترقد في المستشفى إثر تعرضها لعارض صحي بعد وفاة الطفلة".
ويأسف النقيب لـ"وقوع هذه الحادثة الأليمة، التي ذهبت ضحيتها طفلة رضيعة بعمر أربعة أشهر"، قائلاً إنها "ملاك في السماء، وما حصل كارثة كبيرة بحق الأهل والحضانات، تفتح جراحاً أليمة وتؤثر في الضمير والوجدان الإنساني". ويؤكد "ضرورة انتظار التقرير النهائي للطبيب الشرعي ونتائج التحقيقات الأمنية وحكم القضاء، خصوصاً مع تداول معطيات غير مؤكدة بأن الطفلة كانت لا تزال على قيد الحياة في الحضانة، وجرى الاتصال فوراً بالدفاع المدني وذويها. هناك علامات استفهام كثيرة ولا يمكننا التكهن بأي شيء حالياً".
قضايا وناس
التحديثات الحية
المعوّقون في لبنان... مراكز التصويت الانتخابية غير مجهزة
وعن عدد الحضانات في لبنان، يقول أبي نادر: "لا توجد إحصائيات رسمية بعد الأزمة الاقتصادية والحرب الإسرائيلية على البلاد، لكن عدد الحضانات يراوح ما بين 350 إلى 400 حضانة. كذلك تتشدد وزارة الصحة العامة في موضوع التراخيص، لذلك لا أعتقد أن هناك حضانات غير مرخصة، لكن هناك حضانات لم تجدّد تراخيصها لغاية تاريخه، لكون وزارة الصحة العامة كانت متوقفة عن تجديد التراخيص، وعاودت ذلك منذ نحو خمسة أشهر. غير أن المشكلة تكمن في الحضانات المرخصة التي لم تتقدم بعد بطلبات التجديد، وقد يكون عددها كبيراً".
ويذكّر نقيب أصحاب الحضانات بالمعايير اللازمة للترخيص، ويقول: "يجب أن تكون لدى صاحب الحضانة مؤسسة أو شركة مالية، وبالتالي توظيف مديرة مسؤولة تحمل شهادة جامعية في التربية أو علم النفس أو الحس أو النطق أو المحاسبة وإدارة الأعمال. ومن المفترض تخصيص معلمة ومساعدتين لكل 20 طفلاً، وتخصيص مساحة 20 متراً لكل عشرين طفلاً في الصف، وأقل الممكن وجود ممرضة ومساعدتين لكل عشرة أطفال. وفي حال وجود أطفال رضّع يجب وجود ممرضة بدوام كامل، وفي حال عدم وجودهن يمكن الاستعانة بممرضة بدوام جزئي".
يضيف: "أما مساحة الحضانة، فيجب أن تكون أقله 200 متر مربع، أي عبارة عن صفين، صف من عمر سنة إلى سنتين، وآخر من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، إلى جانب غرفة للأطفال الرضّع في حال وجودهم. هذا بالإضافة إلى غرفة طعام للأطفال ومطبخ مجهز بطريقة آمنة وسليمة، منفصل عن غرفة الطعام، وملعب للأطفال، سواء خارجي أو داخلي، على أن يكون بمساحة متر مربع لكل طفل. ويجب أن تكون كل الغرف بنوافذ يدخلها الضوء، وأن تكون الحضانة في طابق أرضي أو طابق أول". ويتحدث أبي نادر عن "معايير جديدة يُعمَل عليها بالتعاون مع وز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
طبيب مارادونا: كان مريضاً صعب المراس ومتمرداً
أكد جراح الأعصاب رودولفو بينفينوتي، طبيب النجم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا، أنه كان "مريضاً صعب المراس، واستثنائياً جداً، وكان لا بد من التعامل مع اعتراضاته"، وفقاً لشهادة أدلى بها الطبيب، مساء أمس الخميس. وبحسب تقرير وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة، فقد أدلى بينفينوتي بهذه الشهادة خلال محاكمة سبعة أخصتاصيين صحيين متهمين بالإهمال الجنائي في قضية وفاة أسطورة الأرجنتين. وتُوفّي نجم نابولي الإيطالي السابق عن عمر 60 عاماً في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بسبب أزمة قلبية ورئوية في مسكنه الخاص، حيث كان يتعافى لمدة أسبوعين، بعد جراحة أعصاب بسبب ورم دموي في الرأس. ويمثل أمام المحكمة بتهمة "احتمال القتل العمد"، فيما وصفته النيابة العامة بـ"مسرحية الرعب"، التي رافقت رعايته، في الأيام الأخيرة من حياته، في منزل خاص بضاحية تيغري في بوينس آيرس، جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، والمعالج النفسي كارلوس دياس، والمنسقة الطبية نانسي فورليني، ومنسق الممرضين ماريانو بيروني، والطبيب بيدرو بابلو دي سبانيا، والممرض ريكاردو ألميرو. وكان أحد الأسئلة المحورية في المحاكمة هو ما إذا كان قرار السماح له بالنقاهة في منزل خاص، بدلاً من منشأة طبية، قد عرّض حياته للخطر، وأبلغ بينفينوتي المحكمة بأنه واجه صعوبة في إقناع مارادونا بإجراء فحص بالأشعة المقطعية مسبقاً. وتذكر بينفينوتي قائلاً: "كان مريضاً صعب المراس جداً"، واصفاً إياه بأنه "متمرد". بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية ابنة مارادونا أمام المحكمة: كان من الممكن تجنّب وفاته وقال إن مارادونا أراد مغادرة العيادة في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة، وإنه "لم يقبل بأي إقامة في المستشفى، سوى الرعاية المنزلية". وأوضح أنه كان يعتقد أن حالة النجم كانت تتطلب تقييماً طبياً يومياً. لكن الأدلة المُقدّمة إلى المحكمة، حتى الآن، أظهرت أن فريق الرعاية الصحية لديه لم يُحدد سوى زيارات أسبوعية للطبيب، تخلف عن إحداها، بسبب إحجام مارادونا عن الزيارة. ووُجِد أسطورة الأرجنتين السابق ميتاً في فراشه من قِبل ممرضة يومية. وركزت المحاكمة حتى الآن على ظروف رعايته المنزلية، التي وصفها الادعاء بـ"الإهمال الجسيم". ويواجه المتهمون خطر السجن لفترات تتراوح بين ثمانية و25 عاماً، إذا أُدينوا بتهمة "القتل العمد المحتمل". ومن المقرر أن تستمر المحاكمة في ضاحية سان إيسيدرو في بوينس آيرس، والتي بدأت في 11 مارس/ آذار الماضي، حتى يوليو/ تموز المقبل.


العربي الجديد
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
وفاة رضيعة لبنانية يعيد ملف الحضانات إلى الواجهة
شهدت إحدى الحضانات في لبنان وفاة رضيعة، ما أعاد طرح أسئلة متكررة عن الإهمال والتراخيص ومعايير السلامة داخلها والرقابة عليها أعادت قضية وفاة الرضيعة كارول أبو موسى في إحدى حضانات لبنان في 30 إبريل/ نيسان الماضي، فتح باب التساؤلات بشأن معايير الأمان والسلامة العامة ومدى جديّة الرقابة والثقة بالمؤسسات التربوية والرعائية في البلاد، ولا سيما مع تكرار حوادث مماثلة بين الحين والآخر. وكانت الحادثة التي وقعت في منطقة ذوق مصبح (شمال بيروت ) قد أثارت جدلاً واسعاً لدى الرأي العام اللبناني، وسط تكهنات حول السبب الحقيقي لوفاة ابنة الأشهر الأربعة، خصوصاً مع انتشار أخبار تفيد بأن الممرضة لم تكن موجودة في الحضانة. الحادثة الأليمة التي شكلت صدمة وتركت خلفها عائلة مفجوعة، رافقتها دعوات إلى "ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي تقصير محتمل، والتشدد في الرقابة والإشراف على دور الرعاية والحضانات". حاولت "العربي الجديد" التواصل مع ذوي الطفلة، إلا أن مصادر أفادت بأن "الأهل يرفضون الإدلاء بأي تصريح في هذا الشأن". وكانت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت بياناً نسبته إلى عائلة الطفلة يكشف ملابسات الحادثة. وممّا جاء في البيان أن "الطفلة نُقلت صباح الأربعاء الماضي من حضانة L'Enfant Choyé في منطقة ذوق مصبح إلى مستشفى سيدة لبنان الجامعي، حيث أكد طبيب الطوارئ إبراهيم جميل عواضة، أن الطفلة كانت زرقاء اللون ومن دون نبض، وأنه حاول إنعاش القلب لمدة 45 دقيقة، فاستعادت لونها، لكنها لم تستعد نبض قلبها. وأفاد بأن السبب المباشر للوفاة، توقف التنفس جراء الاختناق الناجم عن ابتلاع الحليب وارتداده من المعدة، ما تسبّب بانسداد البلعوم، وهو ما أكده الطبيب الشرعي، نادر حبيب الحاج". وفي اتصال مع "العربي الجديد"، اكتفى الطبيب الشرعي بعرض تقريره. من جهته، يقول مستشار وزير الصحة العامة، رضا الموسوي، لـ "العربي الجديد"، إن "وزير الصحة فتح تحقيقاً في الحادثة، لذلك لن نستبق التحقيقات، وفي ضوء النتائج والمعطيات ستُتَّخَذ الإجراءات المناسبة. لكن فور وفاة الطفلة الرضيعة، أقفلت الحضانة بانتظار التقارير النهائية. كذلك فإن الوزارة لا تتهاون في موضوع الحضانات، ولا سيما تلك غير المرخصة". وأفاد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة، في بيان، بأنه "فور تبلغ الوزارة بخبر وفاة طفلة في إحدى الحضانات، توجه وفد من دائرة الأم والطفل في الوزارة وطبابة قضاء كسروان (شمال بيروت) إلى الحضانة، وأبلغها قرار الإقفال الفوري بناءً على توجيهات وزير الصحة العامة الذي أحال الملف على الجهات المختصة لفتح تحقيق وتحديد ملابسات الحادث المؤسف. وتترقب الوزارة نتائج التحقيقات الطبية والقضائية لإجراء المقتضى وتقرير الخطوات اللاحقة"، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. المرأة التحديثات الحية رنا درويش... أول لبنانية في قسم حماية الشخصيات يقول نقيب أصحاب الحضانات المتخصصة، شربل أبي نادر، إن "وزارة الصحة العامة هي الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن مراقبة الحضانات والكشف على معايير الأمان والسلامة فيها، في حين أن دور النقابة محصور بالإرشادات والتوعية ومساعدة الحضانات، حيث يجري العمل بشكل دؤوب ومكثف مع وزارة الصحة العامة والمنظمات الدولية من أجل حماية الأطفال في لبنان وتأمين الرعاية اللازمة لهم". ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "الحضانة المذكورة مرخصة، وهي حضانة قديمة ومعروفة، والحديث عن عدم وجود ممرضة فيها يعود لكون الممرضة تركت عملها في الحضانة أواخر شهر مارس/آذار الماضي. ووفق القانون، فإن الحضانة تمتلك مهلة شهرين لتبليغ وزارة الصحة وتأمين ممرضة ثانية، فهي إذاً ضمن المهلة القانونية. لكن المخالفة تكمن في أن كاميرا المراقبة لا تعمل في الغرفة التي وقعت فيها الحادثة، وهذا خطأ كبير ومسألة خطيرة، وهنا مسؤولية مديرة الحضانة التي أُوقِفَت، في حين أن صاحبة الحضانة ترقد في المستشفى إثر تعرضها لعارض صحي بعد وفاة الطفلة". ويأسف النقيب لـ"وقوع هذه الحادثة الأليمة، التي ذهبت ضحيتها طفلة رضيعة بعمر أربعة أشهر"، قائلاً إنها "ملاك في السماء، وما حصل كارثة كبيرة بحق الأهل والحضانات، تفتح جراحاً أليمة وتؤثر في الضمير والوجدان الإنساني". ويؤكد "ضرورة انتظار التقرير النهائي للطبيب الشرعي ونتائج التحقيقات الأمنية وحكم القضاء، خصوصاً مع تداول معطيات غير مؤكدة بأن الطفلة كانت لا تزال على قيد الحياة في الحضانة، وجرى الاتصال فوراً بالدفاع المدني وذويها. هناك علامات استفهام كثيرة ولا يمكننا التكهن بأي شيء حالياً". قضايا وناس التحديثات الحية المعوّقون في لبنان... مراكز التصويت الانتخابية غير مجهزة وعن عدد الحضانات في لبنان، يقول أبي نادر: "لا توجد إحصائيات رسمية بعد الأزمة الاقتصادية والحرب الإسرائيلية على البلاد، لكن عدد الحضانات يراوح ما بين 350 إلى 400 حضانة. كذلك تتشدد وزارة الصحة العامة في موضوع التراخيص، لذلك لا أعتقد أن هناك حضانات غير مرخصة، لكن هناك حضانات لم تجدّد تراخيصها لغاية تاريخه، لكون وزارة الصحة العامة كانت متوقفة عن تجديد التراخيص، وعاودت ذلك منذ نحو خمسة أشهر. غير أن المشكلة تكمن في الحضانات المرخصة التي لم تتقدم بعد بطلبات التجديد، وقد يكون عددها كبيراً". ويذكّر نقيب أصحاب الحضانات بالمعايير اللازمة للترخيص، ويقول: "يجب أن تكون لدى صاحب الحضانة مؤسسة أو شركة مالية، وبالتالي توظيف مديرة مسؤولة تحمل شهادة جامعية في التربية أو علم النفس أو الحس أو النطق أو المحاسبة وإدارة الأعمال. ومن المفترض تخصيص معلمة ومساعدتين لكل 20 طفلاً، وتخصيص مساحة 20 متراً لكل عشرين طفلاً في الصف، وأقل الممكن وجود ممرضة ومساعدتين لكل عشرة أطفال. وفي حال وجود أطفال رضّع يجب وجود ممرضة بدوام كامل، وفي حال عدم وجودهن يمكن الاستعانة بممرضة بدوام جزئي". يضيف: "أما مساحة الحضانة، فيجب أن تكون أقله 200 متر مربع، أي عبارة عن صفين، صف من عمر سنة إلى سنتين، وآخر من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، إلى جانب غرفة للأطفال الرضّع في حال وجودهم. هذا بالإضافة إلى غرفة طعام للأطفال ومطبخ مجهز بطريقة آمنة وسليمة، منفصل عن غرفة الطعام، وملعب للأطفال، سواء خارجي أو داخلي، على أن يكون بمساحة متر مربع لكل طفل. ويجب أن تكون كل الغرف بنوافذ يدخلها الضوء، وأن تكون الحضانة في طابق أرضي أو طابق أول". ويتحدث أبي نادر عن "معايير جديدة يُعمَل عليها بالتعاون مع وز


BBC عربية
١٥-٠١-٢٠٢٥
- BBC عربية
هل يجب أن تتدرب النساء بشكل مختلف؟
يقطع الكثير من الأشخاص في بداية العام الجديد وعودًا على أنفسهم بإجراء تغييرات على نمط حياتهم، وغالبًا ما تكون هذه الوعود متعلقة بصحتهم. وتنتشر مع بداية كل عام العديد من مقاطع الفيديو المضحكة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تبشر بأن النوادي الرياضية ستمتلئ بالمشتركين الجدد مع بداية العام الجديد، لكن سيختفي قسم كبير منهم مع انتهاء الشهر الأول. وعلى الرغم من ارتفاع اهتمام جميع فئات المجتمع بالرياضة خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد انتهاء فترة وباء كوفيد-19، إلا أن النساء كانت الفئة الأكثر اهتمامًا بالبدء بممارسة الرياضة والتسجيل في النوادي الرياضية، بحسب البيانات في دول كثيرة حول العالم. تعرف على التاريخ السري لكرة القدم النسائية لماذا تُمنع النساء من الجري في العراق؟ التمييز ضد المرأة في الرياضة: النساء "يعاملن كصورٍ جذابة لا كلاعبات رياضة محترفات" ومع ارتفاع نسبة اهتمام النساء بالرياضة خلال العقد الماضي، ارتفعت أيضًا نسبة اهتمام الباحثين باكتشاف الطرق الأمثل لممارسة الرياضة بالنسبة للنساء، ومعرفة ما إذا كان هناك فروقات بين الجنسين في طريقة الاستجابة للتمارين أو نوع الإصابات أو تفاصيل أخرى. تحدثنا إلى خبيرين في التدريب الرياضي لمعرفة ما تبيّن حتى الآن حول ذلك، بالإضافة إلى كيفية تفسير هذه الدراسات وتطبيقها في حياتنا اليومية. هل على النساء التدرب بشكل مختلف؟ تقول لنا داليا زاويل، وهي مدربة رياضية تحمل شهادة في العلوم البيولوجية من بيروت وقد تابعت دراساتها العليا في اليابان قبل أن تقرر التفرغ تمامًا للتدريب الرياضي، إننا "لطالما كنا نعتقد أن هناك اختلافًا كبيرًا بين الرجال والنساء في ما يتعلق بالقدرة على ممارسة التمارين الرياضية ورفع الأثقال. كنا نعتقد أن على النساء أن يتدربن لعدد أقل من الأيام وبأوزان أقل أيضًا. كما كان يُعتقد أنه يجب عليهنّ عدم ممارسة الرياضة أو رفع الأثقال خلال فترة الطمث". وتضيف: "لكن الدراسات الأخيرة لا تؤيد هذه الاعتقادات. فرغم وجود دراسات بنتائج متناقضة منذ ثمانينات القرن الماضي، إلا أننا عندما قام الباحثون بتقييم وتحليل مجموعة كبيرة من الدراسات للخروج باستنتاج موحد حول الموضوع، لاحظوا عدم وجود تغيير يذكر في القوة بين الرجال والنساء خلال فترة الطمث لدى النساء". وتتابع زاويل أن الباحثين ذكروا أن التغير في مستوى الأداء كان سببه في غالبية الأحيان متلازمة ما قبل الحيض وما ينتج عنها، مثل الشد العضلي في منطقة البطن أو ما يسمى بعسر الطمث قبل الدورة الشهرية، أو التغير المزاجي والشعور بالتعب، ولم يكن ذلك ناتجًا عن عدم قدرة جسدية حقيقية على ممارسة الرياضة. وتشير زاويل إلى أن "هذا ما لا يعاني منه الرجال، فليس لديهم تغير هرموني بهذا الشكل المنظم والأكيد والمتكرر كل شهر". ومن تجربتها الشخصية، تقول داليا إنها تعاني من ألم في الظهر خلال فترة الطمث، وعندما تتدرّب باستخدام الأوزان الثقيلة، تشعر بألم في ظهرها يستمر لفترة أطول من المعتاد، قد تمتد لأسبوع أو اثنين. بينما لا يحدث ذلك عندما تقرر التدرب بوزن أقل من المعتاد في اليوم الأقسى من الطمث. ولذلك، تنصح داليا النساء بالاستماع إلى أجسادهنّ وتعديل قساوة التمرين وفقًا لما يشعرن به، وأن يسألن أنفسهن: "هل أنا فعلاً غير قادرة على التمرين، أم أنني فقط غير متحمسة لذلك؟ هل أنا مرهقة حقًا، أم يمكنني التمرين ولو بوزن أقل من المعتاد؟". وتضيف: "هناك نساء يشعرن بأنهنّ أقوى من المعتاد في فترة متلازمة ما قبل الحيض، بينما تشعر أخريات بالقوة خلال فترة الطمث، وأخريات يشعرن بالضعف في هذه الفترة. وقد يختلف ذلك من شهر إلى آخر لدى نفس السيدة أيضًا". وتشير المدربة الرياضية إلى أن "نظام حياة كل امرأة يختلف عن الأخرى، وتختلف أيضًا تجربتها وخبرتها في التدريب، بالإضافة إلى وزنها ووزن كتلتها العضلية. فجميع هذه التفاصيل مهمة وقد تحدث فارقًا. ولذلك، لا يمكننا اعتماد جدول تدريب موحد لجميع النساء". وتنبه داليا أيضًا إلى أن بعض الحالات المرضية المتعلقة بالجهاز التناسلي، مثل بطانة الرحم المهاجرة ومتلازمة المبيض متعدد التكيُسات، قد تتسبب في أوجاع إضافية وأكثر حدّة لدى النساء المصابات بها، مما قد يؤثر على أدائهنّ الرياضي قبيل فترة الطمث وخلالها. وتشير إلى أن بعضهنّ قد لا يكنّ على علم بإصابتهنّ بهذه الأمراض. وتقول: "في النهاية، تشير نتائج الدراسات إلى متوسط الأشياء بشكل عام، ولا تكون نتائجها شاملة أو فردية أو قاطعة". وتضيف: "ولذلك، لا يجب أن نتبع الدراسات بشكل حرفي، لأنها قد لا تناسب فرديتنا بتفاصيلها. لكنها تعطينا معلومة علمية نستند إليها ونبني عليها تفاصيل أخرى، انطلاقًا من خبرتنا كمدربين وتجارب المتدربين الشخصية، لننصحهم بما هو الأفضل لصحتهم والأكثر ملاءمة أيضًا لأسلوب حياتهم". متى تكون النساء "أكثر عرضة للإصابة"؟ يشير حسن عون، وهو مدرب رياضي حاصل على ماجستير في القوة والتكيف الرياضي من فرنسا، وماجستير آخر مخصص لتدريب لاعبي كرة القدم، في حديثه لبي بي سي عربي، إلى أن إحدى الدراسات العلمية التي بحثت في أسباب الإصابات المرتفعة في الرباط الصليبي الأمامي لدى لاعبات كرة القدم، أثبتت أن لاعبات كرة القدم المحترفات عرضة للإصابة بالرباط الصليبي الأمامي بنسبة 6 مرات أكثر من الرجال. ويضيف عون أنه يُعتقد أن "أحد أبرز الأسباب وراء ذلك هو التغير الهرموني، وبالتحديد في مرحلة ما قبل الإباضة مباشرةً، عندما يصل هرمون الإستروجين إلى أعلى مستوياته". ويجعل الإستروجين الأربطة، مثل الرباط الصليبي الأمامي، أكثر رخاوة وقابلية للتمدد. ويضيف عون أن أحد الأسباب وراء ذلك يتعلق أيضًا بأن لدى النساء زاوية أكبر لعضلات الأرجل الخلفية، ما يضع الركبة في وضعية غير صحيحة أحيانًا، مما يزيد من نسبة تعرضهن للإصابة. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم أو تحدث في رياضات أخرى، أم أنها تنحصر في الرباط الصليبي الأمامي وفي لعبة كرة القدم. إلا أن ما أثبتته الدراسات، بحسب عون، هو أن النساء لديهن أفضلية فيما يتعلق بالوقت المطلوب للتعافي بعد تمرين رفع الأثقال مقارنة بالرجال. ويشير عون إلى أن "السبب وراء ذلك غير واضح، لكنه من الممكن أن يرتبط بحقيقة أنهن يحملن في الإجمال أوزانًا أقل من الرجال، لأن وزنهن عادةً ما يكون أقل وكتلتهن العضلية أقل أيضًا، وبذلك يحملن أوزانًا أقل ويحتجن، بسبب ذلك، إلى قسط أقل من الراحة للتعافي". ويضيف: "لكن ليس من الواضح حتى الآن إذا ما كانت هناك عوامل أخرى أيضًا وراء ذلك تتعلق بجنسهن وهرمونات جهازهن التناسلي". هل النساء أقوى في الجزء السفلي؟ تظهر الكثير من مقاطع الفيديو الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي شابات يحملن أكثر من مئة كيلوغرام من الأثقال باستخدام عضلات الجزء السفلي من جسمهن، بينما يعانين في رفع خمسة كيلوغرامات باستخدام اليدين. قال لنا عون إن هناك بعض الحقيقة في ذلك، إذ إن عضلات النساء تتوزع بشكل أكبر في الجزء السفلي من جسدهن مقارنةً بالجزء العلوي. ولذلك، تعاني النساء عادةً في التدريب بأوزان ثقيلة جدًا في الجزء العلوي. ومن جهتها، تقول زاويل إنه وعلى الرغم من أن الرجال عادةً ما يكون جسمهم العلوي أضخم من النساء، لأن لديهم عددًا أكبر من مستقبلات الأندروجين (التي تبني العضلات) في هذا الجزء من الجسم، ولديهم عضلات أكثر من النساء في هذا الجزء أصلاً قبل أي تمرين، إلا أن النساء يحرزن تقدماً أسرع من الرجال في هذه المنطقة. وتضيف: "إلا أن هذا التقدم مرتبط بحجم عضلاتهن في الأساس، ولذلك، تبقى قوتهن أقل من الرجال في طبيعة الحال". ويجمع المدربان على أن أكثر ما يجب على النساء الانتباه إليه هو أن عدم تقويتهن للجزء العلوي من الجسم سيحد من تقدمهن في رفع الأثقال في الجزء السفلي، إذ تتطلب بعض الحركات المهمة، مثل الديدليفت الروماني، قوة في اليدين لحمل الثقل وتدريب الجزء السفلي من الجسم. لذلك، فإن العامل الذي يقيد حملهن لأوزان ثقيلة في الجزء السفلي من جسمهن هو التعب الذي يشعرن به في اليدين، وليس عدم قدرتهن على رفع الوزن باستخدام الرجلين. الحماية من تأثيرات الشيخوخة يهتمّ قسم كبير من الشابات اللواتي يمارسن الرياضة بشكل عام بخسارة الوزن أو تحسين شكل الجسم كي يصبح أكثر تناسقاً. إلا أن فوائد التدريب الرياضي وحمل الأثقال على النساء بشكل خاص، أبعد من ذلك بكثير، خصوصاً في ما يتعلق بتهيئة الجسم لمراحل العمر المتقدمة. فالنساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال، لأن التغيرات الهرمونية وانخفاض مستويات هرمون الاستروجين الذي يحدث عند انقطاع الطمث، يؤثر بشكل مباشر وسريع على كثافة العظام، بينما يستمر الرجال في إنتاج هرمون التستوستيرون في سن الشيخوخة، وهو الأساسي لديهم لكثافة عظامهم. وبحسب هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا، يبدأ الشخص في فقدان كثافة العظام بشكل تدريجي بدءاً من عمر 35 عاماً تقريباً. وتشرح زاويل: "يسمح لكِ التدريب الرياضي ببناء كتلة عضلية أكبر، مما يؤثر بشكل مباشر على زيادة كثافة العظام، ويساعد على تجنب حدوث إصابات بشكل عام، أو حصول كسور في العظام في حال السقوط لدى أي فئة عمرية، وخاصة لدى الفئات المتقدمة بالعمر". لكنها تُنبّه إلى أن ذلك يجب أن يكون مرفقاً بتناول كمية كافية وعالية من البروتين. وتشير إلى أنه "وفي حال قام الشخص بتمارين رياضية دون تناول الطعام المغذي اللازم، وهنا نشدد على البروتين، وهو العنصر الغذائي المسؤول عن بناء العضلات، فقد نضر أنفسنا ونعرض أنفسنا للإصابة". وتضيف زاويل: "في المستقبل، كي تستطيعين دخول الحمام، أو صعود الدرج، أو حمل أغراض المطبخ لتحضير الطعام، كي تستطيعين القيام بالأشياء اليومية البسيطة، عليكِ أن تبني قوة جسدك لذلك". وتتابع: "هناك الكثير من النساء اللواتي يجلسن ولا يستطعن بعدها الوقوف. وهنا تتجلى أهمية تدريبات السكوات (القرفصاء). إذا كنتِ تقومين بتمارين السكوات وقادرة على حمل وزن خارجي إضافي على وزن جسدك، فهذا يعني أنكِ قادرة على حمل وزن جسمك بسهولة". وأشارت داليا إلى أن "بعض الدراسات أظهرت أن رفع الأثقال لا يحمي فقط من هشاشة العظام، بل استطاع في بعض الحالات أن يسترجع قوة العظام، فأعادت بناء نفسها". كما يخفف التدريب أيضاً من عوارض انقطاع الطمث ومن نسبة أوجاع التشنجات العضلية ومن حدة تراخي المفاصل بعد حدوثه. وتضيف: "إن التدريب الرياضي بالأثقال يجعل الحمل أيضاً أسهل ويخفف من العوارض الجانبية له، مثل تورم الكاحل وأوجاع الظهر، كما تصبح الولادة أسهل. ففوائد التدريب الرياضي أوسع بكثير من تحسين المظهر الخارجي"، تؤكد داليا. وفي نصيحة أخيرة للنساء، تقول داليا: "ركزوا على تحسين الأداء والقوة، واستمتعوا بالتدريب، وسيتغير شكلكم من دون عناء". وتضيف: "يعلّمكم التدريب ورفع الأثقال أيضاً الثقة بالنفس. عندما تستطيعين رفع 100 كيلوغرام، لم يساعدك أحد في ذلك، فعلتِ ذلك خطوة خطوة، كيلوغراماً وراء آخر. ستتغير نظرتك إلى نفسك. استطعتُ فعل ذلك، وسأستطيع في كل مرة".