
طبيب مارادونا: كان مريضاً صعب المراس ومتمرداً
أكد جراح الأعصاب رودولفو بينفينوتي، طبيب
النجم الأرجنتيني
الراحل دييغو مارادونا، أنه كان "مريضاً صعب المراس، واستثنائياً جداً، وكان لا بد من التعامل مع اعتراضاته"، وفقاً لشهادة أدلى بها الطبيب، مساء أمس الخميس. وبحسب تقرير وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة، فقد أدلى بينفينوتي بهذه الشهادة خلال محاكمة سبعة أخصتاصيين صحيين متهمين بالإهمال الجنائي في قضية وفاة أسطورة الأرجنتين.
وتُوفّي نجم
نابولي
الإيطالي السابق عن عمر 60 عاماً في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بسبب أزمة قلبية ورئوية في مسكنه الخاص، حيث كان يتعافى لمدة أسبوعين، بعد جراحة أعصاب بسبب ورم دموي في الرأس. ويمثل أمام المحكمة بتهمة "احتمال القتل العمد"، فيما وصفته النيابة العامة بـ"مسرحية الرعب"، التي رافقت رعايته، في الأيام الأخيرة من حياته، في منزل خاص بضاحية تيغري في بوينس آيرس، جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، والمعالج النفسي كارلوس دياس، والمنسقة الطبية نانسي فورليني، ومنسق الممرضين ماريانو بيروني، والطبيب بيدرو بابلو دي سبانيا، والممرض ريكاردو ألميرو. وكان أحد الأسئلة المحورية في المحاكمة هو ما إذا كان قرار السماح له بالنقاهة في منزل خاص، بدلاً من منشأة طبية، قد عرّض حياته للخطر، وأبلغ بينفينوتي المحكمة بأنه واجه صعوبة في إقناع مارادونا بإجراء فحص بالأشعة المقطعية مسبقاً. وتذكر بينفينوتي قائلاً: "كان مريضاً صعب المراس جداً"، واصفاً إياه بأنه "متمرد".
بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية
ابنة مارادونا أمام المحكمة: كان من الممكن تجنّب وفاته
وقال إن مارادونا أراد مغادرة العيادة في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة، وإنه "لم يقبل بأي إقامة في المستشفى، سوى الرعاية المنزلية". وأوضح أنه كان يعتقد أن حالة النجم كانت تتطلب تقييماً طبياً يومياً. لكن الأدلة المُقدّمة إلى المحكمة، حتى الآن، أظهرت أن فريق الرعاية الصحية لديه لم يُحدد سوى زيارات أسبوعية للطبيب، تخلف عن إحداها، بسبب إحجام مارادونا عن الزيارة. ووُجِد أسطورة الأرجنتين السابق ميتاً في فراشه من قِبل ممرضة يومية.
وركزت المحاكمة حتى الآن على ظروف رعايته المنزلية، التي وصفها الادعاء بـ"الإهمال الجسيم". ويواجه المتهمون خطر السجن لفترات تتراوح بين ثمانية و25 عاماً، إذا أُدينوا بتهمة "القتل العمد المحتمل". ومن المقرر أن تستمر المحاكمة في ضاحية سان إيسيدرو في بوينس آيرس، والتي بدأت في 11 مارس/ آذار الماضي، حتى يوليو/ تموز المقبل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
طبيب مارادونا: كان مريضاً صعب المراس ومتمرداً
أكد جراح الأعصاب رودولفو بينفينوتي، طبيب النجم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا، أنه كان "مريضاً صعب المراس، واستثنائياً جداً، وكان لا بد من التعامل مع اعتراضاته"، وفقاً لشهادة أدلى بها الطبيب، مساء أمس الخميس. وبحسب تقرير وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة، فقد أدلى بينفينوتي بهذه الشهادة خلال محاكمة سبعة أخصتاصيين صحيين متهمين بالإهمال الجنائي في قضية وفاة أسطورة الأرجنتين. وتُوفّي نجم نابولي الإيطالي السابق عن عمر 60 عاماً في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بسبب أزمة قلبية ورئوية في مسكنه الخاص، حيث كان يتعافى لمدة أسبوعين، بعد جراحة أعصاب بسبب ورم دموي في الرأس. ويمثل أمام المحكمة بتهمة "احتمال القتل العمد"، فيما وصفته النيابة العامة بـ"مسرحية الرعب"، التي رافقت رعايته، في الأيام الأخيرة من حياته، في منزل خاص بضاحية تيغري في بوينس آيرس، جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، والمعالج النفسي كارلوس دياس، والمنسقة الطبية نانسي فورليني، ومنسق الممرضين ماريانو بيروني، والطبيب بيدرو بابلو دي سبانيا، والممرض ريكاردو ألميرو. وكان أحد الأسئلة المحورية في المحاكمة هو ما إذا كان قرار السماح له بالنقاهة في منزل خاص، بدلاً من منشأة طبية، قد عرّض حياته للخطر، وأبلغ بينفينوتي المحكمة بأنه واجه صعوبة في إقناع مارادونا بإجراء فحص بالأشعة المقطعية مسبقاً. وتذكر بينفينوتي قائلاً: "كان مريضاً صعب المراس جداً"، واصفاً إياه بأنه "متمرد". بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية ابنة مارادونا أمام المحكمة: كان من الممكن تجنّب وفاته وقال إن مارادونا أراد مغادرة العيادة في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة، وإنه "لم يقبل بأي إقامة في المستشفى، سوى الرعاية المنزلية". وأوضح أنه كان يعتقد أن حالة النجم كانت تتطلب تقييماً طبياً يومياً. لكن الأدلة المُقدّمة إلى المحكمة، حتى الآن، أظهرت أن فريق الرعاية الصحية لديه لم يُحدد سوى زيارات أسبوعية للطبيب، تخلف عن إحداها، بسبب إحجام مارادونا عن الزيارة. ووُجِد أسطورة الأرجنتين السابق ميتاً في فراشه من قِبل ممرضة يومية. وركزت المحاكمة حتى الآن على ظروف رعايته المنزلية، التي وصفها الادعاء بـ"الإهمال الجسيم". ويواجه المتهمون خطر السجن لفترات تتراوح بين ثمانية و25 عاماً، إذا أُدينوا بتهمة "القتل العمد المحتمل". ومن المقرر أن تستمر المحاكمة في ضاحية سان إيسيدرو في بوينس آيرس، والتي بدأت في 11 مارس/ آذار الماضي، حتى يوليو/ تموز المقبل.


العربي الجديد
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- العربي الجديد
وفاة رضيعة لبنانية يعيد ملف الحضانات إلى الواجهة
شهدت إحدى الحضانات في لبنان وفاة رضيعة، ما أعاد طرح أسئلة متكررة عن الإهمال والتراخيص ومعايير السلامة داخلها والرقابة عليها أعادت قضية وفاة الرضيعة كارول أبو موسى في إحدى حضانات لبنان في 30 إبريل/ نيسان الماضي، فتح باب التساؤلات بشأن معايير الأمان والسلامة العامة ومدى جديّة الرقابة والثقة بالمؤسسات التربوية والرعائية في البلاد، ولا سيما مع تكرار حوادث مماثلة بين الحين والآخر. وكانت الحادثة التي وقعت في منطقة ذوق مصبح (شمال بيروت ) قد أثارت جدلاً واسعاً لدى الرأي العام اللبناني، وسط تكهنات حول السبب الحقيقي لوفاة ابنة الأشهر الأربعة، خصوصاً مع انتشار أخبار تفيد بأن الممرضة لم تكن موجودة في الحضانة. الحادثة الأليمة التي شكلت صدمة وتركت خلفها عائلة مفجوعة، رافقتها دعوات إلى "ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي تقصير محتمل، والتشدد في الرقابة والإشراف على دور الرعاية والحضانات". حاولت "العربي الجديد" التواصل مع ذوي الطفلة، إلا أن مصادر أفادت بأن "الأهل يرفضون الإدلاء بأي تصريح في هذا الشأن". وكانت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت بياناً نسبته إلى عائلة الطفلة يكشف ملابسات الحادثة. وممّا جاء في البيان أن "الطفلة نُقلت صباح الأربعاء الماضي من حضانة L'Enfant Choyé في منطقة ذوق مصبح إلى مستشفى سيدة لبنان الجامعي، حيث أكد طبيب الطوارئ إبراهيم جميل عواضة، أن الطفلة كانت زرقاء اللون ومن دون نبض، وأنه حاول إنعاش القلب لمدة 45 دقيقة، فاستعادت لونها، لكنها لم تستعد نبض قلبها. وأفاد بأن السبب المباشر للوفاة، توقف التنفس جراء الاختناق الناجم عن ابتلاع الحليب وارتداده من المعدة، ما تسبّب بانسداد البلعوم، وهو ما أكده الطبيب الشرعي، نادر حبيب الحاج". وفي اتصال مع "العربي الجديد"، اكتفى الطبيب الشرعي بعرض تقريره. من جهته، يقول مستشار وزير الصحة العامة، رضا الموسوي، لـ "العربي الجديد"، إن "وزير الصحة فتح تحقيقاً في الحادثة، لذلك لن نستبق التحقيقات، وفي ضوء النتائج والمعطيات ستُتَّخَذ الإجراءات المناسبة. لكن فور وفاة الطفلة الرضيعة، أقفلت الحضانة بانتظار التقارير النهائية. كذلك فإن الوزارة لا تتهاون في موضوع الحضانات، ولا سيما تلك غير المرخصة". وأفاد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة، في بيان، بأنه "فور تبلغ الوزارة بخبر وفاة طفلة في إحدى الحضانات، توجه وفد من دائرة الأم والطفل في الوزارة وطبابة قضاء كسروان (شمال بيروت) إلى الحضانة، وأبلغها قرار الإقفال الفوري بناءً على توجيهات وزير الصحة العامة الذي أحال الملف على الجهات المختصة لفتح تحقيق وتحديد ملابسات الحادث المؤسف. وتترقب الوزارة نتائج التحقيقات الطبية والقضائية لإجراء المقتضى وتقرير الخطوات اللاحقة"، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. المرأة التحديثات الحية رنا درويش... أول لبنانية في قسم حماية الشخصيات يقول نقيب أصحاب الحضانات المتخصصة، شربل أبي نادر، إن "وزارة الصحة العامة هي الجهة الرسمية الوحيدة المسؤولة عن مراقبة الحضانات والكشف على معايير الأمان والسلامة فيها، في حين أن دور النقابة محصور بالإرشادات والتوعية ومساعدة الحضانات، حيث يجري العمل بشكل دؤوب ومكثف مع وزارة الصحة العامة والمنظمات الدولية من أجل حماية الأطفال في لبنان وتأمين الرعاية اللازمة لهم". ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "الحضانة المذكورة مرخصة، وهي حضانة قديمة ومعروفة، والحديث عن عدم وجود ممرضة فيها يعود لكون الممرضة تركت عملها في الحضانة أواخر شهر مارس/آذار الماضي. ووفق القانون، فإن الحضانة تمتلك مهلة شهرين لتبليغ وزارة الصحة وتأمين ممرضة ثانية، فهي إذاً ضمن المهلة القانونية. لكن المخالفة تكمن في أن كاميرا المراقبة لا تعمل في الغرفة التي وقعت فيها الحادثة، وهذا خطأ كبير ومسألة خطيرة، وهنا مسؤولية مديرة الحضانة التي أُوقِفَت، في حين أن صاحبة الحضانة ترقد في المستشفى إثر تعرضها لعارض صحي بعد وفاة الطفلة". ويأسف النقيب لـ"وقوع هذه الحادثة الأليمة، التي ذهبت ضحيتها طفلة رضيعة بعمر أربعة أشهر"، قائلاً إنها "ملاك في السماء، وما حصل كارثة كبيرة بحق الأهل والحضانات، تفتح جراحاً أليمة وتؤثر في الضمير والوجدان الإنساني". ويؤكد "ضرورة انتظار التقرير النهائي للطبيب الشرعي ونتائج التحقيقات الأمنية وحكم القضاء، خصوصاً مع تداول معطيات غير مؤكدة بأن الطفلة كانت لا تزال على قيد الحياة في الحضانة، وجرى الاتصال فوراً بالدفاع المدني وذويها. هناك علامات استفهام كثيرة ولا يمكننا التكهن بأي شيء حالياً". قضايا وناس التحديثات الحية المعوّقون في لبنان... مراكز التصويت الانتخابية غير مجهزة وعن عدد الحضانات في لبنان، يقول أبي نادر: "لا توجد إحصائيات رسمية بعد الأزمة الاقتصادية والحرب الإسرائيلية على البلاد، لكن عدد الحضانات يراوح ما بين 350 إلى 400 حضانة. كذلك تتشدد وزارة الصحة العامة في موضوع التراخيص، لذلك لا أعتقد أن هناك حضانات غير مرخصة، لكن هناك حضانات لم تجدّد تراخيصها لغاية تاريخه، لكون وزارة الصحة العامة كانت متوقفة عن تجديد التراخيص، وعاودت ذلك منذ نحو خمسة أشهر. غير أن المشكلة تكمن في الحضانات المرخصة التي لم تتقدم بعد بطلبات التجديد، وقد يكون عددها كبيراً". ويذكّر نقيب أصحاب الحضانات بالمعايير اللازمة للترخيص، ويقول: "يجب أن تكون لدى صاحب الحضانة مؤسسة أو شركة مالية، وبالتالي توظيف مديرة مسؤولة تحمل شهادة جامعية في التربية أو علم النفس أو الحس أو النطق أو المحاسبة وإدارة الأعمال. ومن المفترض تخصيص معلمة ومساعدتين لكل 20 طفلاً، وتخصيص مساحة 20 متراً لكل عشرين طفلاً في الصف، وأقل الممكن وجود ممرضة ومساعدتين لكل عشرة أطفال. وفي حال وجود أطفال رضّع يجب وجود ممرضة بدوام كامل، وفي حال عدم وجودهن يمكن الاستعانة بممرضة بدوام جزئي". يضيف: "أما مساحة الحضانة، فيجب أن تكون أقله 200 متر مربع، أي عبارة عن صفين، صف من عمر سنة إلى سنتين، وآخر من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، إلى جانب غرفة للأطفال الرضّع في حال وجودهم. هذا بالإضافة إلى غرفة طعام للأطفال ومطبخ مجهز بطريقة آمنة وسليمة، منفصل عن غرفة الطعام، وملعب للأطفال، سواء خارجي أو داخلي، على أن يكون بمساحة متر مربع لكل طفل. ويجب أن تكون كل الغرف بنوافذ يدخلها الضوء، وأن تكون الحضانة في طابق أرضي أو طابق أول". ويتحدث أبي نادر عن "معايير جديدة يُعمَل عليها بالتعاون مع وز


BBC عربية
٢٨-٠١-٢٠٢٥
- BBC عربية
بقيت حين رحل الجميع: الطبيبة التي أنقذت حوامل أم درمان
على عكس الكثيرين في السودان الذين فرّوا من القتال أو احتموا بمنازلهم عند اندلاع الحرب الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان العام الماضي، اختارت طبيبة النساء والتوليد، صفاء علي، البقاء. على مدار أشهر، بقيت تتوجّه إلى مقرّ عملها في مستشفى الولادة الرئيسي بأم درمان، على الرغم من دوي الرصاص وقصف المدافع الذي غطّى الأجواء. مسؤولية كبيرة كانت صفاء تقود سيارتها نصف النقل متوجهة إلى المستشفى، الذي يُعدّ الأكبر من نوعه في السودان، عبر طرق مكتظة بالجنود، وسحب الدخان الأسود تغطّي السماء بفعل المعارك، وكان المدنيون يعيشون حالة من الفزع والخوف. وقالت صفاء: "لن أترك النساء الحوامل يواجهن مصيرهن وحدهن. يجب أن أكون بجانبهن... إنها مسؤولية كبيرة في هذه الفترة الحرجة". تقول إن حياتها أصبحت مرتبطة بهؤلاء النساء، مشددة على أنها لم تكن لتغفر لنفسها إذا تركتهن لمصير مجهول. وتضيف: "حياتي مرتبطة بالمستشفى وبالأمهات والأطفال. لم أستطع مغادرتها لهذا السبب". تصف صفاء اللحظات الأولى للعمل خلال الحرب بأنها "قاسية وحزينة". وتشير إلى ارتفاع عدد وفيات الأطفال بسبب صعوبة الوصول إلى المستشفى، إضافة إلى زيادة حالات النزيف بين النساء الحوامل أثناء الولادة. مع اشتداد القتال واقتراب قوات الدعم السريع من محيط المستشفى، أصبح من الصعب الاستمرار بالعمل، مع تعرّض المستشفى للقصف. لذلك، قرّرت صفاء الانتقال إلى المستشفى السعودي المتخصّص بالنساء والتوليد، الواقع في الأجزاء الشمالية من مدينة أم درمان. واصلت صفاء عملها في المستشفى الجديد، حيث أجرت عشرات العمليات للنساء من مختلف المناطق على مدى عدّة أشهر، إلى أن تدهورت الأوضاع الأمنية في المنطقة. ومع استمرار القصف على المستشفى، أصبحت المهمة شبه مستحيلة، خاصة بعد مقتل أحد العاملين نتيجة القصف. قسم ولادة جديد توقّف العمل في المستشفى السعودي، لكن ذلك لم يثنِ صفاء عن متابعة رسالتها الإنسانية. قررت الذهاب إلى النساء في منازلهن أو في مراكز الإيواء التي خُصّصت لاستقبال النازحين. وفي لحظة إلهام، خطرت لصفاء فكرة إنشاء قسم جديد للنساء والتوليد في مستشفى النو، وهو المستشفى الوحيد الذي استمر بالعمل داخل المدينة. وقالت: "رأيت العديد من النساء الحوامل يجلسن على قارعة الطريق بالقرب من المستشفى المدمّر، بلا مكان يلجأن إليه". عرضت صفاء فكرتها على زملائها في المستشفى، ورغم وجود بعض التحفظات بشأن صعوبة التنفيذ، أصرّت على البدء في قسم الجراحة. وتقول إن تنفيذ الفكرة كان في غاية الصعوبة مع استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأضافت: "كانت المعارك دائرة في محيط المستشفى، لكننا نجحنا في نقل عدد من الأجهزة والمعدات من المستشفى السعودي إلى مستشفى النو، وسط تفانٍ كبير من الزملاء والزميلات". تمكّن الفريق من إجراء العديد من عمليات الولادة بنجاح وبدون مضاعفات. ومع مرور الوقت، نجحوا في بناء قسم جديد للنساء والتوليد، ولا يزال يعمل حتى اليوم. البقاء في أم درمان صفاء، المولودة في أم درمان درست الطب في جامعة أم درمان الإسلامية، تحمل شهادة الدكتوراه السريرية في طب النساء والتوليد، إلى جانب ماجستير في الموجات الصوتية المتقدمة ودبلوم في الخصوبة وأطفال الأنابيب. هي متزوجة من لاعب كرة القدم الشهير والمدير الفني للمنتخب السوداني محمد عبد الله "مازدا"، ولديهما ثلاث بنات، جميعهن يدرسن الطب، إضافة إلى ابن واحد. في بداية الحرب، قرّرت الأسرة اللجوء إلى مصر، كحال العديد من السودانيين، لكن صفاء فاجأت زوجها وأولادها بقرارها البقاء في أم درمان، وعدم مغادرة البلاد. عبّرت عائلتها عن قلقها على حياتها بسبب الحرب، ودخلت صفاء في نقاشات صعبة معهم، لكنها استطاعت إقناعهم بأنها ستظلّ في السودان لتقديم المساعدة للأمهات والأطفال في ظل تلك الظروف القاسية. تعيش صفاء الآن مع شقيقاتها في منزل العائلة في حي الأمراء في أم درمان. تخرج للعمل صباحاً وتعود في المساء. تقول : "الوضع الأمني مستقرّ نسبياً في أم درمان حيث أعيش. لا توجد مواجهات مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن استعاد الجيش السيطرة على المنطقة قبل أشهر". وبعد أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب، تغيرت وجهة نظر عائلتها من القلق عليها إلى الفخر بما حققته، خصوصاً بعدما اختارتها بي بي سي ضمن قائمة "100 امرأة" لعام 2024. ملهمة وصبورة قبل اندلاع الحرب، كانت صفاء قد بنت سمعة طيبة بين زملائها في الوسط الطبي. يقول إبراهيم، الذي عمل معها لفترات طويلة في مجال التمريض: "دائماً ما كانت تسعى لمساعدة النساء الحوامل. في كثير من الأحيان، كانت تتكفل بتكاليف العمليات للنساء اللواتي لا يملكن المال، وتطلب ألا تعرف المريضات أنها من دفعت المصاريف". ويضيف إبراهيم أن صفاء أصبحت مصدر إلهام للعديد من الطبيبات الصغيرات والمتدرّبات، خاصة بعد ما أظهرته من تفانٍ بعد نشوب الحرب. ويتابع: "كان بإمكانها أن تغادر مع أسرتها إلى القاهرة وتعمل هناك وتحقق أموالاً طائلة، لكنها فضّلت البقاء لمساعدة النساء والأطفال، رغم المخاطر والتحديات الكبيرة". "سنعيد بناء المستشفى" بين الحين والآخر، وعندما تكون شبكة الهاتف جيدة، تتواصل صفاء مع زوجها وأولادها في القاهرة. يطلبون منها الذهاب للعيش معهم هناك. لكن صفاء تحثّ بناتها، اللواتي يدرسن الطب، على العودة إلى السودان للانضمام إليها في مشروعها الإنساني. وتقول: "أومن بما أفعله. نحن هنا بحاجة إلى كل يدٍ تُساعد". ومع انخفاض وتيرة المعارك والقصف الجوي، تعود صفاء إلى المستشفى السعودي الذي دُمّر بسبب القصف، وتتجوّل في أرجائه متأملة حالته المدمرة. رغم الحزن الذي ألمّ بها، تؤكد بثقة: "سنُعيد بناء المستشفى، وسنستعيد الحياة فيه من جديد ليواصل تقديم الخدمات الطبية للأمهات".