
شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء
تحدث شيخ العقل مرحبا، وقال : "احييكم، واستشهد بداية بقوله تعالى: "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (صدق الله العظيم)، إننا هكذا فيما نحن وفيما نفكر ونضمر ونقوم به تجاه بعضنا البعض، هي رسالة القرآن الكريم والله سبحانه وتعالى، لنبرهن للعالم اننا امة واحدة وان نتقّي الله في كل ما نفكر ونقوم به، كي لا ننجرّ الى ما جُرّت اليه السويداء والى الفتنة في لبنان ايضا، الفتنة نائمة ولعن الله من ايقظها ومن يوقظها. علينا مواجهة الفتن والمؤامرات التفتيتية بمزيد من الوعي والحكمة وتقوى الله، لنستطيع حفظ الامة التي اوصى بها الله سبحانه وتعالى. فنحن المسلمون الموحدون الدروز وانتم المسلمون اهل السنة وجميع المسلمين واخواننا المسيحيون معنيون باننا امة واحدة وهذه هي رسالة النبي والرسول عليه الصلاة والسلام من المدينة المنورة، امة واحدة في مواجهة الشر والباطل. طبعا الامور دقيقة والمنطقة معرّضة للمؤامرات الصهيونية الخبيثة، التي تسعى الى تفتيتها والى تقسيمها وضرب المكوّنات الاسلامية بعضها ببعض".
اضاف: "ما حصل في سوريا مستنكر ومدان، وكلامنا دائما يؤكد رفضنا ما جرى ويجري بحق بعضنا البعض، وجبل العرب لم يكن الا جبل الجهاد والنضال والوطنية والعروبة منذ ما قبل سلطان باشا الاطرش وما بعده، ولم يقدم الشهداء والضحايا في سبيل الاستقلال عن سوريا ابدا، بل في سبيل استقلال كل سوريا، وبحسب التاريخ ان ما نسبته 12 في المئة من شباب الجبل استشهدوا سنة 1925 في سبيل وحدة سوريا وتأكيد استقلال وعروبة سوريا، فالجبل لم يقدم الشهداء من اجل استقلال الدروز عن سوريا وهذا امر مرفوض، فالسويداء جزء لا يتجزأ من هذا الوطن السوري والعربي الكبير. عمقنا عربي، ديننا الاسلام ومسلكنا توحيدي عرفاني والدين عند الله الاسلام ولا شيئ غيره، رسالتنا توحيدية واخوّة ومحبة وقرب من الله سبحانه وتعالى، رسالة الاحسان التي اشار اليها الرسول عليه الصلاة والسلام، بتعريفه ما هو الاسلام وما هو الايمان وما هو الإحسان، التوحيد مسلك تعبّدي ارتقائي، للوصول الى درجة الدين بالاحسان. "ان تعبد الله كأنك تراه"، وان تكون صادقا في عيشك مع الله وفي صلاتك وفي صيامك وحجّك وزكاتك وشهادتك. نحن نشهد ان لا اله الا الله ونشهد ان محمدا رسول الله، ولا حاجة لان تُشق القلوب ليعرف الآخر من هم الموحدون الدروز: "شقّوا القلوب تلاقوا الواحد الاحدَ"، لا ضغينة ولا كفر، انما الاسلام الحنيف".
وتابع: "المعركة اليوم هي بين التطرّف والاعتدال، وليس بين الاسلام والموحدين، وذاك هو التحدي بين الاعتدال والتطرّف، فمن منّا يريد التطرّف والتكفير والقتل على الهوية والاعتداء على كرامات الناس الذين اوصى بهم القرآن الكريم؟! "لقد كرّمنا بني آدم"، لا لاهانة الناس والكرامات مثلما حصل من انتهاكات وتعديات، لا احد منكم شيوخنا الاجلاء ولا احد منا يقبل بالاهانة تجاه بعضنا البعض. فالجبل يجب ان يصان بوحدته وبتنوعه وعيشه المشترك الواحد، وسوريا يجب ان تصان ايضا بوحدة ابنائها واشراك جميع مكوناتها بنهضة هذه الدولة الحديثة التي نعتز ونعترف بان عمقها العربي يساندها، وقد رأينا منذ ايام المؤتمر الاستثماري السعودي – السوري، مما يدل على انها دولة محتضنة وان كانت تحت التجربة، يجب ان تبرهن للعالم كله انها قادرة بان تكون دولة الاعتدال والحداثة، وهكذا نريدها كموحدين دروز مسلمين في لبنان وفي جبل العرب، ولا مفر ولا مناص من اتفاق يطمئن الناس على كراماتهم وخصوصياتهم وتضحياتهم، تلك مسؤولية الجميع والدولة بالدرجة الاولى، ونحن استبشرنا بها خيرا وننتظر ان يتحقق الامل بذلك. نحن ضنينون بسوريا وقلوبنا معها وقلوب اهلنا في لبنان مع جبل العرب".
واردف: "نحن عائلة واحدة، كما الاهل السوريون بشكل عام، قلب واحد وامة واحدة، من خلال هويتنا العربية المشرقية وفي عيشنا الواحد المشترك الاسلامي – المسيحي، وتجربة لبنان غنيّة باحترام التنوع والشراكة، وكما قلت، في لبنان لن نسمح للفتنة ولن تتسلل الفتنة الينا وفورا تُطفأ شرارتها كما اطفأناها مع سماحة المفتي والمفتين الكرام والشخصيات الكريمة ودولة الرئيس سلام ووليد بك. في لبنان طاولة حوار دائمة ومستمرة ومفتوحة، نتحاور ونتلاقى. لذا، اطمئنوا على لبنان بانه لن ينجرّ الى الفتنة، هكذا هو توجهنا، ووليد بك قال كلمته في هذه القاعة قبل اكثر من اسبوع حيث تمنى ان تحصل لقاءات في كل المناطق وقد حصلت في حاصبيا وراشيا وعاليه وبيروت ومع العشائر في عاليه وكان لنا تمثيل فيها. نحن والعشائر العربية على قيم وتقاليد عربية واحدة ومشتركة وعلى اتصال مع كبار شيوخ العشائر في سوريا ايضا، وهم يتصلون بنا، لانه في المحصّلة يجب ان نتلاقى وان تعقد المصالحة العربية - العربية والاسلامية - الاسلامية، يجب ان تعقد تلك الراية، ولكن ثمة خطوات يجب ان تتم، والتي تبدأ اولا بفك اسر المخطوفين والمفقودين من رجال ونساء، وتأمين الممرات الانسانية، لان السويداء في حصار، والحصار اشد قسوة من القتل لانها تذل الناس بمأكلهم ومشربهم وحياتهم الكريمة، وان شاء الله يكون هناك تجاوب لفكه رويدا رويدا، وقد ناشدنا الدول والمنظمات لبذل الجهد وفك الحصار عن السويداء ولا يجوز ان تبقى محاصرة، ولا بد ان تتراجع العشائر خارج حدود السويداء، وهناك اتفاق نأمل ان ينفذ".
وختم: "اما هوية الجبل فستبقى الهوية العربية السورية الوطنية ولن يكون يكون لاسرائيل مدخل ان شاء الله متى كانت كلمتنا واحدة وموقفنا واحداً، هذا ما نتمناه ونناشد الجميع واخواننا شيوخ العقل والمسؤولين واننا على اتصال دائم معهم ونتطلع نحو المستقبل للعيش معا في البلد العربي الاسلامي الذي نعتز باننا جزء منه، ولا يجوز ان نتطلع الى مكان آخر وهذا هو عمقنا الذي سيبقى للابد. اشكر اخواني في اقليم الخروب وقد تربينا على اننا عائلة واحدة، أكان من خلال الافطارات الرمضانية في العرفان او لقاءات المختارة الجامعة، وهو حقيقة الشوف في الوحدة ومع مشاركة المونسنيور قزي ممثلا المطران العمار، كلنا معا لرأب الصدع بالتعقل والحكمة واهلا وسهلا". (الوكالة الوطنية)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 20 دقائق
- المنار
مقدمة نشرة أخبار المنار الرئيسية ليوم الأحد في 3-8-2025
بقلم: علي حايك تقديم: بتول أيوب الصَخَبُ والضجيجُ الذي رافقَ الانزالَ الجويَ للمساعداتِ في قطاعِ غزة، دفعَ البعضَ للاعتقادِ للوهلةِ الاولى أنَ هذا الانزالَ ربما يفوقُ الانزالَ الاكبرَ في التاريخِ أي انزالَ الحلفاءِ البحريَّ في النورماندي خلالَ الحربِ العالميةِ الثانية ، الا انَ الواقعَ أظهرَ أنَّ الجمَلَ تمخضَ فولدَ فأرا ، فبحسَبِ اذاعةِ العدوِ ، فانَ كلَ ما تمَ القاؤُهُ من مساعداتٍ جواً في قطاعِ غزةَ لا يتجاوزُ حمولةَ الخمسِ شاحنات. لا إنزالَ جوياً ولا بحرياً ولا زحفَ برياً لاكثرَ من ستةِ آلافِ شاحنةِ مساعداتٍ تَنتظرُ الاِذنَ على معبرِ رفح. عشراتُ الشاحناتِ فقط أُدخلت الى قطاعِ غزة ، فاستولى على معظمِها قراصنةٌ وعصاباتٌ ومُرتزِقةٌ يأتمرونَ من العدوِ الذي يتفلتُ من كلِّ الالتزاماتِ والنواميسِ الاخلاقيةِ والقانونينِ الدولية. فكلامُ وزيرِ الماليةِ الصهيونيِّ يدللُ بوضوحٍ على الصنفِ البشريِّ الذي يحتلُ فلسطينَ ويُجوِّعُ أهلَها . يقولُ سموتريتش: اِنَ القانونَ الدوليَ لا يَنطبقُ على اليهود، وهذا هو الفرقُ بينَ شعبِ الله المختار والاخرين. والمحزنُ المبكي أنَّ كثيراً من هؤلاءِ الاخرينَ المغفّلينَ ينساقونَ كالعبيدِ في المنطقةِ لتنفيذِ مصلحةِ أسيادِهم من الصهاينة. في لبنانَ وبعدَ أن وضعَ الاميركيُ أهلَ هذا البلدِ بينَ خِياريِّ الاستسلامِ أو الفوضى، صارَ لِزاماً على المعنيينَ الاختيارُ بينَ العبوديةِ والسيادة فعلى طريقِ جلسةِ الثلاثاءِ التي عبَّدَها البعضُ بالالغام ، تتواصلُ المساعي لتفكيكِها بما يحفظُ سيادةَ البلدِ واستقرارَه، اما الاخرونَ الذين استقرَّ بهم الحالُ على مقلبِ التناغمِ معَ الاميركيِّ والاسرائيليّ، فيُكثرونَ من التهويلِ والاشاعات، ويَربِطونَ زنودَهم على آمالٍ أميركيةٍ صهيونيةٍ ضدَّ أبناءِ بلدِهم ، وهي تجاربُ طالما كانت خائبة. فاللحظةُ للتضامنِ الوطنيِّ لا للإنقسامِ يقولُ المفتي الجعفريُ الممتازُ الشيخ أحمد قبلان مشدداً في رسالةٍ وطنيةٍ على انَ الحقيقةَ ومنذُ نصفِ قرنٍ تؤكّدُ أنَ المقاومةَ والدفاعَ عن سيادةِ لبنانَ لا ينفصلان، وانَ ما نحتاجُه الآنَ خرائطُ منظومةِ دفاعٍ وطنيٍّ تستفيدُ من كلِّ قدراتِ لبنانَ لا شطبَها ، وأنَّ الشراكةَ بينَ الجيشِ والمقاومةِ ضرورةٌ بقائيةٌ للبنانَ الواقعِ في قلبِ التهديدِ الوجودي. المصدر: موقع المنار


صوت لبنان
منذ 3 ساعات
- صوت لبنان
صدمة حزب الله من الحلفاء بعد تسليم أفكار براك: الدولة تحسم وجهتها وخطاب عون يشعل الزخم
أكدت مصادر مطلعة، أن 'النسخة النهائية من أفكار المبعوث الأميركي توم براك تسلمها لبنان اليوم الأحد'. ولفتت لـ'الحدث'، إلى أن رئاسة الجمهورية اللبنانية أبلغت حزب الله أن ليس أمامه إلا التعاون مع الدولة، مشيرةً إلى أن الأخير الله في حالة صدمة من مطالبة حلفائه العلنية بحصر السلاح. وتابعت، 'خطاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وإدراج السلاح على جدول أعمال الحكومة خلق زخما شعبيا وسياسيا مؤيدا للدولة'.


صوت لبنان
منذ 3 ساعات
- صوت لبنان
الخيام تنهض من تحت الركام... وكفركلا غارقة في الصمت والدمار
كتب روجيه نهرا في 'نداء الوطن': بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على توقف الحرب بين إسرائيل و'حزب الله' العام المنصرم، تتباين مشاهد الدمار في القرى الحدودية المدمرة بين دمار شامل ومحاولات العودة إلى الحياة، فبلدة كفركلا تغرق في الصمت والخوف فيما تحاول مدينة الخيام لملمة جراحها والنهوض من تحت الركام. وتغيب في بلدة كفركلا مظاهر الحياة تمامًا وتبدو الأحياء شبه خالية من الحركة ولا يظهر فيها سوى عدد ضئيل من السكان. ويسود الخوف أرجاء البلدة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي اليومي لتحركات المدنيين ما أدّى إلى توقف كامل لعمليات إزالة الركام وإعادة الإعمار. ويملأ ركام المنازل الشوارع والأحياء والدمار يعم كل زاوية في مشهد يختصر الألم والمعاناة في كفركلا والقرى المجاورة. أما مظاهر التعافي في الخيام فبدت واضحة رغم الدمار الكبير الذي لحق بها من جراء العدوان الإسرائيلي، إذ بدأت الحياة تعود تدريجيًا إليها، حيث تشهد البلدة حركة نشطة للأهالي في الشوارع والأحياء ،كما فتحت المتاجر أبوابها مجددًا لاستقبال الزبائن. وتشهد الخيام حملة واسعة لرفع الركام. وتعمل الجرافات على إزالة الردميات تحضيرًا لمرحلة الإعمار المرتقبة بعد صرف التعويضات من الجهات المعنية، والتي لا تزال تنتظر الضوء الأخضر. وبينما تعود الحياة تدريجيًا إلى الخيام، تبقى كفركلا بلا حياة على كافة الصعد. فالمستقبل هو الهم الأكبر لدى الأهالي خصوصًا في ظل المراقبة المستمرة للمسيرات الإسرائيلية ما يرغم الكثيرين على الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات خشية تعرضهم أو تعرّض مصالحهم للاستهداف. جالت 'نداء الوطن' في المنطقة الحدودية، ورصدت الواقع في البلدتين. في كفركلا التقينا صاحب مصلحة دمّرت كليًا. قال: أملك معصرة زيتون كاملة متكاملة كانت تلبي حاجات خمس عائلات، الآن كل المعدات أصبحت خارجة عن الخدمة ولا تعمل. وتمنى أن يعود الأمن والاستقرار لتعود الحياة من جديد. وقال إمام بلدة كفركلا عباس فضل الله: 'يطل العديد من الأعياد علينا، ونحن ما زلنا نجمع أشلاء موتانا كل يوم. وما تبقى من ذكريات مضت بصمت ودموع وبعض أمل. ومن وسط بيوتنا ومدارسنا وجوامعنا وكنائسنا المدمرة نعلن الولاء للوطن ومؤسساته'. أضاف: 'لذا نحتفل اليوم بعيد الجيش الوطني اللبناني بافتخار واحترام لما قدمته المؤسسة العسكرية من خدمات عظيمة في سبيل حفظ السيادة والحرية والاستقلال، وقد ارتفع بعض من خيرة ضباطها ورتبائها ومجنديها شهداء في الدفاع عن لبنان'. وتابع: 'لقد ساهم الجيش مشكورًا بفتح العديد من الطرقات، وإزالة أغلب العوائق والانتهاكات التي يستحدثها العدو من حين لآخر متجاوزًا الخط الأزرق. كما لا ننسى مساهماته في انتشال العديد من جثامين شهداء المقاومة من أبنائنا، وهذا دليل وطنيته التي لا خلاف عليها'. وأشار إلى 'أن أبناء القرى الحدودية اليوم يعقدون آمالًا كبيرة على الجيش من أجل حفظ الأهالي والحدود من الاعتداءات المتكررة للعدو، وطمأنة الناس وإشعارهم بالحماية اللازمة إذا ما فكرت بعض العائلات في العودة إلى قراها المهدمة والمنكوبة وإعادة إعمارها ولو على نفقتها الخاصة'. وخلص فضل الله إلى القول: 'على الرغم من أوضاعنا المعيشية الصعبة، ما زلنا خارج البلدة المدمرة ونحاول لملمة جراحنا ونتمنى إعادة البناء والإعمار سريعًا لأننا تعبنا ولم نعد قادرين على تحمل المزيد من الخسائر على المستويات كافة'.