logo
"الرفاهية".. رواية تشريح المجتمع الأميركي وتصدعاته

"الرفاهية".. رواية تشريح المجتمع الأميركي وتصدعاته

الشرق السعودية٢١-٠٤-٢٠٢٥

يرسم الروائي ناثان هيل في كتابه "الرفاهية"، الذي نال الجائزة الكبرى للرواية الأميركية عام 2024، وبقي لفترة الأكثر مبيعاً على قائمة "نيويورك تايمز"، التي وصفته بأنه من روائع العمارة السردية، عالماً قريباً مشوّقاً ومثيراً، من عوالم أحياء شيكاغو.
يدعونا الكاتب منذ البداية للدخول إلى شقة بائسة في عمارة لم تكن أصلاً مهيئة للسكن، حيث يعيش وحيداً، شاب يمارس التصوير الفوتوجرافي الفني.
نتعرّف عليه حين يُضاء نور من النافذة المقابلة لنافذة شقته، فيرسل وهجاً دافئاً صغيراً ينير العتمة في الداخل. هناك يرى امرأة شابة "عبر الزقاق، على بعد ذراع منه، حيث تعيش هي أيضاً وحيدة في الطابق الرابع من مبناها القديم. يتابع تفاصيل حياتها وعاداتها، وخصوصاً القراءة النهمة في شتى أنواع الكتب المتعلقة بعلم النفس والأعصاب.
تمرّ عليه أوقات لا يرى من شقّتها إلا الظلام، لكنه لا يعرف أنها تتابع تفاصيل حياته بدورها. إنهما جاك وإليزابيث، وسيقضيان وقتاً على هذه الحال، إلى أن يلتقيان صدفة وجهاً لوجه، فيمسك بيدها ويقول لها تعالي معي. يسميان الأمر حباً من أول نظرة، بعد أن اكتشف كل منهما الآخر بسرعة.
وهم الرفاهية
يحدث هذا في حي من أحياء مدينة شيكاغو المهمّشة، التي لا شيء من هذا القبيل يحدث فيها، في تسعينيات من القرن الماضي، قبيل ظهور الإنترنت وكاميرا الهواتف المحمولة.
تعمّد الكاتب ذلك، لأنه في الفصل الثاني، سيدعونا هذه المرة إلى لقاء الزوجين، بعد مرور عشرين سنة، وهما يعيشان حياة بورجوازية.
تدور أحداث الرواية عام 2015، وتروي معاناة جاك وإليزابيث في منتصف الزواج، بعد أصبح جاك أستاذاً لتدريس فن التصوير الفوتوجرافي في الجامعة، بينما إليزابيث تدير شركة تُعنى بالأبحاث النفسية، وتجريب الأدوية التي تجلب "الرفاهية"، هي شركة "ويلنس"، وهي تعمل في مجال خداع الناس ليعيشوا حياة أكثر سعادة، وتحسين الزيجات المضطربة، من خلال نشر الأدوية الوهمية أو "بلاسيبو".
تصميم المسافات
استنفذ الاثنان معاً سعادة الأيام الزوجية الأولى، وفرحة الإنجاب، ثم سقطا في التكرار والخلافات حول كيفية تربية الابن، وكيفية تدبير الشقة التي اشترياها بقرض طويل الأمد، وتعبّر عن ذلك صفحات طويلة من الواقعية القاسية.
هكذا انقشع وهم الحب الأول، وهما كانا يعتقدان أنه سيحل كل المشاكل ويجلب طيب العيش. لقد نسيا أنهما يعيشان في أميركا حيث ولدا وترعرعا على أمور ليس مقدّر لها أن تمنح الرفاهية أصلاً، بحسب التشريح الدقيق الذي قام به الكاتب.
يقول الكاتب، "إن كلّ ما كانا يريدانه في ذلك الوقت، هو إزالة المسافة التي تفصل بينهما. وها هما الآن، بعد عشرين سنة، يعيدان تصميم تلك المسافة من جديد".
خطيئة الأصل الأميركي
يواجه الثنائي أزمة زوجية، وتغزوهما تساؤلات عميقة على الصعيد الشخصي والعاطفي والمهني والعائلي. تشكّل هذه الأزمة فرصة للكاتب ليغوص في تأثير طفولتهما التي بنت شخصيتهما، وفي خيبات أحلامهما وطموحاتهما، وتقديرهما لذاتهما، وعلاقاتهما بالآخرين.
جاء الاثنان الى شيكاغو بحثاً عن خلاص، لكن يبدو أن الواقع أكبر من كل ما كانا يودان الوصول إليه. تقول إليزابيث: " أنا من سلالة طويلة من الأشخاص الناجحين بشكل إجرامي، شجرة عائلتي عبارة عن خليط من السلوكيات السيئة. محتالون وقراصنة وصائدو أرباح ربع سنوية. أذكياء مالياً، لكن أخلاقهم قاتمة".
تضيف: "بنوا ثروتهم قبل بضعة أجيال عن طريق الرشوة والاحتيال، ولم يتغيّر الكثير منذ ذلك الحين".
أما جاك، فمن أصول فلاحية وبدوية متواضعة، في أركنساس التي تسمى "سلّة غذاء أميركا"، بفلاحيها الخشنين الأقوياء. لكنه كان عكسهم تماماً، والدته كانت لا تتردد في تذكيره بحقيقة مؤلمة تخصه طوال طفولته، وهي أنه لم يكن من المفترض أن يولد أصلاً". أنجبته في سن متقدمة وبلا حب، وهو ما جعله مريضاً ومعتلاً على الدوام.
عنق الزجاجة
لا يفتأ ناثان هيل على مدى 600 صفحة، واعتماداً على وصف متعدد الحكايات، رائع المحتوى، مليء بالتقلبات المفاجئة، يشرّح المجتمع الأميركي وتصدّعاته بلا هوادة، عبر بنية سردية مجزأة ومفتّتة، لا تتبع تسلسلاً زمنياً، بل تتنقّل باستمرار بين الماضي والحاضر.
يصل إلى ما يفيد أن أزمة منتصف العمر هنا، هي علامة على أزمة مجتمع مادي قبل كل شيء، حتى عندما يمارس روحانية ما، دينية أو غير دينية. فما الذي يطرحه من حلول لاستعادة الرغبة في السعادة، وللخروج من عنق الزجاجة؟
لا يقدّم الكاتب إجابات، ويدخل شخصياته في دوامات الحلول المعاصرة، التي تقدمها مختلف العلوم المستحدثة والنظريات الفلسفية، مثل النظرية التفكيكية عند الفيلسوف دريدا، وحلقات التدريب الذاتي أو الجماعي، والعلاج بشتى الوسائل، وكل ما تضج به المواقع الاجتماعية من وصفات لا حصر لها.
تتحوّل الرواية في نصفها الآخر إلى كشف توثيقي لمتاهات العصر الغربي، حيث يظهر الفرد داخل مجتمع تتحكّم فيه وسائل التواصل، ونظريات المؤامرة واستهلاك المعلومات، من دون تفكير نقدي، وتأثير وسائل الإعلام وتقنياتها في التلاعب بالرأي العام، وإنتاج كم هائل من الاقتراحات، تستند إلى الخوارزميات، فلا يستطيع التخلص منها.
هذا ما حدث مثلاً مع والد جاك المسن، الذي ابتلي بالفيسبوك، وصار مدمناً عليه، ما اضطر جاك إلى أن يقنعه "بطريقة ما بأن الحياة التي يعيشها المرء على فيسبوك ليست حياة، وأن هناك عالماً غريباً ورائعاً لا تستطيع الخوارزميات الوصول إليه". وقد روى ذلك في فصل كامل تحت عنوان "المستخدمون المحتاجون، دراما في سبع خوارزميات".
العالم من منظور الوهم
وضع ناثان هيل على لسان جاك نقداً لاذعاً للحائط الأزرق. وقام بالأمر نفسه على لسان إليزابيث، التي كانت تعالج إحدى المرضى بـ"البلاسيبو"، أو العلاج الوهمي، قائلة لها إن حبّة الرفاهية التي باعتها إياها، ليست سوى قطعة سكر، وأن ما شفاها هو استعدادها لذلك فقط.
تقول إليزابيث: "لدى الناس حاجة قوية جداً لتفسير العالم بطريقة تجعلهم يشعرون بتحسن أو بأمان أو بقوة أو بشعبية أو تحكّم أكبر، لكن ليس بالضرورة بطريقة تكون صادقة. للأسف، إن الحقيقة لا تهم كثيراً من منظور نفسي".
قراءة الرواية هذه تتم على مستويات عدّة. ولعب التكسير الزمني للأحداث دوراً كبيراً في ذلك. قدّم ناثان هيل في المستوى الأول حالات نفسية قصوى تعيشها الشخصيات، ثم ربطها بتأثير مستجدات العصر التي لا تنفك تُلقي بهم في دوامات لا تمنحهم أي هناء، أو هناءً مزيفاً.
أحياء شيكاغو
قدّمها بحسب كتابة تشريحية طبية، مزوّدة بوثائق من شتى الاجتهادات في هذا المجال، وذيّل الرواية بلائحة كاملة من المراجع العلمية وغيرها، التي اعتمدها في كتابته إلى حدّ إثقالها.
أخيراً هناك مستوى ثالث، وهو الأجمل، حيث يطفر الأديب بلغة الشعر والفن، عبر صفحات تبدو كاستراحات طويلة بين أزمة وأخرى، تعلو بالروح عن كل مشاكل العالم والحياة، التي يجسّدها بعض سكان وأحياء شيكاغو.
يقول في حوار مع "شيكاغو ريفيو أوف بوكس": "أعتقد أن أي شخصية أو قصّة تثير اهتمامي تبدأ حياتها كقطعة لزجة. الشيء الجميل في ما هو لزج، أنه كلما لعبت به أكثر، كلما التقط أشياء العالم من حوله. وهو نفس الأمر مع الشخصيات أو القصص، فهي تلتقط كل تلك الأشياء، ما يمنحها الحياة فعلاً. عندها يمكنك أن تبدأ في نحت تمثال جميل، بدأ حياته كقطعة من مادة مقزّزة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عرض رسم نادر للملك تشارلز في طفولته للبيع في مزاد
عرض رسم نادر للملك تشارلز في طفولته للبيع في مزاد

الرجل

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الرجل

عرض رسم نادر للملك تشارلز في طفولته للبيع في مزاد

كشف تقرير لصحيفة "Mail on Sunday" أن رسماً نادراً من تنفيذ الملك تشارلز الثالث حينما كان يبلغ من العمر تسع سنوات سيُعرض للبيع في معرض "Treasure House Fair" المقرر إقامته في لندن في يونيو المقبل. وقد رسم الأمير الشاب آنذاك هذا العمل أثناء دراسته في مدرسة "تشيم" الداخلية عام 1957، وقدم اللوحة هدية لمشرفته "ستيلا جاك". التنين وتلميح ساخر يُظهر الرسم قارباً شراعياً من طراز "دراجون"، ويُعتقد أن الاختيار لم يكن عشوائياً، بل جاء نوعًا من المزاح المحبب، نظرًا لأن السيدة جاك، التي كانت تُعرف بين التلاميذ بلقب "التنين"، كانت على علاقة ودية مع الأمير الطفل. ويعكس العمل حس الفكاهة والذكاء العاطفي لدى الطفل الأمير آنذاك. اكتشاف غير مقصود الرسم ظل مخفياً حتى قررت عائلة جاك عرضه للبيع العام الماضي. وقد اشتراه تاجر الفنون "روبرت يونغ" مقابل 1500 جنيه إسترليني فقط خلال مزاد نظمته دار "Clevedon" في 13 يونيو 2024. وقال يونغ: "لقد كنت مذهولاً... لم نكن نتوقع وجود هذا النوع من القطع النادرة، كنا مستعدين لدفع مبلغ أكبر بكثير". توقيع نادر يثبت أصالة العمل تصور الرسمة المرسومة بألوان الشمع الملون مركبًا شراعيًا أزرق اللون، وموقعة بتوقيع "P. Charles" بالحبر الأزرق، وهو اختصار واضح لـ"Prince Charles". ويضيف يونغ: "إنه عمل فني بريء ونايف، رسمه طفل موهوب بعفوية، ويتمتع بتركيب بصري قوي". من مجرد لوحة لطفل إلى قطعة نادرة بمبلغ ضخم قرر يونغ إعادة عرضه للبيع بسعر 16 ألف جنيه إسترليني في المعرض المنتظر، مشيرًا إلى أن أعمالاً أخرى أنجزها الأمير في سن أصغر قد بيعت سابقًا مقابل 59 ألف جنيه. وأضاف: "العدد محدود جداً، ربما لا يتجاوز 10 إلى 12 رسماً في العالم من هذه النوعية". القارب أولاً... وليس الأمير! المفارقة أن يونغ لم يكن يبحث عن أعمال ذات صلة بالعائلة المالكة. وعن تلك اللحظة قال: "كنت أتصفح آلاف الصور يوميًا، ولفتني هذا القارب الصغير... لم أكن أعلم أنه من رسم الأمير تشارلز. أعجبتني الصورة كصورة فنية فقط، ثم لاحظت التوقيع واكتشفت القصة الكاملة، وكانت لحظة مليئة بالإثارة". عرض رسمي في معرض "Treasure House Fair" سيتم تقديم الرسمة للجمهور في 26 يونيو 2025 في مستشفى تشيلسي الملكي، ضمن فعاليات معرض "Treasure House Fair" المرموق. وسيتضمن المعرض أكثر من 70 عارضاً دولياً يعرضون كنوزًا فنية من مجالات متنوعة مثل الفنون الجميلة، والأثاث، والمجوهرات، والساعات، والتصميم. ما مصير باقي الرسومات؟ وفقًا ليونغ، فإن عائلة جاك تحتفظ بأعمال أخرى لم يُكشف عنها بعد، ولم تُنشر لها أي صور، مما يفتح الباب أمام احتمالات وجود قطع نادرة إضافية. وقال: "لا أحد يعلم عددها أو ما إذا كانت ستُعرض يوماً ما... لكن هذا ما يجعل القطعة الحالية أكثر تميزًا وندرة".

معرض لبيكاسو من ابنته
معرض لبيكاسو من ابنته

الشرق الأوسط

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

معرض لبيكاسو من ابنته

تتذكر بالوما بيكاسو، أصغر أبناء بابلو بيكاسو الأربعة، بوضوح جلوسها على أرضية مرسم والدها وهي ترسم على الورق بينما كان يعمل على حامل لوحاته. وقالت في مقابلة أجريت معها مؤخراً: «لأنني كنت فتاة صغيرة هادئة جداً، كنت قادرة على البقاء معه. كان يسمح لي بالبقاء بجانبه في أثناء قيامه بالرسم لأنني كنت أقضي ساعات دون أن أنبس ببنت شفة». وأضافت تقول: «كنت أعلم أنه لم يكن من المفترض بنا أن نلمس أي شيء. وكان يقول دائماً: يمكنك أن تلمسي بعينيك، ولكن ليس بيديك». ساعدت بالوما بيكاسو الآن في تنظيم معرض لأعمال والدها في غاليري غاغوسيان بنيويورك. بعض القطع في المعرض كانت في حوزتها ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل. وقالت: «كانت الفكرة هي إقامة معرض لا يعتمد على التسلسل الزمني. وإنما ستكون الأعمال المختلفة وكأنها تتحدث إلى بعضها البعض». يضم المعرض 6 رسومات و24 منحوتة و38 لوحة فنية (نيويورك تايمز) يعدّ هذا المعرض «بيكاسو: وجهاً لوجه» دوراً غير معتاد لابنة بيكاسو، نظراً لأنها ركزت على مدى السنوات الـ45 الماضية على مجموعة مجوهراتها لدى شركة «تيفاني آند كو». وقد تولت منذ نحو عامين الإشراف على إدارة ممتلكات والدها بعد وفاة شقيقها كلود رويز بيكاسو. في ظهيرة أحد الأيام الأخيرة في 980 جادة ماديسون بنيويورك تجولت بالوما بيكاسو في المعرض بينما كان يتم تركيب أعمال والدها. ومن بين أبرز الأعمال التي أشارت إليها لوحة بعنوان «امرأة تحمل مزهرية من نبات الهولي» (ماري تيريز)، وهي لوحة زيتية وفحم على قماش من عام 1937، والتي كانت تحتفظ بها في نيويورك ثم في سويسرا، حيث تعيش الآن. توقفت أيضاً أمام لوحة «المتجردة الجالسة على الكرسي»، وهي لوحة زيتية تعود لعام 1923 لزوجة بيكاسو الأولى، راقصة الباليه الروسية «أولغا خوخلوفا»، وهي جالسة على كرسي بذراعين، تبدو للوهلة الأولى وكأنها رسم خطي بسيط، ولكن بالوما بيكاسو قالت إنها في الواقع ذات طبقات متعددة. وأضافت: «إنها لوحة مؤثرة وأخاذة للغاية. يمكنك أن ترى أنها شخصية حقيقية جالسة هناك». يضم المعرض ستة رسومات، و24 منحوتة، و38 لوحة فنية. ترجع هذه الأعمال في تاريخها إلى جميع مراحل مسيرة الفنان الممتدة من عام 1896 إلى عام 1972، وتُبرز النطاق الواسع لأعمال بيكاسو الفنية (تشير إلى والدها باسم «بابلو»). يقول لاري غاغوسيان: «بعض هذه اللوحات مميزة حقاً، وهي أمثلة جميلة من فترات مختلفة - من لوحة ذاتية رائعة إلى لوحة ماري تيريز في وقت لاحق»، في إشارة إلى ملهمة بيكاسو وعشيقته ماري تيريز والتر، عارضة الأزياء الفرنسية. وأضاف: «إنه لأمر مثير للغاية أن نعرض أعمالاً لأشهر فنان عاش على الإطلاق، لم يتم عرضها من قبل». غير معروض للبيع سوى عدد قليل من القطع الفنية، ولن يتم الكشف عن أسعارها علناً. بعض القطع في المعرض كانت في حوزة بالوما بيكاسو ولم يسبق أن شاهدها الجمهور من قبل (نيويورك تايمز) وقالت بالوما بيكاسو إنها تهدف إلى إبراز سمات والدها المتعددة من خلال الأعمال الفنية. وأضافت تقول: «يمكن أن تكون رقيقة وقوية في آن واحد. إنها كل الأمور التي تجعل من بيكاسو ما هو عليه. أعتقد أننا نوفّيه حقه هنا» تتألق بالوما بيكاسو، في السادسة والسبعين من عمرها، بأناقة وملكية، وتُشِعّ بمودة واحترام عميقين لوالدها، على الرغم من أنها قالت إنها تدرك تماماً العيوب التي أدت إلى تعقيد علاقته بوالدتها، فرنسواز جيلوت، الرسامة الفرنسية التي تصغره بـ40 عاماً، والتي توفيت في عام 2023. وقالت: «لقد كان صعب المراس في بعض الأحيان، وكنت أرى ذلك بأم عيني. أغلب الناس لا يتصرفون بصورة جيدة طوال الوقت. لماذا يجب أن نتوقع منه أن يكون مثالياً؟». كانت بالوما وشقيقها كلود ابنَيْ الزوجين، وتركت السيدة جيلوت الفنان في عام 1953، وأغضبته بمذكراتها التي ألفتها عام 1964 بعنوان «الحياة مع بيكاسو»، والتي وصفت فيها إساءته لها، بما في ذلك مناسبة قام فيها بوضع سيجارة مشتعلة على خدها. قطع بيكاسو اتصاله بكلود وبالوما بعد نشر المذكرات، ولم يتواصل معهما مرة أخرى، الأمر الذي وصفته بالوما بيكاسو بأنه مؤلم للغاية. كانت في الرابعة والعشرين من عمرها عندما توفي والدها في عام 1973، وشعرت بأنها مسؤولة جزئياً عن الحفاظ على إرثه وحمايته والترويج له. وقالت: «عندما تكونين ابنة شخصية شهيرة إلى هذا الحد - ولأسباب وجيهة - يكون لديك هذا الشعور بأنك يجب أن تشاركي أعماله مع بقية العالم». ودخلت هي وكلود في معركة قانونية أثبتت في عام 1974 أنهما الوريثان الشرعيان. في عام 1989، وبعد سنوات من الخلافات بين جميع ورثة بيكاسو - بمن فيهم أرملته جاكلين روكي - حول توزيع آلاف الأعمال الفنية التي تركها والحقوق التجارية لاسمه، نصّبت محكمة فرنسية كلود مديراً للتركة. وقالت بالوما إن شقيقها كلود، الذي وصفت نفسها بأنها كانت مقربة منه، قام «بعمل رائع في إدارة إرث بيكاسو». وبصفتها رئيسة الإدارة بنفسها الآن، قالت السيدة بيكاسو إنها تحاول دمج أفراد عائلتها. وأضافت: «لقد كبر أبناء وبنات إخوتي وأخواتي. وأرادوا أن يكون الأمر أكثر جماعية». ثم تابعت تقول: «أنا على رأس العمل، لكنني أرجع إليهم أكثر بكثير مما كان عليه كلود، وعندما أتخذ قراراً، آخذ وجهة نظرهم في الاعتبار بصورة أكبر». بعد أن أسست مسيرة مهنية ناجحة بصفة مستقلة بوصفها مصممة، قالت السيدة بيكاسو إنها تشعر بأنها مستعدة لتولي دور أكبر في الممتلكات. وقالت: «لقد بذلت قصارى جهدي لكيلا يكون عملي مرتبطاً بوالدي، ولهذا السبب يمكنني القيام بذلك الآن. لقد أثبتُ لنفسي أنني أستطيع أن أعيش باستقلالية. أعتقد أنه كان عليّ أن أثبت لنفسي أنني أستطيع أن أكون ذات قيمة بمفردي». - معرض «بيكاسو: وجهاً لوجه» حتى 3 يوليو (تموز)، غاغوسيان، 980 جادة ماديسون، مانهاتن. * خدمة نيويورك تايمز

قبل بدء المحاكمة.. وفاة متهم في سرقة مجوهرات كيم كارداشيان
قبل بدء المحاكمة.. وفاة متهم في سرقة مجوهرات كيم كارداشيان

عكاظ

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

قبل بدء المحاكمة.. وفاة متهم في سرقة مجوهرات كيم كارداشيان

تابعوا عكاظ على توفي أحد المتهمين في قضية سرقة مجوهرات كيم كارداشيان البالغة قيمتها 10 ملايين دولار، التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس عام 2016، قبل بدء المحاكمة في القضية. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، أكدت المحكمة (الإثنين) وفاة أحد المتهمين في القضية، إضافة إلى غياب متّهم آخر كان مريضاً للغاية لدرجة أنه لم يتمكّن من المثول أمام المحكمة. ويواجه 10 مشتبه بهم آخرون، وهم جزء من المجموعة التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الفرنسية اسم «عصابة الجد»، بسبب تقدمهم في السنّ، اتهامات بالسرقة والخطف في ما يتعلق بالحادثة. ومن المقرر أن تستمرّ المحاكمة حتى 23 مايو، إذ ستمثل كارداشيان أمام المحكمة في 13مايو للإدلاء بشهادتها حول الحادثة التي تمّ فيها تكميم فمها وتقييدها ووضعها في حمام غرفتها في الفندق تحت تهديد السلاح، بينما كان اللصوص يسرقون مجوهرات تقدر قيمتها بملايين الدولارات، وفقاً لشبكة «إن بي سي». وأكد محامي كارداشيان، مايكل رودس، لشبكة «إن بي سي»، أن موكلته (44 عاماً) تكنّ «تقديراً وإعجاباً كبيرين للنظام القضائي الفرنسي»، مضيفاً أنها «عوملت باحترام كبير من قبل السلطات الفرنسية». أخبار ذات صلة وكانت كارداشيان هدفاً لسرقة مجوهرات عام 2016، عندما اقتحم لصوص مسلّحون الشقة التي استأجرتها في باريس، خلال أسبوع الموضة، واحتجزوها رهينة، واستولوا على مجوهرات بقيمة 10 ملايين دولار، بما في ذلك خاتم ضخم بقيمة 4 ملايين دولار. وحقق المسؤولون الفرنسيون في القضية لمدة 5 سنوات قبل أن يأمروا بإحالة القضية إلى المحاكمة عام 2021. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في مايو، بعد مرور نحو عقد من الزمان على الحادثة. كيم كارداشيان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store