logo
من خرج منتصرا في الاتفاق التجاري بين الصين وأميركا؟

من خرج منتصرا في الاتفاق التجاري بين الصين وأميركا؟

الديارمنذ 3 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يبدو أن التهدئة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي أُعلن عنها هذا الأسبوع، تُعدّ في الصين انتصارا وطنيا مدويا. ففي الوقت الذي صوّر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق على أنه نجاح لتكتيكاته التصعيدية، يُنظر إليه في بكين كدليل على انهيار الإرادة الأميركية تحت وطأة الأسواق المتدهورة وسخط المستهلكين.
وقالت صحيفة إيكونوميست إن وسائل الإعلام الرسمية الصينية وصفت الاتفاق بأنه "انتصار عظيم"، بينما كتب أحد المعلقين تحت منشور على منصة وي تشات التابعة للسفارة الأميركية: "الإمبرياليون مجرد نمور من ورق، والأميركيون لا يحتملون أن تفرغ رفوف متاجرهم".
التنازلات: من قدّم ماذا؟
وبموجب الاتفاق، ستُخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية "المتبادلة" من 125% إلى 10% على السلع الصينية، لمدة 90 يوما. كما خفّضت واشنطن رسوما جمركية أخرى بنسبة 120% كانت مفروضة على الشحنات الصغيرة التي تقل قيمتها عن 800 دولار ضمن آلية "دي-مينيميس".
في المقابل، لم تقدّم الصين تنازلات كبيرة، لكنها وافقت على خفض الرسوم على السلع الأميركية إلى 10%، ورفعت الحظر عن طائرات بوينغ الأميركية التي تحتاج اليها في أسطولها المدني. كذلك، ألمحت بكين إلى احتمال تخفيف القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة.
مؤشرات اقتصادية إيجابية
انعكست الاتفاقية بسرعة على التوقعات الاقتصادية الصينية. فقد رفع غولدمان ساكس تقديره لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين لعام 2025 من 4% إلى 4.6%، بينما رفع جيه بي مورغان التقدير إلى 4.8%. وكان من المتوقع أن تنخفض الصادرات بنسبة 5% هذا العام، لكنها ستبقى الآن مستقرة بحسب التقديرات.
وقال تشنغ يونغنيان من جامعة الصين في هونغ كونغ – شينزين: "يجب أن يقف أحد في وجه الهيمنة، والصين الآن تحظى بدعم الكثير من دول الجنوب العالمي". وأضافت إيكونوميست أن الرئيس شي جين بينغ شدد خلال اجتماع مع قادة من أميركا اللاتينية في 13 أيار الجاري على أن "الصين ستدافع عن التعددية الحقيقية والعدالة الدولية".
الانتصار قد ينقلب عبئا
ورغم نشوة النصر، أشار تقرير إيكونوميست إلى وجود شوكَتين في ذيل هذا الاتفاق. الأولى، أن النجاح الكبير قد يدفع ترامب إلى إعادة النظر فيه، وهو احتمال قائم في ظل تقلب مواقفه. وتُظهر بيانات سوق الشحن البحري، بحسب بلومبيرغ، أن الشحنات تزايدت بشكل سريع في محاولة لاستغلال نافذة الـ90 يوما قبل أي تغيير محتمل.
الثانية، أن زوال خطر التصعيد قد يدفع الحزب الشيوعي الصيني إلى التراجع عن الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، خاصة تلك المرتبطة بتحفيز الاستهلاك الداخلي. وهذا ما يفسر، وفق التقرير، تراجع سوق الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 2% في 13 أيار، رغم الأخبار الإيجابية.
التردد الأميركي يفتح حسابات جديدة
ورأت إيكونوميست أن تراجع واشنطن عن التصعيد يبعث برسالة أوسع إلى قيادة الحزب الشيوعي الصيني، مفادها أن الولايات المتحدة تفتقر إلى الجاهزية لتصعيد طويل الأمد، سواء اقتصاديا أو عسكريا، بما في ذلك احتمال التحرك ضد بكين في ملف تايوان.
وبعد تصريح ترامب بأن الاتفاق سيكون "عظيما من أجل السلام والوحدة"، اضطرت الإدارة الأميركية الى توضيح أن الرئيس لم يكن يشير إلى إعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي.
وفي اليوم نفسه، دفعت الصين عبر مجموعة قوانين جديدة للأمن القومي لتعزيز قبضتها على هونغ كونغ، كما تزايد الخطاب القومي بعد أنباء عن استخدام طائرة صينية من قبل باكستان لإسقاط مقاتلة هندية غربية الصنع خلال المناوشات الأخيرة.
نصر بطعم القلق
بالنسبة لبكين، لا شك أن الاتفاق يعزز مكانتها السياسية والاقتصادية، ويمنحها صورة الطرف الثابت في مقابل إدارة أميركية متخبطة. لكن، كما يخلص التقرير، فإن "من السهل إحراج أميركا... لكن من الصعب إبرام صفقة تدوم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس عون اتصل بالسوداني وشكره على تقديمه 20 مليون دولار للبنان خلال قمة بغداد
الرئيس عون اتصل بالسوداني وشكره على تقديمه 20 مليون دولار للبنان خلال قمة بغداد

المنار

timeمنذ 18 دقائق

  • المنار

الرئيس عون اتصل بالسوداني وشكره على تقديمه 20 مليون دولار للبنان خلال قمة بغداد

اجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني شكره خلاله على مبادرته، بالإعلان عن تقديم مبلغ ٢٠ مليون دولار للبنان مساهمة من الدولة العراقية في مسيرة التعافي في لبنان . واعتبر الرئيس عون ان 'هذه المبادرة تضاف إلى مبادرات مماثلة من العراق تؤكد عمق العلاقات اللبنانية – العراقية وعلى ما يجمع بين الشعبين اللبناني والعراقي من اواصر الأخوّة والتضامن' .

الرئيس عون اتصل بالسوداني وشكره على تقديمه 20 مليون دولار للبنان خلال قمة بغداد
الرئيس عون اتصل بالسوداني وشكره على تقديمه 20 مليون دولار للبنان خلال قمة بغداد

المنار

timeمنذ 18 دقائق

  • المنار

الرئيس عون اتصل بالسوداني وشكره على تقديمه 20 مليون دولار للبنان خلال قمة بغداد

اجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني شكره خلاله على مبادرته، بالإعلان عن تقديم مبلغ ٢٠ مليون دولار للبنان مساهمة من الدولة العراقية في مسيرة التعافي في لبنان . واعتبر الرئيس عون ان 'هذه المبادرة تضاف إلى مبادرات مماثلة من العراق تؤكد عمق العلاقات اللبنانية – العراقية وعلى ما يجمع بين الشعبين اللبناني والعراقي من اواصر الأخوّة والتضامن' .

روبيو: ترامب لم يُقدّم أي تنازلات لروسيا
روبيو: ترامب لم يُقدّم أي تنازلات لروسيا

ليبانون ديبايت

timeمنذ 29 دقائق

  • ليبانون ديبايت

روبيو: ترامب لم يُقدّم أي تنازلات لروسيا

أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدّم أي تنازلات لروسيا، رافضاً الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، قال روبيو متحدثا عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لم يحصل على أي تنازل". إلى ذلك اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو، الثلاثاء، بالعمل على "كسب الوقت" لمواصلة الحرب ضد كييف، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفيا مع نظيريه الروسي والأوكراني. وتحدث ترامب هاتفيا الاثنين إلى كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في اسطنبول الجمعة في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات. لكن المحادثات أخفقت في التوصل لهدنة وانتقد زيلينسكي بوتين معتبرا أنه أرسل "رؤوسا فارغة" إلى طاولة المفاوضات. وفي المقابل أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفي أمس الاثنين، بأن "الذين يحتفون بالنازية حاولوا ترهيب الزعماء الذين جاءوا إلى موسكو للاحتفال بذكرى عيد النصر". وكشف ذلك يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي . وقال: "طبعا لم يكن محض صدفة أن تطرق الرئيس بوتين إلى هذا الموضوع، لأن الأوكرانيين هددوا بشكل مباشر المشاركين الأجانب في الفعاليات الاحتفالية بمناسبة عيد النصر، وحاولوا ترهيب القادة الأجانب ومنعهم من القدوم إلى موسكو". وذكّر أوشاكوف بالهجوم الضخم الذي شنته القوات الأوكرانية بالمسيرات الجوية على موسكو قبيل الاحتفالات بالذكرى الثمانين للنصر. وأشار أوشاكوف إلى أنه "تم التأكيد (من الجانب الروسي) على أن منظمي هذا الترهيب هم الذين يكرمون المجرمين النازيين ويروجون لعسكرة القارة. ووفقا لممثل الكرملين، سرد الرئيس الروسي أمس على نظيره الأميركي، كيف تم منع تهديدات الهجمات الإرهابية في محيط الكرملين والساحة الحمراء قبيل حلول عيد النصر. ونوه الرئيس بوتين بأن روسيا أعلنت حينها وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام تكريما ليوم النصر، ولكن نظام كييف استهدف في ليلة السابع من مايو الأراضي الروسية، بـ 524 طائرة بدون طيار وصواريخ ستورم شادو. وتم إسقاطها بالكامل. وأضاف أن الرئيسين الروسي والأميركي، قد أوليا اهتماما خاصا لموضوع "الأخوة القتالية" بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، خلال الحرب العالمية الثانية. وأشار أوشاكوف إلى أن الرئيس الأميركي أعرب عن أسفه لأن واشنطن وموسكو بعيدتان بعضهما عن بعض، اليوم، واستذكر بوتين تصرفات أوكرانيا عشية يوم النصر". وقال أوشاكوف: "تحدث الزعيمان كثيرًا وبكل ود عن تحالف بلدينا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قاتلا معا ضد ألمانيا النازية واليابان ذات النزعة العسكرية، وتذكر ترامب هذه "الأخوة القتالية"، وتحدث بأسف عن حقيقة أنه بسبب ظروف غريبة، فإن بلدينا اليوم ليسا فقط منفصلين، بل أيضًا بعيدين جدًا بعضهما عن بعض". ونقل أوشاكوف عن الرئيس الأميركي، قوله: "إنه عندما يتحدث عن هذا، فإن الكثيرين في أميركا ببساطة لا يصدقونه، لكن الحقيقة تبقى، الروس ضحوا بحياتهم أكثر من أي شخص آخر". ويوم أمس الاثنين، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، ووصفها بأنها كانت "ذات معنى وصريحة ومفيدة للغاية"، مشيرًا إلى أنها استمرت أكثر من ساعتين. وخلال عام 2025، أجرى الرئيس الروسي ونظيره الأميركي، اتصالين هاتفيين، وبحث الرئيس بوتين، في 12 شباط الماضي، مع نظيره الأميركي عبر الهاتف القضية الأوكرانية، فضلاً عن المشاكل المتراكمة في العلاقات بين البلدين، واتفق الرئيسان على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك تنظيم لقاءات شخصية. وجرى اتصال هاتفي، في 18 آذار الماضي، وخلال المحادثة الهاتفية، تمت مناقشة قضايا التسوية في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية. وأعرب حينها الرئيس بوتين عن تأييده لفكرة ترامب بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ولكن مع بعض التحفظات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store