
صواريخ بالقرب من قاعدة للقوات الأميركية بريف الحسكة شمالي سوريا
وذكر مصدر عسكري رفيع وشهود عيان من سكان المنطقة المحليين ووكالة «نورث برس» الإخبارية، أنهم شاهدوا قنابل ضوئية مع أصوات هجوم صاروخي فوق قاعدة التحالف في القسرك في ساعة متأخرة ليل الأحد- الاثنين.
دورية أميركية بالقرب من حقول رميلان النفطية الواقعة في مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي (أرشيفية - الشرق الأوسط)
وسبق أن تعرضت هذه القاعدة مراراً لهجمات صاروخية ومُسيّرات، قالت واشنطن أنها تُطلَق من الأراضي العراقية التي تبعد عنها نحو 140 كيلومتراً.
ووفق الشهود والمصدر العسكري، أسقطت المضادات الجوية للقاعدة الصاروخ بالقرب من محيطها، من دون ورود معلومات دقيقة عن سقوط ضحايا أو خسائر مادية،
إطلاق صواريخ قرب قاعدة "قسرك" الأميركية شمالي سوريا https://t.co/mrpTfzNExL
— North Press Agency - عربية (@NPA_Arabic) June 23, 2025
وتعد هذه القاعدة من بين أكبر وأهم القواعد الأميركية في مدينة الحسكة. وهي مزودة بمهبط للطائرات المروحية والمسيرة، وتحتوي على مروحيات قتالية وفيها جنود من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا... وهناك 4 قواعد مماثلة في منطقة «رميلان» النفطية وقرية «خراب الجير» و«مطار روبار الزراعي» بريف المالكية، إضافة إلى وجود قاعدة في بلدة الشدادي جنوبي الحسكة.
يرى براء صبري، المحلل والباحث المساهم في معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن التهديدات الإيرانية حول استهداف القواعد الأميركية بعد تدخل واشنطن في الحرب ضد إيران «يعيد تسليط الأضواء على المخاطر المحدقة بالقواعد الأميركية المتبقية بسوريا، ويزيد من احتمال تزايد التهديدات على شريكة واشنطن (قسد) في شرق الفرات».
عربات أميركية على الطريق السريع (إم 4) بريف الحسكة الشمالي (الشرق الأوسط)
واعتبر أن «الرد منوط بقرارات طهران في هذا الصدد، وليس بالجماعات المسلحة الشيعية في العراق القريبة من مناطق الاستهداف الأميركي في سوريا»، لافتاً إلى أن حذر واشنطن لا يجب أن يصب على حماية قواعدها فقط، «بل يجب أن يشمل تغطية مصالح شريكتها (قسد) حتى لا تظهر علامات فقدان ثقة بين الطرفين».
ويعد الهجوم الصاروخي على قاعدة القسرك الرابع من نوعه منذ بدء الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على مواقع إيرانية، بعد اعتراض القوات الأميركية والتحالف الدولي صاروخاً إيرانياً في 14 من هذا الشهر، استهدف قاعدة «خراب الجير» في مدينة رميلان بريف الحسكة ليسقط في محيطها، كما شهدت قاعدة «الشدادي» بريف الحسكة الجنوبي استنفاراً وحالة تأهب قصوى بعد إسقاط الدفاعات الجوية 3 صواريخ بالقرب من القاعدة، في حين اعترضت صاروخاً بالقرب من دوار مرشو، وسط مركز الحسكة قبل أن يصل إلى هدفه في حي الغويران.
دورية أميركية بالقرب من قرية القسرك (الشرق الأوسط)
وأوضح صبري أن «الهجوم على قواعد واشنطن في سوريا لا يجب أن يدفع التحالف الدولي والولايات المتحدة للبحث عن مخرج سريع وفوضوي، كما حدث مع انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان». وأضاف: «لا بد من دفع واشنطن للعمل على معالجة أصول هذه القضايا العالقة، وهذا يبدأ بوضع حل لمسألة الأمن المشترك بين (قسد) ودمشق، وكذلك التعاون مع بغداد لصد تلك المحاولات التي قد تزعزع استقرار إقليم شرقي الفرات الهش».
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، الاثنين، عن استعدادات لهجوم الميليشيات المدعومة من إيران على القواعد الأميركية في العراق، وربما في سوريا، رداً على الضربات الأميركية في إيران التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 8 ساعات
- العربية
عن الحروب ومحاولات توظيف «المقدّس»
لم تكن الأحداث المشتعلة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) مضبوطة بمقياسٍ محدد، ولا كانت مستقرّة بمفهوم حربيّ يعتمد على الجولة والأخرى المضادة. بل تتصاعد يومياً الأحداث ومعها يحمل كل حدثٍ ترسانته الآيديولوجية، أو اللغوية، أو العرقية. الآن ومع وصول الحروب إلى ذرواتها لجأ المتخاصمون إلى أخطر توظيفٍ يمكن أن تستند إليه معركة، وأقصد به استخدام المفاهيم المقدّسة أو الدينية من «التوراتية» الإسرائيلية، إلى «الكربلائية»، وليس انتهاءً باستعادة الدروز قوميتهم الأولى وتاريخهم المقدّس بعد تصاعد التوترات الأخيرة في سوريا. حين تُستعاد بالحروب الطاحنة والدنيوية مفاهيم دينية فإنَّ هذا يعني إطالة أمد الحرب، وإمداد الأتباع بأعلى صيغ التحشيد التي تجعلهم أسرى لفكرة الحرب بصفتها «تضحية مجدية»؛ وهو مفهوم يتضمن في تضاعيفه الكثير من الوحشية والعنف. لذلك تأتي مقاربات تحليل «العنف المقدّس» ضرورية لفهم هذا الواقع الصعب. لقد تتبّع رينيه جيرار في كتابه «العنف والمقدّس» جوانب وأصول العنف والتضحية؛ ليس انطلاقاً من التأويلات والمخاتلات، بل المتخلّقة من رحم الثقافات بكل أطيافها، فهو يبحث في العلاقات بين كلٍ من التضحية والمقدّس والعنف. سيكمل جهد جيرار تلميذه بدراسةٍ مهمة، ولها علاقة بموضوع التضحية، وأعني به أستاذ الفلسفة بجامعة «ريتسوميكان» بول دوموشيل. عنوَن دراسته بـ«التضحية غير المجدية - بحث في العنف السياسي». الكتاب كان قد أهداه المؤلف إلى رينيه جيرار. بول دوموشيل حلّل معنى العنف حتى لدى آكلي لحوم البشر، كما في عَوْده المتكرر إلى طرح آلان كوربن في كتابه «قرية آكلي لحوم البشر»، الذي يحلل فيه حادثة عنف جماعي حدثت في إقليم دوردوني خلال حرب عام 1870. لاحقاً يدخل على خطّ مفهومي مهم نحتتْه حنة أرندت، وهو «تفاهة الشر»، ويشرّحه باعتباره «يعبّر عن اندهاش أمام ما يمكن أن نسميه (عدم تقديس الجلاد)، ذلك أن ضخامة الجريمة وبشاعتها لا تمنحان أي عظمة لذاك الذي اقترفها، وأنهما لا تحيطانه بهالة مقدسة، ولا تمنحانه أي صفة غير عادية شريرة، تتناسب مع أفعاله، إزاء الإنكار الذي تظهره نفسيته وأساليبه. إن تفاهة الشر تميل بالجلاد إلى مستوى ضحاياه المجهولين، الذين لا وجه لهم، إنهم أعداد لا تُحصى من أناسٍ غير معروفين». من هنا يكون استعمال المفهوم المقدّس من أجل تبرير العنف أو الحشد له يجعل الحروب أكثر وحشيةً، بل منفصلة عن أسس وأصول الحرب وتقاليد الاشتباك. ما من حربٍ إلا ولها طواحينها وآلامها وأوجاعها، غير أن استعمال عقائد المجتمعات من أجل تحقيق الهدف السياسي يجعل الحرب أكثر ضراوةً وأشدّ فتكاً، وأقرب منها إلى حالة ما قبل الطبيعة حيث يتحوّل الطرفان إلى ذئبين، كلاهما ينهش الآخر حتى الموت. من الضروري تغليب صوت الحكمة في هذا المحيط المتلاطم، ما بين تهديداتٍ بحروبٍ أهلية، وأخرى باستهداف سفاراتٍ ومدنيين. المجتمعات، خصوصاً منها المنكوبة، في حاجةٍ إلى خطاب تنموي حضاري يركّز على المستقبل، لا إلى خطاباتٍ قديمة تؤسّس لثقافة التخريب والعنف والاستئصال. من هنا أذكّر بما كتبه الدكتور أنور قرقاش حول هذه المرحلة الصعبة قائلاً: «ما أسهل التحريض المتهافت الذي يُلهب العواطف ويهوى جلد الذات، وما أشد حاجتنا اليوم إلى خطاب العقل والحكمة الذي يُطفئ نيران الفتن ويعالج أخطاء الفكر والممارسة التي أوصلت المنطقة إلى ما هي عليه». نعم هذا هو الأساس أن نتوجّه نحو خطاباتٍ مدنيّة تنموية تؤمّن المستقبل للمجتمعات التي تطمح إلى نهاية سريعة لنكباتها الأليمة. الخلاصة؛ إن التوظيف المستجدّ لمفاهيم دينية بغية الوصول بالحروب إلى ذروتها إنما يعبّر عن رغبةٍ جامحةٍ لدى الأطراف بأن يستمر هذا الصراع، ليصل إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه من توحّش وعنف، وفي هذا خطر كبيرٌ على الدول المتصارعة، وله ارتداداته على دول الإقليم... من هنا وجب الانتباه والاستعداد إلى ما بعد هذا الاستعمال الخطير.


العربية
منذ 8 ساعات
- العربية
زيلينسكي: الضمانات الأمنية يجب أن توفر حماية في البر والجو والبحر
أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد بقرار الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لكييف مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في إطار أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا، وذلك عشية لقاء مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض بحضور قادة أوروبيين. وقال زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي إن "الضمانات الأمنية، نتيجة عملنا المشترك، يجب أن تكون عملية للغاية، وتوفر حماية في البر والجو والبحر، ويجب أن يتم إعدادها بمشاركة أوروبا"، وذلك عقب اجتماع عبر الفيديو لقادة "تحالف الراغبين" الذي يضم دولا حليفة لكييف. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد صرحت خلال مؤتمر صحفي مع زيلينسكي اليوم بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وافق على تقديم مثل هذه الضمانات. وأضافت أن ما يسمى بـ"تحالف الراغبين"، والذي يضم الاتحاد الأوروبي، مستعد للقيام بدوره. وهذا التحالف هو عبارة عن مجموعة من الدول التي تدعم كييف ضد روسيا في الحرب المستمرة منذ فبراير (شباط) 2022. وتشكل مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا نقطة محورية في النقاشات حول اتفاق سلام محتمل، لأنها تهدف إلى ردع أي هجوم روسي محتمل على أوكرانيا. يذكر أن المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي تنص على أن الدول الأعضاء يمكن أن تعتمد على دعم حلفائها في حالة تعرضها لهجوم، مع اعتبار الهجوم على أحد الأعضاء هجوما على الجميع. ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي، برفقة مجموعة من القادة الأوروبيين، الرئيس ترامب في واشنطن ، غداً الاثنين، لتلقي إحاطة حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا ولمناقشة الإجراءات الممكنة لإنهاء الحرب. وقد شارك زيلينسكي وفون دير لاين اليوم في مؤتمر عبر الفيديو لـ"تحالف الراغبين" لمناقشة الخطوات التالية. وإثر هذا المؤتمر، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا اليوم إن القادة الأوروبيين اتفقوا على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية من أجل إجراء المزيد من المحادثات حول إنهاء الحرب مع روسيا. وكتب فيالا على منصة "إكس": "كان مؤتمر تحالف الراغبين عبر الفيديو مهما للتنسيق قبل اجتماع غد في البيت الأبيض". وأضاف "اتفقنا على أن الأولوية الملحة يجب أن تكون لوضع حد للقتل، وأن الضمانات الأمنية الواضحة لأوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا ستكون ضرورية للغاية لإجراء مزيد من المفاوضات". من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بوتن "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد منها "الاستسلام"، وذلك عقب اجتماع "تحالف الراغبين". وقال ماكرون "هل أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام؟ إذا كنتم تريدون قناعتي الراسخة، فالجواب هو كلا. إنه يريد استسلام أوكرانيا، هذا ما اقترَحه"، مؤكدا أنه يريد "سلاما متينا ودائما، أي سلاما يحترم القانون الدولي.. يحترم سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها". ورأى في المقابل أن ترامب يسعى إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف، عشية مشاركته مع عدد من القادة الأوروبيين في اجتماع بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن، إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا في اتفاق السلام المحتمل. وأبدى الرئيس الفرنسي حذره من اقتراح ترامب منح أوكرانيا حماية مشابهة لتلك التي تنص عليها معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من دون أن تصبح عضواً في الحلف. وقال "أعتقد أن الطرح النظري لا يكفي. المسألة هي الجوهر". وأكد ماكرون أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين... كما لا يمكن إجراء مناقشات حول أمن الأوروبيين بدونهم"، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وتابع: "سنذهب غداً (إلى واشنطن) ليس فقط لمرافقة الرئيس الأوكراني، بل سنذهب إلى هناك للدفاع عن مصالح الأوروبيين". من جهته قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا اليوم إن الوحدة بين أوروبا والولايات المتحدة بالغة الأهمية للتوصل إلى سلام مستدام في أوكرانيا. وأضاف كوستا عبر منصة "إكس": "مثلما أكدت خلال اجتماع تحالف الراغبين اليوم، إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، يجب على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة زيادة الضغط على روسيا".


الشرق الأوسط
منذ 8 ساعات
- الشرق الأوسط
إصلاحيّو إيران يطالبون بوقف تخصيب اليورانيوم طوعاً
دعت «جبهة الإصلاحات» في إيران، أعلى هيئة تنسيقية للأحزاب المؤيدة للرئيس مسعود بزشكيان، إلى وقف تخصيب اليورانيوم طوعاً، وقبول رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل رفع العقوبات، في إطار مبادرة نووية للخروج من الأزمة الراهنة. وكشفت الجبهة، التي تضم 30 حزباً وتكتلاً سياسياً إصلاحياً، عن خريطة طريق عاجلة للقيام بإصلاحات هيكيلية، في مجالي السياسية الداخلية والخارجية، مشددة على أن البلاد تواجه «جملة من المخاطر والتهديدات الجسيمة». وأضافت، في بيان نشرته مواقع إيرانية، أن «تحقيق المصالحة الوطنية ووقف حالة العداء داخلياً وخارجياً هما السبيل الوحيدة لإنقاذ إيران وفرصة ذهبية للتغيير والعودة إلى الشعب». وحذّرت «الجبهة» من أن تهديد الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) بتفعيل آلية «سناب باك» للعودة التلقائية إلى العقوبات الأممية «واقعي وقابل للتنفيذ في المدى القريب». وقالت الجبهة، في بيان، إن «إعادة الملف النووي الإيراني إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ستعني عودة عقوبات المنظمة الدولية، وفرض ركود أعمق من آثار الحرب الأخيرة، فضلاً عن أنها ستوفر غطاءً شرعياً لأي حرب مستقبلية ضد إيران بذريعة تهديد السلم». ورأت الجبهة أن تجنب هذا السيناريو «يشكّل أولوية عاجلة للأمن القومي، وليس مسألة حزبية أو انتخابية. إنها قضية وجودية تتطلب وحدة وطنية ورؤية استراتيجية واضحة لتفادي كارثة تُهدد مستقبل البلاد بأَسره». يأتي هذا بعد أيامٍ من انتقادات حادة وجّهها الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي إلى ما وصفها بـ«السياسات الكارثية»، خصوصاً البرنامج النووي، قائلاً إنه أوصل الشعب إلى «قاع الهاوية». ودعا القيادة الإيرانية إلى «العودة للشعب»، وإجراء «إصلاحات هيكلية قائمة على إرادة الأمة قبل فوات الأوان». وأبدى أسفه على «ابتعاد الناس عن الثورة والنظام نتيجة سوء أداء المسؤولين». ورفعت السلطات القيود والإقامة الجبرية عن كروبي، في مايو (أيار) الماضي، بعد 14 عاماً، في أعقاب قيادته «الحركة الخضراء» مع حليفه الإصلاحي ميرحسين موسوي، الذي لا يزال يخضع للإقامة الجبرية برفقة زوجته الناشطة الإصلاحية زهرا رهنورد، منذ فبراير (شباط) 2011. كروبي يتوسط قربان بهزاديان نجاد (يمين الصورة) وعلي رضا بهشتي شيرازي وعلي رضا حسيني بهشتي كبار مستشاري ميرحسين موسوي الأحد (جماران) كما دعا الرئيس الأسبق حسن روحاني إلى ضرورة مراجعة النهج القائم، وصياغة استراتيجية وطنية تعكس إرادة الشعب. كما دعا لتعزيز العلاقات مع أوروبا والجوار، وخفض التوتر مع الولايات المتحدة. وفي بداية الأسبوع الماضي، دعا 78 دبلوماسياً سابقاً، في بيان، إلى «تغيير توجهات السياسة الخارجية». جاء بيان جبهة الاصلاحات في وقتٍ ذكرت وسائل إعلام إصلاحية أن مهدي كروبي استقبل ثلاثة من كبار مستشاري حليفه ميرحسين موسوي، الأحد. وأشار بيان «جبهة الإصلاحات» إلى ثلاثة خيارات أمام البلاد، «في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة»، أولها «استمرار الوضع القائم؛ مع هدنة هشة ومستقبل غامض»؛ في إشارة إلى الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وثانيها «تكرار النموذج السائد خلال الأعوام الـ22 الماضية؛ مفاوضات تكتيكية لشراء الوقت من دون معالجة جذور الأزمات». وثالثها «الاختيار الشُّجاع للمصالحة الوطنية، ووقف العداء في الداخل والخارج؛ بهدف إصلاح هيكل الحكم، والعودة إلى مبدأ سيادة الشعب، عبر انتخابات حرة وإلغاء (الرقابة الاستصوابية لمجلس صيانة الدستور على الانتخابات)»، فضلاً عن «وضع حد لسياسة التصعيد والعزلة الدولية». وتطرّق البيان إلى حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، في يونيو (حزيران) الماضي. وقال: «رغم الرد الحاسم وظهور قدرات الردع والقوة الدفاعية للقوات المسلّحة، فقد غيّر ملامح أمننا القومي في المنطقة والعالم». وزاد: «لقد أثبتت هذه الحرب أن إيران عازمة وقادرة على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، لكنها كشفت، في الوقت نفسه، أن استمرار هذا المسار، من دون إعادة بناء الثقة الوطنية وفتح باب التفاعل البنّاء مع العالم، سيفرض على الشعب تكاليف بشرية ومالية ونفسية باهظة». سيارات تمر بجانب لوحة تحمل صورة خامنئي وعبارة «يا إيران» في ساحة «انقلاب» (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب) ووصف البيان المجتمع الإيراني بـ«الجريح»، قائلاً إن «ظلال اليأس والقلق لا تزال تثقل كاهل الحياة اليومية». أما عن تفاقم الأزمة الاقتصادية بعد الحرب، فقد قال البيان إنه «قبل الحرب كان الاقتصاد يرزح أصلاً تحت وطأة اختلالات مزمنة وقرارات متقلبة أنهكت بنيته، أما اليوم فقد ضاعفت الحرب من أزماته مع تفاقم التضخم الجامح، وركود الإنتاج، وانهيار قيمة العملة الوطنية، وهروب رؤوس الأموال، مما جعل خطر الشلل الاقتصادي وشيكاً وأكثر وضوحاً من أي وقت مضى». وشدّدت «جبهة الإصلاحات» على ضرورة القيام بتغييرات جذرية؛ «استناداً إلى استراتيجية الإصلاح من الداخل». وقالت إن «المصالحة الوطنية وما يترتب عليها من نتائج، تمثل الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد وفرصة ذهبية للتغيير والعودة إلى الشعب. ولا شك أنه من دون الشروع في إصلاحات هيكلية عميقة، فإن المصالحة الوطنية والعفو العام سيتحولان إلى مجرد عرض سياسي». وشملت خريطة الطريق المقترَحة 11 مقترحاً؛ على رأسها إعلان عفو عام، ورفع الإقامة الجبرية عن الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد، وإنهاء القيود على الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، والإفراج عن جميع السُّجناء السياسيين والعقائديين، وإنهاء قمع المعارضة الإصلاحية. كما حضّت الجبهة على تغيير خطاب المؤسسة الحاكمة، وتمحوره حول التنمية، بدلاً من إعلاء الأولوية للنزاعات الآيديولوجية. ويقترح البيان «تفكيك المؤسسات الموازية، وإجراء تغييرات جذرية في تلك المؤسسات ونهجها، وإنهاء تعدد مراكز صنع القرار، وإعادة صلاحيات الحكومة، ومنع تدخُّل المجالس غير القانونية وغير الشفافة وغير الخاضعة للمساءلة في إدارة الدولة». كما شملت المقترحات إعادة القوات العسكرية إلى الثكنات، وخروجها من المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأيضاً «مراجعة نهج وسياسات الأمن الداخلي، مع الحفاظ على القدرة الردعية الدفاعية، وتقليل النظرة الأمنية للمجتمع». لوحة دعائية مكتوب عليها بالفارسية كلمة «هتيانياهو» وبالعبرية عبارة «النازي الألماني لليوم» معلقة فوق مركز التنسيق الإيراني الفلسطيني وسط طهران (أ.ف.ب) وتطرّق إلى ضرورة «إصلاح نهج وإدارة الإذاعة والتلفزيون، وحرية الإعلام، وإلغاء الرقابة». وكذلك «تعديل القوانين المتعلقة بحقوق المرأة التي تُعرّض نصف المجتمع للتمييز المنهجي والعنف». اقتصادياً، شدّدت المقترحات على ضرورة «انتزاع الاقتصاد الوطني من سيطرة الأوليغارشية الحاكمة، وتوفير فرص اقتصادية متساوية للجميع، وتهيئة بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب». أما عن السياسة الخارجية فقد دعا البيان إلى «إصلاح السياسة الخارجية على أساس المصالحة الوطنية والتضامن بين جميع الإيرانيين داخل البلاد وخارجها، واستخدام كل أدوات الدبلوماسية الرسمية والشعبية لمنع تفعيل آلية الزناد، وإلغاء العقوبات، واستعادة المكانة اللائقة للأمة الإيرانية ذات الثقافة السلمية في النظام الدولي». وأشار البيان إلى أهمية «التكامل الإقليمي لإحلال سلام دائم، واستغلال فرص التعاون مع الجيران، ودعم تشكيل دولة فلسطينية مستقلّة وفقاً لإرادة شعبها، والتعاون مع السعودية ودول المنطقة لإعادة صياغة صورة إيران كأمة مسالمة ومسؤولة». وقالت الجبهة إن «تغيير النهج الحالي في الحكم هو مطلب أغلبية الشعب الإيراني»، مشيرة إلى أن الإيرانيين يطالبون بـ«التفاعل مع المجتمع الدولي، والعيش بسلام مع الجيران، وتحقيق التنمية». وأعربت عن اعتقادها أن «الفرصة الذهبية للتغيير متاحة، الآن، أمام الأمة والسلطة، ويمكن أن تُشكّل منصة انطلاق نحو تنمية مستدامة وإعادة بناء رأس المال الاجتماعي، والتفاعل مع العالم». وناشدت جميع القوى السياسية الداعمة لمنهج «الإصلاح السلمي الرافض للعنف» أن تتوحد حول محور المصالح الوطنية، بدلاً من الاستمرار في «الحدود المصطنَعة والعقيمة».