(حميدتي).. ماذا بينك وبين الله أيها الرجل؟
ولأن أبا عاقلة كيكل، قائد ميليشيا ما يسمى ب"درع السودان"، وهي – وهو – صنيعة استخباراتية ومنتج خالص من إنتاج الجيش، لكنه منتج رخيص السعر، رديء الصنعة، إذ تمّت صناعته على عجل، وأُلحِق (جاسوسًا) داخل قوات الدعم السريع حتى اكتسب ثقة قائدها، ثم هرب معلنًا انسحابه منها – بعد اكتمال المهمة – وعاد إلى (صانعه)، ولهذا السبب قام قائد الجيش أمس بمحاولة جريئة لتلميع صورته في الإعلام.
نثر كنانته من الصحافيين بين يديه، واختار أكثرهم ضعةً وفجوراً وحقارة، وكوزنة أيضاً، ورماهم إلى كيكل، فحضروا بين يديه وهم يحملون كل أدوات ال(Polish) لزوم التلميع، ولكن لله جنوداً من المنظفات.
أظهر كيكل في اللقاء، وهو بدوي بسيط وقاطع طريق، أنه لا يزال على (سليقته) وفطرته السليمة، فأطاح بالخطة الإعلامية وفجّرها داوية، ونسف رواية الكيزان عن قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي بذلوا لها أموالًا طائلة ودعاية إعلامية مكثفة، كلفت مبالغ طائلة وزمنًا أطول اقتطعته قناة الجزيرة من وقتها على حساب (إخوان غزة).
فإذا بقائد ميليشيا "درع السودان" يؤثر على نفسه (وإن لم يكن يقصد ذلك)، فمدحه وأطنب في مدحه من حيث أرادوا منه ذمَّه، ووصفه من حيث لا يريد مرؤوسوه.
انبرى الرجل للدفاع عن (حميدتي) بطريقة وصفها البعض – وهم محقون – بأنها تفوق ما قام به إعلام الدعم السريع ومستشارو حميدتي، بل ومجلسه الاستشاري بأكمله. فقد أصاب كيكل سردية "موت حميدتي" في كبدها وقلبها، وأماتها إلى الأبد.
كيكل لم يؤكد فقط أن حميدتي حيّ يُرزق، بل أضاف أنه لم يتعرض لأي إصابة طوال الحرب التي دخلت عامها الثالث، وأن ما بدا عليه من نحافة إنما كان بسبب صيامه المتواصل منذ أن شنت ميليشيات الحركة الإسلامية وقيادة الجيش الحرب عليه. وفي هذا إشارة إلى تدينه وورعه وتقواه وخشيته من الله.
وأضاف كيكل أن حميدتي ظل في ميدان المعركة (الخرطوم) يقودها بنفسه، ولم يخرج منها إلا مرة واحدة ولمدة أسبوعين لتلقي العلاج، لأنه كان يعاني مرضًا في البطن منذ سنوات طويلة.
لم يكتف كيكل بذلك، بل أوغل في مدح الرجل وسرد صفاته وكرمه وحسن أخلاقه، إذ قال: "عندما كنا نخبره عن ارتكاب عناصر الدعم السريع للانتهاكات، كان يبكي." "كانت دموعه تجري، وكان يصمت عن التعليق".
وقد صدق الرجل، فهذا هو (حميدتي) الذي عرفته من مكان هو أقرب من المكان الذي عرفه فيه كيكل: (الرجولة)، والشهامة، والشجاعة، والفراسة فيه طبع أصيل لا تغيرها حرب ولا سلم.
قد تختلف معه سياسيًا أو عسكريًا، ولكن قطعًا لن تختلف في نُبله وكرمه وكريم أخلاقا
قال كيكل إن حميدتي ظلّ موجودًا بضاحية الخرطوم (2) طوال سنوات الحرب، إلى أن غادرها نهائيًا في فبراير المنصرم، بعد عبور الجيش جسر سوبا، أي بعد انسحاب الدعم السريع من الخرطوم.
أي شجاعة وبسالة هذه؟ فبينما هرب قادة الجيش الذين يلعلعون الآن في بورتسودان ، يتعنترون منها مهددين السياسيين والمدنيين العزّل، ظلّ قائد الدعم السريع بين جنوده وقواته، يقاتل في الخرطوم إلى آخر لحظة قبل الانسحاب التكتيكي. بل إنه، وفقًا لحديث كيكل، كان حميدتي يدير كل صغيرة وكبيرة في الحرب بنفسه، وكان يقف على (نواقص) قواته ويتابع رفدها بالإمدادات ساعة بساعة.
لم ينسف أبو عاقلة كيكل رواية الكيزان عن (حميدتي) فحسب، بل هدّم الصورة التي روّجوا لها عنه منذ اليوم الأول للحرب، وأنه محض قاتل ومنتهك وسفّاح. هذه الصورة، التي بذلت جماعة الهوس الديني الغالي والنفيس لترسيخها في أذهان الناس، تمّ ضعضعتها وإماتتها في مؤتمر صحفي واحد.
الآن، وقد حصحص الحق وزهق الباطل، ونبتت الحقائق خضراء غضّة ومزهرة، وأن قائد الدعم السريع لم يمت، ولم يُبعث من الموت (بعاتي) – والعياذ بالله – ولم يكن في ظهوره المتكرر محض شبح مفبرك بالذكاء الاصطناعي، بل كان يقود قواته بنفسه من قلب الخرطوم ، ولم يهرب منها كما فعل قادة الجيش وقادة ميليشيات الكيزان الإرهابيين أمثال علي كرتي وأحمد هارون وزمرتهم، وأنه لم يكن يُقرّ أية انتهاكات يقوم بها بعض جنوده، بل كان يذرف الدمع سخينًا عندما يسمع عنها.
الآن، وبعد رواية وشهادة (كيكل)، وهي شهادة صادرة عن رجل فارق الدعم السريع وخانها وحاربها ويقاتل ضدها الآن، فما قول الكيزان الكذَبة الأفاكين في ذلك؟ ما قولهم في روايتهم القذرة، وفي إعلامهم المتعفن الحقير، وفي كذبهم على الشعب السوداني، وشنّهم الحرب عليه، وتشريده من بيوته من أجل سلطة دنيوية لا تسوى مثقال حبّة خردل في موازين رب العالمين، الجبّار، فاضح الكذابين، المنتقم، الذي يُنطق الخونة والأفاكين وكل شيء، وهو على كل شيء قدير؟.
لقد أنطق الله "كيكل"، وجعله يُنصف قائده السابق من حيث لا يريد، وسينطق من هم بعده ليدلوا بشهاداتهم ويقولوا الحقيقة للتاريخ، وحينها سيعلم الكيزان أي منقلب ينقلبون.
كن بخير أيها الرجل .. أنت الفارس وسواك المسوخ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 35 دقائق
- حضرموت نت
جموع المعزين يتوافدون إلى الصرفة لتقديم العزاء لأسرة الحاج سعيد المريسي
الضالع – طه منصر توافد يومنا هذا الثلاثاء ٢٠-٥-٢٠٢٥ م العشرات من المعزيين آلى مركز الصرفة منطقة خلة لتقديم العزاء والمواساة للحاج سعيد محمد سعيد المريسي وذلك بوفاة زوجته الفاضله عليها رحمة الله'والتي فاضت روحها الطاهرة عصر أمس الإثنين بإحدى مشافي العاصمة عدن إثر مرض المت بها' وفي جلسة العزاء التي إستضافها مجلس السلطان صالح احمد عمر هرهره الأمين العام للحراك الجنوبي مديرية الحصين رحب الأستاذ أحمد محمد صالح بجميع الحاضرين الذين أتوا لتقديم العزاء كلا بإسمه وصفته 'ثم قدم التعازي نيابة عن راعي المجلس والشيخ حيدرة احمد عمر هرهره وجميع الحاضرين إلى الحاج سعيد محمد وٱولادة ٱصحاب الخير والعطاء بهذا المصاب الجلل والذي هو مصابنا جميعا 'كما قدم التعازي لكافة اهلها وذويها داعيا الله أن يغفر لها ويرحمها وأن يسكنها فسيح جنانه'ثم تطرق خلال حديثه' عن الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات' وجميعنا بقدر الله مستسلمون ولٱمره مذعنون 'وإلى الله مسافرون'داعيا الجميع إلى الطاعات والعمل الصالح لٱجل ذلك اليوم والذي لاينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبً سليم'ثم دعا في آخر حديثه بالرحمة والغفران للفقيدة وان يسكنها الله فسيح جناته ورضوانه إنه سميع مجيب. حضر العزاء وكيل محافظة الضالع العميد ٱحمد مثنى البلعسي وعدد من قيادات الألوية العسكرية والٱمنية ومشائخ وٱعيان وشخصيات إجتماعية وسياسية ومثقفين ومعلمين ومهندسين وجمع كبير من الشباب والذين توافدوا من كل حدب وصوب لتقديم واجب العزاء. هذا وقد تمت الصلاة على الفقيدة رحمها الله في وقت متأخر من مساء الاثنين ١٩ مايو حيث ووري جثمانها الطاهر الثرى في مقبرة الصرفة بحضور زوجها وأولادها وٱحفادها واهلها وجمع كبير من أبناء مركز الصرفة الحصور وقرى خلة والقهرة .

سودارس
منذ 40 دقائق
- سودارس
في حرب الرمل، ما خفي أعظم؟! (1)
الجميل الفاضل ليس حدثًا عابراً إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة بغرب كردفان. فقد ودّع الدعم السريع بالفعل، كما يقول قادته، "الفوج الخامس" إلى خطوط الرمل الأمامية. أما الآن، فلو أن نملة نابهة أخرى قالت: "يا معشر النمل، ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم ابن حمدان وجنوده"، فقد صدقت أيضاً. بمظنة أن أفواجاً بعد، حبّات رمل كردفان، في طريقها لأن تنخرط في أتون هذه الحرب. إذ إن من يدمي الرمال بذبح أطفال ونساء "الحمادي" وشبّان "الخوي"، سيدمي لا محالة قلبه بجراح لن تبرأ قريبًا. وأقول: سبحان الذي استدرج أقدام "الإخوان" إلى أودية الرمل البعيدة، ليُلبي بعد نحو خمس سنوات رغبة من قالوا: "أي كوز ندوسو دوس... ما بنخاف، ما بنخاف". إن من نادوا بهذا "الدوس" في الخرطوم يومئذ، كانوا يقولون "جيبوه"، وليس "اذهبوا به إلى حيث أرشد مغنّون آخرون حين قالوا: لو داير البل تعال لدار حمر". وبالطبع، ف"البل" على رمال الصحارى المفتوحة ليس كغيره من "البل". فعندما تتحرك الرمال تحت قدميك، يجب أن تعرف أين أنت بالضبط، وإلى أين تجرفك هذه الرمال، أو تجرّ أقدامك. ثم، قبل أن تردّد الأهازيج الحمرية ذاتها: "يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي"، تذكّر أن ذلك "الفكي" ربما أتى لتلاميذه ب"عرقي" الانقلاب المعتّق قبل بضع وثلاثين سنة، قبل أن يتوسّد الآن "الباردة". على أية حال، فإن هؤلاء "الكُرْدافة" ليسوا فقط أولئك الناس "القيافة"، كما كنا نظن. فانظر إلى ناظرهم عبد القادر، هذا الأسد الرابض في عرينه يأبى أن يهرب من قدر الله إلى قدر الله. اختار أن يواجه كلا الاحتمالين: احتمال الموت، أو احتمال النجاة، من مكانه. إذ إن من يُدرك طبيعة الرمل، يدع الرمل يمشي، ولا يمشي هو. وهكذا يفعل أيضاً من يُدرك أن إرادة الرمال أقوى دائماً من إرادة الأقدام التي تدبّ وتسعى عليها. بل ربما هذا ما بات يُدركه سليل بيت الإدارة الأهلية الكبير، بيت الناظر منعم منصور. فالإنسان كائن متجدّد بطبعه، لا يمكن اختزاله أو اعتقاله في لحظة هاربة من تاريخه وماضيه. والتاريخ، قربًا أو بعدًا، ليس قفصًا حديديًا يُرهن له الناس حاضرهم ومستقبلهم. إذ لكل لحظةٍ حاضرة قانونها الخاص، الذي هو أقوى وأمضى من كافة صور الماضي، ومن تصوراتنا حوله. وبالعودة للتاريخ أيضا، فقد سقط بين كثبان هذه الرمال نفسها جنرال إنجليزي كبير، سقط في متاهة زحفها؛ إنه الجنرال "هكس"، الذي ظن أن "غابة شيكان" مجرد غابة من شجر، وأن الرمل لا يتحرك تحتها، ناهيك أن يصعد فوق هامات شجرها.

سودارس
منذ 40 دقائق
- سودارس
من كان يخوّفنا بسوريا وليبيا... صار أضحوكة لهما!
وأنا أطالع منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، صادفتُ تغريدة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، جاء فيها: (بناءً على توجيهات فخامة الرئيس أحمد الشرع، سنُرسل فريقًا خاصّاً إلى السودان للوقوف على أوضاع السوريين في ظلّ الظروف الراهنة. وسيُقدِّم الفريق الدعم اللازم، ويعمل على إجلائهم وتوفير سُبل الأمان لهم). توقفتُ أمام تغريدة الشيباني، وعادت بي الذاكرة إلى الوراء، وفتحت جُرحًا عميقًا في دواخلي، إذ استحضرتُ تلك الحقبة المشؤومة من الشراكة مع عبد الفتاح البرهان وجيشه – لا أعادها الله- تلك المرحلة التي لم يُدَّخر فيها الرجل جهدًا للانقضاض على السلطة، وتحطيم أحلام الشعب، وإعادة الكيزان إلى سدّة الحكم من جديد. لم يترك مناسبةً، رسميةً كانت أو غير رسمية، بل ولا حتى مناسبة اجتماعية عابرة: أفراحًا أو مآتمَ أو خِتانًا أو عقيقة، إلا وانبرى فيها – وهو الخائن المتآمر على الشعب وحكومته، بل وعلى بلاده أيضًا- محذّرًا، وهو الكذّاب فطرةً وخُلقًا، من مغبّة إدخال السودان في نفق سوريا أو ليبيا. وهاتان الدولتان كانتا النموذج المفضَّل لديه لتجسيد الفشل، لا يكفّ عن ترديدهما أمام كل حشد وجمع، وعند كل حوار أو لقاء، يهاتي بهما كذبًا في الصباح وفي الغلس. وقد بلغ الرجل مبلغًا بائسًا في العمالة لصالح كيزانه، والارتهان للخارج ضد مصالح بلاده وشعبه، خدمةً لدول لا يزعجها ولا يُقعدها شيء أكثر من السودان القوي. ولهذا، تستخدمه وتستخدم جيشه أداةً لحماية مصالحها على حساب وطنه، دون أدنى ذرة من حياء أو خجل – دعك من وطنية-. ولهذا السبب، ظلت تسعى ولا تزال تعمل جاهدةً لإعادة الكيزان إلى السلطة بأي حيلة من حيلها، إذ لا يوجد نظام يعمل ضد بلاده وسيادتها كما يفعل نظامهم. لم يكن الرجل يعي ما يقول، بل كان يردّد ما يُملى عليه لتخويف شعبه وترويعه. وها هي ليبيا اليوم تحتضن مئات الآلاف من السودانيين الفارين من جحيمه وجحيم كيزانه، تؤمِّن لهم الأمن والسكينة وسبل العيش الكريم، وتُخرجهم من الخوف والفقر والمسغبة والمرض. وفي المقابل، تمضي سوريا قُدمًا نحو استعادة الاستقرار، إلى الحد الذي باتت فيه تستعد لاستقبال رعاياها من الدول الفاشلة. ولا توجد دولة على هذا الكوكب أكثر فشلًا وبؤسًا من دولة الكيزان، التي يسعى البرهان إلى إقامتها من بورتسودان. هكذا صارت ليبيا وسوريا ، فأين وصل من كان يتخذهما فزّاعةً ضد شعبه؟ ذاك الذي لا يزال يركل ويتخبّط هنا وهناك كالحصان المجنون، يمضي من فشل إلى آخر، ويعيش وحيدًا، معزولًا، منبوذًا، بعد أن أشعل الحرب ضد شعبه، ودمّر بلاده، وشرّد أكثر من 12 مليونًا من شعبه إلى الخارج، ومثلهم إلى معسكرات التشرد والنزوح الداخلي – وهو رقم لم تبلغه لا سوريا ، ولا ليبيا، ولا أي دولة أخرى – ولم يفعله أي عسكري أخرق سواه في هذا العالم، بشهادة الأمم المتحدة ، التي صنّفت الأوضاع في بلادنا كإحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث. ولهذا، صار الجميع يفرّون منه فرار السليم من الأجرب، حتى بعض كيزانه، مثل ذلك السفير الذي عيّنه قبل نحو أسبوعين رئيسًا لوزراء سلطته غير الشرعية، فرفض الرجل المنصب، وفضّل البقاء سفيرًا في المملكة العربية السعودية. وها هو الرجل يبدأ من جديد رحلة البحث عن بديل، من المرجّح أن تنتهي إلى كامل إدريس، ذلك الفاسد والمزوِّر المعروف، ربيب الكيزان، الباحث الدائم عن منصبٍ في أي حكومة منبوذة، والذي تتخذه الحكومات الكيزانية خرقةً تمسح بها قاذوراتها إلى حين، وهو راضٍ بهذا الدور المكرور، وكأنما خُلق من أجله. إن عبد الفتاح البرهان لا يريد دولة محترمة، ولا حكومة قوية، لأنه لا يعمل لمصلحة بلاده أو شعبه، بل لمصالح دول أخرى، نصيبه منها أن يظلّ حارسًا لمصالحها على رأس السلطة، مقدّمًا أنموذجًا باهرًا من العمالة: وهي (عمالة البوّاب)، ذاك الذي يخون جميع سكان العمارة مقابل أن تسمح له أجهزة الأمن بالعمل عند بابها .. بوّابًا عليها! إنه دور يليق برجل باع نفسه ووطنه!