
إبراهيم أوحساين: شاعر عبر من القلب إلى الخلود
الأستاذة سهام ادبناصر
في دروب الشعر، لا يمر إلا من يحمل الكلمة على كتفه كما يحمل الفلاح منجله في الحصاد: حباً، تعباً، وانتظارا للمثمر. هكذا كان إبراهيم أوحساين، الكاتب والشاعر الذي لم يكن مجرد صانع للقصائد، بل كان صانع دفء، وحامل رؤى، وصديق الأرواح التي تعرف أن الكلمة ليست زينة وإنما حياة.
ما كتب عنه كثير، وما سيُكتب ربما أكثر، لكن ما سأكتبه الآن لا يشبه شيئاً آخر، لأنه يُروى من زاوية خاصة، لا تراها الأقلام التي مرت عليه، ولا الحبر الذي حاول أن يمسك بتقلبات روحه….. لقد كان صديقاً وفياً لوالدي، الشاعر سعيد ادبناصر، وهذا وحده كافٍ ليكون اسمه محفوراً في ذاكرتي كواحد من أولئك الذين لم يمروا مرور الكرام ، لم تكن صداقتهما مجرد لقاء بين شاعرين، بل كانت حواراً ممتداً بين قلبين يحملان نفس الحس الإبداعي ، نفس العشق للكلمة حين تُقال صادقة.
في جلساتهم التي أضاءها الشاي والحرف، كان إبراهيم يحضر كاملاً، لا يترك شيئاً من ضحكته خارج الباب ، كان صادقاً إلى الحد الذي يُربك، وشجاعاً في بوحه كما يليق بشاعر يعرف أن الصمت جبن، وأن الكلمة موقف.
لقد عرفتُ الأستاذ إبراهيم من خلال تعاونه و تعامله بتواضع و رقي مع الجميع و كذلك من الحكايات والقصائد التي لا تزال تنبض بصوته رغم غيابه ، ليس فقط لأن والدي كان يحدثني عنه ، بل لأن كلماته تتسلل إلى الذاكرة حين نتذكر من رحلوا.
لقد ترك إبراهيم أوحساين إرثًا يستحق التأمل، من أبرز أعماله:
كتاب شموع (ديوان مشترك)، عن مطبعة نبيل سنة 2004م.
كتاب طلقات بنادق فارغة (مجموعة قصصية)، عن بيت الأدب المغربي سنة 2008م.
كتاب قوافل من كلام (ديوان)، عن دار شجن الحروف الإلكترونية سنة 2016م (الطبعة الأولى)، وعن هيئة الحوار الثقافي الدائم، فرع المغرب، سنة 2019م (الطبعة الثانية).
ساهم في كتاب بصمات، عن منشورات منتدى الأدب لمبدعي الجنوب سنة 2012م.
كتاب مدرس تحت الصفر، عن مكتبة ومطبعة الوسيم الحديثة بغزة، في فلسطين، عام 2017م.
كتاب البدائي الذي يسكننا، عن منتدى الأدب لمبدعي الجنوب في المغرب عام 2021م.
كتاب مسامير.
حصل على العديد من الجوائز، من بينها:
جائزة منتدى الأدب لمبدعي الجنوب في القصة القصيرة سنة 2006م.
جائزة التميز في مجال الثقافة والفن سنة 2013م.
جائزة المهرجان الدولي للرواية بأكادير في القصة القصيرة سنة 2016م.
جائزة محمد الحلوي للشعر سنة 2019م.
كما حظي بتكريمات وتشريفات عدة من جمعيات ومنظمات ذات الاهتمام بالشأن الثقافي داخل المغرب.
رحمة الله عليه، لي الفخر أن أكتب عنه، لا كناقدة، ولا كقارئة، بل كابنة لصديقه ، وكشاهدة على صداقتهما التي كانت شعراً بحد ذاتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شتوكة بريس
منذ 4 ساعات
- شتوكة بريس
إبراهيم أوحساين: شاعر عبر من القلب إلى الخلود
الأستاذة سهام ادبناصر في دروب الشعر، لا يمر إلا من يحمل الكلمة على كتفه كما يحمل الفلاح منجله في الحصاد: حباً، تعباً، وانتظارا للمثمر. هكذا كان إبراهيم أوحساين، الكاتب والشاعر الذي لم يكن مجرد صانع للقصائد، بل كان صانع دفء، وحامل رؤى، وصديق الأرواح التي تعرف أن الكلمة ليست زينة وإنما حياة. ما كتب عنه كثير، وما سيُكتب ربما أكثر، لكن ما سأكتبه الآن لا يشبه شيئاً آخر، لأنه يُروى من زاوية خاصة، لا تراها الأقلام التي مرت عليه، ولا الحبر الذي حاول أن يمسك بتقلبات روحه….. لقد كان صديقاً وفياً لوالدي، الشاعر سعيد ادبناصر، وهذا وحده كافٍ ليكون اسمه محفوراً في ذاكرتي كواحد من أولئك الذين لم يمروا مرور الكرام ، لم تكن صداقتهما مجرد لقاء بين شاعرين، بل كانت حواراً ممتداً بين قلبين يحملان نفس الحس الإبداعي ، نفس العشق للكلمة حين تُقال صادقة. في جلساتهم التي أضاءها الشاي والحرف، كان إبراهيم يحضر كاملاً، لا يترك شيئاً من ضحكته خارج الباب ، كان صادقاً إلى الحد الذي يُربك، وشجاعاً في بوحه كما يليق بشاعر يعرف أن الصمت جبن، وأن الكلمة موقف. لقد عرفتُ الأستاذ إبراهيم من خلال تعاونه و تعامله بتواضع و رقي مع الجميع و كذلك من الحكايات والقصائد التي لا تزال تنبض بصوته رغم غيابه ، ليس فقط لأن والدي كان يحدثني عنه ، بل لأن كلماته تتسلل إلى الذاكرة حين نتذكر من رحلوا. لقد ترك إبراهيم أوحساين إرثًا يستحق التأمل، من أبرز أعماله: كتاب شموع (ديوان مشترك)، عن مطبعة نبيل سنة 2004م. كتاب طلقات بنادق فارغة (مجموعة قصصية)، عن بيت الأدب المغربي سنة 2008م. كتاب قوافل من كلام (ديوان)، عن دار شجن الحروف الإلكترونية سنة 2016م (الطبعة الأولى)، وعن هيئة الحوار الثقافي الدائم، فرع المغرب، سنة 2019م (الطبعة الثانية). ساهم في كتاب بصمات، عن منشورات منتدى الأدب لمبدعي الجنوب سنة 2012م. كتاب مدرس تحت الصفر، عن مكتبة ومطبعة الوسيم الحديثة بغزة، في فلسطين، عام 2017م. كتاب البدائي الذي يسكننا، عن منتدى الأدب لمبدعي الجنوب في المغرب عام 2021م. كتاب مسامير. حصل على العديد من الجوائز، من بينها: جائزة منتدى الأدب لمبدعي الجنوب في القصة القصيرة سنة 2006م. جائزة التميز في مجال الثقافة والفن سنة 2013م. جائزة المهرجان الدولي للرواية بأكادير في القصة القصيرة سنة 2016م. جائزة محمد الحلوي للشعر سنة 2019م. كما حظي بتكريمات وتشريفات عدة من جمعيات ومنظمات ذات الاهتمام بالشأن الثقافي داخل المغرب. رحمة الله عليه، لي الفخر أن أكتب عنه، لا كناقدة، ولا كقارئة، بل كابنة لصديقه ، وكشاهدة على صداقتهما التي كانت شعراً بحد ذاتها.


LE12
منذ يوم واحد
- LE12
البودالي يكتب. عون سلطة وحاجز إسمنت في ممر سيارة طاقم برنامج بطولة الجماهير
حضر عون السلطة لمقدم …عند من جاية هاد الطومويبل ديال التلفزة واش عندهم الرخصة …اسي لمقدم هادي راها قناة ديال الدولة وعندها الترخيص ديال التصوير اسي المقدم. * رشيد البودالي عند وصول طاقم وفجأة، حضر عون السلطة (المقدم) وبدأ بالاستفسار: – 'منين جاية هاد الطوموبيل ديال أجبته بهدوء: – 'آسي المقدم، راه هادي قناة ديال الدولة، وعندها الترخيص القانوني للتصوير.' فرد: – 'وريني الترخيص.' ناولناه الوثيقة، فألقى نظرة ثم قال: – 'مزيان.' سألته بدوري: – 'ولكن آسي المقدم، واش السكان ديال الإقامة عندهم الحق يديروا هاد الحاجز؟' فرد: – 'راه السكان متافقين، وعندهم ولاد صغار.' قلت له متعجبًا: – 'يعني اللي عندو ولادو صغار يحبس الطريق؟ أشنو غنديرو؟' حاولت أوضح له الصورة: – 'آسي المقدم، تصور معايا: وقعت شي حريقة، كيفاش غادي تدخل شاحنة المطافئ؟ ولا وقع شي خطر أمني، كيفاش غادي يدخل البوليس؟' المقدم بدا يتمتم، ما بقى عارف آش يجاوب. قلت له: – 'آسي المقدم، باين أنك باقي عايش بعقلية الستينات.' ما عجبوش الحال وقال لي: – 'أنا عندي السنة الثالثة جامعي، أشريف!' أجبته: – 'ومنين كملتي الثالثة، فين هو تطبيق القانون؟' الخلاصة: بعض السكان، الله يهديهم، كيعتقدوا أنهم كيخدموا الصالح العام، ولكن الواقع أنهم كيرتكبوا أخطاء كارثية. الحواجز العشوائية ماشي حل، بل خطر على الأمن والسلامة ديال الجميع. *عضو طاقم برنامج بطولة الجماهير


طنجة نيوز
منذ يوم واحد
- طنجة نيوز
افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي 'ماطا' للفروسية
افتتحت مساء الجمعة بمدشر زنيد بجماعة أربعاء عياشة، دائرة مولاي عبد السلام ابن مشيش بإقليم العرائش، فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدولي 'ماطا' للفروسية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتميز افتتاح هذه الدورة من المهرجان، التي تحمل شعار 'احتفائية ماطا بربع قرن من الازدهار والتنمية في العهد الميمون لصاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله وأيده'، بحضور وزير التجهيز والماء، نزار بركة، وعامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم، وعدد من المسؤولين المحليين والشخصيات المدنية والعسكرية وفعاليات المجتمع المدني. ويعرف المهرجان، الذي يمتد برنامجه على مدى ثلاثة أيام، مشاركة وفود تمثل عددا من البلدان، بمن فيهم سفراء رواندا وغينيا بيساو وغانا والكونغو الديموقراطية والسودان والبرتغال والكاميرون، إلى جانب دبلوماسيين سابقين. وافتتح المهرجان بعرض لتقديم الفرسان المشاركين في اللعبة وللتعريف بتراث فروسية ماطا، التي تعتبر رمزا للذاكرة الجماعية المغربية وموروثا روحيا يمتد إلى القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش، مؤسس الطريقة المشيشية الشاذلية.