
تحذيرات أممية لواشنطن من استخدام القوة ضد المتظاهرين
حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان من استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين، في وقت أعلنت فيه السلطات الأمريكية توقيف المشتبه فيه، بمقتل مشرّعة ديمقراطية وزوجها بولاية مينيسوتا، بينما كشفت مذكرة رسمية عن توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب لتوسيع حظر السفر ليشمل 36 دولة إضافية.
وفي جنيف، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، السلطات الأمريكية إلى احترام الحق في التجمع السلمي، والامتناع عن استخدام القوة العسكرية في مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة على سياسات الرئيس دونالد ترامب خلال فترة ولايته.
وقال تورك، في كلمته الافتتاحية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس الاثنين: «أحث السلطات على احترام الحق في التجمع السلمي ودعم حقوق الإنسان خلال إنفاذ القانون، بما في ذلك الامتناع عن أي لجوء إلى القوة العسكرية عندما تكون السلطات المدنية قادرة على الحفاظ على النظام العام».
وتأتي تصريحاته بعد إرسال إدارة ترامب قوات مشاة البحرية الأمريكية إلى مدينة لوس أنجلوس لدعم الشرطة المحلية في التعامل مع المتظاهرين، في إجراء نادر الحدوث يُعد تصعيداً لافتاً في التعامل مع الحراك الشعبي.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الأمريكية في ولاية مينيسوتا توقيف المشتبه فيه بمقتل مشرّعة ديمقراطية في مجلس نواب الولاية، وزوجها، بعد مطاردة استمرت نحو يومين.
وقال الضابط في شرطة الولاية جيريمي غايغر: إن «المشتبه فيه أوقف من دون استخدام القوة في بلدة غرين آيل، غرب مدينة مينيابوليس».
ووفقاً لتقارير إعلامية، فإن فانس بولتر (57 عاماً) هو المتهم الرئيسي في الحادث الذي أودى بحياة النائبة ميليسا هورتمان وزوجها، وأدى إلى إصابة السيناتور المحلي جون هوفمان وزوجته في عمليتي إطلاق نار منفصلتين صباح السبت.
وقال حاكم الولاية تيم والز: إن الحادث يحمل «دوافع سياسية واضحة»، مضيفاً أنه يأتي في سياق مناخ سياسي متوتر، تزامن مع نشر الجيش في المدن، وتنظيم عرض عسكري في العاصمة واشنطن حضره ترامب، وأثار احتجاجات في أنحاء متفرقة من البلاد.
وندّد الرئيس ترامب بالحادث، واصفاً إياه بـ«إطلاق النار المروع»، مضيفاً في بيان أن «ما يبدو أنه هجوم متعمد على مشرّعي الولاية لن يتم التسامح معه».
وتزايدت حدة التوتر السياسي والأمني في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، مع احتجاجات واسعة ضد سياسات ترامب، وتنامي الغضب إزاء استخدام القوة العسكرية، في حين لا تزال البلاد تتعافى من محاولة اغتيال استهدفت ترامب نفسه في يوليو/ تموز الماضي خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.
في غضون ذلك، كشفت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية، اطلعت عليها وكالة «رويترز»، أن إدارة ترامب تدرس توسيع حظر السفر ليشمل 36 دولة إضافية. وكانت واشنطن قد فرضت في وقت سابق من الشهر الجاري حظراً على دخول مواطني 12 دولة، بذريعة «حماية الأمن القومي من التهديدات الإرهابية».
وأشارت المذكرة، التي وقعها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إلى أن الدول المرشحة للحظر لم تفِ بالمعايير الأمنية المطلوبة خلال فترة مراجعة مدتها 60 يوماً، وقد تشمل القائمة الموسعة دولاً مثل مصر وسوريا وجيبوتي ونيجيريا وأوغندا وإثيوبيا وتنزانيا وساحل العاج، إلى جانب دول أخرى في إفريقيا وآسيا.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إنها أول من كشف عن هذه المذكرة، محذرة من أن توسيع الحظر قد يثير ردود فعل دبلوماسية واسعة ويزيد من حدة التوتر بين واشنطن وعدد من الدول المعنية. (وكالات)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 36 دقائق
- سكاي نيوز عربية
إيران تبعث رسائل لوقف الحرب واستئناف التفاوض النووي
أبوظبي - سكاي نيوز عربية في الوقت الذي تشتدُّ الضرباتُ والقصف المتبادل بين إسرائيل وإيران في اليوم الرابع من التصعيد، تتسرب أنباء وتتحدث تقارير عن أن إيران أرسلت رسائل عاجلة عبر وسطاء إلى إسرائيل والولايات المتحدة تطلب فيها إنهاء الحرب


صحيفة الخليج
منذ 40 دقائق
- صحيفة الخليج
ترامب: ماكرون ليست لديه أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخطأ عندما قال إنه غادر قمة مجموعة السبع في كندا للعودة إلى واشنطن للعمل على «وقف لإطلاق النار» بين إسرائيل وإيران. وأكد ترامب: ماكرون ليست لديه أي فكرة عن سبب عودتي الآن إلى واشنطن. وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مغادرة قمة مجموعة السبع ليل الاثنين، قبل يوم مما كان مقرراً، بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وكتبت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على إكس «بسبب الأحداث في الشرق الأوسط، سيغادر الرئيس ترامب الليلة بعد العشاء مع قادة الدول». وقالت في بيان مقتضب: إن الرئيس الأمريكي الذي كان من المقرر أن يبقى حتى الثلاثاء في جبال روكي الكندية، «سيعود إلى واشنطن للاهتمام بالعديد من القضايا المهمة». وتأتي تصريحاته بعدما كتب على منصته «تروث سوشال»، «يجب على الجميع إخلاء طهران فوراً». وكان الملياردير الجمهوري البالغ 79 عاماً أكد في وقت سابق أنه سيتم التوصل إلى «اتفاق» بشأن النزاع بين إيران وإسرائيل، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك سيكون نتيجة للعمل العسكري أو المفاوضات.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
ضغوط عسكرية تحاصر طهران وتدفعها نحو التفاوض
وسط هذا المشهد المعقد، تبرز تساؤلات جوهرية حول مدى استعداد إيران للتفاوض من موقع الضعف، وما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستحقق هدف إجبار طهران على المرونة، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والتعقيد. الخيارات المحدودة.. إيران بين المطرقة والسندان يرى الخبراء أن إيران تواجه اليوم خيارات محدودة وصعبة للغاية. وفقاً لأستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية بالإمارات عامر فاخوري، فإن "الإيرانيين أمام خيارين إما أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات وهذا هو الخيار الأفضل، أو أن يستمر القصف الإسرائيلي بدعم مباشر أو غير مباشر من الولايات المتحدة". فاخوري شدد خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية على أن "الضغوط التي يتعرض لها الإيرانيون هي ضغوط بالمعايير الطبيعية ليست ضغوطاً تستطيع أي دولة أن تحتملها"، مضيفا أن "الإيرانيين ليس لديهم الكثير من الأوراق لكي يحركوها على الساحة الدولية". من أبرز التحديات التي تواجه إيران هو التحدي النفسي والسياسي المتمثل في العودة للمفاوضات وهي تحت القصف. يوضح فاخوري أن "العودة إلى المفاوضات يعني أنها تعود وهي لديها الشعور بالانهزام ولديها الشعور أنها مضغوط عليها دولياً". ويؤكد أن "الفصل بين المشهد الحربي العسكري وبين المشهد الدبلوماسي أعتقد بالنسبة للإيرانيين سوف يكون موضوع صعب جداً"، مشيراً إلى أن إيران "تحتاج أن تحافظ على ماء الوجه". قدم الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي تحليلاً نقدياً لسلوك إيران، مؤكداً أن "أزفت الآزفة تأخروا كثيراً كان هناك فرص كبيرة جداً لإيران لتلتقطها". ويضيف أن "الـ60 يوماً التي وضعها الرئيس ترامب كانت فرصة كافية جداً لإيران بأن تأمن على برنامجها النووي". ويتابع آل عاتي: "بالفعل أضاعوا الفرصة... لأنهم يجيدون دائماً التلاعب بالوقت ويجيدون دائماً أخذ المفاوضات، يعتقدون أن الرئيس ترامب كالرئيس أوباما". يسلط فاخوري الضوء على الاستراتيجية الإسرائيلية طويلة الأمد، موضحاً أن "عقيدة بيغن تقول باختصار أن بعض الدول في الشرق الأوسط والشرق الأوسط بالمجمل يجب أن يكون شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية باستثناء إسرائيل". ويشير إلى أن "تطبيقاً لعقيدة بيغن قامت إسرائيل عام 1981 بقصف المفاعل النووي العراقي تموز ثم بعد ذلك قامت بقصف 2007 المفاعل النووي السوري"، مضيفاً أن إسرائيل تسعى الآن "للقضاء على البرنامج النووي الإيراني". تؤكد مديرة مكتب صحيفة الشرق الأوسط في واشنطن هبة القدسي أن "الرئيس ترامب أعطى الضوء الأخضر للضربات الإسرائيلية" بهدف "إجبار إيران على إبداء المرونة في المفاوضات وإجبارها على المجيء إلى طاولة المفاوضات من منطلق الطرف الضعيف". وتضيف القدسي أن "الضربات الإسرائيلية كانت ضربات مفاجئة ودقيقة وصادمة للداخل الإيراني"، مشيرة إلى أن إدارة ترامب "تقدم ببعض المقترحات التي تحفظ ماء الوجه للجانب الإيراني وتحقق لإيران بعض المكاسب المالية من خلال رفع العقوبات مقابل التوقف عن تخصيب اليورانيوم". العقد الجوهرية.. اليورانيوم وحق السيادة يحدد فاخوري النقاط الأساسية للخلاف في المفاوضات، موضحاً أن "الخلاف كان على نقطتين أساسيتين: النقطة الأولى متعلقة بتخصيب اليورانيوم والنقطة الأخرى متعلقة بماذا نفعل بكميات اليورانيوم التي تم تخصيبها في إيران". ويؤكد أن "الإيرانيين مصممون أن لديهم حقاً بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الحق بتخصيب اليورانيوم وهذا الحق يعتبره حق مقدس وحق سيادي"، مشيراً إلى أن "نسبة التخصيب التي وصل إليها الإيرانيون حوالي 60 بالمائة، يعني هم ليسوا بعيدين عن النسبة المطلوبة ل تخصيب اليورانيوم لغايات عسكرية". يبرز آل عاتي الجهود الخليجية في الوساطة، مؤكداً أن "الجهود الآن تنصب على مجلس التعاون الخليجي والاجتماع الوزاري الذي انعقد اليوم البيان شديد اللهجة الذي صدر من كل العواصم الخليجية". ويشير إلى أن "الاتصالات الهاتفية التي أجراها سمو ولي العهد السعودي مع الرئيس الأميركي ومع الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي كل ذلك بالفعل يدل على أن السعودية ومعها المنظومة الخليجية تسعى لأن تخلق حالة من الأجواء التي تسمح بفتح مسارات للتهدئة". الخطوط الحمراء.. نقاط اللاعودة يحذر فاخوري خلال حديثه من تجاوز إيران لما يسميه "الخطوط الحمراء"، موضحاً أن هذا يشمل "إغلاق المياه الدولية" أو "الاعتداء على القواعد الأمريكية في المنطقة" أو "الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية". ويؤكد أن "هذه الخطوط الحمراء إذا تجاوزتها إيران نكون نحن في مرحلة أستطيع أن أسميها اللاعودة أو على الأقل العودة لكن بعد سنوات طويلة جداً". التوقيت الحرج.. نافذة ضيقة للحل يرى آل عاتي أن التوقيت عامل حاسم، مشيراً إلى أن "القواعد العسكرية الإسرائيلية الآن التي تعمل لضرب إيران تحتاج على الأقل إلى أسبوع ليتم إسكاتها"، مضيفاً أن "القادة العسكريين لن يسمعوا للسياسيين قبل مضي أسبوع أو أسبوعين". ويؤكد ضرورة "تحقيق توازن جديد على الأقل أن تبدو إيران مهزومة" كشرط لبدء أي مفاوضات جدية. مستقبل غامض بين الحرب والدبلوماسية تقف إيران اليوم أمام مفترق طرق حاسم، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الضرورات الدبلوماسية في معادلة معقدة تحدد مستقبل المنطقة. فبينما تشير كل المؤشرات إلى أن الضغوط المتزايدة قد تدفع طهران نحو المفاوضات، تبقى المسألة الأساسية هي قدرة الأطراف المختلفة على الفصل بين المسار العسكري والمسار الدبلوماسي. إن نجاح أي مفاوضات مستقبلية لن يعتمد فقط على مرونة إيران أو شروط الولايات المتحدة، بل على قدرة المجتمع الدولي على إيجاد صيغة تحفظ كرامة جميع الأطراف وتضمن الأمن الإقليمي. وفي ظل التعقيدات الحالية، يبدو أن الطريق نحو حل دبلوماسي مستدام لا يزال محفوفاً بالتحديات والمخاطر، مما يتطلب حكمة استثنائية من جميع الأطراف المعنية لتجنب انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع قد تكون تداعياته كارثية على الجميع.