الساكت: خطاب جلالة الملك وثيقة أخلاقية في زمن الانحدار والخذلان الدولي
* الساكت: جلالة الملك من أوروبا يصرخ بوجه العالم – إذا صمتتم عن غزة، فلستم إنسانيين بعد اليوم
* الساكت: في لحظة سقوط القيم… جلالة الملك يحذّر أوروبا ويعيد تعريف معنى الإنسان
* الساكت: بين القانون والقوة… الملك وضع العالم أمام مرآته الأخلاقية بلا مجاملة
* الساكت: من قلب البرلمان الأوروبي… جلالة الملك يدق ناقوس القيم في وجه الصمت العالمي
* الساكت: خطاب جلالة الملك وثيقة أخلاقية في زمن الانحدار والخذلان الدولي
عمون - قال عضو غرفة صناعة عمّان، المهندس موسى الساكت، إن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي لم يكن مجرّد موقف بروتوكولي، بل كان صرخة ضمير في وجه نظام دولي يوشك أن يفقد آخر ما تبقى له من إنسانيته. وأوضح الساكت أن جلالة الملك لم يهادن في خطابه، بل واجه العالم بحقيقة موجعة: إذا صمتنا جميعًا عن غزة، فإننا لا نستحق أن نُسمّى بشراً بعد اليوم.
وأشار الساكت إلى أن جلالة الملك اختار أن يبدأ من الجذر لا من الفروع، فابتعد عن التفاصيل السياسية المعتادة، وذهب مباشرة إلى البوصلة الأخلاقية. لقد تحدّث عن عالم تتداخل فيه الحدود بين الجريمة والعقاب، وتختلط فيه صورة الجلاد بالضحية. وأضاف الساكت: "جلالته قالها بصراحة تامة: نفقد حينها قدرتنا على التمييز بين الحق والباطل. وهذه ليست جملة بل صفعة للعالم المتواطئ مع العنف بالصمت".
وكشف الساكت أن جلالة الملك، من على منبر البرلمان الأوروبي، وضع أوروبا أمام مرآتها الأخلاقية، حين ذكّرها بتجربتها بعد الحرب العالمية الثانية، حين انتصرت للكرامة لا للانتقام، وللقانون لا للفوضى. وأضاف أن هذا التذكير لم يكن حنيناً للماضي، بل تحذيراً للمستقبل من أن يتحول القانون الدولي إلى أداة فارغة بيد الأقوياء، لا ميزان عدل لجميع الشعوب.
وأكد الساكت أن فلسطين كانت في قلب الخطاب، لا كورقة سياسية بل كجرح مفتوح في الضمير العالمي، مضيفاً أن الملك لم يتحدث عن غزة كمنطقة جغرافية، بل كاختبار أخلاقي صارخ للعالم. وقال الساكت: "أول صاروخ على مستشفى في غزة صدم البشرية، لكن بعد شهور من القتل والتدمير، باتت المجازر تمرّ بلا ذِكر. هذا انحدار لا يليق بعالم يدّعي الحضارة".
وتابع: "الملك سأل العالم: كيف يعقل لإنسانيتنا أن تسمح بأن يصبح ما لا يمكن تصوره أمراً اعتيادياً؟… وهذا السؤال لا ينتظر إجابة، بل موقفاً".
وأشار الساكت إلى أن جلالة الملك لم يُحمّل غزة وحدها معنى المعركة، بل قالها بوضوح: هذه ليست معركة حدود بل معركة قيم. وأضاف أن الملك وصف المشهد العالمي بدقة حين قال إننا على مفترق طرق: إمّا أن نحكم بالقانون أو نحكم بالقوة، إمّا أن نختار المبدأ أو نركض خلف السلطة. وهذا الكلام، وفق الساكت، يلخّص لحظة تاريخية تعيشها البشرية، لحظة يتقرّر فيها مصير النظام الأخلاقي العالمي.
وتحدث الساكت عن موقف الأردن، وقال إن جلالة الملك لم يأتِ ليطلب أو يُجامل، بل ليرسم صورة الشريك لا التابع. وعندما قال: يمكنكم الاعتماد على الأردن كشريك قوي لكم، كان يعرض رؤية قائمة على الاعتدال، وعلى أن التنمية هي مفتاح الأمن، وأن استمرار إنكار الحقوق الفلسطينية سيولّد الفوضى لا الاستقرار.
وتوقف الساكت عند تأكيد جلالة الملك على الوصاية الهاشمية والعهدة العمرية، مؤكداً أنها ليست رمزية سياسية، بل التزام تاريخي وأخلاقي بحماية المدينة ومقدساتها. وقال إن القدس ليست نزاعًا دينيًا أو سياسيًا، بل عنوان توازن عالمي، ومن يعبث بها يعبث باستقرار المنطقة والعالم.
وختم الساكت بالقول إن جلالة الملك لم ينهِ خطابه بجمل دبلوماسية، بل برسالة جامعة: "إن الطريق الذي نسلكه للارتقاء بأنفسنا لا يمكن أن يكون ممهداً بالتقدم التكنولوجي أو الإنجازات السياسية وحدها، بل إنه يصنع بالخيارات التي نتخذها كل يوم كأفراد وقادة".
وقال الساكت إن هذه العبارة تختصر جوهر الخطاب، وتضع العالم أمام مرآته: فإما أن ننقذ ما تبقى من إنسانيتنا، أو نترك العالم يغرق في الدم والفراغ الأخلاقي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
جلالة الملك في أوروبا: حين يكون السلام موقفًا
قبل خمس سنوات، وقف جلالة الملك في ذات القاعة، يطلب من العالم أن يتذكّر أن العدالة لا تُؤجَّل، وأن السلام لا يكون إلا حين تُصان الكرامة الإنسانية، وأن المنطقة لم تعد تحتمل انتهاكًا لحقوق الإنسان. واليوم، يعود الملك إلى أوروبا ليُعيد التذكير بأن ما تم تجاهله آنذاك، كلّف العالم أثمانًا مضاعفة على الصعيدين الإنساني والسياسي. خطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي كان تتويجًا لموقف طويل، يُقال فيه ما يلزم قوله في زمن يتقدّم فيه العالم نحو مستقبل غامض: تكنولوجيا تنفلت من التنظيم، شباب يواجهون انسداد الأفق، وقضايا عادلة تتآكل تحت وطأة الانحيازات. في هذه اللحظة السياسية الحرجة، استدعى الملك المغطس، ليس كموقع أثري فقط، بل كأثر حيّ على ما يمكن لدولة ذات مضمون روحي تحترم التعددية أن تقدّمه للعالم. من العهدة العمرية إلى رعاية المقدسات، ومن المغطس إلى ستراسبورغ، روى الأردن سيرة دولة تحفظ التنوع، تحمي الآخر، وتبني السلام كأسلوب حياة. وحين تحدث جلالة الملك عن القيم المشتركة بين الأديان، كان يؤكد على ما التزمه الأردن في أصعب المراحل: ثبات الرؤية، ووحدة النبرة. أوروبا التي اختارت طريق السلام بعد الحرب العالمية الثانية، كانت حاضرة في الخطاب كموقع له دور أساسي في الحفاظ على توازن عالمي مستقر. ولهذا شدد جلالة الملك على أن الأردن جاهز ليقدم شراكة استراتيجية في الرؤية، وفي تحديد معايير التعامل مع الأزمات. الشراكة، كما قدمها الخطاب، هي تقاطع استراتيجي في فهم أعمق لشكل العالم المنشود. وفي الترحيب الأوروبي بالملك، إشارات واضحة لثقة دولية بدور الأردن في استضافة اللاجئين، ومواجهة أزمات معقدة دون التخلي عن المبادئ. أما الحديث عن فلسطين، فقد كان ترسيخًا لمسؤولية عالمية لا يجوز التهرب منها. أوروبا تملك من التجربة ما يُمكّنها أن تكون مرجعية للتوازن، والأردن أكد استعداده ليكون شريكًا حقيقيًا في هذه المهمة. وفي لحظة غياب القانون الدولي تحت ركام الأحداث، جاءت لغة الخطاب حاسمة في وصف المجاعات، والاحتلال، والاستهداف المنهجي. فالمعركة لم تعد جيوسياسية فقط، بل أخلاقية في جوهرها. ووسط الحروب، تبقى تلك الأرض راسخة تحرس القيم، لا تقبل أن يكون جوّها معبرًا لحرب. جلالة الملك ثبّت هذا النهج في مواقف متعددة، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أن المجال الجوي الأردني هو امتداد لسيادة تنطلق من الأخلاق، لا الحسابات فقط. انتهت الكلمة، ولكن بقيت كل كلمة حاضرة لكل من سمعها. لأن كل من تابعها، شعر أن جلالة الملك لم يكن فقط يقدّم موقفًا أردنيًا، بل يُعيد طرح السؤال الجوهري: ماذا تبقّى من ضمير العالم؟ وكيف يمكن لدولة ذات إرث ورسالة أن تحافظ على بوصلتها الأخلاقية وسط كل هذه التحديات؟ والجواب كان في الخطاب ذاته: حين تختار دولة أن تدفع كلفة السلام، وأن تقول ما تؤمن به بثبات وكرامة، فإن حضورها يُقاس بثقة العالم في مبادئها التي ظلّت صامدة وسط أزمة المصالح. وهذا ما قاله الملك في ستراسبورغ. وهو ما يفعله الأردن… في كل مرة.

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
الدكتور عبدالسلام عطوة الفندي .. مبارك الترقية
عمون - يتقدم السيد معتصم محمود العبادي بأسمى آيات التهنئة و التبريك إلى العزيز على القلب الدكتور عبدالسلام عطوة الفندي بصدور قرار رئيس مجلس العمداء في جامعة العلوم التطبيقية بمنح عميد كلية الشريعة و الدراسات الاسلامية الدكتور عبدالسلام الفندي درجة الأستاذية (بروفيسور) في تخصصه الحديث الشريف و علومه تهنئة ملؤها الحب والتقدير مقرونة بالدعاء والتوفيق ومزيداً من النجاح والتميز في المنصب الجديد منها للأعلى إن شاء اللّه نفع اللّه بك الأمة و الإسلام


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
'خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي'
صراحة نيوز- بقلم /الدكتورة والباحثة السياسية: تمارا الزريقات ها هو الأردن، بقيادته الحكيمة، يسطر صفحة جديدة في كتاب المجد والفخر؛حين صفق البرلمان الأوروبي لجلالة الملك، لمعت العيون لتعكس ببريقها اعتزازنا بقيادتنا، في ظل إقليم ملتهب تتصاعد فيه الأحداث على نحو غير مسبوق؛ إلا أن ربان السفينة وقبطانها يبحر بنا، في كل مرة، إلى برّ الأمان… صفق الجميع احترامًا لمكانة شخصية سياسية تقول ما يجب أن يُقال، حين يصمت الآخرون؛صفقوا لقائدنا الذي حذّر، من ذات المنبر، من تبعات الانهيار الأخلاقي قبل خمس سنوات، ويعود اليوم ليقول: 'ها نحن في قلبه'. صفقوا للموقف الثابت على مرّ العقود، وللمبدأ السياسيّ والأخلاقي في عالم مرتبك. من على منبر البرلمان الأوروبي، جاءت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني بوصفه قائدًا يمثل ما تبقى من اتزان عالمي؛منبّهًا إلى اختلال أخلاقي يحرف البوصلة الأخلاقية العالمية على نحو يهدد الإنسانية، في إدانة دقيقة لانحدار المعايير، ولتواطؤ العالم بالصمت، وللعجز الجماعي عن وقف ما يُعاد تعريفه يومًا بعد يوم على أنه 'اعتيادي'. منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية، لم تتغيّر البوصلة: السلام العادل، والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل، والتسامح؛ كقيم مشتركة، راسخة، متجذّرة، آمن بها الأردن، وشكّلت الرافعة والبناء الحقيقي لمبادئنا الوطنية؛ وهي ذات القيم التي تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تعهّد الهاشميون بحماية هويتها التاريخية متعددة الأديان من أي اعتداء. إن ما يميّز خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ، أنه لم يكن مجرّد عرض للموقف الأردني، بل كان نداءً صريحًا لمراجعة المواقف الدولية وتحمّل المسؤولية الأخلاقية. خطاب جاء ليُعيد التذكير بالثوابت الإنسانية والقيم المشتركة، ويُسلّط الضوء على الحاجة إلى التوازن بين القول والفعل في السياسات العالمية؛ وقد أكّد جلالته ، من هذا المنبر الدولي، أن القيادة الحقيقية تُقاس بالثبات على المبادئ، والقدرة على التعبير عن الموقف الأخلاقي بوضوح والدفاع عن قضايا الشعوب وحقها في الكرامة والعدل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. خطاب يمكن توصيفه بأنه يحاكي العقل والمنطق الإنساني، ويستحضر التجارب التي مرّ بها العالم، والوصفة الأخلاقية الناجعة لتجاوز الحروب والويلات على مرّ التاريخ؛ فعندما تطرّق جلالته إلى التجربة الأوروبية أعقاب الحرب العالمية الثانية، أعاد للأذهان كيف أن أوروبا استنتجت أن الأمن الحقيقي يكمن في قوة القيم المشتركة،وأن السلام الذي تفرضه القوة أو الخوف لن يدوم أبدًا؛ وبأنها أدركت أن ما يجمعهم أعظم بكثير مما يفرّق بينهم، فأعادوا بناء الركائز التي تأسست عليها مدنهم؛ واختاروا الكرامة الإنسانية عوضًا عن الهيمنة، والقيم عوضًا عن الانتقام، والقانون عوضًا عن القوة، والتعاون عوضًا عن الصراع؛ واليوم، يجب أن يدرك مجتمعنا العالمي أهمية ذلك، وكيفية تعاملنا مع الخلافات، والقيم التي يجب على الجميع ترسيخها لبلدانهم وشعوبهم. والمتأمل لمضمون الكلمات يجد أنها بمثابة دعوة عالمية لضرورة الاصغاء لصوت العقل والضمير، فجاءت كلماته من موقع التشارك في القيم الإنسانية الجامعة، وفي طليعتها تلك التي تتقاطع فيها الأديان السماوية: الإسلام، والمسيحية، واليهودية؛ قيم الرحمة والعدالة والاحترام المتبادل؛ وبالتالي يمكن أن يُقرأ خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ بوصفه 'وثيقة موقف أخلاقي' من قائد دولي مسؤول، يُمثّل دولة تحترم نفسها وموقعها؛ رجل في السياسة، وازنٌ في الموقف، عادلٌ في الكلمة، أخلاقيٌّ في القيادة. هو خطاب لا يُكرَّر كثيرًا، لأن قليلين اليوم من يستطيعون التحدث بلغة الأخلاق؛ ومن موقع الشرعية الأخلاقية والسياسية، ولهذا تحديدًا… صفق له من يعرف معنى السياسة حين تصبح أداة لحماية الإنسان، لا أداة للأزمات. ومن موقعنا، نحن أبناء هذا الوطن، من عمان التي تُحبك وتفخر بك، نقول لك يا سيدنا: