
سماح حمادي.. متعددة المواهب تتنقّل بثقة بين الملاعب
في عالم الرياضة، كثيرون يتخصصون في مجال واحد، ويقضون سنواتهم بين التدريبات والمنافسات ضمن نطاق ضيّق، لكن هناك استثناءات تستحق أن تُروى قصتها.. من بين هؤلاء، تبرز سماح حمادي بن العربي، الرياضية التونسية المقيمة في دولة الإمارات، التي قررت منذ بداياتها ألا تحصر نفسها في أدوار اللعب أو التدريب فقط، بل وسّعت نطاق حضورها لتشمل مجالات أخرى مثل التحكيم والإعلام، فصنعت لنفسها اسماً ومكانة فريدة في الوسط الرياضي.
وفي تصريحاتها لـ«البيان»، أعربت سماح عن امتنانها لهذه الرحلة متعددة المحطات، قائلة: «بداياتي كانت في المدرسة، كنت متميزة في الرياضة، خاصةً في ألعاب القوى والجري.. أشارك في سباقات 100 متر وتتابع، وخضت العديد من البطولات المدرسية، ومع مرور الوقت، ازداد شغفي بالرياضة بشكل عام، ولذلك اخترت دراسة التربية الرياضية في الجامعة، وتخصصت في ألعاب القوى، تحديداً اختصاص سباقات السرعة والتتابع، بالرغم من اعتراض عائلتي في البداية، لرغبتهم في أن أصبح محامية باعتباري كنت من الأوائل في الدراسة، إلا أنهم بعد ذلك شجعوني ودعموني لأحقق حلمي في المجال الرياضي».
من تونس إلى دبي، حملت سماح شغفها معها، وسرعان ما وجدت في الإمارات بيئة مثالية للنمو المهني.. قائلة: «كانت بدايتي في الإمارات فرصة مميزة شكلت منعطفاً مهماً في مسيرتي الرياضية، انتقلت للعمل هنا في إطار التعاون الفني بين وزارة التربية في الإمارات ووزارة الرياضة في تونس، حيث تم انتدابي واختياري ضمن برنامج يهدف إلى استقطاب الكفاءات وتبادل الخبرات».
وتابعت: «ما جذبني أكثر هو رؤية الإمارات الواضحة في دعم الكفاءات وتوظيف الخبرات العربية والعالمية لتطوير الرياضة في المدارس وفي الدولة بشكل عام، شعرت بالفخر لكوني جزءاً من هذا التوجه الإيجابي، وأصبحت حريصة على تقديم كل ما أستطيع لدعم وتطوير القطاع الرياضي في الإمارات وتحقيق أثر إيجابي في المجتمع».
أكثر من عشر سنوات قضتها سماح في تدريب فريق المدارس بدبي، حيث بدأت مسيرتها من خلال برنامج «الأولمبياد المدرسي» الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم، وكان موجهاً للطلبة الإماراتيين، وأسهم في تأسيس مراكز تدريب لرياضات متعددة، من بينها القوس والسهم، الرياضة التي وجدت فيها سماح شغفها الجديد، لتصبح لاحقاً من أبرز أسمائها، قائلة: «تجربتي مع فريق مدارس دبي للقوس والسهم كانت مميزة جداً.. خلال هذه المرحلة، حرصت على المشاركة في جميع الدورات التدريبية التي نظمتها الوزارة وجمعية القوس والسهم، إلى أن تأسس اتحاد الإمارات للقوس والسهم الذي فتح آفاقاً أكبر لتطوير هذه الرياضة في الدولة».
سماح تعمل حالياً مدرسة تربية رياضية، وهي حكمة معتمدة من اتحاد الإمارات للقوس والسهم، كما تتعاون بشكل حر مع قنوات دبي والشارقة في التعليق على البطولات الدولية.. وعن كيفية التوفيق بين كونها مدربة، حكمة، ومعلّقة رياضية، أوضحت سماح: «بالنسبة لي، هذه الأدوار تمثل شغفاً متكاملاً يعكس حبي للرياضة وحماسي لمشاركة خبرتي، شاركت في جميع الدورات التدريبية والتحكيمية التي نظمتها الجهات المختصة في الدولة، وحرصت أيضاً على تطوير مهاراتي الإعلامية من خلال الالتحاق بعدد من الدورات المتقدمة، ورغم ازدحام الجدول أحياناً، تعلمت أن التنظيم الجيد للوقت هو سر النجاح».
وعن تعدد مشاركاتها في رياضات أخرى مثل الزومبا، الرجبي، السباحة، قالت سماح: «أنا شخص يحب التطوير الذاتي وأرفض الروتين، لذلك أبحث دائماً عن تعلم شيء جديد يثري تجربتي ويزيد من مهاراتي.. انطلقت بشغفي هذا من تونس، حيث بدأت مشاركتي في العمل الرياضي من خلال المساهمة في تنظيم فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ثم اتجهت لاحقاً إلى التحكيم في الراليات، وعندما جئت إلى الإمارات، وجدت بيئة مثالية تسمح لي بتوسيع خبراتي».
أما عن واقع رياضة المرأة في الإمارات، فقالت سماح: «شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، بدعم حكومي قوي شمل معظم الرياضات، هذا الدعم لم يكن فقط على مستوى توفير البنية التحتية والتجهيزات، بل شمل أيضاً تنظيم البطولات المحلية والدولية، وفتح المجال أمام الفتيات للمشاركة والتدرّب والتألق، نرى اليوم نتائج هذا الاهتمام واضحة في تميّز اللاعبات الإماراتيات، خاصة في رياضات مثل القوس والسهم، والجوجيتسو، والفروسية، وغيرها من الرياضات التي باتت تحصد فيها الدولة الميداليات والمراكز المتقدمة».
وفي ختام حديثها، عبّرت سماح عن طموح إعلامي تحمله منذ سنوات، قائلة: «أحلم بأن أعلّق يوماً إلى جانب المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي في إحدى مباريات كرة القدم، ليس الهدف فقط تحقيق حلم شخصي، بل لأنني مؤمنة بأن وجود المرأة في هذا المجال يمكن أن يكون مؤثراً، وأنها قادرة على إثبات نفسها والتألق في عالم التعليق الرياضي، تماماً كما تفعل في مجالات أخرى».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
1227 ذبيحة في مقاصب رأس الخيمة
رأس الخيمة: «حصة سيف» سجّلت مقاصب رأس الخيمة الأربعة إجمالي 1227 ذبيحة في يوم عرفة، توزعت على كل من المقصب المركزي في الفلية، ومقصب رأس الخيمة والغيل وشوكة. وأكد الدكتور ماجد الدسوقي، مدير قسم الرقابة والخدمات البيطرية في بلدية رأس الخيمة، أن إحصائية المقصب المركزي في الفلية بلغت 931 رأساً، تنوعت بين 923 من الأغنام، و6 من الأبقار، إضافة إلى جملين. وأضاف أن مقصب رأس الخيمة سجل 111 ذبيحة من الأغنام، بينما بلغ عدد الذبائح في مقصب الغيل 82 رأساً من الأغنام وبقرة واحدة، وسجّل مقصب شوكة 102 رأس من الأغنام. في سياق متصل، شهدت حديقة صقر العامة، كبرى حدائق الإمارة، إقبالاً كبيراً من الزوار في أول أيام عيد الأضحى، واستقطبت الألعاب الترفيهية الأطفال والكبار على حد سواء.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
فريق أبوظبي الرياضي لسيدات الكرة يواصل انتصاراته
واصل فريق نادي أبوظبي الرياضي لكرة القدم النسائية انتصاراته الكروية عقب إعلان تتويجه بلقب دوري الإمارات لكرة القدم للسيدات لموسم 2024 - 2025، وذلك قبل أسبوعين من ختام دوري الإمارات للسيدات لكرة القدم، بفوزه في مباراته قبل الأخيرة في ختام موسمه الكروي على فريق (مبادرة) لسيدات الكرة بنتيجة 4-صفر، وسجل الأهداف أريج الحمادي، ونانا سوني، وتيتي كور (هدفين)، وتبقت للفريق مباراة ختامية في أمام فريق أمباير لسيدات الكرة للتتويج الرسمي. ونال مؤسس كرة القدم النسائية الإماراتية درع الدوري بدون هزيمة أو تعادل في المرحلتين، ليحقق الفريق الذهبي إنجازاً في سجلات الكرة النسائية، بإشراف المدربة سارة حسنين، والمدربة المساعدة وفاء نشعى، والطاقم المساعد، ومديرة الفريق ديما الإبراهيم التي رافقت مسيرة الفريق منذ ميلاده في 2005. ويسجل للفريق هذا الموسم بلوغ الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا لسيدات الكرة كأول فريق إماراتي للسيدات يبلغ تلك المرحلة.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
إدارة البطائح توزع الحقائب الإدارية بعد عيد الأضحى
يعقد مجلس إدارة شركة البطائح لكرة القدم بتشكيله الجديد اجتماعاً مهماً عقب أيام عيد الأضحى المبارك، لتوزيع الحقائب الإدارية، وبدء المهام التي ستوزع على الأعضاء، وتشكيل فرق العمل، بعدما سبق وعقد اجتماعاً قبل العيد مباشرة برئاسة محمد عبدالله بن حليس الكتبي، وذلك بمقر النادي بمنطقة البطائح، وتم خلاله استعراض الخطة الاستراتيجية ومتطلبات الشركة للمرحلة المقبلة. ورفع محمد عبدالله بن حليس الكتبي، رئيس مجلس إدارة نادي البطائح الثقافي الرياضي رئيس شركة البطائح لكرة القدم، أسمى آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على الثقة ومباركته ودعمه الكبير للرياضة وللرياضيين في إمارة الشارقة، كما توجه مجلس الإدارة بالشكر الجزيل لسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، على دعمه ومتابعته للحركة الرياضية في الإمارة، وإلى سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، نائب رئيس المجلس التنفيذي، وإلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، على دعمهم ومتابعتهم للرياضيين في الإمارة. كما توجه مجلس الإدارة إلى مجلس الشارقة الرياضي بالشكر على الجهود المبذولة في سبيل تطوير الرياضة في الإمارة، وحض محمد عبدالله بن حليس الكتبي الأعضاء على بذل الجهد والعمل كفريق واحد للوصول للأهداف المرجوة والموضوعة لشركة كرة القدم وللفريق الأول، وتقدم المجلس بالشكر الجزيل لمجلس إدارة الشركة السابق برئاسة خلفان سيف المسافري، لمجهوداتهم السابقة في النادي.