
من يقف خلف المؤامرة البيئيّة في القبيات؟ غابات الشوح الدهريّة مُهددة فهل يبقى الفاعل مجهولاً؟
ليس اصعب على اهل البيئة ومناصريها، من أن يقفوا امام غابات دهرية تلتهمها النيران وتقضي على ثروة وطنية هي اساس في دورة الحياة الطبيعية.
والاصعب حين تكون الغابة من الشوح الناريخي والصنوبر والسنديان واللزاب، فكيف بالحريق الاخير الذي كاد يطيح بغابة الشوح في القبيات لولا استنفار عام على كل المستويات واندفاعة بالغة الاهمية للجيش والدفاع المدني ومجلس البيئة في القبيات والاهالي الذين شكلوا فريقا انتحاريا لانقاذ غابتهم من نيران لا تزال التحقيقات جارية لكشف اسبابها سواء كانت عمدا او لاهمال، وكلاهما جريمة بحق البيئة والثروة الحرجية، توازي جريمة الخيانة العظمى.
لايام عدة، تضافرت الجهود فأخمد الحريق المتكرر، حيث يوضح رئيس مجلس البيئة في القبيات الدكتور انطوان ضاهر ان الحريق بدأ صغيرا وجرى اخماده، لكنه عاد فاشتعل بعد يومين،وايضا اخمد، ثم اندلع مجددا للمرة الثالثة، لعل السبب هبوب الرياح، وهذه المرة امتدت النيران من محلة نقل الصنوبر الى جورة الخيمة في غابات عكار على علو يتراوح بين 1300 الى 1500 م عن سطح البحر.
ويوضح ضاهر، انها المرة الاولى التي تصل النيران فيها الى غابة الشوح.
لا يستطيع ضاهر تحديد الاسباب عما اذا كانت بفعل فاعل، او بسبب الاهمال عن غير قصد، لكن في الواقع ان الجريمة قد وقعت، ولا بد من كشف الفاعلين، وقد توجهنا بطلب المساعدة من وزيري الداخلية والبيئة، لاجراء التحقيقات وجرى الادعاء من قبل بلدية القبيات مع طلب التشدد بالعقوبات".
حسب اوساط اهلية، ان موسم الحرائق في غابات عكار، خاصة في القبيات وعندقت، قد بدأ، وانه ليس بعيدا عن هذه الحرائق من هو بموقع الشبهة على مستويين:
المستوى الاول، هناك من يسعى لتوسيع اراضيه على حساب غابة مجاورة، والمستوى الثاني، تجار الحطب وهم موضع شبهة، بحيث يسعون للاستفادة من غابات محروقة لانتاج الفحم.
وهنا يرى الدكتور ضاهر، ان المطلوب من وزارتي الداخلية والبيئة حماية الغابات بمتابعة دقيقة ودؤوبة لملف الحرائق وكشف الفاعلين، وعلى يقين ان المتابعة لا بد ستفضي الى كشف الفاعلين، وإلا كيف تستطيع الدولة من توقيف اي مواطن خلال ربع ساعة عند ارتكابه هفوة شتم او ذم لسياسي؟ بينما مرتكب الحرائق يبقى دون ملاحقة؟ بل ويجهل رغم القدرة الفائقة على كشفه.
يكشف الدكتور ضاهر انه جرى انشاء برج مراقبة منذ ثلاثين سنة في غابات القبيات هو الاول من نوعه في لبنان، ويتولى العمل فيه اثنان يتناوبان على المراقبة في هذه الفترة، والحاجة ماسة الى ابراج مراقبة اخرى والى عناصر شرطة احراج للقيام بمهام المراقبة على مدار الساعة.
ويضيف ضاهر ان المطلوب هو منع تجار الحطب وكافة المواطنين من الدخول الى المواقع التي احترقت واصبحت هياكل من حطب محروق وذلك لمدة سبع سنوات لاتاحة الفرصة لاعادة انبات الشجر، ولمنع تجار الحطب من التسلل واقتطاع الحطب.
ويعول ضاهر كثيرا على وزارتي الداخلية والبيئة، لاتخاذ اقصى العقوبات بحق المرتكبين والعمل على كشفهم، ثم المطلوب زيادة عناصر حراس الغابات والتنسيق مع البلديات والجمعيات المعنية بالبيئة.
وفي هذا السياق اصدرت بلدية طرابلس بيانا اعلنت فيه عن سلسلة اجراءات فورية وخطوات على النحو التالي :
1ـ تقدمت البلدية بشكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية في الشمال، حيث تم مباشرة التحقيقات لكشف ملابسات الحريق وتحديد المسؤوليات.
2ـ تكليف خبير متخصص بإعداد تقرير علمي شامل يوضح أسباب الحريق وتداعياته البيئية على المنطقة.
3ـ تأمين الدعم اللوجستي الكامل لفرق الإطفاء العاملة على الأرض، من آليات ومؤن وتجهيزات لازمة لضمان فاعلية التدخل.
4ـ تشكيل فريق مراقبة ميداني لمتابعة موقع الحريق بشكل دائم، بهدف منع تجدده وضمان السيطرة التامة عليه.
وسيُستتبع ذلك بإجراءات إضافية يُعلن عنها في الوقت المناسب.
وفي سياق متابعة تداعيات الكارثة البيئية، زارت وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين موقع الحريق، يرافقها الدكتور شادي عبد الله، رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية. وكان في استقبالها نائب رئيس بلدية القبيات، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات اتحاد عكار الشمالي، ورئيس مجلس البيئة، إضافة إلى عدد من الناشطين البيئيين.
والتقت الوزيرة والوفد المرافق بعناصر الدفاع المدني، ومأموري الأحراج، والمتطوعين، وعدد من أهالي القبيات، وشددت الوزيرة على ضرورة فتح تحقيق شفاف وشامل لتبيان أسباب الحريق، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تورطه، مؤكدةً أن أي تهاون سيتم التعامل معه بحزم وفق الأطر القانونية المرعية.
واكدت بلدية القبيات التزامها الكامل بحماية بيئتها وأهلها، داعية إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث، والعمل على وضع خطة استجابة متكاملة تحصّن المنطقة من المخاطر البيئية المستقبلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 41 دقائق
- الديار
تدابير سير في الضاحية الجنوبية غداً
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت المديرية العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة، أنه "بتاريخ 6-7-2025، وبمناسبة إحياء مراسم اليوم "العاشر" من ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سيشارك جمع غفير من المواطنين، ستتّخذ المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي التدابير التّالية: أولاً: إقفال كافة المداخل المؤدية الى الضاحية الجنوبية امام جميع الآليات والدراجات الآلية على اختلاف أنواعها، اعتباراً من الساعة 2،00 من فجر يوم الأحد بتاريخ 6-7-2025 لحين الانتهاء من المراسم، على ان يسمح فقط للسيارات الخفيفة والدراجات الآلية بالدخول الى الضاحية من المداخل الثلاثة التالية: مدخل مكتب النواب – طريق المطار قرب مطعم TASTYBEES مقابل مبنى اتحاد بلديات الضاحية. حاجز الكوكودي بجانب سور المطار. حاجز البركات في محلة التيرو قرب خزانات المطار. ثانياً: اقفال جادة عماد مغنية بالاتجاهين من مستديرة الصياد شرقاً ومن طريق المطار القديم غرباً، اعتباراً من الساعة 5،00 من صباح يوم الأحد بتاريخ 6-7-2025 ولحين الانتهاء من المراسم. ثالثاً: إقفال طريق المطار القديم امام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى – المسلك الشرقي وتحويل السير الى المسلك الغربي والطرق الفرعية'. وطلبت المديريّة 'من المواطنين أخذ العلم والتّقيّد بهذه التدابير وبتوجيهات وإرشادات عناصر قوى الأمن الداخلي المكلّفين تنفيذ هذه المهمّة، تسهيلاً لحركة المرور ومنعاً للازدحام. علمًا أن رافعات وضعت لحجز السّيّارات المخالفة".


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
استمرار حرائق ريف اللاذقية... إغلاق طرق وإجلاء سكان وسط ظروف مناخية قاسية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تستمر فرق الإطفاء والطوارئ والدفاع المدني السوري في محاولاتها لاحتواء الحرائق المندلعة في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، وسط ظروف مناخية معقدة تعرقل جهود السيطرة وتُساهم في تأجيج النار. ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فإن فرق الطوارئ تستجيب لأكثر من 40 حريقاً في نحو 20 منطقة، بينها حريق قسطل معاف الذي يُعد من أخطر الحرائق. وأوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، خلال جولة ميدانية مع محافظ اللاذقية محمد عثمان، أن الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب انفجار مخلفات الحرب، تعقّد عمليات مكافحة النار. كذلك شدد على أن الجهود مستمرة بالتنسيق بين الوزارات المعنية والدفاع المدني والجهات المحلية ضمن الإمكانات المتاحة. من جانبه، أعلن محافظ اللاذقية إخلاء عدد من القرى القريبة من مناطق الخطر، في إجراء احترازي يهدف إلى تأمين سلامة السكان. وفي السياق نفسه، أشار مدير المنطقة الشمالية مصطفى جولحة إلى أنّ الحرائق اندلعت بداية من قرية الإمام، وامتدت إلى قسطل معاف، ما أدى إلى قطع الطريق الرئيسية المؤدية إلى ناحية البسيط. وقد توزعت فرق الإطفاء على ثلاثة محاور رئيسية: بللوران، البسيط، وقسطل معاف، في محاولة للحد من توسّع رقعة الحرائق. وكان وزير الداخلية أنس خطاب قد أكد، في تصريح عبر منصة "X"، أن قوى الأمن الداخلي "تعمل جنباً إلى جنب مع الدفاع المدني لحماية السكان ومنع انتشار النار نحو المناطق المأهولة"، مشيداً بالجهود الميدانية المبذولة عموماً، وجهود وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية خصوصاً. وتتواصل عمليات الإطفاء في ظل صعوبات ميدانية ومناخية كبيرة، بينما يُنتظر وصول دعم إضافي من الجانب التركي خلال الساعات المقبلة لتعزيز قدرات الإطفاء ميدانياً.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
دعمٌ قطريّ للجيش اللبناني
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب صدر عن قيادة الجيش مديرية - التوجيه البيان الآتي: "تسلّمت قيادة الجيش، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، دفعة مالية مقدّمة من دولة قطر بهدف دعم المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان. في هذا السياق، أعرب قائد الجيش العماد رودولف هيكل عن شكره لهذه المبادرة القيّمة، كونها تمثل دعمًا حيويًّا للمؤسسة، وتُخفف عنها وطأة الظروف الراهنة، كما تساهم في تعزيز قدرات الجيش حفاظًا على أمن لبنان واستقراره".