
نابولي على أعتاب التتويج بالدوري الإيطالي... وإنتر يحلم بهدية
يدخل نابولي مباراته أمام ضيفه كالياري، في الأسبوع الأخير من
الدوري الإيطالي
لكرة القدم، على ملعب دييغو أرماندو مارادونا، الجمعة (في تمام الساعة 21:45 توقيت القدس المحتلة)، وهو يتحكم في مصيره، ذلك أن تعادل إنتر ميلان ضمن مباريات الأسبوع الماضي أمام لاتسيو جعل نابولي بموقف قوة في رحلة الفوز بلقبه الرابع تاريخياً، في وقت سينزل فيه إنتر ميلان ضيفاً على كومو في التوقيت نفسه، وهو بانتظار هدية من كالياري، ليقلب الطاولة ويضمن المحافظة على اللقب الذي توج به في الموسم الماضي بسهولة.
وبعد أن توج نابولي بلقب 2022ـ2023 بسهولة، وحسم الصراع مبكراً بابتعاده عن ملاحقيه في الترتيب سريعاً، وكذلك إثر تتويج إنتر ميلان في الموسم الماضي دون أن يجد مقاومة حقيقية من بقية المنافسين، فإن الوضع هذا الموسم بات مختلفاً بالكامل، بما أن التتويج سيحسم في الأسبوع الأخير، مثلما حصل في موسم 2021ـ2022 عندما توج ميلان باللقب في آخر مباراة بعد صراع مع جاره إنتر ميلان، ولكن الموسم الحالي كان أكثر إثارة، والدوري الإيطالي هو الوحيد الذي سيُعرف فيه البطل في المباريات الأخيرة، إضافة إلى صراع المركز الرابع الذي يُثير الحماس بين أندية يوفنتوس وروما ولاتسيو، بعد أن ضمن نابولي وإنتر وأتلانتا المشاركة رسمياً.
ولم يكن نابولي مرشحاً لحصد اللقب في البداية، فقد لجأ إلى المدرب أنطونيو كونتي، من أجل تدارك خيبة الموسم الماضي، إذ حلّ الفريق عاشراً وبالتالي غاب عن المسابقات الأوروبية، وواجه نادي الجنوب الإيطالي أزمات قوية بعد إصرار لاعبه النيجيري فيكتور أوسيمين على الرحيل، وهو ما جرى إثر نهاية الميركاتو الصيفي في إيطاليا، ثم فقد الفريق في الميركاتو الشتوي نجمه الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي رحل إلى باريس سان جيرمان، في الأثناء، وجد كونتي نفسه مجبراً على تغيير خطته المعروف بها، وهي 3ـ5ـ2، بعد أن عجزت إدارة النادي عن التعاقد مع أسماء تناسب أسلوب اللعب المفضل لديه، وإثر بداية متعثرة بخسارة أول مباراة، فإن نابولي رفع النسق سريعاً وكان قريباً من أندية الصدارة باستمرار، كما سبق له أن قاد الترتيب ولكنه خسر المركز الأول سريعاً، بعد العودة القوية لفريق إنتر ميلان، غير أن نابولي استفاد من غيابه عن المسابقات الأوروبية لينزل بكل ثقله في مباريات الدوري، ونجح في خطف المركز الأول في المباريات الماضية بعد عروض جيدة بفضل قوة دفاعه أساساً الذي منح الفريق نقاطاً مهمة في مواعيد صعبة.
ولم تعرف نتائج نابولي الاستقرار، خاصة في المباريات الأخيرة، فقد تعادل في آخر مباراتين وفقدَ أربع نقاط ثمينة أمام أندية من أسفل الجدول، ولن تكون مباراته أمام كالياري سهلة، باعتبار أن الفريق تعثر على ميدانه في عديد من المناسبات، منها المواجهة أمام جنوى قبل أيام قليلة عندما تعادل (2ـ2)، وكاد يفقد الصدارة لاحقاً، ولكنه الآن متمسك بفرصه في التتويج بقيادة المهاجم البلجيكي، روميلو لوكاكو، وخاصة نجمه الأول، الاسكتلندي سكوت ماكتوميني، الذي صنع الفارق وكان حاسماً منذ بداية الموسم، وحضوره منح الفريق دفعاً قوياً للغاية.
كرة عالمية
التحديثات الحية
إنتر يعتمد على نجومه السابقين لإزاحة نابولي عن صدارة الكالتشيو
في الأثناء، يتحسر إنتر ميلان على تعادله مع لاتسيو في الأسبوع الماضي، إذ كان الانتصار قريباً من الفريق، وبالتالي كان سيدخل المباراة الأخيرة وفرصه بالتتويج كبيرة، ولكن الإسباني بيدرو أفسد خطط المدرب سيموني إنزاغي في الوقت البديل من المواجهة وسط صدمة الجماهير، وبات الإنتر في موقف صعب للغاية، بحكم أنه بات مهدداً بأن يخسر كل الألقاب التي نافس عليها، بما أنه خسر السوبر الإيطالي، أمام ميلان في السعودية، ثم خسر نصف نهائي كأس إيطاليا مجدداً أمام جاره، وسيخوض نهاية الشهر الحالي مباراة قوية أمام باريس سان جيرمان، في نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي يدخلها النادي الفرنسي بفرص كبيرة في الفوز والتتويج.
وشهد موسم إنتر ميلان العديد من الهزّات، إذ كان الفريق مسيطراً ويتصدر المشهد بنتائج مميزة، غير أنه تعثّر في المباريات الأخيرة متأثراً بالنسق القوي للمواجهات التي خاضها، إذ لعب مباريات ضد أندية صعبة في دوري أبطال أوروبا مثل بايرن ميونخ وبرشلونة، وهو ما عرّض لاعبيه إلى إصابات عديدة إضافة إلى الإرهاق الذي طاول اللاعبين، وقد وجد المدرب نفسه كذلك مجبراً على تغيير التشكيلة باستمرار بسبب الخوف من الإصابات الخطيرة والتركيز على مواجهات الأبطال. وسينتظر إنتر ميلان هدية من كالياري، ورغم أن تاريخ "الكالتشيو" شهد الكثير من المفاجآت خلال الأسبوع الأخير في عديدٍ من المناسبات، إلا أن الوضع هذه المرة يبدو مختلفاً بما أن كالياري تفادى الهبوط وسيخوض المباراة أمام نابولي دون ضغط كبير، بينما سيواجه الإنتر فريق كومو الذي يقدم مستويات جيدة ضد الأندية القوية، والمدرب الإسباني سيسك فابريغاس مصرّ على إطاحة الأندية القوية، بعد أن ضمن البقاء في أندية الدرجة الأولى.
وقد نشهد الليلة سيناريو مثيراً، في حال تعادل إنتر مع كومو، وانهزم نابولي مع كاليري، إذ سيتساوى الفريقان في عدد النقاط برصيد 79 نقطة في المركز الأول، وبالتالي سيتم اللجوء إلى مباراة فاصلة لتحديد بطل الموسم، حسب ما ينصّ عليه القانون في إيطاليا، وهي وضعية ستكون مزعجة بالنسبة إلى "نيراتزوري"، باعتبار أن الفريق تنتظره مباراة في أبطال أوروبا بعد أيام قليلة. ومن الناحية المنطقية، فإن احتفاظ إنتر ميلان بلقبه بطلاً للدوري يبدو أمراً صعباً للغاية، واللقب رقم 21 في سجل الفريق سيتأخر إلى المواسم المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
"الكالتشيو" جنّة "الشيوخ" بفرص ثانية للتألق
تمنح أندية الدوري الإيطالي لكرة القدم، فرصاً كبيرة للاعبين الذين تقدموا في السن، إذ شهدت منافسات "الكالتشيو" في الموسم الحالي بروز أسماء كانت قريبة من الاعتزال، ولكن الصعوبات المالية أمام الأندية وكذلك العقلية الإيطالية، التي لا تؤمن كثيراً بالمواهب الشابة، جعلت ظهور "الشيوخ" مهماً بشكل كبير طوال الموسم، ومؤثراً في بعض الأندية ببصمة واضحة ساعدت الفرق في التألق، خلال المباريات الحاسمة. وصنع الإسباني بيدرو (37 عاماً) الحدث في الأسبوع قبل الأخير، عندما سجل ثنائية في مرمى إنتر ميلان، منحت فريقه لاتسيو تعادلاً (2ـ2)، ولكن هذه الثنائية قد تكون حاسمة في حسم لقب الدوري الإيطالي، نظراً إلى أن الإنتر كان سيفتك بالمركز الأول من نابولي، الذي تعادل بدوره مع بارما في تلك الفترة، ولكن الصدمة كانت قوية على "نيراتزوري"، وكان لاعب برشلونة سابقاً حاسماً في "الكالتشيو"، وكذلك في الدوري الأوروبي، وسجل أهدافاً مميزة أعادت له الاعتبار، بعد أن تخلى عنه نادي روما قبل مواسم قليلة، ولم يعثر على عروض غير لاتسيو، الذي منحه فرصة كبيرة لمواصلة النشاط ضمن أندية الصف الأول. وأصبح مدافع إنتر ميلان، الإيطالي فرانشيسكو أتشيربي (37 عاماً)، نجماً في "الكالتشيو"، وبطلاً للعديد من المواقف، بعد أن كسب صراعه مع مرض السرطان، ولكن ارتفاع شعبيته لا يعود فقط إلى المعركة الإنسانية، التي تفوّق فيها على أزمته الصحية الخطيرة، بل أيضاً إلى روحه القتالية العالية، التي جعلته مهماً في حسابات المدرب سيموني إنزاغي (49 عاماً) في معظم المباريات، وكان كابوساً لأفضل المهاجمين في أوروبا بدوري أبطال أوروبا، ومنهم النرويجي إيرلينغ هالاند (24 عاماً) والإنكليزي هاري كين (31 عاماً)، وبات المدافع الأهم في صفوف "نيراتزوري"، بفضل استقرار مستواه، قياساً ببعض اللاعبين الآخرين، مثل الفرنسي بنجامين بافارد (29 عاماً). ولجأ نادي جنوى إلى خدمات المهاجم الإيطالي، ماريو بالوتيلي (34 عاماً)، الذي راكم الفشل في السنوات الأخيرة، وكان من دون فريق بعد غلق "الميركاتو" الصيفي، ولكن الصعوبات التي وجدها جنوى للهروب من آخر المراتب في أسفل الترتيب، جعلته يتعاقد مع اللاعب الذي توفرت له فرصة تاريخية للعودة إلى الأضواء مجدداً، بعد أن اقترب من إعلان الاعتزال وسط نفور كل الفرق من التعاقد معه بسبب الأزمات التي يُثيرها في كل تجربة، وتواضع أرقامه بشكل لافت، ولكن قدوم المدرب الفرنسي، باتريك فييرا (48 عاماً)، جعل بالوتيلي لا يُشارك مع نادي الجنوب الإيطالي إلا نادراً في مباريات "الكالتشيو" رغم أن فريقه واجه الكثير من الصعوبات. ورغم فشله مع إنتر ميلان في الموسم الماضي، حصل الكولومبي خوان كوادرادو (37 عاماً) على عرض لا يُرفض من فريق أتلانتا الذي آمن بقدراته وتعاقد معه في صفقة انتقال حرّ، وقد شارك في مباريات عديدة بـ "الكالتشيو" إضافة إلى دوري أبطال أوروبا، بعدما أصرّ المدرب الإيطالي، جانبيرو غاسبيريني (67 عاماً)، على التعاقد معه ليكون خياراً بديلاً، ولكنه نجح في قلب الطاولة، ولعب أساسياً في العديد من المناسبات. ويُعتبر تألق الحارس الإسباني، ديفيد دي خيا (34 عاماً)، لافتاً للانتباه بشكل كبير في الدوري الإيطالي، هذا الموسم، ذلك أنه انضمّ إلى فريق فيورنتينا في صفقة انتقال حرّ، رافقها الكثير من المخاوف والشكوك، التي سرعان ما بددها حارس مانشستر يونايتد سابقاً، فبعد موسم كامل بعيداً عن النشاط الرسمي، دوّن الإسباني حضوره في "الكالتشيو" بحروف من ذهب، وصنع الفارق، وتألق في مباريات عديدة بشكل أعاد له الاعتبار، مؤكداً أنّه كان يستحق فرصة أخرى مع "الشياطين الحًمر"، وقد جلب تألقه اهتمام العديد من الأندية، التي تريد التعاقد معه، بعد أن وجد التجاهل، إثر الرحيل عن الفريق الإنكليزي. كرة عالمية التحديثات الحية دي خيا وماكتوميناي.. صديقا المعاناة في يونايتد إلى واجهة المنافسة كما أن منح الثقة للشيوخ لا يهم اللاعبين فقط، بل أيضاً المدربين، فقد لجأ نادي روما إلى مدربه التاريخي، الإيطالي كلاوديو رانييري (73 عاماً)، لينقذه بعد فشل مواطنه دانييلي دي روسي (41 عاماً) في بداية الموسم، وكذلك بديله الكرواتي، إيفان يوريتش (49 عاماً)، وعدل رانييري عن الاعتزال، ليقدم آخر خدمة إلى "ذئاب العاصمة"، وكسب التحدي، بعدما نافس الفريق على المركز الرابع إلى حدود المباريات الأخيرة، واستحق تكريماً تاريخياً في آخر مباراة له مع الفريق بملعب الأولمبيكو، وذلك بحضور أكثر من 60 ألف مشجع حضروا من أجل الاعتراف بجميل هذا المدرب المخضرم.


العربي الجديد
منذ 5 ساعات
- العربي الجديد
كونتي.. عراب النجاح بتتويجات في كل المحطات
أضاف المدرب الإيطالي، أنطونيو كونتي (55 عاماً)، لقباً جديداً إلى مسيرته الاحترافية في عالم التدريب، بعد أن أعاد نابولي إلى التتويج بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، للمرة الرابعة في مسيرة الفريق، مخالفاً كل التوقعات المسبقة، إذ لم يكن نابولي مرشحاً للصمود أمام قوة إنتر ميلان وصفقات يوفنتوس العديدة، ولكن كونتي كسب التحدي، وبفريق لا يملك الكثير من النجوم نجح في حصد اللقب، وأعاد فريقه إلى المسابقات الأوروبية في الموسم المقبل . وكان كونتي تُوّج بطلاً للدوري الإيطالي مع يوفنتوس في ثلاث مناسبات: (2011ـ2012 و2012ـ2013 و2014ـ2015)، وإنتر ميلان (2020ـ2021)، وتوج هذا الموسم مع نابولي، ليصل إلى اللقب الخامس في إيطاليا، كما توج بطلاً للدوري الإنكليزي مع تشلسي (2016ـ2017)، إلا أنه فشل فشل في حصد اللقب مع توتنهام الإنكليزي فقط، من بين الأندية القوية التي دربها، وبذلك يدخل كونتي قائمة مصغرة من المدربين، الذين حصدوا لقب الدوري مع أربعة أندية مختلفة، فهو أول مدرب إيطالي يُتوج بلقب الدوري مع ثلاثة أندية مختلفة بعد فابيو كابليو (تم سحب الألقاب التي توج بها مع يوفنتوس). وبات مدرب نابولي عرّاب النجاح، بما أنه يترك أثراً مميزاً في مختلف التجارب، وقد كان قريباً من قيادة فريق ميلان، ولكن إدارة "الروسونيري" تراجعت عن التعاقد معه، وفضلت البرتغالي باولو فونسيكا. كما أن كونتي أنهى صيام يوفنتوس عن التتويج بلقب الدوري المحلي سنوات طويلة، والأمر نفسه مع إنتر ميلان، الذي انتظر كونتي ليعود لبسط سيطرته على "الكالتشيو"، وقد كوّن كونتي فريقاً تأهل لاحقاً إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وخاض نهائي 2023 . كرة عالمية التحديثات الحية فابريغاس على خُطى فينغر.. رفض روما وليفركوزن من أجل مشروعه وما يُحسب لمدرب منتخب إيطاليا في "يورو 2016"، أنه لم يصرّ على عقد صفقات كثيرة لدعم فريقه، واحترم وضع فريقه مالياً، كما أنه لم يتمسك بطريقة اللعب، التي اعتمد عليها في كل التجارب السابقة، بل إن غياب الصفقات جعله يغيّر طريقة اللعب، ويختار أسلوباً كلاسيكياً يتماشى مع قدرات لاعبيه والرصيد البشري، كما برز طوال الموسم بتصريحاته القوية، وهاجم إدارة النادي، بسبب غياب الصفقات التي تصنع الفارق ودخل في صراع مع رئيس النادي، وهو ما فتح الباب أمام إمكانية رحيله عن الفريق بنهاية الموسم الحالي، وهو أمر يتكرر مع هذا المدرب باستمرار، ذلك أنه ترك إنتر ميلان بعد التتويج باللقب، لأنه لم يكن راضياً عن بيع عقود نجوم الفريق، ولهذا فإن مستقبله قد يكون بعيداً عن نابولي، بعد أن أهدى الفريق إنجازاً مثيراً بتتويج في اللحظات الأخيرة من "الكالتشيو ".


العربي الجديد
منذ 17 ساعات
- العربي الجديد
نابولي على أعتاب التتويج بالدوري الإيطالي... وإنتر يحلم بهدية
يدخل نابولي مباراته أمام ضيفه كالياري، في الأسبوع الأخير من الدوري الإيطالي لكرة القدم، على ملعب دييغو أرماندو مارادونا، الجمعة (في تمام الساعة 21:45 توقيت القدس المحتلة)، وهو يتحكم في مصيره، ذلك أن تعادل إنتر ميلان ضمن مباريات الأسبوع الماضي أمام لاتسيو جعل نابولي بموقف قوة في رحلة الفوز بلقبه الرابع تاريخياً، في وقت سينزل فيه إنتر ميلان ضيفاً على كومو في التوقيت نفسه، وهو بانتظار هدية من كالياري، ليقلب الطاولة ويضمن المحافظة على اللقب الذي توج به في الموسم الماضي بسهولة. وبعد أن توج نابولي بلقب 2022ـ2023 بسهولة، وحسم الصراع مبكراً بابتعاده عن ملاحقيه في الترتيب سريعاً، وكذلك إثر تتويج إنتر ميلان في الموسم الماضي دون أن يجد مقاومة حقيقية من بقية المنافسين، فإن الوضع هذا الموسم بات مختلفاً بالكامل، بما أن التتويج سيحسم في الأسبوع الأخير، مثلما حصل في موسم 2021ـ2022 عندما توج ميلان باللقب في آخر مباراة بعد صراع مع جاره إنتر ميلان، ولكن الموسم الحالي كان أكثر إثارة، والدوري الإيطالي هو الوحيد الذي سيُعرف فيه البطل في المباريات الأخيرة، إضافة إلى صراع المركز الرابع الذي يُثير الحماس بين أندية يوفنتوس وروما ولاتسيو، بعد أن ضمن نابولي وإنتر وأتلانتا المشاركة رسمياً. ولم يكن نابولي مرشحاً لحصد اللقب في البداية، فقد لجأ إلى المدرب أنطونيو كونتي، من أجل تدارك خيبة الموسم الماضي، إذ حلّ الفريق عاشراً وبالتالي غاب عن المسابقات الأوروبية، وواجه نادي الجنوب الإيطالي أزمات قوية بعد إصرار لاعبه النيجيري فيكتور أوسيمين على الرحيل، وهو ما جرى إثر نهاية الميركاتو الصيفي في إيطاليا، ثم فقد الفريق في الميركاتو الشتوي نجمه الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، الذي رحل إلى باريس سان جيرمان، في الأثناء، وجد كونتي نفسه مجبراً على تغيير خطته المعروف بها، وهي 3ـ5ـ2، بعد أن عجزت إدارة النادي عن التعاقد مع أسماء تناسب أسلوب اللعب المفضل لديه، وإثر بداية متعثرة بخسارة أول مباراة، فإن نابولي رفع النسق سريعاً وكان قريباً من أندية الصدارة باستمرار، كما سبق له أن قاد الترتيب ولكنه خسر المركز الأول سريعاً، بعد العودة القوية لفريق إنتر ميلان، غير أن نابولي استفاد من غيابه عن المسابقات الأوروبية لينزل بكل ثقله في مباريات الدوري، ونجح في خطف المركز الأول في المباريات الماضية بعد عروض جيدة بفضل قوة دفاعه أساساً الذي منح الفريق نقاطاً مهمة في مواعيد صعبة. ولم تعرف نتائج نابولي الاستقرار، خاصة في المباريات الأخيرة، فقد تعادل في آخر مباراتين وفقدَ أربع نقاط ثمينة أمام أندية من أسفل الجدول، ولن تكون مباراته أمام كالياري سهلة، باعتبار أن الفريق تعثر على ميدانه في عديد من المناسبات، منها المواجهة أمام جنوى قبل أيام قليلة عندما تعادل (2ـ2)، وكاد يفقد الصدارة لاحقاً، ولكنه الآن متمسك بفرصه في التتويج بقيادة المهاجم البلجيكي، روميلو لوكاكو، وخاصة نجمه الأول، الاسكتلندي سكوت ماكتوميني، الذي صنع الفارق وكان حاسماً منذ بداية الموسم، وحضوره منح الفريق دفعاً قوياً للغاية. كرة عالمية التحديثات الحية إنتر يعتمد على نجومه السابقين لإزاحة نابولي عن صدارة الكالتشيو في الأثناء، يتحسر إنتر ميلان على تعادله مع لاتسيو في الأسبوع الماضي، إذ كان الانتصار قريباً من الفريق، وبالتالي كان سيدخل المباراة الأخيرة وفرصه بالتتويج كبيرة، ولكن الإسباني بيدرو أفسد خطط المدرب سيموني إنزاغي في الوقت البديل من المواجهة وسط صدمة الجماهير، وبات الإنتر في موقف صعب للغاية، بحكم أنه بات مهدداً بأن يخسر كل الألقاب التي نافس عليها، بما أنه خسر السوبر الإيطالي، أمام ميلان في السعودية، ثم خسر نصف نهائي كأس إيطاليا مجدداً أمام جاره، وسيخوض نهاية الشهر الحالي مباراة قوية أمام باريس سان جيرمان، في نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي يدخلها النادي الفرنسي بفرص كبيرة في الفوز والتتويج. وشهد موسم إنتر ميلان العديد من الهزّات، إذ كان الفريق مسيطراً ويتصدر المشهد بنتائج مميزة، غير أنه تعثّر في المباريات الأخيرة متأثراً بالنسق القوي للمواجهات التي خاضها، إذ لعب مباريات ضد أندية صعبة في دوري أبطال أوروبا مثل بايرن ميونخ وبرشلونة، وهو ما عرّض لاعبيه إلى إصابات عديدة إضافة إلى الإرهاق الذي طاول اللاعبين، وقد وجد المدرب نفسه كذلك مجبراً على تغيير التشكيلة باستمرار بسبب الخوف من الإصابات الخطيرة والتركيز على مواجهات الأبطال. وسينتظر إنتر ميلان هدية من كالياري، ورغم أن تاريخ "الكالتشيو" شهد الكثير من المفاجآت خلال الأسبوع الأخير في عديدٍ من المناسبات، إلا أن الوضع هذه المرة يبدو مختلفاً بما أن كالياري تفادى الهبوط وسيخوض المباراة أمام نابولي دون ضغط كبير، بينما سيواجه الإنتر فريق كومو الذي يقدم مستويات جيدة ضد الأندية القوية، والمدرب الإسباني سيسك فابريغاس مصرّ على إطاحة الأندية القوية، بعد أن ضمن البقاء في أندية الدرجة الأولى. وقد نشهد الليلة سيناريو مثيراً، في حال تعادل إنتر مع كومو، وانهزم نابولي مع كاليري، إذ سيتساوى الفريقان في عدد النقاط برصيد 79 نقطة في المركز الأول، وبالتالي سيتم اللجوء إلى مباراة فاصلة لتحديد بطل الموسم، حسب ما ينصّ عليه القانون في إيطاليا، وهي وضعية ستكون مزعجة بالنسبة إلى "نيراتزوري"، باعتبار أن الفريق تنتظره مباراة في أبطال أوروبا بعد أيام قليلة. ومن الناحية المنطقية، فإن احتفاظ إنتر ميلان بلقبه بطلاً للدوري يبدو أمراً صعباً للغاية، واللقب رقم 21 في سجل الفريق سيتأخر إلى المواسم المقبلة.