logo
مفاوضات الحدود المرتقبة بين لبنان وإسرائيل.. ما أبرز النقاط الخلافية؟

مفاوضات الحدود المرتقبة بين لبنان وإسرائيل.. ما أبرز النقاط الخلافية؟

الشرق السعودية١٣-٠٣-٢٠٢٥

أعاد الإعلان الأميركي عن استعداد لبنان وإسرائيل لبدء محادثات ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها منذ عقود، التذكير بنقاط خلافية لا تزال تثير التوترات بينهما فيما تُعرّفه الأمم المتحدة باسم "الخط الأزرق".
"الخط الأزرق" الذي حددته الأمم المتحدة يبلغ طوله 120 كيلومتراً، ويفصل لبنان عن إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، ويحظر قرار مجلس الأمن رقم 1701 في لعام 2006، على جميع الأطراف عبوره.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه إسرائيل عن "إعادة ترسيم" الحدود، يؤكد لبنان على "تثبيتها"، وفقاً لما أقرَّته اتفاقية الهدنة عام 1949، والتي تُلزم إسرائيل باحترام حدود جارتها المعترف بها دولياً.
وكما أكد لبنان أن انسحاب إسرائيل من جنوبه -الذي سيطرت عليه تل أبيب لسنوات- لم يكتمل بعد أن بقيت القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا و12 نقطة أخرى على طول الحدود، فضلاً عن خروقات أخرى تستولي بها إسرائيل على مناطق خارج نقاط الخط الأزرق.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وجماعة "حزب الله" اللبنانية، والذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، صراعاً دام لما يزيد على عام والذي كان يدور بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأعلن لبنان الذي انتخب مطلع هذا العام رئيسه الجديد جوزاف عون تمسُّكه بضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي، وقالت حكومته إن الحدود الرسمية ليست بحاجة إلى ترسيم وإنما لتأكيدها وتثبيتها.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، ذكر مكتب وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، نقلاً عن بيان لنائبة المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، أن الولايات المتحدة "تجمع لبنان وإسرائيل لإجراء محادثات تهدف إلى حل عدد من القضايا العالقة بين البلدين دبلوماسياً".
وقال مسؤولان أميركيان لموقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي إن إسرائيل ولبنان "اتفقا على فتح مفاوضات لحل النزاعات طويلة الأمد حول الحدود البرية بين البلدين".
من جهتها، قالت إسرائيل، الثلاثاء، إنها وافقت على إجراء محادثات لترسيم حدودها مع لبنان وإنها ستفرج عن 5 لبنانيين كانوا محتجزين لديها فيما وصفتها بأنها "بادرة تجاه الرئيس اللبناني". وتسلَّم لبنان أربعة منهم بالفعل.
بينما ذكرت الرئاسة اللبنانية في منشور على "إكس"، أن الرئيس جوزاف عون "تبلّغ بنتيجة المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الجنوب".
وأضافت: "تسلّم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد".
اتفاقات ما قبل 1948
وقالت أستاذة القانون الدولي ماجي غريّب، إن الحدود البرية للبنان معترف بها دولياً وفقاً لاتفاقية "بوليه نيوكومب" لعام 1923، والتي تم إقرارها بعد ترسيم الحدود، وأودع محضر الترسيم لدى "عصبة الأمم" في عام 1924.
وكانت عصبة الأمم (1920-1946) أول منظمة حكومية دولية أُنشئت "لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن الدوليين". وغالباً ما يشار إليها على أنها "سلف" الأمم المتحدة.
وأضافت غريّب في تصريحات لـ"الشرق" أن الخرائط الرسمية لهذه الحدود حُفظت كذلك في الأمم المتحدة، وأن إسرائيل ملزمة بالانسحاب من الأراضي التي لا تزال تحتلها، بما في ذلك التلال الخمسة التي استولت عليها بعد وقف دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.
وأشارت إلى أن الحدود البرية في الجنوب وُضعت عام 1923 حين كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني ولبنان جزءاً من سوريا في إطار الانتداب الفرنسي، وقد تم تحديدها من خلال 38 نقطة بين الناقورة (على البحر) ونهر الوزاني (في أقصى الشمال الشرقي).
وتابعت: "بعد حرب عام 1948، تم توقيع اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل في عام 1949، بهدف وضْع حد للأعمال القتالية، وقد أكدت الاتفاقية الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين مع الاعتراف بالحدود المرسومة في 1923، ولتأكيد الحدود بشكل أكثر دقة، تم إضافة 105 نقاط جديدة بين النقاط الـ38 التي تم تحديدها في العام ذاته، ليصبح المجموع 143 نقطة على الحدود البرية بين لبنان وفلسطين".
ولفتت إلى أن اتفاقية الهدنة 1949 ألزمت إسرائيل بالتراجع إلى ما بعد هذه النقاط وعددها 143، وهي جزء من التفاهمات الأمنية التي تهدف إلى حفظ السلام بين لبنان وإسرائيل بعد الحرب.
نقاط خلافية
وذكرت غريب أن الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة محدداً لانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية عام 2000 "لا يتطابق مع الحدود التي تم تحديدها وفقاً للاتفاقات السابقة".
ومضت تقول: "توجد 13 نقطة خلافية بين الخط الأزرق والنقاط الحدودية المحددة في الاتفاقيات السابقة (1923 و1949). تُمثّل هذه النقاط مواضيع نزاع مستمر بين لبنان وإسرائيل، حيث ترفض الأخيرة التراجع عنها، فيما يُصر لبنان على احترام النقاط الأصلية".
وتتعلق النقاط الخلافية بمناطق مثل مزارع شبعا وجبل الشيخ، وأراضٍ أخرى لا تزال موضع نزاع بين الجانبين.
مزارع شبعا والقرى السبع
اعتبر الخبير العسكري العميد متقاعد بالجيش اللبناني جورج روكوز، أن مزارع شبعا من أبرز المشكلات الحدودية بين لبنان وإسرائيل.
ومزارع شبعا، هي منطقة جبلية تمتد على الحدود بين لبنان وسوريا وإسرائيل.
وبدأت إسرائيل احتلال المزارع بعد إعلان قيامها عام 1948 واستمرت في توسيع احتلالها حتى عام 1973 لتظل مسيطرة على أجزاء من الأرض اللبنانية.
وفي حديث لـ"الشرق"، قال روكوز إنه "رغم انسحاب إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية في عام 2000 في إطار تنفيذ القرار الأممي رقم 425، استمر النزاع حول مزارع شبعا. فقد رفضت الأمم المتحدة اعتبارها لبنانية إلا بعد التوصل إلى اتفاق ثنائي بين لبنان وسوريا، كما أن إسرائيل تعتبرها جزءاً من الأراضي السورية التي احتلتها عام 1967 وليست لبنانية".
وأضاف روكوز: "اعتبرت الحكومات اللبنانية المتعاقبة، أن مزارع شبعا جزء من سيادتها استناداً لتصريحات المسؤولين السوريين في عام 2000 والذين أكدوا لبنانية المزارع ووجود مستندات ملكية لسكانها من عقارات وأراضي زراعية، تثبت تبعيتها للدولة اللبنانية، ومع ذلك، دعا مسؤولون في الأمم المتحدة إلى إبرام اتفاق بين لبنان وسوريا لتثبيت السيادة على هذه الأراضي".
وتطرَّق روكوز إلى أن القرى السبع، قائلاً إنها "كانت جزءاً من لبنان قبل أن تُسلب بموجب الاتفاقات بين الانتداب الفرنسي والبريطاني في بداية القرن العشرين، وهذه القرى هي آبل القمح، وطيربيخا، وصلحا، وقدس، والمالكية، والنبي يوشع، وهونين".
وتابع: "مع مرور الوقت، استعاد عدد من سكان هذه القرى جنسياتهم اللبنانية، مما يثير تساؤلات حول كيفية إعادة هذه الأراضي إلى لبنان وفقاً للقانون الدولي".
الموقف السوري
وطالب الخبير العسكري بالتواصل مع الحكومة السورية الجديدة؛ لتثبيت الحدود البرية بين الدولتين، وسحب الذريعة من إسرائيل في استمرار احتلالها".
وتساءل روكوز: "إسرائيل أحكمت سيطرتها على المثلث الحدودي مع لبنان وسوريا عبر احتلالها قمة جبل الشيخ السورية بشكل كامل، فهل يمكن أن تنسحب من مزارع شبعا مقابل هذا التقدم الميداني، أم أنها ستبقى مسيطرة عليها خوفاً من كشف قواتها من الجزء اللبناني؟".
ونبَّه إلى أن "إسرائيل استخدمت تقنيات قانونية وفنية لتوسيع نطاق سيطرتها على المناطق الحدودية مثل مزارع شبعا، عبر تقديم تفسيرات قانونية لتعديل الحدود".
وأردف روكوز بالقول: "إسرائيل تتبنى سياسة متناقضة بشأن الحدود، حيث لا تعترف بتوارث الاتفاقيات السابقة التي كانت قائمة باسم فلسطين، وهو ما يتعارض مع مبدأ (الاستوبل-Estoppel) في القانون الدولي".
ومبدأ "الاستوبل" هو مبدأ قانوني يمنع الشخص من الجدال أو المطالبة بحق يتناقض مع ما وافق عليه أو قاله سابقاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قراءة أخرى لـ«عيد التحرير» اللبناني
قراءة أخرى لـ«عيد التحرير» اللبناني

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

قراءة أخرى لـ«عيد التحرير» اللبناني

الجواب الذي لا يزال الجواب الرسميّ هو: نعم. ومن الجواب هذا انبثق تكريم ذاك اليوم وترقيته عيداً رسميّاً اسمُه عيد التحرير والمقاومة. صحيح أنّ سكّان المناطق التي كانت محتلّة عادوا إلى بلداتهم وقراهم التي جلا عنها الجيش الإسرائيليّ، كما استعيد حضور شكليّ للدولة وأجهزتها. لكنّ من يشاهد واقع حالنا يستغرب أن نكون قد تحرّرنا قبل 25 عاماً، وأن ينتهي بنا الأمر إلى الوضع المزريّ الذي نعيشه راهناً، والذي يشوبه احتلال وتدمير أخرجا الناس من بيوتهم التي سبق أن عادوا إليها. والعيد، في المقابل، يُفترض فيه أن يعكس قدراً من الرسوخ والديمومة مصدرهما في الطبيعة أو في رواية جمعيّة أو واقعة أو تقليد... لكنّ الأدعى للاستغراب أنّ الطرف الذي يُنسب إليه تحريرنا في العام 2000، أي «حزب الله»، هو إيّاه الطرف الذي استدعى الاحتلال مجدّداً، لا احتلال خمس نقاط فحسب بل إثقال السيادة اللبنانيّة وقرارها بكوابح وأوزان بالغة الضخامة قد تستمرّ معنا طويلاً وقد نتخبّط فيها طويلاً. إذاً هناك خديعةٌ ما ينطوي عليها تعبير «التحرير» في حالتنا، وهي من صنف الخدع الأخرى التي لقّمها الحزب للّبنانيّين على مدى الأعوام، من نوع أنّ «زمن الهزائم ولّى» وأنّ «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت»... ولأنّ الوضع الراهن صار يسمح بالشكّ في ما كان الشكّ فيه ممنوعاً، لا بدّ من المضيّ في دحض أعمال التزوير على أنواعها. ذاك أنّ الويل الذي أصابنا بنتيجة «حرب الإسناد»، جعل مساءلة تاريخ المقاومة والتحرير، الذي طغى التزوير على روايته، أمراً شديد الإلحاح والراهنيّة. هكذا غدت إعادة تصويب الماضي شرطاً شارطاً للعيش السويّ في الحاضر وفي الحقيقة، ولإعادة تصويب الواقع تالياً. أمّا الأكاذيب الفرعيّة الثلاث التي لا بدّ من مواجهتها قبل مواجهة التزوير الكبير فهي: الأولى، أنّ الاحتلال الأصليّ، في 1978 و1982، أي قبل نشأة الحزب، إنّما حصل من دون حدث، وجاء مدفوعاً فحسب بجوهر ماهويّ رديء ينطوي العدوّ عليه. أمّا أن تكون قد استدعته مقاومة مسلّحة (فلسطينيّة يومها) فأمرٌ يُستحسن حذفه أو طيّه. والثانية، أنّ مقاومة «حزب الله» ولدت من عدم، علماً بأنّ آخرين، شيوعيّين وغير شيوعيّين، سبقوه إليها وتمّت تصفيتهم على يدها. والثالثة، أنّ التحرير لم يُرَد له أن يكون مشروعاً جامعاً تماماً كما لم يُرَد ذلك للمقاومة. ففي 2005 مثلاً ظهر في أوساط معارضي «حزب الله» مَن يطرح تسوية يجتمع فيها التحريران – من إسرائيل في 2000 ومن سوريّا عامذاك، على أن تشكّل التسوية هذه نوعاً من رواية مشتركة بين سائر اللبنانيّين. لكنّ اقتراحاً كهذا لم يُواجَه بغير الرفض والتشكيك، فضلاً عن شكر «سوريّا الأسد». أمّا في ما خصّ العام 2000 تحديداً، فالرواية الفعليّة، هنا أيضاً، أشدّ تعقيداً بكثير ممّا أشيع وعُمّم. فمنذ 1999 أعلن «حزب العمل» الإسرائيليّ، بقيادة رئيس الحكومة يومذاك إيهود باراك، عزمه على الانسحاب من طرف واحد. وردّاً على هذا الإعلان شرع الإعلام اللبنانيّ الموالي لدمشق وللحزب يتحدّث عن «مؤامرة الانسحاب»، ومثله فعل السياسيّون اللبنانيّون الدائرون في الفلك السوريّ – الإيرانيّ. فحينما تحقّق الانسحاب بعد عام، بُعثت إلى الحياة مسألة مزارع شبعا، التي سبق لإسرائيل أن احتلّتها من سوريّا في 1967، واستُخدمت سبباً يبرّر احتفاظ «حزب الله» بسلاحه. وتعزيزاً منها لاحتفاظ الحزب بالسلاح، تجاهلت دمشق سوريّةَ المزارع، علماً بأنّها لم تُقرّ بلبنانيّتها رسميّاً. بيد أنّ «ربط النزاع»، من خلال المزارع تلك، ترافق مع تضخيم آخر طال دور المقاومة في التحرير، فرسمها ضرورة حياة، لا أداة تحرير فحسب. ومن دون أيّ انتقاص من التضحيات التي بذلها الحزب، وحُملت بيئته على تحمّلها، يبقى أنّ مقاومته لم تكن العنصر الحاسم في إحداث ذاك التحرير، وأنّ أهمّ ما فيها كان تشكيلها أحد العناصر المعزّزة لحجج معسكر السلام الإسرائيليّ في ضرورة الانسحاب من كلّ أرض محتلّة. فخلال 18 عاماً (1982-2000) بلغت الكلفة البشريّة الإسرائيليّة من جرّاء أعمال المقاومة 800 قتيل، أي ما يقلّ عن 45 قتيلاً في السنة الواحدة. وهذا، بحسب المقارنات التي درجت حينذاك، أقلّ من ضحايا حوادث السير في سنة واحدة في إسرائيل. والحال أنّ كتابة الحزب للتاريخ لا تندرج في أيٍّ من مدارس «المراجعة» (revisionism) أو مدارس «النفي» للرواية السائدة (negationism). وسبب ذلك بسيط، هو عدم وجود رواية سابقة عن الاحتلال والتحرير والمقاومة اضطُرّ الحزب إلى «تصحيحها». ذاك أنّ الأخير ولفيفه هم وحدهم أصحاب الرواية التي لم تبدأ إلاّ معهم. وهكذا أرسي على أيديهم واقع مشوّه ووعي مزغول هدفهما خدمة أغراض محلّيّة وإقليميّة، وهذا قبل أن يتحوّل التشويه والزغل والخدمة إلى «أفق تاريخيّ» مكتوب بالماء.

البعثة الأممية في ليبيا... هل حان الرحيل أم التسلح؟
البعثة الأممية في ليبيا... هل حان الرحيل أم التسلح؟

Independent عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • Independent عربية

البعثة الأممية في ليبيا... هل حان الرحيل أم التسلح؟

اتسعت رقعة مطالب المتظاهرين ضد حكومة عبدالحميد الدبيبة (طرابلس) وجميع الأجسام السياسية، لتطاول محيط البعثة الأممية للدعم في ليبيا، حيث طالب المحتجون من أمام مقر البعثة في منطقة جنزور برحيلها هي الأخرى، معللين ذلك بأنها "لم تكُن جزءاً من الحل، بل أصبحت أداة لإطالة الأزمة"، ومؤكدين انتهاجها مقترحات شكلية داخل غرف مغلقة، آخرها أعمال اللجنة الاستشارية التي رعتها الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وأوضح المحتجون مساء أول أمس الجمعة أن هذه المبادرة جاءت فقط لسحب البساط من تحت أقدام الجهود الوطنية التي تبحث تسمية رئيس حكومة جديدة يقود البلد نحو انتخابات وطنية متزامنة، محملين إياها مسؤولية الأضرار السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالشعب الليبي. تجربة رواندا ولم يصدر أي رد من البعثة الأممية للدعم في ليبيا إلى حد اللحظة على مطالب هذه الوقفة الاحتجاجية والتظاهرات الرافضة لاستمرار عملها في ليبيا. ويرى متخصصون أنه "حان وقت تغيير مهمات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من بعثة للدعم السياسي إلى بعثة أمنية لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، مثلما سبق وحصل في بلدان أفريقية عدة وأخرى في أميركا الوسطى"، فيما قال آخرون إن "هذا المنحى سيواجه عراقيل محلية ودولية، بخاصة في ظل وجود 300 ميليشيا بمختلف انتماءاتها الأيديولوجية والسياسية". يذكر أن الأمم المتحدة سبق ونجحت في تركيز بعثات أممية كهذه لدعم الاستقرار والأمن في بلدان عدة على غرار ساحل العاج والموزمبيق وأميركا الوسطى ورواندا، حيث ركزت الأمم المتحدة بعثة دعم الاستقرار والأمن في رواندا بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 872 في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1993، وكانت مهمتها الرئيسة دعم عملية السلام في رواندا بعد "اتفاق أروشا" عام 1993، إذ بدأت البعثة الأمنية مهمتها في أكتوبر 1993 واستمرت حتى مارس (آذار) عام 1996، وكان هدفها الأساس المساعدة في تنفيذ الاتفاق الذي كان يهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية في رواندا. وشملت مهمة البعثة، المساعدة في عملية السلام بين الحكومة الرواندية والجبهة الوطنية الرواندية ودعم العملية الانتقالية في البلاد وتوفير حماية للمدنيين والمشاركة في جهود إعادة التأهيل والمصالحة وتسهيل عودة اللاجئين والمشردين، وتوفير الاستقرار الأمني في البلاد، بخاصة بعد الإبادة الجماعية وتوفير الدعم الإنساني. بعثة أمنية يقول المستشار السياسي السابق لخليفة حفتر والمحلل السياسي محمد بويصير إنه دعا منذ أعوام، تحديداً عند لقائه المبعوثة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز، إلى تغيير مهمات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من بعثة للدعم السياسي إلى بعثة لإدارة الأزمة وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، مؤكداً أنه من دون ذلك ستبقى الأمور تدور في حلقة مفرغة. ويطالب بويصير في حديثه إلى "اندبندت عربية" بتحويل بعثة الأمم المتحدة من بعثة دعم استقرار إلى بعثة أمنية لتحقيق استقرار سياسي وأمني في مرحلة أولى، على أن تُزوّد بأنياب ومخالب أمنية، موضحاً أن البعثة الأممية في هذه المرحلة ستكون محتاجة إلى فرقتَي مشاة من دولتين إسلاميتين لا مطامع لهما في ليبيا مثل إندونيسيا والبوسنة والهرسك، إضافة إلى سرب طائرات "أباتشي" من أية دولة باعتبار أنها لن تكون على الأرض. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويشدد على ضرورة اختيار مجموعة من رجال الأمن الليبيين لمرافقة فرقة المشاة الدولية من قوات حفظ السلام، فيكونون هم من يتعاملون مع العامة، موضحاً أن كل سرية من المشاة الدولية سيرافقها في عملها الميداني رجل أمن ليبي يكون مدرباً أساساً من قبل على التعامل مع الشعب، مراعاة للفروق الثقافية بين فرق المشاة الدولية والليبيين. ويقول بويصير إن من المهم للبعثة الأممية الأمنية البدء بنزع السلاح وتقديم مكافآت مالية لمن يسلم سلاحه أو يدل على مكان وجود السلاح كما حدث سابقاً في دولة ليبيرا التي نجحت الأمم المتحدة فيها بتجريد 120 ألف مسلح من سلاحهم من دون معركة واحدة لأن القوة الأمنية المصاحبة للبعثة الأممية كفيلة بإخافة أية قوة محلية خارجة عن القانون. حل الميليشيات الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية بمركز "الجزيرة" محمد تورشين يعتقد بأن تغيير مهمات بعثة الأمم المتحدة من بعثة للدعم إلى بعثة أمنية لإدارة الأزمة لن يكون ناجعاً كما حدث في كثير من الدول الأفريقية على غرار رواندا وحتى في دول أميركا الوسطى، وذلك يعود لعوامل عدة، فمعظم الإشكاليات التي حدثت في دول أفريقية كانت بسبب القبيلة التي تسيطر على النزاعات، باعتبار أن المسائل القبلية يمكن حسمها بالتأثير المباشر في الزعامات القبلية، وكذلك نشر قوات عسكرية مدربة تتفوق على إمكانات القبائل المتقاتلة، غير أن الوضع في ليبيا معقد تتداخل فيه المسألة القبلية، إضافة إلى التقاطعات السياسية والأمنية، باعتبار أن البعد السياسي والبعد الأيديولوجي حاضران بقوة في ليبيا. وينوه تورشين إلى أن انتشار قوات لحفظ الأمن والسلام في كثير من البلدان على غرار الكونغو وجنوب السودان لم يحقق كثيراً من المكاسب، وهذا أيضاً سيكون مصير البعثة الأممية الأمنية في ليبيا لأن نجاحها في مهمتها يعود للبعد الإقليمي والدولي، باعتبار أن وجود تقاطعات دولية من المسائل التي فاقمت الأزمة في ليبيا، فالدول الكبرى التي لديها حق النقض في مجلس الأمن الدولي منقسمة حول حل الأزمة، وهو عامل سيحول دون تغيير مهمات بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من بعثة للدعم السياسي إلى بعثة أمنية لإدارة الأزمة وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني. ويؤكد تورشين أن الحل الأكثر نجاعة في ليبيا يتمثل في تدخل بعض الأطراف التي لها رغبة في أمن البلاد واستقرارها، من خلال طرح مبادرة للوساطة لحل الأزمة، على أن تتضمن المبادرة خطة لمعالجة الميليشيات لأن الوضع الليبي متأثر جداً بالميليشيات المسلحة. وينصح المتخصص في الشؤون الأفريقية بضرورة حل هذه الميليشيات ودمج العناصر الصالحة منها في مؤسسة شرطية واحدة تدين بالولاء فقط للسلطة التنفيذية التي يجب أن تكون موحدة، على أن يكون الدمج في فترة وجيزة يوضع خلالها تحديد زمني لانتخابات تشريعية، ثم في مرحلة تالية تُجرى انتخابات رئاسية.

لن يصلح ادريس ما افسده ابليس
لن يصلح ادريس ما افسده ابليس

كورة سودانية

timeمنذ 13 ساعات

  • كورة سودانية

لن يصلح ادريس ما افسده ابليس

غيض من فيض خلف الله أبومنذر لن يصلح ادريس ما افسده ابليس # قبل عام تقريبا بعث قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان الى الأمم المتحدة بخارطة طريق لحل الازمة السودانية رسم خلالها رؤيته للحل بانسحاب قوات الدعم السريع من كل المواقع التي تحتلها ويعقب الانسحاب وقف لأطلاق النار وتكوين حكومة كفاءات مدنية واسعة الصلاحيات تتولى إدارة الفترة الانتقالية الى قيام الانتخابات. # لم تر الأمم المتحدة في رؤية الجنرال ما يستحق المضي للنهاية في الرؤية العرجاء لذا جاء الترحيب مستصحبا الشق الإنساني بفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات للمتضررين من الحرب دون تعليق من جانب الأمم المتحدة على الشق الآخر الذى عناه الجنرال. # بالأمس نفذ الجنرال رؤيته الشخصية للحل التي سفهتها الأمم المتحدة ولم يعرها المجتمع الدولي التفاتة بتسمية الدكتور كامل ادريس رئيسا للوزراء على ان يتولى تسمية وزراء حكومته او حكومة الكفاءات وبالطبع لن تنطلي حيل الجنرال على المجتمع الدولي الذى وقف شاهدا والجنرال يطيح بحكومة مدنية مجمع عليها # جاء الإعلان عن كامل ادريس رئيسا للوزراء متزامنا مع العقوبات الامريكية على السودان بتهمة استخدام الجيش أسلحة محرمة دوليا في حربه في مواجهة الدعم السريع وذلك في مناسبتين # العقوبات الامريكية التي ظلت ترهق البلاد والعباد لعقود وبالتحديد منذ وصول الظلاميون او ما يسمى بالإسلاميين لسدة الحكم بلا شك لها عواقب وخيمة يصعب تلافيها او معالجتها في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها بوجع كبير كل السودان من جراء الحرب العبثية العقيمة اللئيمة التي خلفت كوارث في شتى مناحي الحياة # تعيين كامل ادريس رئيسا للوزراء بغض النظر عن تقدمه في السن وما صاحب سيرته ومسيرته من اتهام بعملية تزوير في مستند رسمي فان تولى الرجل للمنصب لن يغير من الواقع شيئا ولن يعيد عقارب الساعة للوراء بعد ان أصبحت العقوبات أمرا لا مفر منه . # المبعوث الأمريكي السابق للسودان توم بيريلو التقى الأمين العام للأمم المتحدة اكثر من مرة ، والتقى والمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية وبذل معهما ما بوسعه ليتجنب الاتهامات والعقوبات التي تعيق مساعي جمع طرفي القتال على مائدة التفاوض لإيقاف الحرب # لا يصلح ادريس ما أفسده ابليس ، لقد كتبنا عبر هذه المساحة واكدنا في اكثر من مرة ومن مناسبة انه سياتي اليوم الذى لا يصبح فيه الجنرال فاعلا لا حربا ولا سلما بل سيبحث عن طوق النجاة . # جاء اليوم المتوقع بصدور العقوبات الأمريكية ولن تتأخر الدول الاوربية في فرض ذات العقوبات ليتحول ملف الأسلحة المحرمة الى الأمم المتحدة التي لن تتأخر في اتخاذ الاجراء اللازم للحد من انتشار السلاح الكيماوي للحفاظ على الامن والسلم الدوليين ومن ثم الى المحكمة الجنائية الدولية كما حدث من قبل خلال حرب دارفور . غيض # حقيقة بذل المبعوث الأمريكي السابق توم بيريلو ما بوسعه ليجنب البرهان وحميدتى العقوبات المباشرة التي تكبل تحركهما على امل ان تثمر الجهود المبذولة وقتئذ لقاء الرجلين من اجل إيقاف الحرب # غادرت إدارة جو بايدن البيت الأبيض ولم يعد توم بيريلو فاعلا في ملف ازمة بلاد ملتقى النيلين ولم يتردد القادم الجديد القديم ترامب في رفع العصا من غير جزرة وكانت البداية بالعقوبات والقادم اسوا # عندما ذاع خبر اتهام الجيش باستخدام أسلحة محرمة دوليا كان الاسلم والأجدى لحكومة بورتسودان ان تفتح الأبواب وتدعو كل الجهات الدولية المعنية لزيارة البلاد والوقوف على حقيقة الامر . # اكتفت بورتسودان بالنفي عبر الهياج الحنجوري وتهديد العالم ولا غرابة في ذلك طالما ان حكومة بورتسودان امتداد للنظام البائد . # عزيزي الجنرال البرهان انابة عن الشعب السوداني أرجو شاكرا ودام لك الفضل ان تعفينا المرة دي من حكاية أمريكا تحت جزمتي . # اعفينا منها لانو الامريكان عندهم صورة ليك وانت لابس سفنجة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store