
لماذا تنفذ السعودية عمليات إعدام واسعة في حربها على الكبتاغون؟
إذا استمرت الإعدامات على هذه الوتيرة خلال الأشهر المقبلة، فإن سنة 2025 سوف تتجاوز 2024 في عدد الإعدامات.حتى أن سنة 2024 شهدت تم تسجيل أعلى المستويات منذ التسعينيات، وذلك بمجموع 338 عملية إعدام في المملكة.
وراء هذا التشديد، هناك مخدر شائع في الشرق الأوسط: الكبتاغون. وتُعَدّ المملكة العربية السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، من بين أكبر مستهلكيه، بحسب الأمم المتحدة.
موجة إعدامات
أعادت العربية السعودية تطبيق عقوبة الإعدام في قضايا المخدرات نهاية 2022، بعدما أقرت وقفا دام نحو ثلاث سنوات. وتقرر هذا التعليق (بين 2019 و2022) من أجل "تلميع" صورة المملكة، كما يقول كريم صادر، الباحث السياسي والمستشار المختص في شؤون دول الخليج.
ويذكر أن هذا القرار جاء بعد أن تضررت صورة السعودية على الساحة الدولية بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في أواخر عام 2018.
يفسرهذا التسلسل الزمني إلى حد ما، موجة الإعدامات حاليا، كما يوضح كريم صادر: فالعديد من المحكوم عليهم، والذين تم "تجميد" مصيرهم أثناء فترة تعليق الأحكام، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم مؤخرا.
إذا كان هذا المخدر مفضل لدى الشباب الأثرياء، فإن من يتولى بيعه هم من الفقراء وخاصة الأجانب منهم، باكستانيون، إيرانيون وأشخاص من دول آسيوية أخرى.
وقد أعربت منظمة العفو الدولية مؤخرا عن قلقها إزاء هذا الوضع. وفي هذا السياق، أكدت كريستين بيكيرلي، وهي نائبة المدير الإقليمي للمنظمة "نحن نشهد توجها رهيبا حقا، يتم فيه الحكم بالإعدام على مواطنين أجانب بوتيرة مقلقة، في قضايا لا ينبغي أبدا أن يتم معاقبتهم فيها بالإعدام".
ويقول كريم صادر إن "مصير العمال الفقراء يحظى باهتمام إعلامي أقل مقارنة بالمعارضين السياسيين السعوديين، الذين يُحكم عليهم لأسباب سياسية".
ويرى مدافعون عن حقوق الإنسان أن عودة عقوبة الإعدام تضر بصورة التسامح والحداثة التي تسعى المملكة للترويج لها.
"الحرب على المخدرات تبرر كل شيء"
لكن الحملة الحالية ضد الكبتاغون مدفوعة باعتبارات داخلية. "هناك خطر رؤية المجتمع السعودي مهدد بسبب آفة المخدرات، ومحمد بن سلمان كان قد صرح "نريد أن نتحصن من هذه الآفة، حتى وإن اقتضى ذلك استخدام أساليب وحشية، وأثار صدمة المنظمات الدولية وخاصة الغربية منها". أو كما يلخص ذلك المحلل السياسي كريم صادر "الحرب على المخدرات تبرر كل شيء".
نهج صارم يبدو أنه ضروري أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن ولي العهد -صاحب مبادرة الانفتاح النسبي في المجتمع السعودي- "يضطر لأن يتعامل مع فئات محافظة من مجتمعه، تعتقد أن الجرائم المتعلقة بالمخدرات يجب المعاقبة عليها بالإعدام"، كما يشرح كريم صادر.
فعليا، "تسعى السلطات السعودية من خلال هذه الإجراءات الصارمة إلى ردع التهريب"، يضيف الخبير.
في يونيو/ حزيران، أشار محمد البسامي، مدير الأمن العام إلى التوصل إلى "نتائج إيجابية ملموسة، من خلال توجيه ضربات قاسية للمتاجرين والمهربين"، حسب ما جاء في صحيفة عكاظ السعودية.
هل يعني سقوط الأسد في سوريا نهاية الكبتاغون في السعودية؟
يقول كريم صادر: "نعلم جيدا أن القمع وحده لا يكفي لمواجهة تحدي المخدرات"، وفي معركتها ضد "كوكايين الفقراء"، يمكن للرياض أن تعول على حليفها الإقليمي: أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي في سوريا.
ففي اليوم الذي تسلم فيه السلطة، أدرج الرجل القوي الجديد في دمشق موضوع الكبتاغون ضمن خطاب النصر، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، "لقد أصبحت سوريا أكبر منتج للكبتاغون في العالم"، لكن "اليوم، ستتطهر سوريا بإذن الله".
كانت سوريا في عهد الأسد تعتبر، ربما، المصدر الأول للكبتاغون، بحسب المصدر نفسه. لدرجة أن الدول العربية لم توافق على تطبيع العلاقات مع بشار في عام 2023 إلا مقابل وعد منه: أن تتوقف دمشق عن إغراق المنطقة بهذه المخدر المعروف.
للإشارة، فقد وجد محيط "الرئيس" وخاصة شقيقه ماهر في هذا التهريب مصدر دخل غير متوقع، وسط انهيار الاقتصاد بسبب الحرب والعقوبات، مما حوّل سوريا إلى "دولة مخدرات".
وفي يونيو/ حزيران، أعلنت السلطات السورية الانتقالية أنها صادرت جميع منشآت إنتاج الكبتاغون في البلاد. كما أن حزب الله اللبناني، الذي كان لاعبا أساسيا أيضا في هذا التهريب الإقليمي، قد تضرر بشدة نتيجة الحرب التي شنتها ضده إسرائيل.
فهل سيختفي الكبتاغون نهائيا من المملكة العربية السعودية بعد القضاء على تجاره الرئيسيين في المنطقة؟
وفق ما أكدته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تحقيقها، لا تعني نهاية الأسد بالضرورة نهاية إنتاج هذه المخدرات في سوريا.
ومن جهته، يخلص الباحث السياسي كريم صادر إلى القول "نعتقد أن سقوط الأسد وإضعاف حزب الله سيساهمان في الحد من نشاط تهريب الكبتاغون إلى السعودية، لكن لا يمكن أبدا إيقافه تماما".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 15 ساعات
- فرانس 24
مقتل 19 فلسطينيا بنيران إسرائيلية في غزة وبن غفير يدعو من الأقصى لاحتلال القطاع
قُتل الأحد 19 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، 14 من بينهم قتلوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات، وفق ما أعلنه الدفاع المدني في غزة. وبينما تستمر الحرب في القطاع منذ نحو 22 شهرا، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، من باحات المسجد الأقصى باحتلال "كامل" غزة وإعلان السيادة الإسرائيلية في القطاع الذي دمرته الحرب. ودخل بن غفير برفقة مجموعة من المستوطنين إلى باحات المسجد الأقصى في ذكرى خراب الهيكل حسب التقويم العبري. وقال "يجب أن نوجه رسالة واضحة: يجب احتلال كامل قطاع غزة، إعلان السيادة الإسرائيلية على كامل القطاع". وشدد الوزير الإسرائيلي في مقطع فيديو التقطه داخل الباحات ويظهر من خلفه مسجد قبة الصخرة، على وجوب "القضاء على كل عنصر من عناصر حماس، وتشجيع الهجرة الطوعية"، وأضاف "فقط بهذه الطريقة سنستعيد المخطوفين وسننتصر في الحرب". ورأى أنه يمكن احتلال غزة "كما أثبتنا أنه يمكن فرض السيادة في الحرم". 01:47 واعتبرت الخارجية الأردنية أن خطوة بن غفير تمثّل "خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستفزازا غير مقبول وتصعيدا مدانا". كما رأى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن "اعتداءات المستوطنين الاستفزازية على المسجد الأقصى المبارك، تصعيد خطير". وقالت حركة حماس إن "اقتحامات قطعان المستوطنين وفي مقدمتهم الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير... جريمة متصاعدة بحق المسجد وإمعان في العدوان". وفي بيان له، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "سياسة إسرائيل في الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي لم تتغير ولن تتغير". "إنهم فقط يريدون القتل" وفي غزة، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع، محمود بصل، إنه أحصى "تسعة شهداء وعشرات المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح"، حيث نقلوا إلى مستشفى "ناصر" في خان يونس. وأضاف أنه تم نقل "خمسة شهداء قرب مركز المساعدات قرب جسر وادي غزة" في وسط القطاع. وأكدت مستشفى "العودة" في مخيم النصيرات بأنها استقبلت "خمسة شهداء و12 إصابة" جراء نيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة. المجاعة تفتك بأجساد الأطفال في غزة والألم يتضاعف تحت الحصار 01:50 وأفاد شهود عيان، أن الجنود الإسرائيليون أطلقوا النار باتجاه مئات الأشخاص الذين اقتربوا من نقطة حراسة عسكرية قرب بوابة مركز مساعدات في شمال غرب رفح. وقال جبر الشاعر (31 عاما) إن الجنود أطلقوا النار "على الناس، أنا كنت هناك. لم يشكل أحد أي خطر على الجنود. إنهم فقط يريدون القتل، هم يعرفون أننا نريد مساعدات غذائية لنطعم أطفالنا". وأشار الشاب إلى أن عددا من الطائرات المسيرة حلّقت على ارتفاع منخفض في الأجواء. في الأثناء، أفاد بصل أن أربعة أشخاص قتلوا في غارة نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية "استهدفت مجموعة مواطنين" في حي الشجاعية شرق غزة. وأشار إلى مقتل أحد العاملين في جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني في غارة أخرى على مبنى في مدينة الأمل التابعة للجمعية في خان يونس.


فرانس 24
منذ 18 ساعات
- فرانس 24
السعودية: إعدام ثمانية أشخاص في يوم واحد بينهم سبعة أجانب مدانين بتهريب المخدرات
نفذت السعودية حكم الإعدام الأحد بحق ثمانية أشخاص، بينهم أربعة صوماليين وثلاثة إثيوبيين في منطقة نجران (جنوب) "لإدانتهم بتهريب الحشيش المخدر إلى المملكة"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس). وفي بيان آخر، أفادت واس بإعدام سعودي مدان "بقتل والدته بإطلاق النار عليها" في منطقة عسير (جنوب). منذ مطلع 2025، أعدمت السعودية 154 شخصا في قضايا متعلقة بالمخدرات، ما يشكل غالبية أحكام الإعدام البالغة 230 حتى الآن، وفق البيانات رسمية. كانت السعودية أعدمت 128 شخصا فقط بحلول الثالث من آب/أغسطس 2024. إلا أنها تواصل هذا العام تنفيذ ال\غعدامات بوتيرة متسارعة ما ينذر باحتمال تجاوز رقم 2024 القياسي، وهو 338. "حرب على المخدرات" وهذا الارتفاع اللافت في عدد الإعدامات مرتبط بإطلاق السلطات السعودية "حربا على المخدرات" في العام 2023، في سياق التصدي لاستخدام متنام للكبتاغون، وهو نوع من مادة "الميثامفيتامين"، في المملكة التي تعد من أكبر أسواق هذه المادة في الشرق الأوسط، بحسب الأمم المتحدة. واستأنفت السعودية أواخر 2022 تطبيق أحكام الإعدام في حق مدانين بجرائم مخدرات، بعد تعليق تنفيذ هذه العقوبة في قضايا كهذه زهاء لحوالي ثلاث سنوات. وتقول منظمات تدافع عن حقوق الإنسان إن هذه الإعدامات تقوض مساعي السعودية لتحسين صورتها عبر إدخال إصلاحات اجتماعية واقتصادية ضمن "رؤية 2030". لكن السلطات السعودية تؤكد أنها تنفذ أحكام الإعدام بعد استنفاد المتهمين جميع درجات التقاضي، مشددة على أنّها حريصة على "استتباب الأمن وتحقيق العدل" وكذلك حرصها على "محاربة المخدرات بأنواعها".


فرانس 24
منذ 20 ساعات
- فرانس 24
نتانياهو يعبر عن "صدمة عميقة" بعد نشر حماس تسجيلات لرهينتين إسرائيليتين
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "صدمة عميقة" تجاه المقاطع المصورة التي بثتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، والتي أظهرت اثنين من الرهائن الإسرائيليين في أوضاع إنسانية متدهورة داخل قطاع غزة. وجاء في بيان صادر عن مكتبه مساء السبت، عقب لقائه بعائلتي الرهينتين، أن نتانياهو عبر عن تأثره الشديد بالمشاهد التي وصفها بأنها صادمة، مؤكدا للعائلتين أن الجهود مستمرة دون هوادة من أجل استعادة جميع الرهائن. وأثارت ثلاثة فيديوهات نشرتها حماس والجهاد الإسلامي منذ الخميس تظهر اثنين من الرهائن الإسرائيليين نحيلين ومتعبين، حالة تأثر كبيرة في إسرائيل وحركت النقاش حول ضرورة التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن. تظاهرات حاشدة واحتشد عشرات آلاف الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن دعما لعائلاتهم. وأظهرت المشاهد المنشورة رجلين شديدي الهزل والوهن وكان الغرض منها تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي في غزة المهددة بـ" مجاعة معمّمة" بحسب الأمم المتحدة. وأشار البيان إلى أن نتانياهو "أجرى محادثة مطوّلة مساء مع عائلتي الرهينتين روم براسلافسكي وأفيتار دافيد" اللذين ظهرا في الفيديوهات الأخيرة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "لا حدود لقسوة حماس"، بحسب البيان. وتابع "بينما تسمح دولة إسرائيل بوصول المساعدة الإنسانية إلى سكان غزة، يقوم عناصر حماس بتجويع رهائننا عمدا وتصوريهم بطريقة دنيئة ومقيتة. ويقوم عناصر حماس أيضا بتجويع سكان قطاع غزة عمدا من خلال منعهم من الحصول على المساعدة، مروّجين لحملة دعائية افترائية في حق إسرائيل"، داعيا "دول العالم إلى رص الصفوف للتنديد بوضوح بالانتهاكات الإجرامية النازية التي ترتكبها منظمة حماس الإرهابية".