logo
أمانسيو أورتيغا.. ابن الخادمة الذي يملك 124 مليار دولار

أمانسيو أورتيغا.. ابن الخادمة الذي يملك 124 مليار دولار

البيان١١-٠٥-٢٠٢٥

في عام 1936، ومع بداية الحرب الأهلية الإسبانية، وُلد أمانسيو أورتيغا ابن الخادمة الذي صار يملك ثروة تقدر بـ 124 مليار دولار، في قرية صغيرة في شمالي البلاد، ثم انتقل مع عائلته إلى «جاليسيا» في الشمال الغربي، حيث عاشوا في بيت قديم، يقع بمحاذاة شريط القطار، وكان عمره آنذاك 13 سنة. لم يكن راتب والده العامل في السكك الحديدية يكفي حاجات الأسرة الضرورية، فعملت والدته خادمة. وذات مساء كان يمشي معها في الطريق إلى البيت، واعترفت له بأنها لا تملك ثمن العشاء، وليس في البيت أي طعام، واقترحت أن تدخل المتجر القريب، وتطلب من صاحبه أن «يُقرضها» الطعام، على أن تعطيه ثمنه خلال أيام قليلة، لكن الرجل رفض، فخرجت الأم باكية.. كانت تلك اللحظة فارقة في حياة أورتيغا، حيث شعر بالإهانة الشديدة، وقرر ترك الدراسة من أجل إعانة والديه على نفقات المعيشة.
في بداية مشواره، عمل أورتيغا مساعداً لصانع قمصان فاخرة، وتعلم منه كيفية صنع الملابس يدوياً، وخلال 14 سنة، تمت ترقيته إلى منصب «مساعد المدير»، ثم «مدير المتجر»، واكتسب خبرة مباشرة في التعامل مع العملاء، وشراء الأقمشة ولوازم تصنيع الملابس. اليوم يملك أورتيغا شركة التجزئة العملاقة «إنديتكس» وهي الشركة الأم لشركة «زارا»، أكبر شركة بيع بالتجزئة للأزياء في العالم، وصار أغنى شخص في إسبانيا، وحسب تصنيف مجلة فوربس لهذا العام، فإنه يحتل المركز التاسع في قائمة أغنى أغنياء العالم.
ويُعد أورتيغا رائداً في مفهوم «الموضة السريعة» الذي ابتكره، وهو نوع من تجارة التجزئة، يعتمد على الإنتاج السريع، وتوزيع إصدارات غير مكلفة من التصميمات المنسوخة من منصات الأزياء أو أيقونات الثقافة الشعبية. وفي ستينيات القرن الماضي، وضع المبادئ الأساسية لذلك النموذج «الموضة السريعة»، فبدلاً من شراء المخزون على أمل أن يشتريه العملاء، كما يفعل غيره من تجار التجزئة، استطاع السيطرة على السوق، وكسب المزيد من المال عن طريق معرفة ما يريده الناس بالضبط، وإنتاج نسخ من تلك التصاميم بسرعة، مستخدماً مواد أرخص كثيراً، ثم يبيعها بعد ذلك بأسعار مناسبة.
الحب والموضة
في بداية عمله، تعرف أورتيغا إلى روزاليا ميرا، ووقعا في الحب، إلى أن تزوجا بعد ذلك لمدة 20 سنة، ثم انفصلا، ليتزوج بعدها مجدداً في سنة 2001، وتوفيت روزاليا سنة 2013. كانت قد أوحت إليه بفكرة الحصول على إذن من صاحب العمل لإنتاج تصاميم خاصة به، وأسس معها بالاشتراك مع إخوته الثلاثة ورشة عمل في منزلهم لحياكة الملابس، مع الاحتفاظ بالعلامات التجارية الخاصة بالمصممين، ثم بيعها بأسعار مخفضة لتجار التجزئة، وظل هذا المنهج قائماً إلى الآن، ومعمولاً به في إمبراطورية إنديتكس.
وأطلق أورتيغا وروزاليا شركتهما الأولى GOA في عام 1963، وخلال عشر سنوات تمكنا من توسيع قاعدة عملائهما، وتنمية الشركة، إلى أن صار يعمل بها 500 موظف، وتوفيراً للنفقات، ألغت الشركة الوسطاء، واستطاع التحكم في عملية التصنيع ودورة التوريد، وبحلول عام 1975، انتقل أورتيغا وروزاليا إلى البيع المباشر للعملاء، حيث افتُتح أول متجر يحمل اسم «زارا» في لاكورونيا بإسبانيا، وحقق نجاحاً كبيراً، وفي عام 1977، تم إنشاء المقر الرئيس للشركة، وأول مصنع ملابس تابع لها، وبعد ست سنوات أخرى، كانت الشركة تملك تسعة متاجر في مدن إسبانيا المختلفة، وفي عام 1984، تم افتتاح أول مركز لوجستي للشركة، وفي العام التالي، أُطلقت علامة «زارا» التجارية دولياً، وتم تأسيس شركة «إنديتكس» رسمياً، بصفتها الشركة الأم لـ «زارا»، وافتُتح أول متجر لها خارج إسبانيا، وكان في البرتغال عام 1988، لتتوالى الفروع الخارجية: نيويورك 1989، ثم باريس 1990، ثم مكسيكو سيتي 1992، ثم أثينا 1993، ثم بلجيكا والسويد 1994، ثم مالطا 1995، ثم قبرص 1996، ثم النرويج 1997.
ابتكار مستمر
تقول صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن أمانسيو أورتيغا استطاع تأسيس مدرسة جديدة في بيع التجزئة، فعلى سبيل المثال، بينما يبلغ سعر قطعة فاخرة من «شانيل» 8550 دولاراً، فإنك تستطيع شراءها هي نفسها من زارا بـ 120 دولاراً فقط. وأجرت الصحيفة مقارنة بين ما حققه جورجيو أرماني من إيرادات مجمعة بقيمة 1.9 مليار دولار في عام 2020، وصافي إيرادات زارا المجمعة التي بلغت 16.7 مليار دولار في العام نفسه. مشيرةً إلى اعتماد أورتيغا على الحد الأدنى من الإعلانات، إذ يتم تصنيع ما يمكن بيعه فقط، والحفاظ على مخزون منخفض، وبالتالي، لا تكون هناك حاجة إلى إنفاق الملايين على الدعاية والإعلان.
ولا يحظى أمانسيو أورتيغا بشهرة كبيرة، تضارع شهرة شركاته، فالمعروف عنه أنه يدافع عن خصوصيته «بشراسة»، إلى درجة أنه حتى عام 1999، لم تُنشر له أي صورة، وسمح لعدد قليل جداً من الصحافيين بإجراء مقابلات معه. ولكنه في الوقت نفسه، يميل إلى الأعمال الخيرية، فقد أسس في سنة 2001 «مؤسسة أمانسيو أورتيغا الخيرية»، التي تركز على التعليم والرعاية الاجتماعية، وبلغت تبرعاتها حتى نهاية العام الماضي، 344 مليون دولار.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوساط اقتصادية ألمانية تشكو من إحجام الشركات عن الاستثمار
أوساط اقتصادية ألمانية تشكو من إحجام الشركات عن الاستثمار

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

أوساط اقتصادية ألمانية تشكو من إحجام الشركات عن الاستثمار

شكا اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية من إحجام الشركات في ألمانيا عن الاستثمار. وبحسب رسالة داخلية من المديرة التنفيذية للاتحاد، هيلينا ميلنيكوف، فإن 24% فقط من الشركات تخطط حاليا لزيادة الاستثمارات، في حين أن ثلث الشركات تعتزم خفضها، بينما لا تتوقع 20% من الشركات أنها قد تتمكن حاليا من توسيع قدراتها. ووصفت ميلنيكوف الأرقام بالصادمة. وتستند ميلينكوف في بياناتها إلى نتائج مسح جديد بين الشركات، والذي من المقرر أن يعلنه الاتحاد يوم الثلاثاء المقبل. وترى العديد من الاتحادات الاقتصادية أن هناك عيوبا كبيرة تتعلق بألمانيا كموقع اقتصادي، مثل تكاليف الطاقة المرتفعة والضرائب والبيروقراطية المفرطة وطول إجراءات التخطيط والموافقة. وبعد عامين متتاليين من الركود، من المتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا ركودا مجددا هذا العام. وتُعتبر سياسة الرسوم الجمركية المضطربة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمثابة خطر كبير على الاقتصاد الألماني. وأعلنت الحكومة الألمانية الجديدة عن العديد من التدابير لتحفيز الاقتصاد وتشجيع الشركات على الاستثمار بشكل أكبر في ألمانيا مرة أخرى. وكتبت ميلنيكوف في الرسالة أن الاقتصاد يحتاج إلى الاستثمارات على وجه الخصوص حتى ينمو مرة أخرى، وأضافت: "لا تزال استثماراتنا في المعدات أقل بنسبة 10% من مستويات ما قبل جائحة كورونا. يجب على الشركات أن تتحلى بالشجاعة والثقة لاستثمار الأموال". وبحسب المسح، فإن العديد من الشركات تشعر بالقلق إزاء الطلب المحلي والأجنبي. وتُعتبر أسعار الطاقة والمواد الخام، فضلا عن تكاليف العمالة، أيضا بمثابة عوائق كبيرة أمام الاستثمار.

السفر واقفاً في الطائرات بـ 32 درهماً… هل يمكن تطبيق الفكرة حقاً؟
السفر واقفاً في الطائرات بـ 32 درهماً… هل يمكن تطبيق الفكرة حقاً؟

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

السفر واقفاً في الطائرات بـ 32 درهماً… هل يمكن تطبيق الفكرة حقاً؟

شهدت رحلات السفر منخفضة التكلفة ازدهارا ملحوظا خلال العقد الأخير، وتعد شركة "رايان إير" من أبرز رموزه، إذ اشتهرت بتقديم تذاكر طيران بأسعار تبدأ من 7.99 يورو فقط أي ما يعادل حوالي 31.56 درهماً إماراتياً. ومؤخرا، انتشرت عبر الإنترنت منشورات تزعم أن الشركة الإيرلندية تستعد لتقديم خيار جديد وأرخص تتمثل في السفر وقوفا بنفس سعر التذاكر الاقتصادية تقريباً. وبحسب هذه المزاعم، فإن المقاعد الجديدة ستكون شبيهة بسروج الدراجات الهوائية المثبتة بشكل عمودي، حيث لن يجلس الركاب بشكل كامل، بل سيتكئون على مقعد ضيق ومبطن، مدعوم بمسند للظهر للحفاظ على استقامة الجسم، وفقا لموقع Euronews. وتتضمن النماذج المقترحة لهذه المقاعد تجهيزات أمان إضافية مثل أحزمة تشبه تلك المخصصة للخيول أو أربطة لتثبيت الراكب أثناء الإقلاع والهبوط وفي حالات الاضطرابات الجوية، بالإضافة إلى أعمدة رأسية تصل بين صفوف الركاب وسقف الطائرة لتعزيز الاستقرار. ويهدف هذا التصميم المضغوط إلى زيادة عدد الركاب في المقصورة، لا سيما في الرحلات القصيرة. وقد أشارت عدة تقارير متخصصة ومشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن شركة التصنيع الإيطالية Aviointeriors ستقوم بتوريد هذه المقاعد إلى "رايان إير"، تمهيدًا لتطبيقها في الرحلات بدءًا من عام 2026. لكن الشركة الإيطالية نفت ذلك بشكل قاطع في تصريح لموقع "يورونيوز"، مؤكدة أنه "لا توجد لديها أي خطط من هذا النوع." كما أوضحت في بيان رسمي أن نموذج "Skyrider"، الذي غالبا ما يُربط بهذه الأخبار، ليس سوى تصميم تجريبي تم تطويره في عام 2012، ولم يتم اعتماده ضمن منتجاتها التجارية. رغم ذلك، تعود جذور هذه المزاعم إلى تصريحات سابقة لرئيس "رايان إير" التنفيذي مايكل أوليري، المعروف بأفكاره المثيرة للجدل في مجال تقليص التكاليف. فمنذ عام 2010، تحدث أوليري عن فكرة "مقاعد الوقوف" كخيار نظري يهدف إلى استيعاب عدد أكبر من الركاب مقابل أسعار منخفضة جدا، كما سبق له أن اقترح فرض رسوم على استخدام المراحيض داخل الطائرة عام 2009، وفرض "ضريبة على السمنة" تُلزم الركاب ذوي الوزن الزائد بدفع رسوم إضافية. لكن هذه المقترحات اعتُبرت في حينها أقرب إلى النكات أو أساليب دعائية لجذب الانتباه، ولم يتم أبدا وضعها موضع التنفيذ الفعلي. هل يمكن تطبيق هذه المقاعد فعلا؟ رغم عدم تبني أي شركة طيران رسميا لهذا النوع من المقاعد حتى الآن، إلا أن المفهوم من الناحية التقنية قد يكون قابلا للتطبيق في الرحلات القصيرة جدا. وقد خضعت النماذج التي طورتها "Aviointeriors" لاختبارات أمان مبدئية، أظهرت قدرتها على الصمود في ظروف الهبوط الطارئ وسرعة الإخلاء، وفق المعايير التي تفرضها هيئات مثل "وكالة سلامة الطيران الأوروبية" (EASA). لكن التحدي الأكبر لا يكمن في الجانب الفني، بل في راحة الركاب، إذ إن الوضعية شبه الواقفة قد تسبب انزعاجا شديدا، حتى في الرحلات القصيرة، كما قد تؤدي إلى مشكلات في الدورة الدموية والشعور بالتعب. وعلى الرغم من أن بعض المسافرين الباحثين عن أرخص الأسعار قد يقبلون بهذا النوع من المقاعد مقابل أسعار منخفضة جدا، إلا أن التوقعات تشير إلى أن القبول الشعبي الواسع سيكون محدودا، ما قد يقلل من الجدوى الاقتصادية لهذا الابتكار المثير للجدل.

تأخير الرحلات البريطانية.. تعرف على شركة الطيران الأسوأ
تأخير الرحلات البريطانية.. تعرف على شركة الطيران الأسوأ

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

تأخير الرحلات البريطانية.. تعرف على شركة الطيران الأسوأ

وأظهر تحليل أجرته وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) لبيانات هيئة الطيران المدني أن رحلات المغادرة التابعة للشركة تأخرت في الإقلاع عن موعدها من مطارات المملكة المتحدة بمتوسط 45 دقيقة و 48 ثانية خلال عام 2024. ووصف روري بولاند محرر مجلة " ويتش ترافل" أداء إير انديا بأنه " غير مقبول تماما". وقالت إير انديا إن التأخر " يرجع بصورة أساسية لعوامل خارجة عن سيطرتنا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store