
وزارة الثقافة السورية تتراجع عن إلغاء عرض مسرحي للأخوين ملص مُنع بسبب منشور حول مجازر وانتهاكات
باريس- 'القدس العربي': نشرت وزارة الثقافة السورية بياناً نفت فيه ما تم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حول إيقاف عرض مسرحية للأخوين ملص على خلفية منشور سياسي منسوب إليهما.
وبينت الوزارة أن 'ما حدث كان نتيجة سوء تفاهم من أحد العاملين، وليس قراراً من الوزارة، ولا توجهاً ولا موقفاً منها'، وأن 'الوزارة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة'.
وتابع البيان: 'تجدد الوزارة التزامها بمبدأ حرية التعبير، وتؤمن بأن المسرح منبر حضاري يعكس نبض المجتمع ويعزز الحوار الثقافي البناء'. مؤكداً: 'ولقد تم التواصل مع الأخوين ملص وإبلاغهما بعدم صدور أي قرار من الوزارة بمنع العروض المسرحية، وأن بإمكانهما إجراء العروض كما هو متفق عليه سابقاً'.
وكان الأخوان ملص (محمد وأحمد) قد نشرا، في وقت سابق، على حسابهما في فيسبوك منشوراً جاء فيه: 'بقرار صادر عن وزارة الثقافة السورية، تم إيقاف عرض مسرحيتنا 'كل عار وأنتم بخير'، إلى جانب تعليق جميع الورشات المسرحية، وذلك على خلفية آخر منشور على فيسبوك'.
وقد كتب الأخوان ملص في المنشور السابق المشار إليه: 'عزيزتي الحكومة الجديدة؛ نحنا أبناء ثورة 2011، ومن الشام الآن.. منحب نخبرك إنو إذا ظلّ الوضع هيك، كل يوم عم نشوف انتهاك من هون، ومجزرة من هون، وقتل من هون، بوعدك إنك خلال فترة قصيرة حتسمعينا عم نردّد شعارات 2011 نفسها. مو لإنك متل حكومة بشار الأسد، لاااا… بشار الأسد وأبوه السافل بالنسبة إلنا أكبر مجرمين بالدنيا. بس لأنو نحنا ناس عنا كرامة، وما منرضى بالظلم لأي سوري، وما منبرّر القتل. هيك علمتنا ثورة 2011، اللي رح نضلّ مخلصين إلها رغم أنف الكل. للأسف كل يوم عم تخيبي أملنا أكثر'.
وجاء منشور الأخوين ملص إثر فيديو جرى تداوله أمس يصوّر اقتحام المشفى الوطني في السويداء، والاعتداء على طاقمه الطبي، وقتل أحد الممرضين المتطوعين.
وفي تصريح سابق لـ 'القدس العربي' تحدث محمد ملص عن منعٍ أول جرى إثر عرض مسرحي لهما في حلب، جاء المنع من مدير ثقافة حلب بسبب مشهد أضيفت عليه جملة، تعليقاً على مقطع فيديو من انتهاكات السويداء، عندما ألقي أطباء من الشرفة تحت التهديد. يتساءل ملص: 'ما الذي يزعجكم في العبارة! هل ترون أن هذا الفعل مقبول؟'.
أما عن المنع الأخير، فيقول محمد ملص: 'جاء بعد منشور على فيسبوك. اتصلوا بنا وأبلغونا بتوقيف الورشات والعروض. قالوا لأخي أحمد نحن أعطيناكم تمويلاً كي تكتبوا ضد الحكومة. فأجاب أخي: التمويل من أجل ألا ننتقد الحكومة! أنتم تشتروننا بالتمويل!'.
وختم ملص: 'هم الآن يفاوضوننا لكي نحذف منشور الفيسبوك'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
نقل الفنانة الكويتية حياة الفهد للعناية المركزة
الكويت – «القدس العربي»: أعلنت الصفحة الرسمية للفنانة الكويتية حياة الفهد عن تعرضها لوعكة صحية قاسية، داعيةً جمهورها إلى الدعاء لها بالشفاء. وكشف رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي تفاصيل الحالة الصحية للفنانة وقال إن الحالة الصحية للفنانة صعبة. وأصدرت الأسرة بيانا عبر حسابها في تطبيق على انستغرام جاء فيه: «تعلن أسرة ومحبو الفنانة القديرة حياة الفهد ومؤسسة الفهد أن أمّ الجميع تمرّ حالياً بوعكة صحية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليها بالشفاء العاجل، وأن يعيدها لمحبيها وهي في أتم الصحة والعافية»، مستشهدين بقول الله تعالى: «وإذا مرضت فهو يشفين». وصرح رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني والمسرحي وصُناع الترفيه المحامي والإعلامي خالد الراشد، أن حياة الفهد تعرضت لوعكة الصحية وادخلت الى العناية المركزة. وكان آخر عمل قدمته الفنانة في الموسم الرمضاني الماضي مسلسل «أفكار أمي»، وتدور أحداثه حول «شاهة» المرأة القوية والمسيطرة التي تفرض كل شيء على أفراد أسرتها وتدور بينها وبين أفراد الأسرة الكثير من القصص والحكايات المشوقة، والعمل من ﺇﺧﺮاج باسل الخطيب، ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ عبد المحسن الروضان، ومن بطولة الفنانة حياة الفهد، إبراهيم الحساوي، زهرة الخرجي، شيماء علي، ريم أرحمة، حسين الحداد، هيلدا ياسين، ياسة، فاطمة البصيري، حسن البلام، عقيل الرئيسي، بالإضافة إلى آخرين.


القدس العربي
منذ 2 أيام
- القدس العربي
فرنسا تتعهد بمحاكمة مهاجمين قطعوا شجرة زيتون تكريماً ليهودي قُتل عام 2006
باريس في 14 فبراير 2021. ا ف ب باريس: تعهدت السلطات في فرنسا بتعقب ومحاكمة المهاجمين المجهولين الذين قطعوا شجرة زيتون تم زرعها تكريمًا ليهودي فرنسي قُتل في عام 2006. وكانت شجرة إحياء ذكرى إيلان حليمي، التي تم زرعها قبل 14 عامًا في ضاحية إيبيناي-سور-سين شمال باريس، قد تعرضت لهجوم، ليلة الأربعاء الماضي، على ما يبدو باستخدام منشار كهربائي. ونشرت البلدة صورة على صفحتها على 'فيسبوك' تظهر قمة الشجرة المورقة الكثيفة منفصلة تمامًا عن قاعدتها، ولم يبقَ إلا الجذع البارز من الأرض. وكان قد تم العثور على حليمي عاريًا ومقيد اليدين وجسمه مغطى بآثار حروق بالقرب من خطوط السكك الحديدية في منطقة إيسون جنوب باريس في 13 فبراير/ شباط 2006. Un acte odieux antisémite : la mémoire de Ilan Halimi doit être préservée a Épinay-sur-Seine ! — avec Antonin Duarte (@AvecAntonin) August 15, 2025 وتوفي وهو في طريقه إلى المستشفى بعد احتجازه وتعذيبه على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع. وكان يبلغ آنذاك 23 عامًا. وأثارت هذه الجريمة الوحشية مخاوف في فرنسا بشأن معاداة السامية، وأدت إلى قلق عميق في المجتمع اليهودي في فرنسا، وهو الأكبر في غرب أوروبا. وقال رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا بايرو، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي 'إكس' إن شجرة الزيتون 'قُطعت بسبب الكراهية للسامية'. (أ ب)


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
كلّ عارٍ وسورية بخير
غادر الأَخوان ملص سورية بعد اعتقالاتٍ في بداية الثورة، وبعد اقتحام مدينتهما داريا (المدينة التي نشطت فيها حركة الإسلام اللاعنفي، وكانت بداية الثورة مثالاً ناصعاً لسلمية الثورة ونظافتها)، واستقرّا في مجتمع أوروبا الحرّ، حيث واصلا عملهما في المسرح. ومع سقوط نظام الأسد، عادا مبكّراً إلى سورية، وفي نيّتهما الاستقرار والشغل المسرحي مع الشباب السوري. وبالفعل، بدآ بذلك في كلّ المحافظات بدعم من وزارة الثقافة التي أوقفت عرضاً أخيراً لهما بعنوان "كل عار وأنتم بخير" عدّة مرّات لأسباب غامضة، يقدّرها بعضهم بأن "الشيخ" المعيّن في وزارة الثقافة لم يرضَ عن مضمون العرض، وتراجعت الوزارة عن القرار بتدخّل أشخاصٍ نافذين. إلى أن كتب الأَخوان ملص منشوراً في منصّة فيسبوك ينتقدان فيه سلوك السلطة المؤقّتة، ومجازرها في السويداء، أُوقفت في إثره العروض والورش، وأُنهي دعم الوزارة لهما. جرى هذا بمكالمة هاتفية من مسؤول كبير في وزارة الثقافة التي اعتذرت (كالعادة) بعد أن أصبح الخبر "ترنداً" في مواقع التواصل الاجتماعي، وتذرّعت بأنه سلوك من موظّف هامشي، وعادت لتسمح بالعرض. فتحت حادثة الأَخوين ملص باب التساؤلات عن مسألتَين أساسيَّتَين جرى نقاشهما في مواقع التواصل. تتعلّق الأولى بدور المثقّفين والفنّانين في هذه المرحلة الحرجة في التاريخ السوري، وهل من الصحيح تمييز السلطة المؤقتة الحالية عن النظام السوري السابق؟ بمعنى آخر، رفض كثيرون من الفنّانين والمثقّفين العودة إلى سورية زمن نظام الأسد رغم محاولاته مفاوضة بعضهم، ودعوتهم إلى العودة والعمل في البلد، لكنّ قلّةً قليلةً جدّاً قبلت العرض وعادت، ذلك أن العودة وقتها والعمل مع مؤسّسات النظام (حتى القطاع الخاص كان تابعاً للنظام) كانا يصبّان في إطار محاولة تبييض صفحة النظام من الجرائم والمجازر التي ارتكبها. لماذا إذاً يقبل الفنّانون والمثقّفون اليوم العمل ضمن مؤسّسات السلطة المؤقّتة، مع أنها ارتكبت في أقلّ من أربعة أشهر مجزرتَين كبيرتين، وتكرّس خطابَ كراهية شعبوياً ومبتذلاً، وتكرّس انقساماً طائفياً شديدَ الوضوح في المجتمع السوري؟ هذا كلّه من دون ذكر تاريخ هذه السلطة في أثناء حروبها الفصائلية الجهادية قبل سقوط نظام الأسد. أليس من واجب المثقّف والفنّان رفض التعامل مع هذه السلطة؟ وتتعلق المسألة الثانية التي أثيرت بآلية العلاقة مع مؤسّسة رسمية مثل وزارة الثقافة، فإذا كان على من يعمل في هذه المؤسّسة (أو يتعاون معها) أن يغضّ النظر عن أخطاء السلطة وكوارثها ومجازرها، ويكمل عمله كما لو أن لا شيء يحدث، وعليه أن يصمت عن المجازر المرتكبة، حتى لو كان يدرك أنها مجازر طائفية سوف تودي بالوطن إلى الهاوية، في مقابل الحفاظ على مكسب ما، فما الذي اختلف عن نظام الأسد إذاً؟ أليس ما يحدث اليوم نسخة ممّا كان يحدث سابقاً؟ أليست في هذا رقابة على الرأي والفكر ومصادرتهما لصالح السلطة؟ هل هكذا تدار دولة يفترض أنها أتت نتيجة ثورة شعبية تطالب بالحرّيات السياسية والعامّة؟ كيف يُقبَل بابتزاز المثقّف أو الفنّان في عمله ضماناً لولائه للسلطة؟ ثمّ يتعلق السؤال الأكثر أهميةً بالرؤية التي تملكها السلطة الحالية للثقافة، وماذا تعني بالنسبة إلى سلطةٍ ذات توجّه سلفي جهادي عيّنت "شيخاً" مسؤولاً أولَ في وزارة الثقافة؟ ثمّة أسئلة عديدة يجب طرحها على المثقّف السوري المؤيّد للسلطة الحالية، والصامت عن ارتكاباتها. أسئلة تتعلّق بجدلية الانتماء والمواطنة ودور الثقافة فيهما. أسئلة لطالما طُرِحت على مثقّفي نظام الأسد من مثقّفي السلطة الحالية: كيف يمكن لمثقّف أن يؤيّد سلطة ما، مطلق سلطة، فكيف بسلطة لا تنتج إلا العار، أو تواصل عاراً أنتجه من قامت الثورة ضدّه؟