
تصعيد الحوثي في موانئ الحديدة والبحر الأحمر.. استراتيجية إيرانية لخدمة "البرنامج النووي"
.
يأتي التصعيد الحوثي البحري وسط تحركات تشير إلى تنسيق مباشر مع الحرس الثوري الإيراني، وفقاً لمحللين عسكريين.
وبحسب المحللين، تسعى إيران، بعد خسائرها الأخيرة في المواجهة مع إسرائيل، إلى تصدير معركتها إلى البحر الأحمر عبر مليشيا الحوثي، التي تُعد الذراع الأرخص والأكثر مرونةً من حيث التنفيذ. وتؤكد هذه المعطيات عملية ضبط الشحنة الأخيرة التي أعلنت عنها المقاومة الوطنية، والتي كانت تحمل معدات إيرانية متطورة في طريقها إلى الحوثيين، ما يسلط الضوء على تحرك طهران لنقل سلاحها النوعي إلى المليشيا لتصعيد المواجهة في خطوط التماس البحري.
- الحوثي في خدمة النووي الإيراني
وبحسب معلومات كشفها الصحفي والناشط الحقوقي مجاهد القب، فإن المليشيا كثفت تحركاتها البحرية خلال الأيام الماضية، وأدخلت عدداً من السفن إلى موانئ الحديدة، بينها سفن تحمل معدات ذات استخدام مزدوج، في ظل غياب الرقابة الدولية، الأمر الذي يثير مخاوف من نوايا تصعيدية محتملة.
كما وثّقت المعلومات تنفيذ محاكاة قتالية في الجزر غرب مدينة اللُّحية، ونشر أسراب من القوارب المموهة، بالتزامن مع إعادة تأهيل أكثر من 30 موقعاً عسكرياً في محيط مطار الحديدة ومناطق متفرقة من الساحل الغربي.
وتأتي هذه التحركات، بحسب خبراء، ضمن سياق استراتيجي يرتبط بالضغوط الإقليمية على طهران، التي تستخدم الحوثيين كورقة ضغط في مواجهة المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل الحديث عن شحنات أسلحة وصلت مؤخراً وعلاقات لوجستية مشبوهة مع تنظيمات متطرفة في القرن الإفريقي.
وفي هذا السياق يقول العميد ركن عبدالصمد المجزفي لـ"
وكالة 2 ديسمبر
"، إن تصاعد النشاط البحري والعسكري للحوثيين في موانئ الحديدة، يأتي بسبب تضييق الخناق عليهم من عمليات التهريب ومنع وصول الأسلحة.
- علاقة الحوثي والجماعات الإرهابية
وأرجع الخبير العسكري المجزفي، التصعيد الحوثي خلال الأيام القليلة الماضية في موانئ الحديدة وإعلان تصعيد العمليات العسكرية ضد سفن الشحن في البحر الأحمر، إلى أن المليشيا الحوثية أصبح لديها ارتباطات مع جماعات إرهابية وجماعات مناوئة لاستقرار الدول في القرن الإفريقي، بالإضافة إلى كون المليشيا تعد مركزاً لتهريب الأسلحة والذخائر لتلك الجماعات وتدريب أفرادها على الأراضي اليمنية.
ويضيف، أن "جميع العمليات التي تقوم بها مليشيا الحوثي مرتبطة بشكل مباشر بالنهج والسياسة الإيرانية في مواجهة الضغوط المتزايدة عليها حول برنامجها النووي وصواريخها الباليستية".
وبحسب المجزفي، بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية، والتي خسرت إيران فيها الكثير من برنامجها النووي وتلقت ضربات استخباراتية قاتلة، تحاول إيران إعادة نفسها لمحاولة إظهار أنها كقوة لم تتأثر عبر تصدير الحوثيين لزعزعة أمن الملاحة البحرية.
وبعد أن فقدت إيران أذرعها في سوريا وضعفت في لبنان والعراق -وفقاً للخبير العسكري- لن يبقى أمام طهران والحرس الثوري الإيراني إلّا مليشيا الحوثي الإرهابية، لتقدم لها الدعم العسكري المتطور وربطها مع الجماعات الإرهابية في السواحل الإفريقية؛ لتشكيل ضغط وتهديد على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، لاستخدامه كورقة ضغط في إطار المفاوضات مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية حول البرنامج النووي الإيراني.
- ضعف الردع الدولي
تحاول مليشيا الحوثي في الآونة الأخيرة تكثيف نشاطها في إطار البحر الأحمر خاصة بتنفيذ عمليات عسكرية لاستهداف السفن التجارية، كما حدث قبل أسابيع عندما أغرقت سفينتين وقتلت واختطفت العديد من البحارة.
وأكد الخبير العسكري أن سبب استمرار مليشيا الحوثي بهذه العمليات الحربية ضد سفن الشحن، يعود لعدم تلقيها ردعاً حقيقياً من المجتمع الدولي، وعدم إيقافها، حتى الضربات الأمريكة والبريطانية السابقة لم تكن كافية خاصة وأنه لم يتم استهداف قيادة المليشيا، والذي شجعها على التمادي في استهداف ممر الملاحة الدولي، وزعمها أنها قادرة على مواجهة المجتمع الدولي.
وتحاول المليشيا وبدعم من إيران توسيع عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، في الوقت الذي تتلقى ضغوطاً من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتقديم تنازلات في برنامجها النووي والصاروخي، فهي تحاول عرقلة حركة الملاحة في البحر الأحمر وزعزعة الأمن الملاحي عن طريق الحوثيين، لتخفيف ذلك الضغط، واستخدامهم كنوع من المقايضة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 7 دقائق
- اليمن الآن
مليشيا الحوثي تنفذ حملة اعتقالات بالجملة في صنعاء
شهدت العاصمة المختطفة صنعاء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 30 شخصًا، بينهم موظفون في منظمات محلية ودولية، بالإضافة إلى ضباط عسكريين منخرطين ضمن قوات الحوثي، وفقًا لما أفادت به مصادر متطابقة. واوضحت المصادر ، أن الاعتقالات نُفذت من قِبل جهاز استخبارات الشرطة الذي يقوده علي حسين الحوثي، بالتنسيق مع جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا، دون تقديم أسباب واضحة حتى الآن. وتأتي هذه الحملة في سياق حملة أوسع تنفذها ميليشيا الحوثي لقمع المواطنين في مناطق سيطرتها، ما أثار موجة من الاستنكار والقلق في الأوساط الحقوقية والشعبية.


اليمن الآن
منذ 37 دقائق
- اليمن الآن
درع صاروخي فضائي".. البنتاغون يحدد أول اختبار رئيسي للقبة الذهبية لأمريكا
ذكرت شبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن وزارة الدفاع الأميركية حددت موعد أول اختبار رئيسي لمنظومة الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية"، والتي تبلغ تكلفتها عدة مليارات من الدولارات، قبل أسابيع قليلة من انتخابات الرئاسة عام .2028 ويأتي هذا الموعد متوافقا مع تعهد ترامب في أيار / مايو الماضي بـ"إنجاز المشروع خلال ثلاث سنوات". وقال حينها: "عند اكتماله، سيكون بمقدور القبة الذهبية اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من أطراف العالم الأخرى". سباق مع الزمن ورغم أن فكرة اعتراض الصواريخ من القضاء يجري بحثها منذ عقود، فإن المسؤول الدفاعي يرى أن الجدول الزمني الحالي "طموح للغاية" و"محفوف بالمخاطر التقنية"، مشيرا إلى أن العدد المطلوب من الأقمار الاصطناعية لتحقيق قدرة تغطية و حماية شاملة للولايات المتحدة سيكون مرتفعا جدا. تمويل ضخم وتحديات تقنية الجنرال مايكل غيتلاين، قائد القوة الفضائية المكلف من ترامب بقيادة المشروع، أقر الأسبوع الماضي بأن "التحدي الحقيقي يكمن في بناء المعترض الفضائي"، موضحا أن المبادئ العلمية متوفرة، لكن التحدي يكمن في التنفيذ على نطاق واسع وبكلفة اقتصادية معقولة. ورغم أن ترامب خصص 25 مليار دولار المشروع من حزمة إنفاق وإصلاحات مالية أقرها الكونغرس، إلا أن تقديرات وزارة الدفاع تشير إلى أن التكلفة الكلية ستبلغ مئات المليارات من الدولارات. اختبارات جارية ويحسب ما نقلته "سي إن إن"، فإن بعض التقنيات اللازمة للمنظومة يجري اختبارها بالفعل. فقد أعلنت شركة "نورثروب غرومان" أنها بدأت تجارب على المعترضات الفضائية، فيما اختبرت وكالة الدفاع الصاروخي رادازا بعيد المدى في الاسكا من تصنيع "لوكهيد مارتن" قادرا على تعقب صواريخ بالستية من روسيا أو الصين. وينتظر أن يقدم غيتلاين خطته الكاملة التصميم المنظومة خلال الأشهر المقبلة، بعد تكليفه من وزير الدفاع بيت هيغسيث بوضع الهيكلية الأولية في غضون 60 يوما، وخطة التنفيذ في 120 يوما. ضعف الرقابة الوتيرة المتسارعة أثارت قلق بعض المسؤولين في البنتاغون بشأن نقص الرقابة خاصة مع إعفاء المشروع من عمليات الإشراف التقليدية المطبقة على أكثر برامج الأسلحة كلفة في الجيش الأميركي. كما تم منح غيتلاين صلاحيات استثنائية في منح العقود واختيار التقنيات، على أن يرفع تقاريره مباشرة إلى نائب وزير الدفاع ستيفن فاينبرغ. وتضيف "سي إن إن" أن عشرات الشركات تتنافس على حجز موقع في المشروع، من بينها "سبيس إكس" و"أندريل" و"بالانتير". وقد عرضت هذه الشركات مقترحاتها مباشرة على وزير الدفاع الذي أبدى اهتمامه بها، بحسب المصادر.


اليمن الآن
منذ 37 دقائق
- اليمن الآن
تصعيد إسرائيلي جديد على قطاع غزة
واصلت طائرات الجيش الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 138 لعودة الحرب على القطاع مخلفة أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، بحسب وكالة سما الفلسطينية للأنباء. ونقلت الوكالة عن مصادر طبية قولها إن أكثر من 51 شخصا قتلوا في مختلف مناطق القطاع بينهم 23 من منتظري المساعدات. وسقط أربعة قتلى وأصيب عدد من الأشخاص بقصف مسيرة إسرائيلية لسيارة وسط مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وقتل 13 شخصا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية قرب مركز المساعدات الأمريكية قرب محور نتساريم. وقتل أربعة مواطنين جراء قصف الجيش الإسرائيلي خيمة نازحين خلف محطة طبريا بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة. وسقط قتيلان و أصيب 73 في محيط محور "موراج" جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة . وقتل 15 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية بقصف خيام النازحين وقرب مراكز المساعدات. وشن طيران الجيش الإسرائيلي أربع غارات فجر اليوم على عدة مناطق بمدينة غزة. وارتفعت حصيلة الهجمات الإسرائيلية على القطاع ردا على هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر عام 2023 إلى 60 ألفا و 249 قتيلا و147ألفا و 89 مصابا