
قمة العرب في بغداد … بين الأمل والشكل والمضمون
في عالم لاتسود فيه العدالة , ولا تحتفظ السياسة فيه بفنها الممكن والمبني على آلية الحرية والتسامح بين الشعوب , وهذا يعني ان العدالة الموجودة على الورق إما تحولت الى نصوص للتفاخر والتمجيد فحسب بنصوصها القانونية المرنة التي تعد بتطوير آلية القضاء على الفساد بشكل عام في المجتمع , واما تحولت الى ند شبح للنصوص المكتوبة , فيقوم هذا الند بخلق التوتر ومن ثم الإستفزاز في مهمة الفرد الذي يحارب الفساد ,
لينقله من الإحتجاج على الفساد الى الرضوخ له بقوانين غير دستورية تتوافق مع رأي رجال القانون في المؤسسات الرقابية المعنية بمراقبة الخروق بالقوانين الشرعية . اما السياسة فقد تحولت , على سبيل المثال , في الجانب المتعلقبعقد المؤتمرات الدولية الخاصة بالعرب , من آلية جمع شمل البلدان العربية للوقوف ضد تطلعات دولة الإحتلال الصهيوني في شن الحروب من اجل تأمين امنها الجيوسياسي ,
الى آلية عقد القمة بهياكل دول خاملة لا تقوى على اتخاذ اي موقف ثورييتجاوز حالة النظر الى دولة الإحتلال من نوافذ الإدانة والإستنكار المألوفة , وهم بذلك لا يدفعون الواقع العربي لكي يخطو بخطوات تؤدي الى إثارة الإزعاج لدولة الكيان , فالقرارات المنبثقه عن هذا الواقع منذ عقد من الزمان , كانت ولم تزل بلا طابع إثارة للعدو وبلا تشخيص لما يقوم به من مجازر بشرية وبشكل علني ,
وذلك يعني ان العرب تبينوا انهم بآلية سياسة خاملة وجديدة لاتشخص مايقوم به العدو من خطط واهداف ترمي الى القضاء عليهم انفسهم , وهذا يؤكد انهم فعلآ اصبحوا دولآ خاملة وبآلية سياسية خاملة , ما تسببت اولآ بتشجع وانتشار الفساد على نحو مستتر بين شعوبها , على الرغم من بلوغ قواها المسلحة المتنوعة بالصنوف التي تمتلكها , اعلى المراتب في التدريب والتكنولوجيا , وكأنها قوى تشكلت للقمع وليس لغيره .
أما السياسة فقد تحولت الى فن الكذب مثلما تحوّلت الحروب الإمبريالية الغربية من حجة ' عبء الرجل الأبيض ' وحجة ' نشر الوعي والتحضّر' في البلدان المتخلفة , الى حجة نشر الحرية والديمقراطية والدفاع عنهما , اما في عالمنا العراقي الصغير الذي صنعته الولايات المتحدة الأمريكية بكذبتها الكبرى اصبحنا نقف موقف الند لبعض الأنظمة العربية والأجنبية من الناحية السياسية والإقتصادية والعسكرية ,
بسبب خضوعها الواضح لإملاءات السياسات الأمريكية والغربية المهيمنة على تلك الدول منذ عهود طويلة , والتي تجاوزت بها في احيان عديدة على سيادة عالمنا بنواح مختلفة , ففي منطقة الخليج العربي , تحوّل مجلس التعاون لدول الخليج العربي , الى حلف معادٍ للعراق لما تقترب مصالح قادته الى حافة الإستبداد وخاصة مع عراق بلا اسنان , فهم يعرفونها نُزعت بإنتقائية سياسية كانوا لها متعاونين وداعمين فرحين , بما تعوّدوا عليه من خضوع لأنياب امريكا والصهيونية ,
فتتكشر أنيابهم الصفراء بدلآ عن ابتسامة هوليوود التي يظهرونها في الأحايين الفارغة من مصالحهم وبأجمل مايكون , وهذا ليس غريبآ ان تصنع امريكا لعالمنا الصغير بوابتين ; الأولى يدخل منها الضيوف العظماء , والأخرى يدخل منها الضيوف الجبناء , لأن هناك شعوب اخرى بهاتين البوابتين في الواقع البشري الكبير , الذي استحدثته امريكا لجني الأموال وحلب الثروات كما تفعل هذه الأيام لقادة ذلك المجلس الذي يسير بلا بوصلة حكيمة اوبلوصلة دينية بسبب الخضوع السياسي لأمريكا والصهيونية .
فبالنظر الى عالمنا الصغير , نجد ان الحكومة خصصت بقبضة المشاريع , تنظيم اقنية لبوابة العظماء بما يليق بعاصمة البلاد التأريخية من جمال , امتدت الى مناطق كثيرة , لتعكس بذلك الحرص على ان يتأمل الضيوف انهم في محل تقدير واحترام كما هي عادات العرب الأصيلة قبل الدخول الى ديوان الحوارات ووجهات النظر وكل الإحتمالات السلبية والإيجابية المتعلقة بالأوضاع الحالية , وفي مقدمتها القضية الفلسطينية المتمثلة الآن بقطاع غزة ,
وموجوداته الحاضرة من مجازر بشرية مستمرة يوميآ ومجاعة منتظرة . ولكنينبغي لكل تأسيس بنية اساسية ( = مشاريع ) في أي واقع جديد , ان يسبقه التفكير بالتصدي لأي نقد محتمل من حيث قبول تلك البنية او رفضها , لذلك ومثلما يقول ' هيدجر ' : ان اختلاف الواقع الجديد عن القديم يظل محتجبآ عندما لايدل إلا على إغراق لا حد له في العمى عن العلة الخفية , والعلة الخفية هي ; ان تنفيذ اعمال ومشاريع المسؤول من اعلى منصب الى ادناه , حسب القاعدة التي تنطبق على جميع الأفراد في المجتمع , يجب ان تتلخص بما يأتي ; اولآ , ان يكون صادقآ بالإصلاح وغير مشغول بالتجميل ,
لينفق جهده وماله وطاقته في مايرضي الله , أي ان يسير وفقآ لمبدأ ' كلوا واشربوا ولا تسرفو ' ومبدأ ' المال تحرسه الحكمة ' ليصنع بذلك اثرآ نافعآ له وللمجتمع حتى لو لم يكن مبهرآ في اعين الناس واعين المستفيدين من العمل او المشروع .
ثانيآ , ' ان يكون سلوكه ونواياه واثره في الواقع واضحآ وبعيدآ عن حب العجالة بالتنفيذ ومميزآ بين اقرانه ليكون مشروعه امتدادآ لحقيقته وليس قناعآ لحقيقته ,
ثالثآ , ان يشتري رضا الله ثم رضا الناس تبعآ لحاجتهم لذلك المشروع ومن دون غاية شخصية مستقلة له , لأن الناس لديهم الحدس والفراسة وعيون تراقب مايفعله المرء من مشاريع سواء كانت بنية الإصلاح , او بنيّة دفع تهم الفساد عن نفسه , ففي نيّة دفع التهم عن النفس , ثبت من قبل أن هناك لفيف من السياسيين الفاشلين يقومون بتنفيذ مشاريع لدفع تهم الفساد عن انفسهمفحسب , ولا يتبعون السلوك الحقيقي الذي يقرّبهم الى الله والشعب ,
فتراهم فاشلين حتى في إدارة الصراعات المحيطة بالمجتمع وكأنهم خرجوا من اجساد بشرية لادين لها ولا مذهب , رابعآ , أن يدرس المسؤول حماسة المجتمع والمستفيدين من المشروع بشكل مباشر من ناحية , ومدى ارتباطه بالحاجات والمصالح الملحة الخاصة بهم , وهذا يقع على عاتق السياسي المتبني للمشروع , ليكون فعالآ في كسب التأييد الشعبي والدولي وخاصة عند دخول البلاد الى الساحة الإقليمية أو الدولية بأهداف سياسية وإستراتيجية جديدة ,
ولو نختار مشروع إقامة قمة القادة العرب الأخيرفي بغداد كنموذج لما سبق من الحديث , نرى انه جاء وكأنه لإصلاح تهمة وهي الفساد المنتشر بأركان البلاد وخاصة من جراء البعض من السياسيين الصغار الذين لجأوا الى تنفيذمثل هذا النوع من المشاريع ذات البريق الأخّاذ , الذي يجذب المدح والتصفيق وهو في حقيقته للتمويه ودفع التهم عن انفسهم وإغلاق الطريق على المعارضين , لذلك طالته الإتهامات والألسن بالإنتقادات ,
مما شكل تحديآ للسيد السوداني من ناحية التخصيص المالي المبالغ به وبجدول الكميات المليء بالترف لغرض الجذب الإرستقراطي , ليجعل من السيد السوداني ان يسأل نفسه ; مالسبب الحقيقي الذي جعلني في زاوية الظن والإتهام ؟ وما الخلل في الظروف الاجتماعية الحالية , وفي النيّة وفي الأهداف المعلنة للمشروع الذي اقيمه ؟
ليلقى الإجابة وهي ; ان لايركض خلف الزينة الظاهرة ولا وراء المشاريع المبهرة شكليآ ويكون مشغولآ بها كأنه يسعى الى دفع تهمة الفساد عن نفسه من ناحية ,
بل ان يراقب الفاسدين الذين خرجوا من اجساد لا دين لها ولا مذهب وانتشروا في كل مفاصل الدولة , ويختار لهم العين الحمراء , ويراقب الكادحين من الشعب لأنه وعشيرته منهم ليقلب الصورة السلبية عن الشعب العراقي العظيم بالحق , الى صورة إيجابية خالية من التمزق , فالزينة الظاهرة التي مارسها من قبل قادة من الدول المتخمة بالتبعية للإستعمار , جعلتهم خاضعين ليسقطوا في احضان الإبتزاز الأمريكي والصهيوني ,
وهاهم الى الآن كالعبيد يبنون لأسيادهم القصور لإستقبال قادتهم ليغدقوا عليهم بالهدايا المليارية , ليشتروا رضاهم في مقابل بقائهم بالسلطة وبالترف الذي صنعوه بلاءآ لأنفسهم , لذلك تجاهل البعض من القادة الدخول من بوابة العظماء الى قمته المنعقدة بشتى التبريرات المذهبية والطائفية والسياسيةوبسوء التمييز بين الأخ والعدو من ناحية , لأنهم يعرفون انهم لايستحقونها , فضلآ عن كونهم لايحملون الهمّ الفلسطيني ,
علمآ ان هؤلاء العبيد كانوا يعلمون ان الجولاني كان صديق الولايات المتحدة اثناء الصراع مع النظام السوري ,
وكانوا يقدمون له المساعدة بتوجيهات منهم احتجبوها عن الإعلام , وهذا اكبر مبرر للحكومة العراقية ان لاتدعوا الجولاني للإشتراك بالقمة العربية الموعودة يوم 17 مايس , لأنه ومعه الداعمين لايستحقون ان يطأوا ارض العراق من تلك البوابة , لأنهم بهذا الدعم للجولاني بدا واضحآ عليهم انهم غيّروا مواقفهم السابقة , بل انقلبوا ثانية الى المسار القديم والى ما اعتمل في نفوسهم من كره وإقصاء للعراق , إذ لا احد لا يقر ان ارواحهم قد انصهرت بالولاء للإرهاب ولأمريكا والصهيونية ,
للبقاء على الحياة الباذخة التي يعيشونها , ولا فائدة مرجوّة منهم , بعد ان وجدوا رجل الارهاب الذي اختاروه ودعموه بالأموال قد اعتلى سدة الحكم في سوريا , فتذبذبوا عن الحضور الى القمة متذرعين بأعذار ابتزازية لها مساس بالسيادة العراقية , وخاصة في قضية خور عبد الله المتنازع عليه بين العراق والكويت الشقيق , متناسين ان موقف العراق كان منذ تولي السوداني منصب رئاسة الوزراء , كان يركز على بناء توازن دبلوماسي بينه وبين العرب ,
فضلآ عن عودته الى الحضن العربي والتمسك بالهوية العربية بوعي ونضج سياسي جديد لصنع بيئة تعاون جديدة كخيار يفرض توحيد الصف وان كانت بعض هذه الدول بمثابة هياكل خاملة إلا انها افضل من الفراغ التام , وهاهو ينظم جهوده السياسية وخاصة في عقد مؤتمر القمة على اساس ذلك الجوهر والمنظر , لأن العراق عانى كثيرآ من عبء الماضي المؤلم والفاجع , الذيجرّه الى تقديم الشهداء الكبار عند الله ,
ومن المؤسف ان يكون هذا الشعب في محل اقصاء من البعض والسخريةالمبطنة على الرغم مما يفعل , ولايوجد من يقدره سواء من اخوة مجاورين جبناء, او من دول اخرى هي بالأصل لاتحمي عقالها من امريكا والصهيونية , فضلآ عن سياسيين فاسدين يحاولون , خاسئين , انتزاع مكانته التأريخية او تقسيم اراضيه بأفعالهم الرخيصة , بينما الأجدر ان يعتلي قمم المجد بتأريخه, وامجاده وابطاله الذين نالوا اعجاب الكون بشجاعتهم وبسالتهم وهم يدافعون عن العراق ,
ضد عدو كافر تلبس بثوبين , ثوب الإسلام زيفآ وكذبآ , وثوب القتل والبطش من اجل الزنا والغنوم واقتراف المحارم , ولعل سائل يسأل ; كيف إذن يعتلي العراق قمم المجد ثانية وبالنظام السياسي نفسه ؟ الجواب ; أولآ , ببناء نظام سياسي بإكتفاء اقتصادي ذاتي وقدرة حماية ذاتية , ومنفتح بشكل انتقائي بعلاقات سياسية مدروسة ذات مصداقية داخلية وخارجية مستقلة . ثانيآ ;تثبيت الإستقرار الحالي بعيدآ عن ضغوط الإستقطاب والصراعات الإقليمية ,
ثالثآ ; حماية القرار السيادي من تأثيرات المحاور والمساومات الإقليمية. رابعآ ;التركيز على التنمية الداخلية العقلانية دون استنزاف للموارد المالية والبشريةبالمغامرات والعواطف الخارجية , خامسآ ; المحافظة على الحياد الدبلوماسي لتعزيز قبول البلاد لفرص الوساطة والقبول الدولي , وهذا ماتفعله دولة عُمان الشقيقة بعيدآ عن نفوذ السياسات الإقليمية المتقلبة . سادسآ ; الحد من التدخلات الأجنبية التي تنفذ دائمآ من الدول الإقليمية ,
والإنفتاح على العالم وخاصة جمهورية الصين بشروط متوازنة , كما فعلها السيد عادل عبد المهدي , من اجل التنوع في مصالح الدول الموجودة داخل العراق , سابعآ ; تعزيز السيادة بكل ابعادها الجيوسياسية وذلك بتقليل عدد السياسيين
المرتبطين اجتماعيآ مع شعوب الدول الإٌقليمية في الترشح ضمن وفودتفاوضية ترتبط بمشاكل الحدود والسيادة الوطنية واعتبار ترشّحهم خط احمر إلا على اهل الإختصاص ,
وهؤلاء يتم ترشّحهم بتزكية برلمانية موثّقة تبيّن عدم ارتباطهم بتلك العلاقات الإجتماعية المتعلقة بالدول المجاورة , ثامنآ ; تعزيز ثقة المواطن بمؤسساتهالوطنية وخاصة الرقابية عندما يراها تعمل للمصلحة العليا للوطن وتحت مظلة قوانينه الدستورية , وهذا يعني إقتلاع الفساد المستشري بها من جراء تدخل الفاسدين المرتبطين بأجندات عابرة للحدود ولايعجبهم ماورد اعلاه . تاسعآ ;بتنفيذ هذه العوامل , ينمو نموذج سياسي فريد ,
يتسم بالتوازن من جراء شرعيته وليس من جراء اصطفافه مع العبيد , كما يمنح هذا النموذج الكرامة للدولة العراقية وخاصة بالموقف من ناحية , وهيبة في نظر مواطنيه والعالم , وتغلق به ابواب كثيرة , اهمها باب الفساد وباب التدخلات التي شوّهت علاقات العراق مع العالم ومع شعبه , وباب النقد وسفاهة وثرثرة اعداء العراق بالقنوات الإعلامية من ناحية اخرى , وبشرط ان لاينخرط في محاور مع فلان ضد عِلان , عندئذ , سيجد المتسائل مع نفسه , الراحة والرضا .
ختامآ , ان الإصرار على عدم تحويل مضمون اكثر القمم العربية الى اداة فعالة وبإرادة سياسية حرة وشجاعة وموحدة , والبقاء على مقررات تصلح ان تتم بواسطة التلفون بدلآ عن تداولها تحت سقف تلك الأداة , لتكون ابعد منالآ من تحقيق اي شيء للقضية الفلسطينية , هو ازدياد عدد الدول التي تحولت الى هياكل سياسية خاملة بسبب ولائها للسياسات الأمريكية , وتمزّق دولآ اخرى بسبب الولاءات المرهونة بالمصالح الإقليمية والدولية وخاصة امريكا ,
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
ترامب يكشف عن خططه لنظام "القبة الذهبية" الدفاعي الصاروخي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختيار بلاده تصميماً لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي "القبة الذهبية"، لافتاً إلى أن النظام سيدخل الخدمة نهاية ولايته. وبعد أيام قليلة من عودته كرئيس إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، كشف ترامب عن نواياه بشأن النظام، الذي يهدف إلى مواجهة "الجيل القادم" من التهديدات الجوية للولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. وخصصت الولايات المتحدة مبلغاً أولياً قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد - على الرغم من أن الحكومة قدّرت أن التكلفة ستتجاوز ذلك بكثير على مدى عقود. ويحذر المسؤولون من أن الأنظمة الحالية لم تواكب الأسلحة التي يمتلكها الخصوم المحتملون وتتطور بشكل كبير. كما أعلن الرئيس ترامب أن الجنرال مايكل غيتلين، القائد في قوة الفضاء، سيشرف على المشروع. ويشغل الجنرال غيتلين حالياً منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء. وكان ترامب أمر وزارة الدفاع، بعد سبعة أيام من توليه منصب الرئيس للمرة الثانية، بتقديم خطط لنظام ردع ودفاع ضد الهجمات الجوية، التي وصفها البيت الأبيض بأنها لا تزال "التهديد الأكثر كارثية" الذي تواجهه الولايات المتحدة. وفي حديثه في المكتب البيضاوي الثلاثاء، قال ترامب إن النظام سيتألف من تقنيات "الجيل القادم" عبر البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية. وأضاف أن كندا طلبت الانضمام إلى النظام. وخلال زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا العام، أقر وزير الدفاع الكندي آنذاك، بيل بلير، باهتمام كندا بالمشاركة في مشروع القبة، معتبراً أنه "منطقي" ويصب في "المصلحة الوطنية" للبلاد. وأضاف بلير أن "على كندا أن تعرف ما يجري في المنطقة" وأن تكون على دراية بالتهديدات القادمة، بما في ذلك القطب الشمالي. وأضاف ترامب أن النظام سيكون "قادراً حتى على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من الجانب الآخر من العالم، أو تُطلق من الفضاء". واستُوحي هذا النظام جزئياً من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية، الذي يُستخدم لاعتراض الصواريخ والقذائف منذ عام 2011. ومع ذلك، ستكون القبة الذهبية أكبر بكثير، ومُصممة لمواجهة مجموعة أوسع من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي - المعروفة أيضاً باسم "فوبز- Fobs"، وتقدر على إطلاق رؤوس حربية من الفضاء. وقال ترامب "ستُسقط جميع هذه الصواريخ في الجو قبل أن تصل". لافتاً إلى أن "نسبة نجاح النظام قريبة جداً من 100 في المئة". وكان مسؤولون أمريكيون صرحوا سابقاً بأن القبة الذهبية تهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من إيقاف الصواريخ في مراحل مختلفة من إطلاقها، بما في ذلك قبل إطلاقها وأثناء وجودها في الجو. وأكد مسؤولو دفاع أمريكيون أن الجوانب المتعددة للنظام ستكون تحت قيادة مركزية واحدة. وصرح ترامب، الثلاثاء، بأن البرنامج سيتطلب استثماراً أولياً يقدّر بـ 25 مليار دولار، بتكلفة إجمالية تبلغ 175 مليار دولار على المدى الطويل. وحُدد المبلغ الأولي البالغ 25 مليار دولار ضمن مشروع قانونه الضريبي، الذي لم يُقر بعد. ومع ذلك، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغاً أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده. ولطالما حذّر مسؤولو البنتاغون من أن الأنظمة الحالية لا تواكب تكنولوجيا الصواريخ الجديدة التي تُصمّمها روسيا والصين. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، "في الواقع، لا يوجد نظام حالي. لدينا مجالات مُحدّدة للصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي مُحدّدة، ولكن لا يوجد نظام. لم يسبق أن وُجد شيء كهذا". وأشارت وثيقة إحاطية أصدرتها وكالة استخبارات الدفاع مؤخراً إلى أن التهديدات الصاروخية "ستتوسّع في نطاقها وتعقيدها"، إذ تصمم الصين وروسيا بشكل نشط أنظمةً "لاستغلال الثغرات" في الدفاعات الأمريكية.


موقع كتابات
منذ 2 ساعات
- موقع كتابات
القمم العربية بين الأمس واليوم
لم تعد للقمم العربية أية أهمية وصدى يذكر لدى المواطن العربي بعد ان فقدت بريقها واهميتها وثوريتها وقوتها برحيل الزعامات والقادة العرب الكبار الذين عرفوا بثوريتهم وروحهم القومية من أجل وحدة الأمة العربية والقضية الفلسطينية أمثال ، الزعيم عبد الناصر، والسادات ، وياسر عرفات ، وبومدين ، والقذافي ، فقد تحولت القمم العربية الى مجرد اجتماعات ولقاءات باهتة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة! ، تعقد كل سنتين وبشكل دوري في هذه العاصمة العربية وتلك ، لا أحد يعلم بانعقادها وحتى بانتهائها!وبقدر ما انعقادها لا يهز شعرة من أعداء الأمة العربية ،فبنفس الوقت كان انعقادها لا يحرك ساكنا لدى المواطن العربي! ، المهموم بمشاغله وبحياته وبكيفية تدبير معيشتهوتمشية حياته اليومية ، بعد أن صار يقينا لديه بأن الأمة العربية هي أسوء أمة أخرجت للناس! بسبب من حكامهاالظلمة وقسوتهم وجبروتهم وطغيانهم وعمالة الكثير منهم! ،وبالتالي لا خير ولا أمل يرتجى منهم ولا من قممهم . فمنذ انعقاد أول قمة عربية في قصر (أنشاص) في مصر بدعوة من الملك فاروق للفترة من 28 – 29/ مايو/ من عام 1946 ،لتدارس أوضاع البلاد العربية وموضوع فلسطين! وانتهاءبالقمة ( 34) الأخيرة التي عقدت في بغداد السبت الفائت الموافق 17/5/2025 ، وبعد مرور 79 عاما بين انعقاد أول قمة وآخر قمة ، نجد العرب قد ضاعوا وتفرقوا أكثر وازدادوا تخلفا وتمزقا واختلافا ، ووصل بهم الحال أن تحاربوا وتقاتلوا فيما بينهم واصبحوا أعداء بعضهم البعض! ، ولم تعد تجمعهم رابطة الدم واللغة والدين ، حيث لم يعد فيها أية معنى لديهم! . وبعد ان كانت أمريكا وبريطانيا والامبريالية العالمية وإسرائيل هم أعداء الأمة ، وبعد أن كانت الجماهير العربية تهتف ( أمريكا ضد العرب شيلوا سفارتها!) ، صارت القمم العربية الأخيرة تعقد بأوامر أمريكا وبحضور رئيسها شخصيا! ، فما الذي جرى؟ وأي تبدل هذا؟ ، وأي انتصار حققته أمريكا وإسرائيل على العرب !؟ ، فبعد 79 سنة أصبحت أمريكا هي من تقرر عقد القمة؟ وأين؟ ومن الذي يحضر؟ ومن الذي لا يحضر!؟ .ومن الطبيعي أن خيانة غالبية زعماء الأنظمة العربية وعمالتهم لأمريكا ولأسرائيل هو السبب وراء ما أصاب الأمة العربية من تراجع وتشتت وتمزق وهزال . ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك التغيير والتبدل والتراجع في مواقف الأمة العربية على القضية الفلسطينية التي كانت تمثل محور وجوهر انعقاد كل القمم العربية ، فضاعت هي الأخرى! ، بين تدخل هذه الدولة ، ورأي ونصح الدولة الأخرى ، حتى تيقن الجميع وأولهم أهل فلسطين نفسها! بأن غالبية الزعامات والقيادات العربية تاجرت بالقضية الفلسطينية من أجل مصالحهم الشخصية والسياسية الفئوية الضيقة! ، ومن أجل بقائهم على كراسي الحكم أطول مدة !؟ ، مما أدى بالتالي الى تمزق القضية الفلسطينية من الداخل وتعدد فصائلها المقاومة! فهذا الفصيل يتبع لهذه الدولة وذلك الفصيل يستلم أوامره من تلك الدولة! ، حتى وصل بهم الأمر للتقاتل فيما بينهم! . لقد اختزلت القضية الفلسطينية بكل تاريخها ونضالها وجراحاتها وتضحياتها بصورة ومشهد مدينة غزة التي تذبح يوميا ويباد أهلها ويدفنون تحت التراب بدم بارد منذ اكثر من سنة ونصف من قبل إسرائيل وأمريكا ، ومعهم الأنظمة العربية العميلة الجبانة والمطبعة مع إسرائيل ، فبعد 79 عاما استطاعت إسرائيل أن تفرق العرب أكثر مما كانوا هم متفرقين! ، بعد أن وجدت لديهم الاستعداد للفرقة والعمالةوأن يكونوا أعداء بعضهم البعض! ، وما قمة بغداد التي انعقدت أخيرا وما جرى فيها من تداخلات ومواقفواحراجات! ، ناهيك عن التمثيل النسبي والصوري لغالبية الزعماء والقادة العرب وخاصة ( دول مجلس التعاون الخليجي!) حيث أرسل الجميع من ينوب عنهم! ، ألا دليل واضح على عمق الخلافات التي تعصف بهذه الأمةوصعوبة حلها! ، حتى ينتابك أحساس بان حضور من حضروا جاء من باب ذر الرماد في العيون كما يقال !! ،وبالتالي فقمة بغداد لم تكن قمة استثنائية ، كما أطلق عليها وكما كان يراد لها! ، نعم كانت استثنائية بالفشل!!وبشهادة غالبية السياسيين والمتابعين للشأن العراقي من العرب والأجانب . فالقمة لم تكن كما كنا نتصورها ونريدها ، فقد تركت غصة كبيرة من الألم لدى العراقيين بما فيهم البسطاء من الناس ، الذين لم يجدوا أي مبرر لعقدها! ،وعبر الشارع العراقي عن سخطه وألمه على أن الأموال التي صرفت من أجل التهيئة لانعقادها ، كان هو أولى بتلك الأموال! ، وكانت قمة الألم في هذه القمة الاستثنائية لدى العراقيين هو تبرع العراق بمبلغ 40 مليون دولار الى كل من غزة ولبنان!! ، بالوقت الذي يعيش أكثر من ثلث العراقيين تحت خط الفقر!! ويسكنون العشوائيات ، ناهيك عن موضوع تامين الرواتب الشهرية للموظفين والمتقاعدين التي تعاني الدولة من صعوبة تأمينها شهريا!! ، حيث يرى العراقيين أن قمة بغداد كانت استثنائية ببهرجتها الخارجية وبالبذخ الذي لا مبرر له!. والسؤال ماذا عملت هذه القمة؟ وماذا قدمت من حلول للمشاكل والأزمات والخلافات العربية؟ وماذا عملت وماذا قدمت للقضية الفلسطينية؟ فمشروع استكمال أبادة وتهجير الفلسطينيين من أهالي غزة يسير كما هو مخطط له!! ، وموضوع حل الدولتين الذي طالما نادى به القادة العرب أصبح في طي النسيان! فقد استطاعت إسرائيل وأمام هذا الصمت العالمي لكل المجازر التي ارتكبتها وترتكبها أن تغير موازين المعركة!! في غزة وفي سوريا ولبنان ، حيث توسعت كثيرا بعد أن استولت على الكثير من الأراضي على حساب هذه البلدان! . أخيرا نقول : بالأمس وأثناء انعقاد مؤتمرات القمة كانت خطابات الزعامات العربية التاريخية وهم في أوج قوتهم وعنفوانهمومواقفهم وصراخهم وعنادهم ، كانت توصف من قبل المراقبين والمحللين السياسيين ، تارة بالخطابات العنترية التي لم تقتل ذبابة! ، وتارة توصف خطابات الزعماء وصراخهم ، بأنهم ظاهرة صوتية لا يخاف منها!! ، ومرات ومرات كتبوا عن قرارات القمم بعد انتهائها العبارة الشهيرة ، ( أتفق العرب على أن لا يتفقوا!) ، وصار الشارع العربي صغيرهم وكبيرهم ، يتندر على هذه العبارة! ، فاذا كانت تلك القمم وبوجود أولئك الرؤساء توصف بتلك الأوصاف ؟! ، فيا ترى ماذا سيقولون وماذا سيوصفون قمم اليوم!!؟.


سيريا ستار تايمز
منذ 3 ساعات
- سيريا ستار تايمز
بعد استدعاء سفير إيران.. لندن: حماية أمننا القومي أولوية
أعلنت الحكومة البريطانية، استدعاء السفير الإيراني علي موسوي بعد توجيه اتهامات لثلاثة إيرانيين في البلاد بموجب قانون الأمن القومي البريطاني. حماية الأمن القومي وقالت لندن في بيان "حكومة المملكة المتحدة تؤكد بوضوح أن حماية الأمن القومي تظل على رأس أولوياتنا، ويجب محاسبة إيران على أفعالها". ومثل الإيرانيون الثلاثة، المتهمون بالتخطيط لأعمال عنف، أمام محكمة في لندن يوم السبت بعد تحقيق واسع النطاق أجرته الشرطة البريطانية في إطار مكافحة الإرهاب. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد استدعت القائم بأعمال السفارة البريطانية في طهران، احتجاجاً على توقيف مواطنين إيرانيين في المملكة المتحدة وتوجيه الاتهام لعدد منهم بالتجسس. "توقيفات بدوافع سياسية" ورأى مسؤول بالوزارة في حديث أوردته وكالة "إرنا"، أن التوقيف غير المبرر، وقد تم بحق عدد من المواطنين الإيرانيين في المملكة المتحدة. كما أكد أن أمر استدعاء القائم بالأعمال البريطاني في طهران، جاء بناء على ذلك. كذلك اعتبر أن التوقيفات جرت "بدوافع سياسية". أتى هذا بعدما ألقت الشرطة البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر، القبض على سبعة إيرانيين في عمليتين منفصلتين، واتُهم ثلاثة منهم، الأسبوع الماضي، بالتورط في سلوك من المرجح أنه يهدف لمساعدة جهاز مخابرات أجنبي، وتحديدا المخابرات الإيرانية. كما تم احتجاز المتهمين الثلاثة، ومن المقرر أن يمثلوا أمام القضاء في جلسة أولية تعقد في السادس من يونيو/حزيران، في حين تم إطلاق سراح الأربعة الآخرين لكن مع استمرار خضوعهم للتحقيق. بناء على ذلك، استدعت طهران القائم بالأعمال البريطاني، أمس وطالبته بتقديم تفسير رسمي بشأن الأسباب والأسس القانونية لاعتقال المواطنين الإيرانيين. توتر وعراقجي "منزعج" يذكر أن الحكومة البريطانية تصنف إيران عند أعلى فئة في قائمة تتعلق بالنفوذ الأجنبي، وهو ما يتطلب تسجيل طهران لكل ما تقوم به لممارسة نفوذ سياسي في المملكة المتحدة. وكانت الشرطة البريطانية قالت في بيان، السبت الماضي، إن مصطفى سيباهفاند وفرهاد جوادي مانيش وشابور قلي خاني نوري اتهموا بـ"التورط في سلوك من المحتمل أن يساعد جهاز استخبارات أجنبياً" في الفترة ما بين 14 أغسطس (آب) 2024 و16 فبراير (شباط) 2025. وأضافت أن الدولة الأجنبية التي تتعلق بها التهم هي إيران. في حين أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في وقت سابق عن "انزعاجه" عندما علم أن السلطات البريطانية اعتقلت مواطنين إيرانيين.