
ملتقى الجامع الأزهر: الإيمان واليقين سبب صمود المسلمين في غزوة مؤتة.. وغزة اليوم تعيد المشهد
كشف الدكتور السيد بلاط عن الخلفية التاريخية لغزوة مؤتة، مشيراً إلى أن مؤتة بلدة تقع في الأردن على بعد 140 كم من عمّان، موضحا أن السبب المباشر للغزوة كان قتل "الحارث بن عمير الأسدي"، مبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يحمل رسالة دعوة للإسلام إلى أمير بصرى في السنة السادسة للهجرة، على يد "شرحبيل بن عمرو الغساني"، مما اعتُبر إعلان حرب صارخاً على الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة المنورة واستهانةً برسالتها.
وأبرز الدكتور بلاط استجابة الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا التحدي بتجهيز جيش قوامه 3000 مقاتل، مشيراً إلى حكمته في ترتيب القيادة بتسلسل واضح (زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة).
كما سلط الضوء على التوجيهات النبوية السامية التي أمر بها الجيش، والتي شكلت دستوراً أخلاقياً في القتال: تجنب الغدر، وحظر قتل المدنيين (النساء، الأطفال، الشيوخ)، والامتناع عن قطع الأشجار أو هدم المباني، مع التأكيد على إعلاء كلمة الحق والدين.
ووصف بلاط هذه التوجيهات بأنها "أخلاق الإسلام في القتال"، نافياً بشدة ما يُثار زوراً عن ارتباط الإسلام بالعنف والإرهاب.
وتحدث الدكتور بلاط عن سير المعركة واستشهاد القادة الثلاثة الذين اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم واحداً تلو الآخر، مؤكدا أن هذا الفداء لم يُضعف العزيمة، وأن سر الصمود والنصر - رغم التفوق العددي الساحق للروم وحلفائهم الذي وصل إلى قرابة 200 ألف مقابل 3 آلاف مسلم - يكمن في "الإيمان الكامل بالله واليقين بالنتيجة: إما النصر وإما الشهادة"، واصفا بسالة المقاتلين بأنها أظهرت "رجالاً يحرصون على الموت في سبيل الله أكثر من حرصهم على الحياة، صدقوا ما عاهدوا الله عليه".
من جانبه، شدد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، على أن غزوة مؤتة ليست مجرد حدث تاريخي، بل "صورة مكررة ودرس مهم" تتجلى ملامحه في واقع الأمة اليوم، مستشهداً بوضع غزة وفلسطين حيث يواجه المسلمون أعداءً متفوقين عددياً وعتاداً، مؤكدا على أن معركة مؤتة تقدم درساً محورياً "تفتقده الأمة اليوم"، وهو الأثر الحاسم للإيمان الراسخ والقيادة المخلصة والأخلاق الثابتة في تحديد مصير المعارك وتحقيق النصر المعنوي والمادي، مهما بلغت التحديات وعَظُمت التضحيات.
يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على حياة النبي محمد ﷺ، والمعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته، وكيف كان يتعامل مع الناس، وكيف كان يدبر شئون الأمة؛ للوقوف على هذه المعاني الشريفة؛ لنستفيد بها في حياتنا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
رمضان عبد المعز: الإسلام جاء لرعاية مصالح الناس وحماية الأرواح
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن الهدف الأسمى من رسالة الإسلام هو رعاية مصالح الناس والحفاظ على مقاصد الشريعة، موضحًا أن القرآن الكريم أكد على حرمة الدماء بقوله: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا". وأوضح الداعية الإسلامي، خلال فتوى له، اليوم الخميس، أن هذه المقاصد تشمل الحفاظ على الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، وكذلك الأوطان، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ كان محبًا لوطنه ومدافعًا عنه. واستشهد بحديث النبي ﷺ: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا"، ومن بين ما يكرهه الله "قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال". وتابع عبد المعز منتقدًا حوادث الطرق الناجمة عن الرعونة والإهمال، مؤكدًا أن الاستهتار بالأرواح جريمة، داعيًا السائقين إلى التأني والحلم، مستشهدًا بقول النبي ﷺ لأحد الصحابة: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناءة". وأشار إلى أن النبي ﷺ علَّم أصحابه حق الطريق حتى قبل وجود السيارات ووسائل النقل الحديثة، فقال: "أعطِ الطريق حقه"، مؤكدًا أن الحفاظ على النفس وحياة الآخرين واجب شرعي، وأن من أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا، ومن قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
بعد وفاة 3 شبان... بيان لبلديّة المرج
صدر عن بلدية المرج بيان جاء فيه: ببالغ الحزن والأسى، تلقّت بلدية المرج نبأ الكارثة الأليمة التي وقعت اليوم ضمن نطاق البلدة، وأدّت إلى وفاة ثلاثة عمّال من شركة "المقاولين العرب"، اختناقًا أثناء قيامهم بأعمال داخل أحد ريغارات الصرف الصحي. وإذ تتقدّم بلدية المرج رئيسًا وأعضاءً، بأحرّ التعازي والمواساة من أهالي الضحايا، سائلين الله أن يتغمّدهم بواسع رحمته، فإننا نؤكّد للرأي العام ما يلي: 1. إن الأعمال التي نُفّذت في موقع الحادث لا تعود بأي صلة إلى بلدية المرج، لا من قريب ولا من بعيد. 2. إن شبكة الصرف الصحي الجاري العمل عليها هي جزء من مشروع مخصص لبلدات أخرى، تمرّ عبر بلدة المرج باتجاه محطة التكرير. 3. لم تتلقَّ بلدية المرج أي إشعار رسمي أو تنسيق مسبق من قبل الجهات المعنيّة أو الشركة المنفّذة بشأن هذه الأشغال. ويهم البلدية أن توضح أن شركة "المقاولين العرب" هي الجهة المنفذة لهذا المشروع، والذي أُنجز في عهد البلدية السابقة، وقد سبق للبلدية الحالية أن تقدّمت بشكوى رسمية بحق هذه الشركة إلى مجلس الإنماء والإعمار ، لمخالفتها المواصفات الفنية المطلوبة. وبناءً عليه: - تحمّل بلدية المرج شركة "المقاولين العرب" كامل المسؤولية عن هذه الحادثة المؤسفة. - تؤكّد البلدية أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة بحق الجهة المنفذة لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين. - - تطالب الأجهزة القضائية والأمنية المختصّة بفتح تحقيق فوري وشفاف لتحديد ظروف الحادث وملابساته، حفاظًا على سلامة العاملين والمواطنين. رحم الله الضحايا، ولعائلاتهم أصدق التعازي. الرحمة لهم، والعدالة حق لهم ولنا جميعًا.


المنار
منذ 2 ساعات
- المنار
'تجمع العلماء' في أربعينية الإمام الحسين: من كربلاء صرنا نصرخ لغزة لأن الجامع المشترك أن نكون من الأحرار
شارك 'تجمع العلماء المسلمين' في حفل اختتام فعاليات 'موكب نداء الأقصى' على طريق المشاية في أربعينية الإمام الحسين(ع)، وكان لعضو المجلس المركزي في التجمع الشيخ محمد الزغبي كلمة باسم الوفد، مما قال فيها: 'ان الله بين لنا مظاهر فظيعة للردة، من خلال معرفتك بالبديل عن المرتدين تعرف صفات هؤلاء المرتدين، وتعرف مظاهر الردة، مظاهر الردة ألا يكون ذليلا على المؤمنين يكفر هذا ويكفر هذا ويطلق الألقاب على هذا وذاك، وأن لا يكون عزيزا على الكافرين فتجده يفرح إذا ضرب العدو بلاد المسلمين وإذا اغتال قادة المسلمين، وإذا ردت المقاومة في لبنان وفلسطين والجمهورية الإسلامية الإيرانية واليمن والعراق وفي كل محور المقاومة يحاول ان يتكلم بلغة إسرائيل، فيحاول ان يتكتم كما يتكتم العدو على حقيقة هذه الضربة، هؤلاء هم المرتدون الذين اصبحوا أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين ولا يجاهدون في سبيل الله'. اضاف: 'لا بد لكل جهاد ان يبدأ من العشق، ولذلك جئنا الى هنا الى شريان العشق المقدس الممتد بين النجف وكربلاء لنتعلم من الحسين عليه السلام، لنتعلم عشقه حتى يكون جهادنا مقبولا ومرضيا عند الله سبحانه وتعالى، ولذلك شاهدنا كل شهداء المقاومة وقادة المقاومة وابطال المقاومة جمعوا بين القدرة العسكرية الجهادية وبين سمو الروح العرفانية، بين يحبهم ويحبونه، وبين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم، ولذلك هذه الأفئدة التي تهوي إليهم، هنا لا تجد أجسادا تمشي بل قلوبا وأفئدة، تجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم، هذا العشق لا يمكن أن يُهزم، عندما ننطلق من عشقنا، وعندما أصبحت غزة تستلهم كربلاء لتقول للعالم إن كربلاء هي قبلة كل أحرار العالم، إن كربلاء هي الملهمة لكل حر، ومن كربلاء صرنا نصرخ لغزة لأن الجامع المشترك هو أن نكون من الأحرار'. وتابع: 'الإمام الحسين عليه السلام سيد الأحرار الذي أبى أن يركع للطغيان وللظلم وللردة وللانحراف عن دين الله، وغزة التي أبت أن تركع للظلم والانحراف، والمقاومة في لبنان التي حاكوا كل المؤامرات ضدها لينتزعوا منها سلاحها وما علموا ان من استلهم الإمام الحسين عليه السلام كل ما عندنا من عاشوراء، ان من استلهم الإمام الحسين عليه السلام لا يمكن ان يسقط السيف من يده، إما شهيدا وإما منتصرا، استشهد الحسين عليه السلام وسيفه بيده، والمقاومة سيبقى سيفها بيدها، وستبقى تضرب هذا العدو ولن يستطيع احد ان يحاصرنا، وسيتحقق وعد شهيدنا الأقدس السيد حسن نصر الله، قطعاً سننتصر وسنصلي في القدس'. المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام