
الأميركي ويس اندرسون يرسم بالكاميرا ويستنطق اللاوعي
من فضائل سينما أويس ندرسون، صاحب ال 13 فيلماً، أنها أعادت الاعتبار للحنين على نحو خلاق من خلال الهندسة اللونية في بناء اللقطات والأزياء والموسيقى، والانحياز إلى إشباع الجانب البصري في رسم المشاعر. هنا نحن أمام مصطلح مستقى من المسرح هو "الفرجة"، لكنه يمنح هذا الفضاء دفئاً وعفوية، كأنه يستعيد طفولة غابرة، ويتطلع إلى إنشاء لغة رمزية عبر الألوان. لذا يكثر في أفلام أندرسون اللون الأحمر، لأنه يعادل الحزن الكثيف.
في فيلم "الحياة المائية مع ستيف زيسو" (2004) تعكس قبعة زيسو الحمراء حزنه الشديد على فقدان صديقه ورفيقه إستيبان دو بلانتييه. وفي فيلم "العائلة الملكية تينينباوم" (2001)، نرى تشارلز (بن ستيلر) يرتدي بدلة رياضية حمراء حداداً على وفاة زوجته، وشعور الهجر الذي أحسّ به في طفولته. وفي فيلم "دارجيلنغ المحدودة" (2007)، نرى الأخوين يقودان سيارة حمراء بعد وفاة والدهما، كما لاحظ ذلك مقال نشرته منصة (Curzon) الإنجليزية، الأسبوع الماضي.
وُصف فيلم "المخطط الفينيقي" بأنه كوميدي، مع أنّ هذا التعبير مخلّ ومختزل، فهو أقرب إلى السوريالية المحملة بأنفاس الماضي وعذاباته، ومن شخصياته التي عمّرت ذكريات أندرسون، شخصية "ززا كوردا" المستوحاة جزئياً من والد زوجته اللبناني الراحل، فؤاد معلوف، الذي وصفه، في تصريح لصحيفة "هوليوود ريبورتر" بأنه "شخصية كاريزمية مهيبة".
من جو فيلم "المخطط الفينيقي" (ملف الفيلم)
خرج أندرسون من عباءة المخرج التقليدي، وسلك الدرب الوعر للمخرج المحوِّل، الذي ما زال يلهم السينمائيين، وشركات التسويق، ودور الأزياء، والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي. وصار الجمهور يعرف سينما أندرسون قبل أن يرى توقيعه عليها.
شغف المغامرة
الانشقاق الإبداعي يحركه ويغذيه قلق مستعر، وشغف في المغامرة، ما يحيلنا إلى كتاب "كيفما فكرت... فكر العكس" للإنجليزي بول آردن، الذي صدر عن دار الساقي، وترجمته رشا الأطرش. يروي المؤلف حكاية من الألعاب الأولمبية التي نظمت في المكسيك سنة 1968، حيث اعتاد أبطال القفز العالي الطيران فوق العارضة، جاعلين أجسادهم موازية لها، وسمّيت هذه التقنية "الدحرجة الغريبة".
لكنّ ذلك كان على وشك أن يتغير، حيث قاربَ رياضي غير معروف العارضة المنصوبة على ارتفاع قياسي هو2,24م، بطريقة مغايرة تماماً. انطلق، وبدل أن ينحني بصدره في اتجاه العارضة، أولاها ظهره. رفع ساقيه وانقلب فوق العارضة التي وضعها خلفه.
كان اسمه ديك فوسبيري، وعُرف أسلوبه في القفز بـ"قلبة فوسبيري" التي ما زالت تستخدم حتى اليوم. قفز أعلى من أي رجل، لأنه فكّر بعكس كل من سبقوه.
ويس أندرسون في أفلامه جلها يفكر على نحو يعاكس المألوف، ويفجر الطاقة الرمزية في الصورة واللون والتراتبية البصرية والحركة البطيئة. إنه يرسم بالكاميرا، لذلك يتم استقباله باعتباره نبعاً من الدهشة.
وكنا قد تناولنا أسلوباً سينمائياً ينتسب إلى الفضاء نفسه يجسده تشارلي كوفمان، لاسيما في فيلمه (i'm thinking of ending things)، فكلا المخرجين أندرسون وكوفمان، يركز على الطاقة الرمزية في المعاني؛ الأول لا تقول شخصياته إنها حزينة، لكنّ سياقاً رُسم لها بأناقة ودقة يؤكد أنها تعيش الحزن، بل الكَبَد. أما الثاني فيوغل أكثر في الرمزية والتجريد، ويلجأ إلى الاستنطاق النفسي للذات، من خلال قراءة اللاوعي، وتسليط الضوء على المشاعر المكبوتة التي أفاض في تجليتها فرويد.
قيل إنّ أفلام أندرسون تشبه "القراءة على ضوء مصباح يدوي تحت أغطية اللحاف ليلاً"، لأنها تبعث حنيناً يتصدع أمام ثقل الحاضر، وهذه رسالة يلتقطها كوفمان محولاً الأفكار الهاجعة في القيعان المنبوذة في التجربة الشخصية، إلى حركة مجسَدة على الشاشة، حتى لو اختلط الحلم بالكابوس والراهن بالفانتازيا. إنّ الخيال في سينما بهذه الحساسية هو جنة المطرودين من جحيم الواقع.
أفلام تفكر في الافكار
كوفمان ينسف هراء هوليوود، ويقدم أفلاماً تفكر في الأفكار. لذلك يراها بعضهم صعبة ومعقدة وغير مفهومة. لعل المخرج لا يتوخى الإفهام بمقدار ما ينشد الدهشة الآتية، من خلال مزج الواقع والفن والخيال بالطبيعة المعقدة للحياة والبشر.
أندرسون ينسف التصورات على طريقته. إنه يسعى إلى سكب شيء من الفكاهة في قلب الألم. لذا تذهب الأحكام المتسرعة إلى تصنيف بعض أفلامه بأنها "كوميدية". لعل الإضحاك في بعض الأفلام نابع من السخرية أكثر من الفكاهة، لأنّ أعماله مؤثرة عاطفياً، وتثير الكثير من الشجن، خصوصاً حينما يمتزج الحزن مع الهجر، وتفكك الأسرة، والتنافس بين الأشقاء، وفقدان البراءة. أو حين يحل الزمن الحديدي بقبضته غير الرحيمة، ويضرب كل شيء، ويهدم متاحف الخزف الرقيقة في دواخلنا.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن الصعب تصنيف أفلام أندرسون بأنها شعبية أكثر من أفلام كوفمان النخبوية والمعقدة. هذا حكم سريع ومتغطرس. السؤال: هل ما يصنعانه يصب في إطار السينما الخلاقة في جانبها الإبداعي الذي يبتكر عالماً يحترم الحواس، ويوقر الذائقة؟
في لقطة لا تنسى في فيلم (i'm thinking of ending things)، وندر أن تتكرر في السينما لصعوبة تنفيذها بصرية، ولأنها أيضاً تتحدى فكرة الزمن والحركة في الوقت ذاته، ما عبر عنه كوفمان بتاريخ النبذ والنسيان والتجاهل الذي عانى منه بطل فيلمه "جيك" الذي عاش حياته مع إحساس عميق بانعدام الثقة بالنفس وفقدان التقدير. ذهب كوفمان في آخر لقطات فيلمه ليصنع معادلاً رمزياً مجسَداً لهواجس "جيك" وتمزقاته، فأظهره (وربما هذا ما يعتقد أنه يستحقه) على هيئة رجل عجوز، يتسلم جائزة عن أدائه الدرامي، وحالماً بجائزة نوبل، فيتم تصميم مشهد مستقى من فيلم عقل جميل (A Beautiful Mind) للمخرج رون هوارد (2001).
كاميرا كوفمان اخترقت عقل "جيك" وقلّبت انفصاماته وشكوكه، كأنها تقول ربما يكون "جيك" في نظر الآخرين لا شيء، لكنه في نظر نفسه كل شيء.
المغامرة التي يسلكها كوفمان وأندرسون في أفلامهما تنطلق من مفهوم "كيفما فكرت... فكر العكس"، لذا يقفزان على طريقة "ديك فوسبيري" فيبهران ويكسبان الرهان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 3 أيام
- Independent عربية
الأميركي ويس اندرسون يرسم بالكاميرا ويستنطق اللاوعي
من فضائل سينما أويس ندرسون، صاحب ال 13 فيلماً، أنها أعادت الاعتبار للحنين على نحو خلاق من خلال الهندسة اللونية في بناء اللقطات والأزياء والموسيقى، والانحياز إلى إشباع الجانب البصري في رسم المشاعر. هنا نحن أمام مصطلح مستقى من المسرح هو "الفرجة"، لكنه يمنح هذا الفضاء دفئاً وعفوية، كأنه يستعيد طفولة غابرة، ويتطلع إلى إنشاء لغة رمزية عبر الألوان. لذا يكثر في أفلام أندرسون اللون الأحمر، لأنه يعادل الحزن الكثيف. في فيلم "الحياة المائية مع ستيف زيسو" (2004) تعكس قبعة زيسو الحمراء حزنه الشديد على فقدان صديقه ورفيقه إستيبان دو بلانتييه. وفي فيلم "العائلة الملكية تينينباوم" (2001)، نرى تشارلز (بن ستيلر) يرتدي بدلة رياضية حمراء حداداً على وفاة زوجته، وشعور الهجر الذي أحسّ به في طفولته. وفي فيلم "دارجيلنغ المحدودة" (2007)، نرى الأخوين يقودان سيارة حمراء بعد وفاة والدهما، كما لاحظ ذلك مقال نشرته منصة (Curzon) الإنجليزية، الأسبوع الماضي. وُصف فيلم "المخطط الفينيقي" بأنه كوميدي، مع أنّ هذا التعبير مخلّ ومختزل، فهو أقرب إلى السوريالية المحملة بأنفاس الماضي وعذاباته، ومن شخصياته التي عمّرت ذكريات أندرسون، شخصية "ززا كوردا" المستوحاة جزئياً من والد زوجته اللبناني الراحل، فؤاد معلوف، الذي وصفه، في تصريح لصحيفة "هوليوود ريبورتر" بأنه "شخصية كاريزمية مهيبة". من جو فيلم "المخطط الفينيقي" (ملف الفيلم) خرج أندرسون من عباءة المخرج التقليدي، وسلك الدرب الوعر للمخرج المحوِّل، الذي ما زال يلهم السينمائيين، وشركات التسويق، ودور الأزياء، والمؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي. وصار الجمهور يعرف سينما أندرسون قبل أن يرى توقيعه عليها. شغف المغامرة الانشقاق الإبداعي يحركه ويغذيه قلق مستعر، وشغف في المغامرة، ما يحيلنا إلى كتاب "كيفما فكرت... فكر العكس" للإنجليزي بول آردن، الذي صدر عن دار الساقي، وترجمته رشا الأطرش. يروي المؤلف حكاية من الألعاب الأولمبية التي نظمت في المكسيك سنة 1968، حيث اعتاد أبطال القفز العالي الطيران فوق العارضة، جاعلين أجسادهم موازية لها، وسمّيت هذه التقنية "الدحرجة الغريبة". لكنّ ذلك كان على وشك أن يتغير، حيث قاربَ رياضي غير معروف العارضة المنصوبة على ارتفاع قياسي هو2,24م، بطريقة مغايرة تماماً. انطلق، وبدل أن ينحني بصدره في اتجاه العارضة، أولاها ظهره. رفع ساقيه وانقلب فوق العارضة التي وضعها خلفه. كان اسمه ديك فوسبيري، وعُرف أسلوبه في القفز بـ"قلبة فوسبيري" التي ما زالت تستخدم حتى اليوم. قفز أعلى من أي رجل، لأنه فكّر بعكس كل من سبقوه. ويس أندرسون في أفلامه جلها يفكر على نحو يعاكس المألوف، ويفجر الطاقة الرمزية في الصورة واللون والتراتبية البصرية والحركة البطيئة. إنه يرسم بالكاميرا، لذلك يتم استقباله باعتباره نبعاً من الدهشة. وكنا قد تناولنا أسلوباً سينمائياً ينتسب إلى الفضاء نفسه يجسده تشارلي كوفمان، لاسيما في فيلمه (i'm thinking of ending things)، فكلا المخرجين أندرسون وكوفمان، يركز على الطاقة الرمزية في المعاني؛ الأول لا تقول شخصياته إنها حزينة، لكنّ سياقاً رُسم لها بأناقة ودقة يؤكد أنها تعيش الحزن، بل الكَبَد. أما الثاني فيوغل أكثر في الرمزية والتجريد، ويلجأ إلى الاستنطاق النفسي للذات، من خلال قراءة اللاوعي، وتسليط الضوء على المشاعر المكبوتة التي أفاض في تجليتها فرويد. قيل إنّ أفلام أندرسون تشبه "القراءة على ضوء مصباح يدوي تحت أغطية اللحاف ليلاً"، لأنها تبعث حنيناً يتصدع أمام ثقل الحاضر، وهذه رسالة يلتقطها كوفمان محولاً الأفكار الهاجعة في القيعان المنبوذة في التجربة الشخصية، إلى حركة مجسَدة على الشاشة، حتى لو اختلط الحلم بالكابوس والراهن بالفانتازيا. إنّ الخيال في سينما بهذه الحساسية هو جنة المطرودين من جحيم الواقع. أفلام تفكر في الافكار كوفمان ينسف هراء هوليوود، ويقدم أفلاماً تفكر في الأفكار. لذلك يراها بعضهم صعبة ومعقدة وغير مفهومة. لعل المخرج لا يتوخى الإفهام بمقدار ما ينشد الدهشة الآتية، من خلال مزج الواقع والفن والخيال بالطبيعة المعقدة للحياة والبشر. أندرسون ينسف التصورات على طريقته. إنه يسعى إلى سكب شيء من الفكاهة في قلب الألم. لذا تذهب الأحكام المتسرعة إلى تصنيف بعض أفلامه بأنها "كوميدية". لعل الإضحاك في بعض الأفلام نابع من السخرية أكثر من الفكاهة، لأنّ أعماله مؤثرة عاطفياً، وتثير الكثير من الشجن، خصوصاً حينما يمتزج الحزن مع الهجر، وتفكك الأسرة، والتنافس بين الأشقاء، وفقدان البراءة. أو حين يحل الزمن الحديدي بقبضته غير الرحيمة، ويضرب كل شيء، ويهدم متاحف الخزف الرقيقة في دواخلنا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومن الصعب تصنيف أفلام أندرسون بأنها شعبية أكثر من أفلام كوفمان النخبوية والمعقدة. هذا حكم سريع ومتغطرس. السؤال: هل ما يصنعانه يصب في إطار السينما الخلاقة في جانبها الإبداعي الذي يبتكر عالماً يحترم الحواس، ويوقر الذائقة؟ في لقطة لا تنسى في فيلم (i'm thinking of ending things)، وندر أن تتكرر في السينما لصعوبة تنفيذها بصرية، ولأنها أيضاً تتحدى فكرة الزمن والحركة في الوقت ذاته، ما عبر عنه كوفمان بتاريخ النبذ والنسيان والتجاهل الذي عانى منه بطل فيلمه "جيك" الذي عاش حياته مع إحساس عميق بانعدام الثقة بالنفس وفقدان التقدير. ذهب كوفمان في آخر لقطات فيلمه ليصنع معادلاً رمزياً مجسَداً لهواجس "جيك" وتمزقاته، فأظهره (وربما هذا ما يعتقد أنه يستحقه) على هيئة رجل عجوز، يتسلم جائزة عن أدائه الدرامي، وحالماً بجائزة نوبل، فيتم تصميم مشهد مستقى من فيلم عقل جميل (A Beautiful Mind) للمخرج رون هوارد (2001). كاميرا كوفمان اخترقت عقل "جيك" وقلّبت انفصاماته وشكوكه، كأنها تقول ربما يكون "جيك" في نظر الآخرين لا شيء، لكنه في نظر نفسه كل شيء. المغامرة التي يسلكها كوفمان وأندرسون في أفلامهما تنطلق من مفهوم "كيفما فكرت... فكر العكس"، لذا يقفزان على طريقة "ديك فوسبيري" فيبهران ويكسبان الرهان.


Independent عربية
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
لماذا يرفض نجوم هوليوود الصاعدون عباءة الأبطال الخارقين؟
كما جاء في الفيلم الكلاسيكي "فتيات الاستعراض" Showgirls: "دائماً ما يكون هناك شخص أصغر سناً وأكثر توقاً إلى النجاح يخطو نحو مكانتك". هذه الحكمة التي تنطبق على معظم المهن، لكنها تزداد وقعاً في صناعة الترفيه، هي الوقود الذي حرك عالم السينما لعقود. فالنجوم كما يقال لا يقاسون إلا بمشروعهم التالي. إذا غاب أحدهم لبضعة أشهر، فقد يتبخر اسمه إلى الأبد. الذاكرة الثقافية الجماعية قصيرة - وعلى الممثلين أن يظلوا تحت الأضواء باستمرار وإلا سيدخلون عالم النسيان، لكن ميكي ماديسون، نجمة فيلم "أنورا" Anora التي نالت هذا العام حب هوليوود المطلق حين نالت أوسكار أفضل ممثلة في مارس (آذار)، تبدو غير مهتمة بهذه القواعد. فهي حالياً، وبصورة مثيرة للحماسة، بلا عمل، ترفض الأدوار البارزة، الواحد تلو الآخر، وكأنها تجسد ملامح صناعة تمر بتحول مثير ومتشعب يحدث أمام أعيننا. منذ حازت ماديسون الأوسكار - مما شكل مفاجأة لكثيرين كانوا يظنون أن ديمي مور هي من سيفوز عن أدائها في فيلم "المادة" The Substance - قيل إنها تلقت عروضاً لعدد من الأفلام الكبرى من بينها اقتباس مرتقب لرواية كولين هوفر "تذكيرات به" Reminders of Him من إنتاج "يونيفرسال"، وهو مشروع - بغض النظر عن جودته - يتوقع أن يكرر النجاح التجاري الهائل للفيلم المأسوي "كل شيء ينتهي معنا" It Ends with Us الذي لم يكتب له النجاح رغم مشاركة بليك ليفلي وجاستن بالدوني فيه. لكن ماديسون قالت "لا" (وحلت مكانها مايكا مونرو، التي يتناغم شكلها مع عنوان فيلم "سيقان طويلة" Longlegs الذي لعبت بطولته). كما ارتبط اسمها بإعادة إنتاج كل من سلسلة "سجلات نارنيا" The Chronicles of Narnia و"ريزيدنت إيفل" Resident Evil، لكن أياً من السلسلتين لم تستطع إغراءها (حتى الآن). ثم جاء هذا الأسبوع بخبر جديد: رفضت ماديسون المشاركة في الجزء المقبل من سلسلة "حرب النجوم" Star Wars الذي سيخرجه شون ليفي، مخرج "ديدبول" Deadpool و"ولفيرين" Wolverine، وسيلعب بطولته رايان غوسلينغ. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تشغل ماديسون اليوم موقعاً بالغ الأهمية في هوليوود، إذ تتسابق الاستوديوهات لتكون صاحبة المشروع التالي الذي ستختاره ليكون الدور الذي تتابع من خلاله صنع نجوميتها، لكن اللافت هو أن ماديسون لا تبدو في عجلة من أمرها، إذ ترفض عروضا كبرى من بينها جزء جديد من سلسلة "حرب النجوم"، مما يفتح نافذة مثيرة على ملامح النجومية السينمائية الحديثة، ويكشف كيف تحولت المشاريع التي كانت تعد سابقاً رهانات رابحة إلى خيارات باهتة ومثيرة للريبة في أعين الجيل الجديد من نجوم هوليوود. وقد خصصت مجلة "هوليوود ريبورتر" العام الماضي تقريراً استعرضت فيه أبرز 10 وجوه صاعدة تشكل ما سمته "قائمة الصف الأول الجديدة"، وكان التقرير زاخراً بتفاصيل مشوقة عن الأدوار التي رفضها هؤلاء النجوم. قيل إن جاكوب إلوردي، نجم فيلم "سولتبيرن" Saltburn، رفض حتى اختبار أداء لفيلم "سوبرمان" Superman من إخراج جيمس غان (وهي الشخصية التي جسدها لاحقاً ديفيد كورينزويت، الذي كان أقل شهرة منه). أما بول ميسكال، فقد "تحاشى الانتظام في مشاريع هوليوودية تقليدية" عقب نجاحه الباهر في مسلسل "أناس عاديون" Normal People، ولم يوافق على بطولة "المصارع 2" Gladiator II إلا لما يحمله المشروع من ثقل فني وهيبة (النابعين على الأرجح من مشاركة المخرج ريدلي سكوت فيه). وبحسب ما ورد في التقرير ذاته، فإن غلين باول رفض المشاركة في جزء جديد من سلسلة "الحديقة الجوراسية" Jurassic Park. أما فلورنس بيو، فقد وصفت بأنها من "القلة القليلة من نجوم الصف الأول الجدد الذين يخوضون مغامرة شاملة مع عالم مارفل"، غير أنها وقعت عقد انضمامها إلى عالم مارفل السينمائي في مارس عام 2019، أي قبل أن تحقق انطلاقتها الكبرى بفيلم الرعب "منتصف الصيف" Midsommar، وفيلم "نساء صغيرات" Little Women من إخراج غريتا غيرويغ، الذي منحها ترشيحاً لجائزة الأوسكار. ومن السهل أن نغفر لها عدم توقعها هذا الصعود المفاجئ في مسيرتها، أو التراجع السريع في مكانة مارفل ضمن الوعي الثقافي المعاصر. أما بقية الأسماء التي وردت في التقرير - ومن بينها أوستن باتلر وجينا أورتيغا وزندايا - فقد أشار التقرير إلى تركيزهم الواضح على العمل مع مخرجين مميزين، وبناء مسيرات طويلة وغنية بالتنوع، لا الانتظام في سلاسل جماهيرية إلا إذا كانت تحظى بقدر كبير من الاحترام الفني. وخير مثال على ذلك الدور الشرير اللافت الذي قدمه باتلر في الجزء الثاني من "كثيب" Dune: Part Two. إذا قارنا كل ذلك بما كان يحدث قبل نحو عقد من الزمان، فإن الفارق يصبح واضحاً تماماً. فقد تم ربط اسم جيريمي رينر بشخصية "هوك آي" Hawkeye في عالم مارفل بعد أشهر قليلة من ترشيحه لجائزة الأوسكار عن فيلم "خزانة الألم" The Hurt Locker عام 2009. أما مارغو روبي، فلم تحصل على ترشيح للأوسكار عن دورها الذي جعلها نجمة صاعدة في فيلم "ذئب وول ستريت" The Wolf of Wall Street عام 2013، لكنها، خلال موسم الجوائز لذلك العام، وقعت بحماسة على فيلم "أسطورة طرزان" The Legend of Tarzan الذي واجه فشلاً ذريعاً، حيث لعبت فيه دور "جين". أما لوبيتا نيونغو، فقد التقت بـجيه جيه أبرامز بعد أسابيع قليلة من فوزها بالأوسكار عن فيلم "12 عاماً من العبودية" 12 Years a Slave عام 2014، لمناقشة دور في ثلاثية "حرب النجوم" Star Wars المعاد تصورها، ووقعت عقدها في وقت لاحق من العام نفسه. في الوقت نفسه اختيرت أليسيا فيكاندر لتجسد شخصية "لارا كروفت" في إعادة إنتاج "تومب رايدر" Tomb Raider بعد شهرين من فوزها بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "الفتاة الدنماركية" The Danish Girl عام 2016. وفي الشهر ذاته، وقع الاختيار على بري لارسون، التي نالت أوسكار أفضل ممثلة عام 2016 عن فيلم "غرفة" Room، لتلعب دور "كابتن مارفل" في عالم مارفل السينمائي. كانت القاعدة واضحة: نجم سينمائي شاب ومبهر يتألق بدور نقدي بارز أو يحظى باهتمام جوائز، ثم يحصل على أجور ضخمة من خلال الانضمام إلى سلسلة أفلام كبيرة. ولكن، عندما نلقي نظرة على الأسماء التي وردت أعلاه، يبدو أن كل شيء قد أصبح مشؤوماً الآن، أليس كذلك؟ فقد قضت نيونغو ثلاثية أفلام "حرب النجوم" تؤدي شخصية أنشئت بالكامل بواسطة الكمبيوتر. أما فيلم "تومب رايدر" الذي قدمته فيكاندر فلم يحقق النجاح الكافي ليحظى بجزء ثان. كما وقع رينر ولارسون في فخ عالم مارفل لسنوات طويلة، حيث كانت لارسون على وجه الخصوص عرضة لإحدى أكثر الحملات الوحشية والمطولة على وسائل التواصل الاجتماعي في الذاكرة الحديثة. وحدها روبي، بذكائها التجاري الذي لا يمكن إنكاره، وتمتعها بالقدرة على اختيار الأعمال ذات الجودة العالية، تمكنت من إنقاذ نفسها من مصير مظلم، حيث أنتجت فيلم "أنا، تونيا" I, Tonya عام 2017 الذي أكسبها ترشيحاً للأوسكار، وفيلم "باربي" Barbie عام 2023 الذي أصبح أكبر نجاح تجاري لها حتى الآن. بينما يبقى الهيكل العام لصناعة السينما على حاله عام 2025 (يكفي النظر إلى سيل عمليات إعادة الإنتاج الذي يعرض على ميكي ماديسون)، إلا أن الممثلين الذين يسبحون في هذا الفضاء اليوم يبدون أكثر ذكاء ودهاء من أسلافهم من الأجيال السابقة. وربما يعود ذلك إلى أن الأخطار اليوم أكبر بكثير. فالانضمام إلى مشروع تابع لعالم مارفل أو "دي سي" أو سلسلة "حرب النجوم" لا يفرض فقط التزاماً تعاقدياً يقيد جدول التصوير لسنوات طويلة، بل ينطوي أيضاً على قدرة طاغية على ابتلاع هوية الممثل بالكامل ومحو ملامحه الفنية لمصلحة صورة نمطية واحدة. تمثل بري لارسون بطريقة أو بأخرى اليوم نموذجاً تحذيرياً صريحاً، إذ تحول وجودها في عالم مارفل السينمائي إلى ذلك الموضوع المحرج الذي يخيم على كل مقابلة إعلامية تجريها من دون أن يجرؤ أحد على التطرق إليه مباشرة. وينطبق الأمر ذاته على ريتشل زيغلر، التي انطلقت بقوة بعد دورها الأول في فيلم ستيفن سبيلبرغ "قصة الحي الغربي" West Side Story، لتقفز مباشرة إلى ثلاثية من الإنتاجات الضخمة والباهظة. حقق أحدها نجاحاً لافتاً وهو "ألعاب الجوع: أغنية الطيور المغردة والثعابين"The Hunger Games: The Ballad of Songbirds & Snakes، أما الثاني فكان فشلاً ذريعاً وهو "شازام! غضب الآلهة" Shazam! Fury of the Gods، فيما جاء الثالث ليمثل كابوس كل ممثل: فيلم "سنو وايت" (بياض الثلج) Snow White، الذي عرض الشهر الماضي بعد رحلة تصوير وإعادة تصوير امتدت لسنوات طويلة، التهمت خلالها بعضاً من أكثر أعوام زيغلر قيمة في هوليوود. واليوم، بالكاد تخطو زيغلر خطوة من دون أن يتبعها جيش من المتنمرين الرقميين يسخر منها في كل زاوية من زوايا الإنترنت. فحين يكون هذا المصير محتملاً، ما الضير في أن تحذو حذو ميكي ماديسون وتتمهل حتى تقتنص مشروعاً مميزاً فعلاً؟ (أو في الأقل عملاً لا تحيط به قاعدة جماهيرية متقلبة وعدائية إلى هذا الحد؟). أما بالنسبة إلى ماديسون تحديداً، فإن قرارها رفض الانضمام إلى عالم "حرب النجوم" لا يزيدها إلا غموضاً وجاذبية. فهي شابة هادئة في الـ26 من عمرها، لا وجود لها على الإطلاق على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدور في فلك هوليوود منذ كانت مراهقة، تسرق الأضواء بصمت في أعمال مثل "حدث ذات مرة في هوليوود" Once Upon a Time in Hollywood لكوينتن تارانتينو، وإعادة إنتاج فيلم "الصرخة" Scream عام 2022، إلى جانب دورها كابنة باميلا أدلون في المسلسل الكوميدي الشهير "أشياء أفضل" Better Things. لكن وعلى رغم هذه المشاركات، تبقى ماديسون لغزاً: لا نعرف كثيراً عن حياتها الشخصية، ولا عن مواقفها السياسية، ولا حتى عن طموحاتها المهنية. ويا لها من مفاجأة مريحة وغير مألوفة في زمن الجلبة الرقمية والنجومية الفورية، أن تتصدر ممثلة بهذه النزعة الهادئة والمدروسة - والمقاومة للشهرة - الصفوف الأولى في قائمة أكثر العروض السينمائية سخونة في هوليوود... من دون أن تلوح بسيف ضوئي في يدها.


الرجل
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الرجل
أحذية فاخرة تباع بالملايين: خطوات من الفخامة لا تُقدر بثمن
هل تخيلت يومًا أن حذاءً رياضيًا قد يُباع بملايين الدولارات؟ في عالم الأناقة والموضة، تُعد الأحذية الرياضية أكثر من مجرد إكسسوارات؛ فهي تعتبر استثمارًا قيمًا لبعض المقتنين. إليكم قائمة بأغلى الأحذية الرجالية في العالم، والتي تُظهر كيف أصبحت بعض الأحذية محط اهتمام المهتمين بالفخامة والتفرد. حذاء Solid Gold OVO Air Jordans صُمم هذا الحذاء الفريد من قبل الفنان الأمريكي ماثيو سينا. يتميز الزوج الواحد بوزن 50 رطلاً، وهو مصنوع من الجلد الأصلي ومطلي بالذهب الخالص. وصل سعر هذا الحذاء إلى مليوني دولار، ليكون واحدًا من أغلى الأحذية في العالم. حذاء Michael Jordan's Game Worn Converse Fastbreak ظهر هذا الحذاء في عام 1984، أثناء تكريم فريق الولايات المتحدة بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لوس أنجلوس. وصل سعره إلى 190,373 دولارًا، مما يجعله واحدًا من القطع النادرة التي تحمل تاريخًا رياضيًا مميزًا. حذاء Buscemi 100 MM Diamond يتميز هذا الحذاء الفاخر بحمل 11.5 قيراط من الألماس والذهب. وصل سعره إلى 132 ألف دولار، ليصبح أحد الأحذية التي تمتاز بالفخامة المطلقة والذوق الرفيع. حذاء Air Jordan 12 Flu Game يعتبر هذا الحذاء من أندر الأحذية على وجه الأرض، حيث ارتداه مايكل جوردان في مباراة "Flu Game". وصل سعره إلى 104 آلاف دولار، مما يجعله واحدًا من الأحذية التي تحمل ذكرى رياضية لا تُنسى. حذاء Air Jordan 12 OVO Drake Edition حقق هذا الحذاء شهرة واسعة بين الرياضيين والمشاهير، خاصة في أوساط مغني الراب. وصل سعره إلى 100 ألف دولار، ليصبح جزءًا من عالم الأزياء الراقية. حذاء Diamond Encrusted Air Force 1 تم تغطيته بقطع ألماس متناهية الفخامة، وهو مصمم خصيصًا للأشخاص ذوي الذوق الرفيع. وصل سعر هذا الحذاء إلى 50 ألف دولار، مما يعكس ذوق المصممين في تقديم قطع فنية فائقة. حذاء Air Jordan 11 Jeter يتميز هذا الطراز باللون المميز والفخامة المفرطة. تم تصنيع 5 أزواج فقط من هذه الأحذية، وبلغت تكلفة الواحد منها 40 ألف دولار. حذاء Air Jordan 2 OG مع تصميم عصري وأنيق، يمكن ارتداء هذا الحذاء مع أنماط مختلفة من الملابس. وصل سعره إلى 31 ألف دولار، ليكون خيارًا مثاليًا لمحبي الأناقة. وتستمر الأحذية الرياضية في التحول إلى قطع فنية باهظة الثمن، حيث يمكن للمقتنين دفع أرقام فلكية للحصول على أحد هذه الأحذية الفريدة.