
تونس تنتفض لمساندة غزة.. مسيرة حاشدة تندد بالتجويع وتطالب بكسر الصمت الدولي
المسيرة التي دعت إليها 'تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين'، انطلقت من ساحة الجمهورية وصولاً إلى شارع الحبيب بورقيبة، القلب السياسي النابض للعاصمة، تحت شعار مركزي: 'لا تتركوا غزة وحدها'، في تحرّك يعكس حجم الغضب الشعبي من التواطؤ الدولي والصمت المتواصل حيال المجاعة التي تُفرض على أكثر من مليوني إنسان في القطاع.
صرخة من تونس: 'غزة تُقتل جوعاً'
حناجر المحتجين ارتفعت بشعارات نارية: 'بالروح بالدم نفديك يا فلسطين'، 'غزة تقتل جوعاً'، و'الشعب يريد تجريم التطبيع'، وسط لافتات تحمل صور الأطفال الجائعين ورسائل إنسانية تطالب بوقف الإبادة.
أمل الزنايدي، ناشطة مدنية جاءت برفقة عائلتها، قالت لـ'سبوتنيك': 'ما يحصل في غزة ليس حرباً تقليدية، بل قتل ممنهج عبر الحصار. الأطفال يموتون لأن الحليب مفقود، والناس يسقطون جوعاً. من يسكت على ذلك فقد إنسانيته'.
بدوره، اعتبر الطالب الجامعي زياد العبيدي أن الغضب الشعبي يجب أن يتحول إلى قرارات دبلوماسية وتجارية حازمة، متهماً بعض الحكومات العربية بـ'تغليب الحسابات السياسية على الكرامة الإنسانية'.
وائل نوار، عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، أكد أن المسيرة جزء من تحرّك عالمي متصاعد ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، قائلاً: 'إسرائيل انتقلت من القتل بالصواريخ إلى القتل بالتجويع. اليوم، لم يعد أحد قادراً على التذرع بالجهل. الصور فاضحة، والموت في غزة أصبح الخبز اليومي'.
نوار حمّل المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية والولايات المتحدة، مسؤولية مباشرة عما يحدث، داعياً إلى إنهاء التواطؤ الدولي، وتحويل الاحتجاجات إلى ضغوط سياسية وتجارية تُوقف المجازر.
دعوات لتجريم التطبيع: 'ليس فقط خيانة، بل مشاركة في القتل'
المسيرة لم تخلُ من الشعارات المطالبة بتجريم التطبيع، حيث علت لافتات تطالب البرلمان التونسي بالإسراع في إقرار قانون يجرّم كل أشكال التعاون مع إسرائيل، وسط اتهامات لجهات سياسية بعرقلة المقترح.
نزار القاسمي، نقابي وعضو في حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، شدد في تصريحه على أن: 'التطبيع اليوم ليس فقط خيانة سياسية، بل مشاركة مباشرة في الجريمة. على الدولة أن تتماشى مع ضمير شعبها الرافض لأي علاقة مع الاحتلال'.
وكان البرلمان التونسي قد ناقش في وقت سابق مشروع قانون لتجريم التطبيع، لكنه لا يزال معطلاً دون توضيحات رسمية، ما أثار غضباً واسعاً لدى القوى المدنية.
وكانت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وصول الوضع المعيشي في غزة إلى مرحلة 'كارثية غير مسبوقة'، مؤكدة مقتل 900 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، بينهم 71 طفلاً قضوا جوعاً في ظل نقص فادح في المواد الأساسية وشحّ المساعدات.
كما وجّهت الوزارة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي تطالب فيه بالتحرك الفوري لفتح المعابر وإدخال الأغذية والأدوية، محذّرة من خطر وقوع مجاعة جماعية قد تودي بحياة الآلاف إذا استمر الحصار.
دار الأوبرا الملكية في لندن تشهد حادثة جدلية بعد رفع علم فلسطين في عرض ختامي
شهدت دار الأوبرا الملكية في لندن، مساء السبت، حادثة أثارت جدلاً واسعاً بعد أن رفع أحد الممثلين علم فلسطين خلال العرض الختامي لأوبرا 'إل تروفاتوري' للمؤلف الإيطالي جوزيبي فيردي، في خطوة وصفتها المؤسسة بأنها 'تصرف فردي غير لائق'.
وأظهر مقطع فيديو متداول الممثل وهو يلوّح بالعلم أمام الجمهور، قبل أن يحاول أشخاص خلف الكواليس انتزاعه منه بالقوة، مما أدى إلى مشاجرة قصيرة تم توثيقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت دار الأوبرا الملكية، في بيان رسمي، أن رفع العلم لم يكن مصرحاً به، وأنه يمثل سلوكاً فردياً لا يعكس سياسة المؤسسة. ووصفت الحادث بأنه 'غير مناسب تماماً'، مشيرة إلى أنه وقع في الليلة الختامية لعروض الأوبرا التي استمرت 11 ليلة.
الواقعة أثارت ردود فعل متباينة بين الحضور؛ حيث قابل بعضهم المشهد بالتصفيق والهتافات، بينما أعرب آخرون عن امتعاضهم من تسييس العرض الفني، وعلّق أحد الحضور عبر منصة 'إكس' واصفاً المشهد بـ'الاستثنائي'، مشيراً إلى أن الممثل وقف بصمت ورفع العلم دون صراخ أو شعارات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ 2 أيام
- أخبار ليبيا
محلل سياسي: تغير في موقف واشنطن يُنذر بمسار جديد في ليبيا
العبدلي: رسالة ترامب أوصلت موقفًا حازمًا لجميع الأطراف الليبية ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجّه رسالة صريحة عبر مستشاره للشؤون الأفريقية مسعد بولس، مفادها أن الوضع السياسي القائم في ليبيا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة وترامب شخصيًا. تحذير غير عبثي وطبقة سياسية هشة العبدلي وفي تصريح لوكالة 'سبوتنيك'، أكد أن رسالة ترامب وصلت إلى جميع الأطراف الليبية دون استثناء، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي لم يطلق تصريحاته عبثًا، بل كانت محسوبة، ولديه سوابق في توجيه تهديدات مبطنة لدول أخرى. وأوضح أن الطبقة السياسية الليبية ضعيفة ولا تستطيع معارضة الولايات المتحدة، ما يجعل الرسالة الأمريكية بمثابة كشف لواقع سياسي هش قد يفضي إلى مسار جديد، في ظل اهتمام أمريكي متزايد بالملف الليبي. مصالح اقتصادية وعروض بمليارات الدولارات العبدلي أشار إلى أن الولايات المتحدة تملك مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا، أبرزها الاتفاقيات مع المؤسسة الوطنية للنفط، وامتيازات في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، لكنه شدد على أن العروض التي قدمها عبد الحميد الدبيبة بقيمة 70 مليار دولار، تأتي ضمن محاولات تودد مكشوفة وفاشلة، إذ إن واشنطن قادرة على فرض ما تريده دون الحاجة لمجاملات. تغير في أولويات واشنطن وتوجه نحو تدخل مباشر وأوضح العبدلي أن ليبيا لم تكن ضمن أولويات الإدارات الأمريكية السابقة، لكن تصريحات ترامب تشير إلى تحول في هذا الاتجاه، وقد يتضح شكل التدخل خلال الفترة المقبلة، مع دعم متوقع لخارطة الطريق الأممية. الديمقراطية غائبة والدعم موجّه لحلفاء واشنطن وحول المسار الديمقراطي، قال العبدلي إن بعثة الأمم المتحدة ما تزال تملك دورًا في كسر الانسداد، لكنها تواجه تحديات كبيرة. ورغم رفع واشنطن شعار الديمقراطية، إلا أن ممارساتها في ليبيا تدل على سعيها لتمكين حلفائها بغض النظر عن إرادة الشعب. الدعوة لإفساح المجال أمام الشباب وأشاد العبدلي بتصريحات ترامب حول دعم الشباب الليبي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة التقت بعدد من الكفاءات الشابة. وقال إن من قادوا ليبيا خلال العقود الماضية تسببوا بانهيار الدولة، وأن الوقت قد حان ليأخذ الشباب دورهم، خاصة أن العقلية القديمة ترتبط بالفساد وتشبث السلطة. الفرصة قائمة ولكن تتطلب جدية أمريكية وختم العبدلي بالتأكيد على أن التغيير ضرورة حتمية، وإذا اقترن دعم الشباب الليبي من قبل واشنطن بجدية في دعم البعثة الأممية ووقف الفوضى السياسية، فإن ذلك سيمثل خطوة إيجابية على طريق إنقاذ ليبيا.


عين ليبيا
منذ 2 أيام
- عين ليبيا
ترامب يلوّح بتغيير جذري في ليبيا: عمر القيادات الحالية قد انتهى!
في تحول لافت تجاه الملف الليبي، لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإحداث تغيير جذري في المشهد السياسي الليبي، معتبرًا أن 'عمر القيادات الحالية قد انتهى'، داعيًا إلى إفساح المجال أمام جيل جديد من الشباب لتولي زمام الأمور في البلاد. تصريحات ترامب جاءت بالتزامن مع زيارة مستشاره لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث التقى بعدد من كبار المسؤولين، من بينهم رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، وقائد القوات المسلحة، ورئيس مجلس النواب، إضافة إلى قادة اقتصاديين بارزين ومدير صندوق إعادة الإعمار والتنمية في بنغازي. تحركات تحمل دلالات سياسية التحركات الأميركية، حسب ما نقلته وكالة 'سبوتنيك'، أثارت تساؤلات واسعة حول نوايا ترامب وموقع ليبيا في أجندته السياسية، خاصة في ظل الجمود السياسي المزمن الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات. الباحث الليبي راقي المسماري علّق على تصريحات ترامب بأنها 'تعكس واقعية سياسية'، مشيرًا إلى أن الأجسام الليبية القائمة — من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، إلى المجلس الرئاسي وحكومتي الوحدة والليبية — تجاوزت فترات تكليفها القانونية، مما يعزز شرعية دعوات التغيير. لكن المسماري تساءل عن الآلية التي يقترحها ترامب للتغيير، وهل ستتم عبر انتخابات وطنية برعاية أممية؟ أم صفقة سياسية جديدة؟ أم أنه، كما جرت عادته، يملك خيارًا مفاجئًا لا يمكن التنبؤ به؟ زيارة بولس: رسائل ورسائل مضادة بحسب المسماري، زيارة مسعد بولس لا تأتي ضمن المسارات الرسمية التقليدية، كونه ليس جزءًا من وزارة الخارجية أو الاستخبارات، لكنها تمثل تحركًا دبلوماسيًا فعّالًا يعكس رغبة ترامب في ترسيخ حضور أميركي في الملف الليبي، سياسيًا واقتصاديًا. ومن اللافت أن بولس لم يلتقِ بالمجلس الأعلى للدولة، الذي يعيش أزمة انقسام داخلي، ولا بالحكومة الليبية المتمركزة في شرق البلاد، في حين أنه عقد لقاءات موسعة في كل من طرابلس وبنغازي. تحليل سياسي: إشارات تغيير محتملة المحلل الليبي حسام الدين العبدلي رأى أن ترامب وجّه 'رسالة سياسية واضحة' بأن الوضع القائم في ليبيا غير مقبول من قبل الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الطبقة السياسية الليبية الحالية 'هشة ولا تملك القدرة على مقاومة الضغوط الأميركية'. وأشار العبدلي إلى أن ترامب لا يلقي تصريحاته 'عبثًا'، بل غالبًا ما تكون مقدمة لتحرك ميداني أو دبلوماسي، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تملك مصالح كبيرة في ليبيا، خصوصًا في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، بعد توقيع عدد من الاتفاقيات بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركات أميركية. ولفت العبدلي إلى أن حكومة الوحدة الوطنية قدّمت عروضًا استثمارية بقيمة تقارب 70 مليار دولار، في محاولة لاستقطاب واشنطن، لكنه حذّر من أن الولايات المتحدة 'لا تحتاج إلى عروض بقدر ما تملك القدرة على فرض أجندتها بفعل ضعف الأطراف السياسية الليبية'. الشباب في دائرة الضوء كل من المسماري والعبدلي اتفقا على أن إشارات ترامب نحو الشباب الليبي قد تعكس نية أميركية لتمكين جيل جديد من القيادات السياسية والاقتصادية. وبحسب المسماري، فإن بعض الشباب الليبيين الذين التقوا مسؤولين أميركيين خلال زياراتهم إلى واشنطن مؤخرًا، ربما يشكّلون نواة مشروع سياسي جديد. العبدلي أشار إلى أن الشباب لم يحصلوا على فرصة حقيقية في الحكم، رغم أن القيادات الحالية فشلت في إدارة الدولة، وأدى تمسكها بالسلطة إلى إطالة عمر الأزمة. وأضاف أن 'من تجاوزوا السبعين عامًا' لا يزالون يتمسكون بمواقعهم، بينما البلاد تعاني من انقسام، فساد، وانهيار اقتصادي وأمني.


عين ليبيا
منذ 3 أيام
- عين ليبيا
فقدان الاتصال بسفينة «حنظلة» المتجهة إلى غزة.. رئيس كولومبيا يتحرّك ضدّ إسرائيل
أعلن 'تحالف أسطول الحرية'، أمس الخميس، فقدان الاتصال بسفينة 'حنظلة'، التي أبحرت ضمن مبادرة إنسانية دولية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وذلك بعد خمسة أيام متواصلة من الإبحار في اتجاه القطاع المحاصر. وبحسب ما أفادت به وكالة 'سوا' الفلسطينية، لم يصدر أي بيان رسمي يوضح موقع السفينة أو ملابسات فقدان الاتصال، ما أثار قلقًا واسعًا على مصير من كانوا على متنها، بينهم نشطاء حقوقيون وبرلمانيون من دول مختلفة. وقال الناشط الحقوقي والنقابي التونسي حاتم العويني، الذي كان ضمن المشاركين، إن الرحلة خضعت لتحضيرات لوجستية دقيقة استمرت لأشهر، وتضمنت تنسيقًا مع منظمات دولية وتجهيزات رمزية من المساعدات الإنسانية، شملت أدوية، حليب أطفال، ودمى صغيرة مخصصة لأطفال غزة. وأضاف العويني في تصريحات لـ'سبوتنيك': 'تضم السفينة 21 مشاركًا من جنسيات متعددة، بينهم صحفيون وبرلمانيون من أستراليا، أمريكا، فرنسا، المغرب، وتونس'، مشيرًا إلى أن اسم السفينة مستلهم من شخصية 'حنظلة' الكاريكاتيرية التي أطلقها الفنان الفلسطيني ناجي العلي عام 1969، في دلالة رمزية على الالتزام بالقضية الفلسطينية. الرحلة الإنسانية تأتي في وقت تتفاقم فيه الأزمة داخل القطاع، حيث حذرت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، من أن الأوضاع وصلت إلى 'مستويات غير مسبوقة من التدهور'. وأوضحت في تصريحات خاصة أن 'المستشفيات تستقبل أعدادًا متزايدة من المرضى الذين يعانون من الإرهاق وسوء التغذية، في حين انهار بعض السكان من شدة الجوع في الشوارع'. وأشارت إلى أن السلطات الصحية المحلية سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية وفاة أكثر من 12 طفلاً وبالغًا نتيجة الجوع، محذرة من استمرار ارتفاع معدلات سوء التغذية في ظل انهيار المنظومة الصحية وانعدام المساعدات الكافية. في المقابل، أكدت مصر، الخميس، التزامها بدعم الشعب الفلسطيني، نافية صحة 'الدعاية المغرضة' بشأن إغلاق معبر رفح، مؤكدة أنه مفتوح أمام المساعدات الإنسانية والجرحى، وأن القاهرة مستمرة في تقديم الدعم رغم الظروف الإقليمية المعقدة. وتأتي هذه التطورات في ظل إدانات دولية متزايدة للأوضاع في غزة، حيث وصفت بريطانيا الوضع الإنساني في القطاع بأنه 'لا يمكن الدفاع عنه'، في وقت يتصاعد فيه الضغط على المجتمع الدولي للتحرك من أجل إنهاء الحصار المفروض وإنقاذ ما تبقى من البنية التحتية الإنسانية في القطاع. ستارمر: ما يحدث في غزة 'لا يوصف'.. ولا يمكن الدفاع عنه بأي حال أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن ما يعانيه سكان قطاع غزة من جوع ومجاعة أمر 'لا يوصف'، مشددًا على أن هذا الوضع 'لا يمكن الدفاع عنه بأي حال من الأحوال'. وأوضح ستارمر في بيان نشره اليوم الخميس عبر حسابه على منصة 'إكس'، أنه سيُجري مكالمة طارئة مع قادة فرنسا وألمانيا، لبحث سبل وقف أعمال القتل الجارية في القطاع، مشيرًا إلى توافق بريطانيا مع شركائها الأوروبيين بشأن 'الحاجة الملحة' لأن تغيّر إسرائيل نهجها، وتسمح بإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير. وتشهد غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط تحذيرات منظمات دولية من مجاعة وشيكة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والدواء، ما أجبر العديد من العائلات على التعايش على الأعشاب ومياه البحر، وفق ما تؤكده تقارير ميدانية. وكانت وكالة 'أونروا' قد أعلنت في وقت سابق أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات لا تزال عالقة عند المعابر منذ منع إسرائيل إدخالها في مارس الماضي، مشيرة إلى نفاد المواد الإغاثية وتعرض سكان القطاع وموظفيها للإغماء بسبب الجوع الشديد. ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 22 يوليو 2025 عن مقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني، وإصابة نحو 143 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. رئيس كولومبيا يأمر باعتراض شحنات الفحم المتجهة إلى إسرائيل ويؤكد: لن نكون شركاء في إبادة جماعية أصدر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اليوم الجمعة، تعليمات مباشرة باعتراض أي سفينة تحمل الفحم وتتجه نحو إسرائيل، مؤكدًا رفض بلاده تصدير الفحم إلى تل أبيب في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة. وقال بيترو، في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على منصة 'إكس'، إنه 'بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، لن يسمح بإرسال أي طن من الفحم إلى إسرائيل'، مشددًا على أن كولومبيا 'لن تكون متواطئة في الإبادة الجماعية'. ويُعد هذا الموقف تصعيدًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين بوغوتا وتل أبيب، بعد أن قطعت كولومبيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل قبل أكثر من عام، احتجاجًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وكان بيترو قد هدد في وقت سابق بإلغاء عقد امتياز شركة 'جلينكور' لتعدين الفحم، في حال استمرارها بتصدير الفحم إلى إسرائيل، غير أن الشركة أعلنت وقف شحناتها امتثالًا لقرار الحكومة. وفي تحذير واضح، توعد الرئيس الكولومبي باتخاذ إجراءات شعبية، من خلال دعوة السكان المحليين إلى فرض حصار على منجم 'سيريخون' في إقليم لا غواخيرا، في حال رفض الشركة تنفيذ القرار. ويُعتبر هذا المنجم من بين أكبر مناجم الفحم المفتوحة في العالم، ويضم خط سكة حديد طوله 150 كيلومترًا وميناء يطل على البحر الكاريبي. وتزامن هذا الموقف مع تعيين كولومبيا أول سفير لها لدى دولة فلسطين، وهو خورخي إيفان أوسبينا، المقرب من الرئيس بيترو، والذي أكد استعداد بلاده لاستقبال آلاف الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج، خصوصًا الأطفال، دون تحديد آلية تنفيذية لذلك. مصر تؤكد استمرار دخول شاحنات المساعدات إلى غزة لليوم الثالث رغم أزمة المجاعة أفاد مصدر مصري لوسائل إعلام محلية بأن شاحنات المساعدات تستمر في الدخول إلى قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي عبر معبري زكيم شمال القطاع وكرم أبو سالم. وأوضح المصدر لقناة 'القاهرة الإخبارية' أن 161 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة منذ يوم الخميس وحتى فجر اليوم الجمعة، تشمل شحنات من الدقيق ولبن الأطفال والمواد الغذائية الأساسية. يأتي ذلك في ظل مستويات غير مسبوقة من الجوع في القطاع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات نتيجة سوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة. وكانت وكالة 'أونروا' قد أعلنت عن وجود آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المحتجزة عند المعابر منذ مارس/آذار الماضي، وجددت دعوتها إلى رفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات المنقذة للحياة، محذرة من تفاقم الأوضاع الإنسانية التي أدت إلى حالات إغماء بين الموظفين وسكان القطاع. وأكدت مصر، في وقت سابق، على فتح معبر رفح بشكل مستمر، ونددت بـ'الدعاية المغرضة' التي تروج لفرض حصار كامل على غزة، مؤكدة استمرار دعمها للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة. وتشير التقارير إلى أن بعض العائلات في غزة باتت تقتات على الأعشاب ومياه البحر نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية، وسط غياب شبه كامل للمساعدات الإنسانية منذ شهور. أستراليا وكندا تدعوان لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وتنتقدان منع المساعدات في تطور لافت في المواقف الغربية، أعربت كل من أستراليا وكندا عن قلقهما البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، داعيتين إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، في بيان صدر الجمعة، إن 'الوضع في غزة كارثة إنسانية بكل المقاييس'، مؤكدًا على ضرورة 'بذل كل جهد ممكن لحماية أرواح الأبرياء وإنهاء معاناة وجوع سكان القطاع'. وأضاف: 'لا يمكن تجاهل أو تبرير منع إسرائيل للمساعدات وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء بحثهم عن الماء والغذاء'. من جهته، ندد رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، بما وصفه 'تقاعس الحكومة الإسرائيلية' عن السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، متهماً تل أبيب بانتهاك القانون الدولي. وكتب كارني في منشور على منصة 'إكس': 'تدعو كندا جميع الأطراف إلى التفاوض على وقف فوري لإطلاق النار بحسن نية'، مضيفًا: 'نكرر دعواتنا لحماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن، وللحكومة الإسرائيلية باحترام سلامة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة'.