
جناح البحرين في بينالي البندقية للعمارة يفوز بجائزة الأسد الذهبي
فاز جناح مملكة البحرين"موجة حر" بجائزة الأسد الذهبي عن فئة المشاركات الوطنية في المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة – بينالي البندقية. وجاء هذا الإعلان خلال حفل توزيع جوائز المعرض يوم السبت الموفق 10 مايو 2025.
وتم تسليم الجائزة وسط حضور واحتفاء عالمي من المعماريين وكبار المسؤولين في مدينة البندقية بإيطاليا.
البحرين تفوز بالأسد الذهبي للمرة الثانية
يشار إلى أنّ الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار والمفوّض العام للجناح، كان قد تسلم الجائزة بحضور عدد من أعضاء فريق المشاركة: المهندسة نورة السايح نائب المفوّض العام، أندريا فارغونا القيّم على التنسيق والتصميم والبحث، وبتول الشيخ مديرة الجناح.
وتُعتبر هذه المرة الثانية التي تفوز فيها مملكة البحرين بجائزة الأسد الذهبي في البينالي، حيث كانت الأولى عام 2010.
وبهذه المناسبة قال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة:" إنه لشرف كبير أن نستلم جائزة الأسد الذهبي نيابةً عن مملكة البحرين، نحن ممتنّون ل بينالي البندقية على توفيره لهذه المنصة العالمية التي تتيح لنا تبادل الأفكار والمبادرات مع كافة دول العالم"، وأضاف رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار والمفوّض العام للجناح:" جناح البحرين (موجة حر) لا يتناول التحديات البيئية في البحرين فقط، بل تلك التي يواجهها العالم أجمع، فمن خلال هذا المفهوم أردنا أن نُسلّط الضوء على هذه القضايا بطريقة مبتكرة"، وتوجه بالشكر إلى فريق العمل المتميّز على مساهماته المختلفة في تصميم وتقديم الجناح.
عرض هذا المنشور على Instagram
تمت مشاركة منشور بواسطة Al Mayassa bint Hamad Al-Thani (@almayassabnthamad)
جناح البحرين في بينالي البندقية
تجدر الإشارة إلى أنّ مملكة البحرين كانت قد افتتحت جناحها الوطني "موجة حر" في مبنى الأرسينالي، حيث يُقام بينالي البندقية للعمارة. وتمثل هذه المشاركة، الثامنة، امتدادًا لمسيرة المملكة في المعرض العالمي، حيث تقدّم رؤيتها المعمارية في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية، في إطار شعار الدورة الحالية "ذكي، طبيعي، صناعي، جماعي".
ويقدّم الجناح مقترحًا معماريًّا لمواجهة التحديات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وذلك عبر نظام تبريد خارجي سلبي مستوحى من تقنيات التبريد التقليدية في البحرين، ويهدف إلى تعزيز القدرة على التكيّف البيئي وتحقيق الاستدامة، خصوصًا في المناطق التي تشهد موجات حر متزايدة.
ويعتمد التصميم على تركيب هيكل معماري يستخدم "بئرًا حراريًّا" و"مدخنة شمسية" لربط الرطوبة الأرضية بالهواء الخارجي، ويقدّم نموذجًا قابلاً للتطبيق في بيئات حضرية متعددة.
ويلقي الجناح الضوء على إمكانيات التبريد السلبي والهياكل المظلّلة في تحسين درجات الحرارة، كما يُبرز العلاقة بين المناخ والعمارة والعدالة الاجتماعية. وتُطلق هيئة البحرين للثقافة والآثار مع الجناح إصدارًا مطبوعًا يضم تحليلات رقمية ومقالات واستطلاعات تُسهم في توسيع أثر المشروع البحثي الذي بُني عليه الجناح في البينالي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
أول مسرح في المدينة المنورة
في غياب التوثيق تظهر معلومات على السطح تنافي حقيقة البدء، وقد غاب عنا التوثيق وتحديداً في الجوانب الفنية التي لم تكن محل اهتمام المجتمع، وفي ظل عدم الاهتمام تغيّب الباحثون في هذه الحقول الفنية لما يجده الباحث من عنت وإحباط، كون انشغاله يواجه تحريم المادة التي يبحث فيها، وفي الحقول الفنية المحلية نفذ الغناء من التهميش، فالمنشغلون به اقتحموا الدوائر المحرمة لأسباب عديدة قد يكون أهمها احتفال واحتفاء الشارع بهذا الفن، في الأعراس والمناسبات السعيدة حين كان المغنون يغنون في الشوارع، وفي البيوت المغلقة، ويسجلون إنتاجهم خارج البلد على أسطوانات يلتقطها أثرياء البلد ويتسامرون عليها. كما أن إذاعات عربية (أهمها صوت العرب) نشطت في إذاعة الأغاني الراقية من خلال أهم مطربي الفترة الذهبية كأم كلثوم وعبدالوهاب، وقد يكون هذا الجانب أهم الجوانب التي أسهمت بانتعاش الأغنية السعودية وتوثيقها توثيقاً شفويّاً (في البدء)، ربما تكون هذه لمحة سريعة لما وودت الحديث عنه من غياب توثيق بقية الجوانب الفنية كالمسرح، والنحت، والتصوير.. وإن أردت توسيع دائرة التحريم فهذا يستوجب أن ذكر بعض الفنون التي لم تستطع النفاذ بصورة كبيرة، وتحديداً المسرح، والآن ونحن نعيش الأجواء الصحية لاستقبال ما تم تحريمه، يستوجب علينا إعادة الحفر لكل التجارب التي بدأت وتم ردمها سابقاً، وإن بقيت تنز في الظهور.. وحين يتم الحديث عن البدايات الأولى لبعض الفنون كالمسرح مثلاً فأول ما يتم الاستفتاح به هو مسرح احمد السباعي الذي تم تجهيزه في عام (1961) في مكة المكرمة، لكن هذا المسرح لم يستطع العرض وأُغلق من حينه.. وفي الأيام الماضية حين تم ذكر بدايات المسرح في دول الخليج تم إهدار دم أول عرض مسرحي أقيم في المنطقة، وقد تنازع البدايات المسرحية في دول الخليج البحرين بأول عرض والكويت بثاني عرض مسرحي، فالدراسات الخليجية السابقة وثقت أن البحرين صاحبة أول عرض مسرحي مدرسي عرض في 1925 وقدمت الكويت ثاني عرض مسرحي في عام 1939، إلا أن الباحث المصري سيد علي إسماعيل، أستاذ المسرح في كلية الآداب جامعة حلوان، أثبت من خلال دراسته عن المسرح الخليجي أو محاضرته التي ألقاها في سلطنة عمان محاضرة بعنوان «توثيق تاريخ المسرح الخليجي بين التنظير والتطبيق... سلطنة عمان والسعودية نموذجين»، توصل فيها إلى أن المدينة المنورة هي أول مدينة في الجزيرة العربية عرضت مسرحية جماهيرية داخل المدرسة الصناعية عام 1910، ويؤكد هذا منشور نشر في جريدة المؤيد المصرية.. وبهذا التأكيد تكون المدينة المنورة أول مدينة تعرض مسرحاً احترافيّاً والدخول الى المسرحية من خلال مبلغ يدفعه الحاضر لمشاهدة تلك المسرحية.. الغريب أن المدينتين المقدستين احتفلتا بالمسرح كحالتين يؤكدهما التاريخ. كما أن هناك تجارب مسرحية سعودية حدثت في فلسطين من وقت مبكر، ففي عام 1935 عرضت الكشافة السعودية في فلسطين مسرحية «السمسرة وباعة الأراضي» حول ظاهرة بيع الأراضي لليهود في فلسطين في تلك الفترة وفي العام التالي تم عرض مسرحية (إلى المجد). وكشف الدكتور سيد علي إسماعيل مجهودات الشيخ عبدالعزيز الكحيمي الذي كان القنصل العام للسعودية في فلسطين ذلك الشيخ الذي دعم العروض المسرحية مثل مسرحية «الشهيدة»، ومسرحية «اليتيم»، وسواهما كان ذلك في عام 1944.. وأعتقد أن هذه الشهادة التوثيقية يجب الاحتفاء بها، وتزويد الباحثين في المسرح السعودي بنسخة من هذه الحقيقة؛ لكي لا تغيب تلك المعلومة بين غثاء ما ينشر في الشبكة العنكبوتية. أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 6 ساعات
- مجلة سيدتي
دبي للثقافة تستكشف جماليات العمارة وتطور ممارساتها في إكسبو 2025 أوساكا
بالشراكة مع "جناح دولة الإمارات في إكسبو 2025 أوساكا"، وبدعم من برنامج "منحة دبي الثقافية"، اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي فعاليات منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" الذي نظمته في معرض " إكسبو 2025 أوساكا – كانساي" في اليابان. وتندرج المبادرة ضمن استراتيجية جودة الحياة في دبي، وتأتي مشاركة دبي للثقافة في الحدث العالمي في إطار مسؤولياتها الثقافية وجهودها الهادفة إلى دعم قوة القطاع الثقافي والإبداعي المحلي، وتعزيز حضوره على الساحة الدولية، تماشيًا مع شعار الجناح الوطني لدولة الإمارات "من الأرض إلى الأثير"، ويستعرض رؤيتها في صياغة مستقبل الإنسان. مشهد العمارة في دولة الإمارات يذكر أنّ منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" والذي يعد الأول من نوعه، استكشف مشهد العمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع التركيز على الممارسات التصميمية المحلية، والابتكار في المواد، والتبادل الإقليمي بين دولة الإمارات واليابان ودول أخرى، إلى جانب مفهوم العمارة بوصفها عنصرًا ثقافيًّا وبيئيًّا حيويًّا وأهمية المعرفة التقليدية المتجسدة في عناصر مختلفة، مثل: العريش والمشهد العمراني المحلي والتصميم المنسجم مع المناخ وطبيعة الموقع. جناح الإمارات في إكسبو أوساكا من جهتها أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، في كلمتها أمام المنتدى، أنّ الجناح الوطني لدولة الإمارات يُعد منصة مهمة تعبر عن طموحات الدولة ورؤيتها المستقبلية والتزامها بالاحتفاء بالتراث كمصدر للإلهام والابتكار، وهو ما يتجلى في تصميم الجناح الذي جمع بين الإبداع الهندسي المعاصر ومواد البناء التقليدية، ما يمثل تكريمًا للإرث الإماراتي. وقالت بدري:" تسعى "دبي للثقافة" من خلال تنظيمها منتدى "بين أعمدة العريش: العمارة في تغير" في المعرض الدولي إلى التعريف بجوهر الهوية الثقافية المحلية وإبراز ما تتمتع به دبي من بيئة جذابة وداعمة لمنظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، والمشاريع الريادية الناشئة، وتعزيز حضور أصحاب المواهب الإبداعية الإماراتية على الخريطة العالمية، وتسليط الضوء على أفكارهم الغنية ورؤاهم الطموحة الهادفة إلى النهوض بقطاع التصميم و العمارة"، لافتة في الوقت ذاته إلى أهمية دور الهيئة وجهودها الهادفة لمد جسور التواصل مع المجتمعات الأخرى، وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي والتعاون الدولي مع المؤسسات الثقافية والإبداعية من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب تقديم خدمات وعروض مبتكرة للمبدعين والمصممين ورواد الأعمال، بهدف دعمهم وتمكينهم من العيش والعمل والإنتاج، كما عبرت عن اعتزازها بمشاركة هيئة الثقافة والفنون في دبي في معرض "إكسبو 2025 أوساكا" في اليابان، التي تواصل عبر إرثها المعماري المساهمة في تطوير المنظور العالمي للتصميم المعماري، من خلاله التزامها بالمرونة والاستدامة والمحافظة على الجذور الثقافية. أهداف برنامج منحة دبي الثقافية فيما استعرضت خلود خوري، مديرة إدارة المشاريع والفعاليات في " دبي للثقافة"، أهداف برنامج "منحة دبي الثقافية" ودورها في تطوير قطاع الثقافة والفنون في دبي، عبر توفير مجموعة من المنح التي تصل قيمتها إلى 180 مليون درهم ستوزع على مدار 10 سنوات، وسيتم تسخيرها لدعم وتمكين أصحاب المواهب المحلية في مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تشمل الفنون البصرية والتشكيلية والرقمية، والتصميم، والآداب، والتراث والمتاحف، والفن في الأماكن العامة، والفنون الأدائية، والألعاب، والتطوير المهني، وفنون الطهي. دبي للثقافة تنظم جولة في أوساكا تجدر الإشارة إلى أنّ الهيئة نظمت جولة واسعة في أوساكا والمدن المجاورة لها، شارك فيها 12 مصممًا ومعماريًّا من الرواد والناشئة، وهم: المهندس المعماري أحمد بوخش، مؤسس شركة "آرك آيدينتيتي"، والمعروف بمساهمته في تصميم جناح "مبدعون في الخير" في " إكسبو 2020 دبي"، وفاطمة السويدي، رئيسة قسم التشريعات والسياسات الخاصة بالتراث الثقافي في وزارة الثقافة، وأحمد آل علي، مؤسس شركة "إكس أركيتكتس"، وفاطمة الزعابي، المؤسِّسة المشاركة لـ"استوديو D04"، والمصمم عبدالله الملا، مؤسس استوديو "ملا"، ولينا أحمد، أستاذة مشاركة في التصميم المستدام بجامعة زايد، وليث الشيادي، مخطط حضري في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في سلطنة عُمان، وريم القمزي، مؤسسة استوديو RQticets، وراكان لوتاه، مؤسس استوديو "راكان لوتاه"، ونورة العور، الشريك المؤسس لـ "استوديو D04"، إضافةً إلى المهندس المعماري في "كودا" حمد المطوع، ومحمد سالم الشفيعي، مهندس في هيئة الطرق والمواصلات بدبي. وجاءت الجولة في إطار جهود الهيئة الهادفة إلى تمكينهم من استكشاف المشهد المعماري والفني الذي تتميز به أوساكا والمدن المجاورة لها، وذلك من خلال زيارة مجموعة من أهم معالمها ومواقعها الثقافية والتراثية، ومن بينها المتحف الوطني للفنون، والمقر الرئيسي لشبكة آساهي للبث، ومبنى "أوميدا سكاي" من تصميم هيروشي هارا، وحدائق تيم لاب النباتية، إلى جانب التركيز بشكل خاص على أعمال المعماري الياباني الشهير تاداو أندو من خلال زيارة معرضه في "غراند غرين أوساكا"، وحديقة كيوتو للفنون الجميلة، ومتحف هيوغو للفنون، ومعبد هونفوكوجي المائي، ومجمع يومي بوتاي – وجميعها من تصميم تاداو أندو، وغيرها. يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x


مجلة هي
منذ 9 ساعات
- مجلة هي
خاص "هي": متعة سرد الحكايات.. مسلسلات خليجية كسرت الحواجز وأحدثت تأثيرا خارج الحدود
الاستمتاع بسرد القصة وروايتها جعل لفن الحكي سطوة آسرة على القلوب والوجدان والعقول. وعلى مدى عشرات السنين صنع المشاهدون ذكريات مع مسلسلات خليجية من العلامات التي لا تنسى، وحمل نجوم كثر على عاتقهم الصعود بهذا الفن الصديق للعائلات والأكثر تفضيلا في الحقيقة إلى أعلى المستويات من خلال قصص هي ابنة المجتمع، وتشبه وتحاكي ما يشعر به أفراده بمختلف الطبقات، ولكن لا شك في أن السنوات الأخيرة شكلت منعطفا حقيقيا في الوصول إلى جمهور أكثر اتساعا واختلافا وتباينا، ولكن المفاجأة هي أن الحكايات ذات النكهة المحلية الخالصة، والتي تعبر عن خصوصية المجتمع في دول الخليج لا تزال هي الأكثر جذبا، حيث يبدو أن القطاع الأعرض من محبي الدراما يبحثون عن الأصالة والتنوع والثيمات التي تقدم صراعات ورومانسية وقضايا اجتماعية لا تقلد أحدا، بل تنتصر لتراثها وتقاليدها وهمومها الخاصة. ولهذا كان لوجود منصات العرض الإلكتروني يد طولى في إيصال هذا المحتوى لجماهير متعددة، حيث تصدرت كثير من الأعمال الدرامية في هذا الصدد منصات المشاهدة عالميا، وترجمت ودبلجت لعشرات اللغات، وهو ما جعل الدراما أيضا لغة عالمية وجسرا بين الشعوب، وما زال الطلب من هذه المؤسسات يزداد، ولكن قبل وسيلة العرض التي فتحت أبوابا وفرصا هناك تميز المنتج الإبداعي الذي يحمل في طياته خبرات طويلة ونجاحات متراكمة.. أربعة نقاد عرب يخبروننا من وجهة نظر متخصصة عن ملامح الدراما الخليجية في السنوات الأخيرة، وكيف يمكن أن تستثمر خصوصية عالم حكاياتها الثري لإحداث تأثيرات متزايدة تتجاوز الحدود الجغرافية. تحولات جوهرية وثراء مدهش بداية يرى الدكتور علي زعلة الناقد السينمائي السعودي، أن لمنصات البثّ بالطبع أثرا كبيرا في إيصال المنتج الدرامي الخليجي إلى المتلقي العربي والإقليمي وأحيانا إلى العالمي، لكنها تظل مرحلة لاحقة لمراحل ما بعد الإنتاج، موضحا أن العامل الرئيس في وجهة نظره هو أن الدراما الخليجية تشهد تحولا جوهريا على مستوى التقنيات الإنتاجية والعمليات الفنية، وبوجه خاص على مستوى جودة النصوص وجدّتها، بمعنى أن هناك اتجاها أكثر تنوعا من ذي قبل، يذهب إلى ثيمات لم تكن مطروقة في المسلسلات المعتادة السابقة، أو معالجة موضوعات مطروقة ولكن من زوايا نظر مختلفة، تمثل منظورات الأجيال الجديدة. الناقد الفني الدكتور علي زعلة أستاذ الأدب والنقد وصاحب المؤلفات المتعددة، يعدد أسبابا كثيرة لهذا التميز، ضاربا المثل بالدراما السعودية، ومشيرا إلى أنها استوعبت التنوع الثقافي والاجتماعي والجغرافي للبيئات المحلية التي تتشكل منها الهُوية السعودية الكبرى، وأتاحت لهذا الثراء في جغرافيتها الشاسعة أن يطلّ بقضاياه وتاريخه وقضاياه عبر الشاشة، في حالة من المزاوجة بين القضايا التاريخية التي تستعيد إرثا في التاريخ الاجتماعي القريب، والقضايا الاجتماعية التي تعكس الحراك الاجتماعي ومتغيّراته المتصاعدة يوما بعد آخر. يضاف إلى ذلك بروز نجوم جدد على الساحة الدرامية، جعل الدراما السعودية تتصدر الدراما الخليجية، وتتفوق عليها لتنافس مثيلاتها على المستوى العربي إن لم تتفوق عليها في بعض الأحيان. وذلك لأنها تقدم حكاياتها الأصيلة النابعة من نبضها الثقافي والاجتماعي، ولعل ذلك برز جليّا في مسلسلات السنوات الأخيرة، مثل "العاصوف"، و"خيوط المعازيب"، و"شارع الأعشى". مسلسل شارع الأعشى حقق صدى كبير أجيال جديدة تدخل دائرة المنافسة فيما يعتقد الفني محمد عبد الرحمن أن الانفتاح في نمط المشاهدة إقليميا وعالميا ولّد رغبات قوية وتشوقا لدى محبي الدراما في الاطلاع على قصص متنوعة من مجتمعات شتى، وهي نقطة استفادت منها الدراما الخليجية بسبب الباع الطويل لصناعها، وكذلك لغنى الأفكار والحكايات. ولكن بالنظر إلى أعمال حققت تأثيرا إقليميا ودوليا في بعض الأوقات فيما يتعلق بتصدر قوائم المشاهدة عبر منصات العرض، وبينها "رشاش" و"الصفقة" و"اختطاف" و"شارع الأعشى" و"المنصة"، و"خريف القلب"، وغيرها، إذ لكل منها طبيعة مختلفة، ولكنها لا تزال تسرد سِيرا وأحداثا وقعت في الحيز الجغرافي ذاته، وهذا يعني أن الدراما الجاذبة ليست اجتماعية فقط. مسلسل الصفقة بموسميه من أبرز الأعمال الدرامية المهمة في الفترة الأخيرة يعود الناقد الفني محمد عبد الرحمن ليؤكد أن هناك أمورا عدة تضافرت معا، لإحداث هذا التأثير إضافة إلى تميز المستوى بالطبع. ومن بينها، وفق رأيه، الابتعاد عن ثيمات تقليدية بعينها، والاقتراب من موضوعات أكثر جرأة وعمقا، وإقدام الصناع على طرق جديدة في التناول والسرد، وحتى على مستوى مواقع التصوير التي كان بعضها مكررا، وكذلك دخول أجيال جديدة إلى دائرة المنافسة، مضيفا أن كل هذا تزامن مع انتشار وسائل عرض أكثر مرونة وأسهل في الوصول، فوجد المشاهد أن هناك بالفعل موضوعات مختلفة وتستحق المتابعة، فزادت نسبة الأعمال ذات الجودة والامتياز، وخاصة أن مستوى ذائقة الجمهور الدرامية أصبحت في تصاعد بسبب تنوع المصادر. قصص محلية تخاطب مشاهدي العالم لطالما شكلت الدراما التلفزيونية رافدا مهما بالنسبة للمشاهد العربي، ولكن هذه الثقافة تمر بتحولات كبرى الآن مع كل هذا التطور وكل هذه الوسائط، وبحسب الناقد البحريني طارق البحار يُقدَّر أن أكثر من 400 مليون عربي يقضون ما معدله 19 ساعة أسبوعيا في متابعة المسلسلات العربية، وعلى الرغم من تحفظه على بعض التوجهات الإنتاجية في المنطقة العربية التي لا تزال تدور في فلك الميلودراما، وتتوجه لفئات عمرية أكبر سنا بعكس التوجهات العالمية، فإنه على سبيل المثال يرى أن رمضان 2025 مثّل منعطفا مهمّا في هذا السياق، مع عرض مسلسل "وحوش" الكويتي والذي تناول جرائم واقعية بجرأة وجودة تنفيذ لافتة، حيث جمع العمل في رأيه بين حبكة قوية، وإنتاج فني عالي المستوى، ومواهب شابة أمام الكاميرا وخلفها. مسلسل خريف القلب جذب جمهور المنصات الإلكترونية وقد اعتبره كثيرون خطوة نوعية نحو تقديم دراما عربية تواكب تطلعات جمهور اليوم، وتحاكي في جودتها إنتاجات "نتفليكس" العالمية، مشددا أيضا على أن قطاع الإعلام والدراما في المملكة العربية السعودية، يشهد تحولا جذريا مدعوما برؤية طموحة. من أعمال درامية مثل "شارع الأعشى" و"يوميات رجل عانس"، إلى التعاونات مع صناع محتوى عالميين، تبدو السعودية في طليعة هذا التحول، حيث تهدف هذه التحركات إلى تقديم محتوى متنوع، يستهدف جمهورا أوسع، ويمنح الشباب قصصا تمثلهم وتعكس قضاياهم، مشيرا إلى أنه كي تكتب الاستمرارية للتغيير في صناعة الدراما الخليجية، لا بد أن يصاحبه تحول في البنية الإنتاجية ذاتها، وعلى رأسها: الاهتمام بكتّاب السيناريو، لأن بعضهم يعانون من متطلبات شروط الإنتاج في المنطقة العربية بشكل عام، مضيفا: هنا يأتي دور المنصات العالمية في فرض نموذج مختلف. "نتفليكس" مثلا، تمنح مساحة للتطوير المشترك، والمراجعة، والابتكار، وهو ما ينعكس على جودة العمل النهائي. وإذا ما أرادت الشركات الخليجية الكبرى أن تخلق تحولا حقيقيا، فعليها أن تنقل معها إلى المنطقة هذه الممارسات، التي تمكن الكتّاب من التعبير والإبداع من دون قيود، والحقيقة أنه على الرغم من هيمنة المنصات، لا يزال التلفزيون قادرا على التأثير العميق في المجتمع، وخاصة بين فئة الشباب، شرط أن يُصغى إلى أصوات الكتّاب، وأن يُمنحوا الأدوات والفرص التي تليق بمواهبهم، لأن الدراما ليست فقط وسيلة للترفيه، بل هي أيضا مرآة للواقع ومحفز للتغيير. عوالم أكثر جرأة وعمقا الناقد الفني السوري عامر فؤاد عامر يشير إلى أن التحول الذي أحدثته المنصات أثر في مستويات الدراما عالميا وعربيا بشكل عام، وليس فقط في منطقة الخليج. وأوضح أن المعايير الجديدة التي فرضتها هذه المعادلة جعلت المسلسلات الخليجية التي تُنتج بتقنيات وتفاصيل تضاهي نظيراتها العالمية في ازدياد، وهو ما رفع السقف أمام المشاهد والمبدع معا. وإضافة إلى التأكيد على أن المنصات منحت فرصا للمواهب الشابة وأبعدتهم عن شروط الاحتكار التي ربما كانت تفرض عليهم بسبب قلة مؤسسات الإنتاج والعرض، فإن الناقد الفني عامر فؤاد عامر يشير كذلك إلى التغييرات الملحوظة في النمط القصصي الدرامي فابتعدت بعض الأعمال عن النمط التقليدي، وجربت حقولا أخرى لم تكن شائعة من قبل، وبينها "الإثارة، والجريمة النفسية، والسير الذاتية". المعروف أن القصص المحلية هي الأكثر جذبا فيما يتعلق بالسرد القصصي، حيث يكون لدى الجماهير شغف دائم للغوص في أعمال المجتمعات التي لا تعرفها، ومن هنا يشدد عامر على أن منصات المشاهدة الجديدة بمكتباتها العامرة بالفعل وفّرت نافذة يطل منها المشاهد على الآخر، ليرى كيف يعيش، ويفكر، ويعاني، ويحب. ويتابع: "وهذا يعطي فرصة للعالم حتى يرانا هو بعيونه، بعدستنا العربية، وليس بعدسة غريبة". واعتبر عامر أن هناك الكثير من المسلسلات الخليجية التي قدمت مؤخرا تميزت بالطرح الذكي للقصة المحلية وإتقانها مع مخاطبة الجانب الإنساني، وهي من ضمن الأعمال التي تسهم في عبور هذه الصناعة نحو جمهورها العربي والعالمي، ومن بين الأعمال التي يجد أن هذه المواصفات تنطبق عليها المسلسل الإماراتي "المنصة" الذي نجح في استقطاب شريحة واسعة من جمهور غير محلي، لأن القصة فيها توتر واستلهام من واقع عربي معاصر في قالب التشويق والدراما الإنسانية، والمسلسل الكويتي "السجين النصاب"، إضافة إلى "دفعة بيروت" و"دفعة القاهرة". مسلسل دفعة القاهرة أثار جدلا واسعا