
ترامب حامل المطرقة: رجل الحرب وعراب السلام
نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أن يلعب في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية التي دامت اثني عشر يوماً، دور المطرقة الحاسمة التي افتقر إليها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ودور المخرج السياسي لتقديم طوق النجاة للمسؤولين الإسرائيليين والإيرانيين للخروج من الحرب.
تهيّبت إسرائيل دخول حرب استنزاف، وإيران لا ترغب في الاستمرار في حرب قد تهدّد بقاء النظام. إذاً كان توقُّف الحرب حاجةً لطرفَيْ النزاع، لكنّ الاتّفاق السياسي على نهاية هذا النزاع بقي بعيداً. وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب بعد الضربات التي وجّهها للمنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، بمساعدة القطريين، لم يُترجم النتائج العملانيّة للحرب إلى أيّ اتّفاق سياسي.
أثار الغموض الذي رافق وقف إطلاق النار عدّة أسئلة: ما هي الضمانات التي أُعطيت لفريقَي النزاع؟ وهل انتهت الحرب فعلاً بين البلدين؟ وهل أقرّت إيران بميزان القوى الجديد؟ وهل تتوقّف عن إعادة ترميم برنامجها النوويّ؟
هل تعود إيران إلى طاولة المفاوضات؟ وما هو شكل الاتّفاق المتوقّع؟ وهل يلبّي المطالب الإسرائيلية؟ وما سيكون عليه الموقف الإسرائيلي في حال لم تعُد إيران إلى طاولة المفاوضات؟ وفي غياب الاتّفاق، هل يبقى التناغم قائماً بين ترامب ونتنياهو؟ وهل يتّفقان على استمرار المواجهة بأساليب مختلفة؟
إيران تعيد إنتاج سرديّات الانتصار الإلهيّ
الموقف الذي سيحسم الإجابة على العديد من هذه الأسئلة بالدرجة الأولى هو الاتّجاه الذي ستذهب إليه العلاقات الأميركية – الإيرانية، وعلى القراءة الواقعية الإيرانية لنتائج الحرب، ولقدرة طهران على إعادة إنتاج 'بطاقة التأمين' لاستمرار النظام الحالي بعدما تلقّى البرنامج النووي الإيراني ضربة كبيرة في سلسلة مكنوناته.
يتوقّف الأمر أيضاً على النيّات والأهداف الإسرائيلية لمرحلة ما بعد الحرب. حتّى الآن تطرح القراءة الإيرانية للوقائع الجديدة معضلات عدّة. إذ لا يبدو أنّنا أمام سرديّة جديدة فيها موقع للهزيمة أو الخسارة، بل إعادة إنتاج سرديّات 'الانتصارات' ذات الطابع الإلهيّ.
هذه السرديّات لها أهمّية كبيرة في إعادة الهيبة الداخلية للنظام الذي أُصيب بمقتل كبير في الاختراقات الأمنيّة، وتصفيات علمائه وقادته العسكريين والأمنيّين، وفقدان السيطرة على الأجواء الإيرانية. ومن جهة ثانية، ليس واضحاً حتّى الآن ما هو تقويم قادة طهران الفعليّ لنتائج الضربة الأميركية للبرنامج النووي؟ وما هي استراتيجيّتهم المقبلة؟
بمعنى هل سيقرّرون إعادة النظر في عقيدتهم النوويّة؟ هل تتغيّر العقيدة الأمنيّة في ظلّ تراجع دور الوكلاء أم يعيدون ترميم هذا المحور؟ هل من استخلاصٍ للعبر من الاستفراد الذي تعرّضت له إيران، بغياب المواقف الصينية والروسيّة العمليّة لمساعدتها في حرب اعتُبرت وجوديّة بالنسبة للنظام؟ وعليه، هل غياب الحلفاء الحقيقيّين في هذه الحرب سيدفع بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيّد علي خامنئي إلى إعادة حساباته؟
لا آمال في إسرائيل باستسلام إيران
تُظهر المؤشّرات حتّى الآن أنّ طهران تعمل على استجماع العديد من الأوراق لاستخدامها في المرحلة المقبلة. إذ يرى قادتها بأنّ بلدهم خرج بعد الحرب قويّاً ومتماسكاً، والبرنامج النووي أصيب بأضرار ولم ينتهِ، وكمّية اليورانيوم المخصّبة بنسبة 60% هي في مكان آمن. وعليه وعلى الرغم من الثقة المهزوزة بينهم وبين الروس، من الممكن أن تعود طهران للرهان مجدّداً على موسكو في المساعدة في ترميم برنامجها النووي، وتزويدها بوسائل الدفاع الجوّي المتطوّرة.
باختصار، ترى إيران أنّ هذه الحرب محطّة ومعركة في صراع مستمرّ، ولا يبدو أنّ هناك مؤشّرات واضحة بشأن إمكان حدوث تحوُّل جذريّ في رؤيتهم للنزاعات في المنطقة ودور إيران فيها.
ربّما ما كتبه راز تسيمت في مقالته تحت عنوان: 'الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: انتهت، لكنّها لم تُستكمل'، التي نُشرت في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يشير إلى المعضلة التي تواجه إسرائيل من خلال استمرار إيران في سياساتها.
إذ كتب: 'مع إعلان وقف إطلاق النار، يمكن القول إنّ النظام الإيراني تمكّن من الحفاظ على التماسك الداخلي وإظهار الحزم وتوحيد الصفوف في مواجهة التهديد الخارجي… وعلى الرغم من أنّ البرنامج النووي تلقّى ضربة قاسية، لا يُتوقّع أن تدفع هذه الضربة إيران إلى الاستسلام أو التخلّي عن طموحاتها النووية، بل بالعكس من المرجّح أن تزداد في طهران العزيمة على المضيّ قدماً نحو تحقيق القدرة النووية العسكرية'.
القرار بيد ترامب
على الرغم من النشوة الكبيرة التي تعيشها إسرائيل بفضل الإنجازات التي تحقّقت برأيهم، والثناء الكبير على دور القوّات الجوّية والموساد، ينطبق عليهم المثل القائل: 'راحت السَكرة وإجت الفكرة'. إذ يتطلّعون مجدّداً إلى ترامب لجلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات بهدف توقيع اتّفاق سياسي يضمن لهم عدم عودة طهران إلى تخصيب اليورانيوم، وتقييد برنامجها الصاروخي ووقف دعم وكلائها في المنطقة. نتنياهو الذي دخل الحرب وترك لصديقه ترامب مرغماً أن يقرّر استراتيجية الخروج منها، خرج بوقف إطلاق نار، وهو يدرك بدقّة أنّ إنجازاته العسكرية لا يستطيع صرفها بالسياسة إلّا من خلال ترامب، الوحيد الذي يملك القدرة على إعادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات.
الانطباع الحاليّ في إسرائيل، كما قال تسيمت في مقالته المذكورة أعلاه، 'أنّه لا يوجد ما يدلّ على أنّ إيران معنيّة في هذه المرحلة بالعودة إلى إطار تفاوضيّ، ولا سيما إلى صيغة تتضمّن تقديم تنازلات تعتبرها طهران خضوعاً لإملاءات أميركيّة، وعلى رأسها التخلّي عن حقّ التخصيب داخل أراضيها'.
لكن يؤكّد الكاتب أنّ 'إمكانات تجديد الاتّفاق النوويّ تضع إسرائيل أمام معضلة غير بسيطة، على الرغم من أنّ القرار النهائي في هذا الشأن يتوقّف، في الأساس، على القرارات التي ستُتّخذ في الأسابيع المقبلة في كلٍّ من واشنطن وطهران'.
يشدّد عاموس يادلين في مقالته على موقع القناة 12 العبريّة بعنوان 'لا للتوقّف قبل التوصّل إلى اتّفاق جيّد: الرفض الإيراني يجب أن يُواجَه بأقصى درجات الضغط'، على الحاجة إلى اتّفاق سياسي مع إيران، فيكتب: 'في التغريدة التي نشرها بعد الهجوم، فتح الرئيس ترامب الباب أمام المفاوضات حين أعلن: 'لقد حان وقت السلام'. من المهمّ أن نفهم، بغضّ النظر عن حجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي، وربّما تحديداً بسببه، أنّ نظام الملالي سيبذل كلّ ما في وسعه لاستعادة قدراته، وربّما بدافع من شعور بالإهانة ورغبة في الانتقام. وفي هذه اللحظة، وعلى أساس الإنجازات العسكرية اللافتة، فإنّ الطريق الأكثر فعّالية لمنع إيران من التقدّم نحو السلاح النووي هو مسار سياسي يُفضي إلى اتّفاق صارم، وشامل وخاضع للرقابة، يمنعها من الوصول إلى سلاح نووي لأعوام طويلة مقبلة'.
هل يلجأ خامنئي إلى خيار واقعيّ؟
لا يبدو أنّ الطريق سالكة أمام اتّفاق سياسي تقدّم فيه طهران التنازلات التي تتطلّع إليها حكومة نتنياهو، والأسئلة متعدّدة: هل تعود المواجهة بين الطرفين؟ وهل يغطّي ترامب مواجهة قد تؤدّي إلى حرب واسعة؟ وهل يقوم بتوقيع اتّفاقٍ مع إيران شبيهٍ بالاتّفاق مع لبنان، الأمر الذي يتيح لإسرائيل حرّية الحركة في الأجواء الإيرانية كما هو الحال في الأجواء اللبنانية؟
في إسرائيل من ينظر إلى أنّ هذا النظام لن يغيّر أيديولوجيّته القائمة على تدمير إسرائيل، ويعتبرون أنّ أفضل الخيارات تبقى في إسقاطه. الثابت الوحيد الذي يمكن تأكيده الآن أنّ النزاع مستمرّ بين إسرائيل وأميركا وإيران، والمنطقة بعيدة عن تسوية طويلة الأمد. لكن ليس مستبعداً أن يلجأ خامنئي إلى خيار واقعيّ، فيعقد تسوية مؤقّتة بانتظار تبدّل الأحوال، أو يذهب سرّاً إلى إنتاج قنبلة نوويّة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
هذا الفيديو ليس لاحتفال ترامب بقانون الميزانية بالتوقيع على صدر فتاه قاصر FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس الاميركي دونالد ترامب محتفلا بقانون الميزانية المثير للجدل، بالتوقيع على صدر فتاة قاصر". الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح. الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 20 ايلول 2023. ويظهر ترامب، يوم كان لا يزال رئيسا سابقا، موقعا على قميص نادلة في حانة خلال تجمع انتخابي في أيوا. FactCheck# "النهار" دققت من أجلكم تظهر المشاهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب موقعا بقلم على قميص فتاة تحت انظار اشخاص بدت على وجوهم السعادة. كذلك عمد الى التوقيع على ذراعها على وقع تصفيق تعالى في المكان. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): "ترامب يحتفل بإقرار قانونه المثير للجدل، ويوقع على صدر فتاه قاصر". 🇺🇲 🔴غير عادي ترامب يحتفل بإقرار قانونه المثير للجدل، ويوقع على صدر فتاه قاصر — الصين بالعربية (@mog_china) July 4, 2025 لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس) ترامب يوقع قانون الميزانية الضخم في العيد الوطني الأميركي جاء تداول الفيديو في وقت وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانون الميزانية في أجواء احتفالية، أمس الجمعة، بمناسبة العيد الوطني في الولايات المتحدة، وسط مفرقعات واستعراض جوّي لقاذفة خفيّة من طراز "بي-2" كتلك التي استخدمت لقصف إيران، على ما أوردت وكالة "فرانس برس". وقال ترامب خلال التوقيع: "أميركا تفوز وتفوز وتفوز أكثر من أي وقت مضى"، بينما أحاط به عشرات النواب الجمهوريين الذين دعموا ما يوصف ب"مشروع القانون الكبير والجميل". ومارس الرئيس الأميركي ضغوطا كبيرة على النواب الجمهوريين كي يعتمد الكونغرس مشروع القانون قبل الرابع من تموز الذي يصادف ذكرى استقلال الولايات المتحدة. واعتُمد القانون نهائيا الخميس. واستفاد الرئيس الذي يهوى الاستعراضات الاحتفالية من ذكرى مرور 249 عاما على استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، للاحتفاء أيضا بنصر تشريعي مع اعتماد قانون يعدّ محورا أساسيا من محاور ولايته الرئاسية الثانية. وأشاد ترامب بهذا النصر مساء الخميس خلال تجمّع في أيوا (الوسط)، قائلا: "ما من هدية عيد ميلاد أجمل لأميركا من النصر الهائل الذي حقّقناه منذ بالكاد بضع ساعات عندما اعتمد الكونغرس مشروع القانون الكبير والرائع الذي يرمي إلى استعادة عظمة أميركا". ولم يتطرّق الملياردير الجمهوري إلى مخاوف أعضاء حزبه والناخبين الذين يخشون أن يفاقم هذا القانون المديونية العامة ويضعف المساعدات المخصّصة للصحة والحماية الاجتماعية. حقيقة الفيديو الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه مؤرشفاً بنسخة أطول (1.07 دقيقة) في حساب وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية في يوتيوب، في 21 ايلول 2023، بعنوان: Trump autographs woman's tank top shirt at Iowa campaign stop، اي ترامب يوقع على قميص امرأة خلال تجمع انتخابي في أيوا. لقطة من الفيديو المنشور في حساب اسوشيتد برس في يوتيوب، في 21 ايلول 2023 وذكرت الوكالة ان الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، قبل مغادرته بيتندورف Bettendorf بأيوا، ضمن جولة انتخابية في الولاية، توقف عند مطعم شهير و وقع على قميص أبيض بدون أكمام لنادلة، الاربعاء 20 أيلول 2023. الفيديو من تصوير توماس بومونت Thomas Beaumont. و افادت الوكالة بأنه احتشد أكثر من مئة شخص في حانة ومطعم تريهاوس Treehouse، حيث وقّع ترامب على أوراق نقدية وقبعات، وايضا على قميص آشلي رشيد Ashley Rashid (28 عامًا)، التي تعمل نادلة في الحانة الشهيرة، ثم على ذراعها. ووزّع ترامب البيتزا المعلبة على حشد من المؤيدين المبتهجين، الذين هتفوا باسمه، وغنوا أغنية لي غرينوود "بارك الله الولايات المتحدة الاميركية". تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "الرئيس الاميركي دونالد ترامب محتفلا بقانون الميزانية المثير للجدل، بالتوقيع على صدر فتاة قاصر". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 20 ايلول 2023. وتظهر ترامب، يوم كان لا يزال رئيسا سابقا، موقعا على قميص نادلة في حانة خلال تجمع انتخابي في أيوا.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
أوكرانيا تضرب قاعدة جوية روسية جديدة
قررت أوكرانيا اليوم السبت اختيار التصعيد العسكري من جديد بمواجهة روسيا ونفذت ضربات بمسيرات جوية ضد مطارات عسكرية روسية في منطقة فوروينج وتسببت الضربات في تدمير. ثلاث طائرات عسكرية روسية من طراز سوخوي 35 و34 و30 حسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأوكرانية بالتليجرام صباح اليوم السبت،ولايزال الصراع الأوكراني الروسي مستمر. ويشهد الصراع بالوقت الحالي فترة تصعيد عسكري بين الطرفين عندما قامت موسكو بتنفيذ أكبر هجوم عسكري ضد أوكرانيا منذ إندلاع الحرب،وقال زيلينسكي عن ذلك الهجوم من قوته بإنه أضاء السماء ليلا،ولم يغمض للأوكرانيين جفنا بسبب الضربات التي استمرت حتى 7 صباحا بالجمعة الماضي. وتواصل زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي ترامب خلال اتصال هاتفي مطالبا بالحصول على منظومة الباتريوت الأمريكي الدفاعية الصاروخية بينما عرض المستشار الألماني ميرتس دفع تكلفتها الباهظة حتى ترسلها واشنطن لكييف.


الجمهورية
منذ 2 ساعات
- الجمهورية
إسرائيل تدرس تعديلات "حماس" على اتفاق غزة.. وترسل وفداً للدوحة؟
تستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة، الأحد، لإجراء محادثات مكثفة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما أرسلت حماس ردا "إيجابياً"، لكنه تضمَّن "تعديلات" حول 3 قضايا، وهي تموضع القوات الإسرائيلية، ومسألة المساعدات، ووقف الحرب. وبدأ مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بمناقشة رد حماس، الجمعة والسبت، في جلسات متتالية، وسيرسل وفداً للتفاوض، الأحد، من أجل حسم الموضوعات محل الخلاف التي أثارتها الحركة. وفي حين ترجح التوقعات أن ترفض إسرائيل ملاحظات الحركة الفلسطينية، فإن هناك إمكانية للتوصل إلى هدنة مؤقتة، خصوصاً أن تل أبيب تصر على "بنود" في أي اتفاق تسمح لها باستئناف القتال في المستقبل. وستُجرى المفاوضات المرتقبة في الدوحة عشية لقاء في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيناقشان فيه وقف النار في غزة، وإطلاق أسرى إسرائيليين محتجزين في القطاع. من جانبه، قال مصدر إسرائيلي، إن حماس تريد لغة أوضح بشأن احتمال عدم الانتهاء من المفاوضات بشأن وقف النار الدائم بحلول نهاية الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً، وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل". وينص المقترح الأميركي المقدم إلى حماس على إمكانية تمديد وقف النار لما بعد مدة الـ60 يوماً، ما دام الطرفان يتفاوضان بحسن نية. لكن المصدر قال إن الحركة تريد إسقاط الشرط الأخير، لأنه بمثابة فرصة سيستغلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستئناف الحرب، كما فعل في مارس (آذار) الماضي، عندما خرق اتفاقا تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني) قبل دخول اتفاق وقف النار مرحلته الثانية. وقال المصدر إن حماس تريد أن ينص الاقتراح على أن تستمر المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق، وهو ما تعارضه إسرائيل خشية أن تماطل الحركة في المحادثات إلى أجل غير مسمى. أما تعديل حماس الآخر فيتعلق بالمساعدات التي تريد الحركة استئنافها بالكامل من خلال آليات تدعمها الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى، وليس فقط عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. والتعديل الثالث في رد حماس يتعلق بانسحاب القوات الإسرائيلية خلال الهدنة، حيث تطالب الحركة بأن يتراجع الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يسيطر عليها قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس، وذلك وفق ما أكدته مصادر لـصحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة 12 الإسرائيلية.