logo
الجبهة العربية الفلسطينية : الاحتلال يواصل مشروعه التهويدي باقتحام الاقصى اليوم

الجبهة العربية الفلسطينية : الاحتلال يواصل مشروعه التهويدي باقتحام الاقصى اليوم

شفا – في تصعيد وقح للعدوان على مقدساتنا الإسلامية، أقدم الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال المجرم إيتمار بن غفير، برفقة مجموعات من المستوطنين المتطرفين، على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، فيما يعرف بذكرى 'خراب الهيكل' المزعوم، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي وفرت الغطاء الكامل لانتهاك حرمة الأقصى، والاعتداء على المصلين والمقدسيين، ومنعهم من دخول البلدة القديمة في القدس المحتلة.
لقد تحولت ساحات المسجد الأقصى إلى ساحة استعراض عنصرية للمستوطنين، رفعوا خلالها أعلام الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية ورقصات استفزازية، في مشهد فج يعبر عن مشروع الاحتلال القائم على فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى بالقوة، ومحاولة تقويض الوجود العربي والإسلامي فيه، في إطار سياسة تهويد متسارعة تستغل الصمت الدولي المريب، والانقسام الفلسطيني الداخلي.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية، ندين بأشد العبارات هذا العدوان السافر على المسجد الأقصى المبارك، ونحذر من أن هذه الاقتحامات، التي بلغت اليوم 1251 مستوطناً، بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست من اليمين الفاشي، وعلى رأسهم بن غفير وعميت هاليفي، تمثل إعلان حرب على شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، وتكشف عن الوجه الحقيقي لحكومة الاحتلال التي تتبنى رسمياً سياسات التهويد والتطهير العرقي، وتسعى لفرض أمر واقع جديد في القدس، وخاصة في المسجد الأقصى.
إن الجبهة العربية الفلسطينية، إذ تؤكد أن المسجد الأقصى هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه، فإنها تدعو جماهير شعبنا في القدس وكل فلسطين إلى مواصلة الرباط والتصدي للمقتحمين، وتناشد الأمة العربية والإسلامية للتحرك العاجل على كافة المستويات لحماية الأقصى، ووقف هذا الانفلات الاستيطاني الرسمي، والعمل الجاد لتوفير الحماية الدولية لمقدساتنا وشعبنا تحت الاحتلال.
كما نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بوقف سياسة ازدواجية المعايير، والكف عن التواطؤ بالصمت، ومحاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم المتواصلة التي تنتهك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2334.
إن الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل عدوانه على قطاع غزة ويرتكب أبشع المجازر بحق المدنيين من قتل وتجوبع، ينقل عدوانه اليوم إلى قلب القدس الشريف، في محاولة يائسة لترميم أزماته الداخلية وحكومة التطرف التي يقودها نتنياهو، عبر تصدير الفاشية إلى المسجد الأقصى. لكننا على يقين بأن شعبنا سيبقى صامداً، وسينتصر مهما طال ليل الاحتلال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هدم الأقصى... حلم متطرف أم خطة قيد التنفيذ؟
هدم الأقصى... حلم متطرف أم خطة قيد التنفيذ؟

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين أون لاين

هدم الأقصى... حلم متطرف أم خطة قيد التنفيذ؟

يُمكن وصف العدوان على الأقصى بالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد" في 3/8/2025، بأنه "الأعنف والأشد قسوة" منذ بداية اقتحامات الأقصى، وقد تخلله أداء علنيّ للطقوس التوراتيّة، من قبل المستوطنين والسياسيين الإسرائيليين على حدّ سواء، وانتهاءً بالرقص والغناء وغيرها من مظاهر العدوان التي تتكرر مع كل اقتحامات مركزية للمسجد الأقصى، وفي خضّم هذا التحريض، نشر متطرفون صورة تُظهر آلات ضخمة تحيط بمصلى قبة الصخرة كُتب فوقها كلمة "قريبًا" في إشارة إلى العمل على هدم المسجد وبناء "المعبد" المزعوم، وفي هذا السياق نحاول في هذا المقال مناقشة قضية هدم الأقصى وهل يمضي الاحتلال قدمًا فيه، في ظل محاولته حسم مختلف الملفات الحالية، وعدم وجود أي ردود فعل حقيقيّة تقف في وجه الاحتلال وتوقفه. هدم الأقصى هدفٌ مركزيّ للمنظمات المتطرفة شهدت السنوات الماضية تصاعداً في نشاط "منظمات المعبد"، وهي الجهة القائمة على اقتحامات الأقصى وتعمل على حضّ جمهور المستوطنين على المشاركة في هذه الاقتحامات، وتصعيد العدوان على المسجد وعلى مكوناته البشرية، وتحمل "منظمات المعبد" هدفاً بعيد المدى يتمثل بهدم الأقصى كاملاً وإقامة "المعبد الثالث" مكانه، إلى جانب أهدافٍ مرحلية أُخرى تتمثل يتمثّل بتهويد المسجد، وفرض الوجود اليهوديّ داخله من خلال تكثيف اقتحاماته وخاصّة في الأعياد اليهوديّة. ولم يقف سلوك هذه المنظمات عند الأهداف فقط، بل عمل بعضهم على تحقيق فكرة هدم الأقصى أو أجزاء منه بالقوة، ففي عام 1984، كشفت شرطة الاحتلال مخططًا لأعضاء من منظمة "غوش إيمونيم" الاستيطانية، تستهدف تفجير مصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى عبر استخدام إحدى الحفريات أسفل المصلى، في محاولة من هؤلاء الأعضاء إلى إطلاق "حرب إقليميّة" تنتهي باستيلاء الاحتلال على الأقصى، إلا أن اعتقال عدد من أعضاء المنظمة، أشعل نقاشات حادة لدى مستويات الاحتلال المختلفة حول طبيعة هذه الحركة، وكان أحد أسباب تلاشيها، إلا أن مثل هذه الأفكار بقيت موجودة لدى قطاع واسع من المستوطنين. تحريضٌ مستمر على الهدم وعلى الرغم من أن الاستراتيجية الحالية لهذه المنظمات، تتركز على نقل كل الشعائر المرتبطة بـ"المعبد" إلى الأقصى، بالتوازي مع حشد المزيد من المستوطنين للمشاركة في اقتحام الأقصى، إلا أن التحريض على هدم المسجد لم يغب البتة، ففي استقراء هذه المطالبات التحريضيّة نجد جملةً من المحطات من بينها ما نشره رئيس "ائتلاف منظمات المعبد" حينها الحاخام يعقوب هايمن في 5/11/2021، فقد نشر صورةً على حسابه في فيسبوك، وهو بجانب مصلى قبة الصخرة، وأعلن عن حاجته إلى مهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني، وكتب الحاخام المتطرف "أبحث عن مهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني، وتقديم اقتراح لإزالة هذا المبنى ونقله إلى الخارج، نرجو أن نحظى قريبًا بافتتاح المعبد". وشهد العدوان على قطاع غزة تسخيرًا لفكرة "المعبد" وربطًا متزايدًا ما بين العدوان على الفلسطينيين والإبادة الجماعية، وما بين بناء "المعبد" المزعوم، في ربطٍ متزايد ما بين بنائه وتحقيق "الخلاص الإلهي"، فقد ربطت هذه المنظمات ما بين العدوان على غزة وبناء "المعبد" بل أشارت في العديد من المرات إلى أن تحقيق النصر في غزة سيوصل إلى هدم الأقصى وبناء "المعبد"، ومن أبرز هذه المحطات ففي 31/10/2023 نشرت "منظمات المعبد" تصميما يُظهر صورة لدبابات الاحتلال على أحد شواطئ غزة، وكأنها تسير قُدما نحو مجسم "المعبد"، وكتب عليها "قريبا في جبل المعبد"، وفي 24/2/2024 نشرت مواقع غربية مقطعًا للحاخام اليهودي إليشا ولفنسون يخاطب عددًا من مقتحمي المسجد الأقصى، ويقول لهم: "عندما تسقط غزة، يأتي الخلاص، وسيقام المعبد المقدس". وأضاف: إن الجنود الإسرائيليين "يقاتلون في غزة من أجل المعبد". هذه نماذج منتقاة من عشرات النماذج التي ربطت ما بين العدوان على غزة، وجنوب لبنان، وما بين تحقيق أسطورة بناء "المعبد"، وهو ما دفع عددًا من أذرع الاحتلال إلى الترويج إلى فكرة إحراق الأقصى أو تدميره باستخدام القوة، ومن أمثلة ذلك ما نشرته منظمة "أبناء جبل موريا" في نهاية شهر آب/أغسطس 2024 نشرت مقطعًا مصورًا يُظهر قصف المسجد الأقصى بصاروخ حربيّ، ومن ثم مراحل بناء "المعبد" مكانه، وفي 12/9/2024 نشرت مقطعًا مصورًا يُظهر حريقًا كبيرًا في المسجد الأقصى، حيث تأكل النيران مصلى قبة الصخرة، وأرفقته بعبارة "قريبًا في هذه الأيام". وأخيرًا المقطع المصور الذي تداولته حسابات المستوطنين، ويصور إحراق المسجد الأقصى وظهور "المعبد" مكانه، والصورة الأخيرة التي أشرنا إليها في مقدمة المقال، والتي نشرها المستوطنون بالتوازي مع اعتداءات ذكرى "خراب المعبد". بن غفير وأحلام بناء "المعبد" ولا شك بأن هناك رعاية سياسية للعدوان على الأقصى، وما يتصل بتأمين الاقتحامات وغيرها، ففي مساء 2/8/2025 قبل اقتحامات "خراب المعبد" شارك بن غفير في مسيرة المستوطنين التي انطلقت من شطر القدس الغربي وصولًا إلى حائط البراق، وفي سياق إجابته عن سؤال أحد الصحفيين، قال بن غفير بأنه يحلم ببناء "المعبد" وإعادة الاستيطان في غزة. وليست هذه المرة الأولى التي يُفصح فيها بن غفير عن هذه الأحلام، وبطبيعة الحال تمثل ما يريده جمهورٌ كبير من المستوطنين، وقد سبق هذا التصريح في 26/8/2024 عندما سُئل بن غفير في سياق حديثه لإذاعة محلية، إن كان يمانع بناء كنيس داخل المسجد الأقصى، فأكد بأنه لا يمانع ذلك أبدًا، وأشار مجددًا إلى أن سياسته "تتيح لليهود الصلاة هناك"، وما أشرنا إليها في مقالٍ سابق عن دوره المركزي في تثبيت الرقص والغناء بإشارة مباشرة منه. أخيرًا، وأمام استمرار العدوان على غزة، وكل فلسطين، ومع تصاعد حضور تيار الصهيونية الدينية وقدرته على التأثير في الأحداث الحالية، فإن المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى ستتصاعد من دون شك، ومع وجود محاذير أمنية من قبل المستوى الأمني الإسرائيلي تجاه تحقيق خطوات متصلة بهدم الأقصى، إلا أن السيناريو المرجح هو المضي قدما نحو استنساخ أنموذج المسجد الإبراهيمي في الخليل، وهو الأنموذج الذي يحقق أطماع الجماعات المتطرفة في هذه المرحلة، وخاصة تخصيص أجزاء من الأقصى ضمن استراتيجية التقسيم المكاني، تمهيدًا للخطوة التالية المتمثلة بهدم الأقصى -لا قدر الله-، وهو واقع تختبر أذرع الاحتلال ردود الفعل تجاهه، خاصة أمام حالة الغياب الفلسطيني والعربي والإسلامي عن التطورات، إن في غزة، أو في القدس والأقصى. ولا يمكن بحال من الأحوال التغاضي عن هذه المخاطر، خاصة أن أذرع الاحتلال لم تعد تخفي رغباتها في تصعيد العدوان على الأقصى، والوصول إلى النقطة التي تفرض عليه سيطرته بشكلٍ كامل، وإن لم يقوموا بهدمه، فإن إقامة "المعبد" معنويًا، وأداء الطقوس اليهوديّة داخل المسجد جزء رئيسي من مخططات الاحتلال لتحقيق الإحلال الديني، وهو المقدمة لأي هدمٍ معنويّ أو حقيقي لثالث المساجد في الإسلام، ولقبلة المسلمين الأولى. المصدر / فلسطين أون لاين

هذا هو أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى على الإطلاق
هذا هو أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى على الإطلاق

فلسطين أون لاين

timeمنذ 17 ساعات

  • فلسطين أون لاين

هذا هو أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى على الإطلاق

لا نبالغ إن قلنا إن يوم الأحد الثالث من أغسطس/ آب الجاري، كان أسوأ يوم يمر على المسجد الأقصى المبارك منذ احتلاله في السابع من يونيو/ حزيران 1967. فهذا اليوم شهد تغييرات جذرية غير مسبوقة في المسجد الأقصى، لم تكن متخيلة منذ احتلاله، وثبّتت واقعا جديدا أنهى الوضع القائم في المسجد واقعيا، ولا يمكن تصور وضع أو يوم أسوأ منه إلا فيما لو تمكن الاحتلال من تقسيم المسجد، أو بناء كنيس داخله، لا قدر الله. هذا اليوم شهد أكبر عدد من المقتحمين في يوم واحد في تاريخ المسجد الأقصى منذ الاحتلال، حيث اقتحمه 3969 مستوطنا حسب إحصاء دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس. وللمفارقة، فإن جماعات المعبد المتطرفة اعترضت على هذا العدد، حيث اعتبر المتطرف (أساف فريد) أن هذا العدد أكبر من عدد المقتحمين الحقيقي الذي سجله اتحاد منظمات المعبد، وهو 3527، أي بفارق حوالي 400 مستوطن. وفي الحقيقة فإن تعداد دائرة الأوقاف الإسلامية أكثر دقة؛ لأنها تحتسب المقتحمين جميعا بمن فيهم الذين يقتحمون المسجد باعتبارهم "سياحا"، لا من نشطاء جماعات المعبد المتطرفة فقط، كما تفعل هذه الجماعات. وهذا حق، لأن ما يسمى "السياحة" في المسجد الأقصى تتم منذ 2003 برعاية جيش الاحتلال دون أي موافقة أو ترتيب مع الأوقاف الإسلامية. لكن ما تمكنت جماعات المعبد المتطرفة من إنجازه في هذا اليوم لم يكن مقصورا على العدد الأكبر من المقتحمين في تاريخ الأقصى، بل تعداه إلى الكيفية التي جرى بها هذا الاقتحام؛ حيث حفل اليوم بأحداث في غاية الخطورة من المقتحمين؛ فقد استولوا على ساحات المسجد الأقصى المبارك بشكل كامل، واختاروا إقامة ما يسمى "صلاة شماع" التي تعتبر الصلاة الأساسية في الديانة اليهودية في ساحة المصلى المرواني، إلى جانب الجامع القِبلي لأول مرة في تاريخ الصراع أيضا. وأقيمت صلوات "بركات الكهنة" وصلاة الصباح والظهيرة في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك، والتي بات الاحتلال اليوم يعاملها باعتبارها كنيسا معنويا غير معلن، ويَمنع المسلمين من الصلاة فيها أو الاقتراب منها حتى في غير أوقات الاقتحامات. كما كررت جماعات المعبد المتطرفة في هذا اليوم المحاولات المحمومة لإدخال أدوات خاصة للصلاة وعلى رأسها لفائف التوراة، وقد نشر المتطرف (تومي نيساني) زعيم منظمة "بيدينو" المتطرفة صورة لنفسه، وهو يحمل لفائف التوراة الكبيرة ويدور بها في البلدة القديمة؛ احتجاجا على عدم تمكينه من إدخالها إلى المسجد الأقصى. وبادر بعض أعضاء هذه الجماعات إلى إدخال أداة "التيفلين" التي تلف على الأيدي والرؤوس وتستعمل للصلاة إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى أداء ما يسمى "السجود الملحمي" الجماعي. إلى جانب هذه النقاط المتعلقة بالشكل الديني للمناسبة، باعتبارها تتعلق بذكرى خراب المعبدين؛ الأول والثاني حسب الأسطورة الدينية، جنح المستوطنون إلى "قومنة" هذا اليوم الديني؛ أي صبغه بصبغة قومية، وهذا يجري للمرة الأولى، في مقابل حرصهم المسبق على صبغ المناسبات القومية بصبغة دينية. فقد لوحظ هذا العام رفع الأعلام الإسرائيلية بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، الأمر الذي يختص به في العادة ما يسمى "عيدَ الاستقلال" ذا الطابع القومي. إن وضعنا هذه العملية في سياق ما يتم خلال الأعياد القومية بالمقابل كما ذكرنا، فإننا نجد أنفسنا أمام عملية منظمة لخلط طبيعة المناسبات التي يحتفل بها المستوطنون في المسجد الأقصى، وصبغها بشكل موحد جديد "ديني- قومي". وهذا يهدف لجعل قضية السيطرة على المسجد مسألة لا تخص التيارات الدينية في إسرائيل فحسب، وإنما تجتذب حتى بعض أنصار التيارات القومية العلمانية التي تعتبر مسألة المعبد رمزية تاريخية قومية فقط. بمعنى آخر: نحن الآن أمام نقطة تحول تاريخية عملت فيها جماعات اليمين الإسرائيلي وتيار الصهيونية الدينية على تحويل الصراع على المسجد الأقصى ليشمل الكل الإسرائيلي بشقيه: المتدين والعلماني، الذي تجمعه قومية الدولة اليهودية حسب رؤية هذه الجماعات. وذلك بعد أن كان صراعا يبدو محدودا مع قسم صغير من تيار متدين في دولة الاحتلال، كانت تمثله جماعات المعبد المتطرفة المعزولة عن المجتمع والحكم، وبعيدا عن التدخل المباشر للمستوى السياسي في إسرائيل. هذا التحول الإستراتيجي في شكل الصراع مثّله حرص المقتحمين على أن يكون ممثلو المستوى السياسي الإسرائيلي موجودين على رأس كافة محطات الاقتحام؛ فوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قاد بنفسه عملية الاقتحام من ثلاث نقاط: بدأها بمنطقة باب القطانين مع المتدينين الحريديم، ثم انتقل لقيادة الاقتحام بل وقيادة صلاة جماعية داخل المسجد الأقصى، وختمها بالانتقال إلى أداء الصلوات في منطقة حائط البراق. وأما عضو الكنيست عن حزب الليكود، عميت هاليفي، وهو عراب مشروع تقسيم المسجد الأقصى الذي قدمه للكنيست قبل عملية طوفان الأقصى بثلاثة أشهر، فقد قاد عملية رفع الأعلام الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى، وذلك برفقة عضوة الكنيست السابقة عن حزب البيت اليهودي شولي موعلام التي قادت غناء النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتيكفا" في الأقصى. بينما قاد عضو الكنيست عن حزب الليكود أيضا أوشر شيكليم عملية السجود الملحمي داخل المسجد. هذا المستوى غير المسبوق من التداخل الإسرائيلي بين الرسمي والشعبي والقومي والديني في قضية المسجد الأقصى المبارك، يجعل أي حديث عن الوضع القائم في المسجد اليوم مجرد وهم. فمكتب بنيامين نتنياهو الذي اعتاد العبث بهذه القضية لم يتأخر في سخريته المعهودة بإصدار بيان بعد كل ما جرى في المسجد- برعاية المستوى السياسي- ليدعي أن إسرائيل "متمسكة بالحفاظ على الوضع القائم" في المسجد الأقصى. وهذا التصريح لم يعد اليوم أكثر من هراء لا يهدف إلا لذر الرماد في العيون، حيث يبدو واضحا أن تفسير مكتب نتنياهو لفكرة "الوضع القائم" يختلف عن المعنى القانوني لهذا التعبير، إذ يشير نتنياهو إلى أن فهمه للوضع القائم هو كل واقع جديد يفرضه الاحتلال في المسجد الأقصى، وبالتالي فلا معنى لادعاءات مكتبه بالحفاظ على الوضع القائم والتمسك به. لا ننسى هنا أن قراري السماح للمستوطنين بأداء الصلوات علنا في المسجد الأقصى عام 2024 ثم السماح بالرقص والغناء علنا في المسجد عام 2025، كلاهما صدرا عن الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها نتنياهو- ممثلةً بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير- فعن أي وضع قائم يتحدث مكتب رئيس الحكومة؟ هذا المنطق الإسرائيلي لا يمكن فهمه إلا في نطاق استخفاف نتنياهو بالمستوى الرسمي العربي والإسلامي الذي يهتم بالتصريحات كما يبدو أكثر مما يهتم بالوقائع على الأرض. وهذا أمر لم يعد مقبولا ولا مفهوما، إذ لا بد أن يكف المسؤولون العرب والمسلمون عن وضع الرؤوس في الرمال والادعاء أن ما يجري مجرد "سحابة صيف" يمينية متطرفة ستزول مع سقوط حكومة نتنياهو الحالية. أقصى اليمين المتطرف في إسرائيل بات يحكم الدولة بالكامل، وشكل الآن فيها دولة عميقة عبر التغييرات الجذرية التي قامت بها حكومة نتنياهو الحالية على مدى السنوات الثلاث الماضية، ولا سيما منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة. وينبغي أن نعلم أن المسجد الأقصى ليس بعيدا عن هذه التغييرات التي تستهدفه الآن بشكل مباشر، وقد بات الاحتلال يشعر بالراحة في تنفيذ هذه الأجندة؛ لأنه لا يجد أي مقاومة في المكان أو في الإقليم كاملا، وهو لا يخفي هذه الراحة. ففي السابع عشر من شهر يوليو/ تموز الماضي انتشر فيديو لعضو الكنيست السابق عن حزب "زيهوت" موشيه فيجلين، الذي أعتبره للحقيقة أوضح من يكشف نوايا الاحتلال وطبيعة نظرته للمسجد الأقصى دائما، حيث قال في كلمة له في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى: (إن أول من أدرك أننا انتصرنا في هذه الحرب- في المسجد الأقصى- هي الأوقاف الإسلامية). وأضاف: (قيل لنا على مدار سنوات إن صعودكم إلى جبل المعبد "المسجد الأقصى" سيشعل الشرق الأوسط، والواقع أنه كلما زاد صعودنا إلى المكان وأداء الصلوات بصوت مرتفع بالغناء والرقص، فإن الوضع في الأقصى يصبح بالنسبة لنا أكثر هدوءا، فلم ينفجر الشرق الأوسط ولم يحترق شيء). محصلة كل هذه الحقائق أن الاحتلال نجح في هذا اليوم في تسجيل محطة انتقالية مركزية في الصراع على المسجد الأقصى المبارك باتجاه فرض هوية يهودية موازية تماما للهوية الإسلامية للمسجد، بل وتسمو عليها في حالات الصراع، وذلك تمهيدا لإيجاد موطئ قدم دائم في المسجد الأقصى يكون بداية السيطرة الكاملة على المسجد، كما جرى في المسجد الإبراهيمي في الخليل. لن نمل من تكرار أن الحل الوحيد لهذه القضية يبدأ من التأزيم، وكلام فيجلين الذي نقلناه يؤكد هذه الحقيقة، فتأزيم الوضع في القدس شعبيا ورسميا على حد سواء هو الطريق الوحيد- وليس الأمثل فقط- ليشعر الاحتلال أن الاقتراب من الأقصى يجب أن يكون له ثمن مرتفع لا يستطيع دفعه. وإلا فإنه سيتقدم بسرعة غير مسبوقة مستغلا الحضيض الذي تعيشه المنطقة والإقليم إلى أبعد حد قبل أن نستيقظ من الصدمة على واقع جديد لا نحب حتى أن نتخيله، وعند ذلك لن ينفع الندم.

انسحاب وزراء حزب الله والحكومة اللبنانية تقر أهداف الخطة الأمريكية لنزع السلاح
انسحاب وزراء حزب الله والحكومة اللبنانية تقر أهداف الخطة الأمريكية لنزع السلاح

معا الاخبارية

timeمنذ 17 ساعات

  • معا الاخبارية

انسحاب وزراء حزب الله والحكومة اللبنانية تقر أهداف الخطة الأمريكية لنزع السلاح

بيت لحم معا- انسحب وزراء حزب الله وحلفاؤهم من حركة أمل من اجتماعٍ دراماتيكي للحكومة اللبنانية مساء الخميس ، عُقد لمناقشة خطة نزع سلاح حزب الله. وبعد دقائق، أعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها على الأهداف المذكورة في الخطة الأمريكية، مع تأجيل مناقشة مراحل تنفيذ نزع السلاح إلى حين قيام الجيش اللبناني بصياغة وتقديم خطة بهذا الشأن. ويقود الرئيس اللبناني جوزيف عون الآن، إلى جانب رئيس الوزراء الجديد نواف سلام، الخطوة التاريخية لنزع سلاح حزب الله. وأعلن عون، رئيس أركان الجيش اللبناني السابق، أن جميع الأسلحة يجب أن تكون تحت سيطرة الدولة، وأنه بهذه الطريقة فقط يمكن استعادة ثقة العالم في بلاده. وعلى هذه الخلفية، يتعرض لبنان لضغوط شديدة من الولايات المتحدة، التي قدم مبعوثها توماس باراك اقتراحًا في يونيو يطالب بنزع سلاح حزب الله - مقابل إنهاء الهجمات الإسرائيلية التي تستمر حتى بعد وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من النقاط الاستراتيجية الخمس على الحدود التي لم ينسحب منها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد، وتدفق أموال المساعدات لإعادة إعمار لبنان، الذي عانى من دمار هائل في الحرب. من جانبه ، يرفض حزب الله تسليم سلاحه ، وقد اكد أمينه العام، نعيم قاسم ، مرارًا وتكرارًا أن سلاح الحزب ضروري لصد "العدوان الإسرائيلي". أمس، وبعد قرار الحكومة السابق الصادر يوم الثلاثاء، والذي طُلب فيه من الجيش إعداد خطة لنزع سلاح الحزب اتهم حزب الله الحكومة بارتكاب "خطيئة جسيمة"، قائلًا: "هذا القرار ينتهك سيادة لبنان، ويمنح إسرائيل حرية التدخل في أمنه وأراضيه وسياساته ومستقبله. لذلك، سنتعامل مع هذا القرار كما لو لم يكن موجودًا". ووافق مجلس الوزراء على أهداف ورقة المبعوث الأميركي، توماس باراك، بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، بما فيها نزع سلاح حزب الله. وذكر وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، أن مجلس الوزراء وافق على أهداف ورقة المبعوث الأميركي، توماس باراك، بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مرقص عقب جلسة عامة لمجلس الوزراء عقدت في قصر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، شرق العاصمة بيروت، برئاسة الرئيس جوزيف عون. وقال مرقص، إن "مجلس الوزراء وافق على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأمريكية بشأن تثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية، عقب التعديلات التي طلبها المسؤولون اللبنانيون". وأضاف: "وافقنا على إنهاء الوجود المسلّح على كامل الأراضي، بما فيه حزب الله، ونشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية". ولفت مرقص، إلى أن "قرارات الحكومة تهدف إلى تثبيت الاستقرار وقيام الدولة وإعادة الاعمار". من جانبه، هنأ المبعوث الأميركي، توماس باراك، الخميس، السلطات اللبنانية بقرارها "التاريخي" بشأن نزع سلاح حزب الله، بعد تكليفها الجيش إعداد خطة لذلك، على ان تطبّق قبل نهاية العام، في خطوة رفضها الحزب بالمطلق. الورقة الأميركية، لتثبيت وقف إطلاق النار التي استلمناها من السفير توماس باراك"، وهي: 1- تنفيذ لبنان لوثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ"اتفاق الطائف"، والدستور اللبناني وقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمها القرار 1701، واتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادته بالكامل على جميع أراضيه، بهدف تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وتكريس السلطة الحصرية للدولة في اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وضمان حصر حيازة السلاح بيد الدولة وحدها في جميع أنحاء لبنان. 2- ضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية، بما في ذلك جميع الانتهاكات البرية والجوية والبحرية، من خلال خطوات منهجية تؤدي إلى حل دائم وشامل ومضمون. 3- الإنهاء التدريجي للوجود المسلح لجميع الجهات غير الحكومية، بما فيها "حزب الله"، في كافة الأراضي اللبنانية، جنوب الليطاني وشماله، مع تقديم الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. 4- نشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية والمواقع الداخلية الأساسية، مع الدعم المناسب له وللقوى الأمنية. 5- انسحاب إسرائيل من "النقاط الخمس"، وتسوية قضايا الحدود والأسرى بالوسائل الدبلوماسية، من خلال مفاوضات غير مباشرة. 6- عودة المدنيين في القرى والبلدات الحدودية إلى منازلهم وممتلكاتهم. 7- ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية، بما في ذلك الانتهاكات البرية والجوية والبحرية. 8- ترسيم دائم ومرئي للحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل. 9- ترسيم وتحديد دائم للحدود بين لبنان وسورية. 10- عقد مؤتمر اقتصادي تشارك فيه الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وغيرها من أصدقاء لبنان لدعم الاقتصاد اللبناني، وإعادة الإعمار ليعود لبنان بلدا مزدهرا وقابلا للحياة، وفق ما دعا اليه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store