
إيران تحت القصف.. العالم يحبس أنفاسه وإدانات واسعة للهجوم الإسرائيلي
تراقب العواصم العالمية مآلات التصعيد في المنطقة بعد الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، على مواقع متعددة في إيران، بينها منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ، كما اغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين في هجوم اليوم.
وأعربت العديد من دول العالم، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط عن إدانتها للهجوم، داعية لضبط النفس، ووقف التصعيد، في حين ما زالت العديد من الدول تلتزم الصمت.
وحذرت العديد من دول العالم من مخاطر الانزلاق نحو مستوى غير مسبوق من التصعيد، بينما صدرت مواقف غربية تؤكد تفهمها للهجوم الإسرائيلي، وتؤكد حق إيران في الدفاع عن نفسها.
ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجوم، واصفا إسرائيل بأنها "قطاع طرق" تسعى لجر العالم إلى كارثة.
وقال في منشور على منصة "إكس" إن "على الأسرة الدولية أن تضع حدا لسلوك قطاع الطرق الإسرائيلي الذي يستهدف الاستقرار العالمي والإقليمي".
وبدورها، حذرت وزارة الخارجية التركية من أن الهجمات ستؤدي إلى تصعيد خطير، مؤكدة أن إسرائيل ترفض الحلول الدبلوماسية.
قطر: تصعيد خطير يهدد الاستقرار
شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أنه بينما تعمل دول العالم لإيجاد حلول دبلوماسية تدمر تصرفات إسرائيل فرص السلام.
وأضاف أنه لا بد للمجتمع الدولي من إيقاف هذه التجاوزات الخطيرة قبل فوات الأوان.
كما أعربت وزارة الخارجية القطرية في بيان عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادة إيران وأمنها، وخرقا واضحا لقواعد ومبادئ القانون الدولي.
وعبرت قطر عن بالغ قلقها إزاء هذا التصعيد الخطير، الذي يأتي في سياق نمط متكرر من السياسات العدوانية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية.
وشددت على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية والأخلاقية لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية بشكل عاجل.
كما أكدت الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية أجرى اتصالات مع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وإيران.
إعلان
السعودية: ندين الاعتداءات الإسرائيلية السافرة
أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه إيران، قائلة إن تلك الاعتداءات تمس سيادة وأمن إيران، وتمثل انتهاكا ومخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
أكدت أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري.
وأكدت الخارجية السعودية أن وزيرها أجرى اتصالات مع نظرائه الإيراني والمصري والأردني لبحث تداعيات الهجوم.
سلطنة عمان: الهجوم يمثل سلوكا عدوانيا
عبرت سلطنة عمان عن أن الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل تصعيدا خطيرا ومتهورا، ويشكل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، كما يمثل سلوكا عدوانيا مرفوضا ومستمرا يقوض أسس الاستقرار في المنطقة".
وقالت "وإذ تحمّل سلطنة عمان إسرائيل المسؤولية عن هذا التصعيد وتداعياته، فإنها تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح وحازم لوقف هذا النهج الخطير، الذي يهدد بإقصاء الحلول الدبلوماسية وتقويض أمن واستقرار المنطقة".
الإمارات تدين وتعبر عن القلق
أدانت دولة الإمارات بأشد العبارات الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت له إيران.
وعبرت في بيان عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.
العراق يستنكر ويشكو لمجلس الأمن
أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن توقيت الاعتداء على إيران يكشف عن نية متعمدة للتصعيد وجر المنطقة إلى مواجهة أوسع بدلا من منعها.
وجدد السوداني الرفض القاطع لاستخدام أراضي العراق أو مجاله الجوي في تنفيذ أو تسهيل أي أعمال عدوانية ضد أي دولة مجاورة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن "جمهورية العراق قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أعربت فيها عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام الكيان الصهيوني بخرق الأجواء العراقية، واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة".
وأشار البيان إلى أن "الشكوى أكدت أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا صارخا لسيادة العراق، وتجاوزا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المبادئ المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
الأردن يدين ويرفض استخدام مجاله الجوي
أدان الأردن الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبره انتهاكا صارخا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وخروجا سافرا عن قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
أكدت وكالة الأنباء الأردنية تعليق حركة الطيران أمام جميع الطائرات الآتية والمغادرة والعابرة للمملكة مؤقتا، في ظل توقع هجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل.
كما أكدت الحكومة الأردنية أنها لن تسمح باستخدام مجالها الجوي ولن "يكون الأردن ساحة لأي صراع" بعد الضربات الإسرائيلية على إيران التي توقع ردا منها.
وكانت عشرات الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اعترضت في المجال الجوي الأردني.
مصر تعتبر الهجوم تصعيدا سافرا
أدانت مصر، الجمعة، العدوان الإسرائيلي على إيران، واعتبرته "تصعيدا إقليميا سافرا بالغ الخطورة".
أفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان بأنها تتابع "بقلق بالغ التطورات الحالية المتسارعة"، معتبرة العدوان الإسرائيلي على إيران "انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
ووصفت مصر الهجمات الإسرائيلية، بأنها "عمل غير مبرر سيؤدي إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة، ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم".
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشبكة "إيه بي سي" إن إدارته منحت الإيرانيين فرصة، ولم يستغلوها وتلقوا ضربة قاسية جدا، مؤكدا أن هناك المزيد في المستقبل.
وخلال حديثه مع الشبكة، وصف ترامب الهجوم على إيران "بالممتاز". وجوابا عن سؤال عن أي دور أميركي في الهجوم على إيران، قال "لا أريد الرد على ذلك".
كما قال ترامب "أعطينا إيران الفرصة تلو الأخرى للتوصل لاتفاق"، مضيفا أنه طلب من إيران إبرام صفقة، ولكن بغض النظر عن مدى محاولتهم ومدى اقترابهم لم يتمكنوا من إنجازها.
وقال يجب على إيران التوصل إلى اتفاق قبل أن يذهب كل شيء وإنقاذ ما كان عرف سابقا بالإمبراطورية الإيرانية، وفق تعبيره.
وفي تصريح آخر، أكد ترامب أن جيش بلاده لم يشارك بأي شكل في الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، مشددا على أنه لن يشارك أبدا في أي ضربات محتملة، وفق ما نقلته قناة فوكس نيوز.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إدارة ترامب اتخذت جميع الخطوات لحماية القوات الأميركية، مشيرا إلى تنسيق مستمر مع شركاء واشنطن الإقليميين.
الصين تعارض انتهاك سيادة إيران
أكدت الصين أنها تعارض انتهاك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وتعارض تفاقم التناقضات وتوسيع الصراعات وزيادة توتر الوضع الإقليمي بشكل مفاجئ.
ودعت جميع الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب المزيد من التصعيد للوضع المتوتر.
وأكدت الصين أنها مستعدة للقيام بدور بناء في تهدئة الوضع.
روسيا: الهجوم الإسرائيلي غير مقبول
نددت روسيا بالضربات الإسرائيلية على إيران ووصفتها بأنها "غير مقبولة" و"غير مبررة".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن "الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقا".
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن "روسيا قلقة وتدين التصعيد الحاد للتوتر".
وأكدت موسكو مجددا أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية في الملف النووي الإيراني إلا دبلوماسيا، ودعت الجانبين إلى ضبط النفس.
وأوصت السفارة الروسية في إسرائيل الروس بعدم السفر إليها.
فرنسا: لإسرائيل حق الدفاع عن النفس
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس نددت مرارا بالبرنامج النووي الإيراني، وأكدت أن لإسرائيل الحق في حماية نفسها.
وكتب ماكرون في منشور على منصة إكس يقول إنه تحدث مع عدد من قادة العالم، من بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، دون أن يوضح ما إذا كان قد تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي.
وأضاف "عبرنا مرارا عن قلقنا البالغ إزاء البرنامج النووي الإيراني، لا سيما في أحدث قرار اعتمدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأكد مجددا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم.
بلجيكا تعبر عن القلق
أعرب وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفوت على منصة إكس عن قلقه من أن يؤدي العدوان الإسرائيلي على إيران إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
وأضاف بريفوت أن بلاده تدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد بأي ثمن.
وفي إشارة إلى الجولة الجديدة من المحادثات النووية الأميركية الإيرانية المقررة في 15 يونيو/حزيران الجاري، قال بريفوت إنه ينبغي ألا تؤثر هذه التطورات العسكرية سلبا على الجهود الدبلوماسية.
ألمانيا تدعو لتجنب التصعيد
دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس الجانبين إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن التصعيد لا يخدم أحدا في المنطقة، وإنه يجب أن يكون الاستقرار في الشرق الأوسط هو الأولوية.
وأضاف نتواصل مع شركائنا لخفض التصعيد. والآن هو وقت ضبط النفس والهدوء والعودة إلى الدبلوماسية.
أستراليا تشعر بالقلق
أما وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانج، فقال إن بلاده تشعر بالقلق من التصعيد بين إسرائيل وإيران.
واعتبر أن هذا "يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا".
ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأفعال والتصريحات التي من شأنها أن تزيد من تفاقم التوترات.
وأضاف ندرك جميعا أن برنامج إيران النووي والصاروخي الباليستي يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، ونحث الأطراف على إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية.
اليابان تأسف لاستخدام القوة العسكرية
قال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إنه "في خضم الجهود الدبلوماسية الجارية، بما يشمل المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية، استخدام القوة العسكرية أمر مؤسف للغاية".
وأكد أن الحكومة تدين بشدة هذا الإجراء الذي يصعد الوضع.
قال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي إن إيران أخفقت منذ فترة طويلة في الوفاء بالتزاماتها للمجتمع الدولي وتطور برنامجها النووي، وفي الوقت ذاته لديها خطاب يهدف لتدمير دولة إسرائيل.
وأضاف شهدنا أنها نفذت مرتين هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة في العام ونصف العام المنصرمين على إسرائيل هي وحماس وحزب الله وتسعى لتدمير دولة إسرائيل.
وخلص إلى القول: "لذلك أتفهم بشكل كبير.. العمل العسكري للردع عن إنتاج قنبلة نووية في المنطقة".
الاتحاد الأوروبي يدعو لضبط النفس
دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتجنب الرد بالمثل في أعقاب العدوان الإسرائيلي على إيران الذي طال عدة أهداف بينها منشآت نووية.
ووصفت فون دير لاين في منشور على منصة إكس، الجمعة، الوضع في الشرق الأوسط بأنه مقلق جدا.
وأكدت أن الحل الدبلوماسي بات أكثر إلحاحا من أي وقت مضى من أجل استقرار المنطقة والأمن العالمي.
من جانبها، وصفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في منشور على منصة إكس، الوضع في الشرق الأوسط بأنه خطير.
ودعت كالاس الأطراف إلى التحلي بضبط النفس ومنع تصعيد التوتر، مشددة على استعدادها لدعم أي جهود دبلوماسية تهدف إلى خفض التوتر.
الناتو يدعو لخفض التصعيد
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن "هذا العمل جاء بشكل أحادي الجانب من إسرائيل. لذلك أعتقد أن من الضروري للكثير من الحلفاء بما في ذلك الولايات المتحدة العمل فورا على خفض التصعيد".
وكالة الطاقة الذرية تحذر
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إنه يدعو جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.
أكد أن أي عمل عسكري يعرض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر ينذر بعواقب وخيمة على شعب إيران والمنطقة وما هو أبعد من ذلك.
وأضاف أنه أبلغ "السلطات المعنية باستعدادي للسفر في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع وضمان السلامة والأمن ومنع الانتشار النووي في إيران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 33 دقائق
- الجزيرة
كيف أثرت رشقات إيران الست على الرأي العام في إسرائيل؟
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إن الهجوم الإيراني الواسع، الذي استهدف العمق الإسرائيلي خلال الليلة الماضية برشقات صاروخية متعددة، أحدث "تغييرا جذريا" في المزاج العام داخل إسرائيل، وخلق صدمة عميقة داخل المجتمع والنخبة السياسية والعسكرية على حد سواء. وأوضح شديد، في مداخلة عبر قناة الجزيرة، أن إسرائيل انتقلت خلال ساعات من حالة نشوة وغرور بعد الضربات التي وجهتها إلى طهران، إلى حالة من الذهول والارتباك مع توالي الصواريخ الإيرانية التي أصابت أهدافا حساسة ومراكز تعد رموزا لهيبة الدولة الإسرائيلية. وأشار إلى أن النقاش العام في إسرائيل خلال الساعات التي سبقت الرد الإيراني كان مفعما بالتفاخر بقدرة إسرائيل على الوصول إلى العمق الإيراني، وتنفيذ عمليات نوعية شملت اغتيال قادة بالحرس الثوري وتدمير مواقع إستراتيجية، دون أن تتعرض لرد مؤلم. لكن ومع حلول الليل، يضيف شديد، "انقلبت الصورة تماما"، وأصبح الحديث في الإعلام العبري يتركز على الفشل الأمني واهتزاز صورة إسرائيل وعجز منظوماتها الدفاعية عن التصدي لصواريخ دقيقة ضربت قواعد مركزية مثل " رمات ديفيد" و" نيفاتيم" و مجمع "الكرياه" الأمني. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن تنفيذ "عملية الوعد الصادق 3" بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، مستهدفا عشرات المواقع العسكرية، في أعنف رد إيراني مباشر على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الاحتلال العبرية. غير مسبوق وشدد شديد على أن الحدث غير مسبوق في ذاكرة الإسرائيليين، خاصة أن هذه المرة الأولى منذ عام 1948 التي يجد فيها الإسرائيليون أنفسهم محاصرين بالصواريخ في مدنهم، ويضطرون للتعامل مع قتلى تحت الأنقاض، ومصابين عالقين في المباني المنهارة. وتعرضت مدن مركزية مثل تل أبيب ورمات غان وريشون لتسيون لأضرار جسيمة، وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن تدمير 9 مبانٍ بشكل كامل في رمات غان وحدها، إضافة إلى تضرر مئات المباني الأخرى، ووقوع أضرار مباشرة في عدد من المركبات والبنى التحتية. وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن "دمارا غير مسبوق" لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى، وأجبرت سلطات البلدية على إجلاء مئات السكان، في حين أكدت الشرطة أنها تتعامل مع "مواقع سقوط متعددة" جراء القصف وسط استنفار واسع لقوات الإنقاذ. ولفت الباحث الفلسطيني إلى أن رمزية الضربات التي طالت عمق إسرائيل كانت قاسية نفسيا على الجمهور الإسرائيلي الذي لم يكن يتوقع هذا الكم من الدمار ولا دقة الصواريخ الإيرانية، التي قُدّر بعضها بأنه يحمل رؤوسا حربية تزيد عن 600 كيلوغرام. وقال إن المشهد الصباحي داخل المجتمع الإسرائيلي كان مشبعا بالهلع والارتباك، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام العبرية تحولت بالكامل لتغطية مشاهد المصابين وأخبار العالقين وتقييم حجم الخسائر، بدلا من خطاب القوة والردع الذي ساد أمس. وأشار إلى أن المتابع للنقاشات داخل أستوديوهات القنوات العبرية يلاحظ تغيرا جوهريا، إذ انتقل التركيز من خطاب النصر والردع إلى الحديث عن تفاصيل المصابين، والدمار في الشارع، والمباني التي انهارت، والأسَر التي شُرّدت، والانهيار المعنوي العام. وكانت "نجمة داود الحمراء" قد أفادت بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 90 مصابا، و3 قتلى، وأشارت إلى وجود عالقين تحت الأنقاض في مناطق مختلفة من تل أبيب ومحيطها، في حين أعلنت بلدية رمات غان أن نحو 100 شخص باتوا بلا مأوى. ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن 9 مناطق داخل إسرائيل تعرضت للقصف الإيراني، بينها تل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا، حيث سُجلت حالات هلع، وسمع دوي انفجارات متتالية، مع تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية في محاولة لصد الهجوم.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟
صنعاء – يثير الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران تساؤلات بشأن مدى حدوث تحول في المواجهة بين جماعة أنصار الله الحوثيين وإسرائيل، وسط ترجيحات بأن تخلق هذه التطورات تحولا في قواعد الاشتباك. فبعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عملية "الأسد الصاعد" وتنفيذ ما وصفها "بالضربة الافتتاحية" في قلب إيران، وما تلاها من هجمات شاركت بها 200 مقاتلة وضربت نحو 100 هدف في مناطق إيرانية مختلفة، أكد الحوثيون وقوفهم مع إيران "في حقها المشروع للرد على العدوان الإسرائيلي عليها". وشدد بيان صادر عن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين على أن "العربدة الإسرائيلية في المنطقة يجب أن تتوقف إلى الأبد"، معتبرا أن "العدوان السافر على إيران يأتي في سياق مواقفها المشرفة والداعمة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة". وكانت جماعة الحوثي قد توعّدت إسرائيل، مساء الثلاثاء الماضي، بضربات فعّالة وحيوية من اتجاهات مختلفة، وهو موقف أعلنته الجماعة للمرة الأولى، وذلك بعد ساعات من هجوم إسرائيلي على ميناء الحديدة غربي اليمن، تم فيه -للمرة الأولى- استخدام القوات البحرية بدلا من الطائرات الحربية. ومساء أمس الجمعة، ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بسلسلة هجمات صاروخية أوقعت قتيلين وعشرات الجرحى ودمارا غير مسبوق في تل أبيب. وعقب الرد الإيراني، يرى محللون أن جماعة الحوثيين ستصعّد عملياتها ضد إسرائيل بشكل أوسع، انتقاما من غارات تل أبيب على اليمن وإيران معا، وتعبيرا عن استمرار الموقف المساند لغزة ولمحور المقاومة بقيادة طهران. يقول عبد الله صبري -دبلوماسي بارز في وزارة الخارجية بصنعاء للجزيرة نت- إنه "من المبكر التنبؤ بآفاق الحرب الإيرانية الإسرائيلية المشتعلة، وإن كانت كل السيناريوهات مفتوحة". وعن الهجمات التي تشنها الجماعة من اليمن على الجانب الإسرائيلي قال صبري إنها "بلا شك مستمرة، وقد تشهد زخما أكبر، لكن في إطار دعم فلسطين وبهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة". كما اعتبر أن "القدرات العسكرية لإيران كبيرة ونوعية، وليست بحاجة إلى جبهة إسناد حاليا، خاصة إذا لم تتوسع الحرب وتشمل الولايات المتحدة الأميركية وقواعدها العسكرية في المنطقة". من جهته، قال القيادي البارز في جماعة أنصار الله حميد عاصم، في تعليق له على الهجوم الإسرائيلي على إيران، إن "صنعاء تقف مع طهران، وسط تنسيق مستمر بينهما ضمن محور المقاومة"، وأضاف أن "الشعب اليمني هو من يسند أهلنا في غزة، وأنصار الله مكون رئيسي في المجتمع الذي يقوده قائد الثورة"، قاصدا زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وفي حديثه للجزيرة نت، قال عاصم الذي سبق وأن كان عضوا في فريق الحوثيين للمفاوضات "نحن نقاتل إلى جانب أهلنا في غزة، التي تتعرض لحرب الإبادة التي لم يسبق لها مثيل، وتتعرض لعدوان النازية الصهيونية". وفيما يتعلق باحتمالية تغيير قواعد الاشتباك بين قوات أنصار الله وإسرائيل عقب الهجوم على إيران والرد الإيراني، أوضح عاصم "نحن نصعّد مراحل الاشتباك مع العدو الصهيوني بناءً على التصعيد الذي يقوم به، وبالنسبة لرد إيران هو لا شك كان قويا". وأضاف قائلا "نحن وإيران ضمن محور المقاومة ، ونُكنّ لها كل التقدير والاحترام، ونعلن وقوفنا إلى جانبها، وبالنسبة لتوسيع نطاق الاشتباك فهذا أمر متروك للجانب العسكري ولمتطلبات المعركة"، مؤكدا أن التنسيق بين صنعاء وطهران موجود وسيستمر، "والجانب العسكري هو من له الحق في الكلام عن ذلك"، حسب قوله. ونبّه عاصم إلى أنه "في حال اندلاع حرب إقليمية فسنقوم بما تتطلبه الحرب، سواء في البحار أو بإرسال الصواريخ الفرط صوتية"، مضيفا أن "الحرب اليوم حرب أميركية صهيونية، وأميركا هي المحرك الرئيسي للكيان الإسرائيلي، وترحيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعدوان الإسرائيلي دليل على ذلك". وختم القيادي عاصم حديثه بالقول إن "المعركة واحدة بيننا وبين محور الشر، ومواقفنا ثابتة ومعلنة أننا نقف إلى جانب أي دولة عربية أو إسلامية تتعرض لعدوان أميركي صهيوني". دور محوري ويرجّح خبراء أن يكون للحوثيين تحرك عسكري يعزز من رد إيران على الهجوم الإسرائيلي، خاصة أن الجماعة المتحالفة مع طهران ما زالت تمتلك أسلحة فعّالة تصل إلى تل أبيب. وفي السياق، يرى الباحث في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني أن جماعة الحوثيين سيكونون جزءا من الرد الإيراني على إسرائيل، التي بدورها سترد عليهم بالمستوى الحالي نفسه وبضربات نوعية وأهداف علنية، وربما قد تؤجل التعامل الخشن مع الجماعة اليمنية إلى وقت لاحق". وأضاف الجبرني، للجزيرة نت، أن إيران قد نقلت تقنية صواريخ متقدمة للحوثيين خلال الفترة الماضية، تحسبا لهذا اليوم الذي تعرضت فيه للهجوم الإسرائيلي، ورجّح أن يكون للجماعة دور فعال في الرد على إسرائيل، قائلا "بما أن الحوثيين هم آخر المخالب في شبكة المحور الإيراني فمن المؤكد أن يكون لهم دور محوري". كما يتوقع الجبرني أن يستهدف الحوثيون قواعد إسرائيلية على ضفاف البحر الأحمر، وأن يرفعوا مستوى الاستهداف بالصواريخ الباليستية نحو إسرائيل من حيث الكمية والنوع. ارتباط بإيران بدوره، يرى الكاتب السياسي اليمني يعقوب العتواني أن طبيعة ومستوى الرد الحوثي على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران مرتبط بشكل مباشر بمدى التصعيد الذي تختاره طهران. ويوضح العتواني، للجزيرة نت، أن إيران كانت في السابق تميل إلى تفويض مهمة الرد لحلفائها، وعلى رأسهم الحوثيون، الذين ازدادت أهميتهم بعد إضعاف حزب الله، ويرجع ذلك -حسب قوله- إلى أن هذا التكتيك يمنح طهران هامشا للحفاظ على نوع من الردع، دون الانجرار إلى حرب شاملة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. ومع ذلك، يشير الكاتب اليمني إلى تغير في المنظور الإسرائيلي، إذ تنظر حكومة نتنياهو إلى عمليات الحوثيين على أنها فعل إيراني بالدرجة الأولى. ويخلص العتواني إلى أن "الحوثيين سيشاركون في الرد على إسرائيل بلا شك، لكن التساؤل الجوهري يبقى إلى أي مدى ستكون هذه المساهمة مختلفة عن مستوى العمليات التي يشنونها حاليا ضد الاحتلال؟" ليختم بقوله إن "الجواب في طهران".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيران: تواطؤ أميركا بالضربات الصهيونية لا شك فيه
اتهمت إيران الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية عليها، فيما نفت واشنطن الاتهامات وحثت طهران على المسارعة إلى إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي. وقالت الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، إنه "لا يمكن لأحد أن يتصور أن الكيان الصهيوني ارتكب مثل هذه الجريمة دون إذن واشنطن". وأضافت أن "الكيان الصهيوني تجاوز جميع خطوطنا الحمر عبر ارتكابه هذه الجريمة"، وأنه "تمنى جر الأطراف الغربية للمأزق ونجح بالتأثير على المسار الدبلوماسي". وأكدت الوزارة أن "الطرف المقابل جعل الحوار بلا معنى، وبالتزامن يسمح لإسرائيل باستهدافنا". وفي وقت سابق، اتهم السفير الإيراني بالأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إسرائيل بالسعي إلى "قتل الدبلوماسية وتخريب المفاوضات وجر المنطقة إلى صراع واسع"، مؤكدا أن تواطؤ واشنطن "لا شك فيه". وقال إيرواني خلال جلسة لمجلس الأمن"على من يدعم هذا النظام (الإسرائيلي)، وفي طليعتهم الولايات المتحدة، أن يدركوا أنهم متواطئون… فبدعمهم هذه الجرائم وتمكينها يتحملون كامل المسؤولية عن العواقب". في المقابل، قال نظيره الإسرائيلي داني دانون خلال الجلسة إن إيران كانت "تستعد للحرب" قبل أن تشن إسرائيل هجماتها. وتشن إسرائيل منذ الجمعة سلسلة ضربات غير مسبوقة على إيران استهدفت مواقع نووية وعسكرية وأحياء سكنية وأسفرت عن مقتل العشرات بينهم قادة عسكريون كبار وعلماء نوويون. وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من هجمات إسرائيلية "أكثر عنفا" إذا لم تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وكان من المقرر عقد الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران غدا الأحد في سلطنة عمان، لكن لم يتضح إن كانت ستعقد بعد الهجوم الإسرائيلي.