logo
كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟

كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟

الجزيرةمنذ 13 ساعات

صنعاء – يثير الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران تساؤلات بشأن مدى حدوث تحول في المواجهة بين جماعة أنصار الله الحوثيين وإسرائيل، وسط ترجيحات بأن تخلق هذه التطورات تحولا في قواعد الاشتباك.
فبعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عملية "الأسد الصاعد" وتنفيذ ما وصفها "بالضربة الافتتاحية" في قلب إيران، وما تلاها من هجمات شاركت بها 200 مقاتلة وضربت نحو 100 هدف في مناطق إيرانية مختلفة، أكد الحوثيون وقوفهم مع إيران "في حقها المشروع للرد على العدوان الإسرائيلي عليها".
وشدد بيان صادر عن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين على أن "العربدة الإسرائيلية في المنطقة يجب أن تتوقف إلى الأبد"، معتبرا أن "العدوان السافر على إيران يأتي في سياق مواقفها المشرفة والداعمة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة".
وكانت جماعة الحوثي قد توعّدت إسرائيل، مساء الثلاثاء الماضي، بضربات فعّالة وحيوية من اتجاهات مختلفة، وهو موقف أعلنته الجماعة للمرة الأولى، وذلك بعد ساعات من هجوم إسرائيلي على ميناء الحديدة غربي اليمن، تم فيه -للمرة الأولى- استخدام القوات البحرية بدلا من الطائرات الحربية.
ومساء أمس الجمعة، ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بسلسلة هجمات صاروخية أوقعت قتيلين وعشرات الجرحى ودمارا غير مسبوق في تل أبيب.
وعقب الرد الإيراني، يرى محللون أن جماعة الحوثيين ستصعّد عملياتها ضد إسرائيل بشكل أوسع، انتقاما من غارات تل أبيب على اليمن وإيران معا، وتعبيرا عن استمرار الموقف المساند لغزة ولمحور المقاومة بقيادة طهران.
يقول عبد الله صبري -دبلوماسي بارز في وزارة الخارجية بصنعاء للجزيرة نت- إنه "من المبكر التنبؤ بآفاق الحرب الإيرانية الإسرائيلية المشتعلة، وإن كانت كل السيناريوهات مفتوحة".
وعن الهجمات التي تشنها الجماعة من اليمن على الجانب الإسرائيلي قال صبري إنها "بلا شك مستمرة، وقد تشهد زخما أكبر، لكن في إطار دعم فلسطين وبهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة".
كما اعتبر أن "القدرات العسكرية لإيران كبيرة ونوعية، وليست بحاجة إلى جبهة إسناد حاليا، خاصة إذا لم تتوسع الحرب وتشمل الولايات المتحدة الأميركية وقواعدها العسكرية في المنطقة".
من جهته، قال القيادي البارز في جماعة أنصار الله حميد عاصم، في تعليق له على الهجوم الإسرائيلي على إيران، إن "صنعاء تقف مع طهران، وسط تنسيق مستمر بينهما ضمن محور المقاومة"، وأضاف أن "الشعب اليمني هو من يسند أهلنا في غزة، وأنصار الله مكون رئيسي في المجتمع الذي يقوده قائد الثورة"، قاصدا زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال عاصم الذي سبق وأن كان عضوا في فريق الحوثيين للمفاوضات "نحن نقاتل إلى جانب أهلنا في غزة، التي تتعرض لحرب الإبادة التي لم يسبق لها مثيل، وتتعرض لعدوان النازية الصهيونية".
وفيما يتعلق باحتمالية تغيير قواعد الاشتباك بين قوات أنصار الله وإسرائيل عقب الهجوم على إيران والرد الإيراني، أوضح عاصم "نحن نصعّد مراحل الاشتباك مع العدو الصهيوني بناءً على التصعيد الذي يقوم به، وبالنسبة لرد إيران هو لا شك كان قويا".
وأضاف قائلا "نحن وإيران ضمن محور المقاومة ، ونُكنّ لها كل التقدير والاحترام، ونعلن وقوفنا إلى جانبها، وبالنسبة لتوسيع نطاق الاشتباك فهذا أمر متروك للجانب العسكري ولمتطلبات المعركة"، مؤكدا أن التنسيق بين صنعاء وطهران موجود وسيستمر، "والجانب العسكري هو من له الحق في الكلام عن ذلك"، حسب قوله.
ونبّه عاصم إلى أنه "في حال اندلاع حرب إقليمية فسنقوم بما تتطلبه الحرب، سواء في البحار أو بإرسال الصواريخ الفرط صوتية"، مضيفا أن "الحرب اليوم حرب أميركية صهيونية، وأميركا هي المحرك الرئيسي للكيان الإسرائيلي، وترحيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعدوان الإسرائيلي دليل على ذلك".
وختم القيادي عاصم حديثه بالقول إن "المعركة واحدة بيننا وبين محور الشر، ومواقفنا ثابتة ومعلنة أننا نقف إلى جانب أي دولة عربية أو إسلامية تتعرض لعدوان أميركي صهيوني".
دور محوري
ويرجّح خبراء أن يكون للحوثيين تحرك عسكري يعزز من رد إيران على الهجوم الإسرائيلي، خاصة أن الجماعة المتحالفة مع طهران ما زالت تمتلك أسلحة فعّالة تصل إلى تل أبيب.
وفي السياق، يرى الباحث في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني أن جماعة الحوثيين سيكونون جزءا من الرد الإيراني على إسرائيل، التي بدورها سترد عليهم بالمستوى الحالي نفسه وبضربات نوعية وأهداف علنية، وربما قد تؤجل التعامل الخشن مع الجماعة اليمنية إلى وقت لاحق".
وأضاف الجبرني، للجزيرة نت، أن إيران قد نقلت تقنية صواريخ متقدمة للحوثيين خلال الفترة الماضية، تحسبا لهذا اليوم الذي تعرضت فيه للهجوم الإسرائيلي، ورجّح أن يكون للجماعة دور فعال في الرد على إسرائيل، قائلا "بما أن الحوثيين هم آخر المخالب في شبكة المحور الإيراني فمن المؤكد أن يكون لهم دور محوري".
كما يتوقع الجبرني أن يستهدف الحوثيون قواعد إسرائيلية على ضفاف البحر الأحمر، وأن يرفعوا مستوى الاستهداف بالصواريخ الباليستية نحو إسرائيل من حيث الكمية والنوع.
ارتباط بإيران
بدوره، يرى الكاتب السياسي اليمني يعقوب العتواني أن طبيعة ومستوى الرد الحوثي على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران مرتبط بشكل مباشر بمدى التصعيد الذي تختاره طهران.
ويوضح العتواني، للجزيرة نت، أن إيران كانت في السابق تميل إلى تفويض مهمة الرد لحلفائها، وعلى رأسهم الحوثيون، الذين ازدادت أهميتهم بعد إضعاف حزب الله، ويرجع ذلك -حسب قوله- إلى أن هذا التكتيك يمنح طهران هامشا للحفاظ على نوع من الردع، دون الانجرار إلى حرب شاملة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
ومع ذلك، يشير الكاتب اليمني إلى تغير في المنظور الإسرائيلي، إذ تنظر حكومة نتنياهو إلى عمليات الحوثيين على أنها فعل إيراني بالدرجة الأولى.
ويخلص العتواني إلى أن "الحوثيين سيشاركون في الرد على إسرائيل بلا شك، لكن التساؤل الجوهري يبقى إلى أي مدى ستكون هذه المساهمة مختلفة عن مستوى العمليات التي يشنونها حاليا ضد الاحتلال؟" ليختم بقوله إن "الجواب في طهران".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تبدأ هجوما جديدا على إسرائيل
إيران تبدأ هجوما جديدا على إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 20 دقائق

  • الجزيرة

إيران تبدأ هجوما جديدا على إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء اليوم السبت إنه رصد إطلاق صواريخ من إيران، وذلك بعد يوم من دفعات صاروخية استهدفت مناطق مختلفة وخلفت قتلى وجرحى ودمارا كبيرا شمل تل أبيب. وأضاف الجيش الإسرائيلي بأن منظومات الدفاع الجوي التابعة له تعمل على اعتراض الصواريخ، وطلب من الإسرائيليين دخول المناطق المحمية حتى إشعار آخر. من جانبها ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران أطلقت موجة جديدة من الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل.

نشاط دبلوماسي دولي لاحتواء المواجهة بين إسرائيل وإيران
نشاط دبلوماسي دولي لاحتواء المواجهة بين إسرائيل وإيران

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

نشاط دبلوماسي دولي لاحتواء المواجهة بين إسرائيل وإيران

سيطرت المواجهة العسكرية المتصاعدة بين إيران وإسرائيل على فحوى الاتصالات المكثفة التي أجراها زعماء ودبلوماسيون في محاولة لوقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن ملف طهران النووي. وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران. ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن "التصعيد الخطر في الشرق الأوسط كان بطبيعة الحال في صلب النقاش في الاتصال بين الرئيسين". وقال كبير مستشاري الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف إن بوتين ندد خلال الاتصال مع ترامب بالهجمات الإسرائيلية على إيران وأن الزعيمين لم يستبعدا العودة إلى المناقشات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن الرئيسين تحدثا لمدة 50 دقيقة تقريبا وتطرقا لملف حرب أوكرانيا، واصفا المكالمة الهاتفية بأنها جادة ومفيدة. تركيا والسعودية وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، مع ولي العهد السعودي الأمير ، التطورات الجارية بين إيران وإسرائيل. وقال مكتب الرئيس التركي في بيان إن أردوغان أكد خلال الاتصال بأن الهجوم على إيران أظهر أن إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تُشكل أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط، وأن على تل أبيب وقف الهجمات الإسرائيلية لتخفيف التوتر، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل النزاع النووي إلا بالمفاوضات. وجاء في البيان أن أردوغان قال أيضا إن أي حرب مدمرة محتملة ربما تتسبب في حدوث موجات من الهجرة غير الشرعية إلى جميع دول المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه تم التأكيد خلال الاتصال بين أردوغان وابن سلمان على ضرورة بذل كافة الجهود لخفض التصعيد وضبط النفس، وأهمية العودة للحوار وحل الخلافات كافة بالوسائل الدبلوماسية. مصر وتركيا كما بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، هاتفيا اليوم السبت، الأوضاع الإقليمية والتصعيد الجاري في المنطقة. وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من أردوغان، حيث شدد الرئيسان على أن هذا النهج التصعيدي يمكن أن تترتب عليه تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ. وأشار الرئيسان، وفق ما أفاد به المتحدث، إلى أن التصعيد في المنطقة يهدد بانزلاق الشرق الأوسط بأكمله إلى حالة من الفوضى العارمة ستتحمل عواقبها كافة الدول دون استثناء. وشدد السيسي وأردوغان على "ضرورة الوقف الفوري للأعمال العسكرية والعودة إلى المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة عمانية باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل سلمي للأزمة الجارية". الإمارات-فرنسا-إيطاليا وبحث رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، السبت، خلال اتصالين هاتفيين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني ، تداعيات المواجهة بين إيران وإسرائيل. وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أنه جرى أثناء الاتصالين "بحث التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الأمن والاستقرار الإقليميين". إعلان وأضافت أنه أثناء الاتصالين تم "التشديد على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود لخفض التصعيد في المنطقة وحل الخلافات من خلال الوسائل الدبلوماسية بما يحفظ أمن المنطقة واستقرارها". روسيا والصين في سياق متصل، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الإيراني عباس عراقجي في مكالمة هاتفية اليوم السبت أن موسكو تندد باستخدام إسرائيل للقوة ضد إيران، وأكد استعدادها للمساعدة في تهدئة الوضع في الشرق الأوسط. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن موسكو مستعدة لمواصلة العمل على حل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وذكر البيان الروسي أن لافروف عبر عن تعازيه لعراقجي في الإيرانيين الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية. في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الإيراني عباس عراقجي السبت دعم بلاده لطهران في "الدفاع عن حقوقها المشروعة"، في حين أبلغ نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في اتصال آخر بمعارضة بكين للهجوم على إيران. وأوردت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن وانغ أبلغ عراقجي بأن الصين، التي تقيم علاقات وثيقة مع إيران، ستدعم طهران "في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة وضمان سلامة شعبها". ومنذ فجر أمس تشن إسرائيل هجمات عنيفة على إيران، قائلة إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بهدف منع طهران من صنع سلاح نووي. وقد ردت طهران بدورها بإطلاق 6 دفعات صاروخية كبيرة أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين على الأقل وإصابة 172 آخرين، وإحداث دمار في تل أبيب وصفه إسرائيليون بغير المسبوق.

كالكاليست يحذّر من سيناريو كارثي لاقتصاد إسرائيل بظل الحرب مع إيران وغزة
كالكاليست يحذّر من سيناريو كارثي لاقتصاد إسرائيل بظل الحرب مع إيران وغزة

الجزيرة

timeمنذ 37 دقائق

  • الجزيرة

كالكاليست يحذّر من سيناريو كارثي لاقتصاد إسرائيل بظل الحرب مع إيران وغزة

رسم موقع كالكاليست الاقتصادي العبري في تحليل مطوّل واحدًا من أكثر السيناريوهات قتامة للاقتصاد الإسرائيلي، محذرًا من أن استمرار المواجهة العسكرية المفتوحة مع إيران ، وترافقها مع مشروع سياسي وأمني داخلي لاحتلال قطاع غزة ، قد يدفع الدولة العبرية إلى نقطة انهيار مالي واقتصادي حرجة لم تعرفها منذ تأسيسها. حرب استنزاف قد تسحق الاقتصاد ويُذكّر التقرير في بدايته بأن التهديد الإيراني ظل حاضرًا في معادلات الاقتصاد والسياسة الإسرائيلية منذ 46 عامًا، لكنه تحوّل في العقود الأخيرة إلى العامل الجيوسياسي الأبرز الذي يحدد حجم المخاطر التي تواجه الاقتصاد الإسرائيلي، وينعكس مباشرة على ما يُعرف "بعلاوة المخاطر" التي تُستخدم لتحديد كلفة الاقتراض و تصنيف إسرائيل الائتماني في الأسواق العالمية. وبينما يُطرح في الخطاب الرسمي سيناريو "التفاؤل" باحتمال القضاء على التهديد الإيراني، يحذّر كالكاليست من أن السيناريو الواقعي المرجّح هو الحرب الممتدة على غرار الحرب الإيرانية العراقية، وهو ما يعني -بحسب التقرير- استمرار نزيف الموارد، وتصاعد الإنفاق الدفاعي، وتآكل الثقة الدولية بالاقتصاد الإسرائيلي. تصنيف ائتماني في خطر التقرير يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية استنفدت جميع احتياطاتها المالية بالفعل، وأن العجز المعلن (4.9%) لا يعكس الحقيقة الكاملة، لأن الحرب الحالية مع إيران لم تُدرج أصلًا ضمن موازنة الدولة. بل يصف العجز المعلن بأنه "وهم مالي"، نظرًا للواقع الأمني المتفجر وعدم وجود خطة مالية واضحة لتغطية نفقات الحرب. إعلان ويحذّر المحلل الاقتصادي أدرين فيلوت، كاتب التقرير، من أن استمرار العمليات العسكرية يعني بالضرورة زيادة العجز المالي وتوسّع الدين العام، وهو ما قد يؤدي إلى خفض إضافي للتصنيف الائتماني لإسرائيل، وسيجعل من الاقتراض من الأسواق الدولية مهمة معقّدة وباهظة الكلفة. نفقات الأمن تبتلع الموازنة ويشير التقرير إلى أن الحرب القائمة تستنزف الإنفاق العام، وأنه لا يمكن تخفيض ميزانية الأمن في ظل مشروع السيطرة على غزة، ومن ثم ستُفرض على الحكومة قرارات تقشف قاسية في مجالات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. ويضيف "حتى في الظروف الطبيعية، كانت إسرائيل تنفق على الخدمات المدنية أقل بـ3 إلى 4 نقاط مئوية من متوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي ، وإذا فُرض عليها تخفيض إضافي للإنفاق، فسنكون أمام انهيار اجتماعي متدرج". عزلة دولية وبيئة طاردة ويُذكّر كالكاليست بأن عزلة إسرائيل السياسية آخذة بالتصاعد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن أي تصعيد إضافي في غزة سيُعمّق هذه العزلة، ويجعل من إسرائيل سوقًا غير جذابة للمستثمرين الدوليين، خاصة أن العالم ينظر إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية بوصفها حكومة يمين متطرف تفتقر إلى الشرعية الدولية وتُعرّض المنطقة لانفجار دائم. النمو الاقتصادي تحت الخطر وفي ظل هذه المعطيات، يرى التقرير أن نمو الناتج المحلي الإسرائيلي سيبقى ضعيفًا وغير مستقر، وأن أي تحسّن مؤقت في الإيرادات الضريبية كما حدث مطلع العام الجاري لا يُعتدّ به على المدى البعيد، بل قد يكون مجرد أثر لحظي لنشاط استثنائي، لن يصمد أمام الموجة المرتقبة من التراجع. ويؤكد التقرير أن الحكومة قد تجد نفسها مضطرة إلى رفع الضرائب في وقت قريب جدا، وذلك يُنذر بضغط مزدوج على القطاع الخاص والمستهلكين، في وقت تتآكل فيه الثقة وتزيد كلفة المعيشة بسبب حالة الطوارئ المستمرة. مصير غامض والنقطة المفصلية في التقرير هي تحذير مباشر من أن إصرار حكومة بنيامين نتنياهو – سموتريتش على فرض احتلال عسكري طويل لقطاع غزة سيجعل أي آمال بتحسين المؤشرات الاقتصادية مجرد "أحلام بعيدة". فتكاليف الاحتلال -بحسب التقرير- هي في جوهرها نفقات أمنية ضخمة ومستمرة، لن تسمح بتقليص الموازنة، ولن تتيح للدَّين أن يتراجع، ولن تسهم في استقرار أسعار الفائدة أو معدلات الاستثمار. ويختتم كالكاليست تحليله برسالة شديدة اللهجة: "إذا استمرت الحكومة في تطبيق رؤى إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في ما يخص غزة، فإن الانهيار المالي ليس مجرد احتمال… بل مسار فعلي بدأ يتشكّل أمام أعيننا عبر القنوات المالية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store