وفد من الكونغرس في دمشق: مقاربة جديدة للعلاقات الثنائية
وصل عضوا الكونغرس الأميركي، الجمهوريان كوري ميلز (عن ولاية فلوريدا)، ومارلين ستاتزمان (عن ولاية إنديانا)، صباح اليوم الجمعة، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام المخلوع بشار الأسد.
وتحمل هذه الخطوة السياسية مؤشرات مبكرة على تغيّر المزاج داخل بعض أوساط الحزب الجمهوري تجاه مستقبل العلاقة مع سوريا.
ونُظّمت الزيارة بدعوة وتمويل من "منظمة التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار" (SAAPP)، ولا تحمل صفة رسمية من الحكومة الأميركية، لكنها جرت بترتيب مباشر مع جهات في الإدارة الأميركية التي طلبت لاحقاً من الوفد تقديم إحاطة مفصّلة بعد عودته لتقييم الوضع الميداني وإمكانية تخفيف العقوبات تدريجياً.
زيارة مستقلة تحمل رسالة سياسية
وأوضح جورج اصطيفو، العضو في "التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار" والمرافق للوفد الزائر، في تصريح لـ"المدن"، أن الزيارة تمثّل محاولة لفتح قناة تواصل مع الحكومة السورية الجديدة، وتندرج ضمن مقاربة جديدة تعتمدها المجموعة.
وقال اصطيفو إن "المجموعة التي نظّمت هذه الزيارة هي نفسها التي عملت طويلاً على دعم قانون قيصر بهدف محاسبة نظام الأسد على الجرائم التي ارتكبها. لكن بعد سقوط النظام في كانون الأول 2024، أعدنا تنظيم جهودنا، وأصبح هدفنا اليوم هو رفع العقوبات تدريجياً، بدءاً من قانون قيصر، ثم العقوبات الأخرى التي تعود بجذورها إلى العام 1979".
وأكد أن المجموعة تعمل على رفع العقوبات بشكل تدريجي وتسعى إلى توسيع الاستثناءات التي منحتها واشنطن لمناطق الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، لتشمل مناطق أوسع من البلاد، بالإضافة إلى إعادة تفعيل الاستثناءات الإنسانية المؤقتة التي فُعلت عقب زلزال فبراير/شباط 2023.
وأضاف: "نحن نتحرك في ظل غياب أي نقاش أميركي جدي حول رفع كامل للعقوبات، لذا نركّز حالياً على التخفيف التدريجي والمنهجي للعقوبات، مع إعطاء الأولوية لقانون قيصر لما له من أثر مباشر على الحياة الاقتصادية والمعيشية للسوريين".
وأشار إلى أن التحالف أجرى خلال الأشهر الماضية لقاءات مع مسؤولين في الكونغرس، ووزارة الخارجية، والبيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، وتمكن من إقناع النائبين كوري ميلز ومارلين ستاتزمان بزيارة دمشق على مسؤوليتهما الشخصية، بعد رفض الحكومة الأميركية السماح بأي زيارة رسمية لوفود من الكونغرس.
لقاء مع الرئيس أحمد الشرع
وعقد الوفد الأميركي اجتماعاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول لقاء رسمي بين وفد من الكونغرس والإدارة السورية الجديدة، بمشاركة وزير الخارجية أسعد الشيباني.
وضم الاجتماع الأول النائب كوري ميلز، والدكتور طارق نعيمو، وعليا نطفجي، وعبد الحميد العاقل، والدكتورة ريم البزم، فيما سيلتقي باقي أعضاء الوفد غداً مع الرئيس الشرع.
وتناول اللقاء ملفات تتعلق بمصير العقوبات الأميركية، وآليات إعادة الإعمار، والدبلوماسية الإقليمية، وسط تأكيد دمشق على رغبتها في علاقات متوازنة مع واشنطن من دون وصاية أو تدخل خارجي.
ميلز: دعونا نجعل سوريا عظيمة مجدداً
وقال النائب كوري ميلز، وهو عضو في لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في الكونغرس، في تسجيل مصور من الطائرة: "يشرفنا أن نكون هنا. نتطلع إلى سوريا حرة وديمقراطية تبني علاقات اقتصادية وتجارية مع الولايات المتحدة. وكما نعمل على جعل أميركا عظيمة مجدداً، دعونا نجعل سوريا عظيمة مجدداً أيضاً".
جولة ميدانية: دمار جوبر وصيدنايا في الذاكرة
وزار الوفد حي جوبر في ريف دمشق، أحد أكثر المناطق تضرراً خلال الحرب، حيث عبّر أعضاء الوفد عن ذهولهم من حجم الدمار، واصفين المشهد بأنه "فظيع" و"يفوق التصور".
ويتضمن البرنامج زيارة مرتقبة إلى سجن صيدنايا، الذي ارتبط بفظائع حقوقية ارتكبها نظام الأسد، حيث يُتوقع أن يطلع الوفد على واقع المعتقلات السابقة وأثرها على مستقبل المصالحة الوطنية.
البطريرك أفرام الثاني يرفض الحماية
وزار الوفد كنيسة السريان الأرثوذكس في باب توما بدمشق، حيث التقى البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، في حضور المطران مار يوسف بالي، في لقاء حمل بعداً لاهوتياً وسياسياً واضحاً.
وفي كلمة ألقاها أمام الوفد، قال البطريرك أفرام الثاني، إن "الشعب السوري بجميع أطيافه يريد رفع العقوبات ورؤية بلده يزدهر. نحن لا نحتاج إلى حماية خارجية كمسيحيين. نعيش معاً كسوريين أولاً، ومسيحيين ثانياً، ونريد احترام كل السوريين واحترام ثقافتهم". وأضاف: "نرفض كلياً التصريحات التي أطلقها نائب الرئيس الأميركي دانس عن حماية المسيحيين. هذه الرؤية لا تمثلنا ولا تعكس واقعنا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ يوم واحد
- القناة الثالثة والعشرون
وزير المالية السوري: رفع العقوبات الأميركية يخدم إعادة الإعمار
أكد وزير المالية السوري، محمد يسر برنية، اليوم السبت، أن رفع العقوبات الأميركية عن بلاده يخدم إعادة الإعمار، وتحديث البنية التحتية، وفتح المجال أمام عودة الاستثمارات، وفق ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية. وأوضح برنية أن فترة التجميد المُعلنة هي الحد الأقصى الذي يمكن أن تتخذه الإدارة التنفيذية الأميركية دون العودة إلى الكونغرس، مشيراً إلى أن العمل جارٍ حالياً من أجل إلغاء القانون بشكل نهائي عبر تشريع من الكونغرس الأميركي. كما أشار الوزير إلى أن هذه الخطوة "تفتح الباب واسعاً أمامنا للعمل الجاد لإعادة بناء سوريا والتخلص من القيود التي كبّلت الاقتصاد السوري لسنوات"، متوقعاً صدور "أخبار مفرحة أخرى في القريب العاجل". وختم برنية تصريحه برسالة تفاؤل قائلاً: "تفاءلوا بسوريا ومستقبلها". في موازاة ذلك، أعربت سوريا، اليوم السبت، عن ترحيبها "بالقرار الصادر عن الحكومة الأميركية القاضي برفع العقوبات التي فرضت على سوريا وشعبها لسنوات طويلة، والذي ينص على إصدار إعفاء من العقوبات الإلزامية بموجب قانون قيصر". وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان عبر منصة "إكس" إن دمشق تعتبر القرار "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد". كما أكدت الوزارة أن "سوريا تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب، وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة". ومنحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، إعفاءات شاملة لسوريا من العقوبات في خطوة أولى كبيرة صوب تحقيق تعهد ترامب بإنهاء العقوبات المفروضة منذ نصف قرن على سوريا التي عصفت بها حرب أهلية استمرت 13 عاما. ورغم الإعفاءات الواسعة، تستطيع الإدارة أن تعكسها. تشجيع استثمارات جديدة ويقول السوريون إنهم يحتاجون إلى إغاثة دائمة لتأمين عشرات المليارات من الدولارات في الاستثمارات اللازمة لإعادة البناء بعد الصراع الذي قسم البلاد، وشرد أو قتل ملايين الأشخاص، وخلف وراءه آلاف المقاتلين الأجانب. من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، اليوم السبت، عن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قوله، إن الحكومة الأميركية بدأت تعليق العقوبات على سوريا، في محاولة لتشجيع استثمارات جديدة ودعم مسار البلاد نحو تحقيق سلام واستقرار. وأضاف بيسنت، أمس الجمعة، بالتوقيت المحلي "كما تعهد الرئيس (دونالد) ترامب، فإن وزارتي الخزانة والخارجية تنفذان تفويضات لتشجيع الاستثمارات الجديدة في سوريا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المدن
منذ يوم واحد
- المدن
"حماس" تندد بتصريحات فاين: تحريض صريح على الإبادة الجماعية
وصفت حركة "حماس"، دعوة النائب الجمهوري الأميركي راندي فاين إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووي، بأنها "جريمة مكتملة الأركان وتحريض صريح على الإبادة الجماعية"، مؤكدة أن هذه التصريحات "تعكس عنصرية فاشية تحكم عقل بعض الساسة الأميركيين". انتهاك صارخ للقانون الدولي وفي بيان رسمي، قالت الحركة، إن "هذه الدعوة المتطرفة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتحريضاً علنياً على استخدام أسلحة دمار شامل ضد أكثر من مليوني مدني في غزة"، داعية الإدارة الأميركية والكونغرس إلى التنديد الفوري بالتصريحات، التي عدّتها "استمراراً لتحول الكونغرس إلى منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها، لا سيما بعد استقباله مجرم الحرب بنيامين نتنياهو". وأكدت الحركة أن "مثل هذه الدعوات الوحشية لن تضعف عزيمة شعبنا الفلسطيني ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه". وكان عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية فلوريدا راندي فاين، قد دعا خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إلى التعامل مع غزة كما تعاملت الولايات المتحدة مع اليابان في الحرب العالمية الثانية، عبر قصفها بالقنابل النووية لتحقيق "استسلام غير مشروط". ووصف فاين القضية الفلسطينية بأنها "شر مطلق"، مضيفاً: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض مع النازيين ولا مع اليابانيين، بل استخدمنا القنابل النووية مرتين وهذا ما ينبغي أن يحدث هنا أيضاً". وجاءت تصريحاته رداً على سؤال بشأن جدوى مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في غزة، على خلفية حادثة إطلاق نار في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، والتي أسفرت عن مقتل اثنين من موظفيها. إدانة غير رسمية أميركية من جهته، أدان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR) بشدة تصريحات فاين، واصفاً إياها بأنها "تحريض على الإبادة الجماعية"، داعياً الكونغرس إلى "إبعاده من جميع اللجان والكتل البرلمانية". وقال المجلس في بيان، إن "تصريح فاين يُمثل أحد أخطر التصريحات وأكثرها إهانة للإنسانية من قبل عضو حالي في الكونغرس، ويُعرض حياة المسلمين الأميركيين والفلسطينيين للخطر المباشر". وكان فاين قد فاز بالمقعد النيابي في انتخابات خاصة بولاية فلوريدا مطلع نيسان/أبريل الماضي، ويُعرف بدعمه الشديد للصهيونية، كما أثار جدلاً خلال حملته الانتخابية بعد مهاجمته خصمه الديمقراطي جوش ويل بسبب ديانته الإسلامية، واصفاً إياه بـ"الجهادي".

القناة الثالثة والعشرون
منذ يوم واحد
- القناة الثالثة والعشرون
"مكالمة لم تكتمل".. ترامب يحرج عضوي كونغرس (فيديو)
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في المكتب البيضاوي، وورود اتصالين هاتفيين على جواله، وكيف تعامل معهما، وفق شبكة "سي إن إن". ويكشف ترامب في مقطع الفيديو المتداول أن الاتصالين وردا من عضوين من الكونغرس، يريدان تهنئته، قبل أن يغلق الجوال رافضا الاتصال. وكتب أحد المدونين: "لا يُمكن اختلاق هذا. ما إن انتقد ترامب شركة أبل لتصنيعها هواتف في الخارج، حتى بدأ هاتفه يرن ويصدر صوت أزيز. ثم بدا وكأنه يُمرر إصبعه للرد على المكالمة بشكل خاطئ قبل أن يُغلقها، قائلاً إنه عضو في الكونغرس. احمرّ وجهه بسرعة لدرجة أنني أتساءل من هو هذا العضو حقًا". وجاء مقطع الفيديو المتداول على هامش توقيع ترامب عددا من الأوامر الرئاسية التنفيذية، الجمعة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات، بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيث. وكان الرئيس الأمريكي وقع عددا من الأوامر الرئاسية التنفيذية، بينها أمر بإصلاح هيئة التنظيم النووي الأمريكية، وإصلاح اختبار المفاعلات النووية في وزارة الطاقة، وتنشيط القاعدة الصناعية النووية. يذكر أن هذه الأنباء تأتي بعد أيام قليلة على الضجة التي أثارها ترامب بأسلوب استقباله رئيس جنوب أفريقيا والوفد المرافق له، عارضا عليهم لقطات بمقطع فيديو يحمل مزاعم "إبادة جماعية"، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News