logo
مهاجم سلمان رشدي صاحب "آيات شيطانية" يحاكم اليوم في الولايات المتحدة

مهاجم سلمان رشدي صاحب "آيات شيطانية" يحاكم اليوم في الولايات المتحدة

الوسط١١-٠٢-٢٠٢٥

AFP
تبدأ الثلاثاء في نيويورك محاكمة الشاب الأمريكي من أصول لبنانية هادي مطر، المتهم بمحاولة قتل الكاتب الأمريكي البريطاني سلمان رشدي طعناً في أغسطس/ آب 2022.
وسيحاكم مطر في محكمة مقاطعة تشوتاوكوا حيث ستتوجه وسائل الإعلام العالمية إلى بلدة مايفيل الصغيرة لمتابعة القضية.
وعقب اختيار هيئة المحلفين في محكمة مقاطعة تشوتاوكوا، بدأ المدّعون العامّون في إطلاع هيئة المحلفين الاثنين على تفاصيل تسلل مطر إلى المكان الذي كان رشدي يلقي فيه محاضرة، قبل أن ينقض على مؤلف "آيات شيطانية"، ويفقده البصر في إحدى عينيه.
ويُحاكم مطر (27 عاماً)، وهو أمريكي من أصول لبنانية بتهمة الشروع في القتل والاعتداء، على خلفية الهجوم الذي وقع في تجمع فني في غرب ولاية نيويورك، كما يواجه محاكمة منفصلة بتهمة "الإرهاب باسم حزب الله" في محكمة فيدرالية.
وكان مطر دفع أمام المحاكم المحلية ببراءته من تهمتَي "محاولة القتل" و"الاعتداء"، وهو يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدة 25 عاماً.
ومن المتوقع أن يركز المدّعون على آليات الهجوم ومقاطع الفيديو الوفيرة وأدلّة شهود العيان، بدلاً من الدافع الإيديولوجي لمطر، حسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وأصبح مطر ملاحقاً على المستوى الفدرالي بثلاث تهم بينها "دعم منظمة إرهابية أجنبية"، وفق وثيقة قضائية صادرة بتاريخ 17 يوليو/ تموز أعلنتها المحكمة الفدرالية لغرب ولاية نيويورك.
AFP
الموقوف أصبح ملاحقاً على المستوى الفدرالي بثلاث تهم
تفاصيل الهجوم
في مستهل ندوة أدبية على ضفاف البحيرات العظمى غرب ولاية نيويورك على الحدود مع كندا، تعرّض رشدي، المولود في الهند، للطعن على يد مطر بنحو عشر مرات في العنق والوجه والبطن، قبل أن تتم السيطرة على المهاجم.
وبعد فترة علاج مطوّلة، فقد سلمان رشدي البالغ 77 عاماً النظر في إحدى عينيه.
وكان رشدي قد أثار موجة من الغضب في العالم الإسلامي بعد صدور كتابه "آيات شيطانية" في العام 1988، التي أصدر على إثرها مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله الخميني فتوى بهدر دمه في 14 فبراير/ شباط 1989.
واضطُر رشدي عقبها إلى التواري تحت حراسة أمنية والانتقال من مخبأ إلى مخبأ.
وبعدما عاش في مدينة نيويورك لأكثر من 20 عاماً وحصل على الجنسية الأمريكية، استعاد حرية الحركة في السنوات الأخيرة، حتى أنه قال إنه بدأ يشعر بالأمان مجدداً في الولايات المتحدة، وذلك قبل الهجوم عليه في صيف 2022.
أمّا طهران، فقد نفت أي تورط لها في الهجوم. وقالت إن رشدي يتحمل مسؤولية الحادث.
وبعد أيام قليلة من الأحداث، أجرت صحيفة نيويورك بوست مقابلة مع هادي مطر من سجنه أقر فيها بأنه "فوجئ" بنجاة سلمان رشدي. ولم يقل ما إذا كان قد استلهم من الفتوى التي أصدرها الخميني، لكنه أشار إلى أنه "لم يكن يحبه" وانتقده لأنه "هاجم الإسلام".
وبحسب والدته التي تحدثت لموقع "ديلي ميل"، فإنه عاد "متغيراً" وأكثر تديناً بعد رحلة قام بها عام 2018 إلى لبنان.
ويقول مراسلنا كسرى ناجي، إنه أول من نبه سلمان رشدي، عن طريق وكيله الأدبي، إلى الفتوى الصادرة ضده في طهران في الرابع عشر من فبراير/شباط 1989.
ويوضح أنه فور سماعه إعلان الفتوى على إذاعة طهران، اتصل بوكيل رشدي، على أمل الحصول على رد فعل. لكنه لم يرد قط وسرعان ما اختبأ.
وجاء في الفتوى، وفق ناجي، "لقد حكم آية الله الخميني على رشدي، إلى جانب ناشريه ومحرريه، بالموت.. أدعو كل المسلمين إلى قتلهم دون تأخير".
وبصفتي منتجاً مبتدئاً في بي بي سي الفارسية في لندن، كنت أتابع نشرة الأخبار اليومية في إذاعة طهران الحكومية.
يؤكد أن إيران شهدت احتجاجات ضد كتاب آيات شيطانية، وأنها كانت المرة الأولى التي تستهدف فيها إيران مؤلفاً أجنبياً.
وحاول الدبلوماسيون الإيرانيون التقليل من شأن الفتوى، ولكن رجال الدين لم يلغوها أبداً. آية الله علي خامنئي، قال "الفتوى تشبه السهم الذي انطلق من القوس، سوف يصيب هدفه عاجلاً أم آجلاً".
"تركته يسحقني"
والعام الماضي، نشر رشدي مذكرات بعنوان "السكين" روى فيها تجربته مع محاولة قتله.
وكتب رشدي في مذكراته "لماذا لم أقاتل؟ لماذا لم أركض؟ وقفت هناك فقط … وتركته يسحقني".
وتابع "لم أشعر بأن الأمر درامي أو فظيع بشكل خاص. لقد شعرت فقط أنه محتمل.. أمر واقع".
وأوضح رشدي في مذكراته أن الهجوم لم يغير وجهة نظره بشأن أشهر أعماله. بل أكد أنه "فخور بالعمل الذي أنجزه، وهذا يشمل إلى حد كبير رواية آيات شيطانية".
ونشر رشدي المولود في بومباي في يونيو/ حزيران 1947، روايته الأولى "غريموس" في عام 1975، وحصل على جائزة بوكر العريقة في العام 1981 عن رواية "أطفال منتصف الليل" التي تتناول مسيرة الهند من الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال والانقسام.
"آيات شيطانية"
ورفعت محكمة هندية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الحظر الذي كان يمنع بموجبه نشر كتاب "آيات شيطانية" لسلمان رشدي منذ صدوره.
وبعد أقلّ من شهر من صدور "آيات شيطانية"، منع رئيس الوزراء الهندي آنذاك راجيف غاندي بيعه في البلد، عشيّة انتخابات كان يسعى فيها إلى استقطاب أصوات الأقلّية المسلمة.
ولم يُطرح يوماً كتاب "آيات شيطانية" للبيع في مكاتب الهند، وفق وكالة فرانس برس.
وغير أن محكمة نيودلهي رفعت الحظر الذي كان يطال الكتاب بعد قضّية أحالها إليها قارئ يرغب في مطالعته.
ومن دون التطرّق إلى الأسباب، خلص القضاة إلى أن أيّاً من الطرفين لم يتسنّ له تقديم نسخة عن بلاغ الحظر. وقالوا في قرارهم "ليس لنا خيار سوى الافتراض أن البلاغ ليس موجوداً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أعنف هجوم منذ الهدنة.. غارات إسرائيلية مكثفة تهز جنوب لبنان
أعنف هجوم منذ الهدنة.. غارات إسرائيلية مكثفة تهز جنوب لبنان

عين ليبيا

timeمنذ يوم واحد

  • عين ليبيا

أعنف هجوم منذ الهدنة.. غارات إسرائيلية مكثفة تهز جنوب لبنان

نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، غارات جوية مكثفة على عدة بلدات في جنوب لبنان، في هجوم وصفته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأنه 'الأعنف' منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع 'حزب الله'. وقالت الوكالة إن الغارات استهدفت محيط بلدة الصوانة، ومنطقة العزية القريبة من بلدة القلية، بالإضافة إلى جرد بلدة بوداي ومنطقة وادي حسن عند أطراف بلدة مجدل زون. كما شملت الضربات ثلاث غارات على مناطق المحمودية، وسجد، ومرتفعات جبل الريحان في منطقة جزين، بحسب الوكالة الوطنية. في الوقت نفسه، أفادت مصادر محلية وناشطون أن الغارات امتدت لتطال بلدتي ياطر ودير انطار. وحتى الآن، لم تصدر تقارير عن خسائر بشرية أو مادية، فيما تتواصل عمليات الرصد والمتابعة في المنطقة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن 'استهداف موقع عسكري احتوى على منصات صاروخية ووسائل قتالية لحزب الله في منطقة البقاع بعد أن تم رصد أنشطة لحزب الله داخل الموقع'. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه تمت كذلك 'مهاجمة بنى تحتية إرهابية، ومنصات قذائف، وصواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان'.

بريطانيا تتهم مغني راب إيرلنديًا بتأييد «حزب الله»
بريطانيا تتهم مغني راب إيرلنديًا بتأييد «حزب الله»

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

بريطانيا تتهم مغني راب إيرلنديًا بتأييد «حزب الله»

أعلنت شرطة لندن أن ليام أوهانا، أحد أعضاء فرقة الراب الإيرلندية الشمالية «نيكاب»، اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعدما لوح بعلم «حزب الله» خلال حفلة موسيقية في لندن في نوفمبر الفائت. وأوضح بيان للشرطة أن المغني، وخلال حفلة موسيقية في قاعة «او 2» O2 في لندن، «رفع علما، بطريقة أو في ظل ظروف تثير شكوكا منطقية بأنه من مؤيدي منظمة محظورة هي حزب الله»، وهذه جريمة بموجب قانون الإرهاب للعام 2000، وفق وكالة فرانس برس. ومن المقرر أن يمثل ليام أوهانا، واسمه الفني مو شارا في فرقة «نيكاب»، أمام المحكمة في لندن بتاريخ 18 يونيو. وتعرضت الفرقة التي تضم ثلاثة أعضاء متحدرين من بلفاست، والمعروفة بمواقفها المؤيدة للفلسطينيين، لانتقادات شديدة منذ اتهامها للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب «إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني» في غزة، خلال مهرجان «كواتشيلا» في كاليفورنيا. «هيا يا حماس! هيا يا حزب الله!» ومُذاك، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو من حفلات كثيرة لها، تظهر مثلا أحد أعضاء الفرقة وهو يصرخ «هيا يا حماس! هيا يا حزب الله!». ومطلع مايو، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب أنها تحقق في العديد من مقاطع الفيديو، مشيرة إلى «وجود أسباب كافية للتحقيق في جرائم محتملة». وأكد مغنو الراب من جهتهم أنهم «لا يدعمون حماس أو حزب الله ولم يدعموهما مطلقا». وقالوا على منصة إكس الخميس «نحن نرفض هذا الاتهام وسندافع عن أنفسنا بكل قوة 14 ألف طفل على وشك الموت جوعا في غزة والتركيز يقع علينا مجددا». وفي الأسابيع الأخيرة، استُبعدت الفرقة من مهرجان في جنوب إنكلترا، وأُلغيت حفلات كثيرة لها كانت مرتقبة خلال سبتمبر في ألمانيا. وضغط مجلس نواب اليهود البريطانيين على منظمي مهرجان «غلاستونبري» البريطاني الشهير لإلغاء حفلة لـ«نيكاب» كانت مقررة في نهاية يونيو. ومطلع مايو، وقع عدد كبير من الأسماء البارزة في القطاع الموسيقي، من أمثال «بالب» و«فونتين دي سي» و«ماسيف أتاك»، رسالة دعم لفرقة "نيكاب»، معتبرين أن أعضاءها الثلاثة يتعرضون لـ«قمع سياسي» و«محاولة واضحة ومنسقة للرقابة وإلغاء حفلات».

جنوب لبنان تحت النار مجدداً.. غارة إسرائيلية تقتل مدنياً وتصعيد يهدد المنطقة
جنوب لبنان تحت النار مجدداً.. غارة إسرائيلية تقتل مدنياً وتصعيد يهدد المنطقة

عين ليبيا

timeمنذ 3 أيام

  • عين ليبيا

جنوب لبنان تحت النار مجدداً.. غارة إسرائيلية تقتل مدنياً وتصعيد يهدد المنطقة

قُتل شخص، اليوم الأربعاء، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة عين بعال بقضاء صور، جنوبي لبنان، وفق ما أكدته وزارة الصحة اللبنانية عبر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في بيان نُشر صباحاً على منصة 'إكس'. ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من التصعيدات الميدانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، مقتل أحد عناصر قوة 'الرضوان' التابعة لـ'حزب الله' في بلدة حولا الجنوبية، كما أصيب جندي لبناني، الأحد الماضي، نتيجة استهدافه من قبل القوات الإسرائيلية عند حاجز بيت ياحون – بنت جبيل. وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية توتراً مستمراً منذ اندلاع المواجهات بين 'حزب الله' وإسرائيل في أكتوبر 2023، رغم سريان وقف إطلاق النار غير المعلن، وتواصل إسرائيل شن غارات متفرقة على ما تصفها بأهداف تابعة لـ'حزب الله'، بينما يرد الأخير بهجمات صاروخية تطال مواقع عسكرية ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة. ورغم الالتزامات الدولية بوقف التصعيد، أبقى الجيش الإسرائيلي قواته في 'منطقة عازلة' داخل الأراضي اللبنانية، تشمل خمس نقاط مراقبة على امتداد الحدود، بزعم حماية مستوطنات الشمال، متراجعاً بذلك عن الانسحاب الكامل الذي كان من المفترض أن يتم وفق ما أُعلن عقب المواجهات. ووفق إحصاءات غير رسمية، أسفرت الغارات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد عن مقتل أكثر من 300 عنصر من حزب الله، إلى جانب ما لا يقل عن 70 مدنياً لبنانياً، بينهم نساء وأطفال، كما سقط عدد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين نتيجة القصف من الجانب اللبناني، وسط تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع في حال استمرار التصعيد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store