
سفينة مادلين لم تصل إلى غزة لكنها فضحت التواطؤ الغربي في الإبادة.. ولهذا السبب ستخسر إسرائيل في النهاية
لندن- 'القدس العربي': قال المعلق في صحيفة 'الغارديان' أوين جونز إن شجاعة قافلة كسر الحصار والناشطة غريتا ثونبرغ لا يمكن مقارنتها بتواطؤ الحكومات الغربية في ما يجري بغزة من إبادة.
وقدم في بداية مقالته مقاربة بسيطة قال فيها 'تخيّل هذا: خلال عطلة نهاية الأسبوع، قررت بريطانيا، التي صدمها حجم المعاناة في غزة، أن تتجاوز الأعراف والمؤسسات الدولية، وأن تستخدم أسطولها البحري لتوصيل الغذاء وحليب الأطفال والإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها إلى موانئ قطاع غزة'.
عام 2012، نشرت 'هآرتس' وثيقة قدّر فيها مسؤولون حكوميون الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للإنسان كي لا يموت جوعاً. وكان الهدف: جعل حياة سكان غزة بائسة دون إثارة غضب عالمي
ولم يحدث هذا بالطبع، كما يقول جونز، فبدلاً من ذلك تُرك الأمر للنشطاء على متن سفينة مادلين، بمن فيهم غريتا ثونبرغ، للقيام بمحاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على المساعدات وزيادة الوعي بـ 'أزمة مجاعة' وشيكة.
وفي الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، صعد جنود إسرائيليون على متن السفينة، بزعم أنها كانت في المياه الدولية، ونقلوا الطاقم إلى الموانئ الإسرائيلية، تحضيراً لإعادتهم إلى أوطانهم، وهو ما فعلته إسرائيل صباح الثلاثاء.
وقال محامو النشطاء إن هذا تجاوز من جانب القوات الإسرائيلية، لكن يجب على الطاقم اعتبار معاملتهم خفيفة، مقارنة بعام 2010، حيث اقتحم الجيش الإسرائيلي أسطول مساعدات آخر، وقتل 10 نشطاء في هذه العملية.
ويشير الكاتب إلى أنه، ومنذ أن خرجت الأنباء عن تسيير قافلة كسر الحصار، انطلقت آلة الدعاية الإسرائيلية بكل ما لديها من عزم وطاقة لتشويه تحالف أسطول الحرية، واصفة سفينة مادلين بأنها 'يخت سيلفي'، وهو ما ردّدته وسائل الإعلام الغربية. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية بلا خجل: 'هناك طرق لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وهي لا تتضمن صور سيلفي على إنستغرام'. مع أن إسرائيل تعرف كل شيء عن هذه الطرق، لأنها عرقلتها بشكل منهجي. وتجدر الإشارة إلى أن تحالف أسطول الحرية، الذي جهّز وسيّر سفينة مادلين، أُطلق عام 2010، أي قبل 13 عاماً من 7 تشرين الأول/أكتوبر، فالحصار المفروض على حركة البضائع والأشخاص من وإلى غزة قائم منذ ما يقرب من عقدين.
وكما قال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت: 'الفكرة هي فرض حمية غذائية على الفلسطينيين، لا جعلهم يموتون جوعاً'.
وفي عام 2012، نشرت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية وثيقة رسمية مسرّبة، قدّر فيها مسؤولون حكوميون الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للإنسان كي لا يموت جوعاً. وكان الهدف هو: جعل حياة سكان غزة بائسة دون إثارة غضب عالمي من خلال تجويع جماعي.
وقبل عام من 7 تشرين الأول/أكتوبر، حذّر برنامج الغذاء العالمي من 'الوضع الإنساني المتردّي هناك'، مشيراً إلى أن حوالي نصف سكان غزة المحاصرين 'يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد'. وقد زادت إسرائيل، وخلال العشرين عاماً الماضية، من حدة الحصار، وحتى رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، العضو في حزب الليكود، الذي يتزعمه الآن بنيامين نتنياهو منذ أكثر من عقد، ندّد بإسرائيل لارتكابها جرائم حرب خطيرة كسياسة رسمية.
وأشار جونز إلى ما قاله الجنرال الإسرائيلي غسان عليان، في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكان يترأس القسم العسكري الإسرائيلي المسؤول عن المساعدات الإنسانية، أن 'سكان غزة' يتحملون ذنباً جماعياً، وأن 'الحيوانات البشرية تُعامل وفقاً لذلك، لقد فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة. لا كهرباء، لا ماء، فقط دمار. أردتم الجحيم، فستحصلون على الجحيم'. وقد كان هذا مجرد تصريح واحد من تصريحات متعددة عن نية إجرامية وإبادة جماعية لم تدع مجالاً للشك في الجريمة القادمة.
ويعلّق الكاتب أن الدول الغربية، قررت تجاهل هذه التحذيرات. وفي آذار/مارس 2024، كتب وزير الخارجية في حينه ديفيد كاميرون رسالة دامغة لرئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، أليسا كيرنز، وهي زميلة له في حزب المحافظين، وفصّل فيها طرقاً متعددة تمنع بها إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك تعمّدها عدم فتح المزيد من الطرق البرية، وعدم منحها الوقت الكافي وفرض شروط فحص مفرطة.
وأوضح قائلاً: 'لا تزال العوائق الرئيسية هي الرفض التعسفي من جانب حكومة إسرائيل وإجراءات التخليص المطوّلة، بما في ذلك عمليات الفحص المتعددة، وفتح النوافذ الضيقة في ساعات النهار'.
وذكر أن المساعدات الممولة من بريطانيا ظلت راكدة على الحدود لما يقرب من ثلاثة أسابيع في انتظار الموافقة. ومع ذلك، لم تفرض الحكومة البريطانية أي عقوبات، واستمرت في تسليح دولة كانت تعلم أنها تُجوّع السكان المدنيين عمداً. إلى جانب هذا كشف موقع 'بروباليكا' في 2024، أن أبرز سلطتين أمريكيتين معنيتين بالمساعدات الإنسانية خلصتا إلى أن إسرائيل عرقلت عمداً شحنات الغذاء والدواء إلى غزة. وبموجب القانون الأمريكي، كان هذا يعني، تعليقاً فورياً لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل، لكن إدارة بايدن لم تقبل هذه النتائج.
ويعلّق جونز أن القارئ قد لا يكون على معرفة بالتقريرين لأن أياً منهما لم يحظ بتغطية إعلامية تُذكر في وسائل الإعلام الغربية التي خدعت جمهورها بشأن نية إسرائيل وسلوكها الإبادي.
تعريف الإبادة: فرض ظروف معيشية متعمّدة على جماعة بشرية بهدف تدميرها المادي كلياً أو جزئياً
ويذكّر الكاتب بميثاق الأمم المتحدة لعام 1948 وتعريفه للإبادة، وهو: 'فرض ظروف معيشية متعمّدة على جماعة بشرية بهدف تدميرها المادي كلياً أو جزئياً'. ويقول الكاتب إن هذا وصف دقيق لما تفعله إسرائيل في غزة.
فقد قتلت 524 عامل إغاثة، وقتلت بشكل منهجي ضباط شرطة مكلّفين بحماية المساعدات، ودمّرت البنية التحتية اللازمة لنقل المساعدات الإنسانية، ومنعت وصول الوقود والمياه اللازمين لطهي الطعام. وأصبح أكثر من 95% من الأراضي الزراعية غير صالح للزراعة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وتضرّرت 81% من الأراضي الزراعية، ودُمّرت 83% من الحياة الطبيعية. ونفقت جميع الماشية والدواجن تقريباً، وتوقف إنتاج الحليب تقريباً.
وقال جونز إن إسرائيل جرّمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، وفرضت حصاراً شاملاً عليها قبل ثلاثة أشهر. ثم استبدلت الهياكل الإنسانية القائمة بمؤسسة غزة الإنسانية وكان هدفها، كما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، السماح بدخول 'الحد الأدنى الضروري' حتى 'لا يوقفنا العالم ويتهمنا بارتكاب جرائم حرب'.
وتساءل الكاتب عما يعنيه الوزير المتطرف بمنع العالم إسرائيل، ويجيب: 'حسناً، يُعلن سموتريتش صراحة أن إسرائيل ستطرد جميع الفلسطينيين الناجين من غزة'.
ولا يتوقف الأمر على أن مؤسسة غزة الإنسانية لا تقدم سوى القليل جداً من المساعدات، وغالباً ما تكون غير صالحة للاستخدام، بل إنها أنشأت أيضاً نقاط إغاثة في الجنوب لإفراغ شمال غزة عمداً. ثم ارتكبت القوات الإسرائيلية مجازر متكررة بحق الفلسطينيين الجائعين، واستبدلت الهياكل الإنسانية القائمة بما وصفه النائب البريطاني المحافظ كيت مالثاوس بأنه 'مسلخ'.
لم تصل مادلين إلى شواطئ غزة، إلا أن طاقمها فضح الفاحشة التي يشعر المواطنون الغربيون بالقرف منها، وهؤلاء من سيقومون يوماً بإجبار حكوماتهم على التخلي عن تواطئهم، ولهذا السبب ستخسر إسرائيل في النهاية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
تظاهرة في باريس دعماً لغزة تطالب بالإفراج عن نشطاء السفينة "مادلين"
تجمّع مئات الأشخاص، مساء أمس الثلاثاء، في باريس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين والمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية لغزة، إضافة إلى الإفراج عن ناشطين كانوا على متن سفينة " مادلين " واحتجزتهم إسرائيل في المياه الإقليمية الدولية في أثناء نقلهم مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني. وخلال هذه التظاهرة في ساحة لا ريبوبليك في العاصمة الفرنسية، ارتدى المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب، الكوفيات ولوّحوا بالعلم الفلسطيني، وهتفوا بشعارات متعددة، بينها "دعوا الشاحنات تمر!"، و"إسرائيل تقتل، و(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون متواطئ". كذلك، هتف المتظاهرون "ريما، ريما، باريس معكِ!"، في إشارة إلى عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن عن حزب " فرنسا الأبية " اليساري الراديكالي، التي اعتقلتها السلطات الإسرائيلية الاثنين مع أحد عشر ناشطاً آخرين على متن سفينة "مادلين". وشارك في التظاهرة عدد من الأعضاء البارزين في حزبها، مثل النائبة في البرلمان الأوروبي مانون أوبري والنائبة كليمانس غيتيه. وقالت فتيحة فاضل، وهي متقاعدة فرنسية مغربية تبلغ 67 عاماً شاركت في المسيرة، لوكالة فرانس برس: "اليوم، نرى أن القانون الدولي قد دُفن في غزة (...) من أجل البشرية جمعاء، يجب أن ينتهي ذلك". أخبار التحديثات الحية احتجاجات في إيطاليا تنديدا باختطاف إسرائيل لسفينة "مادلين" من بين الناشطين الاثني عشر الذين اعتُقلوا أول من أمس الاثنين، غادر ثلاثة فرنسيين والمواطنة السويدية غريتا تونبرغ ومواطن برازيلي، إسرائيل، أمس الثلاثاء، بعد توقيع أوراق تُجيز طردهم. أما الآخرون، ومن بينهم ريما حسن، فرفضوا التوقيع على الوثيقة، وسيمثلون أمام السلطات القضائية الإسرائيلية. وأثار إنهاء إسرائيل رحلة سفينة "مادلين" غضباً دولياً، حيث ندد نشطاء حقوقيون وبرلمانيون باعتراض جيشها السفينة المحملة بمساعدات إنسانية قبيل بلوغها وجهتها النهائية على بعد كيلومترات من شواطئ القطاع، واختطاف طاقمها. وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وقد خلفت الغارات اليومية دماراً هائلاً في غزة، حيث يواجه السكان خطر المجاعة بسبب الحصار والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة. ومارست إسرائيل القرصنة تجاه السفينة "مادلين" حين كانت تبحر في المياه الدولية، حيث حاصرتها بزوارق، وظهر الجنود في بث مباشر وهم يأمرون المتضامنين برفع أيديهم. وتأتي عملية القرصنة بعد تحذيرات إسرائيلية باعتبار إبحار السفينة "محاولة غير قانونية" لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، وفق ما زعم بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلاً عن دمار واسع. (فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
يزدادون تطرفا.. 64 بالمئة من الإسرائيليين يرون أن 'لا أبرياء' بغزة
لقدس: يرى 64 بالمئة من الإسرائيليين أنه 'لا يوجد أبرياء' بين الفلسطينيين بقطاع غزة، في مؤشر على زيادة التطرف بالمجتمع الإسرائيلي. جاء ذلك وفق استطلاع رأي أجراه مركز 'أكورد' التابع للجامعة العبرية في القدس ونشرت نتائجه صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية الأربعاء. وقالت الصحيفة: 'من الأسئلة التي طرحت في استطلاع أكورد مدى موافقة المستطلعين على عبارة: لا يوجد أبرياء في غزة، وقد وافق 64 بالمئة عليها إلى حد كبير'. وأضافت: 'من بين مؤيدي الائتلاف الحاكم وافق 87 بالمئة على العبارة إلى حد كبير، ومن بين مؤيدي حزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان وغيرهم من الناخبين اليمينيين الذين لا يدعمون الائتلاف وافق 73 بالمئة إلى حد كبير'. وتابعت: 'أما بين ناخبي أحزاب الوسط، فقد كانت النسبة 67 بالمئة، بينما وافق 30 بالمئة من ناخبي اليسار على العبارة إلى حد كبير'. وأردفت الصحيفة: 'من بين المشاركين العرب الإسرائيليين، عارض 92 بالمئة منهم هذا الرأي'، وفق الاستطلاع. من جهة ثانية بين الاستطلاع أن '64 بالمئة من الإسرائيليين يرون أن تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للوضع في غزة متوازنة، وأنه لا حاجة لتقديم صورة أشمل عن وضع المدنيين في غزة'. وقالت الصحيفة: 'من بين المشاركين الذين صوتوا لأحزاب بالائتلاف الحاكم الحالي، أيد 89 بالمئة هذا الرأي، بينما لم يؤيده سوى 44 بالمئة من المشاركين الذين صوتوا لأحزاب المعارضة، فيما قال 56 بالمئة من المجموعة الأخيرة إنه ينبغي تقديم صورة أشمل'. وذكرت أن '39 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا أن القناة 14 التي تعتبر على نطاق واسع داعمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تقدم تقارير متوازنة عن غزة'. وتابعت الصحيفة: 'قال 56 بالمئة من المشاركين إن القناة 14 منحازة ضد سكان غزة، فيما قال 5 بالمئة إنها منحازة لصالح الغزيين'. وبحسب الصحيفة 'وصفت القناة 14 بشكل ممنهج جميع القتلى في غزة بأنهم إرهابيون، وفي مناسبات عدة أشادت بقتل المدنيين أو إيذاء الأبرياء'. وأشارت الصحيفة إلى أنه 'فيما يتعلق بآراء الإسرائيليين تجاه وسائل الإعلام الأجنبية والتي أُشير إليها لأغراض الاستطلاع بشبكتي CNN الأمريكية وBBC البريطانية، قال 69 بالمئة من المشاركين إنهما منحازتان لصالح الفلسطينيين في غزة'. وقالت: 'حتى عند سؤالهم عن قناة فوكس نيوز المُرتبطة باليمين الأمريكي، قال نصف المشاركين إنها منحازة لصالح الغزيين'. وأشار 77 بالمئة من المشاركين، وفق الصحيفة، إلى أن 'الرأي العام العالمي بشأن إسرائيل مهم جدًا أو مهم إلى حد ما'. وبحسب الصحيفة فقد أُجري الاستطلاع خلال الأسبوع الأخير من مايو/أيار على عينة تمثيلية من 1112 إسرائيليًا. وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. (وكالات)


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
البرلمانية آنا ميراندا باز لـ'القدس العربي': نرفض القرصنة الدولية الإسرائيلية ونطالب بالإفراج الفوري عن نشطاء مادلين
تونس- 'القدس العربي': قالت النائبة الإسبانية في البرلمان الأوروبي، آنا ميراندا باز، إن قيام إسرائيل باحتجاز سفينة مادلين هو نوع من 'القرصنة' وانتهاك للقانون الدولي، داعية إلى الإفراج الفوري عن النشطاء المعتقلين وضمان الحماية لمواطني الاتحاد الأوروبي. وقالت، في تصريح خاص لـ'القدس العربي': 'قلقنا عميق بشأن الهجوم العسكري الأخير الذي شنّته القوات الإسرائيلية على سفينة مادلين. فهذه السفينة المدنية، التي يديرها تحالف أسطول الحرية، يجب أن تكون في المياه الدولية، ويجب أن تكون حرّة في الوصول إلى غزة'. باز: اختطاف إسرائيل للسفينة ينتهك القانون الدولي والقانون الإنساني، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار واتفاقيات جنيف وأضافت: 'اختطاف إسرائيل- التي تتمتع دومًا بالإفلات من العقاب- للسفينة ينتهك القانون الدولي والقانون الإنساني، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار واتفاقيات جنيف. كما أنه يتعارض مع التدابير المؤقتة الملزمة الصادرة عن محكمة العدل الدولية، والتي تُلزِم إسرائيل بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة'. واعتبرت باز أن ما حدث مع سفينة أسطول الحرية هو 'مسألة دولية، ويجب على قادة العالم أن يكونوا متضامنين (مع النشطاء على متنها)، ويقوموا بتحميل كل المسؤولية لإسرائيل لأنها تتمتع بالإفلات من العقاب، وقد ارتكبت عملًا من أعمال القرصنة الدولية'. وأضافت: 'كعضو سابق في الأسطول في عام 2015، كنت أحد الأشخاص الذين تم اختطافهم أيضًا من قبل إسرائيل، ومنعوني من الذهاب إلى فلسطين لمدة 10 سنوات. واليوم زميلتي النائبة ريما حسن والزملاء الآخرون في السجن، لأنهم كانوا يناضلون من أجل الوصول إلى غزة وضد الإبادة الجماعية. ونحن أيضًا نناضل ضد الإبادة الجماعية، ونطالب بأن يكونوا أحرارًا في الوصول إلى ساحل غزة'. وتابعت في الحديث عن استهداف قوات الاحتلال لسفينة مادلين: 'إنها فضيحة، إنه هجوم غير قانوني على إحدى سفن الأسطول الدولي، واختطاف طاقمها المدني ومصادرة المساعدات الإنسانية'. واستدركت بالقول: 'ولكن لا ننسى بأن زملاءنا ونشطاءنا في السجن، والرأي العام يمارس ضغطًا كبيرًا للإفراج عنهم. ونحن، كأعضاء في البرلمان الأوروبي، نطالب أيضًا بالإفراج الفوري عن جميع المتطوعين، وضمان حماية مواطني الاتحاد الأوروبي والمقيمين على أراضيه، الذين يشاركون في هذه المهمة الإنسانية السلمية'. باز: ارتكبت إسرائيل عملًا من أعمال القرصنة الدولية، ويجب على قادة العالم أن يكونوا متضامنين ويحمّلوها كامل المسؤولية وختمت باز بالقول: 'هذه خطوة أخرى في إفلات إسرائيل من العقاب، ونحن بحاجة إلى إدانة هذا العمل غير القانوني ضد القانون الدولي، ونطالب مجددًا بالإفراج الفوري عن المتطوعين'. وكان جيش الاحتلال قام، فجر الإثنين، باعتراض سفينة مادلين، واعتقال جميع النشطاء على متنها، قبل إيداعهم في سجن الرملة (شمال غربي القدس)، وترحيل أربعة منهم إلى بلدانهم.