
«أنفاق كينغزواي»... متاهة الجواسيس السرية تتحوّل إلى متحف تحت شوارع لندن
بعد عقود من الكتمان والصمت، تتحوّل شبكة الأنفاق السرية التي استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية في قلب العاصمة البريطانية لندن إلى مَعلم سياحي جديد، في مشروع طموح يستعيد فصولاً من تاريخ التجسس والاستخبارات البريطانية، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
فقد أعلنت شركة «لندن تونلز» (London Tunnels)، الجهة المالكة والمطورة للموقع، عن تعاونها مع «متحف الاستخبارات العسكرية» (MMI) لإطلاق أول معرض دائم من نوعه في المملكة المتحدة، مخصص لتاريخ العمل السري، وذلك في عمق يصل إلى 40 متراً تحت شارع هاي هولبورن، وسط لندن.
تأمل مجموعة من المستثمرين إعادة فتح الأنفاق التي استُخدمت ملاجئ خلال الحرب ثم شبكة تجسس سرية (thelondontunnels)
الأنفاق، المعروفة باسم «كينغزواي إكستشينج» (Kingsway Exchange Tunnels)، بُنيت إبان غارات الحرب العالمية الثانية لتكون مأوى محصناً ضد القصف الجوي، قبل أن تتحول لاحقاً إلى مقر سري لـ«العمليات الخاصة التنفيذية» (SOE)، وهي وحدة استخباراتية أنشأها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل عام 1940.
وترجّح مصادر بريطانية أن هذه الأنفاق ألهمت الكاتب إيان فليمنغ، مؤلف شخصية «جيمس بوند» الشهيرة، في ابتكار قسم «Q Branch» المسؤول عن التجهيزات التقنية في الروايات.
خريطة تُقدم رؤية بانورامية لمكان...
وبعد الحرب، لعبت الأنفاق دوراً استراتيجياً جديداً؛ حيث استُخدمت لتأمين خط هاتف سري بين البيت الأبيض في واشنطن والكرملين في موسكو خلال سنوات الحرب الباردة. ومع انتقال ملكيتها لاحقاً إلى شركة الاتصالات البريطانية «BT»، بقي الموقع مغلقاً أمام العامة حتى عام 2007.
واليوم، تستعد هذه المتاهة السرية للدخول في طور جديد من تاريخها، مع انطلاق مشروع إنشاء متحف استخباراتي حديث، يُتوقع أن يستقطب نحو 3 ملايين زائر سنوياً، ويضخ ما يصل إلى 80 مليون جنيه إسترليني في الاقتصاد المحلي.
وسيضم المعرض مقتنيات أصلية ووثائق وصوراً نادرة، بالإضافة إلى معدات وتقنيات كانت تُستخدم في المهمات السرية، ضمن تجربة تفاعلية تمزج بين التكنولوجيا والسرد التاريخي، لإحياء أبرز محطات الجاسوسية البريطانية، من معركة بريطانيا وإنزال النورماندي، إلى حقبة الحرب الباردة والنزاعات المعاصرة مثل حرب الفوكلاند ومهام مكافحة الإرهاب.
كانت شبكة الأنفاق موطناً لأول كابل عبر الأطلسي على الإطلاق الذي كان بمثابة خط اتصال مباشر بين الكرملين والبيت الأبيض خلال الحرب الباردة
كما سيُخصص جناح خاص لتكريم عناصر «العمليات الخاصة التنفيذية»، الذين عُرفوا بكونهم «جنود الظل» في واحد من أكثر فصول الحرب العالمية الثانية تعقيداً وغموضاً.
قال أنغوس موراي، الرئيس التنفيذي لـ«لندن تونلز»: «يسعدنا أن نكون مقراً دائماً لهذا المعرض الفريد، في موقع تاريخي يُمثل خلفية مثالية لرواية قصص الاستخبارات البريطانية... هذه فرصة استثنائية لتسليط الضوء على أبطال مجهولين ظلوا بعيدين عن دائرة الضوء لعقود طويلة».
ومن المقرر أن تنطلق أعمال التطوير في عام 2027، على أن يُفتتح المتحف رسمياً في 2028، متيحاً للزوار فرصة فريدة للنزول تحت شوارع لندن، واكتشاف أسرار كانت حتى وقت قريب محاطة بأعلى درجات السرية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق للأعمال
منذ 30 دقائق
- الشرق للأعمال
المستشار الألماني ميرتس يلتقي ترمب في واشنطن يوم الخميس
يسافر المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى واشنطن الأسبوع الحالي لعقد أول اجتماع له مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك بعد نحو شهر من تولّيه قيادة أكبر اقتصاد في أوروبا. سيلتقي السياسي المحافظ البالغ من العمر 69 عاماً، والذي أصبح مستشاراً لألمانيا في 6 مايو، بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض في 5 يونيو، بحسب ما قاله المتحدث باسم الحكومة شتيفان كورنيليوس في بيان عبر البريد الإلكتروني يوم السبت. وذكر كورنيليوس أن المواضيع ستشمل حرب روسيا في أوكرانيا، والوضع في الشرق الأوسط، والسياسة التجارية. تأتي الزيارة بعد أسابيع من المفاوضات بين البيت الأبيض والمستشارية. وسيبيت ميرتس في "بلير هاوس"، دار الضيافة التابعة للرئيس. وفي يوم الخميس، بعد غداء مشترك، يعتزم الزعيمان عقد مؤتمر صحفي في البيت الأبيض قبل أن يعود ميرتس إلى برلين، وفقاً لمسؤول كبير. جولات أوروبية منذ توليه رئاسة الحكومة الألمانية، جاب ميرتس أوروبا للقاء الحلفاء في فرنسا وبولندا والدول الإسكندنافية وأوكرانيا. لكنه لم يعبر الأطلسي بعد، رغم وعده بتحسين العلاقات مع إدارة ترمب. وتسود التوترات العلاقات بين واشنطن وبرلين في ظل قضايا تتراوح من اختلالات الميزان التجاري إلى دعم كييف. ويخشى القادة الأوروبيون أن يتخلى الرئيس الأميركي عن جهود إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا وأن يقلّص الدعم العسكري للمنطقة. فرصة ميرتس ورغم التأخير في الاتفاق على اللقاء، يحظى ميرتس الآن بفرصته لعرض موقفه على ترمب، على عكس سلفه أولاف شولتس. إذ لم يتلقَّ الديمقراطي الاجتماعي أي دعوة إلى البيت الأبيض بعد أن أظهر دعمه للرئيس الأميركي السابق جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. لقاء ميرتس مع ترمب يأتي بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية يوهان فاديبول إلى واشنطن لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو. وقال فاديبول للصحفيين إن الطرفين شددا، خلال اجتماع استغرق 45 دقيقة، على موقفهما المشترك بشأن أوكرانيا والتجارة. ولم يشارك روبيو في المؤتمر الصحفي. توتر محتمل بعد أن وجّه ترمب انتقادات علنية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا خلال زياراتهما إلى المكتب البيضاوي، يشعر المسؤولون الألمان بالقلق من أن يتعرض ميرتس لمعاملة مماثلة. وبالإضافة إلى التوترات بشأن فائض ألمانيا التجاري مع الولايات المتحدة، فقد اعترض حلفاء ترمب على تعامل البلاد مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف. ووصف روبيو تصنيف الحزب، وهو ثاني أكبر حزب في البوندستاغ، كجماعة يمينية متطرفة بأنه "استبداد مقنّع". رفض ميرتس هذه الاتهامات بشدة، ودعا السياسيين الأميركيين إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية الألمانية. كما أشار المستشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يرد على شركات التكنولوجيا الأميركية إذا تصاعد النزاع التجاري. واقترح أحد أعضاء حكومته فرض ضريبة بنسبة 10% على شركات التكنولوجيا الأميركية، في وقت يسعى فيه البيت الأبيض إلى الحصول على صلاحيات للرد على مثل هذه الرسوم. ولتهدئة نقاط الخلاف، أبدى ميرتس حرصه على إظهار استعداده لتلبية بعض مطالب ترمب. وأبرزها التزامه بوضع ألمانيا على مسار لزيادة الإنفاق الدفاعي لأكثر من الضعف، ليصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات المقبلة.


الرياض
منذ 44 دقائق
- الرياض
تعديل طفيف في شكل بطولة دوري أبطال أوروبا
تشهد بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم تعديلا طفيفا في المستقبل، حيث تتمتع الفرق الثمانية الأولى في مرحلة الدوري بميزة اللعب على أرضها في مباراة الإياب من مباريات خروج المغلوب ضد الفرق ذات التصنيف الأضعف ، وفقا لما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "بيلد" الألمانية اليوم السبت. وشهد دوري أبطال أوروبا هذا الموسم أكبر تغيير له منذ أن أطلق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) البطولة في عام 1992. وجرى تحويل المسابقة إلى دوري واحد كبير مكون من 36 فريقا بدلاً من الشكل السابق الذي كان يتألف من عدة مجموعات. لكن الفرق الثمانية الأولى حصلت على ميزة اللعب على أرضها فقط في مباراة الإياب في دور الـ 16 ، وليس الأدوار النهائية من البطولة القارية. لكن مازال يتعين على اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الموافقة على خطة لجنة مسابقات الأندية لتعديل هذه القاعدة، وهو الأمر الذي يعتبر إجراء شكليا. ولم يتم تحديد التغييرات المحتملة الأخرى، مثل الانتقال مباشرة إلى ركلات الترجيح بدلاً من الوقت الإضافي.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
المستشار الألماني يزور البيت الأبيض في 6 يونيو.. ورسوم ترمب أبرز الملفات
يزور المستشار الألماني فريدريش ميرتس واشنطن الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، بعد حوالي شهر من توليه قيادة أكبر اقتصاد في أوروبا. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفان كورنيليوس في بيان، السبت، إن ميرتس، الذي أصبح مستشاراً لألمانيا في 6 مايو، سيلتقي الرئيس الأميركي بالبيت الأبيض في 5 يونيو. وأضاف كورنيليوس أن المواضيع ستشمل حرب روسيا في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى "السياسة التجارية"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، وتثير انتقادات أوروبية. وذكرت "بلومبرغ" أن تاريخ وشكل زيارة ميرتس جاء بعد أسابيع من المفاوضات بين البيت الأبيض ومكتب المستشارية. ونقلت عن مسؤول رفيع قوله، إن ميرتس سيبقى ليلة في "بلاير هاوس"، بيت ضيافة الرئيس. ومن المقرر أن يعقد ترمب والمستشار الألماني، الخميس، بعد غداء مشترك، مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض قبل أن يعود ميرتس إلى برلين. ميرتس يعرض موقفه على ترمب ومنذ توليه قيادة الحكومة الألمانية، قام ميرتس بجولات مكوكية في أوروبا للقاء الحلفاء في فرنسا، بولندا، دول الشمال وأوكرانيا. لكنه لم يعبر المحيط الأطلسي بعد، على الرغم من وعده بتحسين العلاقات مع إدارة ترمب. والعلاقات بين واشنطن وبرلين متوترة وسط قضايا تتراوح من الاختلالات التجارية إلى دعم كييف. ويخشى القادة الأوروبيون أن يتخلى الرئيس الأميركي عن جهود إنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، ويخفض الدعم العسكري. وسيحصل ميرتس على فرصته لعرض موقفه على ترمب، على عكس سلفه أولاف شولتز. ولم يتلق شولتز دعوة إلى البيت الأبيض، بعد إظهاره الدعم للرئيس الأميركي السابق جو بايدن والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفقاً لـ"بلومبرغ". ويأتي اجتماع ميرتس بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إلى واشنطن، حيث أجرى محادثات مع نظيره الأميركي ماركو روبيو. وخلال الاجتماع الذي استغرق 45 دقيقة، أكد الجانبان موقفهما المشترك بشأن أوكرانيا والتجارة، حسبما صرح فاديبول للصحافيين. "الابتعاد عن السياسة الألمانية" وبالإضافة إلى التوترات حول الفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة، اعترض حلفاء ترمب على تعامل ألمانيا مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف. ووصف روبيو خطوة تصنيف ثاني أكبر حزب في البوندستاج كـ "كيان متطرف يميني"، بأنها "استبداد مقنع". ورفض ميرتس هذه المزاعم بشدة، ودعا السياسيين الأميركيين إلى الابتعاد عن السياسة الداخلية الألمانية. ولتخفيف نقاط الخلاف، كان ميرتس حريصاً على إظهار استعداده لتلبية بعض مطالب ترمب، وأبرزها التزامه بوضع ألمانيا على مسار مضاعفة الإنفاق المتعلق بالدفاع إلى 5% من الناتج القومي في السنوات المقبلة.