
سفارة جمهورية مصر العربية لدى سلطنة عمان تحتفلباليوم الوطني لبلادها.
احتفلت سفارة جمهورية مصر العربية المعتمدة لدى سلطنة عمان مساء اليوم بمناسبة اليوم الوطني لبلادها، والذي يوافق لذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952
، وذلك برعاية ضيف شرف حفلنا معالي الدكتور عبد الله بن ناصر بن خليفة الحراصي، وزير الإعلام، وبحضور لفيف من ممثلي الحكومة العُمانية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى سلطنة عمان،
وقال سعادة السفير خالـد راضـي، سفير جمهورية مصر العربية المعتمد لدى سلطنة عُمان في كلمته: إن الاحتفال باليوم الوطني لجمهورية مصر العربية يصادف هذا العام مرور ثلاثة وسبعين عاماً على ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، وهو اليوم الذي تأسست في أعقابه جمهورية مصر العربية. وإذ نثمن ما تشهده مصر حالياً من ميلاد للجمهورية الجديدة تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث ينتقل بها لآفاق أرحب عبر تدشين عدة مشروعات تنموية كبرى وطموحة في مجالات عدة لاسيما تأسيس البنية التحتية الواعدة، وبناء المدن الذكية الجديدة، ومشروعات النقل الحديثة، والزراعة، والصناعة، والسياحة، والمضي قدماً على طريق التنمية الشاملة وبناء مصر الحديثة، وتحقيق العديد من الإنجازات التي تبعث على الأمل، وتتمسك بالفرصة في حياة أفضل لشعبنا.
وأضاف سعادته قائلا: يغمرني اليوم الفخر بالاحتفال بالعيد الوطني على أرض سلطنة عُمان الشقيقة صاحبة الحضارة العريقة ذات الجذور الممتدة عبر التاريخ، وأُذكر في هذا الصدد العلاقات الأخوية المتينة التي تربط الشقيقتين جمهورية مصر العربية وسلطنة عُمان قيادةً وحكومةً وشعباً، وحرص قيادة البلدين على توطيد وتنمية أواصر العلاقات على كافة الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية بما يحقق آمال وطموحات البلدين في مزيد من النمو والازدهار والتقدم، في ضوء الرؤية والتوجيهات الواضحة لقيادة البلدين بالدفع للإرتقاء بمستوى العلاقات بضرورة بين البلدين الشقيقين.
وقال: ويأتالف هذا الحفل مع إقتراب نهاية خدمتي على مدار أربعة سنوات في سلطنة عُمان الشقيقة كسفيراً لجمهورية مصر العربية. وهنا أود الإشارة إلى عدد من المحطات الرئيسية الهامة خلال فترة عملي إتصالاً بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين:
فقد تزايدت وتيرة الزيارات الرسمية المتبادلة علي أعلي المستويات خلال الأعوام الماضية بينهما، بما في ذلك زيارة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطنة في يونيو 2022، والتي أعقبها زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم ـــ حفظه الله ورعاه ـــ إلي مصر في مايو 2023، حيث مثلت هاتين الزيارتين دفعة كبيرة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، كما شهدتا التوقيع علي العديد من أطر التعاون في عدد من المجالات التنموية بين البلدين.
وفي ذات السياق، شهدت السنوات الماضية العديد من الزيارات الوزارية، وكذلك الوفود الحكومية والمسئولين من مختلف الجهات والهيئات بالبلدين،
والتي أعطت دفعة متميزة لتطوير العلاقات، كما سلطت الضوء على فرص التعاون المتاحة في شتي المجالات الاقتصادية بين البلدين. كما ساهمت اللجان المشتركة التي تم عقدها بين البلدين خلال فترة عملي بالسلطنة في توسيع قاعدة ومساحة التعاون المشترك بينهما، حيث تمخضت تلك اللجان عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين، والتي وصل عددها إلى حوالي 32 وثيقة تعاون، فضلاً عن استشراف مجالات جديدة أخري واعدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وأود هنا الإشارة إلي أنه تم عقد الدورة الخامسة عشر للجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين بمسقط في يناير 2022، كما قام معالي السيد/ بدر البوسعيدي وزير الخارجية العُماني بزيارة إلي القاهرة في مطلع الشهر الجاري، إلتقي خلالها بأخيه الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حيث عقدا مباحثات ثنائية، وأعقبها عقد الدورة السادسة عشر للجنة المصرية - العُمانية المشتركة، والتي شهدت التوقيع علي عدد (7) اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين.
وأردف سعادة السفير خالد راضي قائلا: واتصالاً بالتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين خلال فترة عملي بالسلطنة، ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما، حيث تجاوز الميزان التجاري المليار دولار، وزادت قيمة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، كما تشارك حالياً العديد من الشركات المصرية ذات الخبرة الكبيرة والسمعة الطيبة والتي دخلت السوق العُماني مؤخراً في عدد من مشروعات البنية التحتية والتنمية العُمرانية والسياحة ودعم تنفيذ خطط التنمية الوطنية ورؤية عُمان 2040.
وخاطب سعادته ابناء الجالية المصرية قائلا: أبناء الجالية الأعزاء، اسمحوا لي أن أتوجه بجزيل الشكر إلى القيادة السياسية العُمانية لما منحته من ثقة ورعاية للجالية المصرية المقيمة في السلطنة، حيث أتاحت الفرص أمام الخبرات المصرية المؤهلة في كافة المجالات للعمل والاستثمار بالسلطنة، وهو الأمر الذي يؤكد على ثقة الجانب العُماني الشقيق في الكوادر المصرية. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه لكم بالشكر لحسن تمثيلكم لوطننا كلٍ في موقعه في ربوع السلطنة الشقيقة، ونتطلع ونعاهدكم أن تستمر الجالية في اسهامها الإيجابي في خدمة خطط التنمية بالسلطنة الشقيقة، كما أود الإشارة إلى أن الاحتفال بثورة 23 يوليو لا يقتصر على مجرد إحياء للذكرى الغالية، وإنما هي فرصة لتعزيز قيم الانتماء والفخر بما حققته مصرنا من انجازات وتقدم في ظل الجمهورية الجديدة التي وضع لبنتها الرئيس/عبد الفتاح السيسي.
العلاقات الأخوية بين مصر وعمان
وعن العلاقات بين مصر وسلطنة عنان قال سعادته: إن العلاقات الأخوية بين مصر وسلطنة عُمان انعكست في تقارب بل وتطابق في مواقف البلدين من مختلف القضايا الإقليمية والدولية، بما يسهم في أن يسود الأمن والسلام والاستقرار والازدهار المنطقة. وأضاف سعادته: يأتي احتفال هذا العام في ظروف بالغة الدقة وشديدة التعقيد والحساسية، لا سيما في ظل ما باتت تئن به منطقة الشرق الأوسط من نزاعات وحروب، خاصةً أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة.وفي ظل تلك الأوضاع، ناشدت مصر من منبر المسئولية التاريخية جميع أطراف النزاعات، والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكام لصوت الحكمة والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار، حيث تؤمن مصر بأن السلام لا يُولد بالقصف، ولا يُفرض بالقوة، ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، وإنما يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم.
وتؤكد مصر على أن استمرار الحرب والاحتلال، لن يُنتج سلاماً، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتح أبواب الانتقامِ والمقاومة التي لن تُغلق، فكفى عنفاً وقتلاً وكراهيةً، وكفى احتلالاً وتهجيراً وتشريداًإن السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلاً، فقد كان دوماً خيار الحكماء، وأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لكن يكون إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.،
وأشار سعادته إلى أن مصر رشحت الأستاذ الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في أبريل ۲۰۲۳، حيث حظي هذا الترشيح بدعم رسمي كامل وتأييد من الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، بما في ذلك سلطنة عُمان الشقيقة، هذا إلى جانب العديد من الدول الأخرى التي قدمت دعماً ثنائياً للترشيح المصري لهذا المنصب الهام. ويجسد المُرشح المصري التزاماً عميقاً بمبادئ اليونسكو التأسيسية،
حيث تجمع خبرته بين الكفاءة المهنية والدبلوماسية والإدارية والأكاديمية، وفهم معمق لقضايا التعليم والعلوم والمجتمع، واستعداده لخدمة المنظمة بتفانٍ. وفي هذا الصدد، تؤكد مصر على مواصلتها لمسيرة الحفاظ على منظمة اليونسكو قوية وفعالة وقادرة على خدمة وتوحيد شعوب العالم أجمع، وقيادة منظمة اليونسكو في ظل مرحلة صعبة وعالم يموج بالأزمات والانقسامات غير المسبوقة.
انطلقت حملة الترشيح منذ أكثر من عامين ونصف، وهي حملة غير مسبوقة في تاريخ المنظمة، حيث يتواصل مرشح ولأول مرة بشكل مباشر ومستمر مع كافة الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، ويقوم بزيارة ما يقرب من 60 دولة حتى الآن، حيث كانت تلك الجولات والنقاشات بمثابة حجر الأساس لبلورة رؤية شاملة تعبر بشكل ملموس عن طموحات الدول والشعوب حول العالم وفق رؤية "يونسكو من أجل الشعوب".
وأكد سعادته قائلا: ارتكزت تلك الحملة على تبني رؤية تكون أقرب إلى الدول الأعضاء وأكثر حضوراً على الأرض، وأكثر استجابةً للاحتياجات الملموسة للمجتمعات. وقد نالت تلك الرؤية إشادة واسعة بفضل وضوحها فيما يخص الخطط الفعلية لمواجهة التحديات الراهنة ورفعة شأن اليونسكو، لتكون قادرة على صون التراث المادي وغير المادي، وتعزيز التعليم الجيد والشامل، ودعم العلوم والبحث العلمي،
بما يصب في صالح شعوب دول العالم.
وقال سعادة السفير راضي: جاء اختيار اليوم كتوقيت للاحتفال بالعيد الوطني هذا العام وليس يوم 23 يوليو من الشهر الجاري، حيث كان سيتزامن مع فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير الذي كان مقرراً يوم 3 يوليو الجاري، والذي جري تأجيله نتيجة للأوضاع الإقليمية الراهنة.
ويعد المتحف المصري الكبير أحد أعظم الصروح الحضارية والثقافية في العالم، هذا المشروع الوطني العملاق الذي يُجسد عظمة التاريخ المصري وعمق حضارته الممتدة عبر آلاف السنين.
لقد جاء المتحف المصري الكبير ليكون نافذةً مشرقة تطل منها مصر على العالم، حيث تحمل رسائل السلام، والعلم، والجمال، والتراث الإنساني الخالد. فالمتحف لا يقتصر على كونه مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مركز عالمي للبحث والتعليم والترميم، يجمع بين الأصالة والحداثة، ويُقدم تجربة فريدة للزائر تجمع بين الإبهار البصري والمعرفة العميقة.
ويفخر المتحف المصري الكبير باحتضان مجموعة الملك "توت عنخ آمون" كاملة لأول مرة، هذا إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تروي قصة مصر من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالعصور الفرعونية، واليونانية، والرومانية،
وحتى العصر الحديث.
إن المتحف المصري الكبير يُعد إنجازاً مصرياً بكل المقاييس، يعكس رؤية الدولة في الحفاظ على التراث، وتعزيز الهوية، والانفتاح على العالم بثقة وفخر، ولا يفوتني أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه الشكر والتحية لكل من ساهم في خروج هذا المشروع العظيم إلى النور، ونتطلع لأن يكون هذا المتحف منارةً ثقافيةً تُضيء طريق الأجيال القادمة، وترسخ مكانة مصر كحاضنة لأولى الحضارات الإنسانية.
وأكد سعادته قائلا: في ظل هذه الأجواء الإقليمية المتوترة، نأمل جميعاً أن يحمل المستقبل في طياته آفاقاً أرحب للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك في إطار جهود دبلوماسية نشيطة تبذلها مصر على مختلف الأصعدة.
وختاماً، أود أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للشركات المصرية التي شاركت في رعاية هذا الحفل، وكذلك المدرسة المصرية والسادة الزملاء أعضاء السفارة ولكل الذين ساهمت جهودهم المخلصة في إنجاح هذا الحدث، ليخرج بالصورة المشرفة لمصرنا العزيزة .. حفظ الله مصر وعُمان
، جدير بالذكر أن للوفد الرسمي العُماني ضم لفيف من كبار المسئولين بالسلطنة وهم: معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي (وزير الإسكان والتخطيط العمراني)، ومعالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية (وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار)، ومعالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين (وزير العمل)، والمكرم المهندس خميس بن محمد السعدي (عضو مجلس الدولة)، والمكرم الدكتور راشد بن سالم المسروري (عضو مجلس الدولة)، وسعادة علي بن خلفان الحسني (عضو مجلس الشورى)، وسعادة يوسف بن سالم المخيني (عضو مجلس الشورى)، وسعادة السفير الشيخ أحمد بن هاشل المسكري (رئيس دائرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجوار الإقليمي بوزارة الخارجية)، وسعادة لسفير الشيخ فيصل بن عمر المرهون (رئيس الدائرة العربية بوزارة الخارجية)، والمستشار الشيخ الدكتور صلاح بن سالم جعبوب (المكلف بتسيير أعمال نائب رئيس دائرة المراسم بوزارة الخارجية) .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الرؤية
منذ 3 ساعات
- جريدة الرؤية
أين العرب مما يحدث في غزة؟
د/ علي بن حمد بن عبدالله المسلمي aha.1970@ لقد ضاقت الأرض بما رحُبت من أفعال الصهاينة في غزة هاشم، ونفثت أقوالهم عن ما تكنّه صدورهم من الحسد والبغضاء ونشوة الانتصار ضد أناس أبرياء لا حول لهم ولا قوة، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء ولسان حالهم يقول: "أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ"، لم يبق شيء لم يفعلوه، أو من قول وقد سطروه، وصدق ميرتس حين قال حول ما يحدث في غزة بأنها: "حرب قذرة تشنها إسرائيل بدلا عنهم". نشاهد الصور المؤلمة عن الوضع المأساوي في غزة، تتفطر له القلوب، وترتجف الأحاسيس والمشاعر، وتنساب الدموع الأخرى تلو الأخرى حول الخدود حزنًا وأسًا، ولكن ما باليد حيلة، لسان حالنا يقول كما قال الشاعر عمر أبو ريشة: ويكادُ الدمعُ يهمِي عَابثًا بِبَقايَا ….. كبرياءِ ….. الألمِ ويقول: اسمعِي نوحَ الحزانَى واطرَبِي وانظُرِي دمعَ اليتامَى وابسَمِي لقد عجزت اللسان عن الوصف، لم يبق بيت إلا وقد هدم، ولا نفس إلا وأزهقت، ولا شجر بقي ولا حجر إلا اقتلع. صيحات الأطفال هنا وهناك، تمتمات الأمهات لم يسمع لها ولا عويلهن، أطفال رضع وشيوخ ركع لم يسمع لأناتهم، تسمع هديل الطائرات وأصوات المدافع تدك البيوت دكا لا رحمة ولا شفقة لهم، قلوب أقسى من الحجر؛ تحقيقا لنبوءاتهم المزعومة. عنواننا نحن العرب النّدب والشجب والفرجة، مؤتمرات واجتماعات بلا طائل، مليارات تصرف وتستثمر خارج أوطانها وتعود علينا بالضرر بدلا من النفع. وفي ظل هذا المشهد، تبقى دولنا العربية خارج المشهد تمارس سياسة الصمت، وكأن الوطن العربي لا يهتم بما يدور حوله، إلى جانب قلة الحيلة التي يشعر بها الجميع. وفي المقابل، هناك قلة قليلة تحاول جاهدة وفق إمكاناتها المتاحة أن تبث روح الأمل في هذه الأمة وتعيد لها أمجادها كما قال الشاعر: أَوَمَا كنتِ إذا البغيُ اعتدى موجةً مِن لهبٍ أو مِنِ دَمِ! الحال أضحى "أصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ"، ذنب هؤلاء إنهم مسلمون موحدون، تركوا للذئاب البشرية تنهش أجسادهم الغضة وحيدون ذنبهم إنهم يدافعون عن العرض والشرف والوطن والإسلام. أما آن الآوان أن يرفع الضيم عن أهل غزة، لقد ادلهم الخطب، وعظمت المصيبة، وكثر الأنين، وضمرت البطون، واشتد الكرب، وضيقت النفوس، وهدمت البيوت، وروع الأطفال، ومزقت الأجساد، وكثر الأنين فلا مجيب ولا رقيب ولا حسيب. إلى متى هذا الضيم، أين العربي المسلم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"، فتحتم الأرض ونشرتم العدل، وعلمتم العالم الذي بفضلكم أنرتم لهم الدرب؛ حتى أضحى العلم اليوم مصباح الشعوب المتطورة. بنو صهيون لا يراعون عهدًا ولا ذمة، ولا ميثاق، هذا موئلهم منذ القدم، يدّعون الحضارة، والديمقراطية، والتطور وهم أبعد عنها، مثلهم مثل الشعوب المتوحشة القديمة، الجرمانية والسكسونية والتترية، الجاهلية العربية التي تطبق قانون الغاب، الغلبة للأقوى. لا دين لهم سوى المادة، لا ضمير لهم سواء السادية. فالبدار البدار، قبل فوات الأوان، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "بلْ أنتمْ يومَئذٍ كَثيرٌ، ولكنَّكمْ غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ".


جريدة الرؤية
منذ 3 ساعات
- جريدة الرؤية
كرسي المسؤول.. بين شرف المنصب وثقل الأمانة
حمود بن علي الطوقي في عالمٍ مكتظٍ بالتغريدات والآراء المتسارعة، نادرًا ما تترك كلمة موجزة أثرًا عميقًا… لكن ما كتبته مؤخرًا في تغريدة، كان استثناءً. تغريدة نُسجت من تجربةٍ شخصية لرجلٍ شغل منصبًا قياديًا سابقًا، صارحني بصدق قائلاً: "حين كنت في المنصب، كنت أرى الروتين والبيروقراطية شطارة ونظامًا، كنا نعقّد الإجراءات على الناس دون أن نشعر، لكن بعد تقاعدي، وجدت نفسي أطرق الأبواب ذاتها التي كنا نغلقها، وعندها فقط أدركت أننا كنّا نُعذّب المواطنين رسميًا. لو عاد بي الزمن، لأصلحت ما أفسده الروتين". تغريدة واحدة، تجاوزت 130 ألف مشاهدة، وأصبحت حديث المجالس، ومنصات التواصل الاجتماعي لِما حملته من صدقٍ وتجربةٍ مؤلمة. وجدت صداها بين مختلف فئات المجتمع، ومن بينهم مسؤولون ووزراء سابقون وحاليون، لأن رسالتها كانت واضحة: "المسؤولية ليست سلطة، بل أمانة". رغم قصرها، فقد اختزلت التغريدة دعوةً صريحة لإعادة النظر في مفهوم المنصب، والتأكيد أن الكرسي لا يصنع المسؤول، بل الضمير الحيّ، والإخلاص في أداء الواجب. وفي هذا السياق، لا بد من استحضار التوجيهات الصادقة من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يقود نهضتنا المتجددة بثبات واقتدار، إذ شدد في أكثر من مناسبة على أن: "المسؤولية تكليف لا تشريف، وعلى من يتولى مسؤولية أن يتحمل قراراته، ويُخلص في عمله، ويكون قادرًا على تبرير أفعاله عند المساءلة". حسبنا أن توجيهات سامية ترسم ملامح الحكم الرشيد وخريطة الطريق، الذي يوجب على المسؤول أن يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه الآخرون، وأن يتّقي الله في كل قرار يتخذه، خاصة إذا ما تعلق بمصالح العباد والبلاد. ونحن كأصحاب أقلام، من الصحفيين حين ننتقد، فإننا لا نفعل ذلك إلا من منطلق مسؤوليتنا الوطنية والأخلاقية، فالصحافة الجادة تمارس النقد البناء لا من أجل التشهير، بل من أجل الإصلاح والتقويم. وفي المقابل، لا بد أن نثمّن الجهود الحكومية التي تبذل في سبيل تبسيط الإجراءات وتحسين تجربة المواطن، ومن ذلك ما بادرت إليه بعض الجهات الحكومية من تخصيص قاعات مهيأة للمراجعين، في خطوة إيجابية تُعزز ثقافة الاحترام وتُبسط الإجراءات، وتترجم توجه الحكومة نحو تطوير العمل المؤسسي وإرساء مفهوم الحوكمة وتحقيق رضا المواطن. وهنا، أحب أن أهمس في أذن كل من تولّى مسؤولية، موظفًا كان أو مديرًا أو مسؤولًا رفيعًا: اجعل من موقعك الوظيفي طريقًا لخدمة المواطن، لا وسيلة لتعقيد أمورهم، فأعظم ما يمكن أن تُنجزه في يومك، أن يخرج المراجع من مكتبك راضيًا من المعاملة، شاكرًا لحسن الاستقبال، مقدّرًا لسرعة الإنجاز. فكلمة شكرا التي تخرج من قلب مواطن قدمت له الخدمة، هي شهادة تُكتب في صحيفة أعمالك. أما المسؤول الذي شاركني تجربته فقد أطلق شرارة منبهًا: إن التعقيد والبيروقراطية لا مبرر لهما في هذا الزمن الذي نراه زمن عجلته متسارعة ولا مجال للتبرير وتعقيد في الإجراءات. أخيرا نقول لكل مسؤول: لا تغتر بالمنصب… فسيأتي يوم تكون فيه على الجهة الأخرى من الطاولة، تنتظر معاملة وستكون أمام موقف تعرف من خلاله طبيعة عمل المسؤول. هل خرجت من عنده راضيا أو مهموما، فالكرسي الذي تجلس عليه اليوم، حتما لن يدوم لك، ولكنّ الأثر الذي تعمله في خدمة العباد والبلاد باقٍ لا محالة، وما يخلّد المسؤول ليس المنصب الذي تقلّده، بل البصمة التي تركها، والقلوب التي دعت له بصدق بعد رحيله.


جريدة الرؤية
منذ 4 ساعات
- جريدة الرؤية
عُمان والفلبين توقعان اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات
◄ بدر بن حمد يبحث في مانيلا توقيع المزيد من الاتفاقيات لدعم علاقات التعاون والشراكة مسقط- الرؤية عقد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، لقاءً ثنائيًا مع معالي ماريا تيريزا لازارو وزيرة الخارجية بجمهورية الفلبين، وذلك في العاصمة مانيلا. شهد اللقاء توقيع الوزيرين على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لحملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والخدمة، والتأكيد على علاقات الصداقة بين البلدين وسبل تعزيز التعاون والشراكة بينهما في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية. وأعربت معالي الوزيرة الفلبينية عن شكر وتقدير بلادها البالغ للجهود الإنسانية التي تقوم بها سلطنة عُمان، والتي أسفرت مؤخرًا عن الإفراج عن عدد من البحارة التابعين للسفينة "جالكسي ليدرز" في اليمن. كما ثمّنت معاليها سياسة السلام الحكيمة والمتوازنة التي ينتهجها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والمعاملة الطيبة التي تحظى بها القوى العاملة الفلبينية في سلطنة عُمان. كما أعربت عن ترحيب حكومتها بمخرجات المبادرة الاقتصادية الناجحة التي تم تنظيمها في إطار منتدى عُمان–سيبو للاستثمار، واهتمامها بدعم مزيد من هذه المبادرات، وتشجيع القطاع الخاص على اغتنام الفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة. من جانبه، ثمّن معالي السيد وزير الخارجية ما تطرقت إليه معالي الوزيرة تجاه سلطنة عُمان، مؤكدًا على تلاقي مشاعر الصداقة والقيم الإنسانية المشتركة التي من شأنها أن تتواصل وتتنامى في خدمة وتعزيز المصالح المشتركة، وكل ما يؤدي إلى تحقيق المنافع المتبادلة ويعود بالخير على الجميع. واتفق الوزيران على متابعة الجهود الرامية إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تسهم في دعم علاقات التعاون والشراكة، مثل اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين. كما اتفق الوزيران على عقد النسخة الثانية من منتدى الاستثمار بين البلدين، ليكون في مسقط خلال العام القادم، بما يسهم في توطيد علاقات اقتصادية مثمرة ومستدامة. وعلى الصعيد السياسي، تبادل الوزيران وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التشاور حول سبل تبادل المعرفة، وبناء المهارات، وتطوير علاقات الشراكة بين مجموعة دول الآسيان ومجلس التعاون لدول الخليج العربية. حضر اللقاء سعادة المهندس ناصر بن سعيد المنوري، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية الفلبين، وسعادة راؤول هيرنانديز، سفير جمهورية الفلبين المعتمد لدى سلطنة عُمان، وعدد من المسؤولين في الجانبين.