
حسين الشرع.. تعرف إلى والد الرئيس السوري
خبير اقتصادي وكاتب وباحث أكاديمي في مجال النفط، من مواليد عام 1944، وهو والد الرئيس السوري أحمد الشرع ، تأثر بالفكر القومي الناصري منذ المرحلة الثانوية، ونشط في المظاهرات الطلابية الرافضة لانفصال سوريا عن مصر عام 1963. لاحقته السلطة وحاولت اغتياله، مما اضطره إلى الفرار إلى الأردن ثم العراق حيث أكمل دراسته الجامعية، ثم عاد إلى بلاده وعمل في مجال النفط، لكنه غادرها من جديد عام 1979 بسبب القيود السياسية التي فرضت عليه وعمل في السعودية باحثا اقتصاديا.
المولد والنشأة
ولد حسين علي الشرع عام 1944 في مدينة فيق السورية في الجولان ، وكانت تتبع حوران، وتبعد عن مدينة القنيطرة نحو 50 كيلومترا جنوبا، وعاشت عائلته متنقلة بينها وبين قرية جيبين التي تبعد عن القنيطرة نحو 7 كيلومترات شرقا، وهاجر جده لأبيه من الجولان بعد احتلال إسرائيل المنطقة عام 1967.
تتحدر أسرته من عائلة غنية كانت من كبار ملاك الأراضي، إذ ملكت نحو 85% من أراضي فيق، واشتهرت بعراقتها وعلمها وارتباط نسبها بسلالات تتصل بآل بيت النبوة، وكانت لهم مكانتهم عند أبناء المنطقة في الوجاهة والصلح والسلطة منذ الفترة العثمانية وحتى الانتداب الفرنسي، وامتدت أسرهم وتناسبت مع عائلات من حوران والأردن و فلسطين و دمشق.
وكان جده لأبيه يمتلك نحو ألفي دونم وزعت في ما بعد على العاملين فيها وكان عددهم 80، إذ كان أغلب السوريين في تلك الفترة لا يفرقون بين العامل وصاحب الأرض إيمانا منهم بأن "الملك وأصحابه لله".
ناضل جده وأعمامه ضد المستعمر الفرنسي، وشاركوا في ثورة الزوية في الجولان السوري عام 1920، وشاركت فيها أسر عدة أبرزها آل الشرع (قرية جيبين) وآل السلامات (قرية العال) وآل طحان، وقد أرّخها حسين الشرع في كتاب.
كبر الشاب حسين وترعرع في فيق ودرس في البداية بالكتّاب وتعلّم الحساب، ثم التحق بالتعليم النظامي واستمر فيه حتى المرحلة الثانوية حين بدأ يتأثر بالفكر القومي والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
أبناؤه
أحمد الشرع
تولى الرئاسة عقب خلع الرئيس السوري بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وكان في السابق قياديا في المعارضة المسلحة، وهو الابن الثالث لحسين الشرع، ولد عام 1982.
درس الطب في جامعة دمشق، لكنه قرر "اختيار طريق الجهاد" ومقاومة الغزو الأميركي عام 2003 فالتحق بـ تنظيم القاعدة ، وسجن على إثرها 5 سنوات.
انتقل لاحقا إلى سوريا وأسس " جبهة النصرة" فرعا للقاعدة، وعرف حينئذ باسم أبو محمد الجولاني، ولاحقا أعلن انشقاقه وفك ارتباطه عن الجبهة في يوليو/تموز 2016 لاختلافه معها على المنهج، وأعلن تأسيس " جبهة فتح الشام"، وصارت لاحقا تعرف بـ" هيئة تحرير الشام".
برز اسمه أمينا عاما لـ" إدارة العمليات العسكرية" التي أطلقت معركة " ردع العدوان" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، واستطاعت إسقاط نظام الأسد في 12 يوما، ثم اختير رئيسا لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد في 29 يناير/كانون الثاني 2025.
ماهر الشرع
الابن البكر لحسين الشرع، من مواليد دمشق عام 1973، وهو طبيب متخصص في أمراض النساء وعلاج العقم والإخصاب. يحمل الدكتوراه في العلوم الطبية، تخصص جراحة نسائية عام 1999، إلى جانب دبلوم في إدارة النظم الصحية، وتخرج من الأكاديمية الحكومية الروسية "فارونيش الطبية" عام 2000.
عمل مستشارا للتلقيح الصناعي في "مستشفى أورينت للإخصاب والوراثة" في دمشق عام 2008، ثم انتقل إلى العمل في "مستشفى أبها للولادة والأطفال" في السعودية عام 2014، وانتقل بعدها إلى العمل في روسيا والتحق بمركز "عيادة كلاس إس" عام 2018.
شغل منصب مستشار وزير الصحة في حكومة الإنقاذ السورية بمحافظة إدلب ومنصب وزير الصحة فيها، وأكسبه ذلك خبرة في إدارة القطاع الصحي، كما عمل مستشارا في مستشفيات الشمال السوري بين عام 2022 و2023.
وعين في حكومة تصريف الأعمال ، التي أعلن عنها بعد سقوط الأسد، وزيرا للصحة، ثم عين بعد تشكيل الحكومة الانتقالية نهاية مارس/آذار 2025 أمينا عاما للرئاسة السورية.
حازم الشرع
الابن الثاني لحسين الشرع، وهو من مواليد عام 1975، يحمل درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، والماجستير ثم الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والقانونية (2013-2015) من الجامعة المصرية الأميركية الدولية.
عمل محاميا في دمشق ومديرَ مبيعات المنطقة ثم المنطقة الجنوبية ثم مدير المبيعات والقدرات، وبعدها انتقل إلى العمل في شركة "جود الدولية" ثم انتقل إلى العراق وتولى منصب مدير أعمال في مجموعة "فتال" عام 2014 ثم منصب المدير العام لـ"شركة بيت الإمارات" عام 2017.
انتقل بعدها إلى العمل في إقليم كردستان العراق بشركة الحياة لإنتاج المشروبات الغازية والمعدنية المحدودة وتولى منصب المدير العام ونائب الرئيس التنفيذي في يوليو/تموز 2022.
الدراسة والتكوين العلمي
درس حسين الشرع البكالوريوس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج فيها عام 1969، ويحمل أيضا درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد.
فكره
تأثر حسين الشرع بالفكر الناصري مع تصاعد الفكر القومي العربي الاشتراكي في ستينيات القرن العشرين وتعاقب الانقلابات في البلاد برعاية حزب البعث بالعراق وسوريا، وتزامنت عودته إلى بلاده بعدما غادرها بانقلاب الحركة التصحيحية التي تزعمها الرئيس السوري حافظ الأسد ، مما جعله متمسكا بالوحدة أكثر ورافضا للتقسيم.
وطرح منظوره في الحل السياسي للمسألة السورية في حال الانتقال السياسي في البلاد -قبل سقوط الأسد-، ببناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية أساسها المواطنة لا التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب، ويضمن هذا دستور جديد للبلاد يؤكد استقلالها والاعتراف بسيادة الشعب المطلقة، في ظل احترام الحريات والرأي الآخر والتعددية السياسية مع حرية عمل الأحزاب، إضافة إلى فصل الجيش والأمن عن السياسة وتقديم المجرمين للمحاكمة.
ويختلف الأب عن ابنه أحمد الشرع كما ذكر الأخير في مقابلة أجراها معه الصحفي الأميركي مارتن سميث في فبراير/شباط 2021، فبينما كان والده يركز على الدول العربية وأمل توحيدها والعمل لأجلها، وسّع الشرع اهتمامه ليشمل الأمة الإسلامية.
لكنه تأثر بوالده كما يقول من حيث الرغبة في النضال من أجل حقوق المظلومين ومن طابعه الثوري عموما، والذي ورثه من فكره القومي، واتفقا على حب فلسطين والرغبة في الدفاع عنها، إذ كان الحديث الأبرز المتأصل في المنزل على مدار الساعة.
التجربة العروبية
برز نشاط الشرع مع إعلان توقيع ميثاق الاتحاد بين مصر وسوريا عام 1963، إذ بدأ نشاط حزب البعث آنذاك في النكوص عن الاتفاق والتفرد بالسلطة، ولم تمر 3 أشهر حتى انقلب البعثيون وصفّوا شركاءهم الناصريين، فاحتدم الصراع في الشارع السوري خاصة في المدارس والجامعات.
انخرط الشرع ورفاقه في المظاهرات المناهضة للانفصال وشكّلوا قوة ضد "الحكومة الانفصالية" في منطقتهم، وكانوا يتظاهرون في كل مناسبة ممكنة، منها عيد الشجرة وذكرى وعد بلفور وقرار تقسيم فلسطين ، مما جعله في مصب استهداف السلطة التي كانت ترد على المظاهرات بالرصاص الحي.
في إحدى المظاهرات حاول جنود السلطة اغتيال الشرع لكنهم أصابوا بدلا منه فتاة فقتلوها، فتخفّى في منزل في الطريق حتى استطاع الفرار باتجاه غابة الزيتون جنوب فيق حيث التقى زملاءه، وبقي معهم حتى اليوم الموالي حين عادوا إلى مدينتهم وكانت الدراسة معطلة 3 أياما حدادا على القتيل.
وعندما عاد حسين الشرع وزملاؤه إلى مقاعد الدراسة توعدهم المدير بالعقاب الشديد، فخرج الشرع من بين زملائه مواجها المدير ثم نادى باقي الطلبة لتعطيل الدراسة 3 أيام إضافية ردا على ما حدث، وكان عددهم حينئذ 600، امتثلوا جميعهم للإضراب ما عدا 10 خافوا الاعتقال.
مساء ذلك اليوم اعتقل الشرع وغيره من قادة الحراك في المدارس الثانوية وأُلقوا في ثكنات عسكرية تحت الأرض، ثم نقلوا إلى سجن المزة في دمشق العاصمة، لكن وجهاء وعشائر المنطقة وقفوا أمام الجيش وطالبوا بإطلاق سراح الشباب، فأطلق سراحهم عقب 4 أيام وتوّعدهم بالأذى في حال عادوا للتظاهر.
في المهجر
اضطر الشرع إلى مغادرة البلاد نظرا لسوء الأوضاع السياسية والأمنية فيها، فانتقل إلى الأردن وكانت القاهرة هدفه، واعتقل هناك، وحالت الخلافات السياسية بين البلدين دون تحقيق مراده، فخُيّر بين السعودية والعراق، فاختار بلاد الرافدين إذ كان يرأسها عبد السلام عارف الذي كان معروفا بقربه من عبد الناصر.
تقدم الشرع للدراسة في الثانوية الإعدادية المركزية في العراق، ونجح فيها مما أهله للدراسة في الجامعة، وكان ينوي دراسة الهندسة، لكنه في النهاية التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة بغداد وتخرج عام 1969.
ويقول أحمد الشرع إن أباه عاد إلى الأردن في تلك الفترة بعد احتلال إسرائيل الجولان السوري، وعمل مع الفدائيين الفلسطينيين، ثم عاد إلى بغداد لإكمال دراسته فيها حتى عام 1971.
قرر حسين الشرع بعدها العودة إلى سوريا أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وفور وصوله سجن للمرة الثالثة قبل أن يخرج بعد توصله لتسوية مع مديرية الأمن السياسي، وحاول البحث عن عمل حكومي لكنه رُفض، فعمل مدرسا للغة الإنجليزية في درعا عاما، قبل أن ينتقل للعمل في الشركة العامة للنفط، وعين مديرا للشؤون الاقتصادية ومستشارا في وزارة النفط في حكومة محمود الزعبي.
وكان الزعبي يهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري الذي كان يعاني حينئذ، وعرض على الشرع العودة إلى القطاع العام ليساعده في تنفيذ خطته، عبر رفع عوائد النفط وغيره من الموارد الطبيعية لأقصى حد ممكن، لكن انتهى الأمر بالمستشار النفطي ضحية للنظام الإداري، إذ رفض توقيع عدد من الأوراق لصفقات تجارية مخالفة للقانون طلبها منه مسؤولون في النظام السوري.
استطاع الشرع في تلك الفترة إنجاز كثير من الدراسات عن قطاع النفط في بلاده، ودرّب عددا من الشباب الموظفين في قطاع النفط، وكان مزارا لطلبة الماجستير والدكتوراه ممن كانوا يدرسون في الخارج، وفي تلك الفترة ترشح لعضوية مجلس محافظة القنيطرة عام 1972.
وترشح الشرع عام 1973 لمجلس الشعب السوري، لكنه لم يقبل بسبب خلفيته السياسية، إذ لم يكن بعثيا. وبقي الشرع يعمل في المجال النفطي حتى عام 1979 حين تعاقد مع وزارة البترول السعودية وعين في منصب باحث اقتصادي.
عمل الشرع إضافة لعمله السابق كاتبا لمقالات سياسية واقتصادية وإستراتيجية في جريدة "الرياض" عام 1980، ثم انتقل للعمل كاتبا في جريدة الجزيرة عام 1988، وعاد بعدها إلى دمشق وعين مستشارا لرئاسة مجلس الوزراء، ومديرا للعمليات في مكتب تسويق النفط الذي كان يتبع الزعبي حينئذ.
انتقادات حكومة ابنه
في فبراير/شباط 2025 ظهر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي نسب إلى والد الرئيس السوري، وكان ينتقد فيه سياسة خصخصة الحكومة مؤسسات بالقطاع العام، مما أشعل منصات التواصل الاجتماعي، في لفتة غير معتادة -كما يقولون- لانتقاد أب يوصف بالاشتراكي سياسات حكومة ابنه.
إعلان
وكتب حسين الشرع في المنشور الرائج "ما سمعته حول خصخصة شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي أود أن أقول بملء الفم هذا خطأ كبير، ذلك أن هذا القطاع العام أُقيم في عشرات السنين وهو ثروة قومية وملك للشعب. إذا كان هناك ترهل وفساد وخسائر فهذا لا يعود للبنى الأساسية، بل يرجع إلى الإدارات الجاهلة التي أدارتها بلا خبرة ولا اهتمام لأنها اعتبرتها ملكا لها تعمل فيه كما تشاء".
وظهر حسين الشرع في أول أيام عيد الفطر في قصر الشعب أثناء استقبال الرئيس السوري للمهنئين بالمناسبة، وكان أول مشهد مصوّر يظهر فيها علانية بعد تداول إشاعات وفاته، ومن المشاهد النادرة له على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقت رواجا كبيرا بسبب انحناء ابنه لتقبيل يده.
الكتب والمؤلفات
أنجز الشرع قبل ذهابه إلى العمل في السعودية كتابين، الأول "النفط بين الإمبريالية والتنمية" ونشر في لبنان عام 1974، وكتاب "البترول والمال العربي في معركة التحرير والتنمية" في العام نفسه.
كما ألف "النفط والتنمية الشاملة في العالم العربي" عام 1983، وتحدث فيه عن دور فائض الأموال العربية وما يمكن لها أن تفعله في الاقتصاد العالمي.
وكتب عددا من الكتب عن الاقتصاد السعودي أبرزها "التقييم الاقتصادي ومستقبل التنمية في المملكة العربية السعودية" عام 1983، و"الاقتصاد السعودي في مرحلة بناء التجهيزات الأساسية" عام 1984 ودعا فيه إلى دمج قطاع النفط بغيره من القطاعات.
وله أيضا كتاب "الأهمية الاقتصادية للطرق والمواصلات في التنمية" عام 1987، وأتبعه بكتابين هما "الأهمية الاقتصادية للموانئ في التنمية"، و"الأهمية المركزية للكهرباء في التنمية الشاملة" عام 1988، وأصدرهما في الرياض.
وأصدر أيضا كتاب "منظمة أوبك 1960-1985: التحولات الكبرى والتحدي المستمر" في دمشق عام 1987، وكتب رواية "الرؤوس الحامية" عام 2020، وهي رواية سياسة اقتصادية اجتماعية، وفي العام نفسه أصدر كتاب "الشقة 43″ و"بؤس النظام العربي".
وأرّخ الشرع للثورة التي أشعل فتيلها أجداده من آل الشرع ضد الانتداب الفرنسي على سوريا في كتاب "ثورة الزويّة السورية المنسية 1920-1927" في عام 2020.
ومن كتبه الأخرى "بغداد مدينتي" عام 2021 و"قراءة في القيامة السورية" عام 2022 و"العبودية التاريخية ومنهجية الاستعباد في حكم سوريا" عام 2023، وكتاب "الأحزاب السياسية في البلاد العربية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
استقرار في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحد
استقر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار -اليوم الأحد- في تعاملات السوق الموازية بالمدن، في حين ثبّت مصرف سوريا المركزي سعر الصرف في التعاملات الرسمية. سعر صرف الليرة السورية بالسوق الموازية استقر سعر صرف الليرة مقابل الدولار عند 12 ألفا عند الشراء في مدن دمشق وحلب وإدلب و12 ألفا و100 عند البيع وهي المستويات المسجلة مساء أمس. تراجع سعر الليرة في الحسكة إلى 12 ألفا و450 مقابل الدولار عند الشراء من 12 ألفا و350 ليرة مسجّلة مساء أمس، كما انخفض عند البيع إلى 12 ألفا و550 ليرة من 12 ألفا و450 ليرة. سعر صرف الليرة السورية بالتعاملات الرسمية يواصل "المركزي" تثبيت سعر صرف الليرة في التعاملات الرسمية عند 12 ألفا عند الشراء و12 ألفا و120 ليرة عند البيع، وفق النشرة الصادرة صباح اليوم. عوامل مؤثرة على سعر صرف الليرة السورية علقت الولايات المتحدة مؤقتا العقوبات على سوريا، مما فتح الباب للتعاملات مع مؤسسات الحكومة ومعاملات الطاقة، وسمح بتحويل الأموال الشخصية إلى البلد بما فيها المصرف المركزي. ينظر الاتحاد الأوروبي في إمكانية تمديد تعليق العقوبات المفروضة على سوريا، مع مراقبة الوضع في هذا البلد عن كثب، وفق تعبير قادة من التكتل الشهر الماضي. أزالت بريطانيا الشهر الماضي 24 كيانا سوريا من قائمة العقوبات، منها البنك المركزي وبنوك أخرى وشركات نفط، ولم تعد هذه الكيانات خاضعة لتجميد الأصول. عَيّن الرئيس السوري أحمد الشرع حاكمًا جديدا للمصرف المركزي وهو عبد القادر الحصرية، بعد أسابيع من تقديم ميساء صابرين استقالتها. رفع "المركزي" سعر صرف الليرة مقابل الدولار إلى 12 ألف ليرة عند الشراء مؤخرا، ويستمر في تثبيت هذا المستوى. سمح "المركزي" للبنوك والصرافات المرخصة بتسعير صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية، بما يزيد أو يقل بهامش معين عن السعر الرسمي الصادر في نشرات "المصرف" مما يشكّل مزاحمة للسوق الموازية. انخفض عدد الموظفين بالدولة بصورة كبيرة بعد تسريح الموظفين الوهميين وحل جيش النظام السابق وشرطته، وهما جهتان استحوذتا خلال السنوات الماضية على المقدار الأكبر من الصرف الحكومي.


الجزيرة
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
الدويري: إسرائيل تسعى لتقسيم سوريا إلى 4 كانتونات
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن المنطلق الإسرائيلي الأساسي تجاه سوريا هو تقسيمها إلى 4 كانتونات. وأوضح -خلال فقرة التحليل العسكري- أن إسرائيل تدعم فعليا 3 كانتونات من أصل 4 تسعى لتكوينها بهدف إضعاف الدولة السورية وتفكيك وحدتها. وبحسب الدويري، فإن هذه الكانتونات تشمل: منطقة شرق الفرات ككانتون كردي. منطقة جبال العلويين ككانتون علوي. وتبحث إسرائيل حاليا عن إقامة كانتون درزي. وأن يكون الكانتون السني رابع هذه التقسيمات المخطط لها. وشدد على أن الادعاءات الإسرائيلية بحماية الدروز ما هي إلا "أكذوبة" تخفي وراءها أهدافا إستراتيجية تتعلق بتفكيك سوريا. ولفت الخبير العسكري إلى أن بعض التقارير أشارت إلى تدمير إسرائيل حوالي 90% من قدرات الجيش السوري السابق في الأيام الأولى التي تلت سقوط النظام، خاصة فيما يتعلق بالدفاعات الجوية والقوات البحرية، مما يحد من قدرة سوريا على مواجهة التدخلات الإسرائيلية حاليا. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد وجه -اليوم الجمعة- رسالة تحذير إلى الرئيس السوري أحمد الشرع ، بأعقاب قصف إسرائيلي استهدف في وقت سابق من صباح اليوم محيط القصر الرئاسي في دمشق. وقال كاتس في منشور عبر منصة إكس "عندما يستيقظ الجولاني (الاسم السابق للرئيس أحمد الشرع) صباحا ويرى نتائج هجوم سلاح الجو الإسرائيلي سيدرك تماما أن إسرائيل عازمة على منع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا". وفيما يتعلق بالضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد مجمع القصر الرئاسي في دمشق، أوضح الدويري أن هذا العمل يمثل "رسالة واضحة" ترفض من خلالها إسرائيل النظام السوري الجديد، مستنكرا التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن "حماية الدروز" بينما تتجاهل المجازر التي تقوم بها في الضفة الغربية وغزة. وأشار إلى تناقض الخطاب الإسرائيلي الذي يتهم النظام السوري بظلم الأقليات، في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل جرائم حرب في المناطق الفلسطينية، معتبرا أن الهدف الحقيقي لإسرائيل هو "إبقاء سوريا ضعيفة إن لم تكن مفككة". وبحسب الدويري، فإن القيادة السورية الحالية لديها أولويات أخرى لا تتضمن مواجهة إسرائيل في المرحلة الراهنة، مؤكدا أن هذا التوجه منطقي في ظل الظروف الراهنة. وأوضح أن هذه الأولويات تتمثل في تثبيت أركان النظام الجديد، وضبط الواقع الأمني الداخلي، وتصويب الأوضاع الاقتصادية، ومن ثم التعامل مع التدخلات الإسرائيلية في مراحل لاحقة. وبيّن أن الإدارة السورية الجديدة نجحت حتى الآن في مقاربتها التي تمزج بين "التدخل العسكري المحدود لضبط الواقع الميداني، ودعم ذلك بإجراء توافقات"، مما أجهض خطط التقسيم التي يسعى إليها الجانب الإسرائيلي.


الجزيرة
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
إسرائيل تهاجم هدفا قرب القصر الرئاسي بدمشق وتوجه رسالة تهديد
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة- إن الجيش هاجم هدفا قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجددا تعهده بحماية أبناء الأقلية الدرزية. وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعدما تعهدت بالدفاع عن الأقلية الدرزية. وتعكس هذه الضربات تحديا إضافيا أمام جهود الرئيس المؤقت أحمد الشرع لبسط سيطرته على البلاد التي مزقتها الحرب. وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس"شنت إسرائيل الليلة الماضية غارة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق". وأضاف "هذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار جنوب دمشق أو بتشكيل أي تهديد للدروز". وكانت طائرة إسرائيلية قد قصفت الأربعاء الماضي ما ادعت إسرائيل أأنها 3 "أهداف أمنية" داخل أشرفية صحنايا، بزعم "الدفاع" عن الدروز، وذلك ضمن محاولات إسرائيل استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، في وقت تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوقا متساوية دون أي تمييز. وتأتي هذه الضربات في ظل التوترات الأخيرة في جرمانا بريف دمشق والتي انتهت باتفاق بين الحكومة ومشيخة العقل في المدينة يقضي بدخول جهاز الأمن العام جرمانا. وقد أكد مراسل الجزيرة أن قوات الأمن العام دخلت جرمانا بالفعل ونشرت حواجز وسط وأطراف المدينة. وأظهرت الصور حركة طبيعية في ساحة الكرامة وسط جرمانا والشوارع الرئيسية فيها، وخلوها من المظاهر المسلحة. كما قال مدير أمن ريف دمشق للجزيرة إن قوات الأمن بدأت في تعزيز انتشارها بجرمانا تنفيذا للاتفاق بين وزارة الداخلية ومشيخة العقل بالمدينة، مضيفا أنهم سيبدؤون بتسلم السلاح الثقيل من المجموعات في جرمانا وأن كل من يرفض سيعتبر خارجا عن القانون. وكانت مشيخة عقل طائفة من يسمون "الموحدين الدروز" في سوريا أكدت التزامها بالمواقف الوطنية الثابتة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد. كما جددت مشيخة عقل الطائفة رفضها التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال، وطالبت بتفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية بمحافظة السويداء وتأمين طريق السويداء دمشق، وبسط الأمن والأمان على الأراضي السورية بعيدا عن الفتن والنعرات الطائفية. وليلة الثلاثاء الأربعاء، شهدت أشرفية صحنايا، حيث يتمركز سكان دروز، اشتباكات بين الأمن السوري و"مجموعات خارجة عن القانون" على خلفية تسجيل صوتي منسوب لدرزي يسيء فيه لشخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مما أودى بحياة 5 أشخاص. وأعلنت الداخلية السورية -أول أمس- مقتل 11 من عناصر الأمن في هجمات شنتها تلك المجموعات صباحا على نقاط وحواجز أمنية على أطراف المنطقة، التي تحركت قوات الأمن لضبط الأوضاع فيها. وبعد ساعات من التوترات، أعلنت مديرية الأمن العام بريف دمشق -مساء أول أمس- انتهاء العملية الأمنية في جميع أحياء صحنايا، وانتشار القوات الأمنية لاستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة.