
ارتفاع استثمارات الذهب بنسبة 78%.. ماذا ينتظر المعدن الأصفر؟
ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، بلغت مشتريات الذهب العالمية في الربع الثاني من 2025 نحو 1249 طنًا، وهو رقم ضخم يعكس عودة ثقة غير معهودة منذ سنوات بهذا المعدن الأصفر.
واتجهت أسعار الذهب اليوم الجمعة نحو تسجيل خسارة أسبوعية ثالثة على التوالي، مع استمرار الضغط الناتج عن قوة الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وسجل الذهب استقرارًا في المعاملات الفورية عند مستوى 3288.89 دولار للأونصة بحلول الساعة 07:33 بتوقيت غرينيتش، بعد أن انخفض بنسبة 1.4% حتى الآن خلال الأسبوع الجاري، وفي الوقت ذاته، تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.3% لتصل إلى 3339.90 دولار للأونصة.
موجة شراء تاريخية: قفزة بنسبة 78% في استثمارات الذهب
تُظهر البيانات الأخيرة أن العالم اشترى 15.3 مليون أونصة من الذهب لأغراض الاستثمار خلال ثلاثة أشهر فقط، أي بزيادة قدرها 78% على أساس سنوي.
إجمالي قيمة ما تم إنفاقه على الذهب خلال هذه الفترة بلغ 132 مليار دولار، وهو رقم تاريخي يعكس حجم الطلب غير المسبوق.
وجاءت مشتريات الذهب موزعة على النحو التالي:
477 طنًا استُخدمت لأغراض الاستثمار.
366 طنًا في صناعة المجوهرات.
79 طنًا في القطاع التكنولوجي.
أما مشتريات البنوك المركزية فقد تجاوزت حاجز 5000 طن منذ بداية العام، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا واضحًا نحو الذهب كأصل آمن.
أندرو نايلور: 'الذهب يعود إلى واجهة الاستثمار الاستراتيجي'
قال أندرو نايلور، رئيس قسم الشرق الأوسط والسياسة العامة في مجلس الذهب العالمي، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن 'الطلب على الذهب ارتفع بأكثر من 3% في الربع الثاني'، معتبراً أن هذا يعكس تحولًا في سلوك المستثمرين الذين بدأوا يعيدون النظر في أدوات التحوط التقليدية.
وأوضح نايلور أن التوترات الجيوسياسية، وضغوط التضخم، وتباطؤ النمو العالمي كلها عوامل تدفع 'الذهب للعودة باعتباره أصلًا سياديًا وسيولة نقدية هامة في المحافظ الاستثمارية، سواء لدى الأفراد أو البنوك المركزية'.
وأشار إلى أن البنوك المركزية تتحوط بالذهب لحماية ثرواتها الوطنية من تقلبات العملات والضغوط الاقتصادية، مؤكداً أن 85% منها تخطط للاستمرار في شراء الذهب خلال السنوات القادمة.
تضارب في توقعات الأسعار: بين 3300 و4000 دولار للأونصة
في ظل الطلب القوي، تتباين توقعات المؤسسات المالية حول أسعار الذهب:
غولدمان ساكس وفيديليتي للاستثمار يتوقعان ارتفاع الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول نهاية 2026.
في المقابل، تتوقع مؤسسات أكثر تحفظًا مثل HSBC وسيتي غروب ألا يتجاوز الذهب 3300 دولار خلال العام الحالي.
هذا التباين يعكس وجهتي نظر متباينتين: الأولى ترى الذهب محصنًا من الاضطرابات الاقتصادية، والثانية تعتقد أن استقرار الاقتصاد قد يقيد صعود الأسعار.
الذهب والمجوهرات: تراجع جزئي بسبب الأسعار القياسية
رغم ازدهار الطلب الاستثماري، شهدت مبيعات المجوهرات الذهبية تراجعًا في الأسواق التقليدية مثل الشرق الأوسط وآسيا، حيث أدت الأسعار القياسية إلى تراجع الرغبة في الشراء لأغراض الزينة.
غير أن هذا لا يعني تراجع السوق ككل، بل تحولا في طبيعة الطلب من التزيين إلى التحوط والاستثمار.
البنوك المركزية: اللاعب الصامت الذي لا يتوقف عن الشراء
تُظهر البيانات أن البنوك المركزية تمثل نحو 20% من إجمالي الطلب العالمي على الذهب، مع تحول واضح للذهب إلى عنصر أساسي في استراتيجيات الاحتياطي النقدي للدول.
هذا الاتجاه يبرز الذهب كأداة أساسية للحفاظ على الثروات في ظل تقلبات العملات وأسواق المال.
أسعار الفائدة: العامل الحاسم في مستقبل الذهب
يرى الخبراء أن مسار الذهب في النصف الثاني من 2025 سيكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأسعار الفائدة العالمية.
مع اتجاه بعض البنوك المركزية نحو التيسير النقدي وخفض الفائدة، قد يرتفع الطلب على الذهب كأصل جذاب بديل عن أصول الدخل الثابت.
في حال تحسن بيانات النمو الاقتصادي وتأجيل خفض الفائدة، قد يواجه الذهب ضغوطًا سعرية مؤقتة، رغم الأساسيات القوية التي تدعمه.
الذهب لم يعد 'ترفًا'.. بل استراتيجية أساسية
في ظل الشكوك الاقتصادية، وتقلب العملات، والأزمات الجيوسياسية المتجددة، يعيد الذهب تأكيد مكانته كأصل سيادي واستثماري لا غنى عنه، سواء للمستثمرين الأفراد أو للبنوك المركزية.
المستقبل قد يحمل صعودًا أقل درامية مما شهدناه في النصف الأول من 2025، لكنه بلا شك لن يعيد الذهب إلى الظل قريبًا، إذ بات أحد أركان الثقة في الاقتصاد العالمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ ساعة واحدة
- الوسط
أسعار النفط ترتفع بعد تراجعها إلى أدنى مستوى منذ 5 أسابيع
ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، منتعشةً من أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع الذي سجلته أمس، وسط مخاوف من انقطاع الإمدادات بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي. وصعدت العقود الآجلة لخام «برنت» 43 سنتًا، أو 0.6%، لتصل إلى 68.07 دولار للبرميل، بينما زادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 40 سنتًا، أو 0.6%، لتسجل 65.56 دولار للبرميل، حسب وكالة «رويترز». فرض رسوم جمركية ثانوية على الهند وقال محللو استراتيجيات السلع في بنك «آي إن جي» إن السوق لن يتأثر كثيرا «إذا توقفت الهند عن شراء النفط الروسي وسط تهديدات أميركية بفرض رسوم جمركية عليها»، مضيفين أن الخطر الأكبر يكمن في أن يبدأ مشترون آخرون أيضًا في تجنب النفط الروسي. يشار إلى أن عقود النفط تراجعت بأكثر من دولار واحد أمس الثلاثاء لتستقر عند أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع، مسجلةً بذلك رابع جلسة من الخسائر، بسبب مخاوف من فائض المعروض نتيجة زيادة إنتاج «أوبك بلس» المخطط لها في سبتمبر.


أخبار ليبيا
منذ 8 ساعات
- أخبار ليبيا
ارتفاع نسبي.. أسعار الذهب في ليبيا الثلاثاء (05 اغسطس 2025)
شهدت أسعار الذهب في ليبيا ارتفاعاً نسبياً ومستمرا للكسر والمسبوك وللذهب الجديد والمستعمل بالتزامن مع تراجع سعر الدولار محلياً وتباين اسعار الذهب عالمياً، مقارنة بالأسعار المسجلة يوم امس، بحسب منصات مهتمة بالمعدن الأصفر. سعر كسر الذهب وبلغ سعر كسر الذهب عيار 24 في الأسواق الليبية 820 ديناراً، سعر كسر الذهب عيار 22 سجل 751.66 دينارا للغرام، كذلك بلغ سعر الغرام من عيار 21 بـ 717.5 دينار. في حين سجل سعر كسر الذهب 615 ديناراً لعيار 18، وفق الأسعار المتداولة مساء الثلاثاء، وسجل سعر الذهب المسبوك عيار 18 بـ 621 دينار، والذهب المسبوك عيار 24 ب826 دينار وتختلف أسعار البيع والشراء في محال الصاغة حسب الموقع وتكاليف المصنعية المتفاوتة. سعر الذهب الجديد والمستعمل فيما تراوح سعر الذهب الجديد عيار 18 ب800 إلى 830 دينار، وتراوح سعر الذهب الجديد عيار 21 ب890 إلى 930 دينار، بينما بلغ سعر الذهب المستعمل عيار 18 ب700 إلى 730 دينار، وتراوح سعر الذهب المستعمل عيار 21 ب795 إلى 825 دينار، فيما بلغ سعر ليرة عيار 21 وزن 8 جرام 5675 دينار. سعر الفضة وحسب المنصات فإن قيمة الفضة الجديدة الخارجية تراوحت بين 35 إلى 50 دينار، وسعر الفضة الجديدة المحلية تراوح بين 22.0 إلى 25.0 دينار.


أخبار ليبيا
منذ 8 ساعات
- أخبار ليبيا
المركزي يوضح حجم الاعتمادات المستندية التي تم حجزها عبر المنصة الجديدة
أعلن مصرف ليبيا المركزي أن إجمالي الاعتمادات المستندية التي تم حجزها عبر منصة العملة الأجنبية الجديدة بلغ 1,887 اعتمادًا بقيمة إجمالية تقدر بـ1.6 مليار دولار أمريكي. وأكد المصرف أنه باشر اليوم إحالة الطلبات المعتمدة إلى المصارف التجارية، للشروع في معالجتها ومنح الموافقات اللازمة وفقًا للضوابط التنظيمية المعتمدة، على أن يبدأ التنفيذ الفعلي ابتداء من يوم الغد، مع الربط التقني بين المنظومة والمصارف التجارية لضمان سرعة الاستجابة والتعامل الفوري مع الطلبات.