logo
"جوجل" تعمل على أداة بريد إلكتروني تعمل بالذكاء الاصطناعي... ماذا تفعل؟

"جوجل" تعمل على أداة بريد إلكتروني تعمل بالذكاء الاصطناعي... ماذا تفعل؟

صحيفة سبقمنذ 2 أيام

كشفت تقارير صحفية عالمية عن أن "جوجل" تعمل على أداة بريد إلكتروني تعتمد على الذكاء الاصطناعي تمكن المستخدمين من "الإجابة على مختلف الرسائل بأسلوبه الخاص".
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ديميس هاسابيس، رئيس "جوجل ديب مايند" قوله إنه يريد أن يُمكّن الذكاء الاصطناعي من تفريغ البريد الوارد من خلال اتخاذ "بعض القرارات الأسهل".
ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يُحدث تطور الذكاء الاصطناعي تغييرات هائلة تُضاهي ظهور الإنترنت أو حتى الثورة الصناعية، ولكن قبل كل ذلك، يُريد أحد رواد التكنولوجيا أن يُعالج مشكلة أكثر إلحاحًا - طغيان البريد الإلكتروني.
رئيس جوجل ديب مايند، أنه وفريقه يعملون على "الجيل القادم من البريد الإلكتروني" الذي سيُمكّنهم من التعامل مع روتين فرز رسائل البريد الإلكتروني اليومي، والرد على أكثرها بساطة، وتجنب الحاجة إلى الاعتذار المُلحّ عن تفويت رسالة مهمة.
وقال هاسابيس إن تأثير الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي "مُبالغ فيه على المدى القصير"، ولكنه سيؤدي إلى تغييرات عميقة على المدى الطويل في المجتمع.
ومع ذلك، قال إنه قبل أن تصبح هذه التقنية جاهزة لعلاج جميع الأمراض المعروفة أو حل أزمة المناخ، كان يعمل على حل مشكلة تراكم رسائل البريد الإلكتروني في العالم.
وأضاف: "ما أريده حقًا - ونحن نعمل عليه - هو إمكانية الحصول على بريد إلكتروني من الجيل التالي، وأود التخلص من بريدي الإلكتروني. سأدفع آلاف الدولارات شهريًا للتخلص منه".
وعندما سُئل عما يدور في ذهنه تحديدًا، قال إنه يخطط "لشيء يفهم فقط رسائل البريد الإلكتروني الأساسية، ويجيب بأسلوبك - وربما يتخذ بعض القرارات الأسهل".
واستمر بقوله إنه يرى أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية الناس من خوارزميات أخرى صممتها شركات التكنولوجيا الكبرى لتشتيت انتباههم عن مهام أكثر أهمية.
وشدد على أنه "متحمس جدًا لفكرة مساعد ذكاء اصطناعي عالمي يعرفك جيدًا، ويثري حياتك ربما من خلال تقديم توصيات رائعة لك، ويساعدك في إنجاز المهام الروتينية نيابةً عنك".
واستدرك بقوله "إنه يمنحك مزيدًا من الوقت، وربما يحمي انتباهك من الخوارزميات الأخرى التي تحاول جذب انتباهك. أعتقد أنه يمكننا بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الفرد."
صرح هاسابيس بأنه توقع في البداية أن معركة تطوير الذكاء الاصطناعي العام بإدراك أشبه بالإدراك البشري قادر على العمل على مجموعة واسعة من المهام، ستقودها الأوساط العلمية والأكاديمية، ومع ذلك، قال إن تطبيقاته كانت فورية لدرجة أن الشركات الكبرى انخرطت فيه قبل وقت طويل مما كان يعتقد.
وأعرب عن أمله في إيجاد "أرضية مشتركة، على الأقل على المستوى العلمي ومستوى السلامة، لأنه في النهاية لصالح البشرية جمعاء. سيؤثر على البشرية جمعاء."
وتطرق إلى أن "الذكاء الاصطناعي العام لا يزال على بُعد خمس إلى عشر سنوات"، مضيفا "هذا وقت قصير جدًا إذا فكرت في مدى أهمية هذه اللحظة."
ولفت إلى أنه "يعتقد أنها ستكون ثورة صناعية جديدة، فعليًا. لأمرٍ بهذه الأهمية، أعتقد أنه من المهم السعي إلى استشراف المستقبل قدر الإمكان".
وأشار هاسابيس إلى وجود نسخ من "يوتوبيا الذكاء الاصطناعي" التي تُخلق فيها "وفرة هائلة"، حيث تُقدم التكنولوجيا حلولًا لقضايا إنتاج الطاقة واستهلاكها، ودعا الأكاديميين إلى التفكير في العواقب.
وواصل بقوله "حتى في الحالات الجيدة التي نحقق فيها وفرة هائلة وازدهارًا اقتصاديًا، هل يمكننا ضمان تقاسمها وتوزيعها بشكل عادل؟".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تعلن حصيلة صادراتها الدفاعية في 2024
إسرائيل تعلن حصيلة صادراتها الدفاعية في 2024

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

إسرائيل تعلن حصيلة صادراتها الدفاعية في 2024

أعلنت إسرائيل، الأربعاء، أن صادراتها الدفاعية تجاوزت 14.795 مليار دولار أميركي في عام 2024، بزيادة قدرها 13% عن العام السابق، فيما كان أكثر من 50% منها مع دول أوروبية. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزارة الدفاع قولها إنه خلال العام 2024، تمكنت الصناعات الدفاعية من توقيع مئات العقود المهمة حول العالم، أكثر من نصفها (56.8%) صفقات ضخمة تبلغ قيمة كل منها 100 مليون دولار على الأقل، لتكمل خلال 5 سنوات قفزة تزيد عن 100٪. وتقول الوزارة إنها، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، عملت الصناعات الدفاعية في حالة طوارئ وعلى مدار الساعة، حيث حشدت جهودها لدعم المجهود الحربي عبر استمرار الإنتاج لصالح الجيش الإسرائيلي، مع الحفاظ على وتيرة التصنيع لصالح العملاء الأجانب. الصادرات العسكرية الإسرائيلية وذكرت الوزارة أن صادرات الصواريخ والقذائف وأنظمة الدفاع الجوي حققت إنجازاً هاماً جديداً، حيث شكلت 48% من إجمالي حجم الصفقات، مقابل 36% في العام 2023. كما شهدت صادرات أنظمة الأقمار الاصطناعية والفضاء نمواً ملحوظاً، لتمثل 8% من الصفقات في 2024 مقارنة بـ 2% في عام 2023. وشكلت المركبات والمدرعات نسبة 9% من حجم الصادرات الدفاعية الإسرائيلية، مقابل 8% للرادارات وأنظمة الحرب الإلكترونية، و8% للطائرات المأهولة وإلكترونيات الطيران، و6% لوسائل المراقبة والأنظمة الكهروبصرية، و4% لأنظمة الاستخبارات والمعلومات والأمن السيبراني، و3% للذخيرة والتسليح، و2% لمحطات ومنصات إطلاق النار، و2% لأنظمة القيادة والتحكم والربط العسكري، و1% للطائرات بدون طيار، و1% للأنظمة والمنصات البحرية. أوروبا تتصدر قائمة مستوردي الأسلحة الإسرائيلية وتشير المعطيات إلى نمو ملحوظ في عقود الصادرات الدفاعية الإسرائيلية إلى الدول الأوروبية، والتي شكلت 54% من إجمالي حجم الصفقات في عام 2024، مقارنة بـ 35% في عام 2023. فيما شكلت آسيا ومنطقة المحيط الهادئ 23% من إجمالي الصفقات، و12% لصالح دول اتفاقيات ابراهام، وأميركا الشمالية 9%، وأميركا اللاتينية 1%، وإفريقيا 1%. وقال رئيس قسم التعاون الدفاعي الدولي وتصدير المنتجات العسكرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية (SIBAT)، العميد (احتياط) يائير كولز: "هذه هي السنة الرابعة على التوالي التي نشهد فيها رقماً قياسياً في مجال الصادرات الدفاعية الإسرائيلية".

إعادة تشكيل الحياة في عصر الإنترنت
إعادة تشكيل الحياة في عصر الإنترنت

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

إعادة تشكيل الحياة في عصر الإنترنت

لا أجازف لو قلت إن مانويل كاستلز، عالم الاجتماع الإسباني، هو أبرز مَن درَسَ التأثير العميق للإنترنت على حياة المجتمعات ومصادر عيشها، فضلاً عن تحول علاقة الأفراد بالسلطة السياسية. في عام 1989، أصدر كتاب «المدينة المعلوماتية»، وتلاه بكتاب «عصر المعلومات» من ثلاثة أجزاء، صدر أولها في عام 1996، وتمحور -كسابقه- حول صيرورة شبكة الإنترنت محوراً للحياة اليومية، ذاتيّ التوسع، وعابراً للحدود والحواجز الثقافية. في عام 1996، كانت شبكة الإنترنت متوفرة في بلدان قليلة، ولم تكن قد اتصلت بالهواتف النقالة، كحالها اليوم. ولذا فإن الحديث عن تحولات عميقة في المجتمع والثقافة والاقتصاد، وتحوُّل الهوية الفردية والجمعية، لم يخلُ من مجازفة، لولا أن المتحدث، البروفسور كاستلز، كان قادراً على كشف مسارات التحول ومستوياته. وأعتقد أنه أدرك مبكراً منطق التحول الاجتماعي، لا سيما تراجع رأس المال لصالح البيانات الضخمة السريعة. ولعل ميوله الماركسية سهَّلت عليه التحرر من هيمنة الفكرة القائلة بمحورية رأس المال في أي نشاط حيوي. أهم المحاور التي عالجها كاستلز هي: 1- في هذه الأيام، تمثل المعلومات قطبَي الرَّحَى التي تدور حولها الحياة الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية. في الماضي، كان المال والأشخاص، خصوصاً المديرين والقادة والمستثمرين، قادة النشاط الحياتي في المجتمع. أما بعد ثورة المعلومات، فقد بات المال والنفوذ في يد المسيطرين على مصادر المعلومات أو المؤثرين على نشاط الشبكة. ضخامة المعلومات وسرعة الوصول إليها، والقدرة على فرزها وتحويلها إلى أرضية للقرار، سهَّلت تحويل الفكرة إلى ثروة، كما يسَّرت انتقاء المعلومات وتحديد الاتجاه الذي تسير فيه، حتى لحظة وصولها إلى المتلقي. إن اختيار وتوجيه المعلومات هما العامل الأهم في تحديد وجهة القرار. وقد بات هذا العامل في يد صناع المعلوماتية وشبكاتها. 2- رغم وجود أشخاص وهيئات يتحكمون -فعلياً- في شبكات المعلومات وما ينتج عنها، فإن الشبكة بذاتها قابلة للتوالد والتوسع خارج أي سيطرة مركزية. بعبارة أخرى، فإن جوهر مفهوم الشبكة يكمن في الاتصال اللحظي لكل عنصر بجميع العناصر الأخرى، من خلال قنوات قد تختفي أو تتلاشى، لكن سرعان ما يبرز بديلها. طبيعة الحياة الشبكية توفر الفرصة للمحافظة على كل مادة في تلافيفها المعقَّدة، حتى تتاح الفرصة لظهورها من جديد. من هنا، فإن من يتوهم أنه يتحكم في الشبكة، فهو إنما يتحكم في جزئه الخاص، لأن الامتدادات اللانهائية تواصل التمدد كل لحظة، بحيث يستحيل -مادياً- أن يتحكم فيها شخص واحد أو أشخاص محددون. 3- فضاء التدفق: تخيلْ شاباً في مقتبل العمر، يقطن قرية في الصين أو البرازيل أو مصر، يطلق من هاتفه المحمول أو حاسبه الشخصي مادةً على الإنترنت تسترعي اهتمام عشرات الآلاف على امتداد المعمورة، فيتحول هذا الشاب إلى بائع أو مؤثر أو صانع تيار، يزاحم -بالضرورة- القوى النشطة في الساحة. أثمرت هذه الظاهرة الجديدة تفككَ المئات من الشركات الضخمة المعمِّرة، والصحف ومحطات التلفزيون وحتى الجماعات الدينية والسياسية، فضلاً عن تقلص التأثير المشهود للمدرسة والعائلة على تشكيل هوية الأبناء وذهنيتهم. لفكرة «التدفق» موقع محوري في رؤية كاستلز، وهو ينظر دائماً في المنطقة التي يسميها «فضاء التدفق»، أي المساحة التي تشهد حراك الأفكار والصور والمعاني بين مصدر الفكرة ومتلقيها. في هذه المساحة يختفي الزمن، ويتحول التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين وجمهورهم إلى تفاعل فوري متعدد الأطراف. التفاعل المباشر يمكّن المتلقي من المجادلة العلنية للفكرة، ومن ثم تعديل خطاب المصدر. لهذا نقول إن عصر المعلومات يميل بشدة إلى التشارك في صناعة الفكرة لا إلى تلقينها، كما كان الحال في الماضي. هذه إضاءة على جانب من رؤية مانويل كاستلز، حول الانعكاس العميق للمعلوماتية والإنترنت على ثقافة المجتمع وهويته ومصادر إنتاجه ومعيشته.

الذكاء الاصطناعي يبتكر مزيجاً من أدوية رخيصة قد تقضي على الخلايا السرطانية
الذكاء الاصطناعي يبتكر مزيجاً من أدوية رخيصة قد تقضي على الخلايا السرطانية

الشرق السعودية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق السعودية

الذكاء الاصطناعي يبتكر مزيجاً من أدوية رخيصة قد تقضي على الخلايا السرطانية

توصَّل باحثون من جامعة كامبريدج بالتعاون مع نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور ChatGPT-4 إلى تركيبات دوائية غير تقليدية قد تكون فعَّالة في القضاء على الخلايا السرطانية، مستخدمين أدوية رخيصة وآمنة تُستعمل عادة لعلاج ارتفاع الكوليسترول أو الإدمان على الكحول. وفي تجربة غير مسبوقة، نجح الذكاء الاصطناعي في اقتراح مزيج من الأدوية أظهر فاعلية تفوق بعض العلاجات التقليدية لسرطان الثدي، ما يفتح الباب أمام نمط جديد من التعاون بين الإنسان والآلة في تطوير علاجات السرطان، عبر ما يُعرف بـ"إعادة توظيف الأدوية". وقال الباحثون إن هذه النتيجة لم تأتِ عن طريق المصادفة، بل عبر استخدام نموذج لغوي ضخم من فئة ChatGPT-4 تم تدريبه على تحليل كميات ضخمة من الأدبيات العلمية، بحثاً عن أنماط خفية قد تشير إلى إمكانات علاجية غير مكتشفة بعد. وأشار الباحثون إلى أن الفكرة الجوهرية خلف هذا العمل كانت بسيطة من حيث المبدأ ولكن عميقة في أثرها المحتمل، فهل يمكن لنموذج لغوي مثل ChatGPT-4 أن يُسهم في اكتشاف أدوية جديدة لعلاج السرطان، من خلال قراءة وفهم ملايين الصفحات من الأبحاث الطبية التي يصعب على أي بشر الإحاطة بها كاملة؟ أجاب فريق كامبريدج على هذا السؤال من خلال تجربة فريدة جمعت بين الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي التجريبي. في المرحلة الأولى من التجربة، طلب العلماء من ChatGPT-4 اقتراح مجموعات دوائية جديدة يمكن أن تكون فعّالة في استهداف خط معين من خلايا سرطان الثدي، وهو خط يُستخدم على نطاق واسع في الأبحاث الطبية. توجيه الذكاء الاصطناعي لكن التعليمات كانت دقيقة للغاية، إذ طلب العلماء تجنّب أي دواء مُستخدم أصلاً في علاج السرطان، والتركيز فقط على الأدوية التي يمكن أن تقتل الخلايا السرطانية دون أن تضر بالخلايا السليمة، مع وضع الأولوية للأدوية التي تمت الموافقة عليها مسبقاً من قِبَل الجهات التنظيمية، وأن تكون في متناول اليد من حيث السعر. استجاب النموذج لتلك التوجيهات واقترح 12 تركيبة دوائية، وبعد اختبار هذه التركيبات في المختبر، تبيّن أن ثلاثاً منها كانت أكثر فاعلية من الأدوية القياسية المستخدمة حالياً في علاج سرطان الثدي. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استخدام نتائج هذه الاختبارات لتغذية النموذج مرة أخرى، فيما يُعرف بنظام الحلقة المغلقة، وهو نظام يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي من نتائج التجربة، ويقترح خيارات جديدة بناء على تلك المعطيات. فاقترح ChatGPT-4 أربع تركيبات إضافية، أظهر ثلاث منها نتائج واعدة كذلك. وهذا النهج المتكرر، حيث يُغذي الذكاء الاصطناعي الباحثين بأفكار، ثم يتم التحقق منها تجريبياً، ثم تُعاد النتائج للنموذج ليقترح المزيد، يُمثل اختراقاً غير مسبوق في العلاقة بين البشر والآلة في البحث العلمي. ولأول مرة، كما جاء في الورقة المنشورة في دورية الجمعية الملكية يتم استخدام نموذج لغوي كبير بهذه الطريقة التعاونية التفاعلية في مجال أبحاث السرطان. ومن الجوانب المثيرة للاهتمام، أن ما يُعد عادة "خطأ" في أداء نماذج الذكاء الاصطناعي، ويُعرف باسم "الهلوسة"، تحوّل في هذا السياق إلى ميزة. ChatGPT-4 مثل غيره من النماذج اللغوية، يُعرف أحياناً بإنتاجه لمعلومات غير دقيقة أو حتى مختلقة. لكن في مجال البحث العلمي، خاصة في ميدان استكشاف الأدوية، فإن "الهلوسات" التي تقترح روابط غير مألوفة قد تقود إلى أفكار جديرة بالتجريب. طرق جديدة للبحث العلمي وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، روس كينج، الباحث من قسم الهندسة الكيميائية والتقنيات الحيوية بجامعة كامبريدج، إن هذا النوع من الذكاء الاصطناعي يقدم طبقة تخيلية واسعة النطاق من الاستكشاف العلمي، ويفتح أمام العلماء البشريين طرقاً جديدة ربما لم تخطر لهم من قبل. ولم يقتصر الذكاء الاصطناعي على تقديم اقتراحات عشوائية، بل اعتمد على تحليل عميق للأدبيات العلمية الموجودة، والربط بين المعلومات البيولوجية المعروفة ونقاط التشابه أو الأنماط غير الظاهرة للعين البشرية. وأشار الباحثون إلى أن هذه القدرة على التنقل بين الكم الهائل من المعارف، واستنتاج علاقات غير مباشرة جعلت النموذج أقرب إلى "عالم افتراضي" لا يكلّ، يسبر أغوار المعرفة بوتيرة تفوق البشر. من بين التركيبات الدوائية التي برزت في التجارب المخبرية، كان مزيج سيمفاستاتين وهو دواء يُستخدم عادة لخفض الكوليسترول، وديسولفيرام وهو دواء يُستخدم لعلاج الإدمان على الكحول، وكانت هذه التركيبة من أبرز الخيارات التي أظهرت فعالية ضد خلايا سرطان الثدي. ولفت الباحثون إلى أن في ذلك الاقتراح "تكمن الفكرة الجوهرية في البحث"، المتمثلة في إعادة توظيف الأدوية الموجودة أصلاً في استخدامات جديدة تماماً، وهي فكرة تُعرف علمياً باسم إعادة توجيه الأدوية، ما يُعد نهجاً سريعاً وأقل تكلفة نسبياً من تطوير أدوية جديدة كلياً. ومع أن هذه النتائج واعدة، إلا أن العلماء يشددون على أن الطريق ما يزال طويلاً، قبل أن تُستخدم هذه التركيبات في علاج المرضى فعلياً. فكل دواء أو تركيبة دوائية تُظهر فعالية في المختبر، تحتاج لاحقاً إلى المرور بمراحل متعددة من التجارب السريرية المعقدة، لضمان سلامتها وفعاليتها في أجسام البشر. فيما وصف المؤلف المشارك في الدراسة، هيكتور زينيل، الباحث في كلية كينجز في لندن دور CharGPT-4 بأنه شريك لا يعرف التعب قادر على استكشاف فضاء فرْضي هائل من الاحتمالات العلمية، واقتراح أفكار كان سيستغرق الوصول إليها وقتاً طويلاً عبر الجهد البشري وحده. وأضاف زينيل أن "ما نقوم به ليس استبدالاً للعلماء، بل تأسيس لنمط جديد من التعاون". ومن الناحية المفاهيمية، تُعد هذه الدراسة إثباتاً على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة أو استعارة مجازية للعقل البشري، بل يمكنه أن يؤدي دوراً حقيقياً داخل منظومة البحث العلمي، شريطة أن يكون تحت إشراف بشري واعٍ. فالذكاء الاصطناعي في هذه الحالة لم يعمل في فراغ، بل كان جزءاً من حلقة تكرارية من التحليل، والتجريب، والتغذية الراجعة، والتعديل، وصولاً إلى تحسين الاقتراحات بشكل متواصل. وتحدَّث كينج عن أن الذكاء الاصطناعي الخاضع للإشراف قادر على اقتراح فرضيات تتجاوز التخصصات، ودمج النتائج السابقة، والعمل عبر تكرارات متعددة "وهذا يُمثّل حدوداً جديدة للبحث العلمي، فالمصطلح الذي كان يُعد سابقاً استعارة مجازية (العالم الآلي) أصبح الآن حقيقة مدعومة بالأدلة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store