فتى المتارس في طفِّ شمهان .. الشهيد الحسن الجنيد
غير أن أولياء الجبت والطاغوت وعبيد أمريكا وإسرائيل والشيطان وأدوات الطغيان هرعوا من فورهم ليصدوا عن سبيل الله بالزور والبهتان.. ذلك أنهم فزعوا مما رأوا، وكرهوا ما سمعوا، وانقلبوا على أدبارهم وأعلنوها حربًا لا هوادة فيها على منهج الله الواحد الديان، والمجاهرة بالعداء لعباد الرحمن.
فبدؤوا مؤامراتهم، وكادوا كيدهم، ومكروا مكرهم، بخبث أحقادهم، فانساق معهم كثيرٌ من الجيران.. ثم ضربوا على الصراري والقُرى التابعة لها من مختلف الجهات، فأغلقوا المداخل والمخارج وطوقوها بالحصارِ الخانق، فجمعوا مرتزقتهم وأدواتهم وكلَّ منافقٍ وفاسقٍ، وشنُّوا عدوانهم الإجرامي الظالم، فأرادوها حرب إبادة جماعية، نصبوا لها المشانق وأشعلوا المحارق.
بيد أن المؤمنين الثابتين الصابرين من أشبال وفتية الصراري وقُراها ما كانوا ليخافوهم أو يخشوهم، وقد أضحوا أشدَّ حبًّا لله وأشدَّ خشيةً منه.
فقد بات عليهم التعامل مع الأمر الواقع، فأعدُّوا ما استطاعوا من قوةٍ، وأعلنوا الجهادَ في سبيل الله دفاعًا عن أنفسهم وأرضهم وعِرضهم ودينهم، فهبَّ أشبالُ القرية وفتيَّتُها وشبابُها إلى المتارس والمواقع.
ولم يكن الفتى الصغير الحسنُ بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الهادي الجنيد بمنأى عن مجريات الأحداث والوقائع.. ولو أنه لم يتجاوز سن الخامسةَ عشرةَ عامًا، إلا أنه بوعيه الكبير كان مدركًا لخطورة الوضع، فأعلن النفيرَ إلى جبهة الثعير.. وعجز أبوه عن أن يثنيه عن قراره الحاسم بحجة صغر سنِّه، وأنه لم تقوَ عودُه بعدُ ولا طاقة له على الجهاد في سبيل الله.
وذلك أنه فاجأ أباه بوعيه وإصراره على الجهاد، فلم يهدأ له بال حتى لحق الركبَ بكلِّ إباءٍ وشموخٍ، وانضمَّ مع الأشبال الكرماء لرد كيد المعتدين، ذودًا عن الدين والأرض والعرض، وقتالهم قتال الأبطال.
إنه الفتى الذي لطالما عشق النزال، فكان من أوائل المنطلقين إلى الخطوط الأمامية في جبهة الثعير، أهمِّ ثغور شمهان وخطِّ الدفاع الأول عن الصراري، فرابط في مترسه راسخًا رسوخ الجبال.
وكلما تمكن مع إخوته المجاهدين الأشبال من صدِّ الزحوف، سارع لإيصال المدد والإحسان.
يقول رفاقه في الميدان: إنَّ البطلَ "الشهيد" حسنَ بن عبد الرحمن قاتلَ قتالَ الفرسان، ودافعَ دفاعَ الشجعان، لا يعرف الكللَ والمللَ.. فإذا انتهى القتالُ سارعَ لجلب المدد والمؤونة، وتحوَّلَ لأعمال الإحسان.. ومع أنه كثيرُ الصمت والتأمل والذكر والتسبيح، لكنه إذا ما تحدث تسمعُ الوعيَ والهدى والحكمةَ والصدقَ والبيانَ.
ويواصل رفاقه: لربما ظنناه فتى صغيرًا لن يقوى على المرابطة والمواجهة، وسينفد صبرُه وسرعان ما يغادر مترسَه، إلا أنه أثبت العكس فكان المقاتلَ الجسورَ وأنموذجَ الصبر والصمود والثبات والإقدام.
فأنعم بإقدام وبأس وثبات ذلك الفتى الصغير، وحنكتِه وفطنتِه وذكائِه، وصبرِه المنقطع النظير، وتفانيه في إنجاز مهامه بكل إخلاصٍ وإتقانٍ.
ما تقاعس أو تخلَّف عن أيِّ مواجهة، لا سيما في ملحمة طفّ شمهان، لما حمي الوطيسُ واشتدت الزحوفُ على ثعير شمهان، ظل صامدًا يتحدى السهر والجوع، يقاتل ويقاوم، يدافع ببسالة تفوق الخيال.
حتى استهدفه العدوُّ الظالم بطلقة مدفع عيار (12.7) أصابته في الرأس، قُتِلَ على إثرها، فلحق بركب الشهداء الأطهار، ونال وسامَ الشهادة، أعلى وسام يمنحه الله لخاصة أوليائه.
لقد فاز الحسن والذين معه بالشهادة وترقى إلى جوار الله في عليائه، مع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين، أحياءً عند ربهم يُرزقون.. فأعظم بهم من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فربحوا البيعَ.. وباء أعداء الله من المرتزقة والعملاء والمنافقين، أدوات أمريكا وإسرائيل، بالخسران المبين.
تلكم هي الصراري بمظلوميتها شاهدة على قبح جرائم أولياء الطاغوت، ولن ينساها التاريخ، وأولئك فتيتها الأبطال الذين سطروا أعظم الملاحم، أبلوا بلاءً حسناً، ما وهنوا وما استكانوا لما أصابهم، فطوبى للشهداء فوزهم بهذا الفضل العظيم والنعيم المقيم.
وسيعلم الذين خانوا وتآمروا وتخاذلوا وظلموا طاعةً لقوى الهيمنة والطغيان أيَّ منقلبٍ ينقلبون.. والعاقبة للمتقين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 30 دقائق
- 24 القاهرة
ضائقة نفسية تنهي حياة طفل بأرمنت الحيط.. مأساة طالب الصف الخامس تهز الأقصر
شهدت قرية أرمنت الحيط التابعة لمركز أرمنت غرب محافظة الأقصر ، إقدام طفل يبلغ من العمر 14 عامًا ويدعى معتز عبد الوهاب، طالب بالصف الخامس الابتدائي، على إنهاء حياته شنقًا داخل منزله، في حادثة هزت مشاعر الأهالي وخلفت حالة من الحزن الشديد. العثور على جثة طالب مشنوقًا بأرمنت الحيط في ظروف غامضة بمنزلة غرب الأقصر معتز عبد الوهاب يُقدم على الانتحار شنقًا داخل منزله بعد وفاة والده وزواج والدته من آخر كشفت المعاينة الأولية وتحقيقات الأجهزة الأمنية أن الطفل كان يعاني من ضائقة نفسية حادة نتيجة وفاة والدة في وقت سابق، وزواج والدته من رجل آخر، وهو ما سبب له حالة من الاضطراب النفسي والعزلة عن محيطه. تفاصيل الواقعة المروعة أقدم الطفل على ربط حبل في سقف إحدى غرف المنزل، ثم وقف على قطعة خشبية صغيرة (طقطوقة)، قبل أن يسقط مشنوقًا ويفقد حياته على الفور، وسط غياب أفراد الأسرة عن المنزل في تلك اللحظة. الطالب معتز تحقيقات موسعة وتحفظ على مكان الحادث انتقلت قوة أمنية من مركز شرطة أرمنت إلى موقع الحادث، وتم إخطار النيابة العامة التي أمرت بنقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى لفحصه من قبل الطب الشرعي، وفتح تحقيق موسع لكشف كافة الملابسات، والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية. حزن واسع بين الأهالي سادت حالة من الصدمة والحزن الشديد بين أهالي قرية أرمنت الحيط، خاصةً أن الطفل كان معروفًا بسلوكه الهادئ، مطالبين بتكثيف الدعم النفسي للأطفال وتوفير رقابة أسرية ومجتمعية أكثر فاعلية لتفادي تكرار مثل هذه المآسي. ويحذر القاهرة 24 من الانتحار، مناشدا من تراودهم مثل هذه الأفكار التوجه إلى طبيب نفسي في محاولة لحل مشكلاتهم، وما قد يتعرضون له والتفكير بإيجابية حول استمرارية الحياة التي منحها الله للإنسان، حيث يأمل القاهرة 24 الذهاب إلى الطبيب المختص، وعرض أنفسهم على المعنيين لحل المشكلة.


فيتو
منذ 32 دقائق
- فيتو
أيام عشناها (1)
كان المرحوم صفوت الشريف من أشطر وزراء الإعلام في تاريخ مصر.. أقاويل كثيرة تتردد حوله، تتعلق بممارسات غريبة بدرت منه، وحروب كثيرة خاضها، ونجح فيها ضد مراكز قوى في الحكومات المختلفة، أيام مبارك بالذات. ليس هذا هو ما أريد أن نتكلم بشأنه الآن.. ما يعنيني أنه كان كـ"اللعيب الحريف" في مجال الإعلام.. ابتكر مهمة المتحدث الرسمي بإسم الحكومة، وكان، بالطبع، يجيد استخدام الألفاظ، وتوظيف الكلمات، والمصطلحات، فيسلط الأضواء على من يريد، ويضخم من أدائه، ويحجبها عمن يرغب، بل ويقزم دوره! لم تكن الفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعي قد انتشرت كما هي الآن.. وبالتالي كانت السيطرة على القنوات الموجودة، التابعة لماسبيرو، أكثر سهولة. في يوم 24 فبراير من عام 1986 قبل المغرب بقليل، كنت في طريقي إلى مدرسة الليسية الفرنسية بباب اللوق، حيث كان لديَّ موعد لإجراء امتحان تحريري لوظيفة مهمة.. فوجئت بأن الشوارع مغلقة.. عدت، مضطرا، ماشيا على أقدامي إلى المنزل، وكان وقتها قريبا من الشارع الشهير "أحمد حلمي" في شبرا. هرولت إلى الراديو؛ لأنه لم يكن معتادا أن يبث التليفزيون أحداثا على الهواء مباشرة بسهولة.عندما كانت تقع أحداث مهمة، كنا نبادر إلى إدارة مؤشر الراديو إلى إذاعة لندن، لكي نعرف التفاصيل الحقيقية بدون تذويق، لأن حكوماتنا لم تكن تقول الحقيقة إطلاقا. وقتها كان المرحوم عمر بطيشة هو رئيس الإذاعة، فوجئ المصريون بأن بطيشة يتحدث على الهواء مباشرة، من إذاعة صوت العرب إلى وزير الإعلام، آنذاك، صفوت الشريف. الوزير بدأ يروي ما حدث بالتفاصيل والأرقام لبطيشة، الذي يحاوره، ويسأل، والوزير يجيب. كانت سابقة لم يعتدها الشعب المصري.. أن مسئولا يتحدث إلى المستمعين، ويعلن الحقائق كاملة.. إنبهر الناس، وبدأوا يتجمعون ليسمعوا الإذاعة! وقتها لم نكن نعلم أن ما يحدث هو حلقات مدبرة في سلسلة حروب بين مسئولي الحكومة، وقد نجحت أطراف في الإطاحة بوزير الداخلية، طيب الذكر، أحمد رشدي، رحمه الله. والبداية كانت بشائعة، سرت كالنار في الهشيم، عن مد فترة التجنيد الإجبارى لجنود الأمن المركزى من 3 سنوات إلى 4 سنوات، وتخفيض مرتباتهم لصالح حملة تسديد ديون مصر، انتشرت الشائعة بسرعة رهيبة، ولم يستطع أحد وقفها. علمنا، من خلال الإذاعة أيضا، أن رئيس الجمهورية، حسني مبارك، طلب من المشير عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع، وقتها، التدخل للسيطرة على الموقف، فأنقذ الأمور، وأعاد الهدوء والاستقرار، إلى أن توجه مبارك إلى مبنى التليفزيون على كورنيش النيل، وألقى كلمة، شرح فيها الموقف، وعاد جنود الأمن المركزي إلى مواقعهم. هذا الحادث، اللغز، راح ضحيته اللواء أحمد رشدى وزير الداخلية الذى كان فى قمة نجاحه، آنذاك، بسبب مواجهاته الحاسمة ضد الفساد وتجار المخدرات. وإلى الآن، لا أحد يعرف مصدر تلك الشائعة، ومن المسئول عن صياغتها، وإطلاقها، وتسريبها. كان ذلك اليوم من أخطر الأيام التي مرت بها مصر، وغيَّرت وجه تاريخها الحديث. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
السّم في العسل.. أمين الفتوى يحذر من "تطبيقات المواعدة" ولو بهدف الحصول على زواج
حذر الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من بعض التطبيقات الغربية التي بدأت تنتشر في مجتمعاتنا، ومنها ما يعرف بـ"تطبيقات المواعدة" بدعوى تسهيل عمليات التعارف بين الشباب والفتيات بهدف الزواج. وفي تعليقه، أكد أمين الفتوى أن "تطبيقات المواعدة" ما هي إلَّا مساحة للرذائل والفُسُوق، ومُسَمَّى ما يقال فيها "الحصول على زواج" هو مِن السُّمِّ في العَسَل. وأضاف ربيع، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: وإذا كان الكلامُ والتعاملُ بين الرجال والنساء لا مانع منه شرعًا من حيث الأصل العام، إلَّا أنَّه مقيَّد بكونه في حدود الآداب العامة والتعاليم الإسلامية، قال تعالى: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ وَقُلۡنَ قَوۡلًا مَّعۡرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32] ، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ ﴾ [النور: 21]. وأشار أمين الفتوى إلى أنه في حَجَّة الوداع لما سألت المرأةُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عن أمور الحج، وكان معه ابن عمه الفضل بن العباس لَوَى النبيُّ عُنُقَه ليصرفه عن النظر إليها، وقَالَ: "رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا". ونصح ربيع بتَجنُّب الخَلْوة والمحادثات غير الضرورية التي قد تُؤدِّي إلى الفتنة أو الوقوع في المحرمات هو مِن سلامة القَلْب وعلامات الإيمان. وختم أمين الفتوى: أَمْن بياناتك وخصوصيتك في عالم الفضاء المفتوح أمرٌ لا يستهان به، ولعل ما حَدَث في تطبيق «Tea» الشهير خيرُ مثالٍ على ذلك.