logo
فضائح الموت النفطي.. السرطان يفتك بالبصرة وسط محاولات لإخفاء الجرائم

فضائح الموت النفطي.. السرطان يفتك بالبصرة وسط محاولات لإخفاء الجرائم

شفق نيوزمنذ 3 أيام

شفق نيوز/ فتح موقع "نيو لاينز" الامريكي ملف موتى النفط ومرضاه في العراق وخصوصا في محافظة البصرة (أقصى جنوب البلاد)، كاشفا عما يرقى الى فضيحة، حيث تساهم شركات النفط العملاقة في ارتفاع حالات السرطان وغيره من الأمراض، فيما يسعى مسؤولون عراقيون الى اخفاء هذه الظاهرة الصحية المقلقة، او التقليل من شأنها، او ابداء اهتمام محدود لمعالجتها.
وتناول التحقيق الاستقصائي الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بلدة عرادة الجنوبية التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة والتي تبدو كأي بلدة أخرى حيث أنها متهالكة و متآكلة، إلا أنها لا تزال حية، في حين تحكي سماؤها قصة مختلفة، حيث يتصاعد عمود من الدخان من فوق اسطح المنازل، وينشر ظلاله على الافق حيث يتصاعد السخام الى السماء، انطلاقا من خلف أطراف البلدة مباشرة حيث مشاعل الغاز في حقل غرب القرنة 2، احد اكبر حقول النفط في العراق، والذي تديره شركة الطاقة الروسية العملاقة "لوك اويل".
وأشار التقرير الى صادق هوير (41 عاما) الذي يحمل عبء الموتى في البلدة، على الرغم من انه ليس طبيبا أو مسؤولا حكوميا او محاميا، وانما مدير مدرسة ثانوية، واصبح بمثابة حارس على الخسائر، والشخص الذي يحسب ما لم يعد الآخرون يجرؤون على حسابه.
وينقل التقرير عنه قوله وهو يبتسم بهدوء، "لست بحاجة الى تدوين ملاحظات. اتذكر الجميع. احفظ وجوههم وقصصهم وتشخيصاتهم عن ظهر قلب. اعرف ايضا سبب موتهم".
وبينما يرد هوير بابتسامة باهتة وكلمات تطمين على المارين في السوق وهم يتحدثون عن أحبتهم المرضى، ينقل التقرير عنه قوله إن "العمر في بلدة عرادة، بمثابة ترف. والناس لا يشيخون، ولكنهم اذا كبروا، سيشهدون معاناة احبائهم".
وبحسب التقرير، فانه خلال العامين الماضيين، جرى توثيق اكثر من 3 آلاف حالة اصابة جديدة بالسرطان في هذه البلدة، مشيرا الى ان هوير يرتب اجتماعات ومظاهرات مجتمعية، ويقوم بإعداد الرسائل والنداءات للمسؤولين، مضيفا أن هذا المكان محرم على المساءلة الرسمية، وان هوير أصبح هو البديل، حيث أنه بالنسبة للكثيرين، هو الدليل الوحيد على وجود شخصٍ ما، في مكان ما، يقوم بإحصاء ضحايا صناعة النفط.
واوضح التقرير ان الازدهار والخطر يأتيان من خط الانابيب نفسه في محافظة البصرة التي يقطنها قرابة 3 ملايين نسمة، حيث يؤمن قطاع النفط نحو 90% من إيرادات الدولة التي توفر الميزانيات والرواتب ووعود اعادة الاعمار، الا انه بالنسبة لمن يعيشون في ظل هذه الصناعة، فان كلفة هذا الاعتماد تأتي على حساب رئاتهم ودمائهم.
وتناول التقرير الشركات الكبرى التي جاءت الى العراق منذ أن فتح قطاعه النفطي امام الاستثمار الاجنبي في العام 2009 بشكل لم يشهده تاريخه المعاصر، حيث جاءت "بي بي" البريطانية الى الرميلة، و"ايني" الايطالية الى الزبير، و"اكسون موبيل" الى غرب القرنة، و"لوك أويل" الروسية الى غرب القرنة 2، وغيرها، وهو ما رفع الإنتاج من 2 الى 4 ملايين برميل يوميا، ومنح البصرة سمعة طيبة باعتبارها القلب النابض لاقتصاد الطاقة العراقي.
واستدرك التقرير قائلا انه الى جانب هذا النمو، فقد ظهرت فجوات في البنية التحتية، حيث انه بدون انظمة لالتقاط فائض الغاز اثناء استخراج النفط، اعتمدت الشركات على حرق الغاز في الهواء، مشيرا الى البصرة تتحمل عبء هذه الحرائق.
وذكر التقرير أن دراسة اجراها باحثون من جامعة البصرة، منشورة في عدد سبتمبر/أيلول 2024 من مجلة "بيئة آسيا"، خلصت إلى أن كل الملوثات التي تم قياسها بالقرب من حقل الرميلة، باستثناء واحد، تخطت مستوى السلامة العراقية ومنظمة الصحة العالمية، وبعضها بفارق كبير.
وأضاف، انه مما يثير قلقا اكبر، هو مستويات الجسيمات، المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي والوفاة المبكرة، والتي صنفتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنها مسببة للسرطان، مشيرا الى ان هذه الملوثات لا تقتصر على مواقع النفط حيث انها تنجرف وصولا الى وسط البصرة، من خلال حركة الرياح المتغيرة نحو الأحياء المكتظة بالسكان.
وبعدما أشار الى دراسة اخرى تحذر من ان المجتمعات التي تعيش بالقرب من مناطق الاشتعال، تواجه خطرا متزايدا للاصابة بالسرطان وأمراض القلب والفشل التنفسي، أكد التقرير انه بموجب القانون العراقي، يمنع تشغيل اي مصفاة او مدخنة حرق في نطاق 10 كيلومترات من منطقة سكنية، وهو ما يتم تجاهله فعليا، حيث انه في اماكن مثل عرادة وفي محافظة البصرة، فان المنازل تقع على بعد مئات الأمتار فقط من ابراج النار المشتعلة.
وذكر التقرير بان هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نشرت في العام 2022، تقريرا سريا من وزارة الصحة العراقية، يؤكد ارتفاع حالات السرطان في البصرة بنسبة 20٪ بين عامي 2015 و2018 بسبب تلوث الهواء، في حين ان العدد الفعلي لحالات السرطان كان اعلى بأكثر من ثلاثة أضعاف من الارقام الرسمية، حيث أنه في حين أبلغت وزارة الصحة عن 2339 مريضا جديدا بالسرطان في المحافظة في العام 2020، رسمت هذه الوثيقة الداخلية صورة مختلفة تماما حيث ان هناك 8587 حالة تم تشخيصها حديثا.
ولفت التقرير إلى انه بحسب اخر الاحصائيات الرسمية، فقد جرى تشخيص الاصابة بالسرطان لدى 3305 أشخاص من سكان البصرة في العام 2023، الا انه على ارض الواقع، قلة من الناس تصدق الرواية الرسمية.
ونقل التقرير عن هوير قوله "انهم يكذبون لتجنب الاعتراف بالازمة الصحية المتواصلة. الارقام الحقيقية نراها في الشارع، وفي منزلنا، وفي المقابر المكتظة".
وتناول التقرير قصة أيسر اليعقوب (32 عاما) الذي يخضع للعلاج الكيميائي، مشيرا الى انه كان يعلم ان هذه اللحظة آتية لا محالة، حيث جرى تشخيصه بسرطان الغدد الليمفاوية قبل عامين. ونقل التقرير عنه قوله مشيرا الى بلدة عرادة، "هنا، الامر اشبه بنزلة برد، فالجميع يصاب به في النهاية".
وبعدما قال التقرير إن اليعقوب ظل طوال 17 سنة، ينقل عمال النفط من والى الرميلة، احد اكبر حقول النفط في العالم، حيث تمر حافلته عبر شهب جهنمية تخترق سماء الصحراء، اشار الى انه عندما تلقى تشخيص حالته، لجأ إلى اجراء متعارف عليه حيث نشر طلب مساعدة في مجموعة واتساب لموظفي شركة نفط البصرة، مضيفاً أن الشركة لم تكن مندهشة من مرضه، حيث استجابت بكل بساطة.
ونقل التقرير عن اليعقوب قوله وهو يكشف عن راتبه تحت خانة "اكتب نوع السرطان وحالتك الوظيفية"، وبجانبها، كان هناك رقم "500,000 دينار عراقي - مرض السرطان"، وهو ما يعادل حوالي 380 دولارا، كمساعدة تصرف كل شهرين، حيث يتساءل: "لماذا تدفع شركة نفط البصرة تكاليف علاجنا إذا لم يكونوا مخطئين؟".
وذكر التقرير ان "اليعقوب ليس الوحيد، حيث في حقول نفط البصرة، يعيش مئات العمال في هذا الفخ الصامت، حيث هناك موظفون لدى الشركات التي يعتقدون انها تقتلهم، ولكنهم يتقاضون ما يكفي بالكاد لتمويل علاجهم، وتصل الشيكات في موعدها، الا ان الصمت يصم الاذان".
ويتناول التقرير قصة حيدر وهو ميكانيكي في غرب القنرة 2، ويقول "اعلم ما يفعله بي هذا العمل. لكن لا يمكنني التوقف. والداي مريضان. راتبي يغطي تكاليف علاجهما الكيميائي."
واشار التقرير الى ان العمال من حوله، مهندسون، ولحامون، وفنيو مصافي، يروون قصصا عن الاورام، وعن اطفال رضع يولدون بتشوهات، وعن العقم، وعن رئات تعاني من الفشل، وعن جيل ينهار.
ونقل التقرير عن احدهم، قوله "كلنا نعلم ما يحدث. فقدنا الكثير من افراد عائلاتنا وزملائنا". ونقل عن جعفر، وهو عامل في مصفاة، قوله انه "في السنوات الثلاث الماضية، توفي والداي و3 من ابناء عمومتي بسبب السرطان، واخاف ان يأتي دوري، لكن ليس لدينا خيار اخر. هذا هو قوت يومنا".
وذكر التقرير بان الحكومة العراقية اقرت في العام 2022، ومن خلال وزير البيئة جاسم الفلاحي علنا بان الارتفاع المقلق في حالات السرطان مرتبط ارتباطا مباشرا بالتلوث الناجم عن انتاج النفط، وهو ما شكل لحظة اعتراف نادرة من جانب الدولة، وتبعه في العام نفسه، وزير الكهرباء السابق لؤي الخطيب الذي قال ان "الغازات السامة المحروقة في الهواء" عامل رئيسي في الازمة الصحية.
ومع ذلك، قال التقرير، انه بعد مرور 3 سنوات على هذه الاعترافات، تبدل موقف السلطات الصحية، التي ترفض اي تأثير لشركات النفط على الصحة العامة.
ونقل التقرير عن المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، وهو يشير الى ارقام لدعم موقفه، قوله ان "زيادة حالات السرطان ظاهرة وطنية، مرتبطة بالنمو الديموغرافي وتحسين القدرات التشخيصية.. وعدد حالات السرطان الجديدة يتناسب مع عدد السكان".
واشار التقرير الى ان الدكتور عباس عبد الزهرة الحسني، وهو مدير مستشفى البصرة للاطفال، كان يتجول بثقة في اجنحة الاورام المجددة حديثا، بفضل تمويل شركة "ايني" النفطية، ناقلا عنه قوله وهو يشير الى لوحة ذهبية اللون تحمل شعار شركة "ايني" و"شركة نفط البصرة"، "اننا نتعاون مع أطباء ايطاليين. لقد تدرب موظفونا على أيديهم"، مضيفا أن قطاع النفط اصبح الان "شريكا في الرعاية الصحية".
وعندما سئل عن العدد المتزايد لحالات السرطان، قال التقرير ان الحسني تشددت نبرته وهو يقول إن "الأمر نفسه في كل مكان في العراق، فالناس يأكلون الاطعمة المصنعة، وهناك مشاكل وراثية. هذا ليس حكرا على البصرة".
اما في مستشفى الصدر التعليمي، فإن مديره، الدكتور رافد عادل عبود، يقر بارتفاع في أمراض الجهاز التنفسي والجلد المرتبطة بانبعاثات صناعة النفط، إلا أنه تجنب ربط هذه الانبعاثات نفسها بالسرطان، قائلا: "صحيح هناك بنزين في الهواء، وهناك مادة مسرطنة، لكن ربما لا تكون الجرعة سامة"، ثم يضيف مشككا "بعد هيروشيما وناغازاكي، هل أصيب كل ياباني بالسرطان؟".
وتابع التقرير ان وزارة النفط تدير ميزانية أكبر بكثير من وزارة الصحة، بينما تعتمد المؤسسات الطبية بشكل متزايد على شركات الطاقة في بنيتها التحتية، في حين يلتزم الأطباء والمدراء بالخط الرسمي، والسجلات تظل نظيفة، و الادلة "غير كافية"، ويتردد الأطباء والخبراء في الكلام، اما امام المحاكم، فان هناك سؤال "اين الوثيقة التي تثبت أن هذا الورم هو سببه؟!"
ونقل التقرير عن رئيس لجنة حقوق الانسان في نقابة محامي البصرة أثير العيساوي قوله انه ساعد اكثر من 200 عائلة منذ العام 2019، معظمهم لم يتمكنوا من الوصول بدعاويهم إلى المحكمة.
وأضاف، انه "عندما يقرر الناس تقديم شكاوى، غالبا ما تعرض عليهم شركة النفط المتهمة وظائف او تعويضات مالية، والعديد من الموكلين يستسلمون".
وبعدما لفت التقرير إلى أن ثمن الاصرار باهظ، قال ان العيساوي أجبر على الهروب من منزله اثر تلقيه تهديدات، ونقل عنه قوله "جاءوا إلى منزلي لاخافتي، والمخاطر حقيقية، ومصدرها الحكومة والشركات والميليشيات ومن يستفيدون من الصمت".
وخلص التقرير الى القول ان الصمت يسود في العراق، وينقل عن العيساوي قوله ان "وزارة الصحة وغالبية الأطباء يمتنعون عن ادراج التلوث كسبب لهذه الامراض، ويكتبون ان السبب "مجهول" او يلقون باللوم على العوامل الوراثية".
واضاف قائلا "لا يتعاون النظام الصحي مع احد. ويجب على الضحايا بناء حججهم القانونية بأنفسهم، من دون دعم من المؤسسات نفسها التي من المفترض أن تحميهم".
لكن في مكتب خافت الاضاءة داخل مبنى حكومي متواضع في البصرة، يتحدث مسؤول كبير في الفرع المحلي لصندوق الاسكان العراقي، طالبا عدم الكشف عن هويته، قائلا من دون أن يرفع صوته، وهو يشير الى اكوام كبيرة من ملفات المرضى وشهادات الوفاة المتراكمة على مكتبه: "نتعامل مع الارقام. في هذا المبنى، نعلم جميعا ما يحصل. يرفض الأطباء الاعتراف علنا بالازمة الصحية، لكن هذه الوثائق تتحدث نيابة عنهم. هناك زيادة في عدد حالات السرطان. لا ينبغي أن نخشى أن نتكلم".
وأضاف، "تتحمل شركات النفط المسؤولية الكاملة. بإمكانها بسهولة شراء هذه الأراضي غير الصالحة للسكن والمساعدة في اعادة توطين العائلات. بدلا من ذلك، جرى تركنا لنحصي الأعداد".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أردوغان على لقاء قمة في اسطنبول حول اوكرانيا له اهداف مالية ايضا!كاظم نوري
أردوغان على لقاء قمة في اسطنبول حول اوكرانيا له اهداف مالية ايضا!كاظم نوري

ساحة التحرير

timeمنذ 19 دقائق

  • ساحة التحرير

أردوغان على لقاء قمة في اسطنبول حول اوكرانيا له اهداف مالية ايضا!كاظم نوري

أردوغان على لقاء قمة في اسطنبول حول اوكرانيا له اهداف مالية ايضا! كاظم نوري ان اكثر ما يثير الشبهات هو تكرار بل الحاح الرئيس التركي اردوغان على عقد قمة بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زيلينسكي كما كرر ذلك وزير الخارجية التركي فيدان مرارا هو الاخر حتى استخدم في احد التصريحات قمة اسطنبول بين ترامب وبوتين وزيلنيسكي ب' قيادة' اكرر ب'قيادة ' اردوغان. وهذا مصطلح اكبر من حجم اردوغان كما ان مواقفه من الازمة الاوكرانية معروف ولايخدم روسيا اصلا وكان اول المبادرين بتجربة ' الدرونات من طراز بيرقدار' على رؤوس العسكريين الروس في الجبهة؟؟ ولانريد ان نكرر ان اردوغان سبق ونكث بعهده مع روسيا عندما سلم مجموعة من المتطرفين الاوكرانيين طلبوا الذهاب الى تركيا ووافقت روسيا على ان يحتفظ بهم لكنه اعادهم الى اوكرانيا دون اشعار موسكو؟؟ وعتدما نتحدث عن مواقفه الاخرى فقد قتل السفير الروسي في تركيا على يد عنصر من اجهزة استخباراته. اما الحديث عن الوضع في سوريا فقد سئمت موسكو من تصرفاته حتى اقدم في نهاية المطاف على دعم الارهابي ابو محمد الجولاني للتخلص من الرئيس الاسد الذي كان يعد حليفا لروسيا. فعل كل الذي اوردناه وهو متحمس على عقدقمة بين بوتين وترامب وزيلنسكي علما انه لايوجد في الافق ما يستدعي عقد مثل هذه القمة الان خاصة وقد استبعد المتحدث باسم الرئاسةالروسية ديمتري بيسكوف امكانيةعقد قمة ثلاثية في المستقبل القريب مؤكدا على رد الفعل الاوكراني على مذكرة التفاهم التي تم تسليمها مؤخرا في اسطنبول للوفدالاوكراني؟؟ يبدوا ان ترامب واردوغان المعروف عنهما انهما مجرد سماسرة يهمهم المال اولا يسعيان الى تقاسم جائزة نوبل للسلام من خلال هذه الحركات الا ان المطلعين على طبيعة الحرب في اوكرانيا وبسبب سعي الغرب الى دفع الامور نحو مزيد من القتال ومواصلة مراهناته على الحاق هزيمة ستراتيجية بروسيا يعتقدون ان الدول الداعمة لكييف وجدت في هذا العميل ' زيلنسكي' الذي لايكترث بخسائر اوكرانيا وجيشها وتشريد شعبها الموزع في الدول الاوربية خير من يصغي ويستمع الى اوامرها وبات ينطبق المثل الذي يتردد بان الغرب سوف يقاتل روسيا باخر جندي اوكراني لاسيما وان اجتماع اسطنبول الاخير بين الوفدين جرى الاتفاق فيه ان تسلم روسيا جثث 6000 عسكري اوكرانيا دون مقابل طبعا انه رقم خيالي مؤلم لشعب اوكرانيا وان ما خفى كان اعظم؟؟ وهذا الرقم يدلل على ان الصبي المتصهين زيلنيسكي لايهمه شعب اوكرانيا بقدراهتمامه والمافيات المحيطة به بالاستفادة من الاموال وبالمليارات التي يضخ بها الغرب لمواصلة الحرب؟ ‎2025-‎06-‎07

انتظروا الاسوأ ،إلا إذا!وليد عبد الحي
انتظروا الاسوأ ،إلا إذا!وليد عبد الحي

ساحة التحرير

timeمنذ 19 دقائق

  • ساحة التحرير

انتظروا الاسوأ ،إلا إذا!وليد عبد الحي

انتظروا الاسوأ ،إلا إذا! وليد عبد الحي من بين 88 مرة استخدمت فيها الولايات المتحدة حق الفيتو منذ 1946(اول استخدام ) الى ما قبل 3 ايام ، كان منها 51 مرة دفاعا عن اسرائيل (أي ما نسبته 56.8%)، وتم الاستخدام من قبل الادارات الديمقراطية والجمهورية على حد سواء، ومع ذلك كافأ العرب ترامب وإدارته بحوالي 4 تريليون دولار (وهو المعلن، فالعرب يدارون حوائجهم بالكتمان). بالمقابل ،فان التصويت الأخير في مجلس الامن الدولي ب14 دولة (بينها الاربع المتمتعة بالفيتو) لصالح وقف اطلاق النار يشير الى المأزق الذي تعمل الادارة الامريكية والاسرائيلية على تجنبه ، وهو وماذا بعد غزة(أيا كانت نتائج الصراع فيها)، ؟ دعوني اعود لكتاب بنيامين نيتنياهو (A place among Nations) الصادر عام 1993، ففي هذا الكتاب الذي يقع متنه في 401 صفحة أود الاشارة الى توجهات نيتنياهو بخصوص معركة غزة على النحو التالي: 1- السعي لاثبات ان عدم الاستقرار في الشرق الاوسط ليس سببه 'مركزية القضية الفلسطينية ' (الصفحات من 91-129)، ويرى ان الاضطراب في الشرق الاوسط سببه الاستبداد العربي ، والصراعات بين الدول العربية على الحدود او بسبب التنوعات العرقية والقبلية او بسبب الصراعات العربية مع دول الجوار (ايران وتركيا وافريقيا..الخ) ، ( يقدم جدولا في صفحة 105 عن الخلافات العربية في شهر واحد ابريل 1985). لكن طوفان الاقصى عزز الفكرة بمركزية 'القضية الفلسطينية' ، بل ان المجتمع الدولي وبخاصة قواه المركزية بدأ يطرح الموضوع بقوة مرة أخرى ، وليس صدفة التحول الهادئ والمتراكم في التوجهات الاوروبية (رغم ان بعض التحول في الموقف الاوروبي ليس سببه فقط موضوع غزة)، ومن هنا أدرك نيتنياهو وإئتلافه الحاكم بان موضوع مركزية القضية الفلسطينية يشي باحتمال مأزق اسرائيلي مع العالم ، لذا ستقوم استراتيجية نيتنياهو القادمة على : أ‌- تأجيج الصراعات العربية الداخلية والبينية( بتحريك الصراعات الاثنية والدينية والوطنيات الضيقة..الخ) والعمل على خلق مشكلات بين دول المغرب العربي، وبين مصر وجوارها، وبين دول خليجية فيما بينها، كما ان تركيزه على ايران هو محاولة لصرف النظر عن الموضوع الفلسطيني ، وهو ما يسانده تيار عربي تتصدره بعض قوى الخليج العربي وبعض القوى الدينية وسوريا. ب‌- السعي لخلق اوسع قدر ممكن من التشقق الداخلي بين قوى المقاومة ، ثم التنازع بين العشائر الفلسطينية ، وافتعال مشكلات بين مصر والفلسطينيين…وتشجيع فكرة توطين الفلسطينيين حيث يعيشون، وكل ذلك لجعل فكرة مركزية الموضوع الفلسطيني اقل اهمية. ت‌- لا استبعد ان تتزايد عمليات 'حركات دينية أو ذئاب منفردة' ضد اهداف غربية او اسرائيلية لتاجيج موضوع ' معاداة السامية' للتدليل على ان الموضوع ليس فلسطين بل عداء السامية لتحقيق هدفين هما: تشجيع يهود الخارج للهجرة لاسرائيل لحل عقدة تفوق العرب الفلسطينيين سكانيا على عدد اليهود من ناحية، وامتصاص التراجع في مكانة اسرائيل دوليا وتوجيهه نحو 'معاداة السامية' وليس بسبب فلسطين من ناحية ثانية. ( صفحة 366-367) 2- ان نيتنياهو يعيش قلقا عميقا جدا من زاوية احتمال اعادة طرح 'حل الدولتين'، فهناك الآن اكثر من 145 دولة تؤيد هذا الحل، بل ان اوروبا –بما فيها بريطانيا التي كان لها اليد الطولى في تاسيس اسرائيل- بدأت تميل نحو هذا الحل ناهيك عن فرنسا والمانيا وايطاليا ، بل اصبحت بعض الدول الاوروبية كأسبانيا وايرلندا اكثر حراكا من دول عربية في هذا الاتجاه، لأن أوروبا هي الأكثر تضررا سياسيا واقتصاديا وديموغرافيا من صراعات الشرق الأوسط .ومن الواضح ان الموافقة الاخيرة قبل ايام على انشاء 22 مستوطنة اسرائيلية في الضفة الغربية هو تكريس لتوجه نيتنياهو بخلق بيئة ديموغرافية وبنيوية تجعل من اقامة دولة فلسطينية اشكالية كبرى، وسيكون هدف نيتنياهو اللاحق تفريغ الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين على غرار ما يفعله في غزة، وللتأكد من هذا التوجه عليك ان تعود الى كتاب نيتنياهو وتحديدا صفحة 343-345. ان اغلب السياسيين الاسرائيليين خارج نطاق الائتلاف الحاكم ،ويشاطرهم في ذلك نخبة واسعة من المفكرين الاسرائيليين يرون ان حل الدولتين في حالة اقراره سيكون اقصر الطرق لاحتمال حرب اهلية بين اليهود( بين المستوطنين في الضفة الغربية وعددهم يقارب عدد سكان اسرائيل عند اعلان تاسيسها) وبين الدولة اليهودية ذاتها…وهو ما يجعل نيتنياهو حريصا الى ابعد الحدود على اطالة الحرب للوصول لوضع يلغى اي احتمال مهما كان ضعيفا لهذا الحل،بخاصة ان دولا اوروبية وازنة اصبحت تروج لذلك وعلى راسها ماكرون الفرنسي، بل ويبدو ان مؤتمرا دوليا سيعقد قريبا لطرح المشروع. 3- اما غزة ، فبعد ان كان يرى نيتنياهو في مراحل سابقة ان قطاع غزة قابل لان يحكم نفسه ذاتيا، وان غزة ليست ذات قيمة استراتيجية كالضفة الغربية، فقد رأى ان قرب غزة من المدن الاسرائيلية يجعلها في حالة سيطرة التنظيمات الفلسطينية المسلحة عليها مكانا خطرا، لذا يرى نيتنياهو انه لا يمكن فصل الادارة المدنية في غزة عن الامن الاسرائيلي، وهو ما يعني اما تفريغ غزة من سكانها او بقاء اسرائيل مسيطرة امنيا وعسكريا على غزة ، ويبدو ان التهجير هو الحل الامثل ومن خلال غواية مصر بشكل اساسي ودول عربية اخرى قادرة على امتصاص العمالة الغزية.(الصفحات 131و284-285 و 303-304 و 349-351) لكن الركيزة المركزية في تفكير نيتنياهو هو ' بناء القوة' (من صفحة 358-401)، ومع تعداده لمؤشرات القوة، فانه يرى ان 'اسرائيل تستطيع جذب التحالفات معها والحفاظ عليها من خلال النجاح في ممارسة القوة بمعناها الواسع وفي مقدمتها القوة الخشنة' (ص 395، ويدلل على ذلك بنماذج من النزاعات الدولية خلال فترات زمنية سابقة)، ولعل ذلك احد جوانب التباين بينه وبين ترامب، فهما متفقان تماما على مركزية القوة في إدارةالعلاقات الدولية ،وينظرا للعلاقات الدولية من منظور صفري، لكن ترامب يعلي من شأن الادوات الاقتصادية (بالغواية والحجب) بينما يعطي نيتنياهو الاولوية للقوة العضلية ، لكن ما يجمعهما هو القدرة على الكذب، وإن يكن نيتنياهو اذكى من ترامب في هذا الجانب. ارى ان الولايات المتحدة في اتخاذها قرار الفيتو الاخير لمنع وقف القتال في غزة ، تتماهى مع موقف نيتنياهو ، ولا استبعد ان يطرح ترامب على الدول العربية بخاصة الخليجية مواقف تعرقل تنامي مشروع الحزام والطريق الصيني لصالح الممر الاقتصادي الهندي ، وهو امر قد تسانده اسرائيل ،ويتم بعد ذلك دمج غزة في اطار المشروع الهندي الاسرائيلي الامريكي الخليجي..وهو امر فيه من التفاصيل الكثير . لكني اعتقد ان ثمة نقاط حرجة في المشهد الدولي ابرزها نتائج الصراع في أوكرانيا، وتنامي النزعة الاوروبية لسياسة اقل تبعية للولايات المتحدة ثم موضوع تايوان القادم لا محالة ، ثم 'قد' يترافق مع كل ذلك أزمات قادمة في تركيا وايران ومصر وسوريا، وهناك احتقان تحت الجلد في المغرب العربي، كل ذلك سيكون من مصلحة نيتنياهو ان يفكر من الآن 'كيف يستثمرها' لصالح مشروعاته، لكن هدفه الاستراتيجي المباشر ان 'يؤم صلاة الجنازة على قبر حل الدولتين ' وخلفه الأنظمة العربية ،وهذا هو التحدي الكبير للمنطقة بغض النظر عن جودة او سوء هذا الحل ..ربما. ‎2025-‎06-‎07

ستالين إلى مترو الأنفاق في موسكو!سعيد محمد
ستالين إلى مترو الأنفاق في موسكو!سعيد محمد

ساحة التحرير

timeمنذ 19 دقائق

  • ساحة التحرير

ستالين إلى مترو الأنفاق في موسكو!سعيد محمد

ستالين إلى مترو الأنفاق في موسكو! سعيد محمد* بعد تغييب دام ما يقرب من ستة عقود، عاد وجه القائد السوفياتي التاريخي جوزيف ستالين إلى الحياة اليوميّة في موسكو مع افتتاح السلطات هناك منحوتة بارزة ضخمة له في إحدى محطات مترو الأنفاق الرئيسيّة في العاصمة الروسيّة. ويظهر ستالين في المنحوتة مرتدياً زيه العسكري بينما يحدق في الأفق بحكمة فيما يتحلق حوله العمال والأطفال الذين يرفعون له الزهور تقديراً. والمنحوتة نسخة طبق الأصل لعمل سابق أزيل في العام 1966 ضمن الحملة المضادة للستالينية التي شنها مناهضون له وصلوا إلى قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي الحاكم حينها. ويقول سكان المدينة أن المنحوتة أصبحت نقطة جذب، حيث يترك كثيرون باقات من الورد، أو يتوقفون لالتقاط الصور التذكاريّة العائليّة، أو يتأملون تفاصيل العمل المشغول بعناية. وكان الزعيم السوفياتي (1878-1953) قد تولى قيادة الدّولة بعد فلاديمير لينين قائد الثورة البلشفية، وقاد عمليّة بناء روسيا كدولة عظمى، وقطب اشتراكي نقيض للغرب الرأسمالي، وكان له الفضل في انتصار العالم على النازية الألمانية بعد عدوانها الواسع على بلاده خلال الحرب العالمية الثانية. على أن تراث ستالين لم يخل من الجدل يوماً بسبب حملة الشيطنة المكثفة التي شنّها الغرب عليه طوال مائة عام وشارك فيها التيار الرجعي الذي تسرب إلى مواقع السلطة بعد رحيله – وانتهى في 1991 إلى تفكيك الاتحاد السوفياتي برمته وانهاء التجربة الاشتراكية -. إذ ألصقت به تهم بالمسؤولية عن مجاعات، وتطهير واسع في كوادر الدولة والحزب، ونفي المعارضين إلى معتقلات في سيبيريا، وعمليات ترحيل جماعيّ لأقليات. ومع ذلك، فإن كثيرون ما زالوا يحنون إلى أيام الدولة السوفياتية وبخاصة بين الأجيال الأكبر سناً التي عاشت صدمة الرّدة المؤلمة إلى الرأسمالية خلال تسعينيات القرن الماضي. في عهد روسيا الرأسمالية، استمر العداء لشخص ستالين، لا سيّما في أيّام بوريس يلتسن، على أنّ الكرملين في ربع قرن من حكم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين حاول انتهاج خط ثالث، ينتقد جوانب من التجربة الستالينية، لكنّه لا يدينها بالمطلق، قبل أن تأخذ الأمور منحنى مختلفاً إثر تصاعد الصراع مع الغرب وسلسلة الثورات الملونة التي نظمتها المخابرات الامريكية في غير ما جمهورية سوفياتية واشتراكية سابقة بغرض إيصال موالين لواشنطن إلى السلطة فيها، ومن ثم ضمها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) فيما يشبه حلقة ضاغطة تحيط بخناق روسيا. إذ تغيّر تدريجياً الخطاب الرسمي بشأن ستالين، وشرع الرئيس بوتين يتحدث عن 'الشيطنة المفرطة لستالين التي كانت إحدى طرق الغرب لمهاجمة الاتحاد السوفيتي وروسيا'، فيما بدا أنه إيذان بتحرك شامل لكن هادئ لإعادة تأهيل الزعيم الراحل، رغم تذمر الليبراليين الروس، وجأرهم بالشكوى. ولاحظ متابعو الفنون في روسيا استعادة ملفتة لأكثر من 108 نصب تذكاري لستالين في جميع أنحاء البلاد بوتيرة تسارعت منذ انطلاق العملية العسكريّة في أوكرانيا (فبراير 2022)، وما رافقها من إعادة صياغة للسردية الرسمية لتاريخ روسيا باعتباره سلسلة من الانتصارات المجيدة على الغرب، والتي يصمم الشعب الروسي على استكمالها في أوكرانيا. وأعادت السلطات في شهر أبريل الماضي تسمية مطار فولغوغراد بمطار ستالينجراد، كما كانت تسمى المدينة من عام 1925 إلى عام 1961، تكريماً للزعيم ستالين، قائد المعركة الهائلة التي خاضها الجيش الأحمر دفاعاً عن المدينة من العدوان النازي عليها خلال الحرب العالمية الثانية. – لندن ‎2025-‎06-‎07

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store