
كوريا الجنوبية: رئيس جديد يضبط التوازن بين واشنطن وبكين
تعهّد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد، لي جاي ميونغ، في خطاب تنصيبه في سيول، أمس، باستئناف «الحوار» مع بيونغ يانغ والحفاظ على علاقة جيدة مع الصين، واصفاً السياسات الحمائية التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها «خطر وجودي» على الدول التي تعتمد على التصدير، مثل كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في العالم.
وفي وقت سابق، أعلنت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية رسمياً انتخاب لي، الذي ينتمي للحزب الديموقراطي الليبرالي، رئيساً للبلاد بعد فوزه في الانتخابات المبكرة التي أُجريت، أمس الأول، في ختام فوضى سياسية استمرت ستة أشهر، نجمت عن محاولة الرئيس السابق المحافظ يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد.
وقبل ستة أشهر فقط، اضطر لي إلى القفز فوق جدار للدخول إلى البرلمان هرباً من القوات العسكرية التي كانت تحاصره، في محاولة لمنع تصويت المجلس ضد مرسوم الأحكام العرفية الذي أعلنه يون.
وتحدث لي، صاحب الميول اليسارية، والذي سعى سابقاً إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة، الشريك التجاري والحليف الأمني الرئيسي لسيول، بلهجة أكثر تصالحية فيما يتعلق بالعلاقات مع الصين وكوريا الشمالية، مشدداً بشكل خاص على أهمية بكين باعتبارها شريكاً تجارياً رئيسياً، مع الإشارة إلى تردده في اتخاذ موقف حازم إزاء التوتر الأمني في مضيق تايوان.
وبعد أدائه اليمين في البرلمان، قال في خطاب التنصيب: «مهما كان الثمن، فالسلام أفضل من الحرب». وفي الوقت نفسه جدد التمسك بالتحالف مع الولايات المتحدة واليابان للتعامل مع أي اعتداءات محتملة من كوريا الشمالية.
وحذّر الرئيس الكوري الجنوبي الجديد من أن الحمائية «تهدد بقاء» الدولة المعتمدة بشدة على التصدير مثل كوريا الجنوبية، موضحاً أن «التغيرات السريعة في النظام العالمي، كتصاعد الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، تهدد بقاءنا بحد ذاته»، في إشارة إلى الاضطرابات الناجمة عن الحرب التجارية التي شنها ترامب.
ويواجه لي أيضاً موعداً نهائياً حدده البيت الأبيض للتفاوض على الرسوم الجمركية والواردات، وهي مفاوضات تقول واشنطن إن سببها هو «اختلال كبير في الميزان التجاري» بين البلدين.
على المستوى الداخلي، تعهد لي بإنقاذ البلاد مما وصفه بـ «الدمار الوشيك» الناجم عن محاولة فرض الأحكام العرفية، إلى جانب إنعاش الاقتصاد. كما تعهد بإزالة القيود التنظيمية من أجل تعزيز الابتكار والنمو في قطاع الأعمال، والتركيز على مخاوف تكاليف المعيشة التي تؤثر على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، والصعوبات التي تواجه أصحاب الأعمال الصغيرة.
وهنأ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، لي على فوزه، قائلاً إن البلدين «يتقاسمان التزاماً قوياً بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك، والقيم المشتركة، والعلاقات الاقتصادية العميقة».
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن انتخاب لي كان «حراً ونزيهاً»، لكن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق وتعارض تدخلات الصين ونفوذها على الديموقراطيات حول العالم.
من ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، إن الرئيس الصيني شي جينبينغ قدّم التهاني إلى لي، مضيفاً أن بكين تولي اهتماماً كبيراً بعلاقاتها مع سيول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ ساعة واحدة
- المدى
بوادر تهدئة بين ترامب وماسك
بدأت حدّة الحرب الكلامية التي اشتعلت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفه السابق إيلون ماسك تهدأ قليلاً. ففي خضم الصدام المرير الذي تفجّر، أمس الخميس، بين اثنين من أقوى رجال العالم، عمد مساعدو ترامب في البيت الأبيض إلى تهدئة السجال، وفق ما أفادت صحيفة 'بوليتيكو'، اليوم الجمعة. فيما قال ترامب خلال مكالمة هاتفية قصيرة عندما سئل عن هذا الانفصال العلني عن داعمه السابق: 'لا بأس.. الأمور تسير على ما يرام، لم يسبق أن كان الوضع أفضل من ذلك'. في حين أفادت مصادر مطلعة بأن مساعدي البيت الأبيض عمدوا إلى إقناع الرئيس بتخفيف انتقاداته العلنية لماسك لتجنب التصعيد، وحددوا موعداً لإجراء مكالمة هاتفية اليوم بين ترامب والرئيس التنفيذي لشركة 'تسلا' من أجل التوصل إلى حل سلمي. بالتزامن، وفي إشارة محتملة أخرى إلى خفض التصعيد، كتب ماسك على 'إكس' ردّاً على تغريدة لمدير صندوق التحوط بيل أكمان الذي دعا إلى الصلح بينهما 'أنت لست مخطئاً'.


الجريدة
منذ 13 ساعات
- الجريدة
ميرتس يهدي ترامب شهادة ميلاد تاريخية لجده الألماني
أهدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي يقوم اليوم الخميس بأول زيارة له إلى البيت الأبيض، الرئيس الأميركي دونالد ترامب نسخة من شهادة ميلاد جده الألماني، ودعاه إلى زيارة أراضي أسلافه. ونشأ فريدريش ترامب، المولود في 1869 فيما كان يعرف آنذاك بمملكة بافاريا، في كالشتات، وهي قرية نائية خصبة تقع في واد يزرع فيه العنب على ضفة نهر الراين جنوب فرانكفورت. وولدت، إليزابيث، جدة ترامب لأبيه، في الشارع المقابل من منزل ترامب في كالشتات.


الرأي
منذ 15 ساعات
- الرأي
ليبرمان يتهم نتنياهو بتسليح عصابات «إجرامية مرتبطة بداعش»
- تل أبيب تستعيد بـ «عملية خاصة» جثتي رهينتين - شحنة أسلحة إسرائيلية عالقة في مرفأ مرسيليا أثارت الولايات المتحدة، غضب بقية أعضاء مجلس الأمن باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية من دون قيود إلى القطاع المحاصر، مبرّرة خطوتها بأن النصّ يُقوّض الجهود الدبلوماسية الرامية لحلّ النزاع. وحصل مشروع القرار، الذي قدمه الأعضاء العشرة المنتخبون، ليل الأربعاء، على دعم 14 من أصل 15 عضواً. وأعرب سفيرا فرنسا وبريطانيا عن «أسفهما» لنتيجة التصويت، في حين ألقى السفير الصيني فو كونغ باللوم مباشرة على الولايات المتحدة، داعياً إيّاها إلى «التخلّي عن الحسابات السياسية وتبنّي موقف عادل ومسؤول». وهذا أول فيتو تستخدمه واشنطن منذ عاد الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي. من ناحية ثانية، اتهم رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بالمصادقة سراً على تسليح «عائلات إجرامية» في قطاع غزة، بواسطة جهاز «الشاباك». وصرح لقناة «كان - ريشيت ب» بأن «إسرائيل زوّدت عائلات إجرامية ببنادق هجومية وأسلحة خفيفة، بأمر من نتنياهو. هذه الأسلحة تصل إلى مجرمين ومن ثم تُوجَّه نحو إسرائيل». وأضاف أن تقديراته هي أن «هذه الخطوة لم تُعرض على الكابينيت... نحن نتحدث عن جماعات على غرار تنظيم داعش في غزة». وأصدر مكتب نتنياهو، بياناً مقتضباً لم ينفِ الاتهامات، مكتفياً بالإعلان أن «إسرائيل تعمل على حسم المعركة ضد حماس بطرق مختلفة ومتنوعة، بناءً على توصيات جميع قادة الأجهزة الأمنية». وذكرت إذاعة الجيش أن «إسرائيل نقلت أسلحة خفيفة لعصابات، من بينها ميليشيا ياسر أبوشباب وصودرت من قبل حماس». وأفادت قناة «كان 11»، بأن إسرائيل شرعت منذ أسابيع بتسليح «جماعات في غزة ضمن جهد منظم لمواجهة حماس». في سياق ثانٍ، أعلن نتنياهو، ليل الأربعاء، استعادة جثتَي رهينتين إسرائيليين - أميركيين. وقال في بيان، إنه خلال عملية خاصة نفذها «الشاباك» والجيش في خان يونس، نُقلت جثتا اثنين من رهائننا المحتجزين لدى «حماس» وهما جودي واينستين-هاغاي (70 عاماً) وغادي هاغاي (72 عاماً). ميدانياً، وثّقت وزارة الصحة في غزة استشهاد 70 فلسطينياً وإصابة 189 بجروح خلال الساعات الـ24 الماضية. وفي ميناء مرسيليا الفرنسي، امتنع عمال الرصيف عن تحميل مكونات عسكرية كانت ستنقل إلى إسرائيل، أمس، رفضاً للمشاركة في «حرب الإبادة»، بحسب ما أعلنت نقابة عمالية مساء الأربعاء.وأكدت نقابة «سي جي تي» لعمال الرصيف وموظفي الموانئ في خليج فوس، في بيان، «نحن مع السلام ونرفض كل الحروب».