logo
سوق الجمعة في مادبا.. من متنفس شعبي إلى عبء بيئي يؤرق السكان (فيديو)

سوق الجمعة في مادبا.. من متنفس شعبي إلى عبء بيئي يؤرق السكان (فيديو)

الغدمنذ 5 أيام
أحمد الشوابكة
مادبا - لطالما كان "سوق الجمعة" في مدينة مادبا متنفسا شعبيا مهما لسكان المدينة والمناطق المحيطة بها ومقصدا للتسوق بأسعار معقولة، إلا أنه شهد، خلال السنوات الأخيرة، تحولا كبيرا؛ إذ بات السوق النابض بالحياة والبهجة اليوم يثير قلقا متزايدا لدى الأهالي، متحولا إلى عبء بيئي وصحي يهدد جمال المدينة ونظافتها.
في كل يوم جمعة، يستفيق الأهالي على مشهد النفايات المتراكمة والروائح المنبعثة، وتراكم مخلفات الخضراوات والفواكه والبسطات التي تترك خلفها ساحة عشوائية تنذر بالخطر الصحي والبيئي، في حين تتحول الشوارع المحيطة بالسوق إلى فوضى عارمة، إذ يشهد السوق ازدحاما مروريا خانقا يتسبب في إعاقة حركة السير وإزعاج السكان المجاورين.
ويبين مواطنون أن المشكلة الكبرى التي يواجهها سكان مادبا هي الكميات الهائلة من النفايات التي يخلفها السوق بعد انتهاء يومه، إذ تتراكم الأكياس البلاستيكية وبقايا الطعام والملابس المستعملة وغيرها من المخلفات في الشوارع والأزقة مشكلة بؤرا بيئية، لافتين الى أنه ورغم الجهود التي تبذلها البلدية لتنظيف المنطقة، إلا أن حجم النفايات يفوق قدرة الاستجابة السريعة، ما يترك خلفه روائح كريهة ومناظر غير حضارية تستمر لساعات طويلة، بل لأيام في بعض الأحيان.
يقول المواطن هاني أبو نصير، أحد سكان المنطقة المتضررين "إن الوضع لم يعد يحتمل، نحن لسنا ضد السوق أو أرزاق الناس، ولكننا ضد العشوائية والإهمال في التعامل مع النظافة والتنظيم"، متابعا بأسى "أسبوعيا نعاني من انتشار القاذورات وبقايا الطعام والروائح الكريهة التي تجذب الحشرات والكلاب الضالة وتحول الحي إلى مكب نفايات مفتوح بعد انتهاء السوق، ما يزيد من المخاوف الصحية".
ويرى أصحاب محلات تجارية أن تفاقم الازدحام بسبب الانتشار العشوائي للباعة المتجولين الذين يفترشون بضائعهم على الأرصفة وفي حرم الشوارع، يضيق المساحات المخصصة للمشاة والمركبات على حد سواء، مشيرين الى وجود الكثير من التعديات المستمرة على الأرصفة ومداخل الأبنية، فالباعة المتجولون لا يكتفون بافتراش بضاعتهم، بل يعمدون أحيانا إلى وضعها أمام واجهات المحال التجارية مسببة لهم خسائر اقتصادية، وفي كثير من الأحيان يعمدون الى افتراش مداخل المنازل، ما يعوق حركة أصحابها ومرتادي المحال ويسبب لهم إزعاجا مستمرا.
ويؤكد المواطن هاني المصاروة، أن المنطقة بعد يوم الجمعة تتحول إلى مكان لا يصلح للعيش في ظل غياب الرقابة المستمرة على الباعة الذين يتركون خلفهم كل شيء، قائلا "إننا كأصحاب منازل نعاني كثيرا من انتشار البسطات على الأرصفة ومداخل البنايات وأمام أبواب المحال التجارية، لا سيما أن السوق يقام في منظقة مكتظة سكانيا".
ويضيف "أن سوق الجمعة في مادبا هو جزء لا يتجزأ من هويتها الشعبية، ولكن استمراره بهذا الشكل يهدد سمعة المدينة ونظافتها وراحة سكانها"، قائلا "أصبح من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتخذ الجهات المعنية إجراءات حاسمة وفعالة لتحويل هذا المتنفس الشعبي إلى بيئة منظمة ومستدامة، تخدم أهالي مادبا من دون أن تشكل عبئا عليهم".
ويرى الناشط الاجتماعي المهندس علي حسن، أن غياب التنظيم وغياب الرقابة الفاعلة هما سبب استمرار هذه الظاهرة، مؤكدا "أن المشكلة لم تعد ظرفا عابرا، بل أصبحت أزمة بيئية أسبوعية تهدد راحة السكان وصحتهم".
ويلفت إلى أن الحل ليس بإلغاء السوق، بل في إعادة تنظيمه ونقله إلى موقع أكثر ملاءمة بعيدا عن المناطق السكنية، مؤكدا أن سكان المنطقة وقعوا على عريضة بعد أن تفاقم الوضع للمطالبة بضرورة إيجاد حلول جذرية تنصف السكان من دون إلحاق الضرر بالباعة.
ويوضح المواطن أنس السنيد، أن المشكلة لا تكمن فقط في المخلفات، بل في غياب التخطيط الحضري للسوق منذ البداية، مطالبا بإعادة تقييم الموقع بالكامل، ووضع ضوابط تراخيص وتشريعات بيئية صارمة تحكم نشاط السوق.
ويطالب أهالي المنطقة، بلدية مادبا الكبرى، بإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة، كنقل السوق إلى منطقة أوسع ومجهزة ببنية تحتية مناسبة، مع توفير أكشاك منظمة ومساحات كافية للباعة والمشترين ووضع خطة مرورية واضحة لتسهيل حركة السير ومنع الازدحام وتشديد الرقابة على النظافة وفرض غرامات على من يرمي النفايات خارج الأماكن المخصصة، وتكثيف حملات التنظيف بعد انتهاء السوق مباشرة، إضافة الى ضرورة توزيع عدد كاف من حاويات النفايات في جميع أنحاء السوق وتشجيع الباعة على استخدامها بالتزامن مع خطة توعوية لتوعية للباعة والمشترين بأهمية الحفاظ على النظافة.
من جهته، يؤكد مدير مكتب البيئة في مادبا المهندس منصور الزبن، أن الوضع البيئي في محيط سوق الجمعة بات مقلقا ويتطلب إجراءات عاجلة، مبينا "أننا نرصد حجم المخلفات التي تترك عقب السوق، وهناك تنسيق مستمر مع البلدية لمعالجة هذه المشكلة من خلال إعادة النظر في الموقع وتنظيم آلية السوق".
ويشدد على ضرورة رفع مستوى الوعي البيئي لدى الباعة والزوار، وتحفيز السلوك الإيجابي تجاه النظافة العامة ضمن حملات مشتركة تنفذ بشكل دوري، مشيرا الى أن البيئة النظيفة حق لكل مواطن ولا يجب أن تتضرر الأحياء من نشاط اقتصادي غير منظم.
وينوه الزبن الى أن البيئة ليست مسؤولية جهة واحدة، بل تحتاج إلى تضافر جهود المواطن والبلدية والمجتمع، والعمل جار على متابعة الوضع البيئي للسوق بالتعاون مع الشرطة الملكية لحماية البيئة والبلدية، لافتا الى أنه سيتم تكثيف الجولات الرقابية والعمل على تطبيق القانون الإطاري لإدارة النفايات، قائلا "قدم المكتب مقترحات عدة لضمان التزام السوق بشروط الصحة والسلامة".
من جانبه، يقول رئيس لجنة بلدية مادبا الكبرى المهندس هيثم الجوينات "نقدر في بلدية مادبا شكاوى المواطنين، وندرك أن السوق بحاجة إلى تنظيم أكثر صرامة، وهناك خطة قيد التنفيذ لإعادة تأهيل الموقع وتحسين آلية التعامل مع النفايات".
ويضيف الجوينات "أن السوق الشعبي، رغم أهميته الاقتصادية، إلا أنه لا يمكن أن يستمر في شكله العشوائي ووضعه الحالي، وسيتم تخصيص فرق نظافة بعد انتهاء يوم الجمعة من كل أسبوع مباشرة حتى زوال المشكلة بشكل جذري"، لافتا الى أن البلدية تدرس، بالتنسيق مع المجتمع المحلي، إمكانية نقل السوق إلى موقع بديل تتوافر فيه شروط النظافة والسلامة والبعد عن المناطق السكنية.
يذكر أن العشرات من سكان المنطقة المجاورة للسوق وقعوا على عريضة ناشدوا فيها محافظة مادبا وبلدية مادبا الكبرى بإيجاد حل جذري لمشكلة السوق، سواء بنقله أو بتحديد آلية صارمة لإدارته والرقابة عليه.
اضافة اعلان
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السياحة: '79' الف مشارك في برنامج 'أردننا جنة' منذ بداية العام
السياحة: '79' الف مشارك في برنامج 'أردننا جنة' منذ بداية العام

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

السياحة: '79' الف مشارك في برنامج 'أردننا جنة' منذ بداية العام

بلغ إعداد المشاركين في برنامج 'أردننا جنة' منذ بداية العام وحتى تموز الحالي 79,017 مشاركًا، وفقًا لبيانات وزارة السياحة والآثار. وكان البرنامج قد جرى تعليقه مؤقتًا في كانون الأول 2024، ثم تم استئنافه في شهر نيسان 2025. وتشير الأرقام أعلاه إلى أعداد المشاركين منذ استئناف البرنامج في نيسان وحتى تموز، حيث لم تُسجل الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي (كانون الثاني، شباط، آذار) أي مشارك، إذ بدأت الأرقام في نيسان حيث سجل 5,193 مشاركًا. كما سجل شهر أيار 36,991 مشاركًا، بينما سجل شهر حزيران 13,681 مشاركًا، في حين سجل شهر تموز الحالي وحتى تاريخه 23,152 مشاركًا، وفقًا لبيانات الوزارة التي اطلعت عليها 'المملكة'. وبحسب الزيارات، توزعت على مناطق عدة، منها: أم قيس، جرش، عمان، مأدبا، الكرك، المغطس، عجلون، السلط، البترا، ووادي رم. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، قال في حزيران الماضي ، إن برنامج ' أردننا جنة' الذي يهدف لدعم السياحة المحلية 'سيتوسع'. ويهدف برنامج 'أردننا جنة'، الذي تنفذه وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة بالشراكة مع القطاع السياحي، إلى تقديم رحلات بأسعار مدعومة تشمل النقل والإقامة والإرشاد السياحي، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز المجتمعات المحلية، إلى جانب ترسيخ مفهوم السياحة كجزء من أسلوب الحياة لدى المواطن الأردني. وكان مجلس الوزراء قد قرر مؤخرًا الموافقة على تغطية كلفة الرحلات التي سيتم تنظيمها للمشاركين ضمن برنامج 'أردننا جنة' حتى تاريخ 13 كانون الأول 2025، وإعفاء المواطنين الأردنيين من رسوم الدخول للمواقع الأثرية، بالإضافة إلى إعفاء الأشخاص ذوي الإعاقة المشاركين في البرنامج من كلفة الرحلة. ويُشار إلى أن برنامج 'أردننا جنة' شهد خلال العام 2024 مشاركة قرابة 310 آلاف شخص.

"أوقاف عجلون" تطلق برنامجا تأهيليا ضمن بدائل العقوبات
"أوقاف عجلون" تطلق برنامجا تأهيليا ضمن بدائل العقوبات

الرأي

timeمنذ 8 ساعات

  • الرأي

"أوقاف عجلون" تطلق برنامجا تأهيليا ضمن بدائل العقوبات

باشرت مديرية أوقاف محافظة عجلون بتنفيذ برنامج تأهيلي جديد، ضمن إطار بدائل العقوبات المجتمعية، بالتعاون مع وزارة العدل. وقال مدير "أوقاف عجلون" الدكتور صفوان القضاة، اليوم الاثنين، إن البرنامج ينفذ بناء على الاتفاقية الموقعة بين الوزارتين، لتعزيز الشراكة المؤسسية في مجالات الإصلاح والتأهيل. وأكد القضاة أن هذا البرنامج يأتي في سياق رؤية وزارة الأوقاف الرامية إلى تفعيل دور المساجد كمراكز للإصلاح المجتمعي والتوعية الدينية، مشددا على حرص المديرية على تسخير كوادرها ومرافقها لخدمة الأهداف الإصلاحية، بما يواكب جهود الدولة في إيجاد بدائل مجتمعية فعالة للعقوبات التقليدية. ويهدف البرنامج إلى تأهيل المستفيدين من العقوبات المجتمعية، من خلال تصحيح تلاوة القرآن الكريم وتحفيظ ما تيسر منه، بواقع 4 ساعات تدريبية يوميا، بما يسهم في تعزيز الوعي الديني، وتقويم السلوك، وإعادة دمج الأفراد في المجتمع بشكل فعال. وتعد هذه المبادرة واحدة من الخطوات العملية لتعزيز البعد التأهيلي والإنساني في تنفيذ العقوبات المجتمعية، بما يعكس تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية لخدمة الصالح العام.

محافظ المفرق يلتقي بمسؤولي مياه اليرموك لزيادة ضخ المياه على المواطنين ومواجه التحدي المائي
محافظ المفرق يلتقي بمسؤولي مياه اليرموك لزيادة ضخ المياه على المواطنين ومواجه التحدي المائي

الغد

timeمنذ 8 ساعات

  • الغد

محافظ المفرق يلتقي بمسؤولي مياه اليرموك لزيادة ضخ المياه على المواطنين ومواجه التحدي المائي

أكد محافظ المفرق فراس ابو الغنم أهمية إيصال المياه للمواطنين وبعدالة ووفق برنامج التوزيع المعد لهذه الغاية والالتزام بالإجراءات المتخذة للمحافظة على الثروة المائية. وأضاف ابو الغنم خلال لقائه برئيس هيئة مديري شركة مياه اليرموك الدكتور أسامة المحيسن ومدير عام الشركة المهندس محمد العمايرة ومدير مياه المفرق المهندس عبد ابو عابد أننا نثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها الشركة في تقديم الخدمات للمواطنين وخصوصا في فصل الصيف وزيادة الطلب على المياه في مثل هذه الظروف، مطالبا بضرورة تفهم الجميع لذلك من خلال عدم هدر المياه ومواجهة التحدي المائي. رئيس هيئة مديري شركة مياه اليرموك الدكتور أسامة المحيسن أكد أن هناك توجها لاستئجار آبار جديدة وإعادة تأهيل الآبار العاملة لزيادة كميات الضخ وتطبيق برنامج التوزيع بعدالة بين المواطنين. اضافة اعلان وأشار إلى أهمية متابعة شكاوى المواطنين والعمل بروح الفريق الواحد،. مشيدا بجهود محافظ المفرق والحكام الإداريين لتقديم الخدمات الأفضل للمواطنين. وخلال اللقاء تم وضع خطة عمل مشتركة لمتابعة مطالب وشكاوى المواطنين وحلها في الميدان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store