logo
مأزق نتنياهو

مأزق نتنياهو

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

ونحن على أعتاب إكمال حرب غزة عامها الثاني، تزداد المؤشرات على كونها حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الداخلية. فليس ثمة ما يدعو إلى الاستمرار فيها سوى تأخير نتنياهو مرحلة ما بعد الحرب؛ وهي محاسبته القانونية على أمور عدة، بدءاً من الثغرات الأمنية الكبيرة التي أدت إلى عمليات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومروراً بتخبطه في التعامل مع الحرب عسكرياً وسياسياً، وانتهاءً بمماطلته مع عائلات الأسرى الإسرائيليين عند «حماس». نتحدث هنا عمّا يهمّ الشارع الإسرائيلي، وإلا فإن جرائمه بحق الإنسانية وما فعله بالفلسطينيين تحتاج إلى مجلدات لوصفها.
في تل أبيب مساء السبت الماضي، تظاهر آلاف من أسر المحتجزين الإسرائيليين يطالبون رئيس حكومتهم بالتوقف عن المقامرة بأبنائهم عن طريق إرسال مجموعات جديدة من الجنود للحرب، مما يعرّض الإسرائيليين لزيادة في الخسائر بدلاً من تحرير المحتجزين، وقد هتف المتظاهرون: «الشعب يختار الرهائن». يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الذي سبق المظاهرة مقتل أربعة من جنوده في غزّة، وتنويهه إلى النقص الحاد في صفوف المجندين الذي يصل إلى عشرة آلاف عنصر.
حالة النقمة على نتنياهو مستمرة، ولا يُرجّح أن تتراجع، بمعنى أنه لم يدع لنفسه خط رجعة على مستوى جمهوره الذي يتطلع إلى اليوم التالي للحرب مع حكومة تهتم بالمصلحة الإسرائيلية الكبرى، وليس المصلحة الضيقة للنخبة الحاكمة. هذا على الجانب الإسرائيلي، أما على الجانبَيْن الإقليمي والدولي؛ فإن رحيل نتنياهو أصبح ضرورة قصوى في ظل انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتَيْن، المقرر أن يكون يومي 17-18 يونيو (حزيران) الحالي في نيويورك.
نعلم أن إسرائيل لا تعبأ بالضغط الدولي بسبب دعم الفيتو الأميركي لها، ولكن استمرار الضغط الدولي من شأنه أن يعزّز الضغط الإسرائيلي الداخلي لإخراج نتنياهو من السلطة. ونعلم كذلك بأن رحيل نتنياهو لن يأتي بحمامة سلام على رأس حكومة تل أبيب، ولكنه -على الأقل- سيوقف المجازر القائمة في غزّة، وسيضع نتنياهو في دائرة المحاسبة القانونية على عبثه بالدولة العبرية، بعيداً عن جرائمه بحق الفلسطينيين.
لقد نجح نتنياهو في ضرب أهم العناصر المزعجة لإسرائيل عسكرياً، وذلك بتوجيه ضربات نوعية داخل إيران والقضاء على أهم قيادات «حزب الله» بعد أن دمّر كثيراً من قدراته العسكرية، والإسهام في تقويض نظام الأسد، بالإضافة إلى ما فعله في غزّة والضفة الغربية. لكن في المقابل، أسهم بشكل كبير في بناء صورة سلبية لإسرائيل على الصعيد الدولي، لم تكن لتصل إلى هذا السوء لولا نزقه وإمعانه في التدمير.
لقد فوّت نتنياهو على نفسه فرصة ليكون قائداً تاريخياً للدولة العبرية، وهو في نهاية عمره السياسي، وذلك بأن جعل المفاوضات مع الدول العربية بعيدة المنال بعدما كانت في المتناول. فالموقف السعودي اليوم صارمٌ بشكل واضح جداً للعلن. فبالإضافة إلى الموقف المعلن «لا اتفاق من دون حل الدولتَيْن»، فإن تصريحات المسؤولين الكبار، وعلى رأسهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مملوءة بالإدانة الصريحة لجرائم حكومة نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني.
العقل يقول إن موقف الإدانة هو المتاح في هذه المرحلة، وبعيداً عن المزايدات، فإن إدانة الرياض جرائم إسرائيل تضاعف الضغط على حكومة نتنياهو الذي لا يجد ما يسوّقه لجمهوره الذي يتطلع إلى يوم محاكمته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد فيتو أميركا بمجلس الأمن.. الأمم المتحدة تصوت على مشروع قرار لوقف حرب غزة
بعد فيتو أميركا بمجلس الأمن.. الأمم المتحدة تصوت على مشروع قرار لوقف حرب غزة

الشرق السعودية

timeمنذ 30 دقائق

  • الشرق السعودية

بعد فيتو أميركا بمجلس الأمن.. الأمم المتحدة تصوت على مشروع قرار لوقف حرب غزة

تشهد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، تصويتاً على مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مسعى مماثل في مجلس الأمن، الأسبوع الماضي. ويطالب مشروع القرار بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس"، وإعادة السجناء الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل، وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من غزة. كما يطالب القرار بدخول المساعدات دون عوائق و"يندد بشدة باستخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب وبالمنع غير القانوني للمساعدات الإنسانية وبحرمان المدنيين من أشياء لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة". ويرجح دبلوماسيون أن توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 عضواً، على النص بأغلبية ساحقة، على الرغم من ضغوط مارستها إسرائيل على الدول هذا الأسبوع لمنع المشاركة في ما وصفته بأنه "مسرحية ذات دوافع سياسية وغير مجدية". وتعد قرارات الجمعية العامة غير ملزمة، لكنها تحمل ثقلاً سياسياً كونها تعكس الرؤية العالمية للحرب، إذ قوبلت دعوات سابقة من الجمعية بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بالتجاهل. وعلى النقيض من مجلس الأمن، لا تملك أي دولة حق النقض في الجمعية العامة. "كذب وافتراء" بدوره، كتب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون في رسالة إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أرسلها الثلاثاء: "هذا كذب وافتراء". ووصف دانون مشروع قرار الجمعية العامة بأنه "نص معيب ومجحف للغاية"، وحث الدول على عدم المشاركة في ما قال إنها "مهزلة" تقوض مفاوضات الرهائن ولا تدين "حماس". ويأتي تصويت قبل مؤتمر مقرر للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، يهدف إلى إعطاء زخم للجهود الدولية تجاه حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما حثت الولايات المتحدة الدول على عدم المشاركة. وكانت الولايات المتحدة حذرت من أن "الدول التي تتخذ إجراءات معادية لإسرائيل في أعقاب المؤتمر سيُنظر إليها على أنها تتصرف على نحو يتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية، وقد تواجه عواقب دبلوماسية". فيتو أميركا واستخدمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، "حق النقض" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب أيضاً بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار وإتاحة وصول المساعدات دون عوائق إلى غزة، وقالت إن المشروع "يقوض الجهود التي تقودها للتوسط من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار". وصوتت بقية الدول في المجلس الذي يتألف من 15 دولة لصالح مشروع القرار، إذ تأتي هذه المساعي في وقت تجتاح فيه أزمة إنسانية القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق، إذ لم يدخل القطاع سوى قدر ضئيل من المساعدات منذ رفعت إسرائيل الشهر الماضي حصاراً استمر 11 أسبوعاً. ودعت الجمعية العامة في أكتوبر 2023 إلى هدنة إنسانية فورية في غزة بأغلبية 120 صوتاً، وفي ديسمبر 2023 صوتت 153 دولة للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وفي ديسمبر من العام الماضي، طالبت الجمعية بأغلبية 158 صوتاً بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار. ولا تزال الحرب مستعرة في غزة منذ عام 2023، إذ قتلت إسرائيل أكثر من 54 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، التي تشير إلى أن آلاف الجثث الأخرى لا تزال مفقودة تحت الأنقاض.

تناول الاتصال الجهود المشتركة من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تناول الاتصال الجهود المشتركة من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

تناول الاتصال الجهود المشتركة من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أكدت مصر على ضرورة وجود تسوية شاملة وعادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي> وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال اتصال هاتفي مساء أمس مع مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يلبي تطلعات شعوب المنطقة فى تحقيق السلام والامن والاستقرار المستدام في الشرق الأوسط. وتناول الاتصال الجهود المشتركة التي تبذلها مصر والولايات المتحدة وقطر من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن والأسرى، فضلًا عن النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع والعمل على التخفيف من معاناة المدنيين فى غزة. ويأتي ذلك بعد ساعات من تصعيد إسرائيلي جديد ضد الفلسطينين حيث قُتل عدد من المواطنين وأُصيب آخرون، ظهر أمس الأربعاء، جراء قصف شنه الجيش الإسرائيلي على مناطق متفرقة في دير البلح ورفح، وسط وجنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية، أن القصف استهدف نقطة لشحن الهواتف في دير البلح، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، وإصابة آخرين بجروح، وفي وقت سابق أمس، فتح الجيش الإسرائيلي نيرانه باتجاه تجمعات المواطنين على حاجز نتساريم الذي يقسم القطاع نصفين شمالاً وجنوباً، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية. يذكر أنه خلال الأسبوعين الماضيين، تكررت تلك الحوادث والهجمات على المدنيين خلال سعيهم للحصول على المساعدات من مراكز التوزيع التي تديرها حاليا مؤسسة غزة الإنسانية ما أثار انتقادات قوية من قبل المنظمات الحقوقية والدولية .

الأمم المتحدة تصوت على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
الأمم المتحدة تصوت على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

الأمم المتحدة تصوت على قرار بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من المتوقع أن تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الخميس، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين لدى حركة حماس، وفتح جميع المعابر الحدودية الإسرائيلية لإدخال الغذاء والمساعدات العاجلة الأخرى. وصاغت إسبانيا مشروع القرار، الذي حصلت عليه وكالة أسوشيتد برس الأربعاء، وينص على "الإدانة الشديدة لاستخدام التجويع ضد المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب". وتأتي هذه المساعي في وقت تجتاح فيه أزمة إنسانية القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني شخص، وتحذر الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق. ولم يدخل القطاع سوى قدر ضئيل من المساعدات منذ رفعت إسرائيل الشهر الماضي حصارا استمر 11 أسبوعا. ويرجح دبلوماسيون أن توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا على النص بأغلبية ساحقة، على الرغم من ضغوط مارستها إسرائيل على الدول هذا الأسبوع لمنع المشاركة في ما وصفته بأنه "مسرحية ذات دوافع سياسية وغير مجدية"، بحسب رويترز. وقرارات الجمعية العامة غير ملزمة، لكنها تحمل ثقلا كونها تعكس الرؤية العالمية للحرب. وقوبلت دعوات سابقة من الجمعية بإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بالتجاهل. وعلى النقيض من مجلس الأمن، لا تملك أي دولة حق النقض في الجمعية العامة. ويأتي تصويت اليوم الخميس أيضا قبل مؤتمر للأمم المتحدة الأسبوع المقبل يهدف إلى إعطاء زخم للجهود الدولية تجاه حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store