logo
خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

خمس طرق لتحسين قدرتك على التركيز

الوسط١٦-٠٢-٢٠٢٥

Getty Images
كم منّا يستطيع أن يجد ما يفعله ممتعا أو مُلهماً؟ أو أن يكون مرتاحاً عندما يقطع الاتصال بوسائل التواصل الاجتماعي ويقضي يومه دون أي تنبيهات من هذا الجهاز أو ذاك التطبيق؟ وهل نستطيع فعلاً أداء مهامنا دفعة واحدة دون تشتت؟ وكم مرة نُجبر أنفسنا على إكمال ما بدأناه ثم نجد لأنفسنا الأعذار برسالة من صديق، أو دعوة للطعام من قريب؟
العديد من الأمور التي نعتقد أنها تساعدنا على التركيز تعمل في الحقيقة بعكس الطريقة التي يعمل بها دماغنا بشكل طبيعي. إذن، ما الذي يمكن أن نتعلمه من علم التركيز لتحقيق إنجاز أكبر خلال اليوم؟ وهل تنجح أي من هذه النصائح؟ نستعرض هنا خمسة طرق لتحسين قدرتنا على التركيز.
الطريقة الأولى: اسمح لذهنك بالشرود
CEH1 P1
قد يبدو الأمر منافياً للمنطق، ولكن السماح لذهنك بالشرود قد يكون أحد أفضل الأساليب إن كنت تسعى لتحسين قدرتك على التركيز. هناك تصور متزايد في أوساط علماء النفس بأننا نقضي الكثير من الوقت في أحلام اليقظة - ما يقرب من 50 في المئة من الوقت وفقا لبعض التقديرات.
وقد حدا ذلك ببعض علماء النفس إلى تأييد فكرة أن شرود الذهن لا يمثل مشكلة كبيرة، وإنما هو جزء رئيسي من النظام نفسه الذي يمكن أن يساعد أدمغتنا على القيام بوظائفها.
ويتطلب التركيز شبكة من مناطق الدماغ بما فيها القشرة الأمامية المسؤولة عن مقاومة التشويش والسيطرة على دوافعنا الطبيعية لفعل شيء أكثر متعة. ويتطلب الحفاظ على أداء هذه الشبكة طاقة أكبر من مجموعة مناطق الدماغ التي تنشط عندما لا نفكر في شيء محدد. وحتماً، في وقت ما خلال اليوم، نشعر بالإنهاك وهنا يبدأ العقل في الشرود.
وإذا كان هذا سيحدث من دون بد، فلماذا لا نخصص وقتاً مناسباً له؟
يفرق عالم النفس في جامعة هارفارد بول سيلي، بين شرود الذهن المتعمد والعرضي، ويقول إن النوع العرضي فقط هو الذي له تأثير سلبي على المهام التي نريد القيام بها.
يقول سيلي: "إذا كانت المهمة سهلة، فإن الشرود الذهني المتعمد لن يؤثر غالباً على الأداء، لكن يجب أن تتاح للناس فرصة لجني فوائد شرود الذهن، مثل القدرة على حل المشاكل والتخطيط".
ويشير هذا إلى أن ترك عقلك يشرد عمداً بين الفينة والأخرى قد يكون مفيداً.
ويقول سيلي: "فكر في شيء لا علاقة له بالمهمة التي تريد إنجازها، مثل حل مشكلة أخرى تدور في خلدك، ثم عد إلى مهمتك الأساسية".
الطريقة الثانية: بعض من المرح
Alamy
تشير دراسة حديثة إلى أن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة والتركيز هي تخصيص وقت للضحك والمرح
غالبا ما يُنظر إلى مقاطع الفيديو التي تعرض مواقف مضحكة للقطط على أنها قمة الإلهاء، إلا أن بعض علماء النفس يعتقدون أنها يمكن أن تساعد في الحقيقة على وضعنا في الحالة الذهنية الصحيحة للمضي قدماً في عملنا.
ويعود هذا إلى أن إبقاء التركيز على شيء ما أمر صعب، بغض النظر عن مدى حبك لعملك، ويتطلب قوة إرادة. وحسب دراسة حديثة، فإن إحدى الطرق لتعزيز قوة الإرادة هي الضحك.
ومن خلال التجارب، وجد أن الناس الذين شاهدوا مقطع فيديو مضحك بذلوا جهدا أكبر من الأشخاص الذين شاهدوا مقطع فيديو يُعطي شعور الارتياح ولكن ليس مضحكاً. وخلصت الدراسة إلى أن الفكاهة تساهم في زيادة قوة الإرادة بشكل فعال بحيث يتعين على أماكن العمل أن تشجع ثقافة أكثر "مرحاً".
ويقول ديفيد تشينغ، باحث في مجال القيادة بجامعة أستراليا الوطنية في كانبيرا: "خلق ثقافة من المرح لدى فريقك سيساعد على تعزيز إنتاجية العمل". ويضيف تشينغ الذي قاد البحث: "بالطبع، هذا ليس ترخيصاً لمشاهدة مقاطع فيديو عن القطط طوال اليوم، لكن الحصول على فترات راحة في بعض الأحيان ومشاهدة مقاطع فيديو فكاهية يكون مفيداً، خاصة عندما تشعر بالإرهاق".
الطريقة الثالثة: اجعل الأمر أكثر صعوبة
حتى تتمكن من التركيز بشكل صحيح يتعين عليك أن تتخلص من كل أنواع التشويش الخارجي، أليس كذلك؟ في الواقع، ووفقاً لإحدى نظريات الانتباه المؤثرة، العكس هو الصحيح.
توصلت نيللي لافي، عالمة نفس في كلية لندن الجامعية، إلى ما اطلقت عليه اسم "نظرية التحميل" في عام 1995. وتكمن الفكرة في أن هناك حداً لكمية المعلومات من العالم الخارجي التي يمكن لأدمغتنا معالجتها في أي وقت مرة واحدة، وعند امتلاء جميع أماكن المعالجة في الدماغ، فإن نظام الانتباه في الدماغ يتدخل لاتخاذ قرار بشأن ما يركز عليه تحديداً.
وتشير تجارب لافي إلى أنه قد يكون من الأفضل العمل في محيطات ليست مرتبة وصامتة، بل في محيطات فوضوية ومربكة. وتنجح هذه الطريقة لأنه عند إشغال جميع أماكن الإدراك الحسي، يتعين على الدماغ صب كل طاقاته للتركيز على المهمة الأكثر أهمية بعد غربلة مصادر الإلهاء بكل بساطة.
لكن المشكلة في ممارسة ذلك تكمن في إيجاد النوع المناسب من الإلهاء والحفاظ عليه كي لا يصل إلى حد الانجراف. وهناك عدد من التطبيقات التي يمكن استخدامها لإضافة أنواعا من الإلهاء البصري أو الموسيقي، ولكن حتى الآن لم يختبر أي منها في دراسات علمية وربما لن تكون أفضل من تشغيل المذياع.
والأمر المهم هو أن تعطي عقلك ما يكفي لأداء مهامه، حتى لا تعطيه الفرصة للبحث في مكان آخر للتحفيز.
الطريقة الرابعة: توقف عن العمل وخذ استراحة
Getty Images
بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون إبعاد أنفسهم عن لوحة المفاتيح، فإن الخروج في الهواء الطلق وقت الغداء قد يحقق الغرض
ثمة أدلة على أن التوقف عن العمل لبعض الوقت يساعدك على تحقيق قدر أكبر من الإنجاز بعد استئناف العمل. لكن التحدي يكمن في معرفة متى تأخذ الاستراحة ومدتها وماذا ستفعل بفترة التوقف عن العمل.
تشير بعض الدراسات التي أجريت في تسعينيات القرن الماضي إلى أنه نظراً للتغيرات الطبيعية في دورة الانتباه لدينا، لا يمكننا التركيز لأكثر من 90 دقيقة قبل الحاجة إلى استراحة لمدة 15 دقيقة.
فيما توصلت دراسات أخرى إلى أنه حتى الاستراحة القصيرة لمدة بضع ثوان ستكفي، شريطة أن ينفصل الشخص نهائياً عن العمل من الناحية الذهنية خلال تلك الاستراحة.
ومن الجيد أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية في فترة استراحتك، لأنها تعيد تشغيل الدماغ، وتجعله في حالة أفضل للتركيز على العمل، خاصة إذا أتبعتها بمشروب يحتوي على الكافايين. وتشير دراسة إلى أن ممارسة التمارين في الهواء الطلق وخاصة وسط الطبيعة، يحسن قدرة الشخص على التركيز.
ويعد التأمل خياراً آخر، فهناك أدلة متزايدة على أن ممارسي التأمل لديهم سيطرة أفضل على موارد انتباههم، كما أنهم أفضل بكثير في ملاحظة الوقت الذي يتعين فيه الحصول على استراحة.
وإذا كان يبدو أن ذلك يستغرق وقتا طويلا بعض الشيء، فالخبر السار هو أن أخذ جرعة سريعة من الكافيين، مع ممارسة التمرين أو بدونها، يحسن الذاكرة ومدة رد الفعل والانتباه على المدى القصير.
الطريقة الخامسة: لا تعاند نفسك وتجبرها على التركيز
وفقا لدراسات أجراها جو ديغوتيس ومايك إسترمان في مختبر بوسطن للانتباه والتعلم في ماساتشوسيتس، من خلال تجارب تصوير الدماغ، فإن الاستراتيجية الأكثر نجاحا للمحافظة على التركيز هي التركيز لفترة معينة من الوقت ثم أخذ استراحة قصيرة قبل العودة إلى التركيز مجدداً.
فالناس الذين حاولوا البقاء مركزين طوال الوقت ارتكبوا أخطاء أكثر بشكل عام. ولذا، عندما تحتاج إلى التركيز لفترات طويلة، فإن الاستراحة القصيرة من وقت لآخر، تعني تركيزاً لفترة أطول.
وبالمثل، توصلت دراسة أجراها كريستشين أوليفرز من الجامعة الحرة بأمستردام، إلى أن موارد انتباه الناس توسعت أكثر عندما طلب منهم ببساطة التراجع عن العمل والتفكير في شيء آخر بدلا من التركيز بشكل كامل.
قد تكون هذه هي النتيجة الأكثر فائدة التي توصلت إليها جميع البحوث المتعلقة بالتركيز. وكلما عرفنا أكثر عن الدماغ، عرفنا أن الإجهاد هو عدو التركيز بصورة أكثر وضوحا. لذا، خذ الوقت الكافي لفعل كل ما يلزم لتشعر بأنك أكثر هدوءا.‬

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنقاص الوزن السريع: ما الذي لا يخبرنا به "فم أوزمبك"؟
إنقاص الوزن السريع: ما الذي لا يخبرنا به "فم أوزمبك"؟

الوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • الوسط

إنقاص الوزن السريع: ما الذي لا يخبرنا به "فم أوزمبك"؟

Getty Images كثيرون هم من يحلمون بإنقاص أوزانهم والحصول على قوام ممشوق. لكن هذا الحلم يبدو في كثير من الأحيان صعب المنال لما يتطلبه من مثابرة وانضباط. وفي عصر تتسم وتيرته بالتسارع، وتنتشر فيه الحلول الفورية والسهلة، ربما تبدو الحميات التقليدية والرياضة طرقا شاقة، ولا سيما مع إغراءات الوجبات السريعات وقضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية. ومع التطورات العلمية والتقنية تبرز طرق جديدة تعد بتقديم حل سحري: أدوية تعد بنتائج سريعة، وأنظمة غذائية صارمة تختزل المسافة. وفي خضم هذا الهوس بالنحافة، تظهر مصطلحات "ترند" تطالعنا بها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإعلامي مثل "فم أوزمبك" (Ozempic Mouth) لتكشف لنا جانبا آخر من القصة، هو الآثار الجانبية للنتائج السريعة. فما هو "فم أوزمبك"؟ وهل تقتصر الآثار الجانبية لفقدان الوزن السريع على المظهر، أم تشمل أيضا مخاطر صحية محتملة. "فم أوزمبك" و"وجه أوزمبك" أوزمبك هو الاسم التجاري لعقار يحتوي على مادة فعالة تسمى سيماغلوتايد (semaglutide)، وهو عبارة عن حقن أو أقراص توصف بالأساس لمرضى النوع الثاني من مرض السكري وفي بعض الأحيان لمن يعانون من السمنة. وينتمي العقار إلى فئة من الأدوية تعرف باسم أدوية جي. إل.بي-1(GLP-1) التي تعمل من خلال محاكاة تأثير هرمون جي.إل.بي-1 الذي ينظم السكر في الدم ويتحكم في الشهية ويبطئ من عملية الهضم. وقد حظيت تلك الأدوية بشعبية كبيرة في الأعوام الأخيرة، ولا سيما بعد أن تحدث مشاهير عن اللجوء إليها لإنقاص أوزانهم – حتى ولو كان بعضهم لا يعاني من السمنة. و"فم أوزمبك"، أو "وجه أوزمبك" كما كان يشار إليه سابقا، هو مصطلح تستخدمه وسائل الإعلام بالأساس للإشارة إلى التغيرات التي تطرأ على الوجه، وخصوصا حول الفم، والتي تصاحب فقدان الوزن السريع الذي تتسبب فيه أدوية جي.إل.بي-1 مثل أوزمبيك أو ومنجارو أو ويغوفي. هذه التغييرات تشمل ظهور التجاعيد والخطوط وترهل الجلد وإعطاء مظهر غائر أجوف للخدين أو العينين. يقول الدكتور أندرو كرنوهان استشاري الغدد الصماء ومدير عيادة The Weight Loss Medics لـ بي بي سي عربي إن ذلك "يشكل مصدرا حقيقيا للقلق لبعض الأشخاص. ويحدث ذلك بسبب فقدان الدهون تحت الجلد في منطقة الوجه". ما المعدل الآمن والمستدام لنقصان الوزن؟ يقول الدكتور كرنوهان إن فقدان "نصف كيلو غرام إلى كيلوغرام واحد في الأسبوع يعد معدلا آمنا ومستداما. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين بدأوا لتوهم في فقدان الوزن، فإن معدلا أسرع قليلا في الأسابيع القليلة الأولى يعد مقبولا". ويضيف أن تخطي المعدل المشار إليه بعد الشهرين الأولين يعد بشكل عام أسرع مما ينبغي، ويشير إلى أن "اتباع نهج فردي يأخذ بعين الاعتبار الإنفاق الطاقي الكلي والعجز في السعرات الحرارية وتركيبات العناصر المغذية الصغرى والكبرى من الممكن أن يسهم بشكل أفضل في توجيه القرارات العلاجية ومنع فقدان الوزن السريع وما يرتبط به من مخاطر". Getty Images كانت أدوية جي.إل.بي-1 تعطى بالأساس لمرضى النوع الثاني من مرض السكري لتنظيم مستويات الغلوكوز في الدم. مخاطر صحية بالتأكيد فقدان الوزن بسرعة سيشكل مصدر سعادة لمن يتناولون تلك العقارات أو يتبعون حمية صارمة لا تسمح لهم سوى بعدد صغير جدا من السعرات الحرارية. لكن المشكلة أن الخسارة السريعة للوزن تصاحبها آثار سلبية أخرى محتملة لا تقتصر فقط على التغيرات الشكلية التي يشير إليها مصطلح "وجه أوزمبك". تشمل تلك الآثار، وفق الدكتور كرنوهان: زيادة خطر الإصابة بحصوات المرارة ومشكلات صحية في الكبد أو القنوات الصفراوية. وقد يسبب ذلك مشكلة للأشخاص الذين يتناولون عقارات جي إل بي-1، إذ تتضاعف خطورة الإصابة بتلك الأمراض. زيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس. هناك دليل على تسارع فقدان كثافة العظام. زيادة خطر تساقط الشعر. الجفاف مشكلة رئيسية تواجه الأشخاص الذين يفقدون الوزن بسرعة كبيرة. فمعظم السوائل التي نتناولها مرتبطة بالأكل، وعندما تنخفض السعرات الحرارية بشكل كبير من الممكن أن يحدث الجفاف أو يحدث انخفاض حاد في وظائف الكلى. الإرهاق والضعف ربما يكونان إشارة على فقدان الوزن بسرعة غير آمنة. نقص المغذيات الدقيقة. وفي حين يقول الدكتور كرنوهان إنه شهد هذه الآثار الجانبية لدى أشخاص يتعاطون عقاقير جي إل بي-1، فإنه يشدد على أنه "من الصعب للغاية تحديد إلى أي مدى كان السبب في هذه المشكلات فقدان الوزن السريع في حد ذاته أم تلك العقاقير". ولكن تنبغي الإشارة إلى أن ثمة أعراض جانبية مرتبطة بتعاطي حقن إنقاص الوزن على وجه الخصوص، أكثرها شيوعا الدوار والقيء والانتفاخ والإمساك والإسهال. بالنسبة لكثيرين، تتوقف هذه الأعراض مع مرور الوقت، لكن بعضهم يقولون إنهم كفوا عن تعاطيها بسبب تلك الأعراض. ويحذر الخبراء من أن التعقيدات الناتجة عن تعاطي تلك الحقن قد تكون أسوأ في حال سوء استخدامها، على سبيل المثال عندما تؤخذ بدون استشارة الطبيب أوتُشترى عبر الإنترنت من مواقع غير مرخصة ولا تخضع للرقابة. Getty Images تداولت وسائل إعلام غربية صورا للمذيعة البريطانية شارون أوزبورن كمثال على أعراض "وجه أوزمبك" بعد تعاطي حقن إنقاص الوزن. فقدان الدهون مقابل فقدان العضلات الوزن الذي نفقده، سواء باتباع حمية غذائية أو عن طريق الأدوية، عادة ما يكون بالأساس مزيجا من الدهون وكتلة العضلات والماء، فضلا عن بعض المكونات الأخرى. يقول الدكتور كرنوهان إنه "وفق غالبية الدراسات، يشكل فقدان العضلات حوالي 25 في المئة من الوزن المفقود، سواء عن طريق الحمية أو أدوية جي. إل. بي-1. في الأسابيع الأولى من فقدان الوزن، يشكل الماء نسبة أعلى من الوزن المفقود. سبب ذلك على الأرجح هو استنفاد مخزون الغلايكوجين". والغلايكوجين هو نوع من الكربوهيدرات يوصف بـ "النشا الحيواني"، ويتكون من جزيئات عديدة من الغلوكوز. يوجد الغلايكوجين بالأساس في الكبد والعضلات، وينتقل إلى الدم عندما يكون الجسم بحاجة إلى الطاقة بشكل سريع – على سبيل المثال أثناء ممارسة التمرينات الرياضية أو بين الوجبات. وفقدان كتلة العضلات قد يشكل خطرا على الصحة العامة، إذ يؤدي إلى إضعاف القوة البدنية والقدرة على أداء المهام والوظائف ويبطئ معدل الأيض ويزيد من مخاطر التعرض للسقوط والإصابات والكسور. يقول كرنوهان إنه "من خلال التركيز على كميات كافية من الماء والأطعمة الغنية بالبروتين والكثير من الخضروات والفواكه الطازجة، فضلا عن ممارسة التمرينات الرياضية، من الممكن تخفيف مخاطر فقدان العضلات. ينبطق ذلك على أي استراتيجية ناجحة لإنقاص الوزن، لكن المخاطر قد ترتفع مع تعاطي أدوية جي إل بي-1 ببساطة لأنها أكثر فاعلية في كبح الشهية". وفيما يتعلق بفقدان الدهون أسفل الجلد، تقول أخصائية التغذية بريدجيت بنيلام إنه "قد لا يكون من الممكن تفادي بعض المشكلات مثل التجاعيد أو ترهل الجلد عند فقدان كمية كبيرة من الوزن، لا سيما عندما يتم ذلك بسرعة". بعض الأشخاص يتناولون مكملات الكولاجين لتحسين مظهر البشرة وتقليل التجاعيد، ورغم أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى ان تلك المكملات قد تكون مفيدة لصحة الجلد والبشرة، إلا أن الكثير من الخبراء والهيئات الصحية، ومن بينها هيئة سلامة الغذاء الأوروبية، يرون أن ثمة حاجة إلى المزيد من البحث في هذا المجال وأنه لا يوجد حتى الآن أدلة علمية كافية على تلك الفوائد. Getty Images ممارسة الرياضة وتناول أطعمة غنية بالعناصر الغذائية اللازمة وكميات كافية من الماء في غاية الأهمية لضمان إنقاص الوزن بطريقة آمنة. كيف نحمي صحتنا خلال إنقاص الوزن؟ يشدد الدكتور كرنوهان على أهمية فقدان الوزن الآمن والمستدام وتفادي فقدان الوزن السريع. بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون عقاقير جي.إل.بي-1، يقول كرنوهان إنه يوصيهم بإجراء "تغييرات مستدامة في النظام الغذائي والتمرينات الرياضية، مع التأكيد على أهداف يتم الاتفاق عليها مع المرضى، وتوضيح المخاطر المرتبطة بفقدان الوزن بمعدل سريع للغاية. إذا ما حدث فقدان الوزن بسرعة مفرطة، فإنني غالبا ما أنصح بتقليل جرعة أدوية التخسيس مع تقديم نصائح تتعلق بالنظام الغذائي ونمط الحياة". اتباع أنظمة غذائية تشمل تخفيض السعرات الحرارية بشكل كبير ينبغي أن يكون "تحت إشراف أخصائيي تغذية مؤهلين لضمان تلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية"، وفق بنيلام، التي تضيف أن ذلك قد يشمل "إعطاء إرشادات لاختيار أطعمة غنية بالعناصر الغذائية، بالإضافة إلى نصائح حول تناول المكملات الغذائية أو الأطعمة المدَعّمة للوفاء بالاحتياجات الغذائية". في سباق إنقاص الوزن، أحيانا يكون من السهل التركيز على ما تعكسه المرايا – لا سيما مع تركيز وسائل الإعلام ووسائل التواصل على مصطلحات تلفت الانتباه من قبيل "فم أوزمبك" أو "وجه أوزمبك". لكن مظاهر الصحة الجيدة ليست دائما مرئية. ففقدان الوزن السريع قد يكون له ثمن صحي يدفعه الجسم على المدى الطويل. ورغم أن رحلة إنقاص الوزن يمكن أن تحقق الكثير من الفوائد الصحية مثل تقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري ومرض القلب وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن تحسين صحة المفاصل، إلا أنها ليست مقاسا واحدا يناسب الجميع، فكل جسم يستجيب بطريقة مختلفة. لذا تظل استشارة الأطباء والمتخصصين المؤهلين خطوة ضرورية لضمان أن يكون المسار آمنا ومستداما.

بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟
بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟

أخبار ليبيا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبار ليبيا

بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟

رغم سمعته كأحد أكثر الأطعمة الغنية بالبروتينات والعناصر الأساسية، بدأ الإفراط في تناول البيض يثير تساؤلات طبية متزايدة، مع تحذيرات من أطباء وباحثين حول تأثيره المحتمل على القلب والصحة العامة، خصوصاً عند تجاوز الحد الآمن من الاستهلاك اليومي أو الأسبوعي. البيض: غذاء متكامل.. ولكن! البيض يحتوي على عناصر غذائية عالية القيمة، مثل البروتين الكامل، والفيتامينات (A وD وB12)، والمعادن (الحديد، السيلينيوم، الفوسفور)، إضافة إلى مضادات الأكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين المفيدة لصحة العين، وهو أيضاً مصدر أساسي للكولين، أحد العناصر الضرورية لوظائف الدماغ وتكوين الخلايا. لكن على الجانب الآخر، تحتوي البيضة الواحدة على نحو 186 ملغم من الكوليسترول، وهو ما يمثل حوالي 62% من الحد الأقصى الموصى به يومياً (300 ملغم). وهنا تبدأ المخاوف، خاصة لدى من يعانون من اضطرابات في مستويات الكوليسترول أو لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب. ماذا تقول الدراسات؟ دراسة جامعة نورث وسترن الأميركية (2019)، نشرتها مجلة JAMA الطبية، تابعت بيانات أكثر من 29 ألف شخص على مدى سنوات، وخلصت إلى أن: تناول أكثر من 3-4 بيضات أسبوعياً قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 6%، وكل 300 ملغم إضافي من الكوليسترول الغذائي يومياً ارتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 18%. دراسة جامعة هارفارد (2020) التي استندت إلى تحليل بيانات 215 ألف شخص، لم تجد علاقة مباشرة بين استهلاك معتدل للبيض (حتى بيضة واحدة يومياً) وخطر الإصابة بأمراض القلب، لكنها أشارت إلى ضرورة الحذر عند من يعانون من أمراض مزمنة، خاصة السكري من النوع الثاني. تحذيرات جمعية القلب الأميركية (AHA) تنصح بالاكتفاء ببيضة واحدة يومياً للبالغين الأصحاء، وتعديل الكمية للأشخاص الذين يتناولون مصادر أخرى عالية بالكوليسترول أو الدهون المشبعة. متى يصبح البيض خطراً فعلياً؟ البيض ليس العدو، لكن السياق الغذائي العام هو ما يحدد مدى أمانه. فالإفراط في تناول البيض بجانب نظام غذائي غني بالدهون المشبعة واللحوم المعالجة والمقلية يرفع خطر ترسب الكوليسترول الضار (LDL) وتكوين لويحات الشرايين. كما أن الأشخاص المصابين بـ: داء السكري من النوع الثاني، أمراض القلب التاجية، مشاكل في الكبد أو الكلى، ينبغي عليهم استشارة الطبيب حول الكمية الآمنة من البيض التي يمكن استهلاكها أسبوعياً، إذ إن استجابتهم للكوليسترول الغذائي قد تكون مختلفة. الاعتدال هو المفتاح الخبراء يجمعون على أن تناول البيض باعتدال، ضمن نظام غذائي متوازن غني بالخضروات، الألياف، الدهون الصحية (كزيت الزيتون والمكسرات)، يقلل المخاطر المحتملة ويحافظ على الفوائد. ويُنصح أيضاً بتحضير البيض بطرق صحية: السلق أو الشوي بدلاً من القلي، وتجنب إضافات ضارة مثل الزبدة واللحوم المعالجة، ومراقبة إجمالي استهلاك الكوليسترول والدهون في اليوم. أخيرا.. البيض غذاء مفيد، لكن 'الإفراط' قد يحوّل الفائدة إلى ضرر، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة، وبين تضارب الدراسات، يبقى الاعتدال والتوازن الغذائي والاستشارة الطبية أفضل نهج لتفادي أضرار محتملة لا تظهر إلا على المدى الطويل، فإذا كنت من محبي البيض، راقب مستويات الكوليسترول دورياً، ووازن استهلاكك للبروتينات والدهون من مصادر متنوعة. The post بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟ appeared first on عين ليبيا | آخر أخبار ليبيا. يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع عين ليبيا

بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟
بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟

عين ليبيا

timeمنذ 2 أيام

  • عين ليبيا

بين البروتين والكوليسترول.. هل تعرف الكمية الآمنة من البيض؟

رغم سمعته كأحد أكثر الأطعمة الغنية بالبروتينات والعناصر الأساسية، بدأ الإفراط في تناول البيض يثير تساؤلات طبية متزايدة، مع تحذيرات من أطباء وباحثين حول تأثيره المحتمل على القلب والصحة العامة، خصوصاً عند تجاوز الحد الآمن من الاستهلاك اليومي أو الأسبوعي. البيض: غذاء متكامل.. ولكن! البيض يحتوي على عناصر غذائية عالية القيمة، مثل البروتين الكامل، والفيتامينات (A وD وB12)، والمعادن (الحديد، السيلينيوم، الفوسفور)، إضافة إلى مضادات الأكسدة مثل اللوتين والزياكسانثين المفيدة لصحة العين، وهو أيضاً مصدر أساسي للكولين، أحد العناصر الضرورية لوظائف الدماغ وتكوين الخلايا. لكن على الجانب الآخر، تحتوي البيضة الواحدة على نحو 186 ملغم من الكوليسترول، وهو ما يمثل حوالي 62% من الحد الأقصى الموصى به يومياً (300 ملغم). وهنا تبدأ المخاوف، خاصة لدى من يعانون من اضطرابات في مستويات الكوليسترول أو لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب. ماذا تقول الدراسات؟ دراسة جامعة نورث وسترن الأميركية (2019)، نشرتها مجلة JAMA الطبية، تابعت بيانات أكثر من 29 ألف شخص على مدى سنوات، وخلصت إلى أن: تناول أكثر من 3-4 بيضات أسبوعياً قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 6%، وكل 300 ملغم إضافي من الكوليسترول الغذائي يومياً ارتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 18%. دراسة جامعة هارفارد (2020) التي استندت إلى تحليل بيانات 215 ألف شخص، لم تجد علاقة مباشرة بين استهلاك معتدل للبيض (حتى بيضة واحدة يومياً) وخطر الإصابة بأمراض القلب، لكنها أشارت إلى ضرورة الحذر عند من يعانون من أمراض مزمنة، خاصة السكري من النوع الثاني. تحذيرات جمعية القلب الأميركية (AHA) تنصح بالاكتفاء ببيضة واحدة يومياً للبالغين الأصحاء، وتعديل الكمية للأشخاص الذين يتناولون مصادر أخرى عالية بالكوليسترول أو الدهون المشبعة. متى يصبح البيض خطراً فعلياً؟ البيض ليس العدو، لكن السياق الغذائي العام هو ما يحدد مدى أمانه. فالإفراط في تناول البيض بجانب نظام غذائي غني بالدهون المشبعة واللحوم المعالجة والمقلية يرفع خطر ترسب الكوليسترول الضار (LDL) وتكوين لويحات الشرايين. كما أن الأشخاص المصابين بـ: داء السكري من النوع الثاني، أمراض القلب التاجية، مشاكل في الكبد أو الكلى، ينبغي عليهم استشارة الطبيب حول الكمية الآمنة من البيض التي يمكن استهلاكها أسبوعياً، إذ إن استجابتهم للكوليسترول الغذائي قد تكون مختلفة. الاعتدال هو المفتاح الخبراء يجمعون على أن تناول البيض باعتدال، ضمن نظام غذائي متوازن غني بالخضروات، الألياف، الدهون الصحية (كزيت الزيتون والمكسرات)، يقلل المخاطر المحتملة ويحافظ على الفوائد. ويُنصح أيضاً بتحضير البيض بطرق صحية: السلق أو الشوي بدلاً من القلي، وتجنب إضافات ضارة مثل الزبدة واللحوم المعالجة، ومراقبة إجمالي استهلاك الكوليسترول والدهون في اليوم. أخيرا.. البيض غذاء مفيد، لكن 'الإفراط' قد يحوّل الفائدة إلى ضرر، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة، وبين تضارب الدراسات، يبقى الاعتدال والتوازن الغذائي والاستشارة الطبية أفضل نهج لتفادي أضرار محتملة لا تظهر إلا على المدى الطويل، فإذا كنت من محبي البيض، راقب مستويات الكوليسترول دورياً، ووازن استهلاكك للبروتينات والدهون من مصادر متنوعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store