logo
«هدنة غزة»: عودة الحديث عن «صعوبات» رغم «التفاؤل» الأميركي

«هدنة غزة»: عودة الحديث عن «صعوبات» رغم «التفاؤل» الأميركي

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام
عاد الحديث من جديد عن «صعوبات» تواجه محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالدوحة، حسب تسريبات إعلامية متتالية، لا سيما من جانب إسرائيل، في حين يقابلها تفاؤل أميركي بإمكانية التوصل لصفقة.
ويرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن هذا المشهد سيبدو متكرراً خلال الفترة المقبلة على طاولة المفاوضات، ضمن مماطلة مقصودة من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتجاوز تهديد سحب الثقة من حكومته ببدء إجازة «الكنيست» الوشيكة قبل نهاية الشهر الحالي، متوقعين استمرار «حماس» في مواقفها المتشددة؛ لضمان عدم تجدّد الحرب بعد إبرام هدنة جديدة بضغط أميركي.
ويشارك مفاوضون من إسرائيل وحركة «حماس» في أحدث جولة من محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة منذ السادس من يوليو (تموز) الحالي، ويناقشون مقترحاً تدعمه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وسيتم في إطار الصفقة المحتملة إعادة 10 رهائن محتجزين في غزة، إلى جانب جثث 18 آخرين على مدى 60 يوماً. وستطلق إسرائيل في المقابل سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين لديها لم يُتفق عليهم بعد.
وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية»، يوم السبت، أن إسرائيل تنظر إلى هذا الأسبوع بوصفه «نقطة تحول» مهمة في المفاوضات، التي قد تُشير إلى إمكانية استمرارها من عدمه، مشيرة إلى أن هناك اتهامات لـ«حماس» بأنها هي من تضع صعوبات في هذه المرحلة. وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أوعز لفريق المفاوضات بالبقاء في الدوحة، لافتة إلى أنه قد يتم إرسال وفد آخر من كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى قطر من أجل المشاركة في المفاوضات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الوفد الإسرائيلي الكبير سيتوجه إلى الدوحة في حال وصول المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إليها لمتابعة المفاوضات، موضحة أن نقاط الخلاف الرئيسية حالياً تتعلق بخريطة انتشار الجيش الإسرائيلي، ومفاتيح إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وهذا قريب مما طرحه مسؤولان من «حماس» تحدثا إلى «رويترز»، الجمعة، من أن الخلافات «لا تزال قائمة حول خرائط انسحابات الجيش الإسرائيلي، وآليات إيصال المساعدات إلى غزة، وضمانات أن أي هدنة ستؤدي في آخر المطاف إلى إنهاء الحرب، والمحادثات لم تحقق انفراجة في القضايا قيد النقاش».
أشخاصٌ يتفقدون أنقاض مبنى مُدمَّر إثر قصف إسرائيلي على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين (أ.ف.ب)
وبالتزامن عاد الإعلام الإسرائيلي يروّج لوجود «صعوبات»، غداة حديثه عن «تقدم ملحوظ»، ونقلت قناة «i24NEWS» الإسرائيلية، الجمعة، أنه «على الرغم من الصعوبات الحالية فإن الوفد سيبقى في قطر». ولا يُمكن وصف الوضع، حسب القناة، بـ«التشاؤم أو التفاؤل»، مؤكدة أنه «مطلوب جدية من (حماس)، فنحن نقترب من نقطة الحسم والحركة تتباطأ».
ووفق القناة فإن «من أبرز الصعوبات رفض (حماس) المضي قدماً في مناقشات هوية وعدد الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن، ما دام لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن نشر القوات في قطاع غزة، واستمرار الخلاف بين الطرفَيْن بشأن الخرائط المقدمة، وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في هذا المحور فإن الطريق إلى اتفاق لا يزال ينطوي على تحديات ليست بالهينة».
وتزامناً مع الحديث عن «الصعوبات»، قال المتحدث العسكري لحركة «حماس»، أبو عبيدة، في خطاب متلفز، الجمعة: «إذا اختارت حكومة العدو استمرار حرب الإبادة، فإنها تقرر في الوقت ذاته استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط»، واتهم إسرائيل بـ«التعنت»، مؤكداً جاهزية الحركة لمواصلة «معركة استنزاف طويلة ضد إسرائيل»، في إشارة إلى نشاط لافت في الآونة الأخيرة لتنفيذ عمليات فردية ضد الجيش الإسرائيلي أسقطت قتلى وجرحى.
وكانت مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة إطلاق سراح الرهائن قد أكدت لقناة «i24NEWS» الإسرائيلية، الخميس، إحراز «تقدم ملحوظ في المحادثات»، موضحة أن الأمر «سيتطلّب عدة أيام أخرى من النقاش قبل التوصل إلى اتفاق».
الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أنه «ما دام الوسطاء لم يعلنوا فشل المفاوضات، فإن هذه الكواليس تحتمل هذا التراجع والتقدم مثل طبيعة أي مفاوضات»، موضحاً أن «حماس» بيدها أن توافق على الاتفاق فوراً، وتضع حكومة نتنياهو في خطر سحب الثقة من «الكنيست» من قبل الرافضين للاتفاق، وبالتالي عدم إقدامها على ذلك يعني رغبتها في حدوث اتفاق دون عراقيل.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن هذا التقدم والتراجع والمماطلة متعمّد من نتنياهو للدخول في إجازة «الكنيست» قبل 27 من الشهر الحالي لتفلت حكومته من سحب الثقة، مشيراً إلى أن بندَي الخلاف الرئيسيَّيْن يتمثلان في حجم الانسحابات؛ إذ ترغب إسرائيل بالبقاء في مساحات كبيرة، وهذا ما ترفضه «حماس» بخلاف عدم الاتفاق على عدد التبادل لكل رهينة مقابل الأسرى الفلسطينيين.
وأوضح الرقب أن موقف «حماس» يبدو حذراً من «ألاعيب نتنياهو»؛ لذا تتحرك ببطء من أجل أن تضغط لتحقيق مطالبها، سواء بشأن الانسحاب، أو إخراج رموز فلسطينية من سجون الاحتلال.
فلسطينيون ينعون جثمان رجل قُتل عند نقطة توزيع طعام في منطقة التينة جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
في المقابل، تواصل واشنطن التفاؤل بشأن إبرام اتفاق، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أنه سيتم إطلاق سراح 10 رهائن آخرين من غزة قريباً، دون تقديم تفاصيل إضافية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال ترمب: «استعدنا معظم الرهائن. سنستعيد 10 رهائن آخرين قريباً جداً، ونأمل أن ننتهي من ذلك بسرعة»، مشيداً بجهود مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف. ونقلت «القناة 13» الإسرائيلية، الجمعة، عن مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، قوله: «نحن أقرب إلى اتفاق بشأن غزة مما كنا عليه في الماضي».
ويرجح عكاشة أن التفاؤل الأميركي مرجعه ثقة واشنطن بحسم اتفاق، وحديث ترمب يضغط في اتجاه نحو تسريع تقديم تنازلات، مؤكداً أن واشنطن «حسمت أمر الهدنة لتلتفت إلى ملفات أخرى مثل إيران هذه الأيام، وقد تكون زيارة ويتكوف للمنطقة حال حدوثها قريباً مشجعة لإبرام اتفاق».
ويعتقد الرقب أن التفاؤل الأميركي أيضاً متعمّد من أجل دعم خطة نتنياهو في شراء الوقت، مؤكداً أن التوصل لاتفاق هدنة ثالثة يبدو أمراً محسوماً أميركياً؛ لكن المخاوف من انقلاب نتنياهو على هذا الاتفاق بعد انتهاء مدته والعودة إلى الحرب أمر يعقّد أي مفاوضات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا و24 دولة: أوقفوا الحرب فورًا.. انتقادات حادة لآلية توزيع المساعدات وقتل المدنيين في غزة
بريطانيا و24 دولة: أوقفوا الحرب فورًا.. انتقادات حادة لآلية توزيع المساعدات وقتل المدنيين في غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 6 دقائق

  • صحيفة سبق

بريطانيا و24 دولة: أوقفوا الحرب فورًا.. انتقادات حادة لآلية توزيع المساعدات وقتل المدنيين في غزة

في بيان دولي لافت، استنكرت بريطانيا و24 دولة اليوم الاثنين ما وصفته بـ القتل غير الإنساني للمدنيين في غزة والتوزيع البطيء والفوضوي للمساعدات، داعيةً إلى إنهاء الحرب فورًا وإيجاد مسار سياسي يحقق الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة. وقال وزراء خارجية هذه الدول، ومن بينهم فرنسا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا:'نحن الموقعون أدناه نبعث معًا برسالة بسيطة وعاجلة: يجب أن تنتهي الحرب في غزة الآن.' وأشار البيان إلى أن أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، في ظل نموذج توزيع تتبعه إسرائيل وصفته الأمم المتحدة بـ'غير الآمن' ويخرق معايير الحياد الإنساني. ميدانيًا، توغلت الدبابات الإسرائيلية لأول مرة في أحياء دير البلح الجنوبية والشرقية، بينما تتواصل الغارات على خان يونس ومناطق أخرى، وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين بينهم عائلات كاملة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 130 فلسطينيًا قُتلوا خلال 24 ساعة، وهو من أعلى المعدلات منذ أسابيع. في ظل أزمة غذاء ودواء خانقة، ناشدت الأونروا برفع الحصار والسماح بدخول المساعدات، مؤكدة أن مستودعاتها خارج غزة تحتوي على ما يكفي لإطعام السكان لأكثر من ثلاثة أشهر. البيان الدولي والتحركات الميدانية الأخيرة يضعان محادثات وقف إطلاق النار برعاية قطرية ومصرية أمام تحديات كبيرة، في وقت تؤكد فيه حركة حماس أن تزايد أعداد القتلى وأزمة الجوع قد يعرقلان أي اتفاق لتهدئة مدتها 60 يوماً أو صفقة تبادل أسرى.

إجلاء عائلات بدوية من السويداء مع استمرار اتفاق وقف إطلاق النار (صور)
إجلاء عائلات بدوية من السويداء مع استمرار اتفاق وقف إطلاق النار (صور)

الشرق الأوسط

timeمنذ 6 دقائق

  • الشرق الأوسط

إجلاء عائلات بدوية من السويداء مع استمرار اتفاق وقف إطلاق النار (صور)

أجلت السلطات السورية صباح الاثنين، عائلات بدوية من مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع حداً لمواجهات دامية أوقعت مئات القتلى خلال أسبوع.

غوتيريش: آخر شرايين الحياة لسكان قطاع غزة على شفا الانهيار
غوتيريش: آخر شرايين الحياة لسكان قطاع غزة على شفا الانهيار

العربية

timeمنذ 6 دقائق

  • العربية

غوتيريش: آخر شرايين الحياة لسكان قطاع غزة على شفا الانهيار

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن "صدمته" جراء المعاناة الإنسانية في غزة حيث باتت "آخر شرايين الحياة التي تبقي السكان على قيد الحياة على شفا الانهيار"، بحسب ما قال المتحدث باسمه الاثنين. وقال ستيفان دوجاريك "يدين الأمين العام بشدة العنف المتواصل، بما في ذلك إطلاق النار وقتل وإصابة الأشخاص الذين يحاولون الحصول على طعام لعائلاتهم". وقال دوجاريك إن غوتيريش عبّر عن قلقه إزاء التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في غزة، مضيفاً أن الأمين العام "يعبر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والكبار من سوء التغذية". وأضاف: "على إسرائيل التزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُوفرها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة لها". وتابع دوجاريك : "يشير الأمين العام إلى أن تكثيف الأعمال العدائية في الأيام الأخيرة يأتي في وقت تتم إعاقة النظام الانساني وتقويضه وتهديده". وتطرق إلى أوامر الاخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي لبعض أنحاء منطقة دير البلح وسط القطاع "حيث عشرات الآلاف من الأشخاص"، معتبراً أنها "تدفع الناس إلى مزيد من ظروف اليأس والتهجير الإضافي، وتقيّد قدرة الأمم المتحدة" على إيصال المساعدات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store